08-02-2009, 10:09 AM
|
| |
| يطير الحمام.. يحط الحمام
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته  - كلمة قالها الشاعر، وغاب، غير أن الجدل ما زال حاضرا بين رعاة الفضاء الرحب، وبين سدنة القفص الصعب، لكن الذي يحلق بين كلا الخيارين هو رف الحمام.
يطير الحمام.. يحط الحمام ..
ولكن ترى من يقنع تلك الطيور بأن لا تخدعها تلويحة الكشاش الذي يحاول إقناعها بأن تترك رحابة آفاقها، وتأتي اليه، وهو في داخله يتمنى أن تتمرد عليه.. لكن الحمام ينظر اليه، وهنا تكون قصة أخرى، صراع آخر يتنامى حين ترى الطيور في يده طعما لها، خديعة مجبولة من ذات طينها، هي تدع الحمام، تغويه، تفتنه، مع حركة الكشاش، وضجيج خبط الأجنحة، ولوثة أكاذيب أسطح البيوت، وحبال الغسيل، وخزانات الماء، وتلك الأقفاص المرصوفة لتكون سجون الطيور، هي مثلها مثل البيوت، والكشاش رغم ذلك يحلم، يتابع خيارات الطير، ويريد أن يتحرر من تلويحة يده الدائمة!!
يطير الحمام.. يحط الحمام ..
تحاول تلك الطيور أن تبقي على أجنحتها، وتزيد من إيقاع خبطها على جسد الفضاء، وتجاهد كي تحلق عاليا، وهي تراوغ في أن تبتعد عن فتنة الكشاش، وإغوائه لها، لكنها رغم توقها للسماء، تنظر إليه، ترى بياضا، هو بعضها، ومعه تفكر في بركة القمح، ونداوة الماء، والراحة بين الجدران الأربعة، فيكون الخيار الصعب: هل تنتصر للفضاء الرحب، القلق، فوق أحلام بيوت المدينة، أم تفيء إلى خيال ضيق، وحلم معلب، وقفص معبأ، على سطح الحياة.. هنا يعيد الشاعر كتابة قصيدة، يجعلها إيقاعا واحدا، حلما واحدا، يقول؛ يطير الحمام.. يطير الحمام.. ، فيصير الكشاش طائرا، تفتنه حرية الحمام، ويتخلى عن ذاكرته، ثم يستعير أجنحة من توقه، ويحلق مع الطير، ليرى المدينة، والبيوت على حقيقتها.. نعم، البيوت على حقيقتها، أهلها كلهم طيور تريد أن تفتح الشبابيك، وتحلق عاليا، مع الحمام، والكشاش، وتسكن غيمة بعيدة في حضن السماء..هناك.. هناك فقط!!
مفلح العدوان - تصوير حسن التميمي |
المواضيع المتشابهه 
العرض العادي
