لم يخلق الخلاق خلقا مثله

لا خلقه لا خلقه لا شكله

لا أصله لا عدله لا فضله

لا بعده لا قبله تعميما

صلوا عليه وسلموا تسليما

اللهم صل على عبدك ورسولك محمد، صل عليه في الأولين، صل عليه في الآخرين، صل عليه في الملء الأعلى إلى يوم الدين، صلاة تامة تكون لك رضاء و لحقه أداء وآته الوسيلة والفضيلة والمقام المحمود الذي وعدته.

قال روحي له الفدى صلوات ربي وسلامه عليه : (إن من أحبكم إلىّ أحسنكم أخلاقاً) رواه البخاري .

وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: (كان رسول الله أوسع الناس صدراً، وأصدق الناس لهجة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرة) رواه الترمذي. والعريكة هي الطبيعة. فقد قال عنه ابن أبي هالة: كان دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ ولا غليظ، ولا سخاب ولا فحاش، ولا عياب ولا مداح، يتغافل عما يشتهي ولا يؤيس منه، وكان يجيب من دعاه، ويقبل الهدية ممن أهداه، ولو كانت كراع شاة، ويكافئ عليها.

كيف لا وقد وصفه سبحانه بذلك فقال عز وجل: { وإنك لعلى خلق عظيم } (القلم:4) فما من خصلة من خصال الخير إلا ولرسول أوفر الحظ والنصيب من التخلق بها. ووصفه الله تعالى بلين الجانب لأصحابه فقال { فبما رحمة من الله لنت لهم } (آل عمران159) ، ففي معاشرته لأصحابه من حسن الخلق ما لا يخفى، قال أنس بن مالك خدمت رسول الله عشر سنوات فما قال لي أف قط، وما قال لشيء صنعته: لم صنعته؟ ولا لشيء تركته لم تركته؟

وقالت أمنا عائشة رضي الله عنها : ما كان أحد أحسن خلقا من رسول الله ما دعاه أحد من أصحابه ولا أهل بيته إلا قال : لبيك أي أجاب دعوته.

ولقد جعل النبي معيار خيرية الرجال في حسن عشرة الزوجات فقال: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي ). الترمذى ، وقال أيضاً : (إن من أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقاً وألطفهم بأهله) الترمذي وغيره .

ومن حسن عشرته وكريم خُلقه ما أفادته السيدة عائشة رضي الله عنها بقولها: (كنتُ أشرب وأنا حائض ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيَّ فيشرب، واتعرق العَرْقَ وأنا حائض، ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فِيَّ) رواه مسلم.

ووصفه عارف به فقال: كان رسول الله يبدأ من لقيه بالسلام، ويبدأ أصحابه بالمصافحة، يكرم من يدخل عليه، وربما يبسط له ثوبه، ويكني أصحابه ويدعوهم بأحب الأسماء اليهم اكراما لهم، ولا يقطع على أحد حديثه حتى يتجوز- أي يكثر فيتجاوز الحد، وكان ادا جلس اليه أحد وهو يصلي خفف صلاته وسأله عن حاجته فادا فرغ عاد الى صلاته. قال أنس رضي الله عنه: ما التقم أحد أدن رسول الله –أي ساره في أدنه حتى لا يسمع أحد ما يقول-، وماأخد أحد بيده فيرسل يده حتى يرسلها الاخر، ولم ير مقدما ركبته بين يدي جليس له.

وذكر عبد الله بن جرير البجلي رضي الله عنه معاملة النبي له فقال : (ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم في وجهي، ولقد شكوت إليه أني لا أثبت على الخيل فضرب بيده في صدري وقال اللهم ثبته واجعله هادياً مهديا) رواه ابن ماجة. ومعنى قوله ما حجبني: أي ما منعني الدخول عليه متى ما أردت ذلك.

بأبي وأمي أنت يا رسول الله، جزاك الله عن أمتك خير الجزاء، وجعلنا اللهم ممن يستحق جوارك وصحبتك في الجنة، فيا من جعل نبيه أسوة { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة } (الأحزاب: 21) نفعنا بما نتعلم من أخلاق حبيبك المصطفى حتى لا تكون حجة علينا يوم القيامة، انك ولي دلك والقادر عليه.

__________________

شكرا لك جزيل الشكر يا أختاه على هذا الموضوع و أتمنى لك التوفيق إنشاء الله

شكرا على هذا الموضوع
المفيد والمرضي لله ورسوله المصطفى الكريم

بأب يأنت وأمي يا رسول الله ما أعظمك خلقا وما أطيبك عشرة

اللهم ارزقنا صحبته في جنات الخلد يا رب العالمين

جزاكي الله خيرا

__________________