|
حوارات و نقاشات جاده القسم يهتم بالمواضيع الحوارية والنقاشات الجادة والمتنوعة |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
بريد الجمعة (اللحظات العصيبة) أنا فتاة أبلغ من العمر 27 عاماً .. نشأت فى أسرة مترابطة بين أب يعمل عملاً حراً وحالته المادية ميسورة وأم ربة بيت وشقيقة تصغرنى بعامين. ولقد كانت شقيقتي هذه تفوقنى جمالاً وخفة وحباً للناس وقبولاً منهم وتملأ أى مكان توجد فيه دائماً بهجة ومرحاً. كما كان لي ابن عم يكبرني بعامين يدرس بكلية الطب, وعلي قدر كبير من الاخلاق والطيبة والرقة والوسامة. وكان ابن عمنا هذا يزورنا كثيرا فولدت بذرة الحب الصامت داخلي تجاهه واحببته كثيرا, لكني نجحت في كتمانه وإخفائه عن الجميع, حين عرفت أنه حب من طرف واحد. ومضت بنا الأيام هادئة يزورنا ابن عمي في المناسبات المختلفة ونرحب به ونجلس معه كلنا, ويمضي الوقت بهيجا سعيدا والحب الصامت ينمو في أعماقي ويتوحش, وأنا أكابده واجاهد لاخفائه لكيلايشعر به أحد.. الي أن فوجئت ذات يوم بأمي تبلغني بأن ابن عمي قد اتصل بأبي وحدد معه موعدا يجيء لمقابلته مع ابيه لأمر مهم.. ولم يكن ذلك أمرا مألوفا في علاقته بنا إذ كان يستطيع زيارتنا في أي وقت ويعرف الأوقات التي يوجد فيها أبي بالبيت فيأتي بلا موعد سابق.., فخفق قلبي بشدة حين عرفت بقدومه مع ابيه لمقابلة أبي, وتساءلت هل تكون السماء قد استجابت لدعائي فغرس الله حبي في قلبه بعد كل هذه السنوات؟. وترقبت موعد زيارته بقلق واضطراب.. وجاء ابن عمي مع ابيه في الموعد المحدد وصافحت عمي وصافحته ثم دخل الجميع الي الصالون, واختلوا ببعضهم البعض لفترة من الوقت, وقلبي يكاد يقفز بين ضلوعي من سرعة الخفقان, ثم خرجت أمي من الصالون وهي تطلق زغرودة مدوية, فكدت أفقد الوعي من الفرحة. وقبل ان انطق بأية كلمة أو أسألها عن سبب ابتهاجها, فوجئت بها تقول لي أنا وشقيقتي ان ابن عمنا قد قرأ الفاتحة مع أبي وطلب يد.. اختي! وانفجرت دموعي بغير وعي مني علي الفور, وتوجهت لأختي بالتهنئة وأنا في شدة الاضطراب وأنا لا ادري بما أقول أو أفعل, ولا أعرف هل أدركت شقيقتي وأمي حقيقة مشاعري في هذه اللحظة العصيبة أم ان ابتهاجهما بالخبر قد غطي لديهما علي كل شيء آخر.. لكن الموقف قد انقضي الي حال سبيله علي اية حال, وفسر الجميع دموعي علي انها دموع الفرح والابتهاج لأختي الحبيبة, وفي الأيام التالية لذلك جاهدت نفسي كثيرا لكيلا تبدو علي آثار الصدمة والحزن وخيبة الأمل, لكني بالرغم من ذلك وجدت نفسي استسلم لنوبات متتالية من الحزن والاكتئاب, وأميل للعزلة والانطواء, وأفقد اهتمامي بالحياة وكل الأشياء, وخلال ذلك تقدم لي أكثر من شاب يريد الارتباط بي, وكلما تقدم لي أحدهم أجد نفسي تلقائيا أعقد مقارنة بينه وبين حبيبي.. أو خطيب أختي الحبيبة فتنتهي المقارنة دائما لغير صالحه, وأرفضه للفارق الشاسع بينه وبين المثال الذي أحببته وأردته لنفسي!. وتخرج خطيب أختي في كليته وعمل بأحد المستشفيات الاستثمارية.. وتحدد موعد الزفاف وكادت أختي تطير فرحا بعريسها, وتكاد تمشي فوق السحاب.. وأقيم حفل الزفاف, وكان جميلا وبهيجا, والفرحة تظل الجميع خلاله وانتقلت أختي إلي بيت الزوجية, وراحت تنهل من نهر السعادة الذي وهبته لها الأقدار مع زوجها, وبعد عام من الزواج رزقت بطفل جميل يجمع بين وسامة ابيه وذكاء أمه وخفتها, وطارت أختي من السعادة بزوجها وطفلها الجميل وحياتها الموفقة, ودرج الطفل علي الأرض ودخل عامه الثالث وأصبح بهجة العائلة كلها. وفي صيف العام الماضي رافقت أختي وزوجها وطفلها الي المصيف لقضاء بضعة أيام.. وذات صباح خرجت الأسرة السعيدة من البيت وأنا معهم يتقدمنا زوج أختي حاملا الشمسية, وأنا وأختي وطفلها من خلفه فعبر ابن عمنا الطريق قبلنا وتوقفنا ونحن ننتظر خلوه من السيارات فإذا بالطفل الصغير ينفلت من بين أيدينا لكي يلحق بأبيه ويهرول ناحيته, ورأت أختي سيارة مسرعة تتجه نحوه فانطلقت إليه كالسهم لإنقاذه وإبعاده عن الخطر.. ودفعته بالفعل بعيدا عن السيارة لكنها لم تنج للأسف منها, وانما اصطدمت بها صدمة مروعة وسالت دماؤها علي الطريق وتحولت البهجة الي حزن أليم.. ونقلت اختي الي المستشفي في حالة خطيرة.. لكن القدر لم يمهلها طويلا فاسلمت الروح بعد قليل وكان آخر مانطقت به هو كلمات توصيني بها بطفلها الصغير.. ثم صعدت انفاسها الطاهرة الي السماء يرحمها الله.. ويخيم الحزن علي حياتنا جميعا, وتجف دموعنا من كثرة البكاء. وتعتزل أمي الحياة والناس.. لفترة طويلة وتغلق عليها غرفتها بالأسابيع رافضة ان تغادرها أو تستقبل فيها أحدا.. وتصر علي ألا يضاء مصباح واحد في بيتنا الحزين. ويمضي عام طويل ثقيل علي هذه المأساة المؤلمة التي غيرت كل شيء في حياتنا. ثم يجيء زوج أختي منذ فترة قصيرة ليطلب يدي من أبي ويبرر طلبه له بحرصه علي ألا ينشأ ابنها بين أحضان غريبة. ويعده أبي بأن يفاتحني في الأمر لكنه لايقوي علي ذلك ويكلف أمي بهذه المهمة, فتبلغني برغبة زوج شقيقتي.. وتسألني عن رأيي فيه فلا أعرف بماذا اجيبها, ولا أعرف هل أنا سعيدة بهذا الطلب أم حزينة له.. لأنه لايجيء إلا كأثر لهذه المأساة الأليمة. لقد وعدت أمي بالتفكير في الأمر, لكني لم أنس حتي الآن وجهها الحزين وهي تعرضه علي, ولا دموعها الغزيرة وهي تحدثني بشأنه, ومازلت حائرة في أمري حتي الآن.. ولم استطع الرد علي أمي بموقف محدد فبماذا تنصحني ياسيدي؟.
__________________ حسبنا الله ونعم الوكيل |
#2
| ||
| ||
رد الكاتب من أسوأ مايفعله الانسان بحياته هو ان يتكتم رغباته الحقيقية.. ويتجنب التعبير عنها بكل الوسائل ويكابدها في أعماقه وحده. فيشتد ضغطها عليه في بعض الأحيان.. ويحاول هو من جانبه ان يتخفف من هذا الضغط فيجد نفسه لا اراديا يندفع الي إنكار هذه الرغبات ونفيها ويتمادي في ذلك أحيانا الي حد ابداء الرغبات المعاكسة لها, ومحاولة اقناع نفسه والآخرين بانها هي الرغبات الحقيقية له وليست تلك التي يتحرج من اعلانها والاعتراف بها! وأحسب أن هذا هو ماتفعلينه الآن بنفسك ياآنستي وماتكررين به نفس الخطأ القديم الذي ساهم في تعقيد هذه المشكلة منذ البداية. فلقد كنت تكابدين حبك الصامت لابن عمك من قبل ان يبدي رغبته في الارتباط بشقيقتك الراحلة يرحمها الله.., ولم يكن من العسير عليك في ذلك الوقت ان تشعري أقرب الناس اليك وهما والدتك وشقيقتك الراحلة باهتمامك بأمره حتي ولو لم يكن لذلك من أثر علي تغيير موقفه منك.., إذ كان ذلك في حد ذاته كفيلا بتفادي الكثير من اللحظات العصيبة التي كابدتها خلال فترة تقدمه لطلب يد شقيقتك وبعدها وربما كان قد ادي الي تحفظ شقيقتك في قبول الارتباط به مراعاة لمشاعرك وتجنبا لايلامك, وسياق القصة لا يوحي من الأصل بأنه كانت ثمة قصة حب عميق قد جمعت بينهما قبل الزواج ويكاد يؤكد ان الامر لم يكن يتعدي حدود التقارب المألوف بين شباب العائلة الواحدة في سن الزواج, وفي مثل هذه الظروف لم يكن من العسير علي اخت بارة بشقيقتها ان ترفض شابا اعجبت به اذا علمت بحب شقيقتها له.. فإن لم تذهب الي حد ذلك, فلقد كان من الممكن علي الأقل ان يراعي الجميع مشاعرك عند قبولها الارتباط به, وان تتجنب والدتك علي سبيل المثال ان تصدم مشاعرك صدمة هائلة وأنت تترقبين سماع نبأ طلبه ليدك فإذا به يطلب يد أختك. لكن آفة الانسان في بعض الاحيان هي تكتم احاسيسه ورغباته حتي عن أقرب الناس إليه, ولو صارحهم بها أو اكتفي حتي بالاشارة المتحفظة إليها لربما استطاعوا إعانته علي التعامل معها.., وتفادوا إيلامه من حيث لايريدون. وماأكثر الآلام واللحظات العصيبة التي ماكان المرء ليكابدها لو كان قد اعتمد في حياته اسلوب الصراحة في المشاعر والرغبات بغير ان يخجل منها ويتكتمها عن الآخرين وكأنها من الخطايا والآثام! وماأكثر ماتذكرني بعض مواقف الحياة المماثلة بما قاله الروائي الفرنسي الراحل البير كامي في تقديمه لروايته الشهيرة سوء تفاهم من أنه: ـ لو أن كلمة واحدة قد قيلت لما وقعت هذه المأساة! لكن آفة الانسان انه قد لاينطق أحيانا بالكلمة التي تجنبه الآلام والمعاناة في الوقت المناسب! وهاأنت تكررين الآن ياآنستي هذا الخطأ البشري القديم! وتتظاهرين أمام نفسك قبل الآخرين, بالتردد أمام قبول طلب ابن عمك الارتباط بك, وتفضلين انكار رغباتك الحقيقية ونفيها الي حد التظاهر امام النفس بعدم الرغبة فيها, ففيم كل هذا العناء ياآنستي.. وإلام تستمرين في التظاهر بعكس ماترغبين وماتشعرين به؟ لقد وقعت المأساة ولم يكن لك شأن في وقوعها.. ولا كان بمقدورك لوأردت ذلك ان تمنعيها, وزوج شقيقتك الراحلة لن يمضي بقية حياته أرمل مترهبا بلا زواج وبلا زوجة تشاركه رعاية طفله الصغير, وأنت لا تتوجهين بمشاعرك الي أحد سواه وترغبين في الارتباط به, ومازال هو يحتل في قلبك وفي اعماقك نفس المكانة التي كانت له منذ قديم الزمان, فماذا يمنعك من الارتباط به ورعاية طفل شقيقتك الصغير معه, وإعانة أبويك ونفسك قبل الجميع علي الخروج من ظلام هذه المأساة العائلية الحزينة؟ ان رفضك للارتباط بزوج شقيقتك لن يغير من حقائق الحياة شيئا ولن يعيد الراحلة العزيزة الي دنيا الأحياء مرة أخري للأسف, كما أن قبولك له علي الناحية الأخري لن يغير من الأمر الواقع شيئا ان لم يخفف الكثير والكثير من آثاره المؤلمة علي أبويك والطفل الصغير ووالده ونفسك. ولهذا فإن ترددك أمام مطلب ابن عمك ليس في حقيقته سوي رد فعل لا ارادي للخجل النفسي الداخلي في اعماقك من ان تظهري أمام نفسك وكأنك قد استفدت ـ معاذ الله ـ من رحيل شقيقتك عن الحياة في تحقيق أمنيتك القديمة في الارتباط بمن احببته حبا صامتا طوال السنين.. لكن الحوار المنطقي الهاديء مع النفس كفيل بان يعينك علي التغلب علي هذا الخجل النفسي, وعلي التسليم بأن قبولك للارتباط بابن عمك لا يتعارض مع حزنك الصادق علي رحيل شقيقتك عن الحياة ولا يعد خيانة للمشاعر الأخوية الصادقة التي جمعت بينكما.. ولهذا فلا مبرر للرفض ولا التردد حتي ولو كنت قد استسلمت خلال السنوات الماضية وفي بعض اللحظات لأحلام اليقظة التي كثيرا ماتراودنا وتجمعنا في دنيا الخيال الوردية مع من تحول دوننا ودونهم الأسباب والمقادير.. فمن رحمة ربنا بنا أنه لايحاسبنا علي الأمنيات الصامتة ولا علي أحلام اليقظة حتي ولو تعارضت مع الأعراف والتقاليد, مادمنا لانفعل شيئا عمليا ييسر تحقيق هذه الأمنيات أو يقربها من دنيا الواقع. وأنت لم تفعلي شيئا.. لتحقيق امنيتك القديمة.. أو للتعبير عنها ثم شاءت الاقدار التي لا راد لها ان تحولها الي واقع.. وان تيسر الطريق اليها في ظروف درامية لا شأن لبشر بها فماذا يمنعنا من القبول بها.. حتي ولو تحفظنا رعاية لمشاعر الآخرين في اعلان ترحيبنا بها.. والابتهاج لها! اننا ننصح من تواجه مثل هذا الموقف الذي تواجهينه الآن بألا تقبل بالارتباط بزوج شقيقتها الراحلة لمجرد الحرج العائلي الذي يفرض عليها رعاية اطفالها من بعدها, إذا كانت تخطط لحياتها مع انسان آخر ترغب في الارتباط به.. أو إذا كانت لا تستشعر مجرد القبول النفسي لزوج الشقيقة الراحلة. وهذان الشرطان غير قائمين في حالتك ياآنستي.. فلست تخططين لحياتك مع انسان آخر ترغبين فيه, ولست أيضا تنفرين من زوج شقيقتك الراحلة وانما علي العكس من ذلك, ترغبين فيه وتكنين له أعمق المشاعر, لكنك فقط تخجلين من الاعتراف لنفسك بذلك.. وتستشعرين الحرج الانساني والعائلي المفهوم في ابداء هذه المشاعر.. وهذه الرغبة فماذا يحول بينك وبين اسعاد القلوب الحزينة من حولك وأولها قلبك أنت بالارتباط به.. واحتضان طفله الصغير الحائر؟
__________________ حسبنا الله ونعم الوكيل |
#3
| ||
| ||
القصة مؤثرة جدا هذه الفتاة اعتقد أنها عانت الكثير أولا بفقدانها لمن تحب ومعايشة ذلك يوميا بما أنه تزوج أختها ومن ثم رحيل أختها اعتقد ان الكاتب عالج الموضوع من جميع النواحي معالجة صحيحة وسليمة شكرا شاهي على الموضوع المتجدد
__________________ |
#4
| ||
| ||
كنت من متابعي برنامج لحظة صدق على الفضائية المصرية قبل سنوات وكنت من المعجبين بالدكتور الذي يقوم بمعالجة المشاكل وآراؤه السديدة ووجهه المريح وعلمت بعدها انه توفي وعندما ذكرت اسم عبد الوهاب مطاوع خيّل لي أنه كان يحمل نفس الاسم ! أتسائل فقط هل هو من كان ينشّط برنامج لحظة صدق؟
__________________ |
#5
| ||
| ||
والله لا أعرف ما اقوله قصة مؤثرة بالفعل... والكاتب ما قصر في نصحه للفتاة... لكن من وجهة نظري صعب أتخيل كيف ترضى اي بنت أن تحل مكان أختها وتشارك زوجها ولو بعد موتها.... لكن هذا قدر الله لا مفر منه ومادام الأمر ليس مخالفا للشرع فلابأس خصوصا نحن نعرف جيدا كيف يتربوا الأولاد في أحضان نساء غريبات عنهم بعد وفاة الأم أو عند أزواج غرباء بعد وفاة الأب نسأل الله العافية شكرا لك تقبلي مروري أختي عندي ملاحظة بسيطة هو على ما اسمع في الغالب هو ان المسيحيين من يردوا الأقدار للسماء ويقولوا مثل ما جاء في جملتك هاته التي اراها مخالفة لديننا والله أعلم وتساءلت هل تكون السماء قد استجابت لدعائي |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
بريد الجمعة | شاهي | حوارات و نقاشات جاده | 4 | 10-15-2010 01:40 AM |
إذا وافق يوم الجمعة العيد هل تسقط الجمعة وصلاة الظهر أو لا | jawad321 | مواضيع عامة | 1 | 09-10-2010 12:42 AM |
دعااااااااء هام بيوم الجمعة أو ليلة الجمعة | أحلام بنفسجية | نور الإسلام - | 23 | 06-26-2010 11:34 PM |
اقسى اللحظات | برو@ | مواضيع عامة | 2 | 06-23-2009 12:45 AM |
من الجمعة ٍالى الجمعة ................ | فراس الحلو | خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية | 8 | 12-13-2006 08:35 AM |