|
قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
*** شجاعة الطفل عامر *** دوى صوت رهيب سقط سقوط الصاعقة على أسماع فتى صغير لم تترك الأيام آثارها على جسده الغض الذي لم يتجاوز ربيعه التاسع، فلم يستطع تمالك نفسه فجعل يبكي ويصرخ بأعلى صوته... لكن صوته كان يتبخر تحت دوي الانفجارات المتتالية التي كانت تستهدف بيوتا من الحي المجاور. استمر هذا الحال بضع سويعات لم يستطع عامر حسابها من شدة الخوف الذي تملك روحه وشل جسده، فوجئ عامر بوالده يشده خارج غرفته خوفا من الآليات الإسرائيلية التي كان صوتها يزلزل الحي من شدته فرفض عامر مغادرة غرفته التي عاش الحلو والمر بين ثناياها وخط ذكرياته على كل شبر من جدرانها... ولكن هيهات فها هو ينظر إليها النظرة الأخيرة كمن ينظر إلى المقاتل المتجه صوب ساحة الوغى وهو يعلم أن عينيه لن تبصر نوره مرة أخرى كانت عيونه ما تزال تطلق سيولا من الدموع المنهمرة بغزارة على وجنتيه الملتهبتين علها تطفئها لكن حرقة الألم أصعب من أن تُطفئ بالدموع. بعد ثوان معدودات وجد عامر نفسه في الشارع المخيف الذي أسدل الليل عليه خيوطه فأصبح كالشبح الأسود الذي يريد الانقضاض على كل من يطأه بأقدامه، فسرت رعشة الخوف في عروق عامر كانقضاض الطيور الجارحة على فريستها. بقي عامر هكذا وهو يراقب منزله الذي بدأ بالتهاوي جراء ضربات الآليات العسكرية التي خُيل إليه أنها وحش مدمر جائع يريد التهام منزله الخائف الذي بدأ يرتجف عند ملامسة فمها العملاق له... وما إن ابتعد هذا الوحش حتى خلف المنزل ركاما متناثرا هنا وهناك. انطلق عامر في هذه اللحظة ليبحث عن ذكرياته الجميلة التي اندثرت تحت الأنقاض وبكاؤه يملأ الأرجاء. بعد عدة ساعات من البحث المتواصل توقف عامر فجأة وقد تغير لونه وبرقت عيناه ولمعت بفرحة حبسها خلف قضبان الألم والحسرة ولم يستطع الإفراج عنها... نعم هذه كانت حال عامر عندما وجد هدية والده الغالية التي سبق وأن أهداه إياها بمناسبة نجاحه في العام الماضي... وهي عبارة عن قلم كان له مكانة خاصة في قلب عامر فسُر لوجوده بين أضلاعه التي ضمته كما تضم الأم ابنها الأسير بعد الإفراج عنه، فتأمل عامر أن يجد شيئا آخر من ذكرياته الضائعة... ولكن جميع محاولاته باءت بالفشل. حمل عامر قلمه ومشى محاولا تذكر آخر مرة استعمله فيها، فتذكر خريطة فلسطين التي رسمها به حينما أهداه إياه والده... وتذكر أن تلك الخريطة لم تكتمل لكنه لم يتذكر السبب. قرر عامر إنهاء ما بدأ به قبل سنة... لذلك بدأ يزاحم الشعارات الوطنية التي زخرت بها جدران الحي وبدأ برسم خريطته التي ما إن أكمل خطوطها الرئيسية حتى انطلقت رصاصة حاقدة من بندقية جندي إسرائيليٍ، استمرت هذه الرصاصة باختراق جسده الغض حتى اصطدمت بقلبه القوي الزاخر بالإصرار والعزيمة فاستقرت به لتقضي على هذه العزيمة الصلبة وتقضي على الأحلام البريئة التي ارتسمت على مُحيّا عامر المبتسم لرؤيته خطوط فلسطين قد رسمت. بدأ الحبر يسيل عن هذه الخطوط كأن الخريطة تبكي رسامها الفنان... الشاب الفلسطيني الشجاع الذي سقط تحت خريطته التي لم تكتمل. منقول
__________________ |
#2
| ||
| ||
رد: *** شجاعة الطفل عامر *** بدأ الحبر يسيل عن هذه الخطوط كأن الخريطة تبكي رسامها الفنان 000 اشكرك اختي على القصه الرائعه 0000000 وعلى النقل الرائع وعلى قلمك المبدع 00000وعلى الاختيار الموفق تقبلي تحياتي
__________________ رحلة الألف ميل تبدأبخطوة متى وجدت الإرادة والصبر زالت الصعاب احسن وسيلة للتغلب على الصعاب اختراقها لانعرف قيمة مالدنيا حتى نخسرة ليس الفخر أن لانسقط بل أن ننهض كلما سقطنا |
#3
| ||
| ||
رد: *** شجاعة الطفل عامر *** شكرا اختى على هذه القصة الرائعة
__________________ |
#4
| ||
| ||
رد: *** شجاعة الطفل عامر *** شكرا يا وردتي لهذه القصه المعبره ... ارجو انت تحضي برضى الرحمن ومقام الجنان.. ص د ى
__________________ :rose: |
#5
| ||
| ||
رد: *** شجاعة الطفل عامر *** لن يطول الحصار إن شاء الله سيأتي الفرج. شكرا أختي على القصة.
__________________ |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الاستغلال الجنسي لجسد الطفل | فراج | الحياة الأسرية | 8 | 06-28-2007 12:17 AM |
الخوف عند الأطفال | dark girl | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 3 | 02-06-2007 01:12 AM |
الطفل بين الأسرة والحياة(كيف يجب أن يعيش؟) | زهرة الرمال | الحياة الأسرية | 0 | 12-20-2006 10:55 PM |
الأسعافات وجميع مايتعلق بها مع الصور,,,,,ارجو التثبيت | فرسكا | صحة و صيدلة | 2 | 09-03-2006 02:31 PM |
أدب الطفل ووظيفته التعليمية والذوقية | قطو متهور | الحياة الأسرية | 3 | 08-22-2006 08:30 AM |