09-21-2011, 01:32 AM
|
|
هل تتمنى يوما ان تكون مثله؟
هل تتمنا يوماً ان تكون مثله.....جداً مؤثربسم الله الرحمن الرحيم قصّة نـُقلت على لسان إحدى الطبيبات تقول :دخلت علي في العيادة امرأة في الستينات بصحبة ابنها الثلاثيني ! ..لاحظت حرصه الزائد عليها ، يمسك يدها ويصلح لها عباءتهاويمد لها الأكل والماء .. بعد سؤالي عن المشكلة الصحية وطلب الفحوصاتسألته عن حالتها العقلية لأنّ تصرفاتها لم تكن موزونة ولا ردودها على أسئلتي فـقال : إنها متخلفة عقليا منذ الولادةتملكني الفضول فـسألته: فـمن يرعاها ؟قال : أناقلت : والنعم !ولكن من يهتم بنظافة ملابسها وبدنها ؟..قال :أنا أدخلها الحمّام -أكرمكم الله- وأحضر ملابسها وانتظرها إلى أن تنتهيوأصفف ملابسها في الدولابو أضع المتسخ في الغسيل وأشتري لها الناقص من الملابس !قلت : ولم لا تحضر لها خادمة ؟!قال : [لأن أمي مسكينة مثل الطفل لا تشتكي وأخاف أن تؤذيها الشغالة ]اندهشت من كلامه ومقدار برّهوقلت : وهل أنت متزوج ؟ قال : نعم الحمد لله ولدي أطفال قلت : إذن زوجتك ترعى أمك ؟ قال : هي ما تقصر وهي تطهو الطعام وتقدمه لهاوقد أحضرت لزوجتي خادمه حتى تعينهاولكن أنا أحرص أن آكل معها حتى أطمئن عشان السكر!زاد إعجابي ومسكت دمعتي !اختلست نظرة إلى أظافرها فرأيتها قصيرة ونظيفةقلت : أظافرها ؟قال : أنا ، يا دكتورة هي مسكينة !نظرت الأم لـولدها وقالت : متى تشتري لي بطاطس ؟! قال : أبشري ألحين أوديك البقالة!طارت الأم من الفرح وقالت : ألحين .. ألحين ! التفت الابن وقال : والله إني أفرح لفرحتها أكثر من فرحة عيالي الصغار.."سويت نفسي أكتب في الملف حتى ما يبين أنـّي متأثرة " ! وسألت : ما عندها غيرك ؟قال : أنا وحيدها لأن الوالد طلقها بعد شهر ..قلت : أجل ربـّاك أبوك ؟ ..قال : لا جدتي كانت ترعاني وترعاها وتوفت الله يرحمها وعمري عشر سنوات !قلت : هل رعتك أمك في مرضك أو تذكر أنها اهتمت فيك ؟أو فرحت لفرحك أو حزنت لحزنك ؟قال : يادكتورة..أمي مسكينة من عمري عشر سنين وأنا شايل همها وأخاف عليها وأرعاها ..كتبت الوصفة وشرحت له الدواء ..مسك يد أمـّه , وقال :يللا ألحين البقالة ...قالت : لا نروح مكـّة !.. استغربت !قلت : لها ليه تبين مكة ؟قالت : بركب الطيارة ! قلتله : بتوديها لـ مكّة ؟قال : إيه..قلت : هي ما عليها حرج لو لم تعتمر ، ليه توديها وتضيّق على نفسك ؟قال :يمكن الفرحة اللي تفرحها لاوديتها.. أكثر أجر عند رب العالمين من عمرتي بدونها ..خرجوا من العيادة وأقفلت بابها وقلت للممرضة : أحتاج للرّاحةبكيت من كل قلبي .. وقلت في نفسي: هذا وهي لم تكن له أماً ..فقط حملت وولدتلم تربي ، لم تسهر الليالي ، ولم تُدرسه ، ولم تتألم لألمه ، لم تبكي لبكائه ، لم يجافيها النوم خوفا عليه , لم.. ولم.. !ومع كل ذلك ..كل هذا البر...!فـ"هل سنفعل بأمهاتنا الأصحاء..مثلما فعل بأمه المتخلفة عقليـًّا"؟!منقولاللهم اعنا على بر والدينااللهم اغفر لهما وارحمهما كما ربونا صغارا(اللهم أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه واصلح لي ذريتي إني تبت اليك وإني من المسلمين)
|