تثاءبت بكسل وهي تنظر للساعة استعادت ذكريات الأمس لتعرف أخيراً أنها بمبيت جماعي بمنزل ماثيو
نهضت بثقل .. اتجهت نحو النافذة وفتحتها لتستنشق بعض الهواء النقي استعدادً ليوم مجهد كما خطط له... أطلت برأسها على حديقة المنزل الواسعة وهي تبتسم لكن ما عكر صفو مزاجها رؤيتها لجوليا هناك
لم تتمالك نفسها فانطلقت بسرعة لترى ماذا تفعل وكيف استطاعت الدخول؟؟! لكن لا فائدة فقد اختفت طريدتها حال وصولها تلفتت يمنه ويسرى علها تجدها لكن هيهات لماكرة مثل جوليا ألا تنتبه.. مشت بإحباط متجهتاً نحو غرفتها إلا أن صوته المرح أوقفها
بنبرة كئيبة ردت تحيته : صباح الخير كايتو هل نمت جيداً؟؟
هز رأسه إيجاباً .. عقد بين حاجبيه قائلاً : ما بك لا تبدين على ما يرام هل حصل شيء معك؟؟
ـ لا ليس تماماً لكني رأيت جوليا هنا منذ قليل
قهقه ساخراً .. هذا مستحيل فنظام الأمن في منزل أسرة كانزاكي قوي جداً
لارا بغضب: أنا واثقة من كلامي كايتو
تدخل إيساو : لم لا تصدقها كايتو أنا أيضاً رأيتها
كايتو : هذا رائع حقاً يبدو أن الجنون أصابكما اليوم
إيساو بسخرية يجاري بها كايتو: لما لا تفكر بأني من فتح لها الباب
كايتو بابتسامة: أنت لا تجرؤ على هذا حتى
لارا بلطف: لا تأخذ بكلام كاي لأنه تعلم الوقاحة من صديقه
ماثيو باغتياظ: أي صديق تقصدين؟؟
لارا بابتسامة بريئة: أنت أكيد
إيساو بضجر واضح : الجو بارد هنا سأذهب لغرفتي كي أنام
لارا بمرح: لا أيها الكسول تعال معي لدي موضوع مهم أريد أن أحدثك به
كايتو وماثيو بغضب طفولي : ولما هو بالذات؟
ـ لأنكما مغفلان .. كان ردها أسرع مما تخيلا
مشت وإيساو إلى داخل المنزل حتى وصلا للمطبخ أخيراً
لارا بمرح : أتحب القهوة؟؟
إيساو بنفاذ صبر : بماذا تريدين أن تحدثيني أم أنك فعلت هذا لتملقي كما يفعل الجميع هنا؟؟
لارا بغضب:أنت ساذج هم يحبونك لهذا تركوك بينهم إلى الآن حتى أنا سامحتك مع أنك كنت السبب بإصابتي مرتين لقد أصبحت جزء منا بطريقة ما حتى أنا لا أستطيع فهمها
إيساو بابتسامة: لأنكم مجموعة حمقى
بثقة تكلمت: حتى لو أنكرت أنا واثقة من حبك لنا على كلاً دعنا من هذا، الآن أريد منك أن تساعدني بتجهيز مفاجأة لمايا فقد سمعت بالأمس أن اليوم سيكون .........
سكبت القهوة بـ قدحان وقدمت له أحدهما استنشقت رائحتها ثم هتفت بحماس: أنت صديقها عليك أن تفعل شيئاً بشأن هذا
إيساو ببرود أكبر: أطلبي هذا من لويس
ضربته على رأسه بغضب وقالت : أنت كالجدار
أبتسم وقال: عندي شيء واحد قد أفعله قد أرسل الدعوات
لارا بحماس : رائع كنت واثقة من أني اخترت الإنسان المناسب
ميرك ببراءة: لماذا هل تريدين الزوج به
أيها التافه كانت تلك الكلمات تخرج من فمها مع الرص على الحروف وهي تلحق به
تاركتا إيساو غارق ببحر من الأسئلة ... هو من أفضل أفراد العصابة قاتل بدم بارد
لا يحب أحداً ولا يشفق على أحد كيف.. كيف وصل إلى مثل هذا الموقف لما لم يعد يستطيع خيانتهم بسهولة
تكلم بهمس : أنا حقا ضائع ـ منذ ذالك اليوم الذي ذهبت به لأقتل أكاي
(ساي: أكاي كيف حالك يا صاح
أكاي بابتسامة مشرقة: أنا بخير وسعيد جداً لرؤيتك هنا
أقترب أكاي من ساي وقال بود: أجل عزيزي فقد ساعدتنا كثيراً في معركتنا الأخيرة وقد كنت حريصاً على حياة الجميع منذ قليل كنت أحدث فالون عنك وقلت له أن علينا شكرك)
حقاً أنا لا أصدقه لكنني لا أستطيع قتله صمت قليلاً وأردف يالا غرابة الزمان من كان يتوقع أن فالون هو صديق أكاي السري..
كانت تسير بصحبة ساندرا بين أروقة المنزل عندما رأت لويس يخرج من مكتب والدها والابتسامة تعلو محياهـ
مايا بفضول: ما الذي تفعله عند والدي ؟؟
تعمد أغاضتها بإجابته: إذا كنت فضولية لتلك الدرجة التي تجعلك تتدخلين بشؤون الناس من حولك اسألي والدك بنفسك
ساندرا: حقاً لويس ما الذي تفعله مع والد مايا بهذا الوقت المبكر الساعة الآن السادسة وسبعة عشر دقيقة
أجابها بابتسامة: كنت أسأله إذا ما كان يريد شراء منزلي لأني سأنتقل للعيش بمنزل أكاي
تدخلت مايا: لكن منزلك جميل فلما تريد بيعه
لويس باستفزاز : بما أنه يعجبك لما لا تشتريه أنت؟؟
مشى قليلاً إلى أن وصل لنهاية الرواق ثم قال: مايا أريد أن أحدثك بشأن ساي .. أنتظرك الساعة التاسعة في غرفة الضيوف
أكاي بحماس: علينا التجهيز بسرعة فهذه اللحظات لا تعوض
ماثيو بغضب: لقد أصابني الصداع من عدد المرات التي أعدت فيها هذه الجملة
إيساو بابتسامة شاحبة: لقد قمت بعملي على أكمل وجه حتى أني لم أتناول إفطاري معكم
كايتو : يمكنك أن تذهب إيساو فمهمتك الأخرى هي الخروج مع مايا للتسوق وهذا يعني هلاكك رسمياً
لعبت ميرال بإحدى خصال شعرها وهي تقول: سيذهب عملنا هباءً لو شعرت مايا بشيء أو ذهبت مع إيساو ولم تعد إلى ما بعد الثامنة
إيساو بخبث: رائع إذاً سأحرص على تأخيرها
فالون: هذا ليس وقتكما.. الجميع يعمل بجد هذا اليوم حتى أنا أحضرتموني لأعمل معكم هذا العمل السخيف أفضل القبض على اللصوص على أن أحُضر للحفلات
ساندرا بجدية : لكن هذا سيضعنا بخطر
إيساو: لقد فكرت بهذا لذالك لم أرسل بطاقة دعوة لأسرة كوران
أكاي بحماس طفولي: حقاً أحبكم يا جماعة
ميرك بابتسامة شقاوة : تخيلوا أن يهطل المطر الحفل سيقام بحديقة منزلنا أي أننا بمكان مكشوف
مارك بثقة: عندها سندخل المدعوين للمنزل أيها الصغير
زم ميرك شفتيه قائلاً: وكأنك الأكبر هنا أم أنك تقول هذا لأنك..
فهم مارك من طريقة كلام ميرك أنه يستفزه لذالك أشار له بأن يصمت ورمى له هاتفاُ محمولاُ يبدوا عليه القدم
ميرك بابتسامة : أتعلم مارك أنت تفهمني
في أحد أروقة المنزل كانت مايا تحدث إيساو عن لويس وكيف رأته بمكتب والدها
مايا بغضب : لن أذهب إيساو أرجوك أفهمني سيحاول استفزازي وإغضابي أنه شرير
إيساو بانزعاج: لن أكلمك بعد اليوم مايا
مايا بطفولة: ما دخلك أنت به ألم تقل لي أنه مجنون بشكل أنيق
تجاهلها إيساو كأنها لم تحدثه بالأساس
هزت رأسها باستسلام: سأذهب لكن إن أغضبني سأكرهك أنت
إيساو بابتسامة : لن تفعلي
خطت بضع خطوت وهي تتمتم بالشتائم ثم توقفت واستدارت حيث يقف إيساو قائلتاً بفضول: هل تعرف ماذا يريد ذالك الشرير مني؟؟
إيساو ببرود: لا لا أعلم، يجب عليك أنت أن تعلمي هذا أوليس من تنعتيه بالشرير صديق طفولتك؟؟
مايا بتفكير: قال أنه يريد أن يحدثني عن ساي .
إيساو بحماس: هذا رائع ربما وجد طريقة لقتله
مايا بغيظ: أنت تزيد قلقي إيساو أخرس
إيساو : ما بك ألم نتفق على قتل ساي ؟؟
مايا: أخرس لا أريد سماعك أفضل الذهاب للويس لأرى ما يريد
مشت بخطوات سريعة والعنف واضح على معالم وجهها الشرس
فتحت باب الغرفة ودخلت قائلتاً: ما الذي تريده مني لويس؟؟
وضع ذالك الأخير كتاباً كان يقرئه على الطاولة وأجاب: أريد أن أسألك بعض الأسئلة عن إيساو
شعرت بالقشعريرة تسري بأنحاء جسدها لكنها وبغضب أجابته: أسأل ما تشاء ولا تتوقع مني أن أجيبك على شيء
ضحك ساخراً منها ثم وقف وأتجه نحوها بخطوات ثابتة وهادئة كما هي عادته ليقف على مقربة منها همس بصوت أشبه بالتحدي: أنا وجميع من في المنزل عدا ميرال نعرف أن ساي هو إيساو ولو أردنا قتله لفعلنا منذ زمن طويل ولن تتمكني من ردعنا
مايا بارتياح : إذا ما الذي تريد معرفته عنه؟؟
لويس بابتسامة: أتعرفين أنه أخ كايتو الحقيقي من غير التبني
مايا بصدمة: لا فهو يحسب أن كايتو يسخر منه ولهذا يريد قطع لسانه كعقوبة مؤقتة له
ـ آووه وأنت صامته ولم تخبري كايتو بالأمر؟؟
ـ لقد أخبرت كاي لكنه سخر مني وقال لن يجرؤ على لمسه حتى.. أتعلم لويس أنت وأخي.. كايتو وساي أنصاف مجانين
عاد لويس ليجلس على الأريكة طالباً منها الجلوس بجانبه بإيمائه هادئة من يده
ـ هل أنت غاضبة مني مايا؟؟
هز رأسها بالنفي وقالت : لولا ما فعلته لم تعرفت على إيساو الحقيقي أكثر لقد أصبح لدي صديق حقيقي لا بل أخ رائع أفضله على ماثيو عديم الشفقة
تبسم لردة فعلها الغريبة ثم أردف : جيد لكن عليك أقناع أخاك الجديد بالابتعاد عن طريق أكاي كلياً وأيضا دعيه يبتعد عن طريق عمه أقنعيه بالسفر في الوقت الحالي حالته ليست جيدة هكذا أقصد أن الشرطة قد تقبض عليه بأي وقت لو عرفت حقيقته
مايا باستغراب: أرى أنك مهتم لأمره أهذا لأنه أبن دونالد؟؟
ـ لا ... في بادئ الأمر كنت و أكاي نستلطفه لنتلاعب بمشاعره لكن ومع الأيام بتنا نحبه فهو وبالنهاية إنسان مثلنا قد يبدو متذبذب بيننا وبين والده وعمه لكن لهذا أسباب والسبب الرئيسي خلف وجود ساي الطيب هو فقدانه للذاكرة تلك الفترة فقد بات يفرق بين الصواب والخطأ.. قد تكون مدة قصيرة تلك التي قضاها بمنزل دونالد لكنها كانت الفيصل في حياته.. كان يجب تسليمه للشرطة آنذاك لكن لم يكن يوجد أحد يعلم بحقيقته وقد بات يستحيل تسليمه للشرطة الآن فقد تعدى السن القانوني
هزت مايا برأسها إيجاباً بينما أبتسم لويس لها ثم رمى بعلبة صغيرة وقال: هذه هدية صغيرة لك لأنك فتاة صالحة
قالت وهي تفتحها بمرح : لو لم تعجبني سأرميها من النافذة
لويس بثقة: حتى أرميك خلفها
أخرجت من العلبة خاتم صغير تتوسطه جوهرة زرقاء
بدا الغباء جلياً على وجهها وهي ترمق الخاتم بنظراتها الطفولية
ـ أتريدين رميه من النافذة؟؟
مايا برباطة جأش : لا بل أريد رميك أنت
لويس بابتسامة وهو ينظر إليها: أتقبلين الزواج بي مايا
انتفضت مايا واقفة من مكانه وقد بدا الإحراج جلي على وجنتيها
لويس بابتسامة سأعتبرها موافقة
فتح باب الغرفة ليدخل أكاي وهو يصفق بمرح: مبارك لك مايا
مايا بارتباك: أكاي أكنت تعلم ؟؟
أكاي بحماس: أجل لقد خططنا أنا ولويس لهذا اليوم ستكون حفلة خطوبتكما سيحضرها الكثير من الناس
اختفت ابتسامة مايا تلقائياً لتنطق بغضب مكبوت : لقد كانت خطة إذا أليس كذالك؟؟
أكاي بابتسامة: أجل ... أردف بحماس اليوم سيكون مميز جداً لأنك ستكونين عروس جميلة
أستنكر لويس: لا أعتقد هذا؟؟
صرخت بـ هما بطفولة: يكفي أنتما الاثنان أصمتا يبدو أنكما خطتما لكل شيء دون التفكير بي
لويس بثقة مطلقة : لأن رأيك واضح
بدا النشاط هو المسيطر على ذالك المنزل
إلا أنه ولسبب ما كان شارداً يفكر
اليوم قد يكون أخر يوم له في هذا العالم
إيساو أأنت بخير كان ذالك الصوت الدافئ كفيلاً بإيقاظه
رسم ابتسامة مزيفة على محياه وقال: أجل أنا بخير سيدتي
عقدت ما بين حاجبيها بانزعاج وهي ترمقه بأسف
مـ ا بــ ك : تلك الكلمات المتلعثمة خرجت من فمه بتوتر
لتجيبه هي: إياك ومناداتي سيدتي فهذا يجعلني أبدو كالعجوز تماماً
ـ إذا كيف تريدين مني مناداتك
اتسعت ابتسامتها وكأنها كانت تنتظر هذا السؤال لعبة بإحدى خصال شعرها كالمراهقات وقالت : نادني أمي
رسم ابتسامة زائفة على شفتيه بصعوبة : أسف لكني لا أحب هذا الاسم سأناديك هيلين
ضربت رأسه براحة يدها وبابتسامتها المعهودة قالت: أحبك يا فتى
بدا الإحراج جليا على وجهه وهو يبعد يدها عنه
هاهي عقارب الساعة تشير للحادية عشر تماماً
بداخل إحدى السيارات الفخمة كان إيساو يقود وهو شارد الذهن كما حال مايا الجالسة جواره
إلا أنه أخيراً وكما يبدوا أستيقظ من شرودهـ بعد أن حزم أمره وأتخذ قراراً نهائياً بشأن حالته
بدت الراحة جليه على وجهه وقد شقت ابتسامة صاخبة طريقها لشفتيه
بنبره يملئوها الحماس تكلم: إذاً من أين سنبدأ مايا؟؟
مايا بشرود: من أي مكان تريده
زاد من سرعة سيارته ثم فأوقفها بطريقة استعراضية مما جعل مايا تستفيق من شرودها وقد أرتطم رأسها بزجاج السيارة الجانبي
بحده تكلمت: أأنت مجنون لما فعلت هذا؟؟
إيساو بوجه بريء : أنا لم أفعل شيئاً أنت لم تنتبهي لكلامي وأدرت إيقاظك
مايا: لديك عدة طرق آخري غير هذه
بابتسامة تكلم: هذه مضمونة النتائج هي الآن أنزلي من السيارة فهنا يوجد مصفف الشعر الذي حجزوا لك مكانا عنده سمعت أنه محترف
مايا بطفولة: لا أريد أن أنزل قبل أن تعتذر
إيساو بسخرية: أي طرق الاعتذار تنفع معك؟؟
ـ أنا على ثقة بأنك تسخر مني لكني لن أتخلى عن اعتذارك وأرى أن تقوم أنت بتصفيف شعري
ـ أووووهـ عزيزتي أنا لا أجيد هذا
ـ لا أطمئن أنا على علم تام بأنك تجيده فأنت بارع بالتنكر
بابتسامة ماكرة تكلم: إذا أنت تطلبين هذا من ساي وهذا يوجب علي إحضار ساي إليك
فهمت مقصده فقالت: لا أريد ساي أريدك أنت
أماء رأسه بمكر قائلاً : لا بأس إذاً دعينا نذهب
بدأ يقود سيارته إلى أن وصل لمنزله الذي ذهبت إليه عندما كان بالمشفى
ترجل من السيارة بهدوء أخرج مفتاحا من جيبه وفتح الباب
تكلم بضجر: هيا أنزلي أيتها المزعجة أم تريدين مني أن أفتح لك باب السيارة أيضا
بابتسامة تكلمت : أجل أرجوك أفعل
فتح باب السيارة ثم أنحنى بلطف قائلا هل دخلت جلالتك لمنزلي المتواضع
ترجلت بلطف مبالغ: هذا من دواع سروري
دخلا المنزل المليء بالثقوب نتيجة المعركة التي قامت به مسبقاً
طلب منها أن تجلس على إحدى الأرائك المنتشرة بالصالة ففعلت
اختفى لبعض الوقت ثم ظهر وهو يحمل حقيبة سوداء
فتح حقيبته تلك التي تحوي كل أدوات التجميل الخاصة بالتنكر
وقال: لن يعرفك لويس عندما يراك
مايا بعفوية: عندها سأمزقه بيدي هاتين
شرع إيساو بالعمل بينما كانت مايا تطرح عليه الأسئلة
ـ إيساو يكفي كلاماً هكذا قد أدخل المقص في عنقك دون أن أشعر
ـ لا أستطيع أن أتوقف عن الكلام معك أن مسلي جداً
مايا وقد تذكرت كلماته: ماذا ستفعل بالمقص إيساو؟؟
إيساو بشر: أقص شعرك عزيزتي
مايا برعب: لا أرجوك لويس لا يحب الشعر القصير
قهقه باستمتاع : منذ سويعات قليله كان شرير
مايا بغضب: دعك من هذا الآن .. ماذا ستفعل بالمقص عدا قص شعري
ـ سأوضب شعرك لا تخافي لن يؤثر ذالك بطوله
مايا بضجر: هل ستبقى معنا للأبد إيساو؟؟
إيساو بنبرة تخفي الكثير: لا أستطيع فأنتم من سيطردني قريبا
أجابته والانفعال بادا على نبرتها المهتزة: لا لن نفعل
إيساو : دعي كل شيء لوقته واستمتعي اليوم لأقصى حدود الاستمتاع
بعد ربع ساعة صمت نطق إيساو بمرح: لقد انتهينا صاحبة السمو
ثم توجه نحو أحدى الغرف أحضر منها مرآة كبيرة ووضعها أمام مايا لترى نفسها بعد ساعتان من العمل المتواصل
كان وجهها يحوي القليل من أدوات التجميل فقد وضع لها كحل بسيط جعله يبدو حقيقيا أحمر شفاه والقليل من الظل
أما شعرها فقد تركه منسدلا مع الكثير من الخصال الحلزونية أدخل بينها بعض الخصال الملونة بالبني وسحب الغرة على الجهة اليمنى بطريقة منظمة
بدا على مايا الصدمة عندما رأت وجهه رمقت إيساو بطفولة : أنت رائع جداً أبدو حقيقية
نظر إليها وعلامات التعجب تملأ وجهه : لما هل كنت شبح؟؟
ـ أيها الغبي أقصد أن ما فعلته لا يبدو متكلفا لكنه جعلني أبدو مميزة
هز رأسه متفهما وقال: هي لنشتري الفستان
كانت حديقة المنزل تبدو كقاعة كبيرة للاحتفالات
الكراسي زينت بقماش أبيض اللون لف حوله شرائط حمراء
وأمام كل أربع كراسي يوجد طاولة دائرية الشكل ،في وسط الحديقة يوجد طاولة كبيرة مستطيلة الشكل ألتف حولها الكثير من الكراسي خصصت للأصدقاء
أبتسم أكاي بشقاوة: أرأيتم يا أصدقاء حفل المنزل أفضل بكثير من أن نستأجر قاعة مخصصة وذلك لأن هذا المنزل كبير وحديقته مميزة
زم ماثيو شفتيه بانزعاج: أكاي أتعلم أنك مزعج لقد جعلتني أعمل بحفل أختي مع أني وعدته عندما كنا صغاراً أن سأقوم بتخريب الحفل
وضع كايتو يده حول عنق ماث بمرح: هيا يا رجل كف عن التذمر ودعنا نستمتع
همس بأذنه مردفاًَ، ثم لا تنسى اليوم ستهدي أمك طاقة الزهور التي جهزتها لك
ماثيو باستياء: هيا كاي علينا الذهاب لتبديل ملابسنا فلم يبقى سوانا
هز كايتو رأسه موافقاً ودع أكاي وذهبا
في أحد المنتزهات المنتشرة بالمدينة
كانا جالسان على أحد الكراسي المنتشرة
حرك إيساو شفتاه ليتكلم لكن مايا سبقته..: أتعلم على الرغم من كون هذا اليوم هو اليوم الذي كنت أحلم به إلا أنني لست بسعيدة
نظر إيساو إليها بعطف: أعلم هذا لكني مستغرب لم يبقى سوا ساعة ونصف على بدأ الحفل وأنت لا تريدين الذهاب
بنبرة استياء أجابته: هذا لأن الخطوبة كلها فكرة أكاي أي أن لويس ينفذ خطة ما لهذا تقدم لخطبتي اليوم
اتسعت ابتسامة ملئها الشر وجهه مما جعل عيناه تتألقان
لاحظت مايا تغير ملامح وجهه فسألته بانزعاج مآبك؟؟
إيساو : بصراحة لقد أقنعتني أقصد أنا موافق على إفشال الحفل ، ماذا أريد أكثر من ذالك أنا هنا بأحد المنتزهات مع فارستي نلهو وهم هناك مضطربون ، سيكون هذا انتقاما شرساً
شعرت مايا باطمئنان : أشكرك إيساو
همس الأخير بنبرة تصنع فيها الحزن: مسكين لويس لقد كان يحضر نفسه لخطبتك منذ أكثر من أسبوع سيشعر بخيبة أمل
نهضت مايا مسرعة وهي تسحب يد إيساو قائلتاً: هيا بنا سنتأخر
لم يبقى سوا ثلاث دقائق على الساعة الثامنة
السعادة رسمت أثرها على وجوههم
كان ماثيو يضبط ربطة عنق كاي والسعادة بادية على محياة
كايتو بطفولة : أنتبه كي لا تخنقني لا أريد الموت بين يدك
سمح ماثيو لابتسامة خفيفة بالفرار من بين شفتيه وهو يقول بغرور: عليك أن تفخر في حال موتك بين يدي يا صاح
بنظرات عميقة تكلم كاي: لو حصل سأفعل ثق بكلامي
تدخلت لارا بوجهه العابس: هيا أنتما الاثنان لويس انتهى من تجهيز نفسه ومايا وصلت الجميع بالأسفل ينتظركما
علت ابتسامة ساخرة وجه ماث وهو ينظر إليها
لارا بغضب: ما بك ماث أيوجد شيء خاطئ بشكلي
أجابها بسخرية: باستثناء ارتدائك لحذاءين مختلفين لا يوجد
تحول لون وجنتا لارا للأحمر القاني وهي تخرج من الغرفة بغضب واضح
ضرب ماث يده بيد كاي وخرجا سويا
ها قد بدأ الحفل بصخبه وأضوائه الملونة وروائح العطور تداخلت مع بعضها البعض
ألتف الأصدقاء حول طاولتهم بسعادة غامرة
أكاي بحماس : سأعزف لكما اليوم
لويس: أجل أفعل وأن كان عرفك سيئاً سأطردك من منزلك
أكاي :أصمت يا صغيري أنا ومايا تدربنا كثيراً على الناي.. لذالك سأقوم اليوم بالعزف لكما وأنتما ترقصان
لويس بضجر : المهم بالأمر أن لا تحرجيني برقصك
وخزت مايا لويس بخاصرته ليبدوا على وجهه الألم الطفيف
تلفتت ميرال حولها ثم سألت باستغراب: أين جان وفالون
أجابها مارك : لقد رأيت فالون عند شجرة البنفسج أما جان فقد أتصل منذ الخامسة وأعتذر عن القدوم
ساندرا بحيوية: سأذهب لرؤية أخي
وقفت ميرال وهي توجه ابتسامة لطيفة نحو ساندرا .. تكلمت بعدها : سأذهب للبحث عن فالون
مشت بخطوات ثابتة بين الناس وهي تجول ببصرها بحثاً عن ضالتها إلى أن رأته أخيراً واقف حيث أخبرها مارك
حتى أنه لم ينتبه إليها عندما وصلت لجوارهـ
ميرال بنبرة ساخرة: ما بك فان ؟ أهذا لأن جان لم يأتي
لكن فالون لم يلتفت لها بمعنى أدق لم يكن يسمعها كل ما يفعله كان التدخين
ومن عدد أعقاب السجائر المرمية على أرض بات واضحاً أنه قلق بشأن شيئاَ ما
في العادة هو لا يدخن ألا نادراً جداً
تحدثت بقلق: هل حصل شيء مع جان ؟؟
لم يجبها أيضا بل اكتفى بـ اخرج علبة السجائر من جيبه
أدار وجهه ناحيتها ليرسم على شفتيه ابتسامة ميتة : أتريدين التدخين ميري؟؟
فهمت من نبرته أنه لم يكن منتبهاً لها أصلاً
حاولت جاهدتاً رسم ابتسامة طبيعية لتجيبه بعدها : لست ممن يحبون الموت البطيء لي أو لك فان
ها .. ماذا تقولين عزيزتي يبدو أنا حرارتك مرتفعه اليوم
شعرت بالغضب يسري في أنحاء جسدها لكنها تمالكن أعصابها وقالت: لما لا تذهب وتجلس معنا الأصدقاء قلقون عليك
ـ بقائي هنا أفضل للجميع أشعر بضيق تنفس
ـ غريب منذ ساعتان تركتك بحالة جيدة
حرك رأسه بضخر واضح قائلاً: ألم تقولي من قبل أني قد أكون ساي ؟؟ إذا أعتبريها حالة من حالته..
بدا على وجه ميرال الحزن : للأسف لست ساي لقد تأكدت من الأمر
بحثت كثيراً عندما علمت أن الجميع لا يريدني أن أعرف هويته حصرته بينكما أنت وإيساو ذالك لأن لا أحبك لأنك شرطي ولا أحب إيساو بسبب زيرو
ثم بحثت بالأدلة وعندما علمت أنك لست أخ ساندرا ذهبت إلى منزلك وأخذت شعره من وسادتك
فالون مقاطعاًُ: اقتحمت غرفتي؟؟
رمقته بصرامة وأكملت: بعد تحليلي لحمضك النووي عرفت أخيرا أنك أبن ماكس .. سألت دونالد عنك وأخبرته بما استنتجته فأخبرني هو أنه كان يطمئن عليك بين الحين والآخر لذالك وضعك عند الطبيب
وجودك معه كان سيجلب لك الخطر
أستفسر فالون: إذا كيف علمت أني أبن ماكس؟؟
ـ لأني سمعت من الأصدقاء أن معنا في الفريق ذاته أبن ماكس وساي
صفق ساخرا، أحسنت يا فتاة إذا لما لم تقتلي إيساو إلى الآن
تنهدت بتعب: لا أعلم لكن أرجح أنني لم أعد أكرهه
حرك فالون شفتيه ليسخر منها لكن رنين هاتفه منعه .. أخرجه من جيب سترته بسرعة ولهفه
بينما كان يعزف أكاي على الناي كما وعد لويس
كانت ميرال تراقبه عن كثب عندما اختفت معالم وجهه وبات الجمود هو المسيطر
أنزل يده التي تحمل الهاتف عن أذنه .. تراخى جسده تدريجياً ليسقط الهاتف منها
ميرال بخوف: ما لذي جرى لك .. مع من كنت تتكلم ..هل جان بخير؟؟
حرك بؤبؤ عينه لينظر إليها وقال: أجل بخير
ميرال بابتسامة : إذا ما الذي جرى؟؟
حاول الكلام مراراً لكن لا فائدة شفتاه تأبى التحرك لسانه يأبى نطق تلك الأحرف شعرت ميرال أن الوضع خطر لكنه باغته بحركة مفاجئة حيث أمسك يدها وقال: هل تجيدين الرقص..؟
نظرت نحوه رغبتا منهاً بالسخرية كما هي عادتها لكن عيناه الحزينتان منعتها فقالت بانصياع : أجل
كانت تلك الكلمات هيا ما يرددها كاي بين الفنية والأخرى
رد ماثيو بمتعاض: لا أريد أشعر أنها سترفض اعتذاري
ـ قلت لك من قبل أنا أنهيت أمر الاعتذار كل ما عليك فعله هو إحضارها إلى حيث نجلس
هز ذالك الأخير رأسه برضا أخيراً وتوجه نحو إحدى الغرف المطلة على الحديقة ليحضر والدته
تبعه كايتو ليطمئن أن صاحبه لن يفسد الأمر مما جعل التوأمان يلحقان به
فتح مايو الباب بأدب بعد طرقه
لكن رؤيته لخصال شعر أمه عند المدخل جعل القلق يتسلل لقلبه مما جعله يهرول بسرعة وليته لم يفعل لقد رأى والدته ملقاة على إحدى الأرائك وقد قص شعرها بطريقة عشوائية والدماء تغطي الأريكة وقد تحول لون ثوبها التركوازي إلى الأحمر القاني ... كان واضحاً جداً أنها ماتت منذ فترة .. لكن عقله أبى التصديق تحركت قدماه بحركة لا إرادية نحو الأمام ثم أندفع جسده بسرعة نحو تلك الجثة الهامدة.. فجأة شعر بقوة تسحبه نحو الخلف
ليشعر أنه بين أحضان دافئة لم تكن سوا لكاي الذي سحبه لصدره ليجعل ظهره للسيدة ماريا
تكلم بحروف متقطعة: لا تنظر ماث أبقي عيناك مغمضتان
ماثيو بصوت أجش : دعني كاي أنا لم أعتذر لها حتى .. كنت أقسو عليها وهي تحتمل .. لما الآن كاي لما الآن
ضمه كايتو بأسى قائلاً: كف عن هذا الكلام أنه قدرها ليس لنا دخل به عليك أن تكون سعيداً الآن ليس لأنها ماتت بل لأنها ماتت وهي راضيه عليك وقد سامحتك
ـ ليس لي صدقني هي سامحتك أنت
ـ وما الفرق كلانا واحد أليس كذالك
بدا على ميرك الفهم فسحب أخاه وخرجا منطلقان نحو أكاي
مد كايتو يده نحو جيبه ، أخرج هاتفه المحمول ضغط بعض الأرقام ، أنتظر قليلاً ثم تكلم : لسنا بخير أبي لقد قتلت السيدة ماريا
لم يدم الهدوء طويلاً حتى علم كل من بالحفل عن الوضع
مايا بحسرة : ليتنا لم نفعل هذا الحفل
لويس بألم : أنا لم أدعو نيكولاس حتى إيساو لم يفعل إذاً من فعلها
أتاه الرد سريعاً : أنا أعرف كل شيئاً عنك فأنت ضحيتي لويس
إيها الحقير النذل الوغد الغبي الكريه لماذا هي كلنا هنا لماذا أخترت أمي أطلقت مايا كلماتها بسرعة كاتمة لدموعها بمحجريهما مخفيه ضعفها عن الملأ
كان رده سريعاً حيث قال: ليست هي فقط بل الجميع سيموت هنا ، هذا المكان سيكون قبركم الجماعي
صوت جريء أقتحم المكان حيث قال صاحبة: لا بل أنها ستكون نهايتك إيها التافه أتعتقد أني كنت غافل عنك وعن تصرفاتك المكان مليء بالشرطة لا أنكر ذكائك بالدخول لكن الخروج أصعب مليون مره
ـ أنظروا من يتكلم الشرطي الضعيف الذي لم يستطع حماية أخته وأبنه عمه
لم ينهي كلماته حتى بدأ تبادل النيران بين الشرطة ورجال العصابة
الضحايا كانوا المدعوين .. هم أناس مسالمين لم يتوقعوا أنهم قادمون نحو نهايتهم
جلس مارك واضعاً يده على أذناه مغلقاً عيناه وهو يردد :دم دم الدماء تملئ المكان .. سيموت الجميع .. سأبقى وحدي
نظر أكاي حوله لأصدقائه حالاتهم كانت مختلفة ميرال ولارا بدأتا القتال مايا ذهبت لمكان ما
بينما كايتو يقف منتصباً بمكانه وهو يتحدث مع ماثيو الشبه فاقد للوعي
ميرك مختبئ خلف أحدى الطاولات كل ما يقوم به هو لفت الأنظار نحوه ليبعد الخطر عن أخاه الأكبر
لويس وفالون كانا يقاتلا لجوار الشرطة
ماري: كنت مختفية عن الأنظار
بينما تغطي السيدة هيلين أبنه جاك
ـ يا إلهي ماذا أفعل كيف لم أحسب حساباً لهذا لقد فكرت كثيراً لكن كل ما فعلته لم يوصلنا لشيء هل علي الأستسلام أم أكمل الطريق
الأستسلام الآن سيكون هزيمة محدقة
أنا ضائع .. أبتسم بسخرية وأردف : إذاً هذا ما أتيت لتخبرني به اليوم يوشيدا
شعر بيدها على كتفه نظر إليها كانت قد بدلت ملابسها ببطال أسود وكنزة رمادية دون أكمام
أكاي بنشاط مصطنع: جيد أنك بخير مايا
مايا بسخرية : أي خيراً تقصد
لم تكد تكمل عبارتها حتى سمعت صرخة مدوية ملئت الأنحاء
نطق صاحبها بعد صمته منادياً بأسم صديقة
توجهت أنظار الكثيرين نحو كايتو الذي كان ملقياً على الأرض محيطاً بجسده ميرك والدماء تملئه
ميرك بارتخاف : أأنت بخير؟؟
كايتو بابتسامته المعهوده : أجـ ـل
أبعده ميرك جاعلاً إياه بحجره بينما أطلق ماثيو عدة طلقات مجنونة نحو نيكولاس أصابته اثنتين منها
ركض نحو صديقة ليسمع ميرك يسأله : لما فعلت هذا؟؟
ـ لا تتكلم هكذا نحن أخوان ثم أنني لا أريد لماث أن يفقد اثنان من أفراد عائلته باليوم ذاته كانت كلماته متقطعة ضعيفة
أكمل كلاماته ثم أغلق عيناه
لكن السؤال الذي بث الرعب بقلوب الكثيرين هل سيفتحهما بعد الآن؟؟
هل سيعاود الابتسام من جديد ؟؟
هل سيقف أمامهم مجدداً حاملاً عنهم ألامهم مشاركهم بأحلامهم أم أنها نهاية روح ممزقة هد كاهلها بالألم؟؟
أكاي بتعب : خذي مايا هذه ساعتي أعطيها لماث أرجوك
ـ هذا لأن يوشيدا أتاني اليوم
قال معاتباً لي لقد أنتظرتك طويلاً أكاي لم لم تزرني
أخبرنه حينها سأتي للأقامه معه.. تنهد بتعب وأردف ويبدو أني سأفعل هذا اليوم
أنطلق بعدها بسرعة ليلحق بنيكولاس فالإصابة التي سببها له ماث ستعيقه عن الحركة
أنطلق بسرعة ورشاقة متمكناً بعد صعوبة من قتل كايسي والد إيساو
لكن أثناء حركته لأكمال طريقة اخترقت رصاصة مجهولة المصدر ظهره ليخر على الأرض ببطء
دونالد بغضب: ما فائدة الشرطة والضحايا في تكاثر ؟؟
أطلق نظره في الأرجاء ليرى الجثث من حوله نظر نحو ماث كان يبكي كطفل صغير بينما أبنه مبتسم وكأنه نائم
أكاي طريح الأرض لا يبدي أيه حركة
الوضع خطير الشيء الوحيد الجيد إصابة نيكولاس
لكن مافائدة أنهاء العصابة لو فقد عائلته؟.؟