عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيــون الأقسام العلمية > تحميل كتب مجانية, مراجع للتحميل

تحميل كتب مجانية, مراجع للتحميل كتب مجانية, كتب عربية للتحميل, كتب ألكترونية, كتب اجنبية, كتب تعليمية, مراجع عربية,كتب للتحميل, كتب للقراءة.

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-09-2011, 03:39 PM
 
Smile كتاب معالم في الطريق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم


{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً }الأحزاب23




اسم الكتاب : معالم في الطريق
اسم المؤلف : سيد قطب
الناشر : دار الشروق - مصر
رقم الطبعة : 1 إلي 6
حجم الملف بالميجا : 4.4 تقريبا
نوع الملف : pdf


(نبذة عن المؤلف)




يمكن الاطلاع علي سيرته الذاتية بصورة شاملة من هنا

سيد قطب إبراهيم حسين الشاذلي (9 أكتوبر 1906: 1324 هـ - 29 أغسطس 1966: 1386 هـ) كاتب وأديب ومنظر إسلامي مصري، وعضو سابق في مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين ورئيس سابق لقسم نشر الدعوة في الجماعة ورئيس تحرير جريدة الإخوان المسلمين
ولد في 9 أكتوبر 1906 بقرية موشة وهي إحدى قرى محافظة أسيوط. يعتبر من أكثر الشخصيات تأثيراً في الحركات الإسلامية التي وجدت في بداية الخمسينيات من القرن الماضي، له العديد من المؤلفات والكتابات حول الحضارة الإسلامية، والفكر الإسلامي.
  • ودخل المدرسة الابتدائية في القرية عام 1912م، حيث تخرج فيها عام 1918م، وانقطع عن الدراسة عامين بسبب ثورة 1919م.
  • وفي عام 1920 سافر إلى القاهرة للدراسة والتحق بمدرسة المعالمين الأولية عام 1922 ثم التحق بمدرسة "تجهيزية دار العلوم" عام 1925م، وبعدها "تحويلية دار العلوم" عام 1929 حيث تخرج فيها عام 1933م حاملاً شهادة الليسانس في الآداب.
  • عين بعد تخرجه مدرسًا في وزارة المعارض بمدرسة الداودية ثم مفتشًا للتعليم الابتدائي.
  • وفي عام 1948 أوفدته وزارة المعارف إلى أمريكا للاطلاع على مناهج التعليم ونظمه وبقي يها حوالي سنتين حيث عاد إلى مصر في 20/8/1950م وعُين في مكتب وزير المعارف بوظيفة مراقب مساعد للبحوث الفنية واستمر حتى 18/10/1992م حيث قدم استقالته.
  • بعد ذلك انضم "سيد قطب" إلى جماعة الإخوان المسلمين، وأصبح مفكر الجماعة الذي يعتد برأيه، بالرغم من أنه لم يتبوء منصبًا قياديًا.
  • اعتقل سيد قطب لأول مرة مطلع عام 1954م وبقي لمدة شهرين، ثم اعتقل بعد مسرحية حادث المنشية يوم 26/10/1954، حيث قدم للمحاكمة يوم 22/11/1954م، وكانت المحكمة برئاسة "جمال سالم" وعضوية "أنور السادات" و"حسين الشافعي" وحكم عليه بخمسة عشر عامًا، ثم توسط الرئيس العراقي "عبد السلام عارف" فأفرج عنه بعفو صحي عام 1964م.
  • ثم اعتقل عام 1965م بتهمة تدبير مؤامرة لاغتيال "جمال عبد الناصر" وبدأ التحقيق معه في السجن الحربي في 19/12/1965م واستمر 3 أيام وأصدرت المحكمة حكم الإعدام على سيد قطب يوم 21/8/1966م.
  • وقد وصلت برقيات عديدة من أنحاء العالم العربي والإسلامي تطالب "عبد الناصر" بعدم تنفيذ حكم الإعدام في "سيد قطب".
  • ولكن تم تنفيذ الحكم قبل بزوغ فجر يوم الاثنين 29/8/1966م الموافق 13جمادى أولى عام1386هـ.
  • يوم تنفيذ الإعدام، وبعد أن وضع على كرسي المشنقة يقول عبد الله عزام أنهم قد عرضوا عليه "أن يعتذر عن دعوته لتطبيق الشريعة ويتم إصدار عفو عنه"، فقال: "لن أعتذر عن العمل مع الله". ثم قال: "إن إصبع السبابة الذي يشهد لله بالوحدانية في الصلاة ليرفض أن يكتب حرفا واحدا يقر به حكم طاغية". فقالوا له إن لم تعتذر فاطلب الرحمة من الرئيس. فقال: "لماذا أسترحم؟ إن كنت محكوما بحق فأنا أرتضي حكم الحق، وإن كنت محكوما بباطل، فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل" ، ويروى أيضاً أن الذي قام بعملية تلقينه الشهادتين قبل الإعدام قال له: "تشهد"، فقال له سيد: "حتى أنت جئت تكمل المسرحية نحن يا أخي نعدم لأجل لا إله إلا الله، وأنت تأكل الخبز بلا إله إلا الله"

(من أقواله)


1- فما يخدع الطغاة شيء ما تخدعهم غفلة الجماهير ، وذلتها ، وطاعتها ، وانقيادها ، وما الطاغية إلا فرد لا يملك في الحقيقة قوة ، ولا سلطاناً ، وإنما همي الجماهير الغافلة الذلول ، تمطي له ظهرها فيركب ! وتمد لها أعناقها فيجر ، وتحني لها رؤوسها فيستعلي ! وتتنازل له عن حقها في العزة والكرامة فيطغى !
والجماهير تفعل هذا مخدوعة من جهة ، وخائفة من جهة أخرى ، وهذا الخوف لا ينبعث إلا من الوهم ، فالطاغية - وهو فرد - لا يمكن أن يكون أقوى من الألوف والملايين ، لو أنها شعرت بإنسانيتها ، وكرامتها ، وعزتها ، وحريتها . كأنه كان معنا في ثورة 25 يناير

2- تبرئة الأشخاص لا تساوي تشويه المنهج

3- إن الكلمة لتنبعث ميتة ، وتصل هامدة ، مهما تكن طنانة رنانة متحمسة ، إذا هي لم تنبعث من قلب يؤمن بها ، ولن يؤمن إنسان بما يقول إلا أن يستحيل هو ترجمة حية لما يقول ، وتجسيماً واقعياً لما ينطق عندئذ يؤمن الناس ، ويثق الناس ، ولو لم يكن في تلك الكلمة طنين ، ولا بريق .

4- هي الأسباب الظاهرة لإصلاح الجماعة البشرية كلها ، عن طريق قيادتها بأيدي المجاهدين الذين فرغت نفوسهم من كل أعراض الدنيا وكل زخارفها ، وهانت عليهم الحياة وهم يخوضون غمار الموت في سبيل الله ، ولم يعد في قلوبهم ما يشغلهم عن الله ، والتطلع إلى رضاه ، وحين تكون القيادة في مثل هذه الأيدي تصلح الأرض كلها ويصلح العباد ، ويصبح عزيزاً على هذه الأيدي أن تسلم في راية القيادة للكفر ، والضلال ، والفساد ، وهي قد اشترتها بالدماء والأرواح ، وكل عزيز ، وغال أرخصته لتتسلم هذه الراية لا لنفسها ولكن لله

5- قليل هم الذين يحملون المبادىء وقليل من هذا القليل الذين ينفرون من الدنيا من اجل تبليغ هذه المبادىء وقليل من هذه الصفوة الذين يقدمون أرواحهم ودمائهم من اجل نصرة هذه المبادىء والقيم فهم قليل من قليل من قليل

6- بذرة الشر تهيج ، ولكن بذرة الخير ، تثمر ، إن الأولى ترتفع في الفضاء سريعا ولكن جذورها في التربة قريبة ، حتى لتحجب عن شجرة الخير النور والهواء ولكن شجرة الخير تظل في نموها البطيء ، لأن عمق جذورها في التربة يعوضها عن الدفء والهواء …
مع أننا حين نتجاوز المظهر المزور البراق لشجرة الشر ، ونفحص عن قوتها الحقيقية وصلابتها ، تبدو لنا واهنة هشة نافشة في غير صلابة حقيقية ! … على حين تصبر شجرة الخير على البلاء ، وتتماسك للعاصفة ، وتظل في نموها الهادئ البطيء ، لا تحفل بما ترجمها به شجرة الشر من أقذاء وأشواك !…
أفراح الروح


7- وكم من أبي جهل في تاريخ الدعوة إلى الله ، يسمع ويعرض ، ويتفنن في الصد عن سبيل الله ، والأذى للدعاة ، ويمكر المكر السيء ، ويتولى وهو فخور بما أوقع من الشر والسوء ، وبما أفسد في الأرض ، وبما صد عن سبيل الله ، وبما مكر لدينه ، وعقيدته ، وكاد !
وكم من أبي جهل في تاريخ الدعوات يعتز بعشيرته ، وبقوته ، وبسلطانه ، ويحسبها شيئاً ، وينسى الله وأخذه حتى يأخذه أهون من بعوضة ، وأحقر من ذبابة .. إنما هو الأجل الموعود لا يستقدم لحظة ، ولا يستأخر .
ظلال القرآن 6/3773 .


8- إن الظن يذهب لأول وهلة أن تثبيت الأقدام يسبق النصر ، ويكون سبباً فيه ، وهذا صحيح ، ولكن تأخير ذكره في العبارة يوحي بأن المقصود معنى آخر من معاني التثبيت ، معنى التثبيت على النصر وتكاليفه ، فالنصر ليس نهاية المعركة بين الكفر والإيمان ، وبين الحق والضلال ، فللنصر تكاليفه في ذات النفس ، وفي واقع الحياة .
للنصر تكاليفه في عدم الزهو به ، والبطر ، وفي عدم التراخي بعده والتهاون ، وكثير من النفوس يثبت على المحنة والبلاء ، ولكن القليل هو الذي يثبت على النصر والنعماء ، وصلاح القلوب وثباتها على الحق بعد النصر منزلة أخرى وراء النصر ، ولعل هذا هو ما تشير إليه عبارة القرآن . والعلم لله .
ظلال القرآن 6/3289 .


9- ولا بد لأي روح يراد لها أن تؤثر في واقع الحياة البشرية فتحولها وجهة أخرى .. لا بد لهذه الروح من خلوة وعزلة بعض الوقت ، وانقطاع عن شواغل الأرض ، وضجة الحياة ، وهموم الناس الصغيرة التي تشغل الحياة ، لا بد لها من فترة للتأمل والتدبر والتعامل مع الكون الكبير وحقائقه الطليقه ، فالاستغراق في واقع الحياة يجعل النفس تألفه وتستنيم له ، فلا تحاول تغييره .ظلال القرآن 6/3741 .


10- (والذين هم عن اللغو معرضون). . لغو القول , ولغو الفعل , ولغو الاهتمام والشعور . إن للقلب المؤمن ما يشغله عن اللغو واللهو والهذر . . له ما يشغله من ذكر الله , وتصور جلاله وتدبر آياته في الأنفس والآفاق . وكل مشهد من مشاهد الكون يستغرق اللب , ويشغل الفكر , ويحرك الوجدان . . وله ما يشغله من تكاليف العقيدة : تكاليفها في تطهير القلب , وتزكية النفس وتنقية الضمير . وتكاليفها في السلوك , ومحاولة الثبات على المرتقى العالي الذي يتطلبه الإيمان . وتكاليفها في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , وصيانة حياة الجماعة من الفساد والانحراف . وتكاليفها في الجهاد لحمايتها ونصرتها وعزتها , والسهر عليها من كيد الأعداء . . وهي تكاليف لا تنتهي , ولا يغفل عنها المؤمن , ولا يعفي نفسه منها , وهي مفروضة عليه فرض عين أو فرض كفاية . وفيها الكفاية لاستغراق الجهد البشري والعمر البشري .

(عن الكتاب)



مؤلف لسيد قطب ،من أشهر كتب سيد قطب ومن أكثرها جدلا. تتركز فيه أفكاره الأساسية في التغيير الذي ينشده، وإن كان أصله مأخوذا من كتابه في ظلال القرآن في طبعته الثانية، وفي أجزائه الأخيرة من طبعته الأولى. كان الكتاب قد طبع منه عدد محدود في طبعته الأولى التي نشرتها "مكتبة وهبة"، ولكن بعد أن حُكم بإعدام سيد قطب، وبعد أن كتبت له الشهادة أصبح الكتاب يطبع في العالم كله بعشرات الآلاف.




معالم في الطريق
كتاب أشغل العالم .. في تلك الحقبة الزمنية الماضية .. في الخمسينيات والستينيات ..

معالم في الطريق
كتبه أشهر رجل في النصف الثاني من القرن العشرين

معالم في الطريق ..
كتاب كُتب .. ليموت من أجله صاحبه شهيداًً- نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا
- يطير على حبال المشانق .. كبداية لطيران أفكاره في سماء الأمة المسلمة

معالم في الطريق
كتاب جعل صاحبه يتعلق بحبل المشنقة مدافعا عن دينه

معالم في الطريق
كتبه سيد قطب بدمه .. ليصبح زاداً يغذي الفكر الإسلامي المناوئ للغرب

معالم في الطريق
كتاب أحيا في الأشعث .. تلك المبادئ التي ما فتئ يبحث عنها ملياَ .. ووجهه فكرياً للطريق الأقوم ..

معالم في الطريق

زاد للفكر ومشعل لجذوة الإيمان .. ومحطة للإنطلاق ..
ربما ينتهي بك الأمر .. كما انتهى بصاحبه

معالم في الطريق
كتاب كتب ليُعاش حقيقة حركية واقعية في واقع الحياة ..
كتاب ليس لأجل الغذاء الفكري فقط .. بل من أجل أن يعيش كل ما كتب فيه واقعاً حركياً منتجاً ..
كُتب لأجل أن تُعاش المبادئ كواقع قائم تتمثله الجماعة المسلمة .. وليس من أجل التنظير الذي تعيشه أغلب الحركات الإسلامية اليوم !

أدعكم معه ..وبين يديه .. عيشوه بكل حواسكم وفكركم..ولا تنسوا أن صاحبه قد قتل مؤمناً بكل ما أروده .. بل كان يقول لتلاميذه .. أحدهم كان اسمه كاسم الشهيد .. اسمه سيد .. كان يقول له(( تعال يا سيد نراجع معا فصلا من فصول هذا الكتاب ، وأنا أظن أن أبواب السجن ستفتح له ولنا من جديد وقد تنصب لنا أعواد المشانق... فيرجوه تلامذته ألا يطبع المعالم حفاظا على حياته فيرفض بإباء قائلا : لا بد أن يتم البلاغ.))

(نبذة من الكتاب)



من مقدمة الكتاب "ان قيادة الرجل الغربي للبشرية قد أوشكت على الزوال .. لا لأن الحضارة الغربية قد أفلست ماديًا أو ضعفت من ناحية القوة الاقتصادية والعسكرية .. ولكن لأن النظام الغربي قد انتهى دوره لأنه لم يعد يملك رصيداً من " القيم " يسمح له بالقيادة . لابد من قيادة تملك إبقاء وتنمية الحضارة المادية التي وصلت إليها البشرية ، عن طريق العبقرية الأوروبية في الإبداع المادي ، وتزود البشرية بقيم جديدة جدَّة كاملة - بالقياس إلى ما عرفته البشرية – وبمنهج أصيل وإيجابي وواقعي في الوقت ذاته . والإسلام - وحده - هو الذي يملك تلك القيم ، وهذا المنهج ."

وفي موقع آخر يقول عن سر نجاح الأمة الإسلامية:
"لقد اجتمع في الإسلام المتفوق، العربي والفارسي والشامي والمصري والمغربي والتركي والصيني والهندي والروماني والإغريقي والاندونيسي والإفريقي إلى آخر الأقوام والأجناس وتجمّعت خصائصهم كلها لتعمل متمازجة متعاونة متناسقة في بناء المجتمع الإسلامي والحضارة الإسلامية. ولم تكن هذه الحضارة الضخمة يوما ما [عربية] إنما كانت دائماً [إسلامية] ولم تكن [قومية] إنما كانت دائماً [عقيدية]"



هذه المعالم لابد أن تقام من المصدر الأول لهذه العقيدة . . القرآن . . ومن توجيهاته الأساسية ، ومن التصور الذي أنشأه في نفوس الصفوة المختارة ، التي صنع الله بها في الأرض ما شاء أن يصنع ، والتي حولت خط سير التاريخ مرة إلى حيث شاء الله أن يسير . لهذه الطليعة المرجوة المرتقبة كتبت " معالم في الطريق "

يضع سيد قطب في هذا الكتاب المعالم اللازمة لاستعادة الحاكمية ويركز سيد قطب بشكل عام على مفهوم الحاكمية لله في جميع كتاباته . يبدأ الكتاب بموضع جيل قراني فريد وهو جيل الصحابة ويتسأل سيد قطب فيه عن عدم تكرار هذا الجيل ويبين فيه فهم الصحابة للقران الكريم بنقطتين:
  1. ان الصحابة رضوان الله عليهم اخذوا القران كنبع وحيد دون دخول اي معتقدات تعطل صفاء هذا النبع ويضع مثالا عليه انزعاج الرسول عندما رأى عمر بن الخطاب يقرأ صحيفة من التوراة .
  2. يرى سيد قطب ان الصحابة تعاملوا مع القران بعتباره تكاليف واوامر مباشرة من الله يجب تنفيذها بسرعة ، ويضرب مثالا عليها قول بن مسعود " كنا لا نتجاوز العشر من الايات حتى نحفظها ونعمل بها "
ينتقل سيد قطب بعد ذلك إلى (طبيعة المنهج القرآني ) يرى قطب ان المنهج القراني كان يعالـج القضية الأولى ، والقضية الكبرى ، والقضية الأساسية ، في هذا الدين الجديد .. قضية العقيدة .. ممثلة في قاعدتها الرئيسية .. الألوهية والعبودية ، وما بينهما من علاقة .لقـد كان هذا القرآن المكي يفسر للإنسان سر وجوده ووجود هذا الكون من حوله .. كان يقول له : من هو ؟ ومن أين جاء ؟ ولماذا جاء ؟ والى أين يذهب في نهاية المطاف ؟ لقد شاءت حكمة الله أن تكون قضية العقيدة هي القضية التي تتصدى لها الدعوة منذ اليوم الأول للرسالة ، وأن يبدأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أولى خطواته في الدعوة بدعوة الناس أن يشهدوا : أن لا اله إلا الله ، وأن يمضي في دعوته يعرِّف الناس بربهم الحق ، ويُعَبِّدَهم له دون سواه . ولم تكن هذه - في ظاهر الأمر وفي نظرة العقل البشري المحجوب - هي أيسر السبل إلى قلوب العرب ! فلقد كانوا يعرفون من لغتهم معنى " إله " ومعنى : " لا إله إلا الله " . كانوا يعرفون أن الألوهية تعني الحاكمية العليا .. وكانوا يعرفون أن توحيد الألوهية وإفراد الله - الله - بها ، معناه نزع السلطان الذي يزاوله الكهان ومشيخة القبائل والأمراء والحكام ، وردّه كله إلى الله .. السلطان على الضمائر ، والسلطان على الشعائر ، والسلطان على واقعيات الحياة ، والسلطان في المال ، والسلطان في القضاء ، والسلطان في الأرواح والأبدان .. كانوا يعلمون أن " لا إله إلا الله " ثورة على السلطان الأرضي الذي يغتصب أولى خصائص الألوهية ، وثورة على الأوضاع التي تقوم على قاعدة من هذا الاغتصاب ، وخروج على السلطات التي تحكم بشريعة من عندها لم يأذن بها الله .. ولم يكن يغيب عن العرب - وهم يعرفون لغتهم جيداً ويعرفون المدلول الحقيقي لدعوة - " لا اله إلا الله " - ماذا تعني هذه الدعوة بالنسبة لأوضاعهم ورياساتهم وسلطانهم ، ومن ثم استقبلوا هذه الدعوة - أو هذه الثورة - ذلك الاستقبال العنيف ، وحاربوها هذه الحرب التي يعرفها الخاص والعام .. فَلِمَ كانت هذه نقطة البدء في هذه الدعوة ؟ وَلِمَ اقتضت حكمة الله أن تبدأ بكل هذا العناء ؟ . الفصل الثالث هو (نَشأَة المُجتَمع المُسْلِم وَخَصَائِصُه) يرى سيد قطب ان المجتمع الإسلامي كان مجتمعا مبنيا على رابطة العقيدة . اناس من فرس وعرب وروم وعرقيات مختلفة وحدتها العقيدة الإسلامية وذابت فيها كل الفروق والاختلافات وكان الناس فيها سواسية كأسنان المشط

إنها قضية عقيدة ومعركة عقيدة . . وهذا ما يجب أن يستيقنه المؤمنون حيثما واجهوا عدواً لهم . فإنه لا يعاديهم لشيء إلا لهذه العقيدة " إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد " ويخلصوا له وحده الطاعة والخضوع !
وقد يحاول أعداء المؤمنين أن يرفعوا للمعركة راية غير راية العقيدة ، راية اقتصادية أو سياسية أو عنصرية ، كي يموَّهوا على المؤمنين حقيقة المعركة ، ويطفئوا في أرواحهم شعلة العقيدة . فمن واجب المؤمنين ألا يُخدعوا ، ومن واجبهم أن يدركوا أن هذا تمويه لغرض مبيت ، وأن الذي يغير راية المعركة إنما يريد أن يخدعهم عن سلاح النصر الحقيقي فيها ، النصر في أية صورة من الصور ، سواء جاء في صورة الانطلاق الروحي كما وقع للمؤمنين في حادث الأخدود ، أو في صورة الهيمنة - الناشئة من الانطلاق الروحي - كما حدث للجيل الأول من المسلمين .
ونحن نشهد نموذجاً من تمويه الراية في محاولة الصليبية العالمية اليوم أن تخدعنا عن حقيقة المعركة ، وأن تزور التاريخ ، فتزعم لنا أن الحروب الصليبية كانت ستاراً للاستعمار . . كلا . . إنما كان الاستعمار الذي جاء متأخراً هو الستار للروح الصليبية التي لم تعد قادرة على السفور كما كانت في القرون الوسطى ! والتي تحطمت على صخرة العقيدة بقيادة مسلمين من شتى العناصر ، وفيهم صلاح الدين الكردي ، وتوران شاه المملوكي ، العناصر التي نسيت قوميتها وذكرت عقيدتها فانتصرت تحت راية العقيدة !
"وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ" (8- البروج)
وصدق الله العظيم ، وكذب المموهون الخادعون !

(تحميل الكتاب)



اضغط علي صورة الكتاب التالي





رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كتاب الرفيق في الطريق لتعلم اللغة العبرية amon-amarth معهد تعلم لغات العالم 8 09-11-2021 02:06 AM
كتاب الطريق إلى مكة .. من اليهودية إلى الإسلام ل ليوبولد فايس .. محمد أسد . أحمر العين تحميل كتب مجانية, مراجع للتحميل 2 12-30-2011 02:41 PM
تصبحون علي خير أو الطريق الطويل للسرير كتاب مصور ŖανëŇ تحميل كتب مجانية, مراجع للتحميل 2 09-03-2010 02:51 AM
كتاب معالم سياحية مصورة سارس 16 سفر و سياحة 4 03-22-2010 05:39 PM
كتاب الطريق إلى الشخصية المؤثرة بــو راكـــــان تحميل كتب مجانية, مراجع للتحميل 0 01-31-2007 10:23 AM


الساعة الآن 07:01 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011