عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > ~¤¢§{(¯´°•. العيــون الساهره.•°`¯)}§¢¤~ > أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه

أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه.

Like Tree5Likes
 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #16  
قديم 04-16-2012, 04:14 PM
 
*
*
*
*
الجزء التاسع

عادت جودي وساندرا إلى المنزل فاستقبلتهما الجده بالترحيب .... جلست ساندرا بجانب جدتها ثم قالت جودي : أستأذنكم علي الذهاب لتبديل ملابسي ...
أذنت لها الجده وذهبت باتجاه غرفتها ... لم تصدق مارأته ...!
كانت هناك وردة باللون الأحمر قطفت حديثا وضعت عند مدخل الباب ... انتشلتها جودي واستنثقت عبيرها وهي تبتسم بفرح ....
جودي " انها لي ... يالسعادتي ... ولكن من وضعها ؟ "
لم تفكر في الموضوع كثيرا دخلت إلى الغرفه وشرعت في تبديل ملابسها ثم أتت بإناء فخاري قد رسمت عليه بعض الرسومات ملئت نصفه بالماء ووضعت الزهره بداخله ..
وقالت والابتسامه لم تفارقها : هكذا ستعيشين مدة أطول أليس كذلك يازهرتي ؟ " ثم ضحكت ببلاهه وسكتت فجاءة ثم قالت : يا إلهي لقد نسيت ..!.. لايجب علي البقاء طويلا في غرفتي فقد تحتسبه الجده خطأ او تقصيرا مني ..!
أطفأت الأنوار وهمت بالخروج حتى عادت وهي تبتسم : إلى اللقاء يازهرتي ^^
\
/
\
دقت أجراس الساعه السابعة مساءا لتنبئ بقدوم مايكل وستيف ...
ذهب ستيف مباشرة إلى غرفته واستلقى على فراشة ووضع كفية خلف رأسه وشرع في التفكير ... التفكير الذي لم يتوقف منذ ان اخبرته الجده بذلك
ستيف " ماهذا ؟... لم علي أن أحب فتاة تخدمني ؟.. كبريائي لايسمح بذلك .. لاشك ان جدتي مخطئه .. بالتأكيد مخطئه ... فهي ليست في قلبي وعقلي لتعرف بماذا افكر ... لم أحس يوما اني احبها ... ربما أعجبت بها ... ولكن حالما تخرج من منزلنا وتنتهي فترة خدمتها سأنساها .. "
قطع عليه حبل تفكيره دخول سوزان إلى غرفته ...
ستيف بدهشه : أمي ؟..
سوزان ببرود : لماذا أنت مندهش من وجودي ؟
ابتسم ستيف وقال بسخريه : لأنها المرة الأولى التي تأتين فيها إلى غرفتي وإلي شخصيا ...!
سوزان : أردت أن احدثك في موضوع هل هناك اعتراض ؟
ستيف بسخريه : بالتأكيد لا ياحضرة الأميره ... تفضلي
تجاهلت سوزان سخريته وقالت بجراءه : أريد منك خدمه لتقدمها لي
ستيف : خدمه ؟
سوزان : نعم ... جودي ..!
عقد حاجبيه وكأن الموضوع قد أثار فضوله : ماذا بشأنها ؟
سوزان : هل تعجبك ؟
ارتبك ستيف وقال بتوتر غير ملحوظ : شأنها كشأن الخادمات الأخريات ... لماذا قد تعجبني ؟
ابتسمت سوزان بأريحيه وقالت : هذا جيد ... إذن لن تمانع عندما أطلب منك أن تقول لوالدك أن يستبدلها بخادمه اخرى ...
ستيف : لماذا ؟
سوزان : فقط لا أريدها ان تكون في منزلي ... أعدك ان نفذت ما أطلبه منك سأحضر لك خادمة أفضل منها صدقني ...
ستيف : إذن لماذا لاتقولي له انتي ؟... أليس هو زوجك الذي أحبك منذ الثانوية ؟
سوزان بحزن : لقد حاولت ... لكنني لم أستطع ... إذا اجتمعنا عليه سوية سيوافق تحت تأثير ضغوطاتنا عليه
ستيف : لايهمني ... " وقال بهدوء مخيف " أخرجي اريد ان انام ..!
سوزان : فكر بالموضوع جيدا .... هذا لمصلحتك صدقني
خرجت سوزان ولم يعقب ستيف على كلامها ...
عاد ستيف إلى وضعيته حتى دخلت جودي بخلسه وهي تقول بسرعه : ستيف .. ستيف هل أنت نائم ؟
ستيف : لا
جودي : هل تريديني ان احضر لك عشاءك مثل البارحة ؟....
اعتدل ستيف في جلسته وقال : لماذا تبدين وكأنك مطارده ؟
جودي بابتسامة شقية : أخشى ان تعلم بي جدتي فلقد منعتني من مقابلتك حتى انتهاء فترة العقاب ...!
ضحك ستيف وقال : أشكرك لا أريد .... أفضل النوم
جودي : ولكنك لم تأكل شيئا منذ غداءك ؟
ستيف : إذا كنت تريدين ان تحضريه احضريه ...!
ابتسمت جودي وقالت بفرح : بالتأكيد
ما إن خرجت جودي حتى قال ستيف بنبرة غريبه : يبدو أنها حقا تؤثر علي .... هل علي أن اطردها قبل ان يتحول إعجابي إلى حب حقيقي ؟ إنه كما قلت مثلها كأي خادمة ... إذن لاضير من تغييرها .... " واستمر بتفكيره حتى قدمت جودي إليه ....
كعادتها وقفت جودي لحين انتهائه من تناول عشائه .... جسدها في غرفة ستيف ولكن عقلها يحلل ماحدث لساندرا وفرانك ...
جودي " كيف لشخص مثل فرانك ان يفعل شيئا كهذا ....أنا لا أفهم حقا لماذا فعل هذا ؟.... ربما كان للانتقام ولكن السبب الذي قالته لي ساندرا ليس مقنعا ابدا ... " ثم نظرت إلى ستيف وقالت بذكاء " آه لقد نسيت فرانك وستيف طبعهما واحد ...! وجدتها "
جودي : ستيف ...
ستيف بهدوء : ماذا؟
جودي : سأسئلك سؤالا فكر فيه ثم اجبني ... إذا مارأيت الفتاة التي تحب مع شخص آخر ويبدوان منسجمان معا ... ماذا ستفعل ؟
ستيف بسرعه : لاشئ ... فكما يقولون في المسلسلات إذا كنت أحبها سأتمنى لها السعاده
جودي : كاذب
ستيف : ماذا قلتي ؟
ابتسمت جودي ببلاهه وقالت : لاشئ ....
جودي " هذا الأحمق ... لايعطي ولو جزءا من تفكيره للآخرين .... حسنا سأضع نفسي مكان فرانك وستيف ... مالذي سيفعلانه في هكذا موقف ؟ ...أممممم.. " وبعد مدة من التفكير " ... أعتقد انني سأفعل أي شئ للتفريق بينهما ...! " ثم ابتسمت بخبث " .... يالكما من شريرين ..!
نظر إليها ستيف ثم قال : ما بال هذه الابتسامة الشريرة ؟ ... هل أنتي حمقاء ؟
اغتاضت جودي من كلامه وقالت بحنق : ليس من شأنك ..!
في النفس الوقت أتى طرق على باب غرفة ستيف ... ثم دخل شخص لم يتوقعا حضوره ...!
جودي : فرانك ؟
ستيف بسخريه لإخفاء غيضه : ماذا ؟... هل تريد مالا من رجل الأعمال ؟
ضحك فرانك وخرجت دموع ضحكه المبالغ فيها : أبدا ... أتيت لدعوة حبيبتي إلى العشاء في المطعم ....
بحث جودي بناظريها في الغرفه وقالت بغباء : حبيبتك ليست هنا ...!
فرانك : بلى ... أنتِ
نظر إليه ستيف نظرة غرور ثم قالت جودي : لست حبيبتك ...!
فرانك بابتسامه عريضة : يالبرائتك ... أريد أن اخبرك شيئا هلا أتيتي معي ؟
جودي " انها فرصة مناسبة للتحدث معه بشأن ساندرا " : لابأس
ستيف بغضب : هل ... هل ستذهبين معه ؟
جودي : وماذا في ذلك ؟
ستيف : ولكن ...أنا .... أريد كوب من الشاي
جودي : أنا لست تحت إمرتك وكل مافعلته اليوم تطوعي ...! " ثم قالت وهي تتجه إلى فرانك " سأذهب للإستئذان من جدتي وسأكون جاهزه ...
ثم خرجت مع فرانك وهي لاتزال تتحدث إليه ونسيت ستيف تماما ...
جمع قبضة يده وضرب به طاولته وقال وهو يصر على أسنانه بحقد : سأريك ... أيها الفرانك الأحمق ...!
\
/
\
فرانك : سأنتظرك ريثما تنتهين من الاستعداد ...
جودي : أستعداد ماذا ؟.... هل صدقت انني سأذهب معك ؟.... الوقت متأخر للخروج ثم ان جدتي بالتأكيد لن تسمح لي ...
فرانك بقهر حاول إخفاءه : ولكن ... انتِ قلت ذلك قبل قليل ..!
ضحكت جودي وقالت : آه ذلك ... قلته لإغاضته فقط ولم أكن أنوي الخروج معك ... " ثم قالت عندما شعرت بتغير ملامح فرانك " يمكننا التحدث في حديقة المنزل ... إذهب هناك وسأتبعك بعد ان احضر شيئا للشرب ...
فرانك : لابأس ...
\
/
\
جودي وهي تضع أكواب العصير الزجاجيه بهدوء على المنضده : تأخرت؟
فرانك بابتسامه : لابأس ... ليس كثيرا ...
ثم جلست جودي ووضعت كفيها على وجهها وهي تستند بهما على الطاوله ...
جودي : إذن ... ماهو الموضوع الذي تود مناقشتي به ؟
فرانك " ورطه " : امم في الحقيقة هو .. إنه .... آه صحيح من الغريب أن توافقي على المجئ معي ... فلست من ذلك النوع الذي يقبل كل شئ ...!
جودي "هل هو عفريت !" : لقد صدقت ... أود مناقشتك في موضوع يخص ساندرا ..!
تغيرت ملامح وجه فرانك للضيق وقال : ليس هناك كلام لي مع تلك الفتاة ..!
رفعت جودي حاجبيها بعلامة الاستغراب : ألا يجب ان تكون هي من تكرهك وليس أنت ..!
فرانك : ماذا تعرفين ؟
جودي : ليس كل شئ ... ما السبب الذي يدفعك للتفريق بينها وبين حبيبها ؟
صمت فرانك ورفع رأسه للسماء قائلا : ما أجمل النجوم هذه الليلة ...!
جودي : أظن انني سألتك فأجبني !
فرانك وهو لايزال على وضعيته : والقمر بدرُُ اليوم ... يالهذه الليلة الرائعة ...
جودي بغضب : فرانك ..!
شرب فرانك رشفة من عصيره ثم وقف وقال : أشكرك على هذه الليلة القصيرة ...! لقد استمتعت ... أراك لاحقا
ثم ذهب ولم يدع لها فرصة للإعتراض ...
جودي : سأكتشف السبب .... عاجلا أم آجلا
\
/
\
عندما عادت جودي إلى غرفتها وجدت وردة أخرى حمراء قد وضعت في نفس مكان الأولى
جودي : ماهذا ؟... واحده اخرى !
ثم أخذتها ووضعتها بداخله الزهرية الفخاريه بجانب الأخرى ....
جودي " بالتأكيد هناك سبب مقنع ... ردة فعله تظهر ذلك ... سأحاول مرة أخرى علَه يجيبني ..! "
\
/
استيقظ ستيف في تمام الساعه السابعه صباحا وقد استعد استعدادا كاملا ليومه الثاني والأخير في عمله ...!
ستيف " ماذا حدث بينهما البارحه ؟.... حقا أود ان أسألها ... لكنني لن أفعل حتى لاتظن بي شيئا آخر ... سأتصرف ببرود تام حيال هذا الموضوع ... ريثما تسنح لي الفرصة لمحادثة والدي في شأن تغييرها ..."
جودي : صباح الخير
ابتسم لها ستيف بفرح وقال : أهلا .. صباح الخير
جودي " ماهذا ؟.... لابد انني جننت ..!... ستيف يبتسم في الصباح ... غير معقول "
ستيف : مابالك ؟
جودي : تدبو في مزاج رائع اليوم ...
ستيف وقد اتسعت ابتسامته : بالتأكيد .. فلقد وجدت حلا لمشكلتي
جودي : مشكلتك ؟
ثم اتجه ستيف للأسفل ومن خلفه جودي يمشيان على الدرج
ستيف : لاتشغلي بالك .... سأنزل للأسفل ... ليس ضروريا أن تتبعيني ..
جودي " أيضا يقول لي لاتتبعيني ...! هل هذا ستيف ؟" : كما تريد ... سأذهب لعملي مباشرة
بمجرد إختفاءها عن ناظريه توقف و اخرج تلك التنهيده واغمض عينيه بإنزعاج
ستيف : لماذا لازلت أفكر وقد اتخذت قراري ؟
سوزان وقد أتت من خلفه : ستيف إلى من تتحدث ؟
ستيف : لاشئ ... فقد فكرت بصوت عالي
سوزان : إذن ... ماذا حدث في الموضوع الذي طلبته منك ؟
ستيف وقد أكمل مشيه بهدوء : كما تريدين
سوزان : كما أريد ؟... هل تقصد انك ستقوم بتغييرها ؟
ستيف : أجل
سوزان : حقا ... يالسعادتي أشكرك يابني العزيز
ستيف : حسنا حسنا
\
/
\
جلست العائلة مجتمعه لتناول الفطور وجودي تقف كعادتها حتى انتهائهم ...
جودي وهي تتأمل ستيف " يبدو غريبا اليوم ! .... حتى انه يأكل بضجيج على غير عادته! ... هل حدث شئ ولم يخبرني ؟... " ثم ابتسمت بسخريه من نفسها " ومن أكون ؟.. مجرد خادمة تعمل عنده !.... " ثم انتبهت " لماذا لايضع القلم الذي أهديته له ؟.... كان يضعه بالأمس ... ماهذا أيضا ربطة عنقة لم تعقد جيدا !.... وذلك الدبوس الألماسي لا أراه أيضا ... يبدو انه كان بفكر بعمق وهو يرتدي ملابسه ... سأنبهه لذلك بعد انتهائه "
\
/
جودي: ستيف ... دعني أعدل لك ربطة عنقك ... تبدو مائله ولم تعقد جيدا ...
ثم اقتربت منه لدرجه أنها اصبحت ملتصقة بصدره وليتبين مدى الفرق بين طولهما ...!
ستيف " لا أحتمل ... قربها مني يأثر علي كثيرا ..! اليوم ... اليوم سأحدث والدي! "
جودي وقد اكتست وجنتيها حمرة خجل وقالت بابتسامه : انتهيت ... فقط انتظرني حتى احضر الدبوس والقلم ...
ستيف وقد ابعد وجهه عنها واصبحا ظهره مواجها لها : احضري الدبوس ولكن لاتحضري القلم ... لا أحتاجه !
نظرت إليه جودي بنظرات غريبه وقالت : حـ حاضر... سأفعل
ماهي سوى دقائق حتى احضرت ماطلبه وخرج هو لعمله وانشغلت هي الأخرى ..!
\
/
\
كانت الدقائق والساعات تمر بسرعه ... لم تحس جودي بها بسبب الأعمال الإضافيه التي كلفتها بها الجده .... الساعة الآن تشير إلى السادسه مساءا وهي لاتعلم هل عاد ستيف لتناول غداءه ام انه بقي مع مايكل حتى موعد العشاء ....
أمسكت جودي بالمنشفة المبلله وهي تمسح تلك اللوحات الفنية بهدوء وبخفه حتى لاتختفي الألوان ... فقد أوصتها غابرييلا بالانتباه أثناء التنظيف ...
جودي " علي أن أكون حذره .... وإلا قد أخسر عملي بسبب هذه اللوحات التي لاتحمل أي معنى لها ...! "
هل ستخسر عملها بسبب هذه اللوحات أم بسبب شئ آخر ؟
ضجيج ملئ الغرفة عند دخول جوني وبراد وهما يتسابقان .. صرخت جودي بهما فتوقفا بعد ان تنبئا بوجودها ...
جودي بصرامه : ما الذي تفعلانه هنا ؟.... هذه اللوحات ثمينه والمكان ليس للعب ..!
جوني : ولكن ... نشعر بالملل
براد : نعم ... لايوجد أحد يلقي لنا بالا
جودي " لا أعلم لماذا توقعت أن هذه هي طفولة ستيف ...! " : أنتما اثنان تستطيعان اللعب معا في الخارج
براد : ولكن جدتي تمنعنا من الخروج
جوني : أكرهها ...!
جودي : أياك ان تقول ذلك مرة أخرى .... فجدتي طيبة جدا وفعلت هذا لمصلحتكما ... فأنتما صغيرين ولاتقدران الأخطار ...!
جلس كل منهما بطريقة توحي بالملل على إحدى الكراسي الطويلة المكسوة بنوع فاخر من الأقمشة ...
أحست جودي بالشفقة عليهما فقالت وابتسامتها تتوسع : حسنا ... مارأيكما أن نلعب معا بعد انتهائي من عملي ؟
جوني وبراد : حقا ؟
جودي : بالتأكيد .... ولكن ارجو منكما انتظاري خارج هذه الغرفة
جرى كل من جوني وبراد وهما يصرخان بسعاده ... فضحكت جودي لسعادتهما بشئ بسيط ...!
جودي " يذكرانني بستيف في ذلك اليوم الذي اعطيته القلم كهدية .... كان سعيدا حتى نهاية اليوم ..! ... " ثم تحولت ابتسامتها إلى ألم " ولكن يبدو انه لم يعد له قيمة..! .... ولماذا أحزن ؟... يقول انه لايحتاجه ..! " ابتسمت بغضب ممزوج بالسخريه " كيف لشخص في يذهب إلى عمله بلا قلم ؟.... على الأقل لم يكن يجدر به أن يقولها بتلك الطريقة القاسية ... هناك طرق أفضل ...! "
انتبهت ببراد وهي يشد بتنورتها : أختي ... ألم تنتهي بعد ؟
ابتسمت جودي بقول " أختي " : قليلا فقط انتظراني في الحديقه ...!
\
/
\
فتحت البوابة الكبيرة لتدخل سيارة ستيف الخاصة .... ترجل منها ثم مشى باتجاه الباب الداخلي للمنزل ... ولكنه توقف عندما سمع ضحكها مع أصوات الطفلين ... غير اتجاهه إلى مكان الألعاب البلاستيكيه والتي أحضرت خصيصا للطفلين ... توقف بعيدا عنهم بحيث يمكنه رؤيتهم ولايرونه ... تأملها ستيف بحركتها الخفيفة عندما يحاولان الأمساك بها .... وعندما تصغي بإهتمام عندما يقول أحدهما شيئا ... ابتسم بألم واضح في عينيه ثم أدار ظهره إليهم واتجه إلى غرفته ولم يرسل في طلبها كعادته ...
\
/
\
في نفس الوقت عند جودي
جلست جودي بتعب على الأرضيه العشبية ... وقالت وهي تلهث : لقد تعبت ... لا أستطيع الجري أكثر ...
جلس بجانبها الطفلان وحالهما ليس أفضل منها ....
جوني وقد انتبه بوجود فرانك يقف بعيدا عنهم وينظر في الفضاء ...
فرانك " ماتلك النظرة في عينيك ياستيف ؟ "
جوني : أخي فرانك ... تعال وألعب معنا ...!
نظر إليهم فرانك ولم يلقهم بالا ثم ذهب بدون قول كلمه ...
براد : غريب ... أخي فرانك لم يلعب معنا منذ أيام ... حتى ستيف ...! لقد نسونا يأخي
قال جوني بنبرة مضحكه وكأنه يعزي نفسه : نعم ... لقد ذهبت أيام الاستمتاع ...!
ضحكت جودي على طريقتهما وكأنهما يفهمان بعضهما تماما ...
جودي : حدثاني عن فرانك وستيف ...
براد : بأيهم نبدأ ؟
جودي : أمممم .... ستيف
\
/
\
في نفس الوقت كان فرانك يمشي عائدا إلى غرفته ولكنه قابل ساندرا في طريقة فتوقف في طريقها وأصبح ينظر إليها بنظرات غريبة لم تفهم ساندرا معناها ....
ساندرا : ماذا ؟
فرانك بهدوء : لاشئ ...
ثم انسحب وعاد إلى وجهته ... أما ساندرا فقد تبعته بنظرها وهي تقول باستغراب
" هذه أول مرة نتقابل ولا تحدث بيننا مشاحنه ....! "
طردت فرانك من تفكيرها وذهبت باتجاه جودي كما اخبرتها إحدى الخادمات ...
\/
ساندرا : هل وجودي مرحب به أم لا ؟
جودي : بالتأكيد تعالي وألعبي معنا
جوني وبراد : لالالا
ضربت جودي رأسيهما بخفه وقالت بصرامه : هذه أختكما الكبرى ... أحترماها
جوني : حسنا حسنا نحن آسفان
ضحكت ساندرا وقالت موجهه كلامها إلى جودي : لاتأخذي كلامهما على محمل الجد ... هما هكذا دائما ..
جلست ساندرا بجانبهم وقد استرسل الصغيران في وضف فرانك وستيف مرة بمدحة ومرات باستهزاء ... وهن مستمتعات
براد : وهكذا يفعل ستيف ... " ثم قال بلكنة فيها الغرور وقد حاول تخشين صوته الطفولة " أنا السيد ستيف لا ألعب مع الأطفال ...! " ثم قال وقد عاد صوته كما كان " وماهي سوى ثواني حتى أصبحنا نلعب سوية بتلك الوسائد الصغيرة ...!
ضحكت جودي وساندرا وأكمل جوني وهو يقوم بتقليد فرانك
جوني : سألعب معكما شريطة ان تعرفاني على أخت صديقتكم الصغيرة .... " ثم ضحك فرانك الغريبة ...! "
\
/
\
جلست ساندرا مع جودي لوحدهما بعد أن ذهب الطفلان للعب معا ...
ساندرا : هل أستجد شئ ؟
جودي بخيبة : لا ... لكن سأحاول معه مرة أخرى علَه يخبرني ...
ساندرا : استسلمي ... فمنذ ذلك الحين وانا احاول معرفة السبب ....
جودي : لاضير من المحاولة مرة أخيرة ...
غابرييلا : جودي لماذا تجلسين هنا ؟... هل انتهيتي من كل ما أمرتك بك ؟
ارتبكت جودي وقالت : بقي فقط غرفتين ...!
غابرييلا : إذن لماذا تجلسين ... اذهبي للعمل
جودي : حسنا
ذهبت جودي فقالت ساندرا بعتب بسيط : جدتي لماذا تقسين عليها ؟
غابرييلا : لست أقسو عليها .. هذا عملها ثم انك لم تفكري بمشاعر الخادمات الأخريات عندما تجلس وتعلب مع الأطفال وهن يعملن ...
صمتت ساندرا ثم قالت بابتسامه : لديك وجهة نظر سليمة ...
\
/
\
كانت تمشي في الممر وهي تتمتم بكلمات غاضبة .... حتى وصلت إلى الغرفة التي أمرتها بتنظيفها .... فتحت الباب بهدوء ثم أشعلت الأنوار لترى شيئا لم تكن لتحلم به ....
\
/
\
ابتسمت غابرييلا وهي تستمع إلى ذلك الصوت القادم من تلك الغرفه ... وساندرا تستمع بذهول إلى تلك النغمات المتناسقه ...
\
/
كان مايكل يجلس في مكانه المفضل في غرفة المعيشة وقد امسك بإحدى المجلات الأقتصاديه ليقرأها بشغف وتركيز ... وبجانبه تجلس سوزان وقد أمسكت بصحن فيه كعكة قد زينت بالشوكولاته وهي تنظر إلى التلفاز ... حتى أتاهما ذلك الصوت بنغمته الهادئه والرومانسيه ...
\
/
اتجه فرانك لناحية الصوت الذي سلب عقلة وهو يتساءل من مصدره ...
\
/
\
استيقظ ستيف من شرودة بصوت لحن يعرفة قد اتى من تلك الغرفة القريبة من غرفته ..
خرج واتجة إليها .... استند على الباب وقد كتف يديه بابتسامة ساحرة وهو يراها قد جلست وظهرها مستقيم وقدميها قد توازنتا مع طول الكرسي المخصص للبيانو ... وهي تركت لأصابعها التعبير عن كل مافي عقلها من اضطراب وسعاده وهي تغمض عينيها بهدوء ..
توقفت عن العزف عندما أحست بوجود شخص آخر ... وقفت بارتباك وهي خائفة
جودي : أنا ... أنا آسفة ... لم أقصد استعماله دون أخذ الإذن
ابتسم ستيف باعجاب وهو يقول : انسيابية أصابعك على أعواد البيانو وجلستك الصحيحة تخبرني انها ليست المرة الأولى التي تعزفين فيها ... كان رائعا أهنئك ..!
ابتسمت جودي بخجل : أشكرك ... حتى أنت يبدو انك خبير
ستيف بغروره المعتاد : بالتأكيد ... حتى إنني استطيع استخراج اسم تلك المقطوعة التي عزفتها
جودي : ما أسمها إذن ؟
ستيف : مقطوعة الزهور الحمراء ...
صمتت جودي لم تفارق شفتيها تلك الابتسامه ...
ستيف : ألم تسمعيها بعزف ثنائي ؟
جودي : ولكنها معزوفة مفردة ...!
ابتسم ستيف وتقدم إليها ثم امسك بيدها وأجلسها بجانبة على كرسي البيانو الطويل ..
ستيف : أعزفي كما فعلتي قبل قليل ...
جودي : حسنا ... ثم وضعت اصابعها واصبحت تضغط عليها لتخرج تلك التغمة الرائعه .... ثواني وقد اشترك ستيف معها بنغمة أخرى لتشكل لحنا جميلا ....
ما إن انتهى الاثنان من العزف حتى اتاهما تصفيق شديد الحرارة والإعجاب ... خجلت جودي واطرقت رأسها أما ستيف فقد ابتسم ابتسامته الساحرة التي جعلت من جميع الخادمات تهمن حبا له ....!
مايكل : رائع ... جودي ستيف احسنتما
سوزان بابتسامة : حقا جميلة ..
حتى ساندرا وفرانك وغابرييلا قد صفقا تحية لهما ...
قال ستيف وهو ينحني لهم بطرقة مسرحية : أشكركم أشكركم
ضحك الجميع ثم قال مايكل وهو يوجه سؤاله إلى جودي : كيف لك أن تستطيعي العزم على البيانو ولم تخبرينا ؟
ابتسمت جودي في خجل وقالت : حتى انا لقد نسيت ذلك .... فمنذ فترة طويله لم اتدرب عليه ...!
سوزان : كيف كنت تدربين عليه ووالدين يبذلون مابوسعهما لدفع مصاريف دراستك ؟
أجابت جودي بأدب وقد تجاهلت نبرة الاستهزاء من سوزان قائله : لقد كنت اجمع مصروفي في المتوسطه حتى استطعت ان آخذ دروسا خاصه في البيانو ... ايضا معلمتي في الثانويه سمحت لي بالتدرب على بيانو المدرسه .... فمنذ تخرجي من الثانوية لم أعزف قط ...!
فرانك : هذا رائع .... " ثم قال باستهتار " انك حقا مكافحة في حياتك ....!
استمر الجميع في التحدث عن البيانو وأهم الكتاب للمقطوعات الموسيقية ...!
\
/
\
في المطبخ وبينما جودي تحضر طعام العشاء مع الخادمات الأخريات إذا بفرانك يلحق بها أينما تحركت ويزعجها بطلباته
فرانك وقد عاد لطبيعته : جوووودي ... حبيبتي .... اصنعي لي هذا الطبق فأنا أحبه ...
جودي بانزعاج : فرانك أغرب عن وجهي !... أولا أنا لست حبيبتك ... ثانيا لماذا أصنع لك طبقا خاصا ؟
فرانك : ألستي تفعلين ذلك لستيف ؟
جودي : بالتأكيد ... فأنا أعتقد انني قد وظفت هنا لأجل أن أكون خادمته ...!
فرانك : حسنا اجعليه عملا تطوعيا .. ارجوك لأجلي
جودي : أنا لا أتطوع بعمل عمل ليس لي ...!
فرانك : إذن لماذا تتطوعين بالعمل لستيف اثناء فترة عقابك ؟
جودي بتوتر : هذا لايخصك ... ابتعد عني فلدي عمل كثير
فرانك : لقد قلت لك مسبقا ... تعالي للعمل عندي وستجدين الراحه بكل وسائلها ....!
جودي : فرانك أرجوك قلت لك انني لا أريد العمل عندك ألا تفهم ذلك ؟
فرانك بغضب : والمفرق بين العمل عندي وعند ستيف ؟
جودي : لعلمك فقط ... أنا لا أعمل هنا لأجل ستيف ... بل من أجل عمي مايكل هو من طلب مني ذلك !
فرانك : لم لاتقولي انك تكرهينني فقط ...!
توقفت جودي عن الحركه واستدارت إليه قائله : أنا لا أكرهك ... ثم من تكون لأحبك أو أكرهك ؟.... لا تمت لي بأي صلة ..!.
نظرة إليها ستيف نظرة تحدِِ .. ثم خرج ولم يعقب على ماقالته ...
\
/
\
تسللت أشعة الشمس الدافئة عبر النوافذ إلى تلك الأميرة النائمة ... استيقظ بصوت من زقزقة العصافير النشيطه في أول الصباح ... نظرت إلى ساعتها وإذا بالدقائق تخبرها انه لم يبق شئ على انتهاء الساعة السابعة ... ترجلت من سريرها وأخذت حماما باردا بعد دموع ليلة البارحة .. خرجت من الحمام وقد لفت منشفة باللون الأحمر حول جسدها تصل إلى نصف فخذيها ... ألقت نظرة أخيرة على غرفتها فاستقرت على تلك الطاولة القصيرة بجانب النافذة وفوقها عدد من الصور والمجلات ... تقدمت إليها حتى وصلت إلى السبب الذي جعلها تبكي دما بدلا من دموع الأيام السابقة ....!
في تلك المجلة العالمية .... بترأس صفحتها الرئيسيه خبر بعنوان " زواج وريث صاحب أكبر شركة لإنشاء المجمعات من ابنة التاجر الفرنسي " ويلدوغ براون "
ساندرا " هذه النهاية ... تيدي "
ثم ارتدت بنطالا من الجينز الكحلي الغامق ضيق .... وبلوزة طويلة باللون الأخضر الغامق مشدودة عند الخصر ثم تبدأ بالتوسع شيئا فشيئا ... وصندلا عاليا جلدي بني اللون ... ثم أخذت حقيبتها وخرجت لتجلس في مكانها المعتاد ... على تلك الطاولة في الباحة الخلفية ...
\
/
• ألوان الزهور تنبئ عن دلالاتها ...

بعدها بوقت قصير كانت جودي قد استيقظت وارتدت ملابسها استعدادا للخروج والتي هي عبارة عن فستان باللون السكري قماشه من ذلك النوع الخفيف ... ممسكا من تحت الصدر ويتوسع ليصل إلى نصف فخذيها ... وقد وضعت حزاما عريضا جلديا من تحت الصدر وحملت حقيبتها الجلديه ثم خرجت لتتفاجئ بإحدى تلك الزهور التي باتت تصلها طوال اليومين ولكن .... اليوم ... بلون مختلف ...! ... انتشلتها جودي وقلبتها بين يديها باستغراب
جودي " طوال تلك الأيام كل مايصلني هي ورود حمراء قاتمة ... لماذا هذه وحدها باللون الأصفر ؟ ... أشعر بالخوف ... وضعتها جودي مع صويحباتها وخرجت لتبحث عن ساندرا ..
\
/
\
جودي بابتسامة : وجدتك ..!
ابتسمت ساندرا لها ولكن ببرود شديد ..
استغربت جودي ردة فعلها ثم سألتها بخوف : ساندرا ؟... ماذا هناك ؟... يبدو وجهك شاحبا ...!
ابتسمت ساندرا بألم وهي تقول : لقد ذهب أملي الأخير ... ذهب ياجودي ...!
جودي : ماذا تقصدين ؟
ساندرا وقد بدأت دموعها بالنزول شيئا فشيئا : تيدي .... بعد شهر ... يوم زواجة ...!
صدمت جودي لما سمعته ثم نطقت ببعض الكلمات لتهدئتها : ساندرا ... عليك نسيانه ... فشخص مثلة تركك منذ أول مشكلة بينكما لايستحقك ...
قالت ساندرا باندفاع : ولكن ... حب دام لسنتين ألا يستحق التضحية ؟... لو فقط يطلب مني أن أعود إليه لعدت دون مقابل ...!
جودي وهي تصرخ : ساندرا .. أين كرامتك ؟... حتى لو اعتبرت هذه تضحية إلى متى ستضلين وحدك من يضحي ؟... الحب يحتاج إلى التضحية من كلا الطرفين ... ثم من يظمن لك أن لا تتكون مشكلة لك في المستقبل بعد زواجكما .. عندها ستكونين لست من وجد الحب الحقيقي ولست كمن نسيت ماخلفها وراحت تبحث عنه ...!
صمتت ساندرا ثم قالت : على العموم .. سأذهب واترك له المدينة بأكملها ...
جودي : هل جننت ؟... ستسافرين بسببه فقط ؟
ابتسمت ساندرا ثم مسحت دموعها وقالت : لاتقلقي ... ليس بسببه ... لقد وصلني البارحة عبر الفاكس الموافقة على الدراسة في جامعة " سونيا " العليا في أمريكا ...
ابتسمت جودي بفرح وضمتها قائله : أهنئك عزيزتي .... حسنا إذن بمناسبة هذا اليوم ستذهبين معي برفقة تينا صديقتي إلى أي مكان تريدينه ...!
ساندرا : لا لا أستطيع ... علي تجهيز حقيبتي وأمتعتي فرحتلي ستكون الساعه الرابعة فجرا ... ويجب علي التواجد هناك منذ الليل ...
جودي: لابأس تستطيعين الذهاب معنا حتى غروب الشمس ثم بعدها عودي لجمع أمتعتك ... فلن يأخذ هذا وقتا طويلا ...
صمتت ساندرا بتفكير ثم قالت : حسنا ... لابأس
ثم خرجت الإثنتان إلى المكان الذي تنتظرهما فيه تينا
\
/
\
عندما استقرت الشمس في كبد السماء هناك وفي إحدى المجمعات التجارية ... والتي لايزورها سوى ذوي أصحاب الدخل المادري الضعيف أو المتوسط ... جلست الفتيات ملتفات حول المنضدة الدائرية ... وقد خارجت قواهن بعد صباح ملئ بالتسوق ...
تينا بمرح : يا إلهي ... لقد تفككت مفاصل قدمي تماما ..!
ضحكت ساندرا على تينا وهي التي قد رأتها للتو ولكن بفضل مرح تينا ولطافتها تقبلتها بسرعة وقالت : لماذا المفاصل التي تفككت وليس العضام ...!
جودي : انت لاتفهمين تينا ..! ... بقولها هذا يعني انه يجب علينا الذهاب إلى المركز النسائي للقيام ببعض الامور الخاصة بنا من تدليك ودهن بالزيت وكما انت تعلمين ..!
ضحكت ساندرا كثيرا ثم قالت : ألا يمكنك قول ذلك بطريقة مباشرة ...!
تينا : يجب علي أن ابدأ بالمقدمات وليس الشروع في الموضوع مباشرة ...!
بالمناسبة جودي ... ما آخر التطورات مع ستيف ؟
ساندرا : أليست هذه طريقة مباشرة ...!
ابتسمت جودي بصمت وهي تعاتب تينا بنظراتها ...!
تينا : أرجوك كفي عن هذه النظرات النارية ...!
ساندرا : ماذا ماذا ؟.... هل هناك شئ لا أعرفه بينك وبين ستيف ... جودي ؟
جودي بسرعة : لالا صدقيني ليس هناك شئ ... ولكن تينا تصر على انه يحبني وأنا أحبه...!
ساندرا : لقد صدقت ..! ... ستيف يحبك جودي
جودي بسخرية : أرجوك ساندرا ... من قال ذلك ؟....
ساندرا : لقد اخبرتني جدتي بهذا شخصيا ..!
تينا : حقا حقا ... إذن ماتوقعته صحيح ؟
جودي : انتظرا انتما الأثنتان .... حتى لو كان ستيف يحبني وهذا احتمال بنسبه واحد بالمئة ... لن يحصل شئ كما تقولان ..! ... لأنني أنا لا أحبه ولم اتمناه زوجا لي ابدا ..!
تينا وهي تتحدث إلى ساندرا بخبث : هل تحدث أحد أنه سيكون زوجها ؟
ضحكت ساندرا لاسلوب تينا المرعب ثم قالت بتأييد كاذب : لم نقل ذلك ..!
جودي : كفا عن ذلك ..! ... حسنا ساندرا أين الدليل انه يحبني ؟
تينا : هاقد علقنا ... جودي لاتصدق بدون دليل ...! تبدو كالمحقق
ساندرا بصدق : لا أملك أي دليل ... ولكنك ستصدقين ذلك يوم ما ...
بمجرد قول ساندرا ذلك تذكرت جودي تلك الزهور " أيمكن أن يكون هو من يضعها ؟... "
جودي وقد أدارت دفة الحديث تماما بقولها : تينا ... أتذكر انك تحبين دراسة أنواع الزهور وألوانها وما إلى ذلك ...
تينا بمرح : نعم ... واتذكر ان هناك شخصا ما قد ناداني بـ " الزهرية الفخارية " حينما كنت ادرسها ... والآن يسئلونني عن الأزهار ..!
ضحكت ساندرا وجودي ثم أكملت تينا هي تجلس بطريقة تشبة المحقيقين وهي تقول : ماذا لديك اعترفي ؟
جودي : مامعنى اللون الأحمر ؟
ساندرا وتينا : الحب
جودي : والأصفر ؟
تكلمت تينا بجدية وهي تقول : كل زهرة تحمل رسائلة خاصة بحسب لونها فالأحمر تقول رسالتها " أحبك " ... والأصفر " لن تكون لأحد غيري " .... لماذا تسئلين ؟
جودي : فقط ... منذ أيام وهناك شخص ما يضع زهورا حمراء عند باب غرفتي ... أما اليوم فقد كانت صفراء ...
ساندرا : هذا هو الدليل ...!
تينا : جودي ... الصفراء ايضا تدل على الغيرة ...!
جودي : لا أعلم ... ولكنني سأعرف من هو الشخص عاجلا أم آجلا ....
\
/
\
غاب قرص الشمس ولم يبق منها سوى بعض الأشعة بألوانها المختلفة والمتدرجة ...في ذلك المكان الهادئ تقف الفتيات وفي يدي كل واحدة مجموعة من الأشياء الجديدة التي تم شراءها اليوم ....
ساندرا : اليوم ... آخر يوم لي في بريطانيا ولا أعلم هل هناك عودة لي أم انني سأستقر هناك ...
تينا بحزن : لماذا علينا الافتراق وقد تقابلنا للتو ؟
ساندرا با إبتسامة ألم : هذه سنة الحياة ... جودي تينا ... حقا سعدت بالتعرف عليكما .. وانتما صديقتي حتى لو افترقنا واصبحت كل واحدة منا في مدينه ... ولأجل ذلك اقبلا هذه الهدية مني ..
مدت لكل واحدة منهما سوار جلدي عريض وقد كتب خلفة اسماؤهن ..
جودي : هذا ...
ساندرا : عهد صداقتنا .. جودي هذه لك أيضا ... منذ ذلك اليوم وأنا سأعطيك أياها ولكنني تركتها لهذا اليوم ... " ثم مدت لها بكيس عندما عرفت جودي بمحتواه بكت وضمتها وهي تتمتم بكلمات الشكر ...
تينا : ماقصة هذه الحقيبة ؟
جودي : قبل فترة ذهبنا للتسوق معا وقد اعجبتني هذه الحقيبة ذات اللون الفيروزي ولم استطع شرائها لأنها باهضة الثمن .... ويبدو ان ساندرا عزيزتي اشترتها لأجلي ..
ضحكت تينا ثم قالت بمرح : أشعر بالغيرة ...!
ساندرا : سأشتري لك في المرة القادمة ... والآن علي الذهاب ....
ثم قامت الصديقات بتوديع بعضهن البعض بدموع تحمل الكثير من المشاعر ...
\
/
\
بعد أن ذهبت ساندرا إلى المنزل ... قالت تينا : ليس لنا مزاج في اللهو واللعب ... دعينا نذهب إلى منزلي ونتناول طعام العشاء معا ..
جودي: لابأس ..
\
/
\
في المنزل ... وبالتحديد في الصالة الخارجية ... كانت ساندرا قد اكملت تجهيز حقائبها وقد طلبت من سائقها ان يقوم بترتيبها في السيارة ريثما تأخذ جولة في أنحاء ذلك المنزل الذي احتضن الكثير من الذكريات لها ...
توقفت عند غرفة فرانك ثم طرقت الباب بهدوء ... سمعت صوته بأذن لها بالدخول ... ماهي إلا ثواني وقد رأت علامات الاستغراب والصجمة على وجهه ...
جودي : فرانك ... انا مسافرة اليوم بلا عودة ... أردت إلقاء التحية عليك قبل ذهابي ...!
فرانك : بلا عودة ؟...
ساندرا : سأذهب إلى امريكا لأكمل دراستي في مجال المحاماة واتخرج واعمل هناك ... ارجوك اهتم بجدتي واخوتي ... فهم في رعايتك ... إلى اللقاء
ثم خرجت ولم تترك لفرانك فرصة في محادثتها ...
بعد خروجها اكملت جولتها وقابلت ستيف ويبدو على وجهه انه يبحث عن شئ ما
ساندرا : ستيف ؟... عن ماذا تبحث ؟
ستيف : أوه ساندرا ... ابحث عن والدي ألم تريه ؟
ساندرا : سمعت انه ذهب في رحلة عمل عاجلة صباح اليوم ..
وضع ستيف يده على راسه وهو يقول بتهكم : ياإلهي ... ذهب وانا لم احدثه في الموضوع ...
ساندرا : أي موضوع ؟
صمت ستيف ثم قالت وكأنه ينتظر هذا السؤال منذ فترة : أريد من والدي ان يستبدل جودي بخادمة أخرى ... لم أعد اريدها
/
\
/
\
في الساعة الثانية عشر ليلا ... خرجت جودي من منزل تينا والظلام يلف قلبها ليشعرها بالخوف ... كانت تمشي بسرعة وقد أمسكت بهاتفا في يدها... عند اقترابها من المنزل
ابتسمت وقالت بأريحيه : الحمد لله ... وصلت بســــ " ثم تلاها صرخة لم تكتمل بسبب ان هناك شخص قد وضع منديلا على فمها ... ماهي سوى ثواني حتى سقطت نائمة بسبب رائحة المخدر القوي ... وسقط معها هاتفها وتحطم لقطع صغيرة
\
/
\
في الساعة الواحدة ليلا ... كان ستيف في غرفته يمشي ذهابا وإيابا من توتره ... وقد أمسك بهاتفة المحمول ... وهو يزفر بغضب وتوتر
ستيف " أين ذهبت ؟... منذ ساعة وانا احاول الاتصال بها ..!... هي تعلم انها يجب ان تكون في المنزل قبل الساعة الثانية عشرة ...
ثم أعاد الاتصال ولكن صوت تلك المرأه يخبرة ان هاتفها مغلق .... رمى هاتفة بقوه على سريرة ثم استلقى عليه ووضع يده خلف رأسه وهو يتذكر ماقالته ساندرا له ...
\
/
\
من هو صاحب الأزهار ؟
ما الشئ الذي قالته ساندرا لستيف ليسبب له التوتر ؟
هل ستضل جودي خادمة له ؟.. أم انه سيستبدلها ؟
ساندرا وماينتظرها هناك ؟
أحداث كثيرة وأسرار كنت أود إنهائها في هذا الجزء ... ولكن الأحداث قد أجبرتني على وضعها في الجزء القادم ... أعتذر منكن عزيزاتي على التأخير والتقصير ...
تقبلوني
*
*
__________________
دمتم بخير أختكم أسماء

من منتديات كورابيكا:glb:
  #17  
قديم 04-16-2012, 04:17 PM
 
;
;
;
;
;
;

الجزء العاشر

في الساعة الواحدة ليلا ... كان ستيف في غرفته يمشي ذهابا وإيابا من توتره ... وقد أمسك بهاتفة المحمول ... وهو يزفر بغضب وتوتر
ستيف " أين ذهبت ؟... منذ ساعة وانا احاول الاتصال بها ..!... هي تعلم انها يجب ان تكون في المنزل قبل الساعة الثانية عشرة ...
ثم أعاد الاتصال ولكن صوت تلك المرأه يخبرة ان هاتفها مغلق .... رمى هاتفة بقوه على سريرة ثم استلقى عليه ووضع يده خلف رأسه وهو يتذكر ماقالته ساندرا له ...

"
ساندرا : ستيف ؟... عن ماذا تبحث ؟
ستيف : أوه ساندرا ... ابحث عن والدي ألم تريه ؟
ساندرا : سمعت انه ذهب في رحلة عمل عاجلة صباح اليوم ..
وضع ستيف يده على راسه وهو يقول بتهكم : ياإلهي ... ذهب وانا لم احدثه في الموضوع ...
ساندرا : أي موضوع ؟
صمت ستيف ثم قالت وكأنه ينتظر هذا السؤال منذ فترة : أريد من والدي ان يستبدل جودي بخادمة أخرى ... لم أعد اريدها
ساندرا بصدمه : ماذا ؟.. ما الذي تقوله ياستيف ؟
ستيف بلامبالاة : كما سمعت ...
ساندرا وقد اعتدلت وقفتها وكتفت يديها وقالت بنبرة مخيفة : إذن ستسلمها لفرانك بكل سهولة ...!
ستيف بدهشه : فرانك ؟... " لقد نسيته تماما "
ساندرا : نعم ... بالتأكيد أنت تعلم أن فرانك يريد أن يكون كل شئ في الدنيا ملكه ..!
صمت ستيف ولم يعقب على كلامها فاكملت ساندرا قائله
ساندرا : لقد سمعت من جدتي انك تحبها ... لماذا تتخلى عنها بهذه السهوله ؟.. ربما هي تحبك أيضا ... ثم إنك تعلم لو أخذها فرانك سيجعلها عبدته وربما يهينها ... ستيف فكر جيدا قبل اتخاذ القرار .. وايضا فكر بمشاعرها وماذا سيحصل لها بعد طردها ... ستكون مشتته بلا منزل وبلا مال .. وسيستغل فرانك هذا ويجعلها تعمل عنده.. وأنت أكثر شخص يعرف هذا ... "ثم نظرت إلى ساعتها وقالت " لقد تأخرت لايمكنني الحديث معك أكثر ... لكني أتمنى ان تعيد النظطر في هذا الموضوع ..
"
ستيف " يالي من غبي أحمق ... كيف انني أردت تسليمها إلى ذلك الفرانك بكل سهوله ؟... ولكن حقا أين هي الآن ؟ ...
\
/
\
في مكان كبير ومخيف ... قد حجب أي نور متسلسل من خارجه ... كانت جودي مرمية في هذا المكان وقد تناثر شعرها على وجهها وعلى الأرضية المتسخة وهي لاتزال تغط في السبات بسبب ذلك المنديل المشبع بالمخدر ....
بعد ساعة استيقظت جودي وهي تنظر إلى المكان باستغراب
جودي " أين أنا ؟... ماهذا المكان ؟ ..." ثم تذكرت ان هنالك شخصا قد وضع منديلا على فمها وأنفها لتنام بعدها مباشرة ... وقفت مذعورة وهي تنظر تارة لليمين وتارة للشمال وتصرخ : هل يوجد أحد هنا ؟ ... مرحبا ...!
أتاها ذلك الصوت الذي لم تتوقعه أبدا : هل أستيقظت ؟
جودي : أنت ...! أين أنا ؟ وماهذا المكان ؟
فرانك : لاتقلقي عزيزتي لسنا بعيدين عن المنزل ... هذا أحد المستودعات التي نستعملها في شركتنا حين تأتي البضائع ..
جودي بغضب: لماذا أنا أتواجد في هذا المكان؟ ..
فرانك بعد ان ضحك تلك الضحكة الخبيثة والتي هي من سماته : لقد حاولت معك بالهدوء فرفضتي ... ليس هناك حل سوى القوة ...!
جودي " الحمد لله أنه فرانك وليس غيرة " : القوة ؟... وهل اختطافك لي بهذه الطريقة ستجعلني اتبعك ؟
اقترب منها فرانك وقال بهدوء غريب : لقد قلتها لك مسبقا وسأعيدها ... تعالي معي ... سأجعلك أميرة في مملكتي ... وسأعطيك من المال مايكفيك وعائلتك ...
قالت جودي وهي تنتظر مانهاية هذا الموضوع : وهل أترك عمي مايكل وستيف ؟... ماذا سيقولون عني ؟
فرانك وقد تهللت أساريرة ظنا منه أنها موافقة : نهرب ..! ... سنهرب معا إلى بلد بعيد وعندما يفقدون الأمل في العثور عليك سنعود ...
جودي بحده : ولماذا علي الهروب معك ؟
فرانك باستغراب : لأنك ستكونين حبيبتي ..!
جودي : وهل أنت من يقرر أني سأكون حبيبتك أم لا ؟
فرانك : ما الذي تقصدينه ؟... أنا أحبك واقبلك كحبيبة لي
جودي : إذن أنت صاحب الأزهار ...!
فرانك : بالتأكيد ... ومن سيعطيك غيري ؟... لقد أعجبتك أليس كذلك ..!
جودي بسخريه : آه كثيرا !! ... لكن للأسف أنت كاذب ..!
فرانك بغضب : ماذا ؟
جودي بشجاعة : قلت كاذب ... وأكبر كاذب .. أنت فقط تريدني أن أذهب معك حتى تربح في تحدياتك الغبية مع ستيف ... لقد أخبرتك مرارا وتكرارا أنني لن أكون معك أبدا ...!
اقترب منها فرانك بغضب وأمسك بيدها وهو يسحبها : ستأتين معي شأت أم ابيت ..!
جودي : اتركني ... اتركني فرانك .. فرانك وماذا عن حبك لساندرا ؟
توقف فرانك وهو صامت ... جودي لاترى من ملامح وجهه شيئا بسبب أن ظهرة كان مواجها لها ...صمتت جودي لصمته ثم ألتفت فرانك إليها والشرر يتطاير من عينيه ...
فرانك بغضب : ماذا قلتي ؟...
جودي صمتت قليلا بعد أن رأته ولكن سرعان ماعادت شجاعتها ثم قالت : أنت تحب ساندرا أليس كذلك ؟.... رغم مظهرك الشرير وتصرفاتك التي توحي بذلك إلا انك تحمل قلبا طيبا ويحب ساندرا بجنون ..!
وجه فرانك إليها ظره ثم قال بنبرة مؤلمة : ولكنها ... تكرهني ... ولقد ذهبت بلا عودة ..!
جودي : بلا عودة ؟ .... كيف ذلك ؟
فرانك : لقد أتت إلي واخبرتني بذلك ... لقد ذهبت في طريقها ... وأنا سأظل أحبها بكتمان كالسنوات الثلاث الماضية ..!
صمتت جودي ولم تدري ماتقول ... ثلاث سنوات كثيرة جدا لكتمان الحب ...!
دقائق كثيرة مرت والصمت لايزال مخيما عليهم ... حتى تحدثت جودي قائله : ألم تعترف لها ؟...
فرانك : هل تظنين انها سترحب بي بعد أن دمرت حياتها ؟ ... بالتأكيد لم أفعل لعلمي أنها سترفض
جودي بغضب : ماذا ؟.... وكيف لك أن تستبق الأمور وأنت لم تجرب في الأصل ؟
فرانك بألم : لن تغفر لي أبدا ... أبدا
جودي : فرانك ... صدقني ساندرا لها قلب طيب جدا وستسامحك لو علمت بدافعك ... على الأقل لن تكرهك ... ثم إن سنتين كافية لتنسى مافعلته بها ...
فرانك : لا أظن ذلك ... ليس لي أمل حتى ...!
جودي : فرانك ... هل تعلم أن تيدي خطيبها السابق سيتزوج بعد شهر ؟
ألتفت إليها فرانك وقال بصدمة : ماذا ؟
أكملت جودي بعد أن رأت ردة فعلة المشجعه : ألم تفكر بمشاعر ساندرا في ذلك اليوم ؟... لقد قالت لي ذلك صباح اليوم وقلبها يتقطع حزنا ... سيكون وجودك عندها حتى وإن كانت تكرهك شيئا رائعا ...
لم يأتها رده فأكملت قائلة : فرانك ... إلحق بها وحاول منعها من السفر .. اخبرها بحبك لها ... لم لاتحاول بذلك ؟...
فرانك بنبرة غريبة : أخرجي من هذا المكان ... ستجدين الباب عن يمينك خلف تلك الشاحنة المتوقفة ...
جودي : ولكن ... فرانـ
فرانك بغضب : قلت اخرجي ... ستعرفين موقعك حال خروجك ... المنزل ليس بعيدا
جودي : هل ستلحق بها ؟
اتجه فرانك إلى مكان ما ولم يرد عليها ...
جودي : يبدو أنني قد أثرت فيه ... "ثم ابتسمت بفرح " لقد كان حدسي صادقا ... يحبها ..!!!
\
/
\
نظر ستيف إلى ساعتة وهو يصرخ بغضب : الساعة الثانية والنصف ...!.. أين ذهبت تلك المجنونة ؟.... هل حدث لها مكروه ... سأخرج للبحث عنها
استبدل ملابسة وأخذ معه مايحتاج واتجة في طريقة للبحث ...
\
/
ابتعد عن المنزل لمسافة عشرة أمتار وهو لايزال يبحث ... رأي شيئا يمشي أمامة في الظلام وكأنه ظل أمرأه ... فقال متسائلا : جودي ؟
بعد أن وضح ذلك الظل وقد أصبحت أمامه وتنظر إلية باستغراب
جودي : ستيف ؟... لماذا أنت في الخارج في مثل هذا الوقت ؟
أمسك ستيف كتفيها وهو يهزها بغضب وبصرخ في وجهها : ماذا أفعل ؟... ألا يجب علي أن أسألك هذا السؤال ؟... لقد ظننت أن مكروها أصابك وها أنا أراك تتسكعين في الأنحاء ..!... كل يوم ولمئات المرات أكاد أجن بسببك ..! ... أليس لديك حس بالمسؤولية ؟... " ولكنه صمت عندما رأى دموعها وقد سالت على وجنتيها وهي تنظر إليه صامته بخوف "
ستيف : تـبكيـن ؟...
أحاطها بذراعيه واحتضنها وهو يمسح على شعرها بحنان : آسف ... لكن .. أنا ... كنت خائفا عليك لم أقصد ذلك !
لم ترد جودي عليه ولكنها أمسكت بقميصه وشدت عليه وهي لاتزال تبكي ..
بعدها بقليل هدأت جودي ثم ابتعدت عنها وقالت بخجل : آسفة ...
ابتسم لها ستيف وقال : لابأس .. تعالي إلى عندما تكونين بحاجة إلى البكاء ..!
احمرت وجنتيها وقالت لتغير الموضوع : لنعد إلى المنزل ...
ستيف : أريدك أن تأتي معي إلى مكان ما أريد محادثتك
جودي: تريد محادثتي ؟... لابأس أين ؟
ستيف : تعالي معي ...
وأمسك بيدها وانحرفا عن طريق المنزل ومشيا حتى وصلا مكانا عاليا يقع على تلة ... كان مكانا جميلا لمراقبة المدينه من عنده .. ويوجد به كرسي خشبي طويل ... ولاتمر السيارات من عنده إلا نادرا ...
جودي بدهشه : ياله من مكان رائع ..!... كيف اكتشفته ؟.!
ستيف : آتي إليه أحيانا عندما أكون متضايقا او أشعر بالملل
اقتربت جودي من السور الحديدي القصير ووضعت يديها عليه وهي تنظر إلى كامل المدينة تقريبا ... وعندها قالت بدهشه : ياله من مكان عالٍ جدا ...
اقترب ستيف وصار ملاصقا لظهرها وهو يضع كلتا يديه على نفس السور وكأنه يمنعها من الحركة ثم قال مؤيدا : إنه كذلك ... انظري " ثم أشار بيده لناحية اليمين " هذا هو منزلنا ... ومن يسارك يوجد ذلك المعلم الطويل ... ومن أمامنا مختلف المباني المعروفة والمشهورة في بلدنا ...
جودي : إنه حقا رائع ... هل تسمح لي بإستئجار هذا المكان ؟
اقترب ستيف من اذنها وهمس قائلا : بالتأكيد ...فهو لنا .. أنا وانت فقط.... " ثم ابتعد عنها وأكمل بنبرة ضاحكه" ولعلمك لايأتي إليه الكثير من الناس أي انك تستطيعين البكاء والصراخ فيه كما شئت لاأحد يسمعك أو يراك ...
ارتبكت جودي من اقترابه منه فقالت لغيير دفة الحديث : ماهو الموضوع الذي تريد محادثتي به ؟
ستيف : أين كنت حتى هذه الساعة ؟
جودي : عند تينا
ستيف : حتى هذه الساعة ؟... ألا ينام اولئك الناس ؟
صمتت جودي محاولة البحث عن كذبة أخرى ... فقال ستيف بنبرة مخيفة : لاحاجة للكذب اخبريني فقط أين كنت ؟
جودي : مع فرانك
ستيف بغضب : ماذا ..!.. مع فرانك ماذا كان يريد منك هذا الحقير ؟
جودي " سيكتشف كذبي عاجلا أم آجلا .. سأقول له وليحدث مايحدث "
" ثم بدأت بسرد القصه من وضع فرانك لتلك الأزهار على باب غرفتها حتى ماحدث قبل قليل "
كان ستيف يضغط بقوه على السور وكأنه يحاول تفريغ شحنات غضبه ... بعدها بقليل تكلم بغضب : ذلك الأحمق الخسيس ... كيف يتجرأ على فعل هذا ؟؟..!!..
ثم تحرك من مكانه وهو متجهه إلى الأسفل وهو يقول : سألقنه درسا لن ينساه أبدا ..!
اسرعت جودي لتقف أمامه وهي تضع يديها على صدره لتردعه قائله : توقف أرجوك ... الأمر لايسحق كل هذا ... فأنا بخير ولم يصبني أذى ... أرجوك دعه يلحق بساندرا فقد تكون آخر مرة يراها ..!
نظر إلأيها ستيف بنظرة غريبة ثم قال بهدوء ..: لنعد إلى المنزل ..
تبعته جودي بصمت إلى المنزل ..
\
/
\
كان فرانك يجلس في شرفة شقته التي اشتراها منذ زمن ويذهب إليها في أوقات متفاوته وهو مستند بذراعيه على سورها ...
فرانك " هل ماقالته جودي صحيح ؟... سنوات حبي هل ستذهب هباءا أم انها وأخيرا ستزهر ؟... أعلي اللحاق بها ؟... " ثم أمسك رأسه بكفيه وهو يصرخ بعجز " لا أعلم .. لا أعلم .." ثم نظر إلى ساعته وقال " هل ذهبت ؟...
أخرج هاتفة المتنقل وأجرى الاتصال بشركة الطائرات ...
الموظف : مرحبا ... هنا خدمة العملاء
فرانك : أهلا بك ... أريد أن استفسر عن الرحلة المتوجهه إلى أمريكا هل أقلعت الطائرة ؟
الموظف : ليس بعد ..ستقلع بعد قليل ..
فرانك : حسنا .. أشكرك
ثم أغلق هاتفة وهو يقول بأمل : هذا جيد ... لم تقلع بعد ..!
جرى بسرعة وركب سيارته الرياضيه وانطلق بأقصى سرعة متوجها بها إلى المطار
فرانك " انتظريني ساندرا ... أرجوك لاتذهبي ..! "
\
/
\
" هذا هو النداء الأخير الأخير المتوجه إلى أمريكا ... الرجاء من الجميع التوجه إلى البوابة السابعه ... أكرر ............."
وقفت ساندرا وهي ممسكه بحقيبتها اليدوية ومن خلفها خادمتها تمسك بحقيبتها الكبيرة لتضعها مع حقائب المسافرين ... ألقت نظرة أخيرة على المكان وكأنها نظرة مودع ...
ساندرا " إلى اللقاء ... يامدينتي العزيزه " ... ثم توجهت إلى البوابة السابعة كما سمعت وانساقت بين أكوام المسافرين ...
في نفس المكان كان فرانك قد وصل لتوه .. ترجل من سيارته وتركها مفتوحه وهو يجري بكل ما أوتي له من قوه ... دخل إلى بوابة المطار الرئيسيه وكأنه عاصفه ... دارت عيناه في المكان لتتوقف عن كل فتاة شقراء ويعلم انها ليست هي ...!
ثم جاء إلى مسامعه صوت تلك المرأه لتقتل أمله الأخير ...
" لقد تم إقلاع الطائرة المتوجهه إلى أمريكا ... الرحلة التالية هي المتوجهه إلى فلندا ......."
وقف مشدوها ثم تهاوى على ركبتيه وهو يشد عليها بكفية ويقول " لقد أضعت فرصتي ...!... ذهبت ساندرا .. وبلا عوده ..! "
\
/
\
بعدها بيومين ... كانت الجده قد ودعت أصحاب المنزل وهي تشكرهم بابتسامة ... وكعادتهم التوأم قد تركوا بصمة واضحة في حياة جودي والبقية ...
عادت الأيام كما كانت بهدوئها ولايعلم أبطالنا مايخفية المستقبل لهم ...!
\
/
\
تجلس جودي في غرفتها كراحة لها ... أمسكت هاتفها المحمول وأجرت الاتصال بتينا ... ردت عليها تينا بإزعاجها المعتاد وصراخها الذي يصم الآذان ...!
جودي : تينا ... أرجوك أنا لست في المكسيك لتصرخي هكذا ...!
تينا : أهذه طريقة لتفرحي معي بعملي الجديد ؟..
جودي : وكيف علمتي أن هذا العمل سيكون ملائما لك ...
تينا : بالتأكيد .. فقد أجروا لي اختبارا واختاروني لأكون عارضة عالمية ...!
جودي : وماهي طبيعة عملك ؟... هل ستكون فقط لشركة مساحيق التجميل التي سيفتتحها أخوك ؟
تينا : سأكون عارضة أزياء لشركه خطيبة أخي جاكلين .. وعارضة للمساحيق التجميليه في شركتنا ...
جودي : هذا رائع ... عمل سهل وممتاز ... لاتنسي استخدام تلك الإبتسامة القاتلة ...!
ضحكت تينا وقالت : بالتأكيد ...
جودي : تينا ... متى ستكون حفلة الأفتتاح ؟
تينا : ربما في بعد شهر من الآن ..
جودي : جيد ... أستطيع أخذ إجازة من العمل حتى موعد الحفل ..!
تينا : نعم نعم ... عليك أخذها الآن فقد أحتاجك فيما بعد ... فأنا أثق بذوقك ..!
جودي : صدق من قال أن الدنيا مصالح ...!
بعد مدة أغلقت جودي من تينا وأجرت أتصالا آخرا إلى ساندرا
ساندرا : مرحبا جودي ....
جودي : أهلا ساندرا كيف حالك ؟...
ساندرا : الأمور تسير على خير مايرام ... أستغرقت أياما في مراجعة بعض الأوراق اللازمة وقد تفرغت هذا اليوم فقط ...!
جودي " أريد أن أسألها عن فرانك لكن كيف ؟" : هذا جيد ... أي أنك ستباشرين الدراسة في الغد ..
ساندرا : أجل
جودي : وهل تسكنين لوحدك ؟
ساندرا : أجل ... في منزلنا الذي نزورة أحيانا في العطلة الصيفية ... يوجد الكثير من الخدم فيه ...
جودي : رائع ... إذن انت تسكنين وحدك مع الخدم فقط ... بدون أي شخص آخر !
ساندرا : هذا صحيح ... وحدي فقط ..
جودي " ذلك الفرانك الغبي ... يبدو أنه لم يلحق بها ... ولكن مهلا إذا كان لم يلحق بها فأين هو ؟... منذ ذلك اليوم لم أره ...!
ساندرا : جودي ؟... هل تسمعينني ؟
جودي : ماذا؟... آسفة لم أسمعك هلا عدتي ماقلتي ؟
واستمرت الأثنتان في المكالمه وأخذ أخبارهما
\
/
\
ستيف : ماذا قلتي ؟
جودي : كما سمعت .. أريد إجازه لزيارة أهلي ..!
ستيف : ومن سيتدبر أموري في غيابك ؟
جودي : ليس من شأني ..!... اختر خادمة مؤقته لخدمتك أثناء غيابي ..
ستيف : لا ... أنا أرفض ذلك ..!
جودي : ولكن ... ستيف أرجوك
ابتسم ستيف بخبث وهو يقول : ترجيني أكثر..!
غضبت جودي منه فوقفت وقالت بغضب : سأذهب شئت أم أبيت ..!
ثم همت بالذهاب حتى قالت ستيف وهو يضحك : حسنا حسنا لاتغضبي ... سأسمح لك ولكن على شرط ..!
جودي : ماذا ؟
ستيف : ستكونين مرشدتي السياحيه ..!
جودي : ماذا قلت .....!
ستيف : كما سمعت ... سأذهب معك
جودي : ولكن ..
قاطعتها ستيف قائلا : سأتكفل بكل شئ ... لاتقلقي !
جودي : كما تريد ... ولكن فلتعلم انني سأكون في إجازه ... لن أعمل ..!
ستيف : حسنا فهمت ...
\
/
\
قبل يوم سفر جودي وستيف ذهبت جودي إلى منزل تينا لتقضي آخر يوم معها
تينا: أرجوك جودي .. أجلي موعد إجازتك ليوم آخر ... فقد تم تقديم موعد حفلة الأفتتاح في هذا الشهر ..َ
جودي : لا أستطيع ... لقد أخبرت أهلي انني سآتي إليهم ... ثم انك اخبرتني انها ستكون في الشهر القادم ..!
تينا بحزن : أرجوك ...!
جودي : تينا أرجوك انتي ... اسمحي لي وأنا أعدك انني سآتي في حفلة زفاف أخيك ... متى قلتي أنها ستكون ؟
تينا : بما أن موعد حفلة الإفتتاح في هذا الشهر ... أعتقد انها ستكون الشهر القادم ..
جودي : موعد مناسب ... أعدك انني سآتي
تينا : حسنا سأسمح لك فقط هذه المرة ...!...
\
/
\
في صباح الغد ... وقد صارت الشمس في كبد السماء ... هبطت الطائرة في مطار شركة مايكل ستيوارت الخاص ...
جودي : ولماذا علي الذهاب في طائرتك الخاصه ؟..!
ستيف : لأنك معي ... .. ألا يعجبك هذا ؟.. ألم تري مقدار أهميتي ؟.. لو أنني لم آتي معك لكنتي مسافرة عادية في آخر درجة والطائرة لم تقلع بعد ..!
جودي : يالك من مغرور ..
ترجلوا من الطائرة وكانت السيارة في انتظارهم لتقلهم إلى منزل عائلة جودي ...
\
/
\
دق جرس المنزل منبئا بقدوم جودي ...
أسرعت سارا " والدة جودي " إلى الباب لتفتحه وتستقبل فلذة كبدها ...
فتحت الباب ثم قفزت جودي إلى حضنها والأم تبكي بشوق
سارا : حمدا لله أنني رأيتك ...
جودي : لقد اشتقت لك يا أمي ...
سارا : وأنا كذلك اشتقت لك كثيرا ...!
جورج " والد جودي " : سارا ... اتركي ابنتي اريد ان احتضنها .. فقد أضناني الشوق ..!
احتضت جودي والدها بحب واتبعته بحضن آخر إلى اخيها الصغير نيد وهي تقول : لقد كبرت كثيرا منذ آخر مرة ..!
نيد : يالك من كاذبة ... حتى إن سنة كاملة لم تمر لأكبر بهذه السرعة ..!
أخرج ستيف ذلك الصوت من حنجرته ليخبرهم بوجوده ..
جودي : آه أنا آسفة ... امي ابي أعرفكما بستيف ... الفتى الذي أعمل عنده ..!
سارا بصدمة " ستيف ؟!.... من بين جميع الناس تعمل جودي عند ستيف ..! لماذا ؟"
سلم علية الجميع بطريقة رسمية وقاموا بدعوته إلى الجلوس معهم ولكن رفض ذلك وبكل أدب ليتسنى لجودي البقاء مع والديها بكل أريحيه ...
ذهب ستيف وبقيت جودي مع أهلها يجلسون كما كانوا في الأيام الخوالي ...!
باغتتها سارا بسؤال استغربت منه جودي كثيرا
سارا : جودي ... لماذا تعملين عند هذا الشاب ؟
جودي : لم أجد عملا آخر ... ثم انني في الأصل أعمل عند والده السيد مايكل
سارا " سأتأكد لابد ان في الأمر خطاءا " : مايكل ؟... هل هو مايكل ستيوارت صاحب مجموعة شركات ستيوارت العالميه ؟
جودي : إنه كذلك ..
سارا : هل والدته تدعى سوزان ؟
جودي : هذا صحيح ... كيف علمتي ؟
سارا بارتباك : بالتأكيد هي زوجة أكبر رجل أعمال يجب علي معرفتها ... وقد رأيتها في مقابلات عديدة على التلفاز وفي المجلات
جودي : ولكنها شريرة بعكس ابنها وزوجها ...!
نظرة إليها سارا بألم ثم أطرقت رأسها ولم تعقب على جودي
سارا " لابد أن سوزان تعرف انها ابنتي .. "
جودي وقد وجهت سؤالها لوالدها : أخبرني ياوالدي ما أخبار الدين هل استطعت دفع ولو القليل منه ؟
جورج بابتسامه : ألم أخبرك .. والدك محظوظ جدا ... فقد جاء شخص واشترى مني كل السمك الذي اصطدته ذات يوم بمليونين ...
جودي بصدمه : ماذا ؟... هل يشتري سمكا بمليونين ؟
جورج : لقد شكتت بالأمر فسألته وأجابني أنه يمتلك إحدى ثلاجات الأسماك في المدينه ويطلب مني أن أكون ممولا لبضاعته ...
جودي : هكذا إذن ..
جورج : وأيضا .. قال انه سيأتيني يوما في الأسبوع ليشتري مني مجموعة طازجة بسعر عالي ...
نيد : وعلى هذا المعدل .. خلال سنه أو أقل سنكون قد استطعنا دفع كامل الدين ونعود للعيش معا
ابتسمت جودي بأريحيه وقالت : هذا رائع .. بالمناسبه نيد ما أخبار الدراسة ؟
واسترسلوا في الحديث حتى ساعة متأخرة من الليل
\
/
\
أما ستيف فقد استأجر إحدى الشقق القريبة من منزل جودي .. استلقى على السرير ليحاول النوم ثم اخرج هاتفة وقام بطباعة رسالة إلى جودي يخبرها فيها بمكان إقامته وأنه سيقابلها في الصباح ليقوموا بجولة في هذه القرية الصغيرة ...!
\
/
\
في الصباح .. ذهبت جودي لملاقاة ستيف في المكان المحدد ... بعد أن ودعت والديها للعمل وأخيها لمدرسته ... ارتدت فستانا ريفيا أبيضا وقبعة من القش تلفها شريطة باللون الوردي وقد وقفت أمام المطعم كما قال لها ستيف ...
جودي " ماهذا ... لماذا لم يأتي بعد ؟... لابد انه استغرق في النوم ... يا إلهي ألا يستطيع الاستيقاظ بدوني ... " أخرجت هاتفها واجرت الاتصال به ليرد عليها وصوته يغلبه النوم
ستيف : من ؟
جودي : ستيف ..! ... ألا تزال نائما استيقظ الساعة التاسعة الآن ... ألم تخبرني أن اقابلك في أمام المطعم ؟ ... سأنتظر ربع ساعة إذا لم تأتي خلال هذا الوقت لن أقابلك حتى عودتنا ..!
ثم اغلقت الهاتف ولم تنتظر رده ... جلست على الكرسي الخشبي المواجه لمنظر البحر ... أمواجة هادئة وقد تتغير في أي وقت ... نظرت حولها إلى الناس كان بعضهم يمشي مسرعا لتأخرى عن عملة .. والبعض منعم يجلسون في طاولات المطعم الخارجيه والنادل يؤدي عملة بابتسامة وتواضع ... وهناك بعض الطلبة قد هربوا من مدارسهم ليتسكعوا كما يحلوا لم .. مر الوقت سريعا حتى أتاها ستيف وهو يرتدي بنطالا من الجينز وبلوزة رياضية مريحة ... ابتسمت جودي لرؤيته ولأول مرة بهذا الشكل ...
ستيف بابتسامة : آسف لتأخري ... لقد تغير علي المكان فلم أستطع النوم إلا متأخرا ...
جودي : لابأس ... " ثم أمسكت بيده وسحبته إلى المطعم ثم قالت " دعنا نتناول الفطور أولا ثم اعرفك على معالم هذه القرية ..!
جلس الإثنان على إحدى الطاولات الخارجيات واتاهم النادل بابتسامته التي لاتفارقه وأخذ منهم مايريدون .... ثم أحضر لهم عصيرا خاصا يتسم به هذا المطعم ...
كان ستيف ينظر حوله باستغراب وبدهشه لرؤيته الناس وهم يتسابقون إلى مشاغلهم ..
جودي با بتسامه : هل أعجبتك القريه ؟
ستيف : أول مرة أرى قرية جميلة كهذه ..!
جودي : لقد عشت فيها سنوات من طفولتي حتى اضطر والدي لينتقلوا إلى العمل في المدينه .. إنها قرية رائعة حقا ..!
ستيف بابتسامة : هنا قضيتي طفولتك ..! ... لديك ذكريات رائعة .. كم انت محظوظه ..!
جودي : لم تخبرني عن طفولتك ابدا ..!
ستيف : ممله ... لا أتذكر انني عشت طفولتي فيها ..! فقد كان يومي مقسما بين دروس الموسيقى ودروس اللغة الفرنسية ... ثم أنا مبكر كأي طفل واستيقظ صباحا للذهاب إلى المدرسه ..! ...
صمتت جودي ثم اكمل ستيف بابتسامة : ولكن أحيانا يشعر والدي بالعطف علي فيذهب بي إلى مدينة الملاهي أو أي مكان للعب ... حتى وأن والدتي ترفض ذلك ... بالرغم من انها ليست سوى مرة أو مرتين فعلها والدي ... إلا انني ممتن له بذلك فقد صنعت ذكريات جميلة فيها ..!
ابتسمت جودي : أنه حنون ... مثلك تماما
نظر إليها ستيف بنظرة استغراب حتى قطع عليهما إحضارالنادل لإفطارهما
\
/
\
في نفس الوقت في منزل ستيف قد طرقت سوزان باب غرفته ... استغربت ذلك فذهب للبحث عن جودي لتسألها ولكنها هي الأخرى لم تجدها ... علمت من إحدى الخادمات انها طلبت اجازه فابتسمت سوزان بأريحيه " هذا جيد "
سوزان : وستيف ألم تريه ؟
الخادمة : لقد سافر
سوزان : ماذا ؟... ولكن لم يكلفة أحد بعمل فيه سفر ... أين ذهب ؟
فقالت الخادمة بخوف وتردد : لقد ... ذهب بصحبة جودي ..
صرخت سوزان بغضب : ماذا ؟
ثم اتجهت إلى هاتفها واتصلت به وغضب الدنيا قد اجتمع في عينيها
\
/
\
توقف ستيف عن الأكل واخرج هاتفه وهو ينظر باستغراب : أمي ؟؟؟...
ضغط بعلامة الرد ثم اتاه صوتها المجلجل بالغضب ..!
ستيف : على رسلك يا أمي ... لماذا تصرخين ؟
سوزان : لماذا ذهبت مع تلك الساحرة ؟... ألم تطردها بعد ؟
ستيف : لقد غيرت رأيي ... لم أعد أريد ذلك ..!
سوزان : ماذا ؟... حسنا سنتفاهم في هذا الموضوع فيما بعد ... لماذا تتواجد معها الآن ؟
عليك ان تعود إلى هنا فورا ..!
ستيف : لن أعود وهذا ليس من شأنك ..!.. ثم إن ذلك الموضوع قد اغلقته ومحوته من رأسي لاتحاولي مرة أخرى ..!
اغلق ستيف الخط وهو يزفر بغضب
قالت جودي بخوف وتردد : هل هي غاضبة من تواجدك معي ؟
ستيف : ليس من شأنها ... دعكي منها ودعينا نكمل جولتنا
جودي : حسنا ... مارأيك أن نذهب إلى مدينة الألعاب الإلكترونية
ستيف : يعجبني هذا ..!
\
/
\
بعد ان انتهوا من اللعب الملئ بالتحدي والفوز والخسارة ... ذهبوا ليتمشوا بمحاذاة البحر على الشاطئ ...
جودي : إن المكان رائع وهادئ هنا ..
ستيف : بعكس ذلك المكان ... فهو ملئ بالإزعاج وبالطلاب الهاربين من مدارسهم للعب فيها ..!
ضحكت جودي وهي تنظر باتجاة البحر ... ثم قالت بصوت غريب : هل تعلم ياستيف أنك تشبه البحر ..!
ستيف باستغراب : أنا ؟..!
جودي : فهو هادئ وجميل ... وبنسمة هواء تتحرك أمواجة بحسب قوتها .. يتغير فجاءة فيكون هائجا وأمواجة تتلاطم بقوة وبعنف ... ليكون كل من فيه ضحية لغضبة ..! ..
ابتسم ستيف : هل أنا كذلك ؟
نظرت جودي إليه وابتسمت : تماما ... وايضا هو يخبئ الكثير بجوفة ويحمل الكثير من الاشياء التي تسعد الناس ... قلبك مثل قاعه ... هو ملئ بالرغم من انه مظلم ومخيف عند رؤيته لأول مرة ..
بادلها ستيف الإبتسامة وهي ينظر إليها بحب واضح في عينيه .. حتى اتاهم صوت أحدى القواب المتوجهه إليهم
جورج : جودي وستيف ... لماذا انتما هنا ؟
جودي : لقد كنا نتمشى ...
جورج : مارأيكما بأخذ جولة معنا ...
ستيف : يسعدني ذلك ..
ركب الإثنان ثم ارتدا سترة السباحة في حالة حدوث مكروة ... ابتعدوا كثيرا عن الشاطئ حتى اصبحوا لايرونه ...
جودي : إن المكان مخيف حقا ..!
سارا : ستعتادين عليه ... خذي هذا
ثم رمت إليها بشبكة صيد متوسطة وأخرى لستيف ...
سارا : تفرقا في مكانين مختلفين حتى لاتتشابك خيوط الشبكتين ..
ستيف : هل علي أن أعمل ..!
ابتسم جورج وقال له بحنان : هو متعه ... صدقني سيعجبك ..!
بعدها بوقت وقفت جودي في منتصف القارب وهي تمسك برأسها ..
جودي : أشعر بالدوار ..!
كانت ستتهاوى إلى أرضية القارب لولا أن ذراعي ستيف كانت أسرع لتسمك بها وتضعها بهدوء وروية ...
جورج : سارا احضري بعض الماء
كانت سارا واقفة في مكانها تنظر إليهما حتى اتاها صوت جورج العالي
جورج :سارا .. ألا تسمعينني ؟
سارا : متأسفة ...
جورج : احضري بعض الماء
سارا :حسنا
احضرت سارا بعض الماء وحاول جورج رش وجهها بقطرات منه حتى استيقظت ... عدلها ستيف لوضعية الجلوس وهو يتحسس رأسها ويقول بخوف : هل مازلتي تشعرين بدوار ؟
اشارت برأسها لتخبرة ان الدوار قد ذهب عنها ..
ابتسم جورج وهو ينظر إلى سارا : لقد حدث لها مثلك عندما ركبت القارب لأول مرة ..
واستمروا في الحديث حتى حان موعد الغداء وموعد رجوع نيد من المدرسة ... اوقفوا قاربهم في مكانه وحملوا معهم ما اسطادوا من السمك واتجهوا إلى المنزل ليجلسوا جميعا حول مائدة واحدة ... يتحدثون بمختلف الأحاديث وبمختلف المواضيع ...
كان ستيف يأكل بصمت وهو ينظر إلى جودي وهي تتحدث بحماس وابتسامتها لم تفارقها
ستيف " يبدو انني ادركت واخيرا انني قد احببتها ..! ... لا أعلم كيف سأخبرها ولكني سأترك هذا لليوم المناسب ...! "
في نفس المكان كانت سارا تنظر إلى ستيف بصمت " له شعر أشقر كوالدته ... كما في تلك الصورة التي رأيتها ... هاقد شاء القدر لتعمل ابنتي عند ابن سوزان ..! ... أستغرب لماذا لم تحاول سوزان طردها ..! " ثم اخرجت تلك التنهيده التي تحمل الكثير من الألم " ..سوزان ... "
\
/
\
بعد أيام اتصلت تينا بجودي وهي تقص لها ماحدث في حفلة الإفتتاح ..
تينا : لقد كانت حقا رائعه .. حضرها الكثير من الأشخاص المشهورين ..هل تصدقين انني سأعمل من عارضة الأزياء والممثلة فيكتوريا .. كل شئ كان رائعا .. لولا أن ذلك الشاب قد عكر لي مزاجي ..! كدت ان اتسبب في إغلاق الشركة وهي لتوها قد افتتحت بسببه ..!
ضحكت جودي وقالت : ماذا فعل لتغضبي كل هذا الغضب ..؟
تينا : لقد كان يذم ملابسي وطريقة حديثي وهو ينعتني بالفتى ..!
جودي : وماذا لبستي ؟
تينا : لقد كان شكلي ولأول مرة انوثيا جدا ..! ... ارتديت فستانا باللون الزهري الغامق حتى انني لبست حذاءا عاليا ..!
جودي : وهل كنت تتحدثين بطريقتك العاديه ؟
تينا : وكيف تريدينني ان اتحدث ؟
جودي : إذن لاعجب انه نعتك بالفتى ..!
تينا : ماذا حتى انتي ؟!.. مابها طريقة حديثي ؟
جودي : ابدا انها رائعه ... فقط كنتي تصرخين وتتحدثين بسرعه ..
تينا : لايهمني تعجبني طريقة حديثي ...! فهي تشعرني بالحماس ..!
جودي : لا فائدة منك ... حسنا سأتحدث معك فيما بعد .. سأخرج بصحبة ستيف الآن
تينا : حسنا ... استمتعي ..!
\
/
\
بعد شهر كانت جودي قد عادت لأيام العمل بعد تلك الإجازه التي قضتها بصحبة ستيف وأهلها ... وجاء ذلك اليوم الذي سيتزوج فيه تيدي ...
\
/
كانت ساندرا تجلس في شرفة منزلها على تلك الطاولة وهي تنظر نظرة أخيرة للصور التي جمعتها معه لتحرقها وهي تمسح دموعها الأخيرة .... انتهت من كل مايذكرها به ثم وقفت بشموخ قائلة :سأرمي كل ماحدث خلفي ... وأعيش لمستقبلي فقط
ولكن سرعان ما أختفى ذلك الشموخ بسبب تلك الدمعة الحزينه التي سالت على وجنتيها بألم فقالت لتعزي نفسها : اليوم ... سأحزن اليوم فقط وبعدها سأبتسم .. كما قالت جودي سأجد الحب الحقيقي يوم ما
استندت بيديها على السور وقد أمسك بكأس العصير بين أناملها الناعمة ... وهي تنظر لأضواء المدينه لتبعث في نفسها بعضا من الراحة ...بعدها بقليل أتاها صوت خادمتها قائله
الخادمه : آنستي .. هناك شخص ما يود رؤيتك
ألتفتت ساندرا باستغراب لناحيتها وهي تقول : شخص ؟... من؟
فرانك : أنا ...
ساندرا بدهشه واستغراب : فرانك ؟ ...!
فرانك يتحدث مع الخادمه : اذهبي
ذهبت الخادمه ثم تقدم فرانك ووقفت بجانبها وهي لاتزال مشدوهه فاغرة فاهها ..
فرانك : هل انصدمتي من وجودي ؟
ساندرا : بالتأكيد ... لماذا انت هنا ؟
فرانك : أليس اليوم هو يوم زواج ذلك التيدي ؟
أطرقت ساندرا رأسها وقالت بألم : أجل
نظر إليها فرانك نظرة غريبة قائلا : هل مازلتي تحبينه ؟
صمتت ساندرا قليلا ثم قالت : ربما لم أعد أحبه ... لكنني لم انساه بعد
صرخ فرانك بغضب : ألم تنسيه بعد بالرغم من انه تركك بسهوله ؟
نظرت إليه ساندرا باستغراب ونظر إليها هو الآخر ... ثم بحركة سريعة احتضنها بين يديه
تسارعت انفاس ساندرا ثم تحركت محاولة الابتعاد عنه
ساندرا : ابتعد .. اتركني
فرانك بنبرة هادئه وغريبه : أرجوك .. قليلا فقط
هدأت ساندرا لتستمع لضربات قلبه السريعه ...
ساندرا " لماذا يبدو فرانك غريبا اليوم ؟ "
بعدها بقليل تحدث فرانك قائلا : ساندرا ... لاتتحركي من مكانك حتى انتهي من حديثي ... فإن انتهيت لك الحرية في اتخاذ قرارك
صمتت ساندرا فبدأ فرانك حديثه وعلامات الدهشه على وجه ساندرا مما يقوله
فرانك : منذ ثلاث سنوات أو اكثر ... بالتحديد منذ وفاة والديك ... رأيتك ولأول مرة عن قرب لأجدك قد احتضنتي اخواك الصغيران وهما يبكيان وانتي تضغطين على شفتك السفلى لتحاولي منع دموعك من السقوط أمامهما ... منذ ذلك اليوم استطعتي ان تدخلي قلبي واكتشف حبي لك بعدها بفترة ... كابرت كثيرا للإعتراف حتى رأيتك تنعزلين رويدا رويدا عن العالم الخارجي وتصنعين لنفسك عالمك ... لم استطع اقتحام ذلك العالم الغامض حتى اتى هو واخذك مني بكل سهوله ... حاولت الإحتمال وتصبير نفسي حتى عملت من شخص كلفته بمراقبتك انه في ذلك اليوم وتحت تلك الشجرة قد تبادلتما خواتم الخطوبه وتعاهدتما على البقاء معا ... غضبت كثيرا مما سمعت وسيطر علي الغضب ليجعلني ادمر حياتك بكلمات ... ومما زاد من غضبي انني علمت فيما بعد انه يحاول استغلالك .. علمت جودي بالأمر ووبختني كثيرا لعدم اعترافي حتى هذا الوقت .. شجعتني على البوح بما كبته في قلبي طيلة تلك الأيام ... أنا لا أطلب منك ان تحبيني ... وكل ما أطلبه ان تسامحيني على مافعلته وألا تكرهيني " ثم قال بابتسامة غرور ليخفي ارتباك وخوفة " وايضا تسمحين لي بالأقتراب منك لأجعلك تقعين في شباك حبي ..!
انتهى فرانك من حديثه وساندرا لم تتحرك ليتضح لفرانك ولو شيئا من ردة فعلها ...
بعدها بقليل رفعت رأسها لتلتقي عينيه الخضراوتين بعينيها المليئة بالدموع
فرانك : ساندرا ؟... لماذا تبكين ؟
ساندرا : أنا بحاجة لك ... أرجوك عدني أن لا تتركني كما فعل هو
نظر إليها فرانك بدهشه لم يكن ليتوقع هذا منها ...
أكملت ساندرا قائله : لم أكرهك يوما ... ربما شعرت بالحقد عليك عندما فعلت ذلك .. ولكني رأيت إلى الجوانب الايجابيه كما اخبرتني جودي ... فلقد رأيت انه سيتركني عند حدوث أي مشكلة صغيرة بيننا ..
تهللت أسارير فرانك وقال بابتسامة : أعدك ... لن اتركك مهما حدث
ثم وضع يده على رأسها وأعادها لمكان قلبه وهو يبتسم بأريحيه ... أما هي فقد وجدت الصدر الحاني لتبكي عليه وتفرغ كل مابقلبها ...
\
/
\
في نفس الوقت كانت جودي تجلس في غرفتها وقد استعدت للنوم ... حتى أتاها طرق هادئ على الباب ... ترجلت من سريرها وفتحت الباب لتنصدم بالشخص الواقف أمامها ..
جودي : السيدة سوزان ؟ ..!

فرانك وساندرا ونهايتهما السعيده .... ماذا سيحدث لهما وهل سيكون لهما دور في قصتنا ام انتهى ...
الجده وقد ذهبت بهدوء بعكس حضورها ...
سارا وماعلاقتها بسوزان ؟...
مانوع الشئ الذي سيحصل بتواجد سوزان في غرفة جودي ؟
تينا وبداية قصتها مع الشاب ... هل اتى من قبل في قصتنا ام هي شخصية جديده ؟؟!..

انتهى الجزء العاشر
الجزء الحادي عشر

في نفس الوقت كانت جودي تجلس في غرفتها وقد استعدت للنوم ... حتى أتاها طرق هادئ على الباب ... ترجلت من سريرها وفتحت الباب لتنصدم بالشخص الواقف أمامها ..
جودي : السيدة سوزان ؟ ..!
سوزان : آنسية جودي ... هل تسمحين ان اتحدث معك ؟
جودي بارتباك : بالتأكيد ... تفضلي
دخلت سوزان إلى غرفتها وهي تنظر إليها نظرات مستصغرة ... ثم جلست على الطاوله التي لايوجد بها سوى كرسي واحد ... وقف جودي أمامها وهي تضم كفيها لمحاولة فاشلة منها لتهدئ من نفسها
سوزان : كم تريدين ؟
جودي ببلاهه : ها ؟
سوزان بغضب : قلت لك كم تريدين ؟
جودي وكأنها فهمت المقصد : ماذا تقصدين ؟
سوزان : سأعطيك قدر ماتدريدين ولكن ابتعدي عن عائلتي ..!
غضبت جودي مما سمعته منها فقالت : لا أريد منك شيئا ... ثم انني اتيت للعمل فقط ورغما عني وليس لي شأن بك ... أنا لا أعلم لماذا تكرهينني ؟... لم أفعل لك شيئا حتى بإساءتك لي
نظرت إليها سوزان شزرا وقالت وهي تصر على أسنانها : هل تتظاهرين بعدم معرفتك بالأمر أو لأنك تريدين تمثيل دور البريئه ؟
جودي : صدقيني أنا لا أعلم عما تتحدثين ..!
سوزان : إذن هل تريدين قول أن والدتك لم تخبرك شيئا ؟
عقدت جودي حاجبيها باستغراب ثم قالت : والدتي؟... وماشأنها بالأمر ؟
نظرت إليها سوزان " يبدو أنها صادقه في أنها لاتعلم شيئا عن الموضوع " : أجل والدتك ... أتصلي بها الآن مباشرة وقومي بسؤالها ما الذي تعرفه عني ..! ... ثم اجمعي امتعتك وارحلي ...
جودي : أجمع امتعتي ؟... اتصل بوالدتي ؟.... ما الذي يحدث ..!
خرجت سوزان ولم تعقب على كلامها ثم اتصلت جودي بوالدتها ... بعد رنات قليلة ردت عليها سارا ... ابدت جودي الحديث بالسؤال عن أخبارهم ثم سألتها قائله ..
جودي : أمي ... هل تعرفين السيدة سوزان ؟
صمتت سارا قليلا ثم أزفرت وقالت : لقد كنت أنتظر اتصالك بشأن هذا الموضوع ..
جودي : أمي حقا هل تعرفينها ؟
سارا : سوزان ... لقد كانت صديقتي عندما كنا في عمرك الآن ... صديقتين حميمتين وأختان لم تجمعهما صلة الدم ... لعبنا معا وفرحنا معا وحزنا معا ...كنا نساند بعضنا البعض في كل شئ ... حتى اننا قد نتقاسم المال لنستطيع شراء مانريد ... حتى أتى ذلك اليوم الذي حصلت فيه سوزان على منحة دراسية في ثانوية مشهورة لايدرس فيها سوى الطلاب من ذوي الطبقات العليا ... أمضت سنتها الأولى على خير مايرام ... حتى أعترف لها ذلك الشاب الغني والذي يدعى مايكل بحبه لها .... ثم شيئا فشيئا أصبحا يتواعدان ويخرجان معا بشكل شبه يومي ... حتى انني لم أعد أخرج معا ... فرحت كثيرا لها ولم أعير ابتعادها عني أية اهتمام ... حتى تخرجنا من الثانوية وذهبت كلا منا في طريقها وجامعتها ... أستمرت هي بمواعدته حتى بعد التخرج ... ثم سمعت من فتاة كانت زميلة لنا أنها ستتزوج من ذلك المدعو مايكل ... غضبت كثيرا ولا أخفيك انني شعرت بالغيرة ... فبعدما أبعدها عني يريد أخذها إلى الأبد ؟ ... ثم قررت أن ابعدهما عن بعضهما ... نجحت الخطة في بدايتها حتى علمت سوزان بمقصدي ... أتت إلي وهي غاضبة وتشاجرنا ثم بعد تلك الحادثه لم أرها ... انفصلت الصديقتان ولا نعلم من تملك الحق .. هل أنا مخطئه عندما أردت الحفاظ على صداقتنا ؟... أم هي المخطئه عندما تركتني بعدما وجدت من يشغلها عني ؟.... حتى هذا اليوم كل منا تعتبر الآخرى هي المخطئة ... ولا أخفيك سرا انني قد .... قد أشتقت لصديقتي ..!
" أزفرت مرة أخرى ثم قالت بسخرية " وهاهو الزمن يلعب لعبته ليضعك خادمة لابنها ..!

صمتت جودي ولم تعقب على كلامها حتى سألتها قائله : جودي يا ابنتي ... لا أريد لها ان تسبب في أذيتك ... ثم انني لا أريدك ان تعملي عند ابنها افضل ان تأتي وتتركي دراستك على ان تعملي عنده ... ثم انني لا أريد لعلاقتكما ان تتطور ...!
جودي : علاقتنا تتطور ؟... ماذا تقصدين يا أمي ..!
سارا : ماذا ؟... ألستما تتواعدان معا ؟
ضحكت جودي ثم قالت : أي نوع من الأفكار تفكرين بها يا أمي ... لايوجد شئ بيننا
ابتسمت سارا وقالت باترياح : هذا جيد ... لقد ارحتني ... حسنا عليك ان تتركي العمل عندهم بما انه لايوجد بينكما شئ ..!
صمتت جودي ثم قالت بنبرة جديه : ولماذا علي أن اترك العمل عندهم ؟...
صرخت سارا وقالت : ماذا ..! ... ولماذا لاتتركين العمل عندهم بعدما عرفتي كل شئ ..!
جودي : أمي ... عملي عند السيد مايكل وعند ستيف ليس له شأن فيما حدث بينكما ...
سارا : جودي ..! ... أتدركين انك تعملين عند سوزان ..!
جودي : أنا لا أعمل عندها ولاتهمني ... أرجوك يا أمي اقفلي الموضوع ولا شأن لي ولستيف فيما حدث في الماضي ..!
سارا بغضب : لقد أخبرتك ان تتركي العمل ... تستطيعين العمل معنا وترك دراستك كما اردتي ... ولكن لن أسمح بتواجدك في منزل واحد تحت أمرت سوزان
جودي : آسفه أمي ... ولكنني أخبرتك لن اترك العمل بسبب أشخاص آخرين ..
والآن علي الذهاب ... إلى اللقاء بلغي تحياتي لوالدي ولـ نيد ..
سارا : جــ .....
ولكن جودي قد أغلقت السماعه ... أمسكت سارا بهاتفها وهي تضغط عليه وترص على أسنانها وتقول : جودي ... أرجوك لاتستمري بالعمل ... ستهينك ...!
\
/
\
دخل ستيف إلى غرفته ووجدتها قد أمسكت بالمنشفة المرطبه بالماء وهي تمسح التحف واللوحات ....
ستيف : جودي ؟
انتبهت جودي من شرودها على صوته فردت قائله : آه ستيف ... أين كنت ؟
ستيف بتعب : والدي لايكف عن توجيه المهمات والأوامر إلّى ..!
ابتسمت جودي وقالت بشقاوة : هذا يعجبني ..!
ثم عادت إلى عملها لتسمح لعقلها بمراجعة الأمور مرة أخرى ..
ستيف : جودي ؟... لاتبدين على مايرام ..!
جودي : لاشئ .. فقط أمر صغير علي تسويته ..
ابتسم ستيف وقال بمرح : هل تحتاجين عونا ..!
نظرت إليه جودي وقالت بسخريه : لن أذهب للشجار كما فعلت ..! ... شجارنا نحن الأنثوات راقي ..!
تمدد ستيف على السرير وهو يقول بلا مبالاة : هذه أول مرة أسمح فيها عن شجار راقي ..!
جودي : لم ولن تفهم مادمت لاتفكر ..!
اقتحمت سوزان الغرفة وعلامات الانزعاج على وجهها
سوزان " ألم تفهم ماقلته... حتى بعدما علمت بعلاقتي مع والدتها لاتضل تقترب من ابني بطريقتها التي تبدو برئيه ولكنها بعكس مابداخلها ..! "
جلست سوزان على الكرسي الموجود بالغرفه وقالت بغرور موجهة كلامها لجودي : أظن أنك قد علمتي بالأسباب ... فلماذا لاتجمعين امتعتك الآن وترحلين ..؟
نظرت إليها جودي بقهر " لم تتحدث بالموضوع إلا بوجود ستيف ... لابد انه سيدافه عن والدته بعدما يعلم السبب "
صمتت جودي فجلس ستيف على سريرة وقالت بحماس مختلط بنبرة غضب : ولماذا عليها ان تجمع امتعتها وأنا لم أسمح لها بذلك .؟
سوزان : ستيف ... مارأيك بشخص كان يود افتعال شجار بين والديك ؟
نظر ستيف إليها وقال ببلاهه : ولكنكما دائما تتشاجران ..! مالجديد؟
ضحكت جودي ولكنها وضعت يدها على فمها لكتمها عندما رأت نظرات سوزان الناريه
سوزان : مالجديد ؟... لم أقصد في الوقت الحاضر ولكن لولا رحمة الله بي لما تزوجت انا ووالدك وانجبناك ..!
ستيف : أنا لا أعلم ماذا تقولين ... ولكن كل مايهمني ان جودي لن ترحل من هذا المكان إلا بأمر مني ..!
سوزان " إذا كان لم يسأل أنا سأجيب من دون سؤال " : والدة جودي من غيرتها الشديده من والدتك أرادت ان تصرف والدك عني عندما علمت بخطبته لي في الجامعه......... " ثم أخبرته بالقصه بشكل تكون هي المظلومة في الموضوع "
عندما انتهت سوزان من سرد ماحصل نظر إليها بنظرات غريبه ثم وجه نظرة نحو جودي .... أما جودي فقد كانت تنظر إليه بخوف مما سيقوله ... بعد صمت دام لخمس دقائق
عاد ستيف ليتمدد على سريرة بهدوء قاتل ... ثم قال لحسم الموضوع : ومادخل جودي ان تترك عملها بسبب شئ لم تقترفه ؟
عقدت سوزان حاجبيها وقالت بنبرة غريبه : هل تقصد أن جودي أهم من والدتك ؟
ستيف : لم أقل ذلك ... ثم ان هذا في الماضي ..! ولاتجعليني اختار بينكما فأنت والدتي ..!
اغرورقت عينا سوزان ثم قالت بقهر : إذن انت تفضلها علي ..! تفضل خادمتك على والدتك ... لم أعهد هذا منك ..!
ثم خرجت مثل دخولها ... ما إن خرجت حتى نظرت جودي إلى ستيف الذي كان مستلقيا وقد وجه إليها ظهره ...
جودي : ستيف ؟
لم يرد ستيف عليها فعاودت جودي للسؤال قائله : ستيف هل أنت نائم ؟
لم يجبها ستيف فخرجت وأغلقت الأنوار والباب وهي تعلم انه لم يكن نائما ..
\
/
\
أشرقت شمس الصباح لستسقظ جودي من أحلامها بصوت تينا المزعج ووهي تتصل على هاتفها ...
ردت عليها جودي وصوتها يغلبه النوم ... صرخت تينا في وجهها لتستيقظ
تينا : ألا تزالين نائمه ؟... هل نسيتي ان اليوم هو يوم حفلة زفاف أخي ؟!
فتحت جودي عينيها وقالت باعتذار : أوه تينا أنا آسفة نسيت الأمر تماما ..!
تينا : أنا أعلم انك قد غرقتي في حبك لستيف مما جعلك تنسين موضوعي ..!
مطت جودي شفتيها لتقول : لا أعلم من اين اتيتي بهذه الترهات ..! ...
تينا : ليست تفاهات ... المهم هل تذهبين معي للتسوق لقضاء بعض الحاجات؟
جودي : لا بأس ... آه لقد تذكرت لم اشتري شيئا للحفلة ..!
صرخت تينا بغضب : لم تشتري شيئا ؟!... يالبرودك ! ...
جودي : مازلنا في الصباح ... سأذهب معك اليوم لشراء ما احتاج وماتريدين ...
أيعجبك هذا ؟
ابتسمت تينا وقالت : يعجبني كثيرا ... ولكن كيف ستخرجين واليوم ليس عطلتك ؟
جودي : سأتدبر الأمر ..
تينا : حسنا سأنتظرك في الساعة التاسعة والنصف في منزلي ..
جودي : حسنا .. إلى القاء
تينا : مع السلامة
\
/
\
ذهبت جودي إلى غرفة ستيف ووجدته قد استيقظ من قبل ... نظرت إليه بدهشه حتى أحس ستيف بوجودها فقال : مابال هذه النظرات ؟!
جودي : هذه أول مرة آتي إليك واجدك مستيقظا ..!
ستيف : سأعتبر هذا إطراءا بالرغم انه ليس كذلك ...
جودي : لماذا استقظت ؟... لاتقل لي انك ستذهب إلى الجامعه ؟
ستيف : بالتأكيد لا ... سأذهب إلى فرع الشركة في اسبانيا فقد استدعاني والدي إلى هناك ..
جودي : أي انك ستسافر ..!
ستيف : أجل ... بالمناسبه ليس من عادتك ان لاتذهبي إلى جامعتك ؟...
جودي : لايوجد لدي شئ اليوم ... ستيف .. إذا كنت ستسافر لا أريد البقاء وحدي في المنزل ... هل تسمح لي بالذهاب مع تينا ؟
ستيف : لا بأس ولكن ألم تذهبي إليها في يوم عطلتك ؟
جودي : اليوم مختلف .. فهو حفل زفاف أخيها وأنا مدعوه ..
ستيف : هكذا الأمر ... لابأس
ابتسمت جودي واقتربت له وهي تعدل ربطة عنقه : أشكرك .. سأشعر بالملل ... متى ستعود؟
ابتسم ستيف لها وقال : لن أتأخر ... ربما صباح الغد
جودي : سأكون بانتظارك
ثم ابتسم كلاهما ولغة العيون هي من تتحدث ... انتبهت جودي ثم ابتعدت عنه وقالت بتوتر وارتباك : سأذهب الآن ... إلى اللقاء
ابتسم ستيف لعفويتها ثم حمل حقيبته الدبلوماسيه وخرج لسائقة الذي كان بانتظاره
\
/
\
عندما كانت جودي وتينا تتسوقان ... كانت جودي تنظر لفستان قد اعجبها ... اشترته بعد نظرات تفحص ومشاورات بينها وبين تينا ... خرجت الاثنتان من المتجر وجلستا على الكراسي الطويل بداخل المركز التجاري ...
ابتسمت تينا وقالت : آخر مرة أتينا إلى هنا كانت ساندرا بصحبتنا ..
ابتسمت جودي وهي تتذكر الأيام الجميله ... ثم قالت وهي تتذكر : ألم أقل لك ماحدث ؟
تينا : ماذا ؟
جودي : كما توقعت ... فرانك يحب ساندرا !!
قفزت تينا من مكانها وقالت بصراخ : يحبها ..!
نظر إليها كل من في المتجر فابتسمت بغباء وعادت إلى مكانها ... قالت جودي وهي تضرب على فخذها : لقد احرجتنا ..! ...
تينا : اعذريني ... انصدمت ..!
جودي : يا إلهي ...
تينا : دعينا من هذا واخبريني ماذا حدث؟
جودي : لقد اكتشفت انه يحبها وواجهته بذلك ... غضب مني كثيرا وانكر ولكنه في النهاية اعترف لي ... اخبرته ان يذهب ويمنعها من السفر ... ولكن يبدو انه لم يلحق بها ذلك الغبي ..!
تينا : لاتحكمي عليه .. ربما لحق بها ولكنه ربما فات الأوآن ..!
أخرجت جودي هاتفها من حقيبتها وهي تقول : ربما ... سأتصل بها ونتحدث معها معا ..
بعد رنات قليلة أتاهم صوتها ثم قامت الاثنتان بتشغيل الفيديو لتظهر صورهما ...
تينا بصراخ : مرحبا ساندرا ... لقد اشتقت لك كثيرا ....!
ضحكت ساندرا مما سمعت وقالت : وأنا كذلك اشتقت لكما ...
كانت جودي ستبدأ حديثها حتى ظهر لهم فرانك وهو يجلس بجانب ساندرا ...
فرانك : أوه جودي عزيزتي لقد اشتقت لك ..!
نظرت إليه جودي شزرا ثم قالت : يالك من لعوب ... تقول ذلك وساندرا بجانبك ..!
ضحكت ساندرا وقالت : ليتك تسمعين مايقول عندما يقابل فتاة تمشي في الشارع ..!
فرانك : انت السبب لاتسمحين لي بقول كلمات جمليه لك ... فأنا أفرغ مابقلبي عليهن ..!
جودي : إنك حقا غبي ... " ثم ابتسمت بفرح " ولكن الحمد انكما اجتمعتما اخيرا ..
ابتسم الاثنان ثم قال فرانك وهو ينظر إلى تينا : جودي لم تخبريني ان لديك صديقة جميله ..!
جودي : وهل انا مجنونه لأعرفك على صديقتي ..!
تينا : ثم انك لم تعجبني ..!... لست نوعي المفضل
وضع فرانك يديه على وجهه وكأنه يبكي وقال بنبرة مضحكه : لقد حطمت قلبي وحبي ..!
ضحكت ساندرا وجودي أما تينا فقد اعرضت وجهها بعلامة انه لم يعجبها .... ثم قالت ساندرا بفرح : جودي ألم اخبرك .. واخيرا فرانك قرر ان يكمل دراسته الجامعيه في نفس جامعتي ..!
جودي : حقا ... ياله من خبر مفرح
تكملن فرانك بجديه قائلا : إذا كانت الدراسه هي من ستقربني من ساندرا فسأدرس كل سنوات عمري ..!
جودي : على هذا المنوال لن تتزوجها ابدا ..!
احمرت وجنتي ساندرا وقالت بخجل : جودي ماذا تقولين ... لاتحرجيني
واستمروا في الحديث ثم بعدها في التسوق حتى مغيب الشمس وحان وقت الحفلة المرتقب ..
\
/
\
نظرت جودي إلى شكلها وقد وضعت اللمسات الأخيرة لتوها .. ابتسمت لنفسها في المرأة وطبعت قبلة عليها وهي تضحك بشقاوة ..!
كانت ترتدي فستانا من القماس البني الفخم ... قصيرا يصل لما فوق ركبتيها وصندلا عاليا باللون السكري ليبرز جمال ساقيها ... وتركت شعرها منسدلا بتجعدات بسيطه ووضعت وردة باللون السكري على جانبة ... وأنهت شكلها بلمسات بسيطة من مساحيق التجميل على وجهها الأبيض الجميل ...
جودي " حقا انني جميلة ..! .. ولكن ليس هناك من يقدر هذا الجمال ...!
\
/
\
وقفت تينا لانتظار جودي وقد اتصلت عليها للتو لتخبرها بقربها ... جلست تينا على ذلك الكرسي في الخارج ... نزل ذلك الشاب من سيارته الذي وصل لتوه ... كان شكله مرتبا وجميلا ... تقدم للدخول للصالة الرئيسيه ولكنه وجد تينا تجلس على الكرسي الخارجي ... وقف أمامها وهي ينظر إليها بقرف ... بادلته تينا نفس النظرات ثم اعرضت بوجهها عنه بغرور ... ابتسم بخبث ثم قال : هل انت مجنونه لتجلسي وحدك في الخارج ؟
تينا : ليس من شانك ..!
: حسنا ليس من شأني ... ستندمين على ذلك يوم ما
نظرت إليه تينا بغرور : من تظن نفسك ؟
: الشخص الذي سيكسر غرورك ..!
تينا : لا أظن هذا ...
ثم سطع في عينيهما نور السيارة القادمة ... علمت تينا انها جودي لأنها سيارة أجرة .. تركت الشاب الواقف ومشت بسرعة لتضمها وتبارك لها تلك الأخرى ... ثم دخلت الأثنتان إلى الصالة الداخلية ونسيت تينا تماما الشاب الواقف هناك ..
\
/
\
دخلت جودي بصحبة تينا واندهشت مما رأته ... الترتيبات والأثاث الفاخر قد زين المكان ... والأنوار الموزعة في كل أنحاء الصالة وتتركز في الوسط ... على الجانب الأيسر تجلس فرقة موسيقية وقد أمسك كلا منهم بأداته وبدء بالعزف لينتج عن ذلك موسيقى كلاسيكيه هادئه ... ثم على الجانب الأيمن هناك شخص قد أعتدل بجلسته ليجعل ظهره منتصبا وهو يعزف على البيانو ....
وزعت جودي نظراتها بفرح على المكان وهي تقول : رائع ... كل شئ هنا جمل ورائع
ابتسمت تينا : أشكرك ...
أنطفئت الأنوار لتنبئ بدخول العريسين ... ابتسمت الاثنتان بفرح وحماس وجلستا على طاولة قريبة من مكان خروجهما ... تركز ضوء أصفر اللون على باب كبير ... بعدها بلحظات خرج منها زاك وهو ممسك بيد عروسته جاكلين وقد ابتسم كلا منهما للحاضرين ...
نظرت إليهما جودي وابتسمت بفرح " يبدو انني تخلصت من اعجابي له ... هذا جيد " ثم ذهبت لتقديم التهاني إليهما ...
\
/
\
في نفس المكان كان هناك شخص قد ارتدى بدله رسميه بيضاء اللون ووقد لفت عليها ربطه عنق بشكل فيونكه باللون الأسود ... طرقات حذاءه وطوله قد جذب الحاضرين إليه بهيبته ... وصل لمكان زاك ثم وقف بجانب جودي وهي للتو قد هنئتهما ... أحست بحركة من خلفها فلفت رأسها مفزوعه ... نظرت إليه بنظرات دهشه وصدمه ...
جودي : ستيـــــــف ؟... لماذا أنت هنا ؟
ابتسم لها ستيف ابتسامته المعهوده وقال : بالطبع أنا مدعو ...
نظرت جودي إلى تينا التي قالت بخوف : صدقيني لم أدعوه ..!
ضحك ستيف ثم قال : ليست صديقتك من دعتني ... بل وصلتني الدعوه من صديقي ..!
نظرت إليه جودي ببلاهه وقالت : وكيف تصلك من صديقك ؟
جاكلين : ستيف ... هل تعرف هاتين الفتاتين ؟
نظر إليها ستيف وقال بابتسامه : بالتأكيد ... أشكرك على الدعوه ...
جاكلين : أنا من يجب عليها شكرك لتلبيتك الدعوه ..
أما جودي فقد كانت تنظر لجاكلين وستيف ثم قالت : لم أفهم شيئا ..!
تينا : ولا أنا أيضا ..!
أتاهما صوت من خلفهم ... انصدمت تينا بمجرد رؤيته وقالت : أنت ...!
ابتسمت جودي لهم وقالت : لم أتوقع أن أجدكم هنا ...
ديفيد: آنسه جودي تبدين جميله جدا بهذا الفستان
فرونيكا : أشعر بالغيرة منك ...! ... بالمناسبه أنا فرونيكا صديقة ديفيد
ابتسمت جودي لهم وقالت : أشكركم ... أنت أيضا تبدين جملية جدا يافرونيكا ... تشرفت برؤيتك
فرونيكا : لقد أسعدتني ... " ثم نظرت إلى ديفيد وقالت بعتب " أرأيت لقد امتدحتني هي وأنت لم تفعل ..!
دوك بابتسامته التي تبدو خبيثه : أهنئك يا زاك بزواجك من أختي ...
تينا وجودي : أختــــــــــك ..!؟
ابتسم لهم زاك وقال : بالتأكيد .. أنا محظوظ بزواجي منها ...
تينا بعجله : مهلا ..!... زاك لماذا لم تخبرني انه أخ لجاكلين ..!... وانتي جودي كنت تعرفينهم ولم تخبريني ..
جودي : صدقيني للتو علمت ..!
زاك : كنت أظن انك تعرفين هذا ..
صرخت تينا بغضب : لم أكن أعرف
دوك ببرود : وها أنت قد علمت ...
" للتذكير ... ديفيد ودوك هم أصدقاء جودي الذين قابلتهم بالجامعه .. وفرونيكا شخصيه جديده "
نظرت تينا إليه بنظرات حقد ثم قالت لجودي : دعينا نذهب من هنا ... " وأمسكت بيدها لتسحبها ولكن يده كانت أسرع لتسحبها إليه وتسقط في حضنه "
ستيف : لا فجودي لي اليوم ... " ثم أمسك بيدها وهو يسحبها ويقول بابتسامه " إلى اللقاء استمتعي ...!
فرونيكا : ونحن أيضا سنذهب ...
ولم يبقى سوى تينا ودوك ...
فقال دوك بسخريه : لازلت ترتدين هذه الملابس مع أنك ستكونين عارضة مشهورة في يوم من الأيام
نظرت إليه تينا بغضب وهي للتو قد صدمت بما حصل وتواجد ستيف وأن هناك علاقه بينه وبين هذا الشاب
دوك : يبدو أنك لاتزالين مصدومة من ان جاكلين هي أختي ..!
تينا : لايهمني ...
ثم ذهبت لتتفقد بعض الأشياء بينما دوك استمر بملاحقتها والسخرية منها ...
\
/
\
توقف ستيف عن المشي ووقف جودي معه ....
ثم ابتسمت له وهي تقول : ألم تقل أنك ستسافر ؟
ستيف : ولم أكذب
جودي : وكيف تفسر تواجدك في هذا المكان؟
ستيف : أنهيت عملي وأتيت بسرعه إلى هنا
ضحكت جودي وهي لاتعلم ماتقول ...
ستيف بنبرة غريبة : جملية ...
نظرت إليه جودي باستغراب ثم اطرقت رأسها وهي تبتسم بخجل ...
فقال ستيف بتوتر : في الحقيقة ... لقد علمت انك متواجده في هذه الحفلة ... وأردت أن أعوضك عما حصل في ذلك الوقت ..." ثم ابتسم وقال " فلا يوجد هنا لا فرانك ولا سوزان ..!
ضحكت جودي مما قاله ثم أمسك بيدها واقترب منها وهو يهمس بأذنها : اليوم ... سنستمتع معا ..
\
/
\
وقف تينا وهي تبتسم وقد أمسكت بفستانها الأسود الذي يوضح تفاصيل جسدها وزينت عنقها ويديها بطقم من الألماس وحذاءا عاليا باللون الأبيض ...
تينا : سيداتي وسادتي .. أشكركم لتلبيتكم دعوتنا ونهنئ العروسين ونطلب لهما السعاده من قلوبنا ... وبهذه المناسبه أنا أطلب من صديقتي أن تسمعنا عرضا على البيانو ... فلتتفضل جودي بي انتوني ..
كانت جودي تقف بجانب ستيف عندما توجهت أنظار الجميع إليها .. ابتسم لها ستيف وهو يدفعها لتتوجه إلى البيانو الأسود المفتوح ...
جودي بهمس لستيف : لا أستطيع العزف أمام كل هذا الجمع من الناس
ستيف : لا تقلقي سأكون بجانبك ..
صعدت جودي على المسرح ثم جلست جلستها الهادئه على الكرسي المتناسب مع طولها .. ثم وضعت أصابعها على أعواد البيانو وهي تزفر بارتباك ..
وقف ستيف بجانبها لتشجعيها ونظرات الناس متوجهه إليهم ..
ضغطت بأصابعها لتخرج تلك النغمة المتناسقه ... عندما استرسلت جودي بالعزف .. خرج صوتها ليعبّر بأطرب لحن وأعذب مشاعر

][

لا اعرف ان اعبر بالكلمات
ولكن بعدما رأيتك لأول مره شعرت بما في قلبي من كلمات
عرفت انك ستدخل قلبي وتجرحه
هناك حب لاتتوقع منه الكثير
هناك حب يجعل قلبك مبتهجا وليس مجروح
هناك حب يعتريك منه الملل احيانا
هذه انواع الحب الطبيعي
هل تعلم بأني اريد تجربتها..؟
فحينما تتجاهلي اشعر بالبغض اتجاهك
ولا أرغب بالاستمرار معك ... ولكن
تعرف اني لا استطيع العيش بدونك
لانني لا اريد ان اتركك تعيش بين همومك
وحتى الان ا باقيه بقربك
برفقة الاحزان....

ترغب بقول المزيد من الكلمات ولكن ..
ماذا لو اخبرتك اولا بانني احبك؟..
اتسائل كيف سيكون شعورك حينها
حبي واضح بتعبيراته
هل تشعر به ؟
هل تحس به ؟
ولكن ...
حينما تتجاهلني اشعر بالبغض تجاهك
ولا ارغب بالاستمرار معك .. ولكنك
تعرف بأنني لا استطيع العيش بدونك
لانني لا اريد ان اتركك تعيش بين همومك
وحتى الان انا باقيه بقربك
برفقة الاحزان .... لوحدي... معك ..!

][

صفق الجميع بحرارة وتشجيع ... أما ستيف فقط كان ينظر إليها بدهشه ... اقتربت منها تينا وقالت بابتسامه : لم تخبريني أن لك صوتا عذبا كهذا ..!
ابتسمت جودي بخجل وقالت : أشكرك
دوك : ليتك تصبحين مثل صديقتك قد نجحت في حياتها ...! ووجدت موهبتها
نظرت إليه تينا بغضب : هذا ليس من شأنك ... لا أعلم لماذا تريد أن تعكر لي مزاجي
نظرت جودي إلى ستيف الذي ابتسم لها بخبث ثم قال : أوه دوك ... ربما يجب علينا ترككما لوحدكما
تينا : ماذا تقول ؟
دوك : أنت محق .. أشكرك ياصديقي ..!
ضحكت جودي عندما رأت نظرات تينا المضطربه ...
جودي : حسنا تينا أشكرك على الدعوه ربما يجب علينا العوده الآن فالوقت قد تأخر
تينا : ولكن ..
ستيف : استمتعي بصحبة دوك ... إلى اللقاء
\
/
\
خرجت جودي بصحبة ستيف بعدما ذهب الزوار تدريجيا ... طلب ستيف من السائق أن يتوقف في مكانه الذي يحب أعلى التلة ...
ترجل من السيارة وترك الباب مفتوحا ليجعل جودي تنزل من خلفة ... ذهب السائق وتركهم ...
ابتسم البدر لرؤيتهم وأرسل القليل من نورة إليهم ليستطيع كلا منهم رؤية الآخر .. ونسمات الهواء الباردة تحذرهم بقرب فصل الشتاء ...
وقفوا بجانب بعضهما وكلا منهم ينتظر الآخر أن يبدأ حديثه ... احتضنت جودي نفسها بكفيها بوضعهما على ذراعيها ... نظر إليه ستيف ثم خلع سترته ووضعها عليها ... اقترب منها واصبح صدره ملاصقا لظهرها وهو يستند بيديه على السور ...
جودي " لا أعلم كيف خرجت تلك الكلمات مني ...! لقد أنكشفت .....!!!"
ستيف " هل أبدأ أنا ؟... أم أصمت ريثما تتحدث هي ... "
بعد دقائق من الصمت القاتل تحدث ستيف قائلا ..
ستيف : جودي ؟!..
جودي بارتباك : مــ ماذا ؟
ستيف : لماذا غنيتي تلك الأغنيه ؟
صمتت جودي ثم قالت بصوت غريب : هل سمعت كلماتها جيدا ؟
ستيف بتردد : هل ... كنتِ .. تقصدين أحدا ؟
نظرت إليه جودي وقالت بخوف : ماذا .. لو أخبرتك أولا أنني أحبك ؟
اندهش ستيف مما سمع ... ألتقت عيناهما لتثبت له أنها جادة فيما تقول ...
صمت ستيف ثم أكملت جودي بارتباك وخجل : لقد كنت أخدع نفسي طيلة فترة وجودي معك ... حتى أدركت ... انني لا أستطيع العيش بدونك
ابتسمت ستيف وقال : هل تحبينني ؟
صمتت جودي ثم قالت : لن أخبرك حتى أعلم ماهي ردة فعلك بالنسبة لموضوع والدتي والسيدة سوزان ...
نظر إليها ستيف وقال بثقة : أخبريني انك تحبينني ... ثم أخبرك ماذا سأفعل
ثبتت جودي عينيها بعينيه وقالت : أحبك ... أحبك لدرجة انني لا أستطيع التفكير بأي شئ آخر سواك ...
ابتسم ستيف ثم اقترب منها وقبلها ثم قال : وأنا أيضا أحبك ... وكنت انتظر هذا اليوم حتى اعترف بحبي لك ...
أطرقت جودي رأسها وقد أكتست الصبغة الحمراء وجنتيها ... أمسك ستيف بكفيها وشد عليهما وهو يقول : ماذا قالت والدتك عندما علمت بالأمر ؟
جودي بحزن : هي ليست راضية بوجودي معك
ستيف : ووالدتي كذلك
نظرت جودي إليه ببراءة وقالت : ماذا نفعل ؟
شد على كفيها وقال : سنقاتل معا ... حتى يعترفوا بحبنا ...
\
/
\
قلوب أخرى قد أجتمعت في قصتنا .... ولانعلم هل سيضل حبهما أم ستجبرهما الأيام على الافتراق ...
تينا ومشوارها للنجاح لتصبح عارضة بالرغم من السخريات التي تأتيها ... اتضحت لنا شخصية دوك وسيكون له دور مهم في مايحدث لستيف وجودي ....
سوزان وسارا ... والصداقة الغير متوقعه ... هل يوجد لها نهاية ؟
اقتربت نهاية روايتي التي نسجتها بخيوط الخيال بصحبتكم ... فانتظروني ....

يلا فقعو عيونكم البارت طويل
يالله الحين بنزل البارت الي بعده
انتضروني

__________________
دمتم بخير أختكم أسماء

من منتديات كورابيكا:glb:
  #18  
قديم 04-16-2012, 04:20 PM
 
:
:
:
:

الجزء الثاني عشر

في الساعة السابعه ... وبعد أن أكتمل توزيع شعاع الشمس ... ليغمر المدينه بأكملها بالنور وبالدفئ ...

أستيقظت تينا بنشاط وابتسامة واضحين في محياها ... أرتدت فستانا صيفيا باللون الزيتي بأكمام قصيرة ويصل لما تحت ركبتيها .. ينتشر فيه بعض الورود الصغيرة جدا باللون الأبيض... ثم أمسكت بحقيبتها الجلدية باللون البني وتضعها بشكل مائل على إحدى كتفيها لتتدلى مع جهتها الأخرى ... وصندلاناعما بنفس لون الحقيبة وتركت شعرها القصير بطبيعته الناعمه والمجعده في نهاياته ...

خرجت من المنزل لتسلك الطريق الموضح في البطاقة التي أعطتها لها جاكلين ... وصلت للمكان المحدد في البطاقة ثم نظرت إلى لوحته الكبيرة وقالت ...
تينا : هذه إذن إحدى فروع شركة "تونيري " لتدريب عارضي الأزياء ...
ابتسمت بفرح ثم دخلت من البوابة الرئيسية ... استوقفتها موظفة الأستقبال لتسألها عن وجهتها ...
تينا : إذا سمحت ... أنأ العارضة الجديدة ... لقد دعيت إلى هذا المكان للتدريب ...
موظفة الاستقبال با بتسامة : آه إذن انت الآنسة تينا ... أليس كذلك ؟
تينا باستغراب : كيف علمتي ؟
الموظفة : لقد تم التوصية عليك ثم إن شركتنا لا تقبل أي شخص ... وفي هذه الفترة أنت ربما تكونين العارضة المختارة بعد شهور من الترشيحات والتفكير
ابتسمت تينا بفرح وقالت : أشكرك ...
الموظفة : آنسة تينا ... اتبعيني وسأوصلك لمكان التدريب ...
تبعتها تينا حتى وصلوا لقسم كبير قد وضعت علية لافتة " ممنوع الدخول " ... أبعدت الموظفة هذه اللوحة لتسمح لتينا بالمرور من ورائها ثم قالت
الموظفه : آنستي ... أسلكي هذا الطريق وستجدين صالة كبير يوجد بها الرئيسة والمسؤوله عن تدريب العارضين ...
ابتسمت لها تينا وشكرتها ثم سلكت الطريق المظلم الطويل ... حتى وصلت لتلك الصالة التي اخبرتها بها ... كان فمها مشدوها عندما رأت تلك الحركة والكثير من الأشخاص متواجدين فيها ... رجال ونساء يتم تدريبهم على المشية الصحيحة للعارض وغيرها من الأمور التي لم تخطر على بالها ...
قطع عليها تفكيرها بصوت إحدى الفتيات وهي تقول لها ...
: هل من الممكن انك الآنسة تينا ؟
ألتفتت لها تينا وانحت لها بطريقة مرتبكة قليلا ثم قالت : مرحبا بك ... نعم أنا تينا ...
أليس : أهلا ... كنت أنتظر قدومك .. أنا الرئيسة والمسؤولة عن تدريب هؤلاء المتدربين ... أسمي أليس سررت برؤيتك
مدت يدها تينا وقامت بمصافحتها بابتسامتها المعهوده وهي تقول : أنا أيضا سررت بمعرفتك آنسة أليس ..
أليس : تعالي معي لأعرفك على الأقسام المتواجدة في مقر التدريب ...
\
/
\
كانت جودي تنظر لستيف بابتسامة وهو يتناول إفطاره ...
نظر لها ستيف فجاءة فأنزلت عينيها بخجل حتى قال : وأخيرا عرفت سر هذه النظرات ..!
صمتت جودي ولم تعقب عليه ... سمعته يضحك تلك الضحكة الجهورية التي توقظ كل من في المنزل ..!
جودي بقهر : هذا لأنك شخص أحمق ولا تفكر ... وإلا كنت قد عرفت سر هذه النظرات كما تقول منذ فترة ...!
ستيف : غروري لايسمح لي بالتفكير فيك ...
جودي : ماذا ....!؟
ابتسم ستيف : هذا ما كنت أقوله قبل ليلة البارحة ...
احمرت وجنتيها عندما تذكرت تلك الليلة التي اعترفت فيها بحبها لستيف ... حملت بعض الأطباق وهي تقول لإخفاء توترها ..: هذا يكفي وإلا ستتأخر عن عمي مايكل .. لاتنسى انه قد أمرك لتسوية بعض الأمور معه في العمل ..
ستيف بتململ : حسنا حسنا أعلم هذا ...
جودي بصرامه : إذا كنت تعلم هذا عليك الذهاب الآن ... وأنا أيضا علي الذهاب للجامعه حتى لا أتأخر ..
ستيف : يالسرعة الأيام ... هاقد مرت ثمانية أشهر منذ دراستك في تلك الجامعه التي لم تكوني تريدينها ..
ابتسمت جودي وقالت : ربما هي أفضل من جامعتي ... ستستهل علي إيجاد عمل بعد التخرج ..
نظر إليها ستيف وقال : ولماذا العمل ؟
نظرت إليه باستغراب ثم قالت : وهل تنوي أن تجعلني خادمة لك إلى الأبد ؟
ستيف با بتسامه : بالتأكيد لا ... ولكن لاحاجة لك للعمل إذا كنت ستتزوجينني ..!
سقط طبق من يديها على الأرض لينكسر ويحدث ذلك الصوت ...
أنحنت جودي لتجمع القطع المتناثرة وهي صامته ...نظر إليها ستيف وهو يحاول أن يمسك ضحكته ثم قال : ألهذه الدرجة كان كلامي قد صدمك ؟
قالت جودي بنبرة غريبه : أرجوك لاتأخذ القرارات بنفسك دون الرجوع إلى ...!
ستيف باستغراب : وهل يحتاج هذا الموضوع للتفكير ؟... إذا كان اثنان يحبان بعضهما فالزواج نهايتهما أليس كذلك ؟
جودي : ولماذا لاتكون نهايتهما الفراق ؟
ستيف وهي يتكئ على الكرسي ويقول بلا مبالاه : من يريد هذه النهاية الحزينه ؟
وقفت جودي بعد أن جمعت تلك القطع المتناثرة ثم قالت : لقد صارت الساعة الثامنه وأنت لم تذهب ..
ستيف بعجز : يبدو انك مصرة ..! ... لاخيار لدي سأذهب !!
\
/
\
دخلت جودي مبتى جامعتها وقد أعتادت على مساحتها الكبيرة ... بعد أخذ بعض الدروس ذهبت لتناول إفطارها ... قابلتها فرونيكا بابتسامتها الجميلة
فرونيكا : هل أنت .... الآنسة جودي ؟
جودي بابتسامة : أجل أنا هي جودي ... لم أتوقع ان أراك في هذا المكان ؟!...
فرونيكا : لم انتقل للدراسه إلى سوى من شهر ...
جودي : إذن لاعجب انني للتو قد لاحظتك ..
فرونيكا : هل تناولت إفطارك ؟
جودي : لم أفعل ... مارأيك بمشاركتي فيه ؟
فرونيكا : لابأس ولكن في المرة القادمة سيكون إفطارك على حسابي ..
ضحكت جودي وقالت : كما تريدين ..
جلست الإثنتان على إحدى الطاولات وبدأتا إفطارهما بهدوء حتى تكلمت جودي قائله
جودي : آنسة فرونيكا ... لماذا لم تنتقلي لهذه الجامعة إلا منذ شهر ... رغم انك من ذوي الطبقات العالية .. والسنة الدراسية على وشك ان تنتهي ؟
فرونيكا : أنت على حق ... لكنني قضيت حياتي كلها في ألمانيا لأن والدي طبيب مشهور وللتو انتقلنا إلى هنا بعد أن اكتمل المستشفى الذي قام والدي ببناءه ...
جودي : هكذا إذن ... وكيف تعرفتي على ديفيد ؟
ابتسمت فرونيكا بنعومة وقالت : في الحقيقة قصتي مضحكة شئ ما ... بمجرد رؤيته علمت انني قد وقعت في حبه ... اعترفت له مباشرة فأجابني انه لايهتم لهذه الأمور ... حزنت كثيرا ولكنني لم أستسلم ... استمريت بملاحقته حتى وقع في حبي ... بالرغم من انه يخجل كثيرا ولم يعترف مباشرة .. لكنني أعلم انه يحبني ..
صمتت جودي قليلا ثم قالت بعد تردد : آنسة فرونيكا ... لا أريد قول هذا ولكنني لا أكذب عليك ... ديفيد ودوك هم من ذلك النوع اللعوب ..
فرونيكا : أعلم هذا .. وأعلم ان الكثير من الفتيات يلاحقنه ... لكنني أخبرتك لن استسلم حتى لو تركني سأستمر على حبه ولن أتركه ..
ابتسمت لها جودي وقالت : إذا كان هذا هو مبدأك ... لن أحيدك عنه ..
فرونيكا : حان دوري لسؤالك .. ماعلاقتك بستيف ؟
خجلت جودي واكتست وجنتيها بعض الحمرة ثم قالت بارتياك : في الحقيقة ... أنا ... هو ... نـ ... نحب بعضنا
فرونيكا بفرح : حقا ؟..!.... يالسعادتي !!
جودي : ولكنني في نفس الوقت خادمته ..
فرونيكا : أعلم هذا اخبرني ديفيد
جودي باستغراب : تعلمين .. حسنا في الحقيقة ... أود أن أسألك عن رأيك في حبنا ؟
فرونيكا : أجمل حب ...! ...
جودي بتفاعل : ولكنني خادمته ..!...
فرونيكا : وماذا إذن ؟... الحب ياعزيزتي لايعرف خادمة أو أميرة ..!.. إذا كان هنالك حب فحاولي المحافظة عليه ما استطعتي ..
صمتت جودي ثم ابتسمت بعد تفكير : أنت محقه ...
فرونيكا : حينا دعينا من هذا ... مارأيك لو تذهبي معي إلى ديفيد ودوك ؟
جودي : ولكن ...
فرونيكا : لاتقلقي ياعزيزتي مادمتي حبيبة ستيف سيرحب الجميع بك ... أعدك بذلك
\
/
\
دخلت جودي مع فرونيكا ذلك المبنى الذي سبق وأن أتت إليه ... استقبلهما الجميع بابتسامة وفرح .. كان يجلس معهم فتاة أول مرة تراها جودي ..
جودي " وهاهم يستمرون بإحضار الفتيات إلى هذا المكان ...! "
دوك : أوه جودي ... أين ستيف عنك ؟
جودي : لقد ذهب إلى العمل
ضحك الجميع ثم قال ديفيد بهدوءه المعتاد : وهل يذهب إلى العمل عادة ؟
جودي : ليس دائما ولكن عمـ .. السيد مايكل يعطيه بعض المهام لينجزها ... ثم انني لا أعلم لماذا تحطون من عزيمته ... ! ومابه العمل ..؟!
دوك : نحن لانحط من عزيمته كما تقولين ياعزيزتي ... فجميعنا نعمل سواه ..!
جودي بخجل : حقا ؟... آسفة لم أقصد هذا
ديفيد : لا بأس انتي لاتعلمين هذا ..!
جودي " هذه أول مرة أجلس فيها معهم بعد ذلك اليوم ... يبدو انهم حقا لطفاء جدا "
دوك : ولكن حقا منذ زمن لم يكلفة احد بعمل ..! لماذا يفعل السيد مايكل هذا ؟
ليزا بغضب : لماذا تتحدثون عن شخص لا أعرفه ؟
جودي : ألا تعرفين ستيف ؟
دوك وهو يضحك يديه خلف ظهر ليجعلها قريبة لحضنه وهو يقول : جودي أعرفك على ليزا حبيبتي ..!
ضحكت فرونيكا بسخرية ولكن سرعان ما كتمت ضحكها ... علمت جودي أنها إحدة ضحايا دوك ...!
جودي بابتسامة : مرحبا ليزا ... ستعرفين ستيف فيما بعد ...
ديفيد : أو ربما لايسعفها الوقت لرؤيته ...!
ليزا ببراءه : لماذا ؟
فرونيكا محاولة إحباط مشكلة على وشك ان تبدأ : لاشئ عزيزتي ... ولكن ربما لايأتي ستيف لهذا المكان ...
ليزا : هكذا إذن ...
دوك : جودي ... ما أخبار صديقتك ذات الذوق الردئ ؟
جودي : لا أسمح لك بالتحدث عن تينا بهذا الشكل ...! ... فهي ستصبح عارضة مشهور بعد التدريب ...
دوك : هل بدأت تتدرب ؟
جودي : هذا صحيح ... لقد اخبرتني البارحة انها ستذهب لمقر التدريب الذي اوصتها به جاكلين ...
ابتسم دوك بخبث ثم قالت ليزا بغيره : ومن هذه تينا أيضا ؟
جودي :صديقتي ... لاتقلقي لايوجد شئ بينها وبين دوك ..
جودي " أو بالأصح لن أسمح بحدوث شئ بينهما بعدما رأيتك...! "
\
/
\
أليس : هذه هي كل الأقسام الموجوده ... أخبريني ما رأيك بها ؟
تينا : رائعه لقد اعجبتني حقا ... ولكن أريد ان اسأل كم هي مدة التدريب ؟
أليس : ثلاثة أشهر .. وهي قابلة للزيادة والنقصان حسب سرعة استجابتك للتدريب ..
تينا : هكذا إذن ..
أليس : متى تريدين ان نبدأ التدريب ؟
تينا : الآن ...
\
/
\
طرقات حذاءه وطولة المهيب في المرر تجبر كل الأشخاص على الإنحناء له وتحيته بكل أدب ... كان يبتسم بغرور لرؤية كل من في الوكالة يحسب ألف حساب لحضورة ... اتجه للمكان المقصود وهي يبتسم بخبث ... تخطى تلك اللافته التي تمنع دخول أي شخص ... استمر في طريقه حتى وصل لتلك الصاله الكبيرة ... استدارت عيناه للبحث عنها حتى وجدها بصحبة أليس وقد أردت ملابسا مريحة للتدريب ... تقف أليس أمامها لتريها الطريقه الصحيحة لانتصاب الظهر عند المشي ... استغرب الجميع وجوده النادر في هذا المكان ... انتهت أليس لوجوده بسبب همهمات من حولها من المتدربين ...
أليس : أوه السيد دوك من الغريب رؤيتك هنا ...!
دوك : وهل يتوجب علي الاستئذان لتفقد أحوال رعيتي وممتلكاتي ؟
ضحكت أليس وقالت : يالك من مغرور ... لم أقصد هذا ... أعتذر هل يرضيك هذا ؟
لم يعرها دوك اهتمام وأشار إلى تينا التي تنظر إلى نظرات حاقده وهو يقول : هل هذه المتدربه الجديده ؟
أليس : آه هذه هي تينا ...
ابتسم دوك واقترب منها وقال : أوه انتي هنا يا صاحبة الذوق الردئ ... حقا انني اريد تقديم التعازي للآنسة أليس لأن تعبها في التدريب لك يكون له أي فائده ...
نظرت إليه تينا والغضب بكاد يخرج من عينيها ...
تينا " اهدئ تينا .... هذا النوع من الأشخاص لايجب الرد عليهم ... "
دوك باستفزاز : أين ذلك اللسان الطويل ... آنسه تينا ؟
لم ترد عليه تينا ووجهت كلامها لأليس قائله : آنسة أليس ... هلا أكملنا تدريبنا ؟
استغرب الجميع كيف انه يوجد شخص لايحترم السيد دوك ...!.... بدأت الهمهمات من حولهم رص دوك على أسنانه بغضب ثم ابتسم بخبث وقال : آنسه أليس لاتتعبي نفسك معها فهي لن تتعلم أبدا ...!
تينا : هذا ليس من شأنك ؟
دوك : كيف ليس من شأني وهذا المكان كله ملكي ؟!
صمتت تينا ولم تجد ماترد عليه ... ثم قالت بعد صمتها : ليس لك وحدك ... لقد أصبح مشتركا بيننا ..! أنسيت ؟
أليس " يبدو ان معركة ستحصل بالرغم انني لا أعلم ماعلاقة هذان الاثنان ... لكن يجب علي أيقافها ..! "
أليس : سيد دوك أرجوك اجلس وراقب فالآنسة تينا جيدة جدا وتتعلم بسرعة ...
دوك : سنرى ..!
تينا " سأريك ايها الأحمق المتغطرس "
جلس دوك على إحدى الكراسي المتواجده في أطراف الغرفة وهو يراقب مايحصل حوله ... بعضهم عاد إلى عمله وبعضهم لايزال يحاول الربط بينهما بعد ماحصل .. ولكن سرعان مايكف عن ذلك عندما يعطية دوك تلك النظرة المخيفة ..
عاد دوك لمراقبة تينا وهي تتعلم بسرعه كما قالت أليس ... ابتسم برضى وثكن سرعان ماتبدلت نظراته إلى خوف عندما رأها تسقط وتلوي كاحلها ... اقترب منها بسرعه واجمتع المتدربين حولهم ... كان تينا تمسك بقدمها وهي تغمض عينيها بألم ...
أليس: آنسة تينا ... تينا هل تسمعينني ؟
تينا : أسمعك ..
ثم حاولت الوقوف من جديد وهي تقول : دعينا نكمل
أليس : ولكن ... عليك الذهاب إلى المستشفى فقد لويتي كاحلك ..
تينا بإصرار : لا أريد .. دعينا نكمل
دوك : لاتضغطي على نفسك ...
تينا بغضب : ليس من شأنك .. هيا أليس ..
أليس : كما تريدين ...
استطاعت تينا الوقوف بصعوبه وعندما وازنت نفسها عادت لتقلد ماتفعله أليس ..
وقف دوك وقد كتف يداه وابتسامة انتصار على محياه وهو يرى مانهاية ماتفعله ؟..!
لم يمضي وقت حتى سقطت تينا مرة أخرى
أليس : أرجوك تينا لايمكنك التدرب بهذا الألم ... عليك الذهاب إلى المستشفى الآن
تينا : لن أفعل ... ثم حاولت الوقوف من جديد
دوك : لن تستطيعي هذه المرة ان تقفي ... أنظري إلى قدمك واللون الأزرق قد اكتساها
صمتت تينا ثم قالت : سأكمل التدرب
اقترب منها دوك وحملها وهي تصرخ بغضب
تينا : ابتعد ... لا أريد منك أي خدمة ... ابتعد اتركني
دوك : كفي عن العناد ... لو تركتكي كما تقولين ربما ستجلسين هنا لثلاثة أيام ثم بعدها ستموتين من الجوع ...!
خافت تينا ثم قالت بغضب : هل أنا طفلة لتقول هذا الكلام لي ... بالتأكيد لن أجلس لثلاثة أيام هنا ...! سيأتي أحد لمساعدتي ..!
دوك : حسنا عندما يأتي أحد لمساعدتك لن يستطع حملك سوى رجل وانتي سمينه ستتعبينه ..!
تينا : لست سمينه ... ولن اطلب من رجل ان يحملني
صمت دوك عندما وصلوا لسيارته التي كانت بانتظاره في الأسفل ..
وضع دوك تينا في المقعد الأمامي .. ثم ركب هو بمقعده في الأمام وانطلق بها لأقرب مستشفى ...
\
/
\
انتهى الطبيب من لف الضمادة على قدمها ثم قال : سأعطيك مرهما تضعينه قبل النوم ... وتأكدي من تغيير الضمادة كل يوم
تينا : حسنا ... " ثم قالت بحزن " كم يوما لن أستطيع المشي عليها ؟
الطبيب : ربما اسبوع
تينا : لا أرجوك ... لن استطيع التدريب بهذه الحال ...!
دوك : وهل التدريب أهم من قدمك ؟
صمتت تينا فقال دوك : أشكرك أيها الطبيب ...
الطبيب : لاشكر على واجب .. اعتني بها جيدا
دوك : حسنا
حمل دوك تينا مرة أخرى ووضعها في السيارة ...
ثم ركب هو وقال بهدوء : أين منزلك ؟
تينا بعناد : أريد الذهاب لمركز التدريب
ضرخ دوك بغضب : ألا تفهمين هل انت غبيه ؟... قدمك تؤلمك وتريدين استكمال التدريب ؟
أي عقـل تملكين ؟
نظرت تينا إليه .. صمت دوك عندما رأى دموعها قد شقت طريقها على خدها ...
دوك بارتباك : أنا ... آسف .. لم أقصد ما قلت
تينا : بل قصدت ... كل مايحدث لي بسببك ... قد جرحت قدمي ... ولم استطع استكمال التدريب ... وتم تسميتي غبيه ... كل هذا بسببك ..!
دوك : وكيف أكون السبب فيما حصل ؟
تينا : لولم تأتي إلى مقر التدريب وتغيضني لما حصل ما حصل
دوك : حسنا أنا آسف ...
تينا : لو أن كلمة آسف تنفع فلماذا توجد شرطة وقانون في هذا العالم ؟
دوك بعجز : يالك من صعبة الإرضاء ... حسنا ماذا تريدين لتقبلي أسفي ؟
ابعدت تينا وجهها وصارت تنظر عبر زجاج السيارة ثم قالت : لا أريد شيئا ..
ابتسم دوك " يالها من طفلة ..! ... أنا أعرف كيف ترضين ..."
ترجل دوك من السيارة وهو يقول : لن أتأخر ...
تينا : انتظر هل ستتركني وحدي ؟
دوك : وهل انت خائفه ؟
تينا بارتباك : بالتأكيد لا ..
دوك : أعدك لن اتأخر ...
ذهب دوك وتينا بانتظاره ...
تينا : أحس بأن أحد يراقبني ...!
التفتت حولها ولم ترى أحدا ...
تينا : ربما اتخيل ..!
في نفس المكان كان ليزا تقف خلف الشجرة وهي تنظر إلى تينا بحقد
ليزا " كيف تجرؤ تلك الفتاة على الركوب في سيارة دوك ؟...! "
جاء دوك وهو يحمل خلف يدية شئ ما ...
ركب السيارة وهو يقول باعتذار : هل تأخرت ؟
تينا : لا أعلم لم أكن انتظرك ...
ابتسم دوك ثم أخرج ماخلف يديه ...
تسارعت نبضات تينا عندما رأت تلك الزهرة الحمراء التي يحملها بيده ...
تينا : مــ ماهذا ؟
دوك : والآن ... هل تقبلين أسفي ؟
صمتت تينا بارتباك ... قال دوك : يبدو انك لم ترضي بعد ؟!
أخذت تينا الزهرة من يديه وعادت للنظر خارج السيارة ...
ابتسم دوك لها ثم مشى بطريقه بعد ان اخبرته اتجاة منزلها ...
\
/
\

الساعه تشير إلى الواحدة ظهرا ...
كانت جودي تجري إلى المنزل بأقصى سرعتها وهي خائفه " يا إلهي لقد تأخرت على ستيف عندما لم أحس بالوقت مع فرونيكا ... لابد انه غاضب الآن فلم أعد وجبة غداءه بعد ... "
وصلت إلى المنزل أخيرا ... دخلت المنزل عبر البوابة الكبيرة لتمر من عند تلك الحديقة التي تعشقها ... ثم لتدخل الباب المؤدي لداخل القصر ... فتحت الباب وكانت تتوقع وجود ستيف بانتظارها ... لكن المنزل على غير عادته مظلم وهادئ. ..
جودي " ما الذي يحصل ... لا أرى ستيف ؟.!... حتى سوزان غير موجوده ...! "
بحثت في المنزل ولم تجدهم ولقد سألت بعض الخادمات ولم يعطينها جوابا شافيا لسؤالها ..
عادت إلى الصالة الكبيرة وجلست على إحدى الكراسي الموجوده فيها ... وقفت عندما سمعت صوت فتح الباب ... دخل ستيف وسوزان بوجوه شاحبه ومخيفه ... لم تتدارك جودي نفسها لتسأل حتى سقطت سوزان مغميا عليها ... جرت جودي إليها لتساعد ستيف على حملها ووضعها في غرفتها ... عندما وضع ستيف والدته على السرير المريح خرج مباشرة ولم يقل شيئا .. نظرت جودي إليه باستغراب ثم عادت لتواسي سوزان وتجعلها في وضع مريح ... قامت بغطاءها ووزن درجة حرارة الغرفة ثم خرجت لتجد ستيف يتكئ برأسه على الحائط ...
جودي : ستيف ؟
صمت ستيف فاقتربت منه وقالت : سأذهب لاستدعاء طبيب للسيدة سوزان
لم يجبها ستيف فأخذت سماعة الهاتف وطلبت من طبيبهم المختص القدوم للكشف على سوزان ... بعدما أنهت الاتصال عادت لمكان ستيف ولم تجده ...
جودي باستغراب وخوف " لا بد انه في غرفته ... ماذا حدث في غيابي ؟! "
اتجهت جودي إلى غرفته وآلاف التساؤلات في عقلها ... فتحت باب الغرفه لتجده قد تمدد على سريرة وهو يضع ذراعه على عينيه ...
جودي : ستيف ؟... ماذا حصل ؟
ستيف بعد صمت : والدي ... والدي ياجودي !!
خافت جودي من نبرة الغير متوازنه ثم قالت : مــ ماذا به عمي مايكل ؟
صمت ستيف لتنحدر على خده دمعه ساخنه تحمل آلاف المعاني ...
جودي : ستيف ؟... هل تبكي ؟... ماذا حصل اخبرني ؟!!
ستيف : والدي ياجودي ... لم يعد هناك عمك مايكل ...!
انصدمت جودي من هول ماسمعت وضعت يدها على فمها لتحاول منع صرخة ستفلت منها ... ولكن دموعها كانت أسبق لترسم خطين متوازيين على خديها ...
أكمل ستيف بصراخ والدموع تملئ وجهه : لقد ذهب بلا عوده ... أبي ذهب ولم اجازيه على كل مافعل لي ... أبي ذهب وتركني وحيدا ... أبي ذهب ولم أشكرة مرة واحده في حياتي... عندما كان يقترب مني خطوة كنت أبتعد عنه خطوتين ... ماذا فعلت ....!!!!
جودي بنبرة باكيه : ولكن ... كان فقط قبل أيام يجلس معنا لماذا حدث هذا فجاءه ؟؟
ازدرد ستيف لعابه ثم قال : لقد كان مريضا منذ سنه ..!... كان يعلم انه سيموت قريبا لذا كان يحاول ان يجعلني معه في كل شئ ... ويقترب من عائلته ويحاول تعويضها ... ولكننا لم نقدر ذلك ..! ...
اخترق السهم الثاني قلب جودي ليجعل من دموعها شيئا مضاعفا : مريض ؟... كيف؟ ولماذا لم يخبرنا ؟ ...
صمت ستيف الذي لم يجد جوابه على سؤالها وقد كانت دموعهم هي الوحيده على البوح بما في قلوبهم من حب لمايكل ...
\
/
ذهب ذلك الأب الحنون الذي احتضن جودي وستيف تحت أجنحة حنانه وعطفه ... مايكل .. الذي صنع صيتا له ولعائلته يحسب الجميع لهم ألف حساب .. ذهب وترك دنياه ليلقى آخرته بما صنع ...
\
/
بعد أربعة أيام من المعاناة ... كان الناس قد قدموا لتعزية ستيف ووالدته ... وانتشر في البلاد خبر وفاة أعظم رجل وأعظم أب للجميع ... بكى عليه القريب والبعيد ... حتى من كانوا يعملون تحت إمرته حزنوا كثيرا لفراقه وهم ينتظرون ماذا سيحصل بعد رحيله ..
كانت جودي تجلس على سريرها في غرفتها وهي تحتضن قدميها وتلف يديها على وجهها لتبكي وتخرج كل مافي قلبها ... قدمت إليها تينا بالرغم من قدمها التي تؤلمها وهي المرة الأولى التي تتواجد فيها في هذا المنزل ... ولكن الصديق الحقيقي هو من يضغط على نفسه لمواساة صديقه ...
جلست تينا بجانب جودي وهي تضع يدها على كتفها وتتطبطب عليه وتحاول مواساتها بمختلف الكلمات ... ولكن لايوجد شئ يمنع الحزن على موت من كان بمثابة والدها ..
جودي : لقد تعبت كثيرا ياتينا ... أسهر في الليل مع السيدة سوزان وأحاول التخفيف من حزنها وأنا اكتم عبراتي ... وفي النهار ابتسم لستيف بمحاولة بائسه لتشجيعه ..
تينا بألم : هذا مايجب عليك فعله في هذه الأوقات الحزينه ... فمن سيكون أقوى منك ؟
أبنه أم زوجته ؟... أم والدته التي قدمت من أقصى البلاد وهي ترقد بالمشفى منذ سماعها لخبر وفاته ...
رفعت جودي رأسها ومسحت دموعها وهي تقول بقوه : يجب علي أن أكون من يساندهم ...
ابتسمت تينا لتشجيعها : وعندما تكونين بقربي سأكون من يساندك ...
نظرت إليها جودي بحب وشكر
تينا : سيصل ستيف قريبا ... عليك استقباله
جودي : سأفعل ولكن بعد أن آخذ حماما دافئا امسح فيه آثار دموعي ...
ذهبت جودي للاستحمام فخرجت تينا لتلقي نظرة على المنزل ... كانت تمشي وهي تضع يديها خلف ظهرها وعلامات الدهشه والإعجاب على وجهها ...
تينا : ياله من منزل كبير حقا ..
اتاها صوت من خلفها لترتعد وتلتفت إليه بخوف ...
دوك بابتسامه بارده : هل تتمشين وقدمك مازالت تؤلمك ...
تينا : لقد أصبحت أخف بكثير ... ماذا تفعل هنا ؟
دوك : كما تفعلين انتِ ...
تينا : كيف حال ستيف الآن ؟
دوك : هو ليس موجودا الآن ... لكنه يحاول التظاهر بالقوه ...
تينا : ليس سهلا أن يفقد والده فجاءة ...
دوك : أنت محقه ... ولكن يبدو ان فترة زيارتك قد انتهت ... مارأيك أن أوصلك إلى منزلك ؟
تينا : لابأس أستطيع أن آخذ سيارة أجرة ..
دوك : وفري مالك لأشياء أهم .. ستذهبين معي ...
" ثم أمسك بيدها وهو يسحبها معه ... حتى هي لم تعارض أو بالأصح لم ترد أن ترفض "
\
/
\
انتهت جودي من حمامها الملئ بالدموع لتستقبل ستيف الذي صار يذهب يوميا إلى العمل ..
ابتسمت له عند دخوله ولم يرد لها الابتسامه ... أعطاها حقيبته ثم مشى باتجاه غرفته ..
جودي : سأقوم بتجهيز غدائك رثيما تستبدل ملابسك ..
ستيف : لا أريد ..
جودي : ولكن ..
قاطعها ستيف بغضب : قلت لا أريد ...
لم تعقب جودي على كلامه وتبعته إلى غرفته ... دخل غرفته وخلع سترته ثم رماها على الأرض ويتمدد بتعب على السرير ...
انتشلت جودي سترته المرمية على الأرض ووضعتها في المكان المخصص وهي تنظر إليه بخوف ...
أطفأت الأنوار وهمت بالخروج حتى استوقفها صوته قائلا : لاتذهبي ...!
وقفت جودي في مكانها ولم تستطع ان تتحرك من مكانها ... اقترب منها ستيف وهي يراها ببعض النور القادم من الخارج ... أمسك بمعصم يديها وسحبها إلى حضنه ثم شد عليها وهو يغمض عينيه ...
ستيف : أرجوك ... لاتتركيني كما فعل والدي
صمتت جودي ثم أمسكت قميصه بيديها الصغيرتين وهي تشد عليه ...
جودي : أعدك ...
\
/
\
بعد شهر ... كانت السعاده تحاول أن تجد مدخلا إلى منزل ستيف .. الجميع يبذل جهده لتعود الابتسامه على وجوه الكل ...
في الصالة الرئيسيه ... كانت غابرييلا تتوسط المجلس ... وسوزان وستيف يجلسان بجانبها .. أتتهم إحدى الخادمات وهي تقول : هناك سيدة تود مقابلة السيدة سوزان ... هل أسمح لها بالدخول ؟
سوزان : تريد مقابلتي ؟.. ألا تعرفينها ؟
الخادمه : هذه أول مرة أرها سيدتي ..
سوزان : حسنا اسمحي لها بالدخول ..
دقائق حتى أتاهم صوت طرقات حذاءها .... دخلت حيث يجلس الجميع بعد ان اوصلتها الخادمه إليهم ...
صرخت سوزان وهي تقول : سارا ؟؟...!
غابرييلا : من هذه ؟
ستيف بارتباك وخوف : هذه والدة جودي يا جدتي ...!
\
/
\
وفاة مايكل المفاجاءة وماتحمله من مفاجأت خلفها ...
ووجود سارا في منزل سوزان هل حدث جيد أم سئ ؟..!
تينا وقد بدأ الحب بالتسلل لقلبها فماذا سيفعل دوك
ليزا ومادورها في قصتهما ؟

__________________
دمتم بخير أختكم أسماء

من منتديات كورابيكا:glb:
  #19  
قديم 04-16-2012, 04:24 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة s a r a .
مرآآ حلوة الرواية ونستى التكميلة -_-


عيوووووونك الحلووووه حبيبتي وساامحيني لااني تااخرت بس نتي تقفل ولاا قدرت اافتحه
__________________
دمتم بخير أختكم أسماء

من منتديات كورابيكا:glb:
  #20  
قديم 04-19-2012, 02:02 PM
 
القصة روووووووووووووووووووعة
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
انا وخادمتي الخاصة/مكتملة موجة الميناء روايات وقصص الانمي المنقولة والمترجمة 112 01-03-2018 08:31 PM
انا وخادمتي الخاصه ملاكو أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 54 03-08-2014 05:44 AM
روايه ....(( انا وخادمتي الخاصه)).... اسيــل أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 32 08-23-2013 01:29 PM
رواية نور الكون رواية جديدة من روايات سعوديه رواية نور الكون الحب الساكن أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 13 07-03-2011 03:30 PM
رواية الزمن قاسي ولايمكن يلين ..اول رواية لي في الذمة تقرونها ......بليز بنت عز ومن شافني فز أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 10 07-01-2011 07:45 AM


الساعة الآن 03:03 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011