عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-12-2012, 07:51 PM
 
رواية (من أجلك) ~ مكتملة

.













.

الملخص

كان طلب رئيسها في العمل يخالف كل مبادئها… فأن تقتحم حياة شخص لتعرف أسراره الشخصيه و تنشرها على الملأ كان ضد كل ما تربت عليه أو آمنت به لكن الخيار الآخر كان في منتهى القسوة فإما تنفيذ الأوامر أو الفضيحة.
لعبت الصدفة دورها و انتهى الأمر بمشيرة في منزل "يوسف عيّاش" الشخص الذي من المفترض أن يكون فريستها…. كانت تظنه رجل عجوز لكن كانت المفاجأه أنه رجل في ريعان شبابه... معتد بنفسه و لا يحب أن يتطفل أحد على حياته....ما الذي تفعله هل تنفذ أوامر رئيسها لتنقذ اختها من الضياع و الفضيحة أم تنفذ أوامر عقلها بأن تترك الأمر و تهرب … و عندما يتدخل القلب و يكون له أوامر أخرى تتعقد الأمور بصورة رهيبة فلأي نداء ستستجيب مشيرة
نداء العقل؟
نداء القلب؟
أم ترمي كل هذا بعيداً و تفر هاربة من أجل انقاذ قلبها؟


منقولة



.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

.
.
..
.
.
.
.
.
.
.
.



البارت الاول

مهمة مستحيلة
خرجت إلهام من مبنى الجريدة و هي تتعثر فاجأتها برودة الجو كصفعة قوية فرفعت ياقة معطفها لتخفي وجهها...نظرت لسيارتها و تجاوزتها فقد قررت أن تعود للمنزل سيراً على الأقدام خاصةً و هي تحس بنار تستعر داخل رأسها....نار كم تود لو تطفئ برودة الجو قليلاً من لهيبها...كما ان اختها تقضي الإجازة عند رباب صديقتها فسارت على مهل و هي تقلب الظرف الذي أعطاه لها "عوني" مدير تحرير الصحيفة التي تعمل بها تذكرت كيف استدعاها بمجرد وصولها لمكتبها...
طرقت باب مكتبه فرد بحدة غريبة:
- ادخل.
عندما دخلت حدق بها بنظرة غريبة و أمرها بالجلوس بنفس اللهجة التي دعاها بها للدخول.... أحست أن هناك خطب ما و عرفت ما كان الخطب بعدها و كم تمنت لو لم تعرف...جلس وراء المكتب و رمى على الطاولة ظرف و قال لها:
- أنت حتماً تعرفين يوسف عيّاش.
أومأت برأسها و قالت:
- نعم ذلك الكاتب الذي اختفت أخباره في الفترة الأخيرة و تقول الشائعات أنه اعتزل الكتابة.
قال لها:
- نعم إنه هو لكنه لم يعتزل الكتابة بل اعتزل الأضواء تماماً و هو يقيم هنا في منزل محصن ضد الفضوليين....كلبان حراسة...أسوار مرتفعة يخيّل لي أنه لم يبقى إلاّ أن يكهرب السور أو يضع الأسلاك الشائكة.... صمت قليلاً ثم أكمل:
- إنه لا يحضُر حتى حفلات التوقيع الخاصة بكتبه فكل ما يقوم به هو إرسال كتاباته لمدير أعماله.
عندما صمت و أخذ ينظر لها سألته:
- ماذا بعد؟
قال بكل بساطة:
- ماذا بعد؟ أريدك أن تقومي بعمل تقرير صحفي عنه...عن حياته الشخصية
اتسعت عينيها دهشة:
- ماذا؟...لكن...لكن...كيف يا أستاذ عوني؟ أنت قلت منذ قليل.... قاطعها بفظاظة لم تعهدها منه:
- أعلم ما قلته منذ قليل.
سألت:
- كيف لي أن أقوم بعمل مثل هذا العمل دون موافقته؟
قال لها:
- إن هذه مهمتك فلا تسأليني...يمكنني أن أسدي لك النصح فقط و باقي العمل عليكِ.
دار حول المكتب و جلس على حافته:
- ادخلي حياته...اعرفي أسراره..اكتبي التقرير.. ننشره...ضجة لا مثيل لها.
عندما وجدها تحدق فيه بدهشة صاح بها:
- لا أعرف كيف تدخلي حياته لكن استخدمي مخيلتك بحق الله يا فتاة.
وقفت بحدة:
- لا يا أستاذ عوني... لا... أنت تعلم أني لا أقوم بمثل هذه الأعمال. ضاقت عينيها و قالت:
- كيف تطلب مني مثل هذا العمل الوضيــ... قاطعها صائحاً:
- أنا لا أطلب منك انا آمرك...هذا أمر هل فهمتي؟
دُهشت من طريقته في الحديث معها و ما قاله لها لأنه لم يعاملها بهذا الشكل فقد كان يحترمها دوماً ورغم معرفتها بأنه يملك طباعاً بغيضة إلا أنه كان يحسن إخفائها عندما يتعامل معها... أحست أن هناك أمر فظيع على وشك أن تعرفه و هو ما سيفسر لها سبب تصرف رئيسها بهذا الشكل المقيت، أشار إلى الظرف الذي كان ألقاه على الطاولة عند دخولها وقال:
- خذي هذا الظرف و تفرجي على محتواه قبل أن ترفضي أي (أمر) آمرك به
"شدد على كلمة أمر بقوة أغاظتها"، عندما نظرت داخل الظرف أحست ان الدنيا مادت بها فجلست بسرعة و أخذت تطرف بعينيها و هي تتمنى أن تكون تحلم لكنها عرفت أنها لا تحلم فحتى في أكثر أحلامها جنوناً لم تكن لترى ما رأته... صور لنشوى اختها و هي ترتدي... ما الذي ترتديه؟؟!! إنها لا تكاد ترتدي ما يسترها...متى التقطت هذه الصور؟ تذكرت عطلة السنة الماضية عندما ألحت عليها نشوى لتذهب مع زميلتها إلى الغردقة...بعدها عادت نشوى في مزاج غريب كانت كمن ارتكب جريمة و يريد ان يعاقب نفسه....هاهي الآن ترى جريمة اختها لكن ما لم تعرفه اختها أن جريمتها لم تكن بحق نفسها فقط بل بحق اختها و لن يدفع الثمن إلا إلهام، سمعت صوت رئيسها كانه آت من البعيد:

- ها؟ ما رأيك يا أستاذة؟
التفتت له بحدة كأنها أدركت وجوده للتو و قالت بصوت مخنوق:
- مستحيل.
قال بخشونة:
- بلى... أعلم كم جاهدت لتربي اختك وحدك...رفضت الزواج حتى الآن لتتفرغي لها و تحميها لكن أظن أن رحلة الغردقة كانت غلطة منك.
قالت و هي تجاهد ليخرج صوتها من حنجرتها التي تصلبت:
- كــ...كيف عرفت؟
قال:
- صدفة يا عزيزتي...صدفة لكن احمدي الله أن هذه الصور وقعت في يدي أنا لا يد غريب.
كادت تضحك بهستيرية على هذه المزحة قذرة المذاق، قال لها:
- على الأقل أعطيكِ الخيار و لو نفذت ما أقول لن ترى هذه الصور النور و سوف أتلفها و هذا... قاطعته:
- كم تريد؟
ضحك:
- لا يا إلهام المال لا ينقصني لكن لو أصريتي على السؤال سأقول لك كم أريد.... حك ذقنه:
- ما رأيك بعشرين؟
رفعت حاجبيها في تساؤل فقال:
- عشرون صفحة أختار منهم ما أشاء من معلومات لأنشرها عن كاتبنا العزيز.
صرخت: لا....
قاطعها:
- لا تتسرعي و فكري بالأمر...خذي معك الظرف إنه هدية مني لك فقد يحفزك و يساعدك على اتخاذ قرارك.
أمسكت الظرف و ركضت خارج المكتب و منه خارج المبنى و في إسراعها بالخروج نسيت أن تأخذ حقيبتها من مكتبها، هزّت رأسها بقوة لتنفض الذكرى و أشتدت أصابعها على الظرف حتى تجعد ثم نظرت حولها... ليس معها... لم يكن معها حقيبتها و لا مالها كما أن مفاتيحها في المكتب لكن لا يهم فما هي إلا ربع ساعة و تصل للمنزل و سوف تستخدم المفتاح الإضافي الذي تضعه تحت ممسحة الأرجل، مزقت الصور و رمتها في صندوق كبير للقمامة ثم اكملت سيرها شاردة...كم كنت مخطئة عندما سمحت لنشوى بالسفر وحدها خاصة أن أهل زميلتها لم يكونوا معهم ....لو كان يجب ان تسافر فما كان لي أن أتركها...لكن العمل... اللعنة على العمل أخذت تحدث نفسها كالمجنونة ، حمدت الله أن نشوى مع رباب تمضيان العطلة في منزل والديها_والدا رباب_ فلو عادت و كانت نشوى في البيت أو حتى في الإسكندرية بأكملها لكانت وجدتها و قتلتها، فكرت بألم و هي تهز رأسها بعدم تصديق...نشوى... اختي الصغيرة تفعل هذا!!...تضعني و تضع نفسها في هذا الموقف...فار دمها عندما تذكرت منظر الصور... إنها صور مشينه و ما أغضبها أكثر أن منظر اختها الطفولي الصغير كان واضح جداً... كان واضح أن أياً كان من دفعها لذلك فهو يعرف مدى براءة و بلاهة و صغر سن هذه الفتاة....كان صغر سنها واضح حتى في أكثر الصور رداءة....قالت لكن هذا لا يغفر لنشوى ما فعلت و لا يخرجها من مأزقها....آآآه لو كان والديها على قيد الحياة لكان ذلك هو سبب موتهما...لم تلاحظ نشوى السيارة التي كانت قادمة بسرعة و هي تمر المنعطف فصدمتها بشدة...طارت و وقعت أرضاً في البداية لم تعرف ما الذي جرى لها لكنها ما لبثت أن أدركت أن سيارة صدمتها قبل أن يبتلعها الظلام و تغيب عن الدنيا.

تقلبت بألم...كانت تسمع صوت همهمه من حولها ....حاولت أن تفتح عينيها لكنها لم تستطع.
*****************************
كان يوسف يقود سيارته بغضب و هو يتذكر محادثته القصيرة و الحادة مع مدير أعماله الذي أقسم أنه لم يدلي بأي كلمة لتلك الجريدة التي كتبت عنه مقال جارح يمس حياته الخاصة و التي جاهد في الفترة الأخيرة للحفاظ عليها طي الكتمان بعيداً عن عيون الفضوليين.... فجأة وجد فتاة تخرج أمامه عند المنعطف و رغم انه ضغط على المكابح بكل قوته لم يستطع أن يتفادى صدمها فقد خرجت فجأة امام السيارة ...نزل مسرعاً من السيارة و هو يلعن بغضب لكنه صمت عندما رآى جسد صغير لفتاة رقيقة الملامح استقر متكوماً على الأرض...حملها إلى المستشفى و بعد ان استقرت حالتها أخذها إلى منزله فمن حسن حظه أن اخته "سها" جاءت لتقضي معه الإجازة الصيفية هي و زوجها "محمد"...سيطلب منها أن تعتني بها حتى تتعافى و ترحل.... نظر لها بتساؤل ترى من تكون؟ ...لم يكن معها أي شئ يثبت هويتها.
ظلت يومين غائبة عن الوعي وها هي الآن تتقلب بقلق لأول مرة....كان الطبيب يخبره أنها بخير لكن الكسر في يدها و كاحلها هما ما سيتأخران في الشفاء... تقلبت و هي تتمتم بصوت خافت وعندما ركع بجوار السرير و اقترب منها سمعها تقول بأنين ضعيف:
- لما فعلتِ بي هذا يا نشوى؟...
.حاولت فتح عينيها لكن بدى أنها لم تستطع فتوقفت عن المحاولة و عادت لهدوئها.

كان يوسف غاضب جداً من هذه الحادثة التي دست بهذه الفتاة إلى حياته التي لا يريدها إلا خالية من الناس و خاصة جنس النساء فيكفيه معرفة إمرأتان كان تأثيرهما في حياته مدمر.... والدته و زوجته.... تذكر سها و ابتسم بحنان إنها الأنثى الوحيدة المختلفة.... إنه يحبها بجنون لقد كانت له اخته و ابنته و صديقته... إنها صنف نادر بين النساء...صنف انقرض و لم يتبقى منه إلاّ هي لذلك فيماعدا اخته لا يطيق التعامل معهن...لفت نظره حركة تلك الفتاة في السرير و بدأ يشعر بالحنق إن مظهرها الصغير البرئ يضايقه فهي تبدو ضعيفة لدرجة تلامس قلبه كما أن الكرب الشديد يبدو على ملامحها حتى و هي تغط في نوم عميق... أشاح بوجهه بحنق و خرج من الغرفة و صفق الباب خلفه بغضب.


يتبعـــــــــ........




__________________

التعديل الأخير تم بواسطة ~ رحيق الأمل ~ ; 07-24-2015 الساعة 02:20 AM
  #2  
قديم 05-12-2012, 08:04 PM
 
.














.


في منزله
استيقظت مشيرة و وجدت نفسها في مكان غريب....حاولت أن تتحرك في الفراش لكنها أحست بثقل و ضغط في قدمها اليسرى... رأت فتاة باسمة الأسارير تقف بالباب قالت لها و هي تدخل الغرفة:
- حمداً لله على سلامتك....
قاطع يوسف كلام اخته و هو يدخل الغرفة خلفها _موجهاً كلامه لإلهام
- من أنتِ؟
نظرت له إلهام بدهشة فقالت سها بلطف:
- رويدك على الفتاة.
تقدمت و جلست بجوار السرير:
- أقدم نفسي لك أنا سها عيّاش و هذا أخي يـو...
قاطعها يوسف:
- سها...اصمتي قليلاً يا فتاة لنعرف....
قاطعته بدورها فيبدو أن أحدهما لن يدع الآخر يكمل جملة قط:
- حسناً سنعرف كل ما تريده لكن فيما بعد....
وجهت كلامها لإلهام
- أعتقد أنكِ بحاجة إلى الشاي لذلك حضرته تحسباً لاستيقاظك.
توجهت إلى الطاولة بجوار السرير وصبّت لإلهام فنجان شاي فأخذته منها، كانت ترتشف الشاي عندما قالت سها بكل فخر أنها أخت يوسف عيّاش و اشارت لأخيها بمحبة:
- و هذا هو أخي المبدع.
شرقت إلهام بما تشربه و أخذت تسعل بشدة حتى دمعت عينيها... أسرع يوسف و أخذ منها الفنجان و ناولها منديل لأول مرة تتكلم مشيرة قالت هامسة:
- آسفة لكنه كان ساخن جداً و لم انتبه.
قال يوسف بجفاف:
- لا عليكِ... الآن أخبريني من انت؟
سألت إلهام سها:
- منذ متى و أنا هنا؟
قالت سها:
- منذ ثلاثة أيام... منذ أن صدمك أخي المتهور.
إلتفتت له إلهام فتلاقت أعينهما.... ياإلهي هل هذا هو ذلك الكاتب الذي كنت أظنه رجل عجوز أشيب يستخدم عصا لتسند خطواته....انتزعت نفسها من أفكارها و قالت بقلق:
- أنا آسفة أعلم أن الخطأ خطئي.
كرر كلامه:
- لا عليكِ...أرجو ان تخبريني....
قاطعته بهدوء:
- من أنا؟
نظر لها ...ياربي لما تبدو ضعيفة و قليلة الحيلة لهذه الدرجة...لكنه لن يقع في هذا الشرك فلقد كانت سوسن _زوجته_ بريئة المنظر في البداية لكنه اكتشف بعد ذلك حدة أنيابها، ترددت إلهام...ياإلهي ماذا سأقول له....الحقيقة؟ أنني صحفية ليرميني خارجاً و بذلك أفقد فرصة عمل التقرير أم أكذب...أكذب؟ لكن كيف؟ و ماذا أخبره....تذكرت ما قاله عوني عندما صاح بها "استخدمي مخيلتك بحق الله"...فكرت يجب أن أفعل ذلك حتى لو كان ضد مبادئي... سأفعلها و لو من أجل نشوى...طفلتي الصغيرة، عندما طال الصمت سألها يوسف بقلق: - هل أنت بخير؟ هل هناك ما يؤلمك؟
أسرعت لها سها تربت على كتفها:
- أتُرانا أجهدناك؟...
ونظرت لأخيها بغضب:
- أنت السبب...بأسئلتك الــ....
قالت إلهام بضعف:
- لا...لا إنني بخير كل ما في الأمر أنني استغرب ما حدث فآخر ما أتذكره هو سيري شاردة في طريقي للبيت....لم تعلم من أي أتتها هذه الفكرة لكنها قالتها تلقائياً فبدأت بالكلام:
- لقد كنت غير منتبهة لأنني أواجه مشاكل كثيرة.
ضاقت عيني يوسف و هو يسألها:
- أي نوع من المشاكل؟
نظرت له إلهام بتردد و قالت:
- لقد...لقد أعطاني رب عملي إنذار بأنني سأُطرد من العمل عند أقل هفوة و يقصد بذلك تأخري على العمل و لم يراعي أن الشقة التي أسكن بها بعيدة جداً كما أنني تعرضت لنزلة برد أقعدتني عن العمل لمدة أسبوع فقال لي أنني لو غبت يوم آخر فلا عمل لي عنده و نصحني بعدم القدوم و الآن مكوثي هنا لثلاثة أيام...
صمتت فقال يوسف:
- لا عليكِ أعطيني رقمه و سأكلمه.
فانتفضت مسرعة:
- لا...لا.
أخفضت حدة صوتها:
- أنا أعرفه لن يعيدني... كما أنني لا أريد أضغط عليه ليعيدني للعمل لأن ذلك من شأنه أن يغضبه فيرفض إعطائي شهادة توصية....على كل حال كنت سأترك العمل عنده لكن مشاكلي لا تتوقف عند هذا الحد.
سألت سها بلهفة:
- هل هناك أمر آخر يا عزيزتي؟
التفتت لسها...لقد أدفأ قلبها طريقة معاملتها الودودة و أحزنها أن تضطر للكذب عليها... أما ذلك الرجل المتعجرف الذي يبدو أن وجهه قُد من الحجر و كأنه لا يعرف معنى الود و كأن الابتسامة لم تعرف طريقاً لوجهه يوماً....إنه يستحق تشجعت و قالت:
- الآن لا مكان لي فلقد أنذرتني صاحبة الشقة أكثر من مرة الأسبوع الماضي لأدفع إيجاري لكن مديري أبى أن يعطيني...
قاطعها يوسف بفظاظة:
- ماذا تعملين يا آنسة؟
قالت:
- صـ..سـ.. سكرتيرة.
قال لها:
- اهاااا تجلسين وراء مكتبك طوال اليوم تفتحين البريد لرجل ما و تردين على اتصالاته ....
صاحت به سها:
- يوسف.
غضبت إلهام من كلامه لدرجة أحست معها أنها سكرتيرة يجب أن تدافع عن مهنتها فنفضت عنها الغطاء و هي تصيح:
- اسمع أيها الرجل أعلم أنك مستاء لإضطرارك لأن تحضرني لمنزلك هذا غير مكوثي ثلاثة أيام لكن هذا لا يعطيك الحق في إهانتي هل تفهم؟
قفزت خارج الفراش و هي تلوح بيدها السليمة:
- مهنتي ليست تافهة بل...
لم تكمل جملتها فلقد ناءت قدمها المجبرة تحت حملها فلم تتحمل أن تقف صرخت ألماً وقد انتابتها موجة دوار فمادت بها الغرفة سمعت صرخة سها المنخفضة....ظنت إلهام و هي تهوي أنها ستفترش الأرض لكن التقطتها ذراعان قويتان، سمعت يوسف يقول:
- هاااي...رويدك يا فتاة
و وجدت نفسها عادت للفراش و يوسف يتمتم غاضباً بكلمات غير مفهومة ، بعد أن رفع الأغطية حتى ذقنها استقام و قال بقسوة:
- إن قدمك اليسرى و ذراعك اليمنى مكسورتان أيتها المتهورة إياكِ أن تغادري الفراش قبل أن يسمح الطبيب هل تفهمين؟......
ثم لان صوته و قال برقه أدهشتها:
- لا أدري أي شيطان دفعني لقول هذا الكلام المستفز عن وظيفتك لكن ضغط العمل يوترني....
استدار و ترك الغرفة فجلست سها على السرير بجوار ألهام و ابتسمت ابتسامتها الجميلة الممتلئة بالحنان:
- أخي لا يبرر أفعاله لأحد و لا يشرح نهائياً سبب تصرف قام به حتى لو كان أفظع الأعمال فإعلمي يا عزيزتي أنه بهذه الطريقة يعتذر و أنا لست بحاجة أن أخبرك أنه كغيره من الرجال ذوي الكبرياء القوي لا يحسن الإعتذار....
ثم مالت باتجاهها و قالت:
- بيني و بينك لا تأخذي انفجاره على محمل شخصي فزوجته كانت سكرتيره لذلك يكره السكرتاريا و كل من يعمل بها.
فكرت إلهام بسخرية و أنا التي ظننت أنه لن يغضب عندما أقول له انني سكرتيره... إنه لا يحب الصحافيات و لا السكرتيرات ترى هل يحب هذا الرجل أحد؟!! قطعت سها أفكارها و هي تقول:
- حتماً تتساءلين لما قلت (كانت)؟
انتبهت إلهام فعلاً لصيغة الماضي في كلامها فقالت:
- فعلاً.
أكملت سها كلامها همساً:
- لأنها ماتت.
شحب لون إلهام لهذه المعلومة التي قالتها سها بكل بساطة وكأنها لا تعلم مدى تكتم أخيها على حياته يبدو أنها ارتاحت لها و قررت ان تفضي لها بكل ما يجول في خاطرها ابتسمت لها إلهام بحب:
- أشكرك يا آنسة....
قاطعتها سها:
- أولاً لا أريد أي رسميات أنا سها....سها فقط،
ضحكت إلهام:

- حسناً يا سها فقط وددت أن أشكرك على لطفك و مساندتك لقد أحسست أنك اختى أنا لا أخت السيد يوسف. رفعت سها حاجبيها:
- السيد يوسف؟...
ضحكت و قالت:
- إذن من الآن نحن اختان فليس لي من الإخوة أو الأخوات غير السيد يوسف هل اتفقنا؟.
أومأت إلهام برأسها ايجاباً و هي تضحك:
- حسناً...و على فكرة انا لاحظت ضحكك مني لقولي السيد يوسف.
قالت سها:
- عذراً فأنا لم أقصد السخرية منك لكن يوسف هو يوسف فقط حتى الذين يعملون معه نادراً ما اسمعهم يقولون له يا أستاذ فما بالك بكلمة (السيد) هذه.
ضحكت إلهام:
- لا أعلم لكنني تعودت على الرسميات مع الغرباء عني.
قالت سها:
- لكن قريباً انا و يوسف لن نكون غرباء عنك...و الآن هل لاختي الجديدة الرائعة أن تطلعني على اسمها؟
- اسمي إلهام.
فكرت مشيرة و كأن وجه سها لا تفارقه الابتسامة على عكس اخيها فقد اتسعت ابتسامتها:
- إن اسمك جميل لكن لا يليق بمهنتك....
قالت مسرعة:
- و لا أقصد أنها وظيفة سيئة....
ربتت إلهام على ذراعها:
- أعلم يا عزيزتي.
قالت سها بمهابة:
- إنه يليق بــ...
بدت و كأنها تبحث عن الكلمة....
- بكاتبة...نعم وجدتها كاتبة أو... صمتت تفكر.
بينما قالت إلهام لنفسها "أه لو عرفت أنني كاتبة لكن من نوع خاص... نوع يمقته أخوك" نظرت لسها التي يبدو أن تبحث بحدسها القوي عن الوظيفة التي تليق أكثر بها وباسمها أخيراً قالت:
- صحافية....سمعت إلهام صوت قلبها يقرع كالطبول لكنها هدأت عندما أكملت سها:
- أو مذيعة إخبارية...نعم مذيعة......
ضحكت وقالت مقلدة نشرات الأخبار:
- كانت معكم إلهام من قلب الحدث.
ضحت إلهام مازحةً :
- الآن سأقبل بأي وظيفة تجدينها لي.
قالت سها بمرح مماثل:
- سنرى ما الذي يمكننا أن نفعله.
لم تكن إلهام تعلم أن سها تفكر في أمور أخرى.... و بجدية.



قراءة ممتعة
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة ~ رحيق الأمل ~ ; 07-24-2015 الساعة 06:59 PM
  #3  
قديم 05-12-2012, 08:12 PM
 
رائع أكملي
سأتابع بصمت
__________________
العاب
  #4  
قديم 05-13-2012, 01:42 AM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sad imagine shadow مشاهدة المشاركة
رائع أكملي
سأتابع بصمت
شكرا على الرد والمتابعة




شكرا على الردا لحلو
__________________
  #5  
قديم 05-13-2012, 01:55 AM
 
ملاحظة غيرت اسم مشيرة التي في الملخص
الى اسم إلهام
__________________
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية الشفق / twilight ستيفاني ماير ، مكتملة Wu Yi Fan روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 93 05-06-2016 02:24 PM
رواية قطرة وراء قطرة تكوّن بركة من الدماء "مكتملة " ورديــہ ♥ روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 43 06-22-2015 01:00 AM
خطوات عمل ميلك شيك الكريز2013 , ميلك شيك الكريز روعه بالصور 2013 ملاك الرومنسيه أطباق شهية 1 09-02-2012 01:39 AM
خطوات عمل ميلك شيك بالفراولة والموز2013 , طريقة اعداد ميلك شيك بالفراولة 2013 ملاك الرومنسيه أطباق شهية 1 09-02-2012 01:36 AM
من أجلك يا فلسطين..من أجلك يا بلدي عاشقة فلسطين أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 6 04-23-2007 09:37 PM


الساعة الآن 01:28 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011