05-12-2012, 08:04 PM
|
|
في منزله استيقظت مشيرة و وجدت نفسها في مكان غريب....حاولت أن تتحرك في الفراش لكنها أحست بثقل و ضغط في قدمها اليسرى... رأت فتاة باسمة الأسارير تقف بالباب قالت لها و هي تدخل الغرفة: - حمداً لله على سلامتك.... قاطع يوسف كلام اخته و هو يدخل الغرفة خلفها _موجهاً كلامه لإلهام - من أنتِ؟ نظرت له إلهام بدهشة فقالت سها بلطف: - رويدك على الفتاة. تقدمت و جلست بجوار السرير: - أقدم نفسي لك أنا سها عيّاش و هذا أخي يـو... قاطعها يوسف: - سها...اصمتي قليلاً يا فتاة لنعرف.... قاطعته بدورها فيبدو أن أحدهما لن يدع الآخر يكمل جملة قط: - حسناً سنعرف كل ما تريده لكن فيما بعد.... وجهت كلامها لإلهام - أعتقد أنكِ بحاجة إلى الشاي لذلك حضرته تحسباً لاستيقاظك. توجهت إلى الطاولة بجوار السرير وصبّت لإلهام فنجان شاي فأخذته منها، كانت ترتشف الشاي عندما قالت سها بكل فخر أنها أخت يوسف عيّاش و اشارت لأخيها بمحبة: - و هذا هو أخي المبدع. شرقت إلهام بما تشربه و أخذت تسعل بشدة حتى دمعت عينيها... أسرع يوسف و أخذ منها الفنجان و ناولها منديل لأول مرة تتكلم مشيرة قالت هامسة: - آسفة لكنه كان ساخن جداً و لم انتبه. قال يوسف بجفاف: - لا عليكِ... الآن أخبريني من انت؟ سألت إلهام سها: - منذ متى و أنا هنا؟ قالت سها: - منذ ثلاثة أيام... منذ أن صدمك أخي المتهور. إلتفتت له إلهام فتلاقت أعينهما.... ياإلهي هل هذا هو ذلك الكاتب الذي كنت أظنه رجل عجوز أشيب يستخدم عصا لتسند خطواته....انتزعت نفسها من أفكارها و قالت بقلق: - أنا آسفة أعلم أن الخطأ خطئي. كرر كلامه: - لا عليكِ...أرجو ان تخبريني.... قاطعته بهدوء: - من أنا؟ نظر لها ...ياربي لما تبدو ضعيفة و قليلة الحيلة لهذه الدرجة...لكنه لن يقع في هذا الشرك فلقد كانت سوسن _زوجته_ بريئة المنظر في البداية لكنه اكتشف بعد ذلك حدة أنيابها، ترددت إلهام...ياإلهي ماذا سأقول له....الحقيقة؟ أنني صحفية ليرميني خارجاً و بذلك أفقد فرصة عمل التقرير أم أكذب...أكذب؟ لكن كيف؟ و ماذا أخبره....تذكرت ما قاله عوني عندما صاح بها "استخدمي مخيلتك بحق الله"...فكرت يجب أن أفعل ذلك حتى لو كان ضد مبادئي... سأفعلها و لو من أجل نشوى...طفلتي الصغيرة، عندما طال الصمت سألها يوسف بقلق: - هل أنت بخير؟ هل هناك ما يؤلمك؟ أسرعت لها سها تربت على كتفها: - أتُرانا أجهدناك؟... ونظرت لأخيها بغضب: - أنت السبب...بأسئلتك الــ.... قالت إلهام بضعف: - لا...لا إنني بخير كل ما في الأمر أنني استغرب ما حدث فآخر ما أتذكره هو سيري شاردة في طريقي للبيت....لم تعلم من أي أتتها هذه الفكرة لكنها قالتها تلقائياً فبدأت بالكلام: - لقد كنت غير منتبهة لأنني أواجه مشاكل كثيرة. ضاقت عيني يوسف و هو يسألها: - أي نوع من المشاكل؟ نظرت له إلهام بتردد و قالت: - لقد...لقد أعطاني رب عملي إنذار بأنني سأُطرد من العمل عند أقل هفوة و يقصد بذلك تأخري على العمل و لم يراعي أن الشقة التي أسكن بها بعيدة جداً كما أنني تعرضت لنزلة برد أقعدتني عن العمل لمدة أسبوع فقال لي أنني لو غبت يوم آخر فلا عمل لي عنده و نصحني بعدم القدوم و الآن مكوثي هنا لثلاثة أيام... صمتت فقال يوسف: - لا عليكِ أعطيني رقمه و سأكلمه. فانتفضت مسرعة: - لا...لا. أخفضت حدة صوتها: - أنا أعرفه لن يعيدني... كما أنني لا أريد أضغط عليه ليعيدني للعمل لأن ذلك من شأنه أن يغضبه فيرفض إعطائي شهادة توصية....على كل حال كنت سأترك العمل عنده لكن مشاكلي لا تتوقف عند هذا الحد. سألت سها بلهفة: - هل هناك أمر آخر يا عزيزتي؟ التفتت لسها...لقد أدفأ قلبها طريقة معاملتها الودودة و أحزنها أن تضطر للكذب عليها... أما ذلك الرجل المتعجرف الذي يبدو أن وجهه قُد من الحجر و كأنه لا يعرف معنى الود و كأن الابتسامة لم تعرف طريقاً لوجهه يوماً....إنه يستحق تشجعت و قالت: - الآن لا مكان لي فلقد أنذرتني صاحبة الشقة أكثر من مرة الأسبوع الماضي لأدفع إيجاري لكن مديري أبى أن يعطيني... قاطعها يوسف بفظاظة: - ماذا تعملين يا آنسة؟ قالت: - صـ..سـ.. سكرتيرة. قال لها: - اهاااا تجلسين وراء مكتبك طوال اليوم تفتحين البريد لرجل ما و تردين على اتصالاته .... صاحت به سها: - يوسف. غضبت إلهام من كلامه لدرجة أحست معها أنها سكرتيرة يجب أن تدافع عن مهنتها فنفضت عنها الغطاء و هي تصيح: - اسمع أيها الرجل أعلم أنك مستاء لإضطرارك لأن تحضرني لمنزلك هذا غير مكوثي ثلاثة أيام لكن هذا لا يعطيك الحق في إهانتي هل تفهم؟ قفزت خارج الفراش و هي تلوح بيدها السليمة: - مهنتي ليست تافهة بل... لم تكمل جملتها فلقد ناءت قدمها المجبرة تحت حملها فلم تتحمل أن تقف صرخت ألماً وقد انتابتها موجة دوار فمادت بها الغرفة سمعت صرخة سها المنخفضة....ظنت إلهام و هي تهوي أنها ستفترش الأرض لكن التقطتها ذراعان قويتان، سمعت يوسف يقول: - هاااي...رويدك يا فتاة و وجدت نفسها عادت للفراش و يوسف يتمتم غاضباً بكلمات غير مفهومة ، بعد أن رفع الأغطية حتى ذقنها استقام و قال بقسوة: - إن قدمك اليسرى و ذراعك اليمنى مكسورتان أيتها المتهورة إياكِ أن تغادري الفراش قبل أن يسمح الطبيب هل تفهمين؟...... ثم لان صوته و قال برقه أدهشتها: - لا أدري أي شيطان دفعني لقول هذا الكلام المستفز عن وظيفتك لكن ضغط العمل يوترني.... استدار و ترك الغرفة فجلست سها على السرير بجوار ألهام و ابتسمت ابتسامتها الجميلة الممتلئة بالحنان: - أخي لا يبرر أفعاله لأحد و لا يشرح نهائياً سبب تصرف قام به حتى لو كان أفظع الأعمال فإعلمي يا عزيزتي أنه بهذه الطريقة يعتذر و أنا لست بحاجة أن أخبرك أنه كغيره من الرجال ذوي الكبرياء القوي لا يحسن الإعتذار.... ثم مالت باتجاهها و قالت: - بيني و بينك لا تأخذي انفجاره على محمل شخصي فزوجته كانت سكرتيره لذلك يكره السكرتاريا و كل من يعمل بها. فكرت إلهام بسخرية و أنا التي ظننت أنه لن يغضب عندما أقول له انني سكرتيره... إنه لا يحب الصحافيات و لا السكرتيرات ترى هل يحب هذا الرجل أحد؟!! قطعت سها أفكارها و هي تقول: - حتماً تتساءلين لما قلت (كانت)؟ انتبهت إلهام فعلاً لصيغة الماضي في كلامها فقالت: - فعلاً. أكملت سها كلامها همساً: - لأنها ماتت. شحب لون إلهام لهذه المعلومة التي قالتها سها بكل بساطة وكأنها لا تعلم مدى تكتم أخيها على حياته يبدو أنها ارتاحت لها و قررت ان تفضي لها بكل ما يجول في خاطرها ابتسمت لها إلهام بحب: - أشكرك يا آنسة.... قاطعتها سها: - أولاً لا أريد أي رسميات أنا سها....سها فقط،
ضحكت إلهام: - حسناً يا سها فقط وددت أن أشكرك على لطفك و مساندتك لقد أحسست أنك اختى أنا لا أخت السيد يوسف. رفعت سها حاجبيها: - السيد يوسف؟... ضحكت و قالت: - إذن من الآن نحن اختان فليس لي من الإخوة أو الأخوات غير السيد يوسف هل اتفقنا؟. أومأت إلهام برأسها ايجاباً و هي تضحك: - حسناً...و على فكرة انا لاحظت ضحكك مني لقولي السيد يوسف. قالت سها: - عذراً فأنا لم أقصد السخرية منك لكن يوسف هو يوسف فقط حتى الذين يعملون معه نادراً ما اسمعهم يقولون له يا أستاذ فما بالك بكلمة (السيد) هذه. ضحكت إلهام: - لا أعلم لكنني تعودت على الرسميات مع الغرباء عني. قالت سها: - لكن قريباً انا و يوسف لن نكون غرباء عنك...و الآن هل لاختي الجديدة الرائعة أن تطلعني على اسمها؟ - اسمي إلهام. فكرت مشيرة و كأن وجه سها لا تفارقه الابتسامة على عكس اخيها فقد اتسعت ابتسامتها: - إن اسمك جميل لكن لا يليق بمهنتك.... قالت مسرعة: - و لا أقصد أنها وظيفة سيئة.... ربتت إلهام على ذراعها: - أعلم يا عزيزتي. قالت سها بمهابة: - إنه يليق بــ... بدت و كأنها تبحث عن الكلمة.... - بكاتبة...نعم وجدتها كاتبة أو... صمتت تفكر. بينما قالت إلهام لنفسها "أه لو عرفت أنني كاتبة لكن من نوع خاص... نوع يمقته أخوك" نظرت لسها التي يبدو أن تبحث بحدسها القوي عن الوظيفة التي تليق أكثر بها وباسمها أخيراً قالت: - صحافية....سمعت إلهام صوت قلبها يقرع كالطبول لكنها هدأت عندما أكملت سها: - أو مذيعة إخبارية...نعم مذيعة...... ضحكت وقالت مقلدة نشرات الأخبار: - كانت معكم إلهام من قلب الحدث. ضحت إلهام مازحةً : - الآن سأقبل بأي وظيفة تجدينها لي. قالت سها بمرح مماثل: - سنرى ما الذي يمكننا أن نفعله. لم تكن إلهام تعلم أن سها تفكر في أمور أخرى.... و بجدية.
قراءة ممتعة |
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة ~ رحيق الأمل ~ ; 07-24-2015 الساعة 06:59 PM |