03-22-2013, 11:53 AM
|
| |
الشائعات والأقاويل.. الأحمق من يصدقها من فوره. وغالباً.. يبحث الناس عن حقائق ترضي فضولهم ،، وإن لم يصلوا إلى نتيجة ترضي غرائزهم المتعطشة للمعرفة .. فيبقون معلوماتهم كما هي... حتى يأتي ذاك [المتفلسف] ويصدق على الأمر أو ينكره ،، أو يبدله إلى ما يرضيه... هذا بالنسبة للشائعات والأقاويل ،، لكن... ماذا.. عن الحقائق المؤكدة؟.. لنأخذ على سبيل المثال أخبار قسم الجرائم التي نقرؤها في الجريدة كل صباح... والتي تقشعر لها الأبدان كل يوم هناك جرائم قتل. مقتل فتاة خنقًا. هوجمت سيدة عجوز وسُرقت مدّخراتها الضئيلة. شباب أو أطفال يهاجمون أو يتعرضون للهجوم. تحطيم مبانٍ وأكشاك تليفونات وبعثرة محتوياتها. تهريب مخدرات. السرقة والاغتصاب. أطفال مفقودون والعثور على جثث أطفال في أماكن ليست بعيدة عن منازلهم. اختطاف طائرات. اختطاف الأشخاص. العنف. أعمال اشغب. الكراهية. الفوضى.. وكل ذك يزداد. كل ذلك يؤدي إلى عشق الدمار، والفرح والسعادة بالقسوة!! ما الذي يعنيه كل ذلك؟! هناك عبارة أدبية من عصر الملكة إليزابيث تتحدث عن الحياة التي يأتي صداها من الماضي: »..إنها حكاية يحكيها شخص أحمق ،، مليئة بالصخب والحقد. ليس لها أي مغزى..« .. حكاية..؟.. آه! كدت أنسى الحكايات والأساطير! أجمع معظم الخليقة على أنها خيالية .. لا أساس لها من الصحة.. سؤالي لك عزيزي القارئ.. ماذا لو..؟؟... ماذا لو كنت معنيًا بأسطورة ما؟ أو كنت من أحفاد المعنيّ بهذه الأسطورة؟ حتى ولو على بعد عدد من الكيلومترات عنه في شجرة العائلة.. المهم أنك على علاقة به... تلك – بالتأكيد – ستكون وصمة... لكن وصمة ماذا؟ وصمة فخر؟.. أم وصمة عار؟.. (هذا ما ستتناوله قصتي) هل يمكن لفرد أن يتخيل سببًا خياليًا لقصة؟ حملة سرية من أجل السلطة؟ هل يمكن لرغبة مجنونة في التدمير أن تصنع عالمًا جديدًا؟ هل يمكن للفرد أن يتحرك خطوة واحدة إلى الأمام ويحلم بالإنقاذ والخلاص باستعمال طُرق خيالية ويبدو تنفيذها أمرًا في عداد المستحيلات؟ لا يوجد مستحيل!! هذا ما علمنا العلم اياه. وهذه القصة خيال في جوهرها ولا شيء أكثر من ذلك. لكن هناك شيء أو شيئان من الأشياء التي تحدث في القصة تحدث بالفعل، أو يبدو أنها ستحدث في عالم اليوم. إنها ليست قصة مستحيلة – بل مجرد قصة خيالية. *** إلى عزيزتي [###]... العالم.. يسعى قاطنوه إلى حرّية ملموسة ومحسوسة.. غير وهمية ولا خيالية. ثقي بأن طموحكِ قد سعى إليها كثيرون قبلكِ. # منهم من أوجدها # منهم من لم يجدها # منهم من فرّط فيها ،، أو لم يبحث عنها أساسًا وأنتِ.. لستِ بأقل منهم لئلّا تسعي إليها.. وعالمكِ الخاص ستشاهدينه ممتدًّا أمام عينيكِ. .. إن كانت روحكِ تقودها طموحكِ اللانهائية.. فأطلقي لها العنان!! واتركي الماضي الذي يعيقكِ خلف ظهركِ!! ..  أقبلت إليها المضيفة بابتسامة صغيرة وقالت: عفوًا يا آنسة، ماذا تريدين لوجبة الغداء؟ أمسكت الشابة بالقائمة التي قدمتها إليها المضيفة .. فتحتها ومررت عينيها على أسماء الوجبات بسرعة .. ثم رفعتهما لوجه المضيفة قائلة: أرز باللحم مع عصير المانجو. أخذت المضيفة القائمة وقالت: حالاً. ثم جعلت تحرك عينيها بتوتر .. وفتحت فمها بتردد تريد قول شيء ما .. قالت الشابة باستغراب: هل من خطب؟ أجابت المضيفة بنبرة متلعثمة طغى عليها التوتر والخجل: فـ في الحقيقة إ.. إنه لـ لـ... اندفعت فجأة: إنه لشرف كبير لي مقابلتك! وشقيقتي الصغرى معجبة جدًا بكِ وبالأدوار التي تؤدينها!! أدركت أنها قد أوقعت نفسها في موقف محرج بزلة لسانها تلك .. فغطّت فمها بكفها وقالت: أنا آسـ.. قاطعتها الشابة: لا عليكِ. أردفت: وأشكركِ على الإطراء، إنه لشهادة أعتزُّ بها. قالتها المضيفة بسعادة .. بعدها قالت الشابة بابتسامة: أوصلي سلامي إلى شقيقتك. أومأت المضيفة برأسها ثم ذهبت على عجل .. زالت ابتسامة [آنجل] تدريجيًا .. شخَّصت بعينيها الرماديتين اللتين تبدوان أشبه بالمرآة من خلال النافذة .. حركت أناملها البيضاء الرقيقة لتمسك بخصلة متمردة من شعرها البرتقالي الناعم المموج وترجعها خلف أذنها .. قالت بضجر: بقي أكثر من عشر ساعات على الهبوط!! كان أغلب الركاب نيامًا .. لكن كيف..؟! كيف يغمض لـآنجل جفن وذلك الشعور المؤرق بالقلق يراودها؟!! التفتت إلى المقعد الفارغ الذي عن يمينها وهي تهزّ قدميها بعدم ارتياح .. (( أشعر بأن شخصًا ما يجلس بجانبي .... لكن كلّما نظرت لا أجد شيئًا!.. أكاد أجن!!!!)) وصلت إلى أنفها رائحة شيء ما يحترق .. أجفلت عندما رنّ جرس الإنذار كما أجفل جميع الركاب .. حتى النيام منهم .. جاءهم صوت مضطرب عبر مكبّرات الصوت باللغة الإنجليزية: انتباه! إلى السادة الركّاب... طرأ عطل خطير في المحركات يعتذر علينا إصلاحه، وفي الغالب ستسقط الطائرة بين لحظة وأخرى، الرجاء.. ارتداء بذلات النجاة الموضوعة تحت المقاعد واتباع تعليمات المضيفين في القفز خارج الطائرة، أكرر: الرجاء.. ارتداء بذلات النجاة الموضوعة تحت المقاعد واتباع تعليمات المضيفين في القفز خارج الطائرة! وأُعيد هذا التنبيه باللغة الفرنسية والاسبانية.. قفز قلب آنجل عندما بدأت الطائرة تهتز .. سرى تيّار كهربائي خفيف في جسدها .. حرّك لسانها لتقول بصوت متهدّج: لا أريد الموت... صارت ترتعش بشدّة وقدماها ترفضان الحركة .. تحدق في الركّاب وهم يجرون مرتدين بذلات النجاة نحو باب الطوارئ... أو بالأحرى يتخبطون كالمجانين .. أحست آنجل بأنفاس تلفح وجهها .. وسمعت صوتًا أقرب إلى الهمس يقول: لا تخافي. فزعت آنجل وراحت تلتفت في كل الاتجاهات علّها تجد صاحب هذا الصوت .. لكنها لم تجد أحدًا .. جاءها الصوت مرّة أخرى: لا تبحثي عنّي فلن تجديني، اسمعي... ضمّي قدميكِ إلى صدركِ وادخلي رأسكِ بينهما، وستكونين بخير. فعلت آنجل ما قيل لها بدون تردد .. فلا متّسع في رأسها لتفكر في مدى سُخف ما سمعته...
من المتوقع عدم نجاة أي أحد من ذلك الحادث الفظيع الذي حصل .. إذ انفجرت محركات الطائرة قبل أن يتمكن نصف الركّاب من القفز .. أما الذين قفزوا فسُحبوا جميعًا مع التيار الناتج عن غرق الطائرة في البحر و.... لحظة.. لحظة..! هل قُلت "...عدم نجاة أي أحد"؟!! لكن هكذا لن تكون هنالك قصة!! المعذرة... لقد نجا أحدهم بالفعل.. -   |
التعديل الأخير تم بواسطة ۾ـچڑڌ ۾ـڜاξ ـڑ ; 03-22-2013 الساعة 03:05 PM |
المواضيع المتشابهه 
279Likes
العرض العادي
