|
روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
| ||
| ||
-الفصل الثالث- " مانتهيرون (4) نظر ناحية التقويم الشهري وهو يحلم بالوظيفة الجديدة وبأنه لن يكون عبداً مخلصاً لأخاه تامر وخاصةً أذا كان الامر متعلق بالهواتف سوف يبني مستقبله في هذه اللحظة سوف يكون أسرة لطالما حلم بأطفال يملؤون أركان البيت ضحكاً وبهجة كان يحلم ولم ينتبه الى علبة الطلاء التي سقطت على ملابس أخاه تامر الجديدة . -ياألهي، جابر انظر الى الفوضى التي أحدثتها . -ها اعتذر عن ذلك سوف يزول الصبغ عندما يدخل الى الغسالة . نهض من كرسيه وربت على كتف أخاه الذي كان ينتفض عضباً ولم يلقى بالاً لعيناه التي كانت تقطر دماً على ملابسه . بعد مرور أسبوع على عائلة السيد علي وعلى استلام جابر ذلك الطلب المفاجئ نظر جابر الى التقويم الشهري فوجد أنه الوقت المناسب لذهاب الى ذلك العنوان الغامض . -ياألهي لم أسمع بهذا الاسم من قبل ((مانتهيرون)) هل هو اسم شارع أم منطقة أم مبنى عام . ترجل من سيارته فسأل أحد الاشخاص عن مكان مانتهيرون . -مانتهيرون مانتهيرون آه لربما سمعت عن هذا الاسم أنه بيت شعبي يقع على طرف هذا الشارع . -بيت شعبي،شكراً لك مرة أخرى. ثم أردف بعد أن وصل البيت : كيف يكون مكان المقابلة بيت شعبي ؟! ولكن لابأس بهذا لطالما أن هناك عمل فليكن مكان المقابلة في بيت خرب مانتهيرون اسم عجيب حقاً ياترى الى ماذا يرمز ؟ . طرق الباب عدة مرات فلم يجب أي شخص استاء لهذا الوضع فأراد أن يرجع من حيث أتى فسمع صوت من خلفه يقول : -المعذرة لقد كنت منشغلاً ببعض الامور . ابتسم جابر ابتسامة صافية فقال: - لابأس ،أنا هنا لمقابلة رئيس الشركة من أجل التوظيف -تفضل الى الداخل رجاءاً . دخل جابر الى الداخل والحماس مشتعل في قلبه فهاهو في مرحلة حاسمة لتحديد مستقبله ومصيره قطع حماسه الزائد صوت الرجل الهادئ : -مالذي تحب تناوله أيها الشاب ؟ - أي شيء متوفر -هل يمكنك الانتظار لريثما أعود ؟ . هز جابر رأسه أيجاباَ فأدار رأسه في الغرفة كاملة يتفحصها بدقة فعرف من منظرها أن صاحب البيت أجنبي الجنسية كان يكره أن يتعامل مع أجنبي ولكن ما باليد حيلة فهم يحتلون أرقى المناصب وأرفعها في البلاد خلال دقائق دخل ذلك الرجل وهو يحمل أكواب عديدة من الشاي علت الدهشة وجه جابر فتبسم وقال: لاعليك لقد أحضرت لك أنواع متعددة فهذا الجو تناسبه هذه الانواع . -حسناً والان هل يمكن مقابلة رئيس الشركة ؟ -لايمكن فرئيس الشركة أرسلني أنا لأقوم بهذا العمل بدلاً عنه . - هكذا أذن ولكني من النوع الذي يسئم الانتظار فهل يمكن أن نبدأ الآن ياسيد ؟ - شيغو روبرت -جابر علي -عربي أذن ،بالرغم أن مظهرك يحوي خلاف ثم أردف : حسنا ً لقد تلقيت كل شيء عنك بواسطة المندوب ((جون )) الذي أتى الى منزلك فنحن لدينا هدف سامي وهو أن لانجعل الشباب عاطلين عن العمل وخاصة الذين يمتلكون مواهب عديدة من أمثالك -شركة توظيف ؟ -تقريباَ ولكن مندوبكم أتى على هيئة رجل من شركة سوني للهواتف المستعملة أم أن عملكم غير قانوني . -لا،لاتسيء الظن بنا من أو لقاء بنا أنت سوف تعمل في شركة للهواتف المستعملة ولكن نحن من أجرى كل شيء لتوظيفك ليس معناه بأننا شركة غير قانونية ... -حسناً فهمت كل شيء لا داعي للتفصيل الممل ولكن قلي مالفائدة من مجيئي وقد علمت كل شئ عني ؟ -ياألهي ،الا تريد أن تكتشف عن هذه الشركة وعن طبيعة وظيفتك ؟! -بالطبع أريد أن أعرف كل شيء فتح حقيبة صغيرة كانت موضوعة على أحدى الطاولات واستخرج منها قرص وكتيب فاستدار نحو جابر بكل أدب وقال: -في هذا القرص يوجد كل شيء عن الشركة التي سوف تعمل بها وبهذا الكتاب كل شيء عن طبيعة عملك هناك فأكمل وهو يحمل بيده ورقة وقال: -لكن انتظر لقد وقعت على كل ماجاء في مضمون الورقة -والمقصود؟ -بأن تشاهد القرص والكتيب بمفردك وألا تعلم أو تدع أحداً يشاهد هذا القرص مهما كانت منزلته في قلبك -ولكن لماذا كل هذه السرية؟ ألستم شركة قانونية ؟ -نعم نحن كذلك ،ولكن من أجل الحيطة والحذر فهناك العديد ممن يتربصون بنا لانريدهم أن يعلموا بأي شيء . لم يقتنع جابر بهذا العذر المختلق فأخذ القرص والكتيب من دون أن ينطق بكلمة أو همس خرج من البيت بعدما ودع السيد شيغو وعقله تغزوه العديد من الاسئلة. وفي زاوية أخرى من القصة استلقى سامر على فراشه وهو متعجب من ألحاح زوجته على الذهاب الى أخاها فبدأ يعيد الحادثة التي حصلت ظهيرة هذا اليوم في مخيلته. -أرجوك ياسامر فأنا لم أشاهده منذ مدة . -حسناً، ولكن دعيني استرح بضع دقائق وسنذهب أليه . -لاأستطيع،فهو الآن موجود في البيت أما في الليل فلا أثر له وكأنه يتبخر . -لماذا أنتي مصرة على هذا الشكل ؟ -أرجوك ياعزيزي ،لقد طلب مني أن آتي أليه في هذا الوقت وبشكل مستعجل . أدار رأسه الى الجهة اليمنى ليلذذ بالنوم من دون تدخل همومه فلم يجد ذلك نفعاً رن هاتفه فأراد أن ينهض ولكن أحس بشيء ثقيل على جسمه أرخى جسده لبعطيه طاقة كافية فنهض فأجاب على الهاتف : -مرحباً تامر ليس من عادتك الاتصال بهذا الوقت . -أهلاً ، هذا صحيح ولكن أردت أن أقول لك أن تقول لجابر بأن أبي يطلب منه العودة الى البيت . -ولكن... -حسناً أذا كنت خائف منه أعطه الخط لأكلمه - جابر ليس معي . -ماذا؟ لماذا لم تخبرني من البداية ؟ -أردت قول ذلك ولكن لم تجعل لي فرصة مناسبة لقول ذلك أهناك شيء ياتامر؟ -أنه لم يعد الى البيت لقد خرج منذ الصباح الباكر وعندما سألته الى مكان وجهته أدار وجهه ولم يجب بأي كلمة .أليس عند صديقه المقرب؟ -لا ،أبي قد خرج للبحث عنه . _________________________________________________ أغلق الهاتف وجلس على كرسيه والقلق بادٍ على وجهه فهو خائف على أخاه جابر وعلى زوجته أميرة أنه لأمر يدعو الى القلق سوف أذهب الى والدي هذه هي الفكرة التي خطرت على بال سامر . -لقد بحثت عنه في كل الاماكن التي يرتادها -أبي ، هل أبحث بغرفته وخزانته ؟ ربما سوف أجد.... -لا،فهو ليس طفل صغير حتى يظل طريقه أذا استدعى الامر سوف نتصل بالشرطة ونبلغ عن أختفائه . -أبي،أني أتذكر شيء قاله لي قبل أسبوع لقد قال: ((لقد أتاني زائر)) فرك السيد علي يديه فقال :هل اخبرك عن سبب الزيارة ؟ -كلا ياأبي،فأنا وجابر لسنا على وفاق دائم فكيف يعلمني بأسراره ؟ ! -دعنا ننتظر لربما هذه المرة عزم على أيجاد وظيفة ليسدد ديونه ويكون مستقبله . وبعد لحظات : -من في الباب؟ -أنه أنا سامر ياأبي -سامر مالذي جاء به في مثل هذا الوقت ؟ دخل سامر وألقى التحية على والده وأخاه لاحظ السيد علي القلق والتوتر على سامر فأمسك برأسه بحنان وقال: مابك يا سامر؟ فمازلت أباك ومازلت بحاجة ألي هز رأس سامر بلطف فقال: صحيح بأني كنت خشن معكم منذ كنتم صغار ولكن سوف أستمع الى مشاكلك أحصل خلاف بينك وبين زوجتك؟ -كلا ياأبي ليت الامر هكذا لقد أصرت زوجتي على الذهاب بشدة ألى أخاها أخذتها الى هناك وطلبت مني المغادرة كما أن أخاها نفسه لم يكلف نفسه عناء الاعتذار هذا أذا كان محترماً فأردف بعد أن جلس في غرفة الاستقبال :وأختفاء جابر وغيابه كل هذا الوقت أنه لأمر يدعو الى القلق حقاً. -ربما انهما يناقشان أمور عائلية ولايريدان منك التطفل بذلك . -ولكن أخاها قد تخلى عنها بحجة أنها ثقيلة ليحملها على عاتقه . -لاأدري يابني لربما قد عدل رأيه بشأنها .نهض تامر وقال : أبي اني أسمع صوت جابر في الاسفل . أسرع ثلاثتهم الى الاسفل وهناك كان جابر يشرب بعض العصير نظر ناحيتهم وقابلهم بابتسامة لطيفة . -أنا آسف لتأخري كان ينبغي بأن أخبركم بأني سوف أتأخر قليلاً . نظر أليه السيد علي فقال: -هكذا أذن ،يمكننا مناقشة الامر في الداخل . دخلوا الى الداخل ولم ينبس أحدهم بكلمة التفت جابر ناحية أخاه سامر فلم يلمح من نظراته أي تفسير لما يحصل وكذلك تامر ووالده نهض واستدار ناحية النافذة فقال: الطقس جميل الليلة -أنا لم أطلب منك الكلام ولاالتحرك من مكانك . -هل أعود الى مكاني ياأبي؟ لم يرد جواباً وساد الصمت المطبق المملل على الغرفة مرة أخرى وبدا الضجر واضحاً على أوجه الاخوة فأراد تامر الكلام ولكن جابر منعه بأيماءة بيده وأخيراً وبعد ساعات من الصمت الطويل قال الأب: -ثمة شيء خطير أود أعلامكم به بالرغم بأن العائلة لم تشأ أخباركم به ولكنكم أصبحتم كباراَ الآن ويجب أن تعلموا بهذا وتأخذوا حيطتكم وحذركم .بدت الكلمة الاخيرة تبلج عن مايدور في رأس السيد علي وبدأ الابناء بتصور ما قد يحدث وعلموا بأن هناك عاصفة على وشك الوقوع صمت الاب لحظة وبدا متوتراً و متردداً من أكمال كلامه فقال الابناء بصوت واحد : أبي، نحن جزء من العائلة أخبرنا فسوف نبذل كل مافي وسعنا لتدارك هذا الخطر . -أتعرفون منجم الفحم الذي أحترق قبل 30 سنة ؟ -نعم، لقد قرأت عليه أنه منجم ضخم وقد جنى الكثير من الأرباح ولكن الغريب في الأمر بأن مؤسسه الى الآن مجهول . -صحيح ياسامر لقد بدأت تدخل في صلب الموضوع لقد استغلت عائلة سمتس هذه الفرصة لتأخذ الأرباح التي حصل عليها المنجم من الحكومة بواسطة دليل واحد وقد قامت تلك العائلة بسرقة مفتاح يحوي تفاصيل عديدة عن هذا الدليل لذلك فنحن الآن في سباق مع الزمن تحاول عائلة سمتس أحذ الدليل منا بينما نحن نحاول أن نبحث عن صاحب المنجم أو أي أحد من عائلته لتسليمه أياه . -أذن أذا استطاعت عائلة سمتس الحصول على الدليل فأنها سوف تملك تلك الأرباح ويعطونه الحكومة بحجة أنهم مستحقيه الأصليين . -نعم،ياجابر لذلك ماأوده منكم هو أن تبحثوا قدر ماتستطيعوا عن مؤسيسيه الحقيقين تستطيعوا الأطلاع على هذا القرص المدمج لمعرفة تاريخ المنجم . -أبي، أليس مالك المنجم الحقيقي مسجل لدى الدائرة المختصة ؟بذلك فأنا الذي أعرفه....... - نعم ولكن قد تم معرفة بأن هذا ليس اسمه الحقيقي بل المستعار -مستعار؟ ولكن كان يجدر بهم التأكد من ذلك . -صحيح ياتامر، الذي يحيرني لماذا كل هذه السرية وكأنه شخص مهدد بالخطر . -رأيك صائب ياأبي. ثم أردف تامر : أبي لربما كان هناك اختراق . -هذه آراء يابني يجب أن نفرغ طاقتنا لهذا العمل . _______________________________- مرحباً من جديد ..أعتذر على التأخير .. قراءة ممتعة للجميع الفصل القادم يوم الجمعة بأذن الله ^^"
__________________ / |
#12
| ||
| ||
الفصل الرابع اختفاء القرص والكتيب(6) اتجه كل واحدٍ منهم الى غرفته أما سامر فقد عاد الى منزله أما جابر فقد راقب أباه بدقة الى أن ذهب الى فراشه فتسلل الى غرفة الاستقبال لأن أباه لايحب لأحد أبنائه السهر في الليل ففي هذا البيت قوانين يعرفها كل فرد ولايجوز مخالفتها .أخذ حاسوبه المحمول واتجه الى غرفته وهناك فتح القرص المدمج الذي أعطاه أياه السيد شيغو ووضعه في حاسوبه كان متلهفاً لرؤية مايحتويه كان يحتوي على خطاب ألقاه أحد النبلاء يثني على أعمال الشركة وبعدها ظهرت صور متنوعة بمواقف مختلفة وكانت الصور جميعها تنتمي الى شخص واحد كان شاب أسود اللون يبدو من مظهره بأنه أفريقي الجنسية تعابير وجهه وشعره يضيف أليه لمحة من الشدة والقوة كانت جميع الصور تحتوي على يد بيضاء تمسك به ولكنها لم تكن واضحة بمافيه الكفاية لتعرف على هذه اليد وفي النهاية كان القرص يحتوي على جولة في أنحاء الشركة . فتح الكتيب الصغير وبدأ بقرأته بتمعن لأن هذا يخص طبيعة عمله وبعد مرور مدة من الوقت تحدث بصوت خافت: -ياألهي ، اعتقدت بأني سوف أنال منصب مرموق وفي نهاية المطاف عامل توزيع لصالح الشركة تنهد تنهيدة ضيق وضجر ثم نظر الى ساعة الحائط فقال مندهشاً: -لقد تجاوز الوقت الساعة 2 يجب علي أن أذهب الى النوم . فأردف بعد أن أنار ضوء غرفته : أين سوف أخبأ القرص والكتيب؟ .حسناً لربما خزانتي الخاصة أفضل مكان لن يستطيع أحد الوصول أليها .ضوء الغرفة الواضح جعل السيد علي يستكشف الامر وهذا ماسبب ارتباك جابر وتلعثمه فأخفأ القرص والكتيب في جيبه وهو يتصنع الكلام بطريقة بلهاء فقاطعه السيد علي ورمقه بنظرات غريبة وغاضبة وابتعد عنه أغلق جابر الباب وجلس على فراشه وهو خائف من فكرة أن أباه كان يراقبه طوال الوقت حاول أن يطرد الشكوك ولكن لم يفلح لايدري مالذي أصابه ؟ حالما استلم القرص والكتيب أحس بأنه قد حمل مسؤولية كبيرة سؤال مازال يدور في ذهنه لم يجد له جواب ولم يستطع أن يجعله في دائرة الامان ((لماذا طلب مني ألا أخبر أحداً عن الامر؟)) . لقد كان أمراً يدعو الى القلق بالنسبة له لكنه وبعد لحظات استسلم للنوم الذي يداعب جفنيه نسي جابر أخفاء القرص والكتيب في مكان آمن فانتشلتهم يد وغادرت المكان. ............................ الشركة الغامضة تحت صوت الأذان المنبعث من المسجد المجاور استيقظ جابر ليجد نفسه قد وقع أرضاً أثناء نومه فرك عينيه جيداً فصاح : -أوه ، أن الساعة تشير الى الخامسة سوف أتأخر عن الصلاة أذا لم أسرع . غسل وجهه وارتدى ملابسه وأسرع الى المسجد ليجد كل الناس قد بدؤا بالمغادرة الى بيوتهم لام نفسه كثيراً بسبب سهره الليلة الماضية وأثناء هذا تذكر أمراً مهماً أدى صلاته وأسرع الخطا الى المنزل وفي أثناء ذلك شاهد السيد شيغو وهو يلوح له بيده أستاء جابر لهذا وقال وهو يحدث نفسه : مالذي دفع هذا الاجنبي الحقير الى القدوم الى هنا؟ يال ابسامته القذرة . تقدم السيد شيغو الى جابر فبادره بالتحية: -صباح الخير سيد جابر. -أهلا وسهلا سيد شيغو . -لقد أتيت لأصطحابك الى الشركة . -لاحاجة لذلك فأنا أملك سيارة -لايجب عليك أن ترفض لاداعي لأذكرك ،لقد وقعت على القوانين التي في الورقة وكان من بينها (( تنفيذ كل مانأمرك به)) -لاتؤاخذني لقد نسيت أمر هذه الورقة تماماً. -يجب أن تتذكر هذه القوانين مثل ماتذكر غداءك -حسناً لاداعي للتشدد -حسناً، ألا يجدر بنا الأنطلاق لأنه لم يتبقى الكثير من الوقت. -انتظرني حتى أرتدي ملابسي وهل يمكنك انتظاري في تلك الناحية؟ لأن أبي لايطيق رؤية شاب أجنبي متبجح. -مثلما تأمر ، لاتنسى أحضار القرص والكتيب معك .دخل جابر الى البيت فأرتدى ملابسه وعندما هم بالمغادرة استوقفه أمر القرص والكتيب .فعاد أدراجه الى الغرفة ففتح الخزانة ولم يجده فتذكر بأنه قد أخفاه تحت ثيابه فتح خزانته وبحث فيها ولكن لآجدوى من ذلك فالقرص والكتيب لآأثر لهما عنده.نزل الى الاسفل وبحث في مكتب أباه بهدوء وفي غرفة الاستقبال ولكن لآفائدة من عضّ الاصابع والركض هنا وهناك هذا مااقتنع به جابر بأنه قد حصل ما كان يخشاه . عاد الى السيد شيغو ولكن السيد شيغو فجأئه بسؤال ما لم يتوقعه : -هل فقدت القرص والكتيب؟ -لآ -هل يمكنك تسليمهما لي؟ - لماذا ؟ أعطني سببا مقنعاً -أن هذا ضروري بالنسبة الى عملك فبدونهما لايمكنك العمل بالشركة . - ياألهي ، هل لديك حل لهذه المعضلة المعقدة ؟ -لقد طلبت المساعدة ولن أغدر بك يمكنني أقناع المدير هذا كل ماأستطيع فعله . غادر الاثنان من البيت متوجهان الى الشركة الغامضة . كان الضباب كثيراً في ذلك اليوم مما سبب صعوبة في الرؤية كان مناخ جابر المفضل هو الجو المليء بالضباب فهذا يشعره بالارتياح ونسيان كل همومه الشخصيه لم يتنبه الى توقف سيارة الاجرة الى أن جذبه السيد شيغو بطريقة مهذبة والابتسامة تعلو شفتيه وهذا ما كان يزيد من توتر جابر فهو لآيحب هذه النوعية من الرجال والتي يحتقرها كثيراً فجأة ومن دون سابق أنذار أحس جابر بالخوف الشديد وقد لآحظه السيد شيغو فقال وهو يطمئنه : -لآتقلق لربما نجد طريقة أفضل أو حل لهذه المشكلة -لقد كان مجرد طيفاً من الأوهام غزا عقلي كما أن القلق ليس من صفاتي . من الواضح بأن السيد شيغو كره هذه الطريقة التي يعامل بها من شاب مازال في بداية حياته وهذا مادفعه لقول : -لآتقل لي بأنك من النوع البارد حقاً؟! -ليس بالظبط . منح الاثنان فرصة كافية لتهيئة أنفسهما لدخول الشركة لم تكن من النوع الذي تصوره جابر بأنها ضخمة للغاية ومبنية بشكل هندسي مدهش لقد كانت مبنى متواضع حتى بأن كلمة ((سوني للهواتف المستعملة ))كانت مكتوبة بصورة متواضعة لآتوحي بهيبة هذه الشركة أما في الداخل فقد كانت تحتوي على عدة ممرات ومصعدين عمدا الى طاولة كان يقف عليها رجل طاعن في السن تغزو التجاعيد وجهه ولكنه كان مهندم بطريقة جميلة جداً لم يشك جابر للحظة بأنه مرشد لممرات هذه الشركة ومتعرف على رجالها ورؤسائها فقد بدأ السيد شيغو بسؤاله : -هل وصل السيد جون ستارك ؟! -كلآ ياسيدي لربما يصل بعد نصف ساعة . هذا ماسبب امتعاض جابر فهو يكره الانتظار لأنه كفيل برفع غيظه وعدم التحكم بأعصابه كان يتخيل بأنه قد انتهى هذا اليوم بسلام وأنه قد بدأ بمزوالة عمله ولكن قطع تفكيره السيد شيغو بصوته الهادئ والرزين كعادته : -ألم تشك ولو للحظة من الذي حاول سرقة القرص والكتيب -لآ، الى ماذا ترمي بالظبط؟ - أقصد..، أعتبره كلام عابر . - سيد شيغو أوضح - مدمت مصراً لهذه الدرجة .كنت أودّ توضيح فكرة ((بأن أحداً قد رأك وأنت تشاهده أو أنت في حالة غير معتادة )) . لقد بدا السيد جابر بأنه قد فهم ماذا يقصد؟ فقآل : -أنت محق . وروى له ماحصل لآيدري لماذا منح له ثقته الكاملة ولكنه أحس بميل باتجاهه وأنه قد بدأ بالانجذاب نحوه وبدآ يفتتن بكلآمه وأسلوبه العصري بالرغم بأنه لم يمض على التقائهما سوى ساعات قليلة . -هذا أمر فظيع حقاً . -ماالفظيع في الامر؟ -أختفاء القرص والكتيب فأنا لآأضمن لك نجاح الحل الذي أقدمه . -كم بقي من الوقت حتى يصل ذلك الرجل ؟ -بقي القليل ، هآقد أتى . كان السيد ستارك شديد السمرة أشقر الشعر ذا عينان زرقاوان ذابلتيان يرتدي ملابس باهتة اللون . لم يطمئن جابر لهذا الشخص أبداً فقد بدا من مظهره بأنه لآيعرف الرحمة وكثير المكر والخداع التفت أليه السيد كارل وقال : -أعرفك على السيد جابر أنه مختلف عن بقية الموظفين . فقاطعه جابر قائلاً : -أن هذا الشخص يبالغ كثيراً أرجو أن أقدم لكم مايرضيكم . ابتسم السيد شيغو وهو كاتم لمشاعره لاحظ ستارك الاستياء على وجه شيغو فقال: -نتمنى ذلك ألا يجدر بنا الذهاب الى المدير أولاً .ظهرت علامات التعجب والضجر بآن واحد على وجه جابر فقال هامساً لشيغو : -أليس هذا هو المدير؟ -كلآ -أذاً لما جلسنا كل هذا الوقت أليس لمقابلة المدير ؟! -هذا صحيح ولكن هذا هو السكرتير فالمدير مشغول الان . -أمركم عجيب أيهآ الانجليز !! ضحك السيد شيغو ضحكة خفيفة فالواقع كان جابر يحاول استفزازه بهذه الجملة ولكن شيغو تنبه الى ذلك وكان يجيب دائماً بأجابات مهذبة وفاتنة وهذا مازاد أعجاب جابر به فهو لم يقابل بحياته شخص هادئ ومهذب كالسيد شيغو كان جابر مندهشاً من أثاث هذه الشركة لقد كان تقليدياً ومفروشاً بطريقة غير مناسبة أما الكراسي عندما تجلس عليها فأنها تطلق أزيزاً يجلب لك الشعور بالخوف والخجل ،الطاولات ليست كافية ولكن المدهش في الامر هو أنها مليئة بالموظفين لقد أصابه الدوار بسبب اللف عدّة مرات للوصول الى غرفة كبيرة تحتوي على بابين مرسوم عليهما رجل يشبه الرجل الذي رآه في القرص ولكن كان ثمة شيء مختلف فالرجل الذي رآه في القرص شديد السواد أما هذا الرجل فهو شديد البياض كانت هناك طاولتان رائعتين جداً تحتويان على طبق من الشكولآته وكرآسيان بجانب طاولة كبيرة وعدة كراسي موضوعة بطريقة أفقية طلب السيد جون من السيدان الجلوس ثم قال بعد أن أطلع الى مجموعة من الاوراق : -جيد جداً ، قبل البدء أودّ أن تسلمني الكتيب والقرص اللذان بحوزتك . -لقد أخبرني السيد جابر قبل قليل بأن القرص والكتيب قد وضعهما في خزانة محصنة برقم سري وقد خآنته ذاكرته في تذكر الرقم . حدّق السيد جون بجابر لحظة ثم أدار رأسه الى السيد شيغو فقال : -هكذا أذاً سوف أعطيه مهلة يومين قبل أن يقابل مدير الشركة لأنه سوف يسأله عن ذلك . فأردف بعد أن صوّب نظراته الحاسمة اتجاه جابر : -أنا متعاطف معك لذلك يجب أن تكون جاداً في الامر خلال هذه المدة وألا تضيع أي وقت باللعب واللهو . -هل هما مهمان لهذه الدرجة ؟! -نعم. -لايوجد بديل عنهما . أدخل أصابعه بشعره وقال : -أني ماأزال أتذكر محتواهما ..ألن يجدي هذا نفعاً ؟! -لآيمكن . أراد جابر الانصراف ولكن السيد جون قال : -لماذا هذه العجلة ؟! -ماذا؟! . لم يعد جابر يطيق هذا فالتفت الى السيد شيغو كمن يطلب المساعده لم يخذله السيد شيغو فقال بصوته المعتاد : -يبدو أن هذا لليوم كافي سنقابلك عندما نجد القرص والكتيب . -هذا الامر لايعينيك أبداً ، أنه يخص هذا الشاب المدلل . لم يقبل جابر تلك الاهانة التي وجهت له فارتفع صوته بغضب : -لم أعرف بأني سوف أقابل رجل ظهره يشبه القوس أذا عرفت هذا .... فقآطعه السيد جون وزمجر بصوته الحاد : -أنك مجردّ موظف هنا لايحق لك أن ترفع صوتك هكذا . -ولكني لم أقبل بعد في الوظيفة فكيف تقول لي بأني موظف لديك . رمق جابر السيد جون بنظرات احتقار وسخرية وهذا الذي أثار حفيظة السيد جون فقال : -أنا مستعد لقتلك . -وأنا سوف أنام قرير العين عندما تشنق ويتدلى رأسك بحبل المشنقة . تدّخل السيد شيغو وقال : -لاأظن بأنكما جادان في هذا الشأن . فاستدار ناحية السيد جون وقال : -أعذره ياسيدي ، لقد سئم كثرة الانتظار لذلك فأن أعصابه على المحك كما أنه عصبي المزاج . -ومن طلب منك أن تحتل دور المحامي لديّ ؟! . لم يعر السيد شيغو أي انتباه لجابر فقال : -سوف نكون بعد يومين هنا بنفس الموعد . فودّعه بطريقة مهذبة وانصرفا من المكان لم يتكلم أياً منهما أثناء الطريق وبأسلوب بارع في الحوار خفف السيد شيغو القليل من التوتر والخوف عن جابر وهذا الذي دفع جابر للحديث معه وعلامة اليأس والحزن على وجهه فقال بلهجة بائسة : -لن أعمل بهذه الشركة أبداً . -لمّا لا ياصديقي ؟ فقال بنفس اللهجة : -لآنه ليست لديّ أدنى فكرة عن الذي سرّق القرص والكتيب . -لاتقلق يجب أن تأخذ قسطاً من الراحة بعد ذلك أعدّ تشغيل دماغك مرة أخرى حتى لو تذكرت الشيء البسيط تذكر دائماً أن الشيء البيسط يجلب الحظ السعيد . -كلامك يريحني كثيراً يآ سيد شيغو ابتسم السيد شيغو فازداد أشراق وجه جابر وازداد حيوية ونشاطاً خرج جابر من السيارة فأراد أن يدفع الاجرة للسائق لكن يد سبقته الى الدفع قال السيد شيغو : -احتفظ بنقودك الدور دوري . تلعثم جابر ولم يدري ماهي الجملة المناسبة لهذا الموقف لقد بدأ ينجذب أكثر فأكثر للسيد شيغو وخاصة بعد هذا الموقف الذي عدّل جابر رأيه عن الاجانب شكر السيد جابر السيد شيغو بطريقة مرتبكة ومتلعثمة لكن السيد شيغو اكتفى بابتسامة وابتعد عن السيد جابر اتبع جابر نصائح السيد شيغو فدخل الى المنزل فبّدل ملابسه واغتسل ثم استلقى على سريره كان الوقت حينها قد تجاوز الساعة الثالثة واثنان وعشرين دقيقة استيقظ من نومه مذعوراً على صوت ضجة في غرفته أنار الغرفة فأذا بشبح بالمكان لم يكن هذا الشبح بالنسبة لجابر مجهول فلقد كان شبح أخاه تامر أحكم قبضته على أخاه فقال تامر بلهجة متلعثمة ووجلة : -لم أكن أقصد السرقة ياجابر كل مافي الامر .بدا متردداً ولكن لكمة من جابر دفعته الى الكلام فأكمل باللهجة نفسها : -لقد رأيتك ليلة البارحة تتسلل الى غرفة الاستقبال فأخذني فضولي الى معرفة مايحدث ولكني رأيت أبي قد سبقني الى فعل ذلك لقد جثا على ركبتيه واسترق النضر خلال تغرة الباب وبعد فترة تملكه الغضب ودخل الى الداخل وبعدما خرج وكان بيديه قرص وكتيب . حدّق بعيني أخآه ثم ارتفع صوته الحاد ليملأ المكان : -أتعتقد بأن قصتك الملفقة قد تقبلها عقلي ؟ ثم أردف يقول بصوت منخفض مقتبساً أحد الامثال العربية : الصراحة راحة ياتامر . بعدها زمجر كزمجرة الاسد : - أبي ليس من هذه النوعية أنا متأكد بأنه أنت من قام بفعل ذلك وليس والدي . أمسك جابر بالعلبة الزجاجية التي كانت بمتناول يداه ورماها الى أسفل الدرج فنظر تامر الى الاسفل فاصطكت أسنانه وارتعشت يداه فقال بطريقة متلعثمة فأمسك بساق أخاه مترجياً : -اااااااااااالصلح خيييي..ر ياأخي . أبعد جابر يد أخاه عن ساقه فقال بغطرسة : -سوف أجعل مصيرك مصير هذه العلبة أذا مااعترفت لي أين أخفيت القرص والكتيب . -أقسم لك ياأخي بأنه لم تكن نيتي سيئة . -أذا فأنت تعترف بأنك من دخل الى غرفتي . صمت تامر وانسدل شعره على عينيه وبدأ جسمه بالارتعاش أكثر وبدأ يعض شفتيه بحنق في هذه الاثناء ارتفع صوت السيد علي وهو رجل بالغ أسود الشعر والعينان متفتح البشرة : -مالذي يحصل في الاعلى ؟! . لم ينتبه كلآ الاخوان الى وجود والدهما فارتفع صوت تامر بلهجة باكية : -أنت لاتفهمني أبداً لاحل لديك سوى رفع الصوت واليد . -أنت لاتتخلى أبداً عن أنانيتك المقرفة . -وأنت لاتتخلى أبداً عن أسلوبك القاسي والدّامي . صعد السيد علي الى الاعلى ليمنع جابر من أيذاء تامر فأمسك بيده التي كادت أن تبطش بأخاه وقال : -لاتكن استبدادياً انظر الى حالة أخاك ثم أردف : أودّ أن أفهم الذي جرى ينكما أنتما عاقلان الآن لن تحتاجا الى والدكما لحل مشكلاكم التافهة . -لقد أغضبني حتى نويت قتله . أظهرت هذه الجمله بركان غاضب في جوف السيد علي فرفع يده وصفع جابر صفعة قوية لاوحظ أثرها على وجهه عجز جابر عن الكلام فجثا على ركبتيه وهو يقاوم دموعه من الانحدار فقال : -لقد تدّخل في حياتي لقد تدّخل في خصوصياتي هل أبقى صامتاً ؟! . وارتفع صوته مرة أخرى بنبرة أعلى من النبرات السابقة : -هيا أجبني ؟! ألا يعتبر هذا أمر شنيع ؟! . وانخفض صوته بلهجة حزينة وحانية : -أجبني ياأبي ؟ أجبني ؟! في كل مرة يكون تامر فيها المخطئ تقوم بمعاقبتي هذه القصة تعيدها في كل مرة منذ صغري . -هذا ليس بأسلوب ابن مع والده . أراد جابر الدفاع لكن السيد علي أخرسه بكلمات مزلزلة : -اصمت ولا تتفوه بكلمة أنت لاتعرف الذي جنته يداك !! . انصرف السيد علي وبقي تامر ينظر الى أخاه الذي أصابته دهشة وصدمة من كلام والده فنهض وهو لا يدرك مالذي حصل وبدأ يتفوه بكلمات متقاطعة : أنا .... يدي ... اخرس .... جنته . قال تامر بلهجةة حزينة ومشفقة : -أنا آسف ياجابر ، أودّ أن أعلمك بكل مااكتشفته ولكن بشرط أن تمنحني الأمان . لم يعدّ جابر ينتبه الى أي شيء لقد كان ذهنه مشغولاً بكلام أبيه دخل الى غرفته فجلس بجانب سريره وقال بطريقة شاردة : -لم أستطع ولا التفكير بطريقة مريحة يا شيغو أّذا كنت مكاني اتبتسم ؟ أم تدافع عن نفسك ؟! أم تسأله عن الامر ؟ تمنيت أن تكون معي في هذه اللحظة لتخفف عني الذي أعيشه الآن . وضع رأسه بين كفيه وابتسم لنفسه بزهو وقال بطريقة مغرورة : -لن أهزم أبداً ، لن أخسر وظيفتي أبداً ، لن أضيع مستقبلي أبداً سوف أعيد سرد الاحداث ليلة البارحة في مخيلتي يجب أن أنتبه الى وجود أي شيء . قراءة ممتعة ... موعدي معكم صدقاً يوم الجمعة ^^"
__________________ / |
#13
| ||
| ||
الفصل الخامس "الحقيقة المؤلمة ...دم آخر " سر البرّيق شبك أصابعه وبدأ بهز رأسه برفق وهو يحاول التفكير والتركيز جداً لقد بدأ منهمكاً بالتفكير فاستوقفه لمعان قوي أسفل سريره اضطجع على بطنه فأدخل يده محاولاً التقاطه ولكن محاولاته قد باءت بالفشل فاتجه ناحية عصا كانت مرتكزة بجانب النافذة وأدخلها أسفل سريره محاولاً أخراج ذلك الشيء البراق ولكن يده حبست في الداخل شدها بأقوى مالديه ولكن بلا جدوى حاول خمس مرات فاستطاع أن يزيحها مسافة قليلة كان ذهنه مازال مشدوهاً بذلك الشيء القابع أسفل سريره أزاح العصا باتجاه فاستطاع أن يمسكه وشدّ العصا بطرف يديه واطلقها بسرعة هائلة فقفز ذلك اللمعان الى داخل خزانته لم ينتبه الى يده التي احمرّت بدأ يشعر بالالم بقوة فصرخ بأعلى صوته : -تاااااااااااااااااااامر الحقني تكاد يدي أن تنقطع تااااامر أرجوك . في الغرفة المجاورة كان تامر يستعد الى أخذ قيلولة صغيرة ولكنه أرهف سمعه جيداً فنهض مسرعاً لتلبية نداء أخاه فتح تامر الباب فهاله مارآه دم ينزل بغزارة من يد أخاه الذي كان فاقد الوعي تقريباً رفع تامر بمساعدة من والده الذي قفز بدوره الى المكان السرير فأسرع تامر بأخراج يد جابر فقال وهو قلق : -جابر أرجوك أجبني هل أنت بخير؟! وبصوت ضعيف : -أنا بخير .وبدا صوته يخف تدريجياً . قال السيد علي بلهجة تحث على السرعة والعجلة : -يجب أن نوقف هذا النزيف . ثم أردف يقول : أسرع يجب أن ننقله الى أقرب مركز صحيّ داخلي أسرع ولآتبطأ لقد تهشمت يده بطريقة مروعة . أمسك تامر بجابر من الجانب الآخر والسيد علي بالجانب الذي يليه فوضعاه برفق في السيارة وبخفة ومهارة من تامر استطاع أن ينقله الى أقرب مشفى وهناك تلقى العلاج المناسب وبعد ساعات دخل تامر وسامر والسيد علي الى غرفة جابر فأطمأنوا على صحته فبادره والده بسؤال متوقع : -مالذي أدخل يدك الى الداخل؟! -لقد سقط مني شيء الى الاسفل فأردت أخراجه . فضحك بطريقة بلهاء ممزوجة بالخجل والاخراج فهز والده رأسه بلطف فأحس جابر حينها ببعض التدليل والعطف وكأنه طفل يبلغ السنة الخامسة من عمره تجاذبوا أطراف الحديث ولكنّ ماشد انتباه جابر هو كلام سامر عن ضياع خاتم زوجته الثمين لايدري ماهو الموضوع الذي جرى للخوض في هذا الشأن لقد قال : -قد أضاعته ليلة البارحة ولكنني لم أقتنع بالطريقة التي أضاعته بها لقد قالت بأنها أضاعته أثناء أرتدئها ملابسها كما أن مقاس الخاتم على يدها عجيب حقاً !! . فسأل جابر باهتمام : -هل خرجت زوجتك ليلة البارحة من البيت ؟! . أبدى الجميع دهشته وخاصة سامر من سؤال جابر فأجاب بكل ثقة : -أنا أثق بزوجتي فهي لاتخرج من تلقاء نفسها !! -أين كنت ليلة البارحة ؟! أجاب سامر بلهجة يشوبها بعض الغضب : -مابك جابر؟! أنك تتفوه بكلمات خرقاء ولكن سوف أجيبك لقد كلفني مدير المدرسة بحصة مسائية لطلاب الصف العاشر بسبب غياب معلمهم ولتأخرهم أيضاً في المنهج . حك جابر ذقنه ذقنه بشك بأمر زوجته فأمر ذلك الشيء البراق لايستبعد بأن يكون خاتماً أذا كان كذلك فأنه يجب أن يختلق عذراً مناسباً لمغادرة المشفى . في هذه الاثناء دخل الطبيب المشرف على علاج جابر فلقد أبدى جابر مواصفاته بأنه أسمر الوجه قصير الشعر ذا عينان بنيتان متكز الانف طويل القامة ذا جسد ممشوق وسترة ناصعة البياض فقال بمرح : -أنه يستطيع أن يأكل بشراهة الآن . فتوجه نظر جابر أليه فقال بفرحة بالغة : -أأستطيع الخروج من المشفى ؟! فرمقه كل من في الغرفة باحتقار فأجاب الطبيب خالد موافقاً لرغبته : -بالتأكيد يمكنك ذلك . أمسك جابر بيد سامر وهو يقول : -سوف أجد خات... أقصد سوف أخرج من المشفى . أبدى الجميع دهشتهم البالغة أزاء تصرفات جابر حتى الطبيب ضحك بصوت منخفض فهذا التصرف تصرف طقل ليس شاب كبير ((أنه لأمر يدعو الى الضحك )) هذا ماقاله الطبيب وهو يهم بمغادرة الغرفة . في اليوم التالي استيقظ جابر مبكراً فنظر الى الغرفة نظرة مودّع وكانت تلك الليلة آخر ليلة له هنا بالرغم أنه لم يمض كثير من الوقت في المشفى ولكن كان هذا تفكيره الغريب أدخل حاجايته الى حقيبته البنية المستطيلة الشكل أحس بفرحة كبيرة تغزوه لم يعرف مصدرها ألا أنه كان بالحيوية والنشاط ومعنويات مرتفعة لم تكن هذه من عادته . -هل غيرت حياة المستشفى صفاته أما أنه استعمل جرعة أضافية من الادوية . هذا ماقاله الطبيب خالد عندما قدّم الى رؤية مريضه ولكنه تفأجأ بأنه يمشي في الساحة الخارجية للمشفى لأتمام أجراءت خروجه في المبنى المجاور أطلق الطبيب خالد ساقيه للرياح فاستطاع امساك ذراع جابر بقوة فقال وهو يلهث بقوة لمحاولته للحاق بالسيد جابر : -بهذه السرعة .فأخذ نفساً عميق وقال : - تغادر المشفى أمرك عجيب حقاً أنت أغرب مريض في المشفى . فضحك وقال بعد أن رأى تجهم وجه جابر : -لآتأخذها على محمل الجدّ . فقال جابر بمرح : -وأنت أغرب طبيب في المشفى ثم أردف يقول : -طبيب يلاحق مريضه ليودعه قبل مغادرته غريب حقاً !! . فالتفت كل واحد منهما الى وجه الآخر فتمتما : -غريب غريب . فبدأأ بالضحك تدريجياً فمدّ السيد جابر يده لمصافحة السيد خالد فصافح السيد خالد يد جابر بحرارة وقال : -لربما سوف نلتقي في يوماً ما . فأكمل جابر : يوماً ما . وغادر كل واحد منهما الى طريقه . أراد السيد جابر الصعود الى سيارته ولكن يد أمسكت بذراعه برفق لم تكن هذه الطريقة بغريبة عليه فاستدار الى الخلف فصرخ بصوت مرتفع : -شيغو أقصد السيد شيغو . فابتسم السيد شيغو وقال بطريقة مهذبة : -نادني شيغو وليس السيد فنحن متقاربان في السن أودّ سؤالك ياصديقي . فانتصب جابر ووضع ذراعه على باب سيارته وقوّس ظهره قليلاً وقال : -لم لآ ؟؟ فقال السيد شيغو بلهجة انكليزية متقنة وجديرة الاعجاب : -لمَ أنت هنا ؟ أخبرني عن التطورات ؟! هل وجدت القرص والكتيب فأنا متشوق لذلك . Why are you here ? tell me about the developments and you found the disc and the booklet? . -لقد كنت هنا أتلقى العلاج . ففغر شيغو فاه وقال بطريقة تدل على الاشفاق : -ولمَ؟ هل أصبت بمكروه ياصديقي ؟ -نعم . فأراه يده المجروحة وأخبره بكل ماجرى له بطريقة رائعة جداً واصفاً شعوره في كل لحظة قضاها في المشفى وهذا ماأثار أعجاب السيد شيغو لجابر فهو متقن لأداء كل الادوار فتوقف جابر ليشير أليه بالمتابعة ولكنه أصرّ على التوقف ممادفع السيد شيغو لسؤاله : -أهناك أمر مقلق ياصديقي؟! . -نعم ياشيغو لقد روى لي سامر عن قصة اختفاء خاتم زوجته . فأدرك السيد شيغو الى مايرمي أليه المتحدّث البارع في سرد الاحداث فقال : -أنت تظن ؟ -أبداً ياشيغو لايمكن أبداً أن تكون هي من سرقته -ولم لا ياصديقي ؟ فأجاب بلهجة يملؤها الحيرة : -لأنه لن يسمح لها سامر بالمغادرة ألأ بأذنه كما أنها فتاة محترمة لربما كانت مجرد مصادفة . -أنك صادق المشاعر يا جابر فأنت لاتجرؤ على الشك بزوجة أخيك . -ماذا كنت ستفعل لو كنت مكاني ؟! بعد فترة من الصمت قال السيد شيغو بكل برود : -لتأكدت من ذلك فالكثير من النساء يخفين وجوههن الاخرى ويستخدمنها في أوقات الشدة . هز جابر رأسه ايجاباً وقال : -شيغو هل أنفذها ؟ وأتأكد من من أمرها ؟! أممممم لقد أقنعتنني بكلامك . -بطريقة غير مشككة . -أعطني من بنات أفكارك . -حسناً يمكن التفكير بطريقة . فقفز من مكانه وقال : -قد يضطر المرء الى عمل أمور فظيعة . -فظيعة؟! --مثال كأن تجثو على ركبتيك وتلصق عينيك بثقب الباب -أوافقك الرأي -أذا فهمت ماأرمي أليه -أتقصد ؟ -هذا ماأقصده يجب أن تتسلل الى الداخل وتتأكد من الامر . -الى الآن لآأدري أذا كان خاتماً أم لا ؟ -بعد أن تعرف ماهية الشيء . وأذا أُكتشفت ، أني أحتاج الى الخبرة . فغمز له غمزة فهم معناها فخلع السيد شيغو قبعته وقال : -فهمتك سوف أساعدك . -آه شكراً لك ياصديقي . استدار السيد شيغو الى الخلف فلوح بيده الى جابر بقي جابر ينظر أليه الى أن غاب عن بصره فاستقل سيارته واتجه الى البيت . حقيقة السيد شيغو في حدود الساعة التاسعة وصل الى البيت كان البيت فارغاً بسبب ذهاب كل فرد الى عمله لم يكن في البيت سوى جابر قال وهو يحدث نفسه : -بقي القليل حتى يأتي أخي سامر يجب أن أنجز كل شيء . أنجاز عمل دون تخطيط مسبق لاينجح أبداً لذلك كان لابد من التخطيط حتى ينفذ كل شيء أخذ حزمة من الاوراق وقلماً سائل فاختار له مكان بعيد عن النافذة ليدون ملاحظاته من دون أي أزعاج خارجي . فتح خزانته وأخرج كل مافيها فخاب ظنه وبدأ الشك يتسرب الى قلبه فوجد نفسه يتمتم بكلمات غريبة : -زوجة سامر سارقة أم فرد من عصابة ؟ . هز رأسه محاولاً طرد الشكوك فقال : -لايمكن ،كيف؟ هذا لايعقل !! . فابتسم بطريقة مضحكة وقال : -ماهذا الذي أتفوه به ؟! ولم لا ياجابر؟! اتصل بأخاك وأسأله ماأذا كانت زوجته قد وجدت خاتمها .لآ ماهذا ؟ يجب أن أجدّ فكرة أذكى . بعد دقائق سيطرّت عليه فكرة الاتصال على أخاه وسؤاله قام بسحب هاتفه من جيبه بدا متردداً في البداية ولكنه استجمع قواه فظغط على الرقم ولكنه مالبث أن أغلقه لأنه سوف يكون أحمقاً بسؤاله هذا تارة يفصل وتارة يغلق وفي النهاية نفذّ ماعزم عليه فأجاب عليه سامر بطريقته المرحة : -أهلاً بطفلنا المدلل كيف تشعر اليوم ؟ تلعثم في أجابته فسأل أخاه بطريقة خرقاء : -هل وجدت زوجتك خاتمها ؟ استغرب سامر من هذا السؤال الغبي فرّ ببرود : -نعم ، لقد وجدته . فأجاب جابر بالطريقة الخرقاء نفسها : -لقد كنت قلقاً . فأصدر سامر ضحكة عالية فبادره جابر نفس الشعور انتهت المكالمة بأخطاء جسيمة لم يدركها جابر ألا بعد مكالمته للسيد شيغو فلقد بيّن له السيد شيغو بأنه قد ارتكب خطأً كبيراً بالسؤال فجأة عن الخاتم ولكن هذا لايثبت بأن الامر قد انتهى فالقرص والكتيب مفقودان . هبطت معنويات جابر قأراد التقابل مع السيد شيغو ولكنه مشغولاً هذا اليوم وضع رأسه بين كتفيه وأحس بأنه يمشي في طريق مليء بالاشواك لانهاية له .تنحى جانب النافذة عندما رأى فتاة غريبة تدخل الى داخل المبنى وهي ممسكة بحقيبة حمراء اللون كانت فتاة صغيرة يناهز عمرها الثلاثين ذات شعر كستنائي وعينان بنيتان وجسد يشبه الاجاصة وتغطي كتفيها بطرحة سوداء اللون كانت تمشي بطريقة واثقة أو بمعنى آخر مصممة وكأنها تنوي فعل شيء ما اخفض جابر رأسه واستلقى على سريره واليأس يكاد يقتله لم يكن لديه أملاً بأنه سوف يجد القرص والكتيب ليستقبل وظيفته التافهة كما أسماها سوف يعود كما كان شاباً عاطلاً عن العمل استسلم للنوم فأرخى جسده وغطا راسه بكتاب كان موضوعاً فوق طاولته استيقظ على صوت بلبلة في الخارج ففتح نافذته ليرى ماحصل -آه مجموعة من الاطفال يتشاجرون لأسباب تافهة . هذا ماقاله عندما كاد يهم بأغلاق النافذة ولكنه غير رأيه فجأة عندما لمح بالاسفل بريقاً مشابه لذلك البريق الذي لايمكن أن ينساه . ارتدى معطفه وقبعته فنزل الدرج بخطوات سريعة وهو يدعو الله بألا يكون الاطفال قد ذهبوا وصل الى البوابة وكان الحظ يبتسم له مازال هناك طفلان يتشاجران عليه كان لابد من حيلة ليحتال بها فسنحت له الفرصة لايجاد الوسيلة المناسبة عندما سمع أحد الاطفال يقول : -سوف يحكم بيننا أول شخص يمر بنا . مر جابر من عندهم وهو واثق كل الثقة بأنه هو من يحكم ولكن كان هناك شخص قد سبقه أنها تلك الفتاة الغامضة ذات الثوب الاسود . أدار جابر رأسه عندما نظرت أليه الفتاة بطرف عينيها فأشأرت أليه فاتجه الطفلان الى السيد جابر فقال له أحدهم بلهجة طفولية : -أن تلك الفتاة قالت بأن هذا الخاتم يخصّك وقد رأتك وأنت تركض في الدرج بسرعة تدعو الى الضحك فلا بد أن هذا الشيء مهم بالنسبة لك خذه أيها الشاب لايحق لنا أخذه بعد أن وجدنا صاحبه . لم يتفوه جابر بكلمة بل اكتفى بابتسامة صغيرة وغادر المكان وهو ينظر الى الخاتم نظرة المنتصر ولكن ماأشعره اليأس وفقدان الامل وجود خاتم آخر التفت يمنة ويسرة فالتقطه بحذر نظر الى ساعة يده فقال : -لقد خططت للامر، أن سامر لم يعدّ الى البيت بعد يمكنني تنفيذ ماعزمت عليه . استقل سيارة أجرة بدلاً من سيارته حتى لن يكون هناك مجالاً للشك طلب من السائق أيصاله الى شارع East Ham كان قلبه يخفق بشدة وينتابه شعوراً بالخجل تارة وشعور بالانتصار تارة أخرى وصل الى المكان المطلوب فدفع الاجرة للسائق فمشى عبر الازقة الى أن وصل الى مراده . يقع بيت أخاه في الطابق الثالث لن يستطيع أحد أن يراه وهو يتسلق الى المكان لأن هذا المبنى منعزل كما أن العيش فيه رائع فلا أصوات سيارات طائشه ولا موسيقى صاخبة ولا منزاعات دائمة كانت النافذة المطلة على الشارع مغلقة أما النافذة المطلة على المباني المهملة فهي مفتوحة تسلقها بكل حذر فنظر الى داخلها فلم يجد أحداً في الداخل أغلق الباب من الداخل فنظر الى الغرفة نظرة دقيقة لم يكن يعرف بأن أخاه قد اختار الاثاث بدقة فائقة وعناية شديدة تبدو وكأنها من الغرف الملكية غرفة مرتبة ومزينة بالادوات الجميلة التي تبهر الناظر أليها . -هل أعجبتك كثيراً ؟! . أحس جابر بخوف شديد فارتعشت يداه فلم يستطع الحراك وكأن هناك قوة خفية تسيطر عليه أدار رأسه فتجمد في مكانه عندما رأى بأنه السيد شيغو . -كيف وصلت الى هنا؟ وكيف عرفت المكان ؟ -من السهل على المرء أن ينتحل شخصية أمرأة وسائق أجرة -ماذا ؟ لايمكن . -من المتوقع حصول هذا . فكّر ياصديقي جيداً أين يمكن أن تخبأ تلك الفتاة المجوهرات أنت تعلم بأن النساء شديدات الحرص على حليهنّ الثمينة سواءً بسعر رخيص أو غالي الثمن . -حسناً من المتوقع بأنها وراء هذه الجدران أو داخل هذه الخزانات العملاقة . ضحك ضحكة غير مسموعة فقال : -مازال تفكيرك طفوليّ لسنا في مغامرات سندباد أو ماشابه أن مايحيرني وجود هذه الكميات الزجاجية هنا ولمعانها من بعيد وانتهاء لمعانها عند الاقتراب منها الى مايوحي ذلك ؟ -غير مفهوم -تحتاج الى الخبرة ياصديقي اكتشاف هذا ليس بالامر الصعب . لم يتعاطف عليه حتى يخبره بهذا فلقد أبقى السيد شيغو الاجابة لجابر استمر جابر بالبحث وعيناه تراقبان السيد شيغو جيداً بدقة ابتسم السيد شيغو فقال : -لماذا كل هذا البحث ليس لديك الكثير من الوقت فحتماً سوف يأتي أخاك . -أنت لم تخبرني عن مكانهن وأنا بحاجة أليها كما أنني أبحث عن شيء آخر . -القرص والكتيب؟ -بالطبع ياسيد شيغو . فقال السيد شيغو بلهجة تحتوي طياتها على المكر والخداع : -ولكنك لم تتأكد بعد فكيف تبحث عنهما ؟ أما أن الشك قد اشترى بقعة في قلبك ؟! تابع جابر البحث ولم يهتم الى ماقاله السيد شيغو همس السيد شيغو في أذن جابر بكلمات جعلته يرتعد ويتجمد في مكانه فتكلم السيد شيغو بلهجة ساخرة : -لا تقلق سوف أدلي لك حبل النجاة أّذا مااتبعتني . كشرّ السيد شيغو عن أنيابه فأصبح جابر فريسة يسهل اصطيادها فقال بلهجة الملك الآمر : -لن تفلت أبداً ياشيغو وأنا سأحذر أخي من زوجته هذه . -ولكن من الطبيعي ياعزيزي أن يسألك أخاك ((كيف عرفت بذلك )) .فهل سوف تقول له تسسللت الى بيتك واكتشفت ذلك . ثم أردف يقول : -حتى لو أخبرته بأني أنا من أعلمتك بذلك فسوف تقول أميرة بأنك دخلت الى بيتها وفتشته غرفتها والدليل . فصاح بأعلى صوته : أميرة أقدمي . حضرت أميرة وقفت الفتاة الشابة وشعرها الكستنائي ينسدل على كتفيها وتلك الطرحة ملفوفة على عنقها وبشرتها البيضاء تحتوي على أثاليل في أسفل ذقنها فصاح جابر فقال : -لقد رأيتك هذا الصباح ياألهي لايمكن تصديق ذلك !!!! فقال السيد شيغو : -سوف أقول لك معلومة أتمنى أن يكون سري في بئر مثل ماتقولون أنتم العرب الاذكياء حتى لآنسيء لبعضنا لانريد استخدام مصطلحات فاسده . قهقه السيد شيغو بصوت عالي فنظر جابر أليه نظرة اشمئزاز ورمقه باحتقار من طرف عينه أمسك السيد شيغو بذقن جابر ورفعه الى الاعلى وقال بسخرية : -يجب أن تنظر أليّ جيداً أميرة هي أختي وأنا أخاها معناه بأن أميرة أخت السيد شيغو . فأردف بلهجة مؤئرة وساخرة : -يجب أن تفهم أيها العربي الملكوم يجب عليك ذلك وكما أقول دائماً : تحتاج الى الخبرة ياصديقي . صرخ جابر عالياً : -سوف أحذر سامر حتى ولو آتهمني بالسوء يجب أن لآيظل مع فتاة أجنبية قذرة . اندفع الاثنان وقال السيد شيغو بلهجة يملؤها الاحتقار والسخرية لجابر : -سامر ، أنه شاب مؤدب ورقيق . فأدار وجهه باتجاه صورة كانت معلقة في الغرفة فقال : -لو انتبهت الى الصورة لوجدت مفتاح لاصق بها . خلع حذاءه وصعد فوق السرير وتناول المفتاح الذي كان تحت الطاولة المرسومة باللوحة فقال بتعاطف : -سوف أسمح لك بأن تعرف مكان المجواهرت . فأدار اللوحة نحو اليمين فسقط منها صندوق فأدخل المفتاح فيه وقال بغرور : - ذكائي لآيضاهي ذكاء أحد . تأمل جابر محتوى الصندوق فقال بدهشة : -هذه ليست مجواهرت بل عدة مفاتيح الذي أفهمه بأن الخاتم كان خدعة من البداية والنهاية . قهقهه السيد شيغو وقال بصوت منخفض : -بدأت تفكر بشكل جيّد لقد أديت دور الساذج بأتقان ولكن انتهت اللعبة ! -شيغو أيها الوغد -كارل هذا هو اسمي أخرج كارل من جيبه قرص مدمج وكتيب فقال : -أنا لا أريدك أن تكون عاطلاً عن العمل لذلك خذ وأبدأ وظيفتك الجديدة ثم أردف :يمكنك الخروج من الباب فلقد انتهت الزيارة كما أن عودة أخاك أصبحت وشيكة . تسمر جابر في مكانه وهو لايكاد يصدّق مايحصل تمنى لو أنه كابوس سينتهي خلال دقائق جذبه كارل من ذراعه وانحنى له انحناءة بسيطة فما كان من جابر ألا أن أمسكه من تلابيب عنقه لم يبد كارل أية حركة بل ابتسم وقال : -الشجاعة شيء فريد يميز الانسان ولكن في هذه الحالات تظهر شخصية الانسان الحقيقية . -اخرس أيها الاجنبي الحقير أرنيّ ماسوف تفعله أذا اتصلت بالشرطة . أمسك كارل يد جابر ودفعه الى الخلف وقام بتعديل ياقته وقال : -أتحاول تهديدي بكلمة . فقال بكل وقاحة : -الجرذة أقصد الشرطة . صاحت أميرة وقالت بكل خوف : -لقد أتى سامر ياكارل . فأجابها بكل برود : -أنا أخاك ولايوجد مانع من استقبالي المقلق في الامر وجود أخاه . أسرع جابر بالفرار فهو لايريد بأن يتهمه أخاه بالسوء لمح سامر سرعة أخاه وقال وهو يحدث نفسه : -هل كان جابر ؟! لا أظن لربما كنت أتوهم . قرع سامر الجرس فتحت أميرة والفرحة تعلو وجهها فقالت : -لقد عدت ياسامر لقد أتى أخي لزيارتي . بادلها سامر نفس الشعور وقال : -رائع ،لقد أتى في وقت مناسب لقد أحضرت كمية من الشكولاته التي تفضلينها . ضحكت بصوت عالِ وقالت بفرحة زائدة : -هذا أجمل يوم عندي شكراً لك سامر . أمسك سامر على جبهته وقالت زوجته بقلق : -هل أنت متعب ياسامر؟! -كلا ،ولكني نسيت أن أحضر لك ماطلبتيه . -ياألهي لاتهتم الآن لقد جهزت لك الغداء سوف نتناوله معاً أنا بانتظارك . بدّل سامر ملابسه وذهب لاستقبال ضيفه أبدى سامر سعادته وقال له بكلمات مختارة بعناية : -لقد أنرت البيت بوجودك ! -أشكرك على هذا الترحيب أنا أعتذر عمّآ حصل في ذلك اليوم . -لابأس ، لقد نسيت هذه الحادثة تماماً مارأيكم أن نتناول غداءنا في الشرفة؟! فالجو جميل هذا اليوم -فكرة رائعة . -تفضل معي سيد كارل . قرآءة ممتعة للجميع ... الفصل القادم يوم الأربعاء ...انتظروني ^_^ .. يرجى عدم الرد لحين انتهاء الرواية كاملة : )
__________________ / |
#14
| ||
| ||
الفصل الخامس " وراء كل هذا " مخدّر قاتل أحضرت أميرة الغداء وكان عبارة عن بطاطا مقطعة تقطيعاً دقيقاً مخلوطةة مع الخضار وأحضرت معه كوردون بلو فجلسوا ثلاثتهم يتجاذبون أطراف الحديث يتكلمون عن السياسة تارة وعن مشاكل العمل تارة وعن الاحداث البارزة في هذا العالم تارة أخرى تطرق سامر لموضوع منجم الفحم الذي احترق فبينت أميرة أسفها ودهشتها من عدم وجود مؤسسين أما سامر فكان يلاحق السيد كارل بنظراته الفضوليه فقد كان رأيه مقتعاً بأن الخطأ يأتي من المسؤولين الذين لم يهتموا بمعرفة من يكون وكأنهم قد جعلوه لغز يتبادله الناس هذه الايام . سأل السيد كارل سؤالاً وافقاه كل من سامر وأميرة : -لقد كان احتراقه من 30 سنة فما السبب الذي جعل الناس يذكرونه هذه الايام ؟! -سؤال وجيهه ياكارل فهذا يجعل الشخص متوتراً وقلقاً لسبب لايعرفه -صحيح ، لقد أصبح منجم الفحم كثير الجدل بصفتك معلم لربما كنت جليس الكتب دائماً هل يمكنك أن تخبرنا عنه أذا لم يكن هناك مانع . -بالطبع يمكنني التحدث حول ذلك وبكل سرور . أزاح كرسيه الى الخلف فقال : -أنتم تعلمون جيداً بأنه منجم ضخم وقد حصل على أرباح طائلة طوال مدة عمله وأن مؤسسه مجهول الى الآن لقد وعدت الحكومة بأنها سوف تعطيهم تعويض عما خسره وخاصة بأن من تسبب بالحريق هي الحكومة نفسها لذلك فهي تبحث عن المؤسس الحقيقي كما أن هناك أشاعة تقول : بأن عائلة تدعى عائلة الايرل سمتس تسعى أليه دائماً يدور في ذهني سؤال ((هل ياترى تعمد ولنطلق على صديقنا المجهول ((س)) صياغة الاحداث هكذا ؟! )) . تثاءب السيد كارل وقال : -أنها حقاً قصة مثيرة وهي من نوعي المفضل . ثم أردف : لربما كان لديه دافع قوي لفعل هذا . فتدخلت أميرة وقالت بصوت غاضب : -دافع ؟! أي دافع ؟! لديه الكثير من الاموال والارباح الطائلة وأيضاً يريد أن يحدث ضجة أعلامية أما أنه يبرهن بأنه صانع للالغاز ؟! قال سامر بصوت هادئ ورزين : -مالذي يجعلك تثورين هكذا ؟! مجرّد رأي أقترحه أخاك وهذا كل شيء . طأطات أميرة رأسها لتعبر عن اعتذارها الشديد بسبب صوتها المرتفع وقالت : -هل أحضر لكما العصير ؟ أنه بارد جداً وسوف أسرق جملتك ياأخي ((كما أنه مناسب لهذا الجو )) . -حقاً مناسب، أذا لم تمانعي أريد حصتي بكوباً زجاجياً صغيراً . -بالتأكيد ياكارل . بعد انصرافها أكملا حديثهما فبدأ سامر وهو متعجب : - -لقد أشرت الى نقطة مهمة عندما قلت ((لديه دافع )) لقد فطنت الى مقصدك وكأنك تبين لي بأنه أشبه باختراق حكومي عندما حصل الاختراق وتمت تبديل بيانات المؤسس بعدها حصلت عملية الاحتراق في منجم الفحم أذا لقد كان الحريق مقصوداً . نظر أليه كارل بأعجاب وقال : -لقد أمسكت بطرف الخيط . نهض سامر من مقعده بقوة وقال : -مالدليل على ذلك ؟ أو بمعنى آخر مالذي يدّعم رأيك ؟ . نهض كارل وأسند ذراعيه ناحية القضبان الحديدية التي تلف الشرفة وقال كمن يبين براعته : -أنك متحمس ياسامر ، الدليل هو بأن الحكومة أرجعت سبب الحريق الى نفسها ولماذا أعترفت بهذا الشكل وأنت تعلم بأن الحكومة لآتعترف بخطئها ألأ في حالة أستثنائية واحدة . أمسك سامر بالكرسي وقال : -حالة واحدة ؟! . تقدم كارل ناحية سامر فأدار كتفه ناحيته وقال بصوت منخفض : -أنك فضولي ياعزيزي ، الحكومة هذه الايام فاشلة لاتهتم الا بمصالحها ولكن أّذا كانت هناك ضغوطات تمارس عليها وبقوة فأنها تصبح كالقوي الذي يفقد قوته فجأة . أبعد سامر يد كارل عن كتفه فقال مشمئزاً : -لايمكن أن أصدق أبداً ،هذا مجرد هراء لا أساس من الصحة في معلوماتك حتى لو أن هذا الدليل الذي صرّحت به مقنعاً وأتى بثماره . أثار هذا الكلام هدوء السيد كارل وقال بلهجة حادة : -مالذي يجعلك تثق في هذه الحكومة ؟! مازلت تساند الحكومة بينما شعوب العالم قد أشعلت نيران غضبها على الحكام أتعرف أعتبر الرجال من أمثالك كقطيع الغنم الذي يقوده الراعي . -يجب على كل واحد منا أن يسيطر على لسانه ثم أردف : مابك تستخدم هذا التشبيه ؟! -لأنهن أحقر الحيوانات بالرغم من ذلك فالكلب والناس معاً يستفيدون منهم وكذلك أنتم الحكومة تستفيد منكم كثيراً فهي الراعي والكلب . صرخ سامر بغضب وقال : -يكفي،سئمت من هذا الحديث كلامك يثير الاشمئزاز . كان مجيء أميرة فرصة مناسبة لتهدئة الوضع في الشرفة فقد وصل الاثنان الى أقصى هدوئهما جلس ثلاثتهم حول الطاولة ووضعت أميرة الكؤؤس على طبق أنيق كان طعم العصير منعشاً مما أعاد للاثنان اتزانهما وهدوئهما مرة أخرى لم يتكلم الثلاثة بأي موضوع نظر كارل الى ساعته وقال : -لقد تأخر الوقت يجب عليّ الذهاب . التفت اليهما وقال : -أشكركما على هذه الضيافة المميزة لقد استمتعت بالحديث معك سيد سامر الوداع الآن . نهض سامر ورافق ضيفه الى الخارج وفي الخارج وجدها سامر فرصة مناسبة ليسأل السيد كارل بطريقة مثيرة للغضب : -أنا آسف ، ولكنك تحتآج الى دروس في الحوار ثم أردف : أودّ سؤالك سؤالاً متعجرفاً بعض الشيء . -لقد أثرت دهشتي . -لماذا في هذه المرة عرفت بأن هناك أخت لديك وبدأت تهتم بها ؟ انتظر هناك سؤال آخر لقد رأيتك مرة مع جابر فماالذي دفعك لفعل هذا ؟ أهو محاولة التقرب مني مثلاً؟ -أسئلة غبية وسخيفة ولكني لن أتملص من الاجابة فأنا لاأهرب من الواقع . في الماضي اعتقدت أنه لآيوجد لي أخت كما قال لي جدي وعندما علمت بأن لدي أخت توقعت بأنها سوف تكون خدعة من أحد أقاربي لآنني ورثت العديد من الاموال من أبي بعدما تأكدت بأنها أختي بدأت أهتم بها وعرفت بأنها لم تكن خدعة أما سؤالك عن أخاك فقد تعرفت عليه بواسطة الوظيفة أعرف بأنه لايوجد لديه وظيفة ولكني كنت حاضر عندما قدّم أوراقه فرفضها المدير . ابتسم ابتسامته الجذابة وقال : -أظن أني قد أشبعت غرورك وفضولك ياسامر و الآن الى الوداع . استدار كارل وأدخل يديه داخل شعره وقام برفعه الى الخلف وغادر المكان كانت أميرة تنظر من خلف الستائر الى أخاها الذي كانت تنتظر منه أشارة أليها ولكنه لم يعطيها أي علامة وهذا الذي زاد قلق فهي تعرف جيداً بأن أخاها أذا لم يعطها أي شيء فمعناه بأنهما في خطر وأنه يجب أن يتصرفا بحكمة لاحظت أميرة أن سامر قد استقل سيارته ورحل فوجدتها فرصة مناسبة للأتصال بأخيها الغامض لم يرد أخاها على اتصلاتها بل اكتفى برسالة قصيرة أثارت غضب أميرة فقامت برمي الهاتف بقوة شديدة وأخفت وجهها بين يديها وانهارت على الارض باكية لم تعرف أميرة كم من الوقت جلست على هذه الحالة استفاقت من غضبها واتجهت الى غرفة الجلوس تقرأ كتابها المفضل ذات الطراز التاريخي والعاطفي قطع استمتاعها بكتابها رنة على الهاتف فأجأبت على الهاتف وأحست بالسعادة تغمرها فجأة : -سامر لقد تأخرت كثيراً كنت قلقة عليك -لاتبالي ياأميرة فأنا الآن أحدثك من المركز التجاري . -المركز التجاري ؟! . قال لها سامر بلهجة تملؤها العطف والحب : -بالطبع ياعزيزتي ، أنسيتِ ماطلبته مني ؟! . ثم أكمل يقول بعد أن كان يكلم البائع قليلاً : -أميرة لقد وجدت العقد الذي تريدينه ولكن هناك ألوان عديدة فأنا لاأعرف مالذي تريديه بالظبط سوف أخبرك بالالوان ثم أردف يقول بعد أن ناقش مع البائع بأن يعرض له جميع الالوان الموجودة : -أحمر ، أخضر، قرمزي ، فضي ، ذهبي . -توقف أرجوك سامر توقف قلت لك . -مالذي دهاك ؟ أأصابك مكروه ؟! -أنا لاأستحق كل هذا التدليل أنا....أنا مجرد زوجة قذرة . -أميرة مالذي تتفوهيين به ...أميرة ....أميرة ياألهي لقد أغلقت الخط مالذي حصل لها ؟! . نظر ناحية البائع فقال محتاراً : -يمكنك أن تعطني هذا اللون ، لآ انتظر أريد هذا اللون . بدأ يشير الى عدة الوان حتى أبدى البائع استياءه وفي النهاية قرر سامر أن يأخذ العقد ذا اللون الفضي الساحر . استقل سيارته عائداً الى منزله وهو لا يكاد يكف النظر الى العقد وتأتيه أسئلة كثيرة هل هذا هو اللون مفضل لديها ؟ هل سينال أعجابها ؟ هل أنا صائب باختيار هذا اللون ؟! . عندما وصل الى بيته قرع الجرس وهو ممسك بقوة بالصندوق الذي بحوزته فتحت أميرة الباب وعيناها منتفختان ووجها شاحب دخل سامر وصفق الباب خلفه فقال قلقاً : -أميرة لقد كان تصرفك غريباً أأنت بخير؟! . لم ترد أميرة بل أكملت سيرها ناحية الغرفة ولكنها فقدت وعيها فأمسكها سامر وتهاوت بين ذراعيه أمسك سامر هاتفه وهو يطمئن زوجته بأنها سوف تكون بخير أكمل مكالمته ونقل زوجته الى الغرفة وحاول أن يوفر لها الراحة التامة ولكن حالتها بدت تسوء فقد بدا جسدها مصفراً كرر سامر مكالمته وهو يطلب من الاسعاف العجلة خلال دقائق سمع سامر صوت سيارة الاسعاف الحاد الذي يصم الآذان فلوَح لهم من الشرفة خرج شابان من السيارة أحداهما أشقر الشعر عريض المنكبين أبيض البشرة والآخر أسود الشعر شديد النحافة ذا بشرة داكنة وهما يحملان سريراً أبيض وضع سامر زوجته على السرير وهو يدعو الله بأن يشفي زوجته . لحق سامر بسيارته سيارة الاسعاف وهو متوتر قلق بدأت الافكار الخبيثة الفاسدة تسيطر عليه وحاول التخلص منها ولكنّ لم يفد شيء على الاطلاق بدأ جسمه بالارتعاش وشعر بالخوف الشديد الذي يطلق عليه البعض الخوف القاتل تذّكر كلام أبيه عندما قال : هناك عاصفة على وشك الوقوع )) ففطن بأن هذه هي البداية بعد فترة وجيزة استطاع سامر أن يعيد القليل من الشجاعة لنفسه وقف أمام المشفى الضخم وبرجل مرتعشه دخل الى الداخل أثار مظهر سامر انتباه الاشخاص في الداخل وهو يلاحق الاطباء والممرضات وهم ينقلون أميرة الى غرفة الطوارئ جلس سامر على الكرسي في غرفة الانتظار منتظراً بفارغ الصبر وصول الطبيب أمسك أحدهم ذراع سامر لم ينتبه سامر الى وجوده فقال له : -لماذا أرى سحابات الحزن والكآبة تظلك ؟! . تنبه سامر الى وجوده ولكن لم ينقل بصره عن باب الغرفة التي أدخلت فيها أميرة فقال بشرود : حصل شيء غير متوقع ، أنها الاقدار ياأخي . أستفاق من شروده فقال بدهشة : -جابر؟! -لقد تعجبت عندما رأيتك هنا -ولكن قل لي كيف علمت بوجودي هنا ؟! -لقد كنت قادم الى بيتك فلم أجد أحداً في الداخل فأخبرني أحدهم بأن سيارة الاسعاف قد كانت تنقل شخص من هذا البيت فأتتني فكرة خبيثة بأنه قد حصل لك مكروه ولكنّ الحمد لله أنك بخير على ماأعتقد بأن المصاب هو .. -زوجتي . لم يستطع سامر مقاومة دموعه حوّط جابر ذراعه على كتف أخيه وقال : -لايجب أن تبكي ياسامر أعرف بأنك تحترمها كثيراً ولكن ربما يكون هذا خير لك ولها . كفكف سامر دموعه ونظر الى أخيه نظرة محبة صادقة وأرغم ابتسامته على الظهور بالرغم من الحزن الذي يعتصر فؤاده فقال بصوت ممزوج بالبكاء : -كلامك يعطيني أحساس رائع بالدفء والقوة والصبر . مسح جابر بمنديله دمعة كادت أن تخرج من عينيّ أخاه وقال : -كما عهدتك دائماً سامر سريع البكاء . -آه، لقد كنت مخطئ عندما قلت بأني أستطيع القيام بأموري من دون مساعدتكم أنتم سندي وذراعي ياجابر . -لقد عاد سامر الطبيعي . أبعد سامر ذراع جابر عندما رأى الطبيب قادماً نحوه كان طبيباً متقدماً في السن عظام بارزة وجسد نحيل وشعر أبيض قليل كانت أنباء غير سارة فهذا الذي لاحظه سامر عندما بدأ الطبيب متردداً بقول الحقيقة : -سيدي يمكنك الدخول الى الغرفة فهذا أفضل . تقدمه الطبيب فقدّم له كرسياً جلدياً وطلب منه الجلوس جلس سامر وهو في حماس شديد مما سيقوله الطبيب نظر الطبيب الى سامر من تحت نظارته فقال : -أنا أحب أن أكون صريحاً مع المتعاملين معي سوف أقول لك باختصار زوجتك قد تسممت بسسم الماورفويين وهذا يدّخل في صنف الحبوب المنومة . أراد سامر الكلام لكن الطبيب قال : -أعرف مالذي تفكر به ، الحبوب المنومة لن تكون ضارة أذا أخذ منها الجرعة التي حددها الطبيب أما زوجتك لربما قد زادت من عدد الجرعات . -ولكن أيها الطبيب ،زوجتي ليس لديها شيء كهذا -حسناً أنصحك بفتح قضية في قسم الشرطة . نظر سامر الى الطبيب نظرة فاحصة فقال بصوت منخفض : -هل يمكنني زيارتها ؟! نهض الطبيب من مقعده فقال : -في الوقت الحالي لايمكنك زيارتها يمكنك أن تأتي غداً ووقت الزيارة لايستغرق 10 دقائق لأن حالتها لاتسمح لها بالتحدث كثيراً . فقال بعد أن أرتدى معطفه : -أعتذر لديّ حالة مرضية أخرى . خرج سامر فوجد أخاه جابر بانتظاره أراد سامر الانسحاب ولكن جابر أرغمه على الذهاب الى المنزل الذي احتضنه منذ الطفولة بادر جابر سامر بالسؤال فقال : -ماهي الحالة ياأخي ؟ -حبوب منومة -نعم؟! -جرعة زائدة من الحبوب المنومة هكذا قال . عضّ سامر شفتيه وقال بصوت مرتفع : -أميرة لاتملك شيء كهذا . فغيّر من نبرة صوته فقال : -نعم ياجابر أنا متأكد من أن هناك من يستهدفها فأنا أعرف زوجتي جيداً لا تستخدم هذا الشيء . صمت جابر ولم يرّد جواباً وأثناء نظره من نافذة سيارته رأى كارل وهو يبتسم له ويلّوح له انتفض جابر غضباً واتسعت عيناه فقال بكل قوة : -أنه هو ،أنا متأكد . ملئت الحيرة والدهشة وجه سامر فقال : -من هو؟! . تلعثم جابر فقال بطريقة مربكة ومضحكة بعض الشيء : -آه ، أقصد صديقي الذي وعدّني بوليمة على العشاء ولكنه لم يوفِ بوعده ياله من كاذب . لم يقتنع سامر بأجابته فقال بلهجة مؤاسية : -لربما كانت لديه أسبابه . -ربما ياأخي ، لقد وصلنا في اللحظة المناسبة فأبي وتامر موجودان في البيت . -هذا جيّد لربما هذا سوف يعيد لي معنوياتي وراحتي . رحّب الاب بابناه فقال لجابر : -كيف أصبحت الآن ؟ -الحمد لله أستطيع تحريكها كيفما أشاء ولكن لاأستطيع حمل الاشياء الثقيلة .فالتفت ناحية أخاه وقال بسخرية : -معناه أنني معفو من دوري في التنظيف صحيح تامر؟! . تقدم تامر ناحية أخاه وصافحه بقوة وقال بدهاء : -لاتقلق لن تدوم على هذه الحال فأبي سوف يضاعف لك دورك في التنظيف أليس صحيحاً ياأبي ؟ -سوف أفكر في هذا . -أضافة قانون لصالح تامر. ضحك سامر فقال : -يجب أن تعطيه أجازة مرضية ياأبي . -حسناً من الذي يتكلم ؟! سامر ، لدي فكرة عظيمة مارأيك ياسامر أن تأخذ دور جابر في التنظيف الى حين شفائه من أصابته؟ . -ماذا ؟ هذا ليس عدلاً ياتامر . -لماذا ؟ أيها المحامي الشهم . انتصب سامر جيداً فقال : -أنا موافق على ذلك . تفأجأ جابر ووالده من ذلك فقال السيد علي : -مجرّد مزحة ياسامر ، هل أخذت الامر بجدية ؟! تنهد تنهيدة تنم عن الراحة وقال : -اعتقدت بأن هذا جدّي ياأبي . -مابك يابني لاتفرق بين الجدّ والمزاح . -أنا مشوش ياأبي ومرهق بسبب العمل فاليوم قد درست 18 صفاً وهذا ماسبب توتري الان . وفي نهاية جلسة لطيفة أستئذن سامر من أسرته الانصراف لأن الوقت قد تجاوز الساعة العاشرة ويجب عليه العودة أمسك جابر بذراع سامر ونحاه الى جانب الباب فقال : -هل ستعلم أبي بالامر ؟! -لاأدري ياجابر أذا ساء الوضع سوف أعلمه بالوقت المناسب . فتح سامر باب الشقة فقال : -ليبقى سراً بيني وبينك ياجابر . -نعم ، أعتمد عليّ ياسامر . أغلق جابر الباب قأسند ظهره عليه فقال : -عاصفة سوف تهب من كل الجهات . فأخرج القرص والكتيب وتأملهما فقال وهو يحدّث نفسه : -أجنبي حقير ،شركة توظيف لقد استغل جهلي بهذا الامر ليتني سألت صديقي عامر قبل ما حصل الذي حصل وكأنه كان يستهدفني منذ وقت طويل .فأكمل بزهو وانتصار : -ولكنه أسدى لي خدمة جليلة لن أنساها ماحييتت . ابتسم لنفسه ثم غادر الى غرفته وهو يسترجع أحداث هذا اليوم لقد كان يوماً مليء بالاسرار بالنسبة له أنه الآن يملك سراً ولكن كيف يمكن أن يبوح به ؟ وبأي طريقة ؟ ولمن ؟ ومن هو الذي سوف يفهم مشاعره ؟ . أنه أمر محير هذا ماقاله قبل أن يغط في نوم عميق . سرّ مقاطع الفيديو انحنى سامر ليلتقط هاتف زوجته الملقى على الارض بأهمال وبدأ بتصفحه بحزن وألم ومرّت ذكرياته معها كنسمة هواء شدّ انتباهه ملف مكتوب عليه ((سيء جداً )) . ظّل متردداً لأنه اعتقد بأنه لربما كان شيء يخص العائلة ولكنّه مالبث أن وضع يده على الهاتف كانت عبارة عن مقاطع فيديو متنوعة وكان من ظاهرها يتضح وجه مألوف لديه أراد أن يسبر غوره فشاهد المقطع الاول فلم يكن هناك أي شيء فقط جولة في أنحاء المطبخ ولكنه لم يقتنع بذلك وهذا مادفعه لرؤية المقطع الآخر بدأت الصورة تتجلى كان هناك ظل واضح على نافذة المطبخ ظلّ شاب أو فتاة طويل جداً ممشوق الجسد أعاد سامر هذا الفيديو مرات عدّة فتنبه الى وجود فيديو آخر ضغط سامر زر التشغيل وبدا هذا الظل يتحرك فظهر أخيراً صاحب الظل تسمر سامر في مكانه وهو يتمتم بكلمات مصدومة : -لاأصدق لا،لايمكن لاأصدق هذا . مستحييل أن يكون هو !! . أسرع سامر الى المطبخ فوجد علبة فارغة من الاقراص المنومة موجودة في علبة زجاجية مكتوب عليها ((بهارات حارة)) بدأ سامر بتفحص العلبة ومقارنتها بالعلبة التي بهاتف زوجته كان هناك فارقاً بسيطاً هو اختلاف اللون ولكن هذا ليس يصعب على من عاشر الكتب أيقن سامر بأن الفاعل قد طلى هذه العلبة بعد أن انتهى من استخدامها ولكنه لن يخدع بهذه الحيلة الرخيصة جلس على كرسيه فقال : -ولكن مالدافع وراء هذا ؟! وكيف تم تصوير هذه الاحداث لايعقل بأن يقوم الفاعل بتصوير نفسه لابد من وجود شريكاً معه . هذه هي العقبة التي وقفت حائلاً بين سامر ووصوله الى الحقيقة أغلق سامر الهاتف فاغتسل وقام بمراجعة ماكلف به بالمدرسة والتشييك على امتحانات الطلاب ثم استلقى على سريره . في صباح اليوم التالي تغيب سامر عن عمله وذهب الى بيت أخوته فانتظر الى أن خرج كل من تامر ووالده فصعد الى الطابق العلوي ومما يسر عليه المهمة قرب منزلهم من المصعد قرع سامر الجرس مرتين فأجابه صوت من الداخل : -حسناً،أنا قادم . فتح جابر الباب فقال متعجباً : -سامر! ألا يجدر بك أن تكون في عملك الآن . ردّ سامر بهدوء : -كلامك صحيح ، ولكني تغيبت عن العمل . فأكمل جابر : -من أجل زوجتك صحيح ؟. ردّ سامر بلهجة المعارض المنتصر : -كلا ، من أجل أمر آخر . غمز لأخاه غمزة جعلته ينهض ويقول : -سأعد لك بعض الشاي . -لاحاجة لعمل ذلك فلقد احتسيت قليلاً منه في المنزل لا تعتقد بأني لاأستطيع عمل شيء بدون زوجتي بل أستطيع . فشدد على الكلمة الاخيرة بكل قوة قطب جابر جبينه فقال : -سامر ،أأنت بخير؟! -أنا بأحسن حال ،جابر أنا .. شعر بشعور غريب منعه بالبوح بما كان يريد الأفضاء به فتدارك الموقف وقال : -لقد خشيت ياجابر أن يعلم أبي بالأمر وبما أنك أخي الاكبر أردت بعض نصائحك . -سامر أني أشك بصدّق كلامك .فغر سامر فاه وقطب جبينه وقال : -ماذا تعني ؟! -أعني بأنك أتيت من أجل أمر آخر . نهض سامر فوقف بجانب النافذة فقال بصوت هادئ ومستسلم : -أن لديك فراسة قوية ياجابر . نظر سامر الى جابر بعين حادّة فقال بصوت غاضب : -جابر ،أعني قاتل أنت مجرد ذئب ماكر رباه أبي وهو يرّد الجميل لنا فأردف بنفس اللهجة : -أنت ،لقد غرت مني . توقف ولم يستطع أن يغلب دموعه فجثا على ركبتيه فقال بنبرة حزينة وغاضبة : -لماذا ؟! لماذا؟! قلي لماذا؟! ، أنا أحترمك وأحبّك كثيراً ياجابر وفي النهاية أكون مجرّد ورقة في مهب الريح فسر لي لماذا فعلت ذلك ؟! لماذا؟! ألا تستطيع الاجابة ؟! تكلم قل شيئاً . لم يحرّك جابر ساكناً بل اكتفى بأغماض عينيه وبسمة خفيفة على شفتيه نظر أليه سامر بكراهية فقال : -في هذه الحالة لن أكون متعاطفاً معك أبداً سوف أعطيك اختيارين أما أن أرفع عليك قضية في المحكمة ودليلي القاطع مقاطع الفيديو . اتسعت عيني جابر عندما سمع هذه الكلمة فنهض بقوة وقال : -أين وجدت هذه المقاطع ؟! -لاشأن لك -سامر ، أن لدي الشجاعة الكاملة لألوث يداي بدمائك الطاهرة من الذي أعطاك أياها ؟! -لقد سجلت في هاتف زوجتي ولم يعطني أياها أحد لربما كان شريكك قد خانك صحيح ؟! . جلس جابر وطلب من سامر الجلوس نفذ سامر رغبة أخاه فجلسا متقابلان بجانب الشرفة فبدأ جابر الكلام فقال : -حسناً ياسامر ، أودّ أن أسالك سؤال : كيف حصل هذا ؟! ، كيف ؟! أذا كنت أنا من سمم زوجتك ووجدت الدليل بهاتفها قلي كيف ؟! كيف حصل هذا ؟ أذا كانت زوجتك تعلم بأن أحداً سوف يسممها فأنها سوف تحذر من ذلك أو تتصل بالشرطة أو تخبرك بهذا أليس هذا منطقياً ؟! . هز سامر رأسه موافقاً فاسترسل جابر بالحديث قائلاً : -أذن أنت معي ، أنا متأكد من وجود أحد أثناء حصول هذا الحادث الاليم . قال سامر بعد أن جلس بجاور أخيه : -ولكن! هل كان ذلك الشخص هو نفسه الذي سمم زوجتي ؟! -نعم ، أنا متأكد من ذلك . -وبالنسبة للذي في المقطع لقد كانت صورتك أنت هل تعترف لي بأنك فعلت ذلك ؟! -فعلت ماذا ؟! -سممت زوجتي بالطبع ، انصت اليّ أنا أعرفك جيداً فأنت تحاول التهرب من هذا الموقف لن أرجع في قراري أبداً لا تعلب الآن دور المحقق الذكي أنت من فعل ذلك -سامر أنت مجرد طفل كبير لايفقه شيء -ماقصدك ؟ -أنت لاتعرف أي شيء العاصفة العاصفة قادمة وأنا أول ضحاياها وأنت التالي -ماخطبك ؟! ماهذا الكلام الذي تهذي به ؟! . شبك جابر أصابعه وقال : -زوجتك ؟! -زوجتي ؟ -نعم، هي أول ريح تهب علينا ولكنها تنذر بأنها سوف تخلف وراءها الكثير من العواصف التي لن ينجو منها الا القليل . رفع سامر يده فصفع أخاه صفعة أدّت الى نزول الدم من فمه وبعض الجروح الطفيفة على خده ثم رجع الى صوابه وقال بكل هدوء : -لو أن أحد غيرك فعلها لكان الآن في عداد الموتى . وضع سامر يده على زجاج النافذة فقال : -اخرس لاأريد سماع المزيد . نهض جابر وألقى بهدوئه جانباً وأخرج وجه الشرس وقال : -مالذي تعرفه أنت ؟ لقد استغلت نبل أخلاقك لتجعلك تواجه العواصف بمفردك لماذا تشك بي أنا ؟ لماذا ؟ لربما هي من سممت نفسها حتى لاتواجه أعينها المتقدتان شراً المحكمة وترأى حبل المشنقة منصوب أمامها أنها ليست بالزوجة الصالحة أبداً فقاطعه سامر قائلاً : -اكتفيت من سماع هذا . ثم أردف يقول بعد خلع قبعته : -مالذي يجعلك تقول هذا ؟ مالدليل ؟ هيا أجبني . بدأت يداه ترتعشان كيف له أن يخبره بهذا ؟ كيف يبدأ معه ؟ لم يدري مالذي سيقوله أمسك مقبض الباب وأداره عدة مرات فأدار وجهه ناحية الباب فقال بصوت ممزوج بالبكاء والألم : -لاأعلم ، لماذا لاتسألها ؟ ثم ولى خارجاً بعد أن جعل سامر يدوم في دوامة أفكاره وكلآمات جابر ترن في أذنه وتوقع صداها على قلبه خرج جابر وأبقى في قلب أخاه جرح غائر فقد أحس سامر بالخجل والحزن على أخاه فهو لم يصنع مثل هذا من قبل ولكن ماأثار حفيظته هو كلام أخيه عن زوجته بقيت علامة استفهام عظيمة قابعة في عقله لايدري متى تمحى ؟ كان هاتفه يرن ولم يعره اهتماماً في هذه الاثناء تذكر سامر كلامات زوجته الاخيرة بدأ يسأل نفسه عدة أسئلة هل كانت تفقه ماتقول ؟ هل قالت ذلك بعد أم قبل أن تسمم ؟ مامعنى قولها ((أنا زوجة قذرة)) هذا يؤكد صدق جابر تماماً لا لا لقد كان صوتها مختلفاً لربما لم تكن هي قفز من مقعده فقد تذكر شيئاً ما أمسك بهاتف زوجته وتوقف عند المقطع الاخير فقد كان يظهر ساعة الحائط بكل وضوح كانت الساعة تشير الى الثامنة والنصف بينما أجرى سامر مكالمته مع زوجته الساعة الثامنة وثلاث وثلاثون دقيقة 3 دقائق حتى تفاعل الجسم مع المنوم .رن هاتفه مجدداً فتعمد عدم الرد عليه فقال وهو يحدث نفسه : -لم تكن زوجتي من تحثت معي لم تكن هي وأنا واثق من هذا لقد تسممت قبل ذلك ولكن من هي التي استقبلتني ؟هل من المتوقع بأنها استبدلت ؟ ولكن كيف ؟ لقد كانت هي يكاد رأسي أن ينفجر . أرسلت رسالة الى هاتفها كان مفادها بأن كارل قادم الى المنزل استعد سامر الى لقائه فهو بالرغم أنه قد تشاجر معه في الامس ألا أن قلب سامر يتسع لكل شخص .خلال دقائق فأذا بجرس الباب يرن بطريقة هادئة ومتناغمة وكأن صاحبها كان يقصد هذا فتح سامر الباب فَقْدِم له صندوقاً مغلفاً بلون وردي وأبيض كتب عليه ((من أجلك فقط )) . أمسك سامر الصندوق فابتسم له كارل وقال : -أوه سيد سامر اعتقدت بأنها أميرة صباح الخير سيدي -صباح الخير ، تفضل بالدخول رجاءاً . دخل كارل المنزل ونزع حذاءه برفق وتلك الابتسامة الرقيقة لاتفارق شفتيه انحنى السيد كارل لألتقاط صورة سقطت منه وجلس على المقعد بكل تواضع وقال : -ألا يجدر بك أن تكون بعملك ؟! . ثم التفت يمنة ويسرة وقال : -آه لقد افتقدت شيء لطالما اعتدت عليه . -أنها في المشفى . -في المشفى؟ مالذي جرى لها ؟ -لقد سممت بسم الماروفيين -يااه ،كم هذا فظيع وماذا قالت الشرطة ؟ -لم أخبرهم بالامر لأني ... توقف عن الكلام وقال محاولاً التملص من الاجابة : -أنا آسف عما جرى ليلة البارحة فلابد من العراك أحياناً فضحك بطريقة بلهاء فقال : -أليس هذا صحيحاً ؟ . هز كارل رأسه برفق فقال : -كيف تسير الامور ؟ -أمور ماذا ؟ -صحة زوجتك -لم أزرها كنت أنوي زيارتها الساعة السادسة . -ولم لايكون الآن ؟! -لآنني متعب وأحتاج الى الراحة . -أنا آسف لقد أتيت في وقت غير مناسب . -لا، ليست غلطتك نهض كارل فقال : -سوف أغادر . أمسك سامر بكلتا يديه فقال : -لآ ، لآيمكنك المغادرة أبقى هنا فأنا أحتاج الى أنيس . -أنا سوف أغادر أذا لم تذهب الى سريرك وتخذ قسطاً من الراحة -كارل ؟ -نحن أقرباء ياسامر لاتخجل مني ياعزيزي . استسلم سامر واتجه الى غرفته التفت كارل ناحبة النافذة فقال بصوت ماكر : -يمكنك الخروج أيها الجرذ الصغير . خرج من وراء الستار رجل نحيل داكن البشرة قصير القامة يملأ وجهه الكثير من الاثاليل وبعين واحدة عسلية اللون وقف مقابلاً السيد كارل صفق السيد كارل بيديه النحيلتين صفقة خفيفة فخرج من جميع الستائر 6 شباب يلبسون السواد متقاربون في السن والشكل أيضاً نظر أليهم كارل وقال : -أبحثوا هنا جيداً لقد قال لنا بأنه في مكان ما بهذه الغرفة لاتصدروا أصواتاً مزعجة أهذا واضح ؟! . التفت الى الرجل الصغير وقال : -لقد أحسنت فعلاً يمكنك الانصراف الآن . انصرف الرجل فأمر كارل أحد رجاله باللحاق به والتخلص منه فوراً . كان الرجال منهمكون في البحث أما كارل فلقد أسرع الى المطبخ ليعدّ الغداء للامير النائم في الاعلى كانت ساعة كارل الذهبية تحوي على جهاز مراقبة وُصل الى غرفة سامر كانت الساعة تشير الى الثانية عشر عندما انتهى كارل من أعداد الغداء دخل الرجال الى الداخل فتقدم شاب جميل الشكل مهيب الطلعة أحمر الشعر ذا عينان شديداتا الزرقة وبشرة بيضاء اللون انحنى انحناءة بسيطة وقال : -لقد فتشنا كل مكان ياسيدي بقي مكان لم نفتشه . نظر أليه كارل وابتسم ابتسامته المعتادة فقال :: -غرفة سامر ؟ -نعم ياسيدي -هل وجدتم أي شيء مهم ؟ -كلا ياسيدي -حسناً يمكنكم الانصراف سوف أتكفل بالباقي . قبل أن ينصرف الرجال دخل الشاب الذي أمره كارل بالتخلص من الرجل بسرعة شديدة فأمسك بذراعي كارل وقال بلهجة خائفة : -سيدي سيدي ، ذلك الرجل نعم ذلك الرجل أنه من عائلة السيد علي . دفعه كارل الى الخلف فقال بلهجة ساخرة : -لقد رتبنا كل شيء بقي أمر واحد يرجى تنفيذه بعد انصرافي . ارتدى معطفه وحذاءه ثم انصرف معطياً لرجاله عملية البدء كان يمشي بهدوء ولكنّ عقله بحاجة الى ترتيب كان كارل يعلم بأن هناك من يتبعه حالما وصل الى المطعم طلب وجبة للشخصين جلس كارل على مقعد بجانب النافذة واتجهت عيناه الى ناحية شاب كان يرتدي معطفاً أسود وقبعة سوداء تغطي ملامح وجهه تقريباً نهض كارل فوقف خلف ذلك الشاب فمال أليه وقال : -لاداعي للتخفي فلقد عرفتك ياصديقي وكما أقول لك دائماً أنت تحتاج الى الخبرة ياصديقي . أدار وجهه ناحية كارل فأراد أن يشوه وجهه لكن كارل قفز الى الخلف بمهارة فأخطاته قبضة ذلك الشاب عاد كارل الى مقعده فشرع بتناول طعامه فأقبل ذلك الشاب وجلس قبالته ولكنه لم يمس أي شيء مما قدمه أليه كارل انتهى كارل من تناول طعامه ورفع رأسه اتجاه الشاب الساكن الصبور أحضر النادل مشروبان أحدهما بالمانجو وآخر بالموز خلع الشاب قبعته فصاح كارل متظاهراً بالغباء : -أوه جابر لقد أصبحت أجمل لقد طال شعرك وأصبحت طويلاً ووسيماً . -أسمعني ياكارل لم أعد أتحمل فأردف بعد أن أبعد المشروب عنه قليلاً : -مقاطع الفيديو لك يد فيها ؟ مقاطع الفيديو عن ماذا تتحدث ؟ هل أصبحت مخرج لأحدى الافلام وأنا لاأعلم كما .... قاطعه جابر بعد أن ضرب بيديه على الطاولة : -لاتتظاهر بالغباء أنت تعلم ماأقصد -ولكنك مشترك ،فهل سوف تبلغ عني ياصديقي؟ -كلا،لن أفعل . -أما أنا فبستطاعتي فعل ذلك -لايحق لك فعل ذلك . -لاتنسى بأنها أختي . رشف كارل رشفة من العصير فقال : -مالدليل الذي يوضح بأنني مسجل المقاطع ومصورها ؟! -من غيرك سوف يفعل هذا . فأردف يقول : -وكيف علمت بأمرها ؟ وماهو دليلك الذي يوضح بأني أنا الفاعل ؟ -اخاك سامر من أخبرني في هذا الصباح أما سؤالك :كيف علمت بأنك الفاعل ؟ هذا سهل ياصديقي . عدّل من جلسته فقال : -أنت الوحيد الذي يعرف عن أميرة هذا السر وأنت الوحيد الذي كنت متواجداً أثناء تناولنا الغداء وهذا هو الوقت الذي بدأت بتفيذ خطتك به وغيرت الساعة وبعدما ذهبنا أرسلت لك رسالة قلت لك بها بأنه لاداعي للتمثيل ففكرت بعمل هذا والتظاهر بأنك أميرة ولكنّ أميرة قد فطنت لذلك فحاولت مقاومتك والتغلب عليك ألا أنك خدعتها بحبات الشكولآته التي تحبها فحصل الذي حصل !! أخفض صوته وأغمض عينيه فقال : -ألست محقاً ؟أما أن هناك خطأً ؟ . هذا الصوت الهادي المرعب جعل جابر يرتعد ويتجمد في مكانه وتصطك أسنانه وتتسع عيناه من شدة الخوف محدقاً في عيني كارل الهادئتان المبتسمتان . نهض كارل وألقى على الطاولة بعض النقود وقال بصوته الهادئ : -لقد دفعت ثمن الطعام لأنك لم تستلم راتبك الشهري حظاً موفقاً . قراء ممتعة للكل ^^" سأنهي جميع الفصول اليوم ..لأني سأغيب هذا الشهر ويبدو بأنه للأبد ^^"
__________________ / |
#15
| ||
| ||
الفصل السادس " كيف ؟! " الفوز الثاني وعدد من الضحايا بقي جابر في مكانه ودفن رأسه بين يديه وهو يبكي بصوت مكتوم ومشاعر مضطربة تسيطر عليه تمنى لويعيد الوقت ويصلح ماأحدثه من فوضى وأخطاء هب واقفاً وأطلق ساقيه للرياح والدموع تتطاير من عينيه كقطرات مطر تنساب على جدول صغير بقي يركض ويركض هائماً على وجهه لايدري أين يذهب كان يبكي بحرقة وكانت الدموع تنساب على وجهه الحزين الوسيم حلّ الليل وانزوى جابر في زواية خالية تقريباً من البشر كانت ليلة شتوية باردة وقاسيه ألقى القمر ضيائه على نصف الوجه الحزين مبقياً النصف الآخر يهيم في الظلام الرياح تداعب شعره وكأنها تخفف عنه بعض الآلآم القابعة في قلبه الذي لم يتوقع بأن الاحداث سوف تصل ذروتها ازداد هبوب الرياح لتجعل أوراق الاشجار والازهار تتراقص اختفى القمر بين الغيوم السوداء ليجعل هذا الوجه في دوامة عظيمة لم يعر جابر أي اهتمام للمطر الذي بدأ يتساقط بشدة كان ينظر الى الأشياء المحيطة به بعين حزينة شارع طويل يمتد أمامه زاد سقوط المطر وبدأ الناس يركضون لينجوا من هذا المطر أحدهم يستظل بمظلة والآخر بظل شجرة والآخر بالاشياء التي بحوزته كان ينظر أليهم من مكان بعيد أراد فمه الصراخ ولكن كان يصرخ في الداخل ويظهر أثر الصراخ في الخارج الدموع تتساقط مع تساقط المطر ابتل شعره وملابسه ألقى بجسده على الأرضية الباردة المليئة بالمطر كان ينظر الى السماء تارة ويغمض عينيه مازالت الدموع تتساقط أغلق الناس نوافذهم وخيم الظلام على المكان لم يعد يرى شيئاً حتى يداه لايراها غفا أثناء تفكيره ومالبث أن أستيقظ ليرى نفسه مبلولاً بالماء نهض وافقاً ثم مالبث أن جلس على ذلك الرصيف الموحش البارد غطا نفسه بمعطف كان موضوعاً على برميل كبير ولكن لم يحميه من البرد القارس والمطر المتساقط فجأة سمع صوت والده وتامر يتهامسان : -لقد فتشنا كل الاماكن التي يرتادها لقد تجاوز الوقت الساعة الثانية ليلاً . -الى أين سيذهب ياتامر؟! -لا أعلم ياأبي . سمع أصوات خطواتهما تقترب فنهض وبدأ بالجري بأسرع مايمكن وعقله يقول : -لاأريد العودة اذهبا عني لقد انتهينا وأنتم لاتعلمون وأنا أول الضحايا . ابتعد عنهما ودخل الى مبنى لايسكنه أحد فلبث هناك الى أن غادر والده مع تامر المكان وقد يئسا من البحث نظر الى أعلى درج المبنى كان مبنى مهجور وجدرانه على وشك السقوط كان سكانه مجموعة من الحشرات والعناكب والفئران الصغيرة التي تسمع أصواتها في كل الجهات مسح يديه على درج المبنى فنظر أليهما فأذا الغبار قد غطاهما تماماً صعد الدرجة الاولى وهو ممسك على صدره يحاول طمئنة نفسه بأنه لايوجد أي شيء يخشاه الى أن وصل الى أعلى الدرج فنظر الى اليسار فوجد شقتان أبوابها بيضاء مخططة بلون غير واضح بسبب الغبار تقدم جابر أليهما فخط خط بيده فاتضح بأنها مخططة بلون ذهبي فاقع أدار مقبض الباب فأصدر الباب أزيزاً مرعباً جعله يتراجع الى الوراء تقدم ودخل الى الداخل كانت شقة يغطيها الغبار لم يكن هناك سوى الفئران وبعض الفتات على الارضية خرج منها ودخل الى الشقة الاخرى كانت تشبه سابقتها أسند ظهره على خزانة كانت موضوعة ناحية الجدار وأرخى جسده متناسياً الآمه أدار وجهه ناحية الخزانة كانت خزانة متواضعة تحتوي على محارم وسخة ومقلم أظافر وسخ نهض وأمسك بمنديله لينظف زجاج الخزانة فرأى الجدار ينبلج رويداً رويداً حتى كشف عن درج طويل كانت تخفيه هذه الشقة صاح جابر بأعلى صوته : -ياألهي مدّخل سري الى أين يؤدي ؟ . سمع أصوات في الاسفل لم يدري مايفعله كان يسمع أصواتهم تقترب ومن شدة خوفه انزلق الى أسفل الدرج في تلك اللحظة انغلق الجدار جاعلاً جابر في الظلام الدامس لايسمع الا صوت دبيب النمل والخطوات تقترب شيئاَ فشيئاً عندما أراد أن ينهض رأى الجدار ينفتح مرة أخرى أخفى نفسه بين كومات من الصناديق بدت أصواتهم تتضح لقد كانوا يتحدثون اللغة الانجليزية يضحكون تارة ويرفعون أصواتهم تارة أخرى استطاع أن يفهم مايتحدثوا عنه لقد كانت مواضيع عابرة ولكن ماأثار خوفه بأنهم قد اكتشفوا وجود أحد بالداخل بدأ أحدهم يتحدث بلكنة انكليزية مغلظة : -Are you sure?هل أنت متأكد ؟ -yes yes sir نعم نعم سيدي -what is your guide? ماهو دليلك ؟ -I hear the sound of breath as I heard a big noise when we went to the apartnment أني أسمع صوت أنفاس متقاطعه كما أنني سمعت صوت ضجة كبيرة عندما دخلنا الى الشقة - If so searched well before that happens what fear himأذا كان الامر هكذا فتشوا جيداً يارجال قبل أن يحصل ماتخشوه . انتشر الرجال يفتشون بكل دّقة ولكن سمع صوت في الاعلى يأمرهم بلغة انكليزية متقنة قائلاً : -stop this Isay to you stop توقفوا عن هذا أنا أقول لكم توقفوا . عرف جابر صاحب الصوت انه كارل عدوه اللدود ومشتت شمل أسرته الصغيرة كاد أحد الرجال أن يقترب منه ولكنه عاد أدراجه وسمع الكل يتاهمس ولاحظ أن أحدهم قد انصرف بينما الآخرون قد حضروا مرة أخرى لأحظار شيء من الأسفل نسي أحدهم مصباحه فوق الطاولة المنكسر أحد أرجلها وغادروا المكان وأغلقوا الجدار مرة أخرى خرج جابر من مخبأه فأمسك المصباح وأكمل طريقه ليصعد الى الأعلى لعله يسمع أي شيء لأنه مازال كارل له يد في هؤلاء الرجال ألصق أذنه بالجدار ولكنه لم يسمع أي شيء جلس على ذلك الدرج الممتد الى الاسفل نهض وهو ممسك بالمصباح الذي معه موجهاً ضوء المصباح ناحية المكان لأستكشافه كان يسمع صوت خرير ماء أغمض عينيه محاولاً التعرف على مصدر ذلك الصوت وصل الى المنتصف فانزلقت رجله الى الأسفل بسبب بقعة زيت عديدة في كل خطوة يخطوها تببع هذه البقع فدهش من زيادة البقع عندها انصدمت رجله ببرميل فارغ أدار البرميل عدة مرات للمواصلة المسير فنحاه جانباً ونوى أكمال سيره عندما ابتعد عن البرميل عدة خطوات أحس بحرارة شديدة وضوء خافت ينبثق من خلفه أدار رأسه ليرأى سبب ذلك فصرخ صرخة مدوية : -ياألهي المكان يحترق ماذا عساي أن أفعل ؟ عاود الجري مرة أخرى وهو موّقن بأنه سوف يموت لا محالة كان يجري بسرعة شديدة وكانت النيران تلتهم كل شيء خلفه أحس في تلك اللحظة بأن الموت يلآحقه وهو يهرب عنه . وفي زواية أخرى من الرواية جلس تامر على كرسي أخاه فقال : -أنك غريب الاطوار وكثير الغياب ياأخي هل تبحث عن وظيفة؟! أما تتنزه مع عامر ؟ أين أنت بالظبط ؟ ليتني أعرف حتى يطمئن قلبي . من الخلف سمع تامر صوت ضوضاء نهض من المقعد ففوجئ بشخص من الخلف يقول له : -تعال معي وألا أطلقت النار . -من أنت ؟ . -ولاكلمة . نفذ تامر رغبة هذا الشخص فكان يمشي وهو يتحين الفرصة المناسبة للهرب ولكن لم يفلح فلقد فطن القادم المجهول الى ذلك فقام بتقيده ووضع عصابة على عينه وغطاءاً على فمه عندما أراد هذا الشخص استخدام الهاتف سمع صوت سمع صوت عال يناديه بقوة : -أياك أن تلمس شعرة منه وألا . التفت هذا الشخص أليه فقال وقال باستهزاء : -وألا ماذا ؟! -وألا أطلقت النار . انطلقت الرصاصة مخترقة كتف الرجل فاستطاع تامر التفلت من قبضة الرجل الذي سقط على الأرض مغشياً عليه أبصر تامر الحياة من جديد عندما فتح صاحب الصوت العصابة من عينيه والغطاء من فمه صاح تامر بقوة : -سامر؟! . أمسك سامر على بندقتيه بقوة وقال : -انها العاصفة التي تحدث عنها أبي . -ماذا تقول ياسامر ؟! . انتصب سامر جيداً فقال : -يجب أن نهرب انهم قادمون في تلك الحظة. اقتحم سبعة رجال يلبسون السواد المنزل ويتوسطهم رجل بلباس أبيض نهض سامر فقال : -لامفر لقد أحاطوا بنا . فوجه حديثه الى أخاه الذي تملكه الرعب عندما رأى الرجال يصوبون بنادقهم باتجاهما : -تامر قاوم بكل ماأوتيت من قوة أنها معركة رجال . بدأ سامر يطلق النار عشوائياً لفتح ثغره والهرب منها ارتبك الرجال فاستطاع سامر وتامر الاحتماء في مكتبة والدهما وخطوات الرجال تقترب قال سامر آمر أخاه : -يجب علينا وضع الخزانات خلف الباب حتى يصعب عليهم اقتحامه نهض سامر وتامر لدفع الخزانات وفجأة من دون سابق أنذار انطلق دويّ رصاصات متفرقة استقرت في جسم سامر الذي كان يحاول حماية أخاه تهاوت جثة سامر على الأرض مكونة برك من الدماء الزاكية الطاهرة نظر تامر الى أخاه الذي كان يلفظ أنفاسه الاخيرة بصوت متقطع وهو يبتسم في وجه أخاه تامر الذي لم يستوعب شيء مما حصل انفجر تامر في البكاء فوق جثة أخاه وهو يقول : -سوف أنتقم ياسامر سوف أنتقم لك . فصاح بصوت عال : -ما بيننا ألا الدمممممممممم . توقف صوت أطلاق النار عندما سمع تامر أصوات سيارات الشرطة تحوم في المكان لم يخرج تامر من مكانه بل بقي حتى وصلته النجدة دخل أحد رجال الشرطة الذي قام بكسر الباب وبقوة فتناثرت شظاياه على جثة سامر توجه الى تامر فقال : -حمداً لله بأنك بخير . فنظر الى جثة سامر فقال : -لاحول ولاقوة الا بالله . نهض تامر فقال بصوت ضعيف وهادئ : -فجأة هبّت العاصفة من دون أنذار . فأكمل بعد أن رأى صورة أخوانه : -جابر فهمت الآن سر اختفائك . فأمسك بالصورة فقال : -لماذا ؟ لمماذا ؟ مالذي جرى ؟ لم أستوعب أي شيء . تهاوى تامر على الأرض فقام الشرطي الذي بجواره باستدعاء شرطي آخر الذي بدوره استجاب لنداء وتم نقل تامر الى المستشفى بينما تم دفن سامر بعد الاجراءت الرسمية المعقدة . سيكشف الستار قريباً في صباح اليوم التالي انتشرت هذه الحادثة على ألسنة الناس . مرت شهور على هذه الحادثة لم تتحسسن حالة تامر خلال هذه المدة بل كانت تسوء أكثر فأكثر من دون أن يعرف الاطباء معرفة السبب حتى تم استدعاء الدّكتور خالد الذي تلقى المهمة بهدوء دخل الدكتور خالد الى غرفة تامر وأجرى له الفحوصات اللازمة فجمع مساعديه فقال: -لاأظن بأنكم أغبياء الى هذا الحد حتى لاتكتشفوا وجود جرع زائدة من دواء مجهول صحيح . تكلّم الطبيب (( سباستيان )) الذي يمتلك وجه أبيض وعينان زرقاوان وشعر أسود قصير جميل الشكل فقال : -لقد تم اكتشاف ذلك ياسيدي ولكن ؟! . تكلّم أحدهم بالنيابة عنه فقال : -ولكنه محصن تحصين كامل من قبل الشرطة لأنهم يقولون بأنه عنصر مهم في الجريمة المشهورة . -حسناً ،أعلموني بجميع مااكتشفتوه أو لاحظتوه . بدأ سبياستيان الحديث لانه أكبر رتبة من غيره : -سيدي ، لقد لاحظنا بأن هذه الجرع تزداد يوماً بعد يوم وقد تم اكتشاف ذلك بواسطة علبتين من الادوية نقصت بشكل كبير خلال مدة أقامة الشاب تامر في المشفى لكنّا لم ندخل بالأمر كثيراً ولم نتعمق بذلك خشية بأن نقع في مشاكل عديدة . هز الدكتور خالد رأسه بحيرة فقال : -هل هناك أضافة من البقية ؟! فأردف : -أذاً لايوجد شيء أريد كل واحد منكم أن أقابله منفرداً ليس للخصوصية ولا أن ألعب دور المحقق الذكي ولكن من أجل أن يقول كل واحد منكم كل شيء يجول بخاطره من دون خوف من أي أحد . انصرف جميع الأطباء من حوله فبقي وحيداً في غرفته يراجع أوراقه والفحوصات التي أجراها فلم يستطع أيجاد حلاً ولا معرفة لغز نقص محتوى تلك العلبتين ذهب الى غرفة تامر لتفقد مريضه ففوجئ باختفائه ووجد ورقة على السرير أخذ الورقة وبدأ بقرائتها ومما أثار فضوله جملة في الورقة تقول : -((أنا الذي خطفت تامر وأريد من الدكتور خالد القدوم منفرداً من دون أي مرواغة وألا سوف يتم أيذاء الضحية )) . جلس الدكتور خالد يعاود قرائتها مرة بعد مرة والدهشة تتملكه أكثر وأكثر لأنه يشعر بقرب هذا الشخص أغلق الدكتور خالد غرفة تامر وأعطى أمراً لكل الاطباء بأن لا يحاولوا فتح الغرفة أطلاقاً .غادر الدكتور خالد من المشفى متوجهاً الى منزله وعقله وكل حواسه مشتاقة لرؤية هذا الشخص لم يكن الخوف يتملكه بل كان الفضول من يتملكه نادى السيد خالد على زوجته ذات الشعر الاسود الطويل والطول المعتدّل والعينان البنيتان الجميلتين التي تدّل على حزم هذه المرأة وشدتها وعطفها ورقتها فلبّت ندائه بسرعة شديدة : -اسمعي ياأم عبد الله أنا ذاهب الآن لزيارة أحد الاصدقاء لربما لن أعود أبداً -ماذا تقول ؟ -لاتكترثي ، أنه مجرد كلام عابر هذه هي ميزانية هذا الشهر ثم أردف بعد أن ارتدى معطفه : -أنك أمرأة ذكية وتحسنين أدارةالاموال لذلك أضع البيت على عاتقك . -أعتمد عليّ يازوجي . أدار خالد مقبض الباب فاستوقفته زوجته وقالت : -انتبه على نفسك. -لاتقلقي من هذه الناحية لن تذهب تدريباتي سدى والآن أستودعك الله الذي لاتضيع ودائعه . استيقظ احد أولادها ذات السنوات الست فأمسك بيدها وقال : -ماما ، لقد تأخر بابا كثيراً -لاتقلق ياحبيبي سوف يعود . أتمنى ذلك . أرجعت الام طفلها الى سريره وجلست بجانبه حتى غط في نوم عميق لم تنم أم عبدالله فلقد كانت قلقة على زوجها وخاصة عندما أخبرها بأنه لربما لن يعود أبداً . لم يستقل السيد خالد سيارته وذلك بناءاً على الشروط التي كتبت في الورقة بل استقل سيارة أجرة أقلته الى المركز التجاري الكبير دخل السيد خالد الى الداخل وهو يحاول أن يشبع فضوله بمعرفة ذلك الشخص وبينما كان يتنزه في المركز قدم أليه أحدهم فقال : -هل أنت السيد خالد ؟ -من دون أدنى شك . -لم يرافقك أي أحد أليس كذلك ؟ -لا -هذا أمر حسن اتبعني . خرجا من المركز التجاري فاستقلا ((المترو )) للوصول الى منطقة غريبة لم يعرفها الدّكتور خالد التفت الشاب الى السيد خالد وقال : -هل أنت واثق من عدم مجيء أي احد معك؟ -نعم ، لماذا كل هذه الاجراءات ؟! -حفاظاً على الخصوصية -ماذا تعني ؟! -لاشأن لك بذلك ها قد وصلنا . تفحص السيد خالد المكان ووجده عبارة عن شقة هجرها أصحابها تتناثر عليها بعض الأوراق السوداء وكأنه مكان قد تعرض لحريق أهلك نصفه وأبقى على النصف الآخر بينما هو سادح في تأمل هذا المكان سمع صوت يناديه : -دكتور خالد هل عرفتني ؟ -لا ، لم أعرفك أذا خرجت من مكمنك لربما سوف تسعفني ذاكرتي في التعرف عليك . -هذا أمر غريب ، أتذكر مريضك الذي تعرضت يده لكسور طفيفة ؟ -لقد مرّت عليّ الكثير من الحالآت . -هذا شيء مؤسف ، أذاً أتذكر ذلك الشاب الغريب الذي لحقته من أجل توديعه . -ماذا ؟ لايمكن هل هو أنت ؟! -نعم ، أنا هو جابر علي . خرج من غرفة مظلمة وانتصب أمام السيد خالد بثقة فوقف شاب نحيل الوجه والجسم ذا شعر أسود طويل غير مرتب ولكنه يمتلك وجهاً وسيماً وعينان ذات نظرات حاقدة وغاضبة تقدّم السيد خالد خطوة الى الأمام لتتضح له صورة عجب ودهش لتغيرها خلال هذه الأشهر القليلة -جابر،لقد تغيرت كثيراً . -من أي ناحية يادكتور ؟ -من ناحية الشكل والوجه والنظرات وكل شيء -شيء جميل ، أتعتقد ذلك ؟! -دعنّا من هذا الآن ماهذا الهراء الذي كتبته على الورقة ؟ ألقى السيد خالد الورقة أمام جابر فنهض لالتقاطها وقهقه بصوت عال وقال : -مجرد مزحة ثقيلة -ماذا تعني ؟ بقولك بأنك أصبحت مشهوراً في عالم الأجرام ؟ جلس جابر على كرسي قد تهالكت بعض أجزائه فقال بصوت أجش : -شيء مقيت أليس كذلك ؟ -بالطبع ، كيف لك أن تتحول من تلك الحالة الى هذه الحالة وهل الأجرام فخر يفتخر به الانسان ياجابر؟! -ماذا لو كان الناس هم من لقبوك بمجرم وأنت لست كذلك ؟ -لم أفهم ماتعينه . -أعني ماذا لوكان الناس من لفقوا عليك تهمة خطيرة جداً وألقوها عليك من دون اكتراث وأنت لاعلاقة لك بذلك ؟ -وهل أنت كذلك ؟ . نهض جابر بقوة وقال بحزم : -أجب عن سؤالي أولاً وسوف أعلمك بكل شيء . -ربما سوف يكون شيء مزعج. -هل كلمة ((مزعج)) تكفي للاجابة عن سؤالي والتعبير عنه ؟! -بمعنى أصح بأن هذا ظلم أليم وعذاب قاسي وابتلاء شديد -وهو كذلك -مالذي جرى لك ؟ وأين أخاك تامر ؟ -العاصفة هبّت واقتلعت كل شيء . -العاصفة ؟ -أسرة السيد سمتس لم تعطنا مجالاً للهروب من هذه العاصفة -السيد سمتس ؟مالذي حصل معك ؟ أخبرني بكل شيء لربما سوف أساعدك . -قد قيلت بلسان غيرك ولكنها تحمل معنى أخر في القلب وكأنه يقول ((أخبرني بكل شيءفلسوف أغدر بك )) . انحدرت الدموع من جابر فكفكفها بقيمصه وقال : -دكتور خالد لم أعد أثق بأي أحد لقد أصبح الناس في نظري مجرد نفايات لايستفاد منها الا لقضاء المصالح . أشفق السيد خالد على حالة جابر فقال : -أنا أريد منك سرد الاحداث فقط . -لك ماأردت . بدأ جابر بسرّد قصته حتى توقف عند حدث من الاحداث ولكن السيد خالد شجعه على المتابعة فقال بصوت حزين : -مواجهة الموت لم يكن بالأمر السهل فمن المخيف بأن تهرب والنيران خلفك تلتهم كل شيء لقد كان أمراً مرعباً وفي النهاية سقطت الى حفرة وكنت أرى النيران فأيقنت بأنه لامفر ولكن في هذه اللحظة تفجرت ينابيع كثيرة من المياه أخمدت النيران وحمّدت الله كثيراً وكنت سعيداً جداً عندما كنت أهم بالخروج من الحفرة سمعت صوت وقع أقدام فأصيبت رجليّ بالتبلد عندما سمعت صوت كارل لم أنبس وبأي كلمة ولكني لم أعرف بأنه يعلم بأنني موجود هنا ألا بعدما سمعته ينادي : -جابر أو على الأرجح عائلة السيد علي لقد أنتهيتم للأبد . تم أخراجي من الحفرة وتقيدي وأجلاسي على كرسي يتوقد حرارة لم أكن أتألم لألم جسدي بل كنت أتألم لألم قلبي وأنا أسمع كل شيء جرى لأخواني استطعت الهرب بواسطة أحد رجال السيد كارل ولكنه قد قتل لذلك من الآن وأنا لاأستطيع العودة الى المنزل بسبب احتراقه لم أتصور بأن المآل سوف يكون في هذا المكان الخرب أني الآن نادم على كل شيء وافقت عليه ولكني لاأملك ألا الصبر والدعاء فهما سلاحان قويّان لايستطيع كارل الحقير بأن يحمي نفسه منهما . تألم السيد خالد لحالة جابر فقال : -لذلك لاتستطيع الخروج أليس كذلك ؟ -أنهم مايزالون يبحثون عليّ ولكني أنتقل من مكان الى آخر لربما في يوم ما لن تجدني هنا . -وأخاك تامر هل سوف يبقى معك ؟ -لاأعلم فأنا خائف عليه جداً -سوف يكون بأمان معي لاتقلق يجب على أخاك تلقي العناية الصحية اللازمة . -أني أفهم ذلك ، أنه الوحيد الذي بقي معي لذلك حافظ عليه يادكتور أرجوك . -جابر مازال هناك سؤال يدور في مخيلتي . -سوف أشبع فضولك أسرده علي -مامعنى بأنك دخلت عالم الأجرام ؟ -وذلك بسبب تهمة ألقيت علي عاتقي وهي بأنني قتلت زوجة أخي سامر . -وكيف ذلك ؟ -لاأستطيع الأفصاح عنها أبداً ولكني لن أيأس بالأنتقام من كارل وأعوانه . -وأذا أردت المساعدة هذا هو رقمي يمكن الأتصال بأي وقت تشاء . -جزاك الله خيراً ياخالد . -هل يمكنني الآن أستلام تامر ؟. نهض جابر ودخل الى الغرفة المظلمة وبعد دقائق خرج وهو يحمل اخاه تامر بين ذراعيه قام جابر باحتضان أخيه بشدة قبل تسليمه الدّكتور خالد استوقف جابر الدكتور خالد وقال : -أرجوك لاتخبر احداً عن اللقاء الذي جرى بيني وبينك هل تعدني ؟ -أعدك ياجابر . أرشد الدكتور خالد الى أقرب محطة ولكن الدكتورخالد فضّل بأن يتصل بصديقه ويقله الى المشفى لأعادة تامر الى غرفته وفي منتصف الليل سمع الدكتور خالد طقطقة عنيفة على الباب انزعج السيد خالد من ذلك فنهض وفتح الباب ففوجئ بالشرطي يقول له : -السيد خالد أنت متهم بقتل ثلاثة أشخاص في المشفى هيا قيدوه . انقض عليه ثلاثة من الشرطة ولكنه استطاع بمهارته التملص من قبضتهم والفرار من المنزل وهو غير مدرك لما يحصل انطلقت أصوات الشرطة وصفيرهم لتقتحم ذلك الصمت الهادئ وتنشر في قلوب الناس الذعر والخوف وبالأخص عائلة السيد خالد . قراءة ممتعة ^^"
__________________ / |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
Gıoώıу ώнάт ѕỉdє тнє йσỉѕє►ỉf ώэ ѕнυт υp | Saitama | قسم أخبار و أحوال الأعضاء و نشاطاتهم | 0 | 01-02-2014 12:34 AM |
موضوع خنفوشاري:: Єṿέяч ρเ¢тůяέ нάṽέ ǻ ḍเƒƒέяέйт Ṧтǿяч _ мเẋ ρเ¢ | [ριикό]~❥ | صور أنمي | 26 | 07-30-2013 04:26 PM |
тнe кιlleг]-1-яed Eчeѕ Dιѕтαηce ѕυиdoωη] | N E E M | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 230 | 07-06-2013 02:04 AM |
❀ ğнσѕт ωнιсн σссυяяεđ ιи łσνε / جمَآعِي ♥ | LoLa Senbay | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 932 | 02-03-2013 11:21 PM |
ĦθяяǿṜ » ♬ «Ŝсђǿǿℓ <~ روآٳآيتے / 2 | ملكهـ الآنميـ~ | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 30 | 08-18-2012 06:49 PM |