عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree486Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #146  
قديم 07-25-2015, 03:33 AM
 




الفجوة بين الماضي والحاضر كانت ذا أثر كبير وعميق في قلبه , فشتّان ما بينَ نفسه الآن وما كان عليه قبلاً .
لقد جاهد نفسه على التغيير ! حاولَ إصلاح ما قد كان عليه قلبه , بحثَ ونبشَ عن مصدر ما يبقيّ الابتسامة دائمة على شفتيه, أرادَ أن يكونَ مثلَه ! , أن يزرع بعضاً مما فيه في قلبه ويرويها حتى تتأصل فيه وتكونَ من سماته .

لقد كانَ بحق فضيعاً في تلك الأيام .. عندما كان يصرخُ في وجهه, يعانده , يسببَ الأذى له , ينسب كلّ المشاكلِ بإصبعه نحوه , يحرضَ الجميع عليه , يُحذرُ أخته منه !
وفي المقابل
هوَ يبتسمُ.. يتقبل.. يضحي .. يلينُ معه .. ويمسكُ بيديه ! .
لذا هو اختارَ بقراره الابتعاد عنهما عندما سنحت الفرصة التي اختلقها هوَ لهم للهروب من ذلك الجحيم العفن ! .
وقرر أن يبدأ بنفسه رحلة التغيير ..



ـــــــ


شعرَ بنسائم الصباح الزكية تلطف الجوَ من حوله وتتخلل إلى أعماقه وكأنما هي تريد الولوج لنفسه لتستمع لما يفكر فيه .. فهوَ لا يزالُ يسترجعُ تلك اللحظة عندما تبادلا الحديث سويةً وأخرجَ فيها شيئاً من مكنون قلبه , لقد ذكره ذلك بما كانَ يريده وأعادَ له ذلك الشعور.
ـ صباحُ الخير إيفان ! .
رمشت عيناه عندما تهادى ذلك الصوت لسمعه واستخرجه من أعماق تفكيره , التفت ليرى من يلقي عليه التحية .. فانعكست صورة كبيرِ خدم قصر ماليان في عينيه ..
هو حقاً كاد أن ينسى ما حدث ! لا تزالُ تلك الليلة التي دعاه إلى مائدة العشاء مختزنة في جزء من ذاكرته .
الفتاة التي تعمل معه في نفسِ المطعم و من دلته إلى هذا المكان وأصبحُ يسكنُ بالقرب منها .. من يقفُ أمامه هو والدها ! ..
جلسا سوية خارجَ المبنى على كرسي قديم يطلَ على جدار متهالك .. كان إيفان يختلسُ النظر في كل مرة إلى شانون بتردد واضح فلم تكن تلك الليلة هي المرة الأولى التي تقابلا فيها !..
فلسانه الآن يريدُ السؤال ومعرفة الحقيقة ولكن بذرة الاحترام والوقار التي زرعها في قلبه تمنعه من إلقائه دونِ أي مقدمات .
ـ جولي إنها ابنتي وثمرةُ فؤادي ! .
هذا ما نطق به شيمون ليبدد من تساؤلاتِ من بجانبه , فحتى ولو لم ينطق إيفان ويسأله فقد عرفَ من بريق عينيه التي تستجدي كشفَ الفضول .
لم يتوقف شيمون عند تلك الجملة فقط بل تابع يسردُ عليه بصوتِ صادق ينبعُ من أعماقِ قلبه .
ـ عندما بدأ المرض يأكل جسد زوجتي العزيزة شيئاً فشيئاً .. لم ترضى أن تفارقَ جنينها آنذاك بل أرادت أن يتذوقَ طعم الحياة في الخارج مثلها ولو على حسابِ مرضها وتألمها .
وقفتُ عاجزاً .. تمنيتُ لو أنّها تستطيع أن تقاسمني ولو القليل مما تشعرُ به ...
أردت حقاً أن ينسكبَ كله بداخلِ جسدي بدلَ جسدها الذي ينبضُ بداخله حياةً أخرى .
توقفَ شيمون لوهله واحتضن رأسه بكلتا يديه وكأنما بذلك كانَ يسترجعُ تلك اللحظات الصعبة الآن بداخله .
ـ تراكمت عليّ أقوال الأطباء التي كانت تنعدمِ من تشبعها بالأمل وخيوط التفاؤل .. في كل مرة يزيدون من همومي .. بأنه لا أمل في كليهما.
وكانت النتيجة بأن يئست ! .. وصرتُ أبكي كمن فقدها كل ليلة .
شقت وجهه ابتسامة سعيدة ورفعَ رأسه ليتابع كلامه .
ـ فأرسل الله لي في غمرة كل ذلك اليأس الذي تلبسّ بي , شخصاً أنارَ لي حياتي المعتمة وغسلَ قلبي بماء الأمل المعطر بالتفاؤل .. فابتهجت الحياة أمامنا .. وتكفلّ بعلاج مهجة قلبي في أرقى الأماكن فبدد بذلك كل سلبيات أفواه أولئك الأطباء الذينَ قابلتهم .. وعشنا سوية حتى سمعنا صوتُ بكائها الحلو الذي أخذَ يملأ أركان بيتنا .
وكأنما حروفه تلك والتي كانت تنسجُ له قصة من الماضي تشابه في حياكتها حاله الآن والتي أيقنَ بها إيفان ما إن سمعَ جملته التالية .
ـ لذا ها أنا أردُ الدين فلعلّ بقائي بقربه ابنه يخففُ قليلاً من أثرِ نزفِ قلبه المجروح .
وهكذا تبددت التساؤلات في داخلِ إيفان عن شخصِ شيمون الذي يعملُ مع صديقه العزيز .
تبسمَ شيمون ورفعَ يده ليضعها برفقِ فوقَ رأس من بجانبه فهو الآن يمتلكُ ضِعفَ فضوله .. لذا فها قد حانَ دوره هو الآخر .. فلا زالت صورة رولند تنعكسُ دوماً أمامَ ناظريه .
ـ وماذا عنكما !؟ .
نتبه إيفان لقصدِ شيمون بسؤاله الذي طرحه والذي يحتوي على كلمتين فقط ! ..
ماذا عنكما ! إنه يشيرُ إليه وإلى صديقه رولند ! ,
لم يعرف إيفان من أينَ يبدأ وكيفَ سيرتبُ إجابته ويصيغها له ! فهو بالفعلِ سؤال صعب إن أرادَ أن يقرر أن يجيبه منذُ نقطة لقائهما ,
عرفَ بينما هوَ في غمره صراعه في نفسه بأن الحديث سيطول ! وسيفتحَ ذلك ماضيّ لطالما كرهه وكره نفسه فيه لذا قالَ له باختصار .
ـ أصدقاء منذ الطفولة .
هذا ما نطق به إيفان وعليه الآخر ابتسامة تشابه تلك التي رسمها شيمون من قبل .
ـ افترقت عنهما لبضعِ سنوات ثمّ عدت مرة أخرى .
ترددت في مسامع شيمون كلمة عنهما .. أيّ أنه ليسَ إيفان ورلند فقط ! بل بقيّ هنالك طرف آخر وعندما أرادَ السؤال عنه حتى سمعَ صوتَ ابنته .
قدمت جولي مسرعة وهي تلهثُ من شدة ركضها فقد كانت تبحثُ عن والدها منذُ فترة من الزمن , التقطت أنفاسها وهي تضعُ يدها فوقَ صدرها فلعلَ نبضاته المضطربة التي كانت بسببِ ركضها تخفُ قليلا , ما إن تحقق لها ما أرادت حتى نطقت بعتاب.
ـ أبي !! لقد كنتُ أبحثُ عنك , لا تخبرني أنك نسيتُ بأننا سنذهب ! .
ما إن وقعت عيناها على الشاب الذي مؤخراً جاء للعيش وهو يسكنُ بقربِ شقتها حتى تفاجأت فهي لم تتوقع أنّ والدها سيدخلُ في محادثات معه ..
ـ عزيزتي .. أريدُ حقاً أن أرى الشخص الذي سيختاره قلبك حتى يصبحَ سنداً لكِ.
احمرّ وجهها سريعاً ما إن تذكرت جملة والدها تلك .. وظنت بأنّه الآن يجلسُ بقربه لأجل ذلك .. لذا أمسكت بذراع أبيها ونطقت وهي تحاول سحبه معها لتبتعد عنه .
ـ يجبُ علينا الذهاب الآن .
ضحك شيمون لتصرفِ ابنتها وانفعالها الآن بهذه الطريقة ... لذا استقام واقفاً وودعَ إيفان الذي كان صامتا يراقبُ ما يحدث وهو لم يستوعب شيء بعد .
ـ بما أنه اليوم عطلة لها سنذهبُ في جولة حولَ المدينة , أتريدُ الذهاب معنا ! .
قالَ جملته الأخيرة بمزاح فعرفَ إيفان مقصده فها هو وجهه جولي قد تلوّن بالكامل باللون الأحمر وهي تحاولُ نهيّ والدها .
ـ أبــــي !!!.
أظهر إيفان ابتسامة على شفتيه وهو يراقبها تمشي مبتعدة برفقة والدها وهي تعاتبه فقد كانت لطيفة في ناظريه بخجلها ذلك .



ـــــــ





في شقة ميدوري .

تجلسُ أمام المرآه وهي تنظرُ لشعرها الذي طالَ قليلاً حتى أصبحَ يلامس أعلى كتفها فقد قررت أن تقلل قليلاً من طوله وهذا ما كانَ فعلاً فها هي بدأت تحركُ إصبعها الذي يحملُ المقص باحترافيه حتى حققت ما أرادته وعادَ شعرها لما كانَ عليه منذُ أن قدمَ رولند لزيارتها أول مرة مع التوأمين .
ـ أختي لقد قصصت شعرك !! .
هذا ما نطقت به لين بتعجب طفولي وهي تشيرُ بأصبعها نحوَ يدِ ميدوري التي كانت تجمعُ بقايا خصلاتها المتناثرة .
ابتسمت ما إن سمعت صوتها والتفت نحوها فهي لم تشعر بوجودها عندما دخلت .. أمسكت بطرفِ شعرها وما لبث أن قالت متسائلة .
ـ أليسَ هكذا أجمل ؟! .
أومأت لين برأسها وعينيها بدأت تفيضان لمعاناً وهي تحدقُ بالمقصِ الذي تحمله ميدوري لتعيده لمكانه .
لمحت تحديقها الشديد بشعرها القصير وبريقِ عينها تلك .. ابتسمت ضاحكة واقتربت منها وإصبعها لا زالَ يحملُ المقص .
جلست بقربها وأمسكت بجزءِ من شعرِها الأشقر الطويل أخذت تحدق به لفترة و مالبث أن أمسكت بوجهه لين بكلتا يديها وسألتها بجدية وقد فكرت في الأمر قليلاً .
ـ ما رأيك لو أقوم بقصه لك ! .
تفجرت السعادة بداخلِ لين ونطقت بصوتِ مغمور بالفرح .
ـ حقا , ستفعلين ذلك !! .
أومأت لها ميدوري بسعادة فرفعتها بذراعيها بكلِ خفة وجعلتها تجلسُ على السرير ..
في تلك اللحظة دخلِ لير فقد تأخرت أخته التي أرادت أن ترى ما تفعله أخته الكبيرة ثمّ تعود إليه .
ما إن رأى ميدوري تجلسُ خلفَ توأمه وهي تمسكُ بشعرها الطويل حتى لمحته و أشارت بيدها إليه بأن يقتربَ منها.. فأومأ برأسه وأخذَت عيناه تراقبُ بفضول ما تفعله .
أخذت لين تستمع لصوتِ المقصِ وهي تغمضُ عينيها بسعادة وكلها فضول لمعرفة كيفَ ستبدو .
بعد عدة دقائق .. انتهت ميدوري وبدأت بتسريحِ شعرها الذي قصته .. كانَ لير ينظرُ بتمعن لخصلات شعرِ أخته والتي أصبحت قصيره إلى أسفل رقبتها مثلِ ميدوري تماماً .
توردت وجنتيها بسعادة بالغة وهي تنظرُ لنفسها في المرآه التي ناولتها لتنظرَ لشكلها .. فقد تغير شكل لين قليلاً وأصبحت أجمل بكثير .. خاصة بغرة شعرها التي انسابت على جبينها .
ـ هـ.. هل أبدوا أفضل ! .
هذا ما قالته بخفوت وخجل كبيرين وهي تفركُ يدها الصغيرة .. وضعت ميدوري يدها على رأسها وهي الأخرى سعيدة فكأنما قامت بإنجاز جميل وكبير وقالت وهي تغمز للير الذي لم يكف عن النظر إليها .
ـ أخبرها بذلك ! .
كان لير بالفعل متحمسا وما إن سمع تلك الجملة حتى اقتربَ منها ونطق بانفعال كبير وعينيه قد أعجبتا بما قامت يد ميدوري بفعله .
ـ جميل !! أصبحت جميلة أختي ... وكأنما قامت بإلقاء سحر عليك ! .
لم تستطع ميدوري كتمان ضحكها بعد سماعها لجملة لير التي نطقها بحماسة شديدة فهو في نظرها خجول أكثر من لين نفسها وقد فاجأها ما قاله ..
خرجا من الغرفة سوية ليكملا اللعب ... فاستدارت ميدوري نحو السرير لتحمل باقيا خصلات شعرِ لين الشقراء .. أمسكتها بيديها ونظرت لها بتمعن .. فقد كان لونه جميلاً في ناظريها .. ويجذبُ أنظار الجميع إليه
وما لبث أن نطقت بدونِ شعور منها وهي تمعنُ التفكير.
ـ يتيمان ! .. أنا بالفعل لا أعرفُ شيئاً عنهما .

ـــــــ

أصواتُ الزحامِ تخنقُ الأجواء على الشارعِ الذي تمتلأ جنباته بمحلاتِ ومراكز للتسوق .. وهنالك من يعملُ بجد في المكان الذي قرر أن يكونَ فيه .
فها هو ينظرُ إلى فتاتين ظهرت عليهما رغبة في شراء إحدى الحلي الفضية , لكن يبدوا أن هنالك خلافاً بينهما على شيء ما لاحظ من خلاله رولند أنه بدأ يتطور شيئاً فشيئاً ..
تقدم باتجاههما وحياهما بتهذيب , فنظرا إليه وقد عزمت كل واحدة على ما أرادت ونطقتا بصوتِ واحد .
ـ من فضلك أليست هذه أجمل ! .
كانا يشيران بإصبعهما إلى عقدين مختلفين في الشكل , وبهذا عرف رولند سببَ ذلك والذي تجلى ما إن نطقت إحداهما .
ـ ستبدو أفضل عليها سيناسبها هذا أفضل .
ـ كلا .. هذا شكله أجمل و سيكونُ لطيفا عليها .
وهكذا ابتدأ الشجار بينهما ... أخذً رولند ينظرُ للعقدين المختلفين بتمعن .. فقد كان لكل واحد ميزة .. فهذا مزينِ بكريستالات لامعة وهو متوسط الطويل , والآخر قصير مزين بورود صغيرة ملونة أضفت جمالاً على العقد .
طرأت في باله فكره فتقدم منهما وقالَ بتردد :
ـ أرى بأنكما تريدان أن تقدماه هدية لأحدهم .
أومأ برأسيهما سوية , فسعد رولند لذلك وقال محاولاً أن يفضي ما يحدث بينهما بكل هدوء .
ـ هل تمتلكان صورة لها .
استغربت إحداهما من طلبت بينما الأخرى أجابته بالإيجاب وأخرجت من حقيبتها صورة صغيرة تجمعهما بها . .
أخذَ رولند يحدق بها قليلاً .. وإلى شكل وجهها بإمعان... ثمّ التفت للعقدين ونظرَ إليهما وما لبث أن نطق وهو يشيرُ إلى العقد المزين بالكريستالات .
ـ سيكونُ هذا أفضل عليها .. فهوَ يناسبها أكثر .
دهشت أحدهما ونطقت بفضول .
ـ وكيفَ علمت ذلك !! .
بدى رولند بالفعل وكأنه كان محترفا في ذلك , فأخذَ يسرد لهما السبب .. و أعطى رأيه لهما عن كل ما يناسبِ كل واحده منهما
خرجا وهما يحملان ما أشارا عليه وقد بدت عليهما السعادة والرضى فقد رضوا بحكمه تماما .
استغرب من بجانبِ رولند من خبرته تلك فتملكه الفضول فهو يعلم أنه لم يعمل قط في مثل هذه المحلات فبادرَ بسؤاله .
ـ يبدوا أنّ لديك خبرة في ذلك .
التفت ما إن سمع اطرائه وأجابه بتواضع .
ـ ليسَ تماما .
في تلك اللحظة تهادى سريعاً لذاكرته صورة امرأه ظهرت في مخيلته وكأنما هذا الموقف أخذَ يخبره سببَ ما تحدث به, ابتسمت شفتيه فقد مرّ وقت طويل منذُ أن تذكرها .
عادَ ليكمل عمله فقد فرّق بينهما الزمن كثيراً ولم يعد هنالك داعِ في أن يستحضرها أو حتى يتذكرها ! .

ـــــــ

ـ ملل .. ملل ... ملل .
هذا ما تردده وهي تنظرُ لحركة التوأمين أمامها , فـ إيفان منشغل في عمله وكذلك رولند الذي كان يغيبُ لفتراتِ طويلة, فلا يبقى معهم سوى فترة الصباح ووقت الظهيرة عندما يعودُ بالتوأمين ثمّ يغيبُ إلى أين يحين موعد العشاء و النوم .
واليوم هي لم تذهب إلى الجامعة لعدم وجود أي محاضرات لها , أيّ أنها متفرغة كليا .
أخرجت تنهيده عميقة فما أرادته قد تحقق اليسير منه ,فيبدوا أن أمنيتها العميقة لم تكتمل , فقد بدى لها أنّ رولند بغيابِ سيده الذي يخدمه لم يتحرر , بل والغريب أنها علمت من خلالِ تقاسيمِ وجهه التي يأتي بها كل ليلة حيثُ التعب والمشقة التي تتضحان عليه وكأنما هو لديه جبلٌ من الأعمال .
ـ مرت ثلاثُ ليالِ منذُ تلك الليلة .
هذا ما همست به وهي تتذكر تفاصيلها , حيثُ الشعور العميق الذي دائماً ما يتجدد ويعيد لها الذكريات السيئة ! ,
هي أخيراً قد انفكت وتحررت من طياتها بل وأخذت تمحو صفحاتها , فحياتها الآن أجمل وأسعد ولا شيء يعكرُ صفوها فبقربها كلٌ من الحبيب والصديق والأخ
لكن لا زالَ هنالك جزء منه لا زالَ باقِ فيها ولم يمحى ما ظلّ من ينبضَ قلبها له يتألم ويسترجعُ ذلك الوجع !
تتمنى من كل أعماقِ قلبها أن يتخلص منه كما فعلت هيّ , لكن لسانها يربطُ بالسكوت والصمت ما إن تلتقي أعينهما .
هيّ حقاً تريدُ معرفة ما يفعله وأيّ عملِ هو يشغله في جميعِ يومه .
ولكن قبل كل شيء يجبُ عليها التخلص من حالة الملل التي تتلبسَ في الجوّ الذي تتنفسُ فيه الآن وهذا ما بادرت في فعله فها هي قد وقفت ترفعُ ذراعها عالياً قائلة للتوأمين .
ـ من يريدُ القيامَ بنزهة !؟ .



ـــــــ

تراءى لناظريه بينما هو يسيرُ عائداً منظرَ الفتيات وهم يهرولون إلى مكان ما , انتشى قلبه برؤيتهم وسارَ بخطواتهم إلى حيثُ يقصدون فلا يخطفُ ناظريه سواهم ,
حلت في نفسه الدهشة عندما رأى المكان الذي يتوقفون عنده , لم يصدقَ باطنه ما يراه فمنذُ متى ومحله هذا أخذَ يكتظُ بالفتيات ! , ليسَ ذلك فحسب بل أنهم يخرجون وهم يحملون مشترياتهم بينَ أيديهم , شقت شفتيه ابتسامة أفرجت عن أسنانه الصفراء
وامتلأت نفسه فخراً وهو يخطو بقدميه داخل أرضيه ملكه حيثُ تجارته الجديدة وكله غرور بأنّه الآن سيستقبلُ أولئك الفتيات وربما تقعُ إحداهم في شراكه .
لكن ما رأت عينه كانَ خلافَ ذلك , فالجميع يصطفونَ أمام الخادمِ الذي استأجره من ميلان !
اقتربَ من العاملِ الآخر الذي كانَ مشغولاً بتغليف كمِ من مشترياتِ زبائنه من الحليّ وسأله بفضول ليعرفَ السر فيما يراه .
ـ ماذا حدث !؟ .
ـ يبدوا أنّ لذلك الشاب خبرة في معرفة ما يناسبهنّ .
استبشرت نفسه ما إن رآه يعملُ بجد وأخذَ يقتربُ من زبائنه مرحباً بهم ومفتخراً بأنه هو الرئيس في محاولة منه ليتقربَ منهم .
وهكذا مرَ الوقت سريعاً بمبيعات أدهشت وأثلجت صدر جايد وهو يعدُ النقود التي ربحها في ليلة لم يكن يتوقع أنّ مثلها ستمضي في حياته .
التفت نحو رولند الذي أخذَ يرتبُ المكان قليلاً مع الشخصِ الآخر استعدادً لإغلاق المحل .. اقتربَ منه فشعرَ به.
وبدلَ أن يتلقى الشكر والتقدير على ما فعله وساهمَ به من رئيسه .. جاء بمحورِ آخر مختلف وهو يمسكُ بكلتا يديه قائلاً له بشغف .
ـ تلك الفتاة صاحبة الفستان الأرجواني , أيضاً التي كان تحملُ زينة شعر حمراء .. والاخرى..
لم يعلم رولند عن ماذا يقصد بكلامه سوى أنّه عرفَ فقط أنهم كانوا من زبائن هذا اليوم فأتته الإجابة سريعاً .
ـ تعرّف عليهنّ .. لقد أعجبت بهنَ , ليسَ فقط أولئك ... بل دعني أتذكر .. .
وهذا ما فعله جايد فها هو يضعُ يده على رأسه وهو يفكر بجدية في المزيد ممن التقطته عيناه .
لم يهتمّ رولند بما قاله .. بل تحدث للشخصِ الآخر الذي معه يستأذنه بالخروج فقد انتهت فترة عمله .
لم يشعر جايد سوى باختفاء ذلك الشاب من المكان ومغادرته فقد كان يفكرُ ويسترجع من رآهم اليوم , لم يغضب كثيراً فلا زالت الأيام مقبله بما أنّ ميلان لم يعد بعد وسيحصل على الفرصة حتماً كما أيقن ! .

ـــــــ

رغمَ انتهاء وقتِ عمله في ذلك المحل وحلول المساء إلا أن رولند لم يعد بعد , بل أخذَ يتردد بين الفنية والأخرى هنا وهناك يعملُ بجد ..
لقد استطاع الحصول على وظائف في تلك الأيام القصيرة التي مضت تكمن في توزيع الصحف صباحاً , توصيل البيتزا , نقل بعضِ الأثاث , مساعد في محلِ وجباتِ سريعِ على الطريق ..
كل هذه وزعها بشكلِ فَذ وقسّمها بينَ أوقاته جيداً وهذا يفسر غيابه وتساؤلاتِ ميدوري التي كانت تطرأ في بالها ..
فالطفل الذي رآه في ذلك اليوم لم يفارق مخيلته بينَ كل حين .. وسماعِ توسلات تلك المرأة الكبيرة لا زالت ترنّ في أذنيه
ومن أجلِ ذلك هو قررّ مساعدتهما حتى لا تكرر مأساته التي عاشها كما كانَ في نفسِ موقفه منذُ سنين مضت .

ـــــــ

حل صبحٌ جديد وانقضى يومٌ بأكمله بسطوع شمسه , وها هي تقفُ في منتصفِ ساحة الجامعة تنفخُ خديها في دلالة على الغضب الذي تكنّه في صدرها على ما حدثَ بالأمس .
أخذت التوأمين في نزهة لحديقة المدينة ! , عادَ إيفان وحظيت معه بمحادثة ليلة برفقة لين ولير اللذان شاركها فيها ! , تناولا طعام العشاء سويةً بعدِ انتظار طويل له وبالنهاية لم يعد إلا متأخراً بعد منتصفِ الليل ليسَ ذلك فحسب فبينما كانت تنتظره جالسة بقربِ الباب سرقَ منها النومُ يقظتها وأرسلها لعالمِ الأحلامِ بدون شعورِ منها .

سألته عندما استيقظت مرارً وتكرارً عما أخرّه فلم ينطق لها رولند سوى بكلمة واحدة وهي العمل مع ابتسامة جميلة سلبت فؤادها وهذا ما زادها إصراراً في معرفة ما يفعله ومراقبته عندما تحينُ لها الفرصة .
وهذا ما أنتج عنها تلك الملاح التي تظهرها على تقاسيم وجهها وهي تنتظرها كما كانت هي بالأمس .
ـ لم أجدها في أيّ مكان ! لم تأتِ بعد .. هذا غريب .
محت الغضب الذي كسى وجهها ونطقت جملتها بقلق وهي تنظرُ هنا وهناك بحثاً عن أليسا, رأت صديقاتها اللاتي دائماً ما تراهنّ يحادثنها فاقتربت منهنّ بتوتر فهي لم تحتك مع أي شخصِ منهم , فقد اكتفت وبكل صدق مع صديقتها اليسا التي ارتاح قلبها بتواجدها و اطمأنت نفسها بقربها .
أمسكت بذراعِ إحداهنّ وسألتها بخجل وارتباك فهي لن تقفَ هكذا منتظرةً ظهورها أمامها بل سارعت بقولها .
ـ ألا زالت أليسا في غرفة الدراسة ؟! .
أومأت لها نافية وأجابتها بجملة أقلقت قلبها .
ـ لم تحضر اليوم فقد تغيبت عن بعضِ المحاضرات .
عادت أدراجها خائبة وقد تأكدت بالفعل بعد سؤال العديد منهم بأنها لم تأتِ .
روادها القلق والشغف لمعرفة السبب , فهي تفتقدُ ابتسامتها وصوتها الطفولي الذي تحادثها به , لكنها لم تملك شيئاً يدلها على ذلك , فهي لا تعرفَ مسكنها حتى تقومُ بزيارتها ولا أي معلومات سوى أنها صديقة لها ! .
ولم يكن عليها سوى أن تمضِ لقضاء وقتها وحيدة فليسَ لديها الجرأة بعد في مخالطة الناس .

ـــــــ

وعلى ما شعرت به ميدوري , فها هوَ إيفان سعيد في عمله , فأخيراً سنحت له الفرصة بقربِ جولي .. فهي قد قللت من فتراتها منذُ أن قدمَ والدها بحجة أنها تريدُ قضاء المزيد عنه .. وهي اليوم متواجدة .
ليسَ ذلك فحسب , بل أنّه اليوم الذي سيقدمٌ فيه ألفريدو أيضاً كما هي عادته حيثُ ينظمُ لطاقم العمل ...
لذا كان نشيطاً وتملأ نفسه البهجة وهو يقدمُ الطعام للزبائن ويرحبُ بهم ...
وبينما الجميع في غمرة انتظارهم لمديرهم حيثُ يعملون بجد حتى تلقت السيدة روزا اتصالاً هاتفياً غزى القلق وجهها لما سمعته,
لتنطق قائلة بقلقِ شديد مفسرة ما أبدته عليه وهي تنظرُ لـ إيفان وجولي اللذينِ اقتربا منها ما إن لاحظاها .
ـ ألفريود .. أُدخل إلى المشفى !!


نهاية الفصل الخامس عشر ,




التعديل الأخير تم بواسطة ζ ـبر وردي ღ « ; 07-25-2015 الساعة 03:44 AM
رد مع اقتباس
  #147  
قديم 07-25-2015, 04:12 AM
 
روووووووووووووعة في انتظار المزيد من ابداعاتك
إيِوِيْن؛ likes this.
رد مع اقتباس
  #148  
قديم 07-25-2015, 08:38 PM
 
يووووووووووووو انا ثاني وحده راااائع
لسى ما قرات البارت بس بعد ما اخلصه بتكلم عنه *-*
الي عوده بعد القراءه
jean03 likes this.
رد مع اقتباس
  #149  
قديم 07-25-2015, 09:05 PM
 
جميلة جدا
إيِوِيْن؛ likes this.
رد مع اقتباس
  #150  
قديم 07-25-2015, 09:16 PM
 
اووووووووووووووووه بارت رووووووووووعه *-*ابداااااعاتك
شوقتينا *-* حراااام متى ينزل البارت الثاااني ؟؟
المهم عجبني*-* البارت كثير بس اللي احزنني انه مافي كثير عن رولند
ميدروي فضوليه كثير هههههههههه مثلي
*-* حلووو حلوو بليز قوليلي متى تنزليه لاني دخلت صدفه اليوم ولحسن حظي لقيته
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
روايـــة..حــــلم فـــوق السحـــــآآب ŔowlЄy أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 169 03-02-2015 03:55 AM
رواية خادمي كان صديقي ƬăẂăǤ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 7 08-19-2014 11:57 AM
بقيتَ ولا كانَ الزمانُ ولا بقى ǻ ץ Ł ı ļ ● قصائد منقوله من هنا وهناك 3 08-04-2013 04:01 PM
صديقي مهما فعلت .. تبقى صديقي ...:: اريج العمر مواضيع عامة 5 03-01-2009 05:01 PM
صديقي مهما فعلت .. تبقى صديقي ...:: اريج العمر مواضيع عامة 5 10-25-2008 08:55 PM


الساعة الآن 01:46 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011