#181
| ||
| ||
إن ضربتك الحياة بسوطها المرير من خلالِ مواقفَ مشابهة فلن يشكلَ ذلك فرقاً , سيصبحُ اعتيادياً لديك في الظاهر وكأنما هوَ مجردُ روتين قد عايشته من قبل وليسَ غريباً . سيكون ذلك كذباً إن مر كشيء اعتيادي دونَ أيّ تأثير .. ففي العمق حيثُ النفس والقلب يكمنُ الجرحُ الخفي . كما الحال مع ما يعيشه وأجبرْ نفسه على الاستسلام .. جُلّ ما يصبرُ به نفسه جراء كل ما يتعرضُ له هو أنه كما يظنّ بسببِ خطيئة ارتكبها .. لذا ليستقبل سمعه كل ما يُقال وليتقبل كل يصير له . فئات من المال انهمرت عليه واستقرت بقربه في موقفِ لم يتمناهً أبداُ.. و بركان الغضب الذي خلفه لا زال يرمي بحممه الحارقة. لم يتمنى أن تكونَ عودته على هذا المشهد الذي سيرسم له صورةً بأنه مجرد شخص لا قيمة له . بعدما عاشَ فترة عصيبة بسببِ المال هوَ لم يعد يهمه إن كان يمتلكُ بعضاً منه ، ولم يتطلعْ إليه كشجعِ من قد قابلهم . ولكن من أمامه لن يفهم أبداً و منسوبُ الغضب في دمه قد ارتفع . ـ التقط مالك الذي ستجوع مالم تأخذه . قالها ساخطاً صارخاً .. فما يراه منه يصحصحُ أقواليل الناس وإشاعاتهم التي تدور حوله ، يعامل الخدم الذي يعلمونَ تحت يديه بجفاء وقسوة حتى أنّه لا يكفُ عن ضربهم وتذليلهم بل ويحرمهم من الطعام والنوم ! . صمتٌ مهيب حل بينَ الثلاثة.. لا يسمعُ فيه إلا صوتُ تنفسه الحارق أعين من بجانبه قد شخصت من توتر المكان حتى أن جبينه بدأ بالتعرق وهوَ يرى لأول عِرقَ من أمامه المشتعل ... صحيحْ أنه قد زاره مراراً, قد رأى استياءه وامتعاضه التي تظهر في ملامحه .. ولكن مثل ما يحدث الآن .. هي المرة الأولى . أسرع بخطواته نحو الباب ليغلقه حتى لا يصلَ إلى مسامع الجميع المشاحنة الرهيبة التي تحدث أمامه .. ولم يتردد من إظهار ابتسامه قبيحة بيّنتْ كثيراً خباثةَ نفسه رغم دقات قلبه التي تنبض بتوتر . بكلِ صبر وهدوء يخيمُ على رولند أخذ يجمع النقود المتناثرة من حوله أمامَ نظرات من خلفه التي يشعرُ بها . لن يبرر لن يفسر .. بل ولن يرد عليه ، يكفي ما فعله في السابق من تبريرات .. لا زالَ أثر ذلك مطبوعاً كجرحِ لم يلتئم , فكم من المرات قد صدحَ بصوته حتى يبرر أفعاله , أن يُبيّنَ خلافَ الناظرِ إليه . ولكن هيهات .. لم يجني عليه فعله ذاك إلا شدّة البؤس ولو أنّه تعلمَ لغة الصمت آنذاك لسلمَ ورضىَ . وما الموقف الآن إلا شيء بسيط من صغائر الحياة ومن مواقفَ عصيبة قد مرتْ به فماذا إن ظنّ به ما يريد !؟ . في أثناء ذلك الصمت الثقيل أراد الغاضبُ أن يرد عليه أن يزيد النارَ حطباً حتى يبرد حرّته.. لكنْ لم يحصل أي شيء ! ..وبقي الصمتُ سيدَ المكان . هل جربَ أحدكم يوماً أن يكون في قمة العصبية وأنه الصحيح فيما يقوله ثم في لحظة يهوي ويَسكنْ لأنّه تذكرْ شيئا كان هو السبب في فعلِ من أمامه ! . هذا ما حصل معه في تلك اللحظة فقبلَ أن يقدمَ على خطوة أخرى مغفلةُ بشعوره الكاسح .. حتى استرجعت ذاكرته أول يومِ قدمَ فيها ومرت كشريط أعيد في ثواني قليلة . تقدم نحوه ما إن استحضر ما قاله له حينها .. وكأنما كلٌ غضبه قد امتصَُ جميعه وَ خُتِم . أول ما فعله هو أن أمسك بشعيراتِ رأسِه حتى يجعله يلتفُ نحوه وينظرُ إليه يريد أن يتأكد إن كانْ له سببٌ في فعله .. وقلبه يتمنى ألف مرة أنْ يكونَ مخطئاً . نظراتٌ باردة كان أول ما رأها في عينيِه الزرقاوين الداكنة .. نظرَ إلى هيئته .. ملامحه الجامدة التي لا تبالي بغضبه ولا يظهر بها أي تأثر بما هوَ فيه . نطق بصوتٍ جهوري وكأنما يقومُ باستجوابه . ـ هل حقاً لم تمسَ المال الذي دفعتُ به في تلك البطاقة وأبقيتها لتلك الحشرتين ! . نظرة صامدة وصادقة هي كل ما رأى انعكاسها فعرفَ من خلالها أنه أوفى بوعده .. لم يتوقع ذلك .. لقد كانَ مجردَ هراء تفوه به حتى يضيق عليه الخناق في تلك المقابلة حتى أنّه نسي الأمر برمته . لم يجعله ذلك يتأثر حتى وإن كان فعل ما قال له وصدقَ به ، فقد اشترط عليه في أول يوم كنوعٍ من الضغط والتحدي أن يعمل لديه وأن يكونَ المال للطفلين الصغيرين اللذينَ جاؤوا معه ولن تمسَ يده منه شيء . أرخى أصابعه يديه التي كان تشدّ عليه .. ونطقَ وهو ينظرُ لحالته المزرية والتي لا تزال تحافظ بكل صلابة على هدوئها . ـ لتجمع مالك أيها الحثالة . رفع رولند أصابع يديه يخلخل بها شعره حيثُ المنطقة التي شعرَ بأنها ستنتزع وتابع التقاط بقية المال الذي تناثر . فما أجمل الصمت في حرمِ الجدال .. ستقي نفسك من مساوئ الكلام وسيجعلَ كل مشاحنة .. تختفي تدريجياً . ما إن انتهى من ذلك تحت نظراتِ من أمامه حتى أخذ بكل حكمة يعدّ المال و يقدرَّ مستحقه خلالَ الأيام المنصرمة .. مستعيناً بما أخبره العامل الآخر من مستحقات مرتبه التي يحصل عليها .. وبما أنه لم يمر شهر كامل على عمله هنا لذا فمرتبه سيكون أقل بكثير .. أخذ وريقات قليلة من فئات المال ووضعها في يده اليمنى استقام واقفاً والتفت إلى حيثُ سيده . أظهر له مستحقه وأخبره بنبرة لا يشوبها شيء . - هذه مستحقاتي أما البقية ..فهي ليست لي ولا أملك حقاً في امتلاكها. وضع بقية المال الوفير التي رمى بها وأعادها بإدخالها في جيبِ بنطاله قائلاً بنبرة رخيمة . - لم أنسى أنك تكره أن يلمسك أحدهم لذا لم أضعها في يدك . شدَّ قبضة يديه بعد جملته تلك وهو يحاولُ بأقصى ما يملك ألا ينفجر الآن ويبرحه ضرباً حتى يثلجَ صدره من تصرفه هذا . لا يريد رؤية أحدهم يعمل تحت يديه لديه مثل تلك النظرة ! . كل ما يريده هو نظره مهزوزة تخشى النظر إليه .. تخافُ من صوته الغاضب ، ترتعد من هيئته أن تحدث بجدية .. تتذلل لنيل رضاه , لا يريدُ سماعَ رد يخرسه .. - سحقاً لك . تمتم بها ومن كل جوارحه يتمنى لو أنه لم يتذكر تلك المحادثة وبقيّ على هيجان غضبه حتى يكسرَ هذا الثبات الذي فيه . ابتعد رولند عنِ الاثنان حتى غابَ عن ناظريهما فإن بقي فسيجذبُ كالمغناطيس للشجار والذي سيكونُ نهايتها محاضرة طويلة مليئة بالسخط وتصرفاتٍ هوجاء من سيده . ذهبَ إلى الدرج الخاص بالموظفين أخرجَ مغلفاً ورقياً كان فيه المال الذي جمعه .. ابتسم ما إن رآه وحمد الله أنه جلبه معه .. أضاف المال الذي حصل عليه وبذلك اكتمل دينُ تلك العجوز ليسَ ذلك فقط بل زاد عليه مبلغاً لا بأس به . نسيَّ الجلبة التي كان فيها قبل قليل .. بل وشعرَ براحة تامة تغلفُ قلبه وتشعره بالطمأنينة والسعادة هوَ يظنُّ أن كل من كان في شاكلته سيعيشُ نفسَ الحياة التي عاشها . لذا بذل كل طاقته وراحته حتى يتأكد من عدمِ حصوله لذلك الطفل . حمل المغلف والتفت حوله ليرى الموظف الذي معه قد شدّته تلك الضجة وها هو يحاولٌ اختلاس النظر حتى يعرف ما يحصل .. تقدم نحوه وسلمه ذلك المظروف . ـ إنها أمانه لديك .. إن لمحت تلك العجوز فأعطها المال وأخبرها أن الباقي لطفلها . هوَ من أخبره أنها دائما ما تأتي لتطلب تأجيل دفع الدينَ لذا لا ضيرَ إن وضعْ ثقته به . أومأ برأسه موافقاً وخبأه عنده .. لم يعلم أنّه استجاب لطلبها بأن قامَ هو بدفعِ باقي دينها رغمَ أنه لم يكن بالمبلغ الكبير إلا أنّه كافِ بشكل كبير . فحتى وإن كانَ الوقت الذي سنقضيه قليلاً فسنمضي في الحياة عابرين ونقابلُ بعضُ الأشخاص العاديين ولكن ببعضِ أفعالهم قد نرى أنهم بالفعل مختلفين عن الصورة التي وضعناها لهم .. ، هذا ما راه جلياً وهو يعود لمكانه ليخبأ الأمانه التي كلفْ بها .. رغمَ أنها كانت فترة قصيرة التي قضاها معه .. ولكنه جعلته يتطلعُ لبذلِ الخير . أما في الداخل فقد كان جايد يحاولُ بكل استمالته أن يقنعَ ميلان بأن يبقى ذلك الشاب عنده ..عرضَ عليه مالاً .. حاولَ استلطافه ... ألحَّ عليه .. كاد يبكي أمامه ! هو يراه نعمةً ساقاها الله إليه ليثمر محله الذي كاد يذبل ويخسر .. متناسٍ بالفعل تصرفاته السيئة معه ولسانه الذي لم يكفِ بالصراخ عليه في كل وقت بل وضربته التي كادت أن تعميّ إحدى عينيه . ولكن لم يتلقى سوى الرفض , فميلان لا زال لم يُطفأ ما يشعر به ، يريدُ رؤية انكسارِ عينيه , يشعرُ بأنّه تساهل معهُ كثيراً .. عطلة تعطى له منذُ بداية عمله ! , وأخرها يحصل على إجازة خلال ذهابه للعمل . ـ لأ ضيّقنَّ عليه حياته حتى يكرهها . هذا همسَ به وهو يراه ينتظره في الخارج , ولم يعلم أنّ من أمامه قد نالَ من الحياة والصعوبات ما جعلَ شوكته ثابتةْ . تقابلا وجهاُ لوجه بالخارج حيثُ نسيم الهواء اللطيف و يا ليته يلطفُ الأجواء بينهما ويتخلخل إلى أعماقهما . هوَ شارد الذهن يفكر بداخله بأنه ربما لن يستطيع رؤية أصدقائه ، أما الآخر فقد شعرَ بالعودة لروتينه .. لا يعلم لماذا يشعرُ بانجذابه للغضب من أتفه الأشياء والسخط .. كذلك رغبته في إظهار النعمٍِ أمامَ ذلك الشاب . بعيداً عن شعوره بالكره والخيانة منهم والتي لا زالت متأصلة فيه . فهل ربما لأنهما قريبين في السن ! ، أم لأنه عاد من السفر ولم يصرخ على أحدهم منذُ فترة .. أم بسبب ردوده الواثقة التي يخرسه بها !؟ بينما الحقيقة التي لم يعلمها بعد وهو يمد يده لوجهه لينتزع تلك اللصقة الطبية ويبعدها حتى يظهر جرحه الذي أصابه أن القدر قد تشابك بينهما في لحظة ما ... أغمضَ عينيه للألم الطفيف الذي شعر به للحظة ووصل إلى مسامع صوته . ـ لا أريد أن يراها أحدٌ وأنتَ تمشي معي فيقالُ أني من ضربتك . وضعَ يده يغطي بها على جرحه الصغير وخطى بخطواته خلف سيده ولم يعملا كليهما أن كلاُ منهما يستغلُ الآخر ميلان لمحاولته نسيانِ ما تعرضَ له ورولند لمحاولته التكفير عما فعله !! .[/CENTER] نهاية الفصل التاسع عشر •• |
#182
| ||
| ||
أمَل في الحصول على شَيء أَو في حدوث أمر مُرتَجَى هذا هو معنى الانتظار الذي يبغضه غالبية الناس , بينما لو بحثوا في طياته فلربما كانَ خيراً .. ما لذي يدفع البشر للاستعجال ونحنُ كثيراً ما سمعنا بأن في كل تأخيره هي خيرٌ لنا قد يظهرُ أثرها قريباً أو بعد زمن طويل . ما المهم فيه هو أن الأمل المتعلق بتلك الكلمة إما أن يبقى ثابتاً أو قد ينقطع ولكن حذاري فإن كان مهزوزاً فإنه سيختفي بالتدريج وننسى كل شيء عنه. جميعنا ذقنا طعم الترقب المرّ .. وحلّوه ما إن تحينَ جائزته ... فلماذا لا ندعُ الزمنَ يُسيرُ أيامنا ونرضى بحكمِ ما يحدثُ في طياتها وإن طالَ ما نريده ونتمناه !؟ . ••• ملامحُ البشاشة كانت ملازمة لها وهي ترتقبُ مجيئه وظهوره من خلفِ الباب . ولكن طالَ الانتظار وكانت نتيجته بأنْ ذبلتْ الحماسة في عينيّ الصغيرين فبدت معدتهم تُقرص من الجوع . بعد طولِ ترقبْ فتحَ الباب ، خفقَ قلبها النابضُ سعادةً وأسرعت في خطاها وابتسامة حبّ احتلت مكانها بينَ شفتيها . ولكن خاب ظنها ما إن رأت مقدمَ غيره ! .. تبدلت بشاشتها إلى حزن قاتم وبدت تصدق إحساس قلبها بعدمِ حضوره رغم أنه وعدها بمجيئه الليلة مبكراً . لاحظ القادمُ الجو الكئيب الذي كانَ يعشعشُ في الأرجاء والذي كان مصدرُ انبثاقه هو ميدوري التي انعقدَ حاجبيها وهي تنظرُ له بخيبة أمل حتى أنه أُلْجِمَ عن إلقاء التحية . سارع مستفسراً ليعلم سبب ما يحدث .. فالصغيرين اكتفيا بتحيته من أماكنهما بابتسامة على غيرِ المعتاد بينما بدأ ظهور الفتورِعلى وجهيهما والنعاس الذي أخذ يستوطنُ أعينهما . ـ ما لذي يحدثُ هنا !؟ . استفاقت من حزن قلبها على آخر أمل كانت تريده في ظهوره ، اقتربت وقد أخفت تقاسيم ما تشعر به بستار الابتسامة . ـ مرحباً إيفان .. لقد تأخرت في المجيء . لم يطمئن قلبُه لجملتها ، كل ما يراه أنها تبدوا شاردة الذهن وكأن هناك ما يأكل إحساسها بالواقع .. فمنذُ متى هو يأتي إليها بخبرٍ مسبق ؟! . وضع يده على كتفها علهُ يعيدُ إليها حاضرها . ـ .. بل أنتِ من تأخرت انظري كم الساعة الآن . اكتفت لين الصغيرة من اللعب وبدأ التعب يسري في جسدها بعد وقتٍ استنفذت فيه جميعُ مرحهها ، كذلك الحال مع توأمهما الذي أخذ يتهادى بالفعل وهو يرمشُ بعينيه . ـ إني أشعر بالجوع والنعاس . نطقت بها وهي تضعُ يدها الصغيرة على معدتها ، تنظر إليه بأعينها التي تحاربُ بها النوم .. تريدُ إجابة إما أن تنام أو تأكل ؟! . ضاقت عينيه ما إن سمعَ ما قالته.. فهل يعقل أنهما باتا الليل جائعين بطوله . استطاع أن يلحق لير الذي كادت رأسه تلامس الأرض بعد أن ابتلعه النعاس , حمله بذراعه واليد الأخرى أمسك بها يد أخته وسارَ بهما نحو طاولة الطعام. أجلسهما بقربه وبدأت يداه تبعد الأغطية التي تخفيّ أنواعَ الأطعمة المطبوخة , رأى أصنافه المتنوعة و التي بردت بالفعل وسَكنَ مظهرها شعورٌ بالحزن غمر قلبه عليها خصوصاً على جملتها بأنها جائعة .. فهتفَ قائلاً لها . ـ عزيزتي لنأكل الآن .. كان يجبُ عليك البدء بتناول الطعام . في خضم نعاسها الشديد أومأت برأسها نافية هامسة بصوتِ يكاد النوم يبتلعه . ـ إننا ننتظر أخي رولند .. لقد وعدنا بالمجيء هذه الليلة لتناولِ العشاء . التفت سريعاً بغضب طفيف نحوها حيثُ لا زالت في مكانها ساكنة شاردة وعيناها معلقة على الباب .. وكأنما هي بالفعل تعرفُ أنه لن يأتي . ـ ما لذي دهاكِ كيفِ لك أن تنسي الطفلين !! . قالها معاتباً وهو يحمل ملعقة ليغرف بها الطعام ويقربها من فم لين .. ولكن قد أغمضت عينيها بالفعل وغطست في عالم النوم كما الحال مع أخيها الذي سبقها بأنْ نامَ على جذعه . تنهيدة عميقة أخرجها وهو مستاء للوضعِ الذي يخيم .. لقد علم أن في الأمر شيئاً , ما كان يريد المجيء ولكن رؤيته للأنوار المضاءة في شقتها من الأسفل جعله يدخل الشك إلى قلبه . استقام واقفاً وحمل الطفلين على ذراعيه .. دخل إلى الغرفة التي بقربه ووضعهما على سريرها وهو يشعرُ بالاستياء من أجلهم . عاد إلى حيثُ التائهة في دوامة الترقب والذي لم يرها على هذا الشكل من قبل منذ زمن .. فقط كل ليلة عندما تنتظرُ رولند الصغير قربَ عتبة الباب .. للمجيء عندما يغيبُ عنهم . أمسك بيدها حتى يلتقطها من الحالة التي فيها .. أحست به وعادت إلى شعورها، أرادت أن تنطق ولكنه اصطحابها إلى حيثُ الأريكة وأجلسها عليها وجعلها مقابلة لها . نظرَ إلى عينيها وقالَ بهدوء ولطف شديد وهو يضعُ كلتا يديه على وجنتيها لتستيقظ جميع حواسها وتنتبهَ لما يقوله . ـ ميدوري إننا بمنتصفِ الليل .. لما لم تأكلي العشاء مع التوأمين أو تجعليهما يتناولان الطعام .. سقطا من غير شعور في النوم وهما جائعين . اتسعت عيناها في ذهول وكأنها للتو عادت إلى واقعها .. وقفت مسرعة وقد غزاها شعورٌ بالذنب وهي لا تصدق مرور الوقت سريعا . ـ يا إلهي .. أنا حقاً لم أشعر بذلك . هتفت بها وهي تستقيم واقفة تريدُ السيرَ حتى تنظر إليهما لكنه أمسكها موقفاُ إياها . ـ لقد ناما .., ولكنك ستكونين مسؤولة عن إيقاظهما وصنع إفطار لذيذ لهما تعويضاً على عشاء اليوم الذي لم يذوقا منه . وضعت يدها على رأسها وأحست بتأنيب الضمير الذي أخذ يغزو قلبها فما إن نُلتهم بواسطة ما يشغل دواخلنا حتى ننسى للحظة الوقت والزمان الذي نحن فيه . ـ كانَ علي أن أكون مدركة .. أنا آسفه . ابتسامة ضاحكة ارتسمت على شفتيه وهو يتجه نحو مائدة الطعام التي لم يمسها أحد . - من حسنِ الحظ أني أشعر بقرصة جوعٍ خفيفة لذا لنأكل سوية . تبعت خطواته لتجلسَ أمامه نطقت وهي تمدّ يدها نحو أطباق الطعام لتأخذها وتأنيبُ الضمير لا زال يلازمها . ـ سأقوم بإعادة تسخينها لقد بردت . نهاها بابتسامة جميلة .. فيكفيه شعوره بلذاذته ولا يفرقُ عنده إن كان بارداً أو ساخناً لقد اعتاد منذُ فترة على ذلك حيثُ أيامَ الغربة منذُ أن قرر الإبتعاد وافترقَ عنهما . رضخت له .. وعقلها لا زال شبه شارد مما دعاها للسؤال والفضول ينهشها عن الغائب الذي لم يظهر بعد . ـ إنني قلقة .. لقد وعدني بالمجيء.. ولكنه لم يأتي . أخذ يملأ فمه بطيباتِ الطعام التي أمامه وهو حزين على التوأمين اللذين لم يتذوقا شيء منه .. سمعَ جملتها فنطق مجيباً إياها بكل صدق حتى لا تعلقَ نفسها أكثر . ـ إما أن يكون في العمل أو أن سيد القصر الذي يعمل لديه قد عاد ضعي كل الاحتمالات . ضاقَ صدرها ما إن سمعت إجابته التي لم ترق لها و تابع تناول طعامه بصمت يحملُ بداخله خبايا عميقة . فماذا سيحدث لو انه لم ينتبه للإنارة المضاءة لبقيت ساهرة طول الليل .. أوليستْ معتادة على غيابه ؟! ألم تخبره أنه دائما ما يعمل ويجهد نفسه وكأنما هوَ في امتحانَ ! ، أليسَ هو نفسه من قَبَلَ بعمله ذاك !؟ . استقام واقفاً وهو يرفعُ أطباق الطعام وقد شعر فجأة بعدمِ الرغبة في الأكل . ـ اخلدي للنوم لقد تأخرت كثيراً .. أشكّ في أنّ ثلاثتكم لن يستيقظ صباحا .. سأقوم بتنظيف المكان لذا اسرعي لعلك تحظين ببعضِ الطاقة الكافية للغد . تنهدت بيأس وعدم الرضى عن الواقع التيّ هيّ فيه ، فهل الحياة دائما هكذا قاسية معها لا ترحمُ عواطفَ قلبها ولا رغبتها الشديدة في القرب منه ! ، هي بفضله تعيشُ أيامها الرغيدة هذه .. هوَ من رسمَ لها دربها . .. حثّت قدميها على السير لتلجأ إلى النوم و تهربُ من حقيقة ما تفكر به .. فإن لم تجده في الصباح فحتماً قد عاد وانتهت زياراته لهم . أسقطت نفسها على الأريكة فإن نامت بالداخل فلربما لن تتمكن من الاستيقاظ, ثواني قليلة حتى ابتلعها النوم أيضاً .. فقد كانت متعبة من كثرة الانتظار والسهر إلى هذا الوقت بالإضافة إلى كمّ الأفكار والتساؤلات التي أغدقتْ على قلبها وعقلها .. ومالم يلاحظه إيفان هو تلك الدمعة التي انسابت من تحتِ جفنيها المغمضة وكأنما كانت حبيسة منذُ فترة . بكل روية قام بترتيب المكان , فرزنَ بقية الطعام الكثير في الثلاجة فرميه سيعتبر هدرا ، أتمّ واجبه .. وقرر النوم هوَ أيضاً داخل الغرفة التي يوجد بها التوأمين .. على الأقل سيستيقظُ باكراً حتى يعدَّ الإفطار لهم ويجهزهما .. فهو لن يثقَ بميدوري التي هي آخر من يستيقظ ! . ـــــــ في قصر ماليان . انتهت الحفلة المبهرجة التي أقامتها أليسا بمناسبة عودته .. كما هي عادتها دائماً وأبداً .. فمنذُ أن أراد أن يضع قدمه على أرضية قصره حتى أقبلت إليه تجره بابتسامة سعيدة متحمدةً الله على عودته و تزف إليه خبر مفاجئتها حيثُ الوليمة التي أعدتها من أجله وحفلة استقبالِ لمجيئه فكانت النتيجة فوضى عارمة في جميعِ أرجاء القصر . لم تفكر للحظة أنّه عائد من رحلة عمل وأنّه ضغط على نفسه حتى ينجز العمل في وقت ضيق لكِ يعودا سريعاً للاطمئنان على حالة أخيها . لم تلاحظ علامات السهر في عينيه ولا تقاسيم الإرهاق على وجهه .. بل بالعكس تماماً خلقت فوضى عارمة وصداعاً رهيباً أخذ يسكن في رأسه . ناوله قرص دواء حتى يخفَ ألم رأسه .. كان مستلقِ على سريره في إرهاق تام .. فلم تغادر إلا قبل قليل وبشقِ الأنفس حتى أنها رفضت العودة .. لم تفلح محاولات بيْن في جعلها تعود ولم يقنعها سوى والدها الذي جاء معتذراً.. فهوَ يعلم مقدار التعب والجهد الذي بذله معه .. فغادرت بوجه عبوس حزين ! . ابتلعَه وهو يأملُ أن يجعله ينام بأريحية .. وناوله كأسَ ماء بارد عله يقوم بإذابة الإرهاق الذي يشعر به . كان هادئاً على غير العادة فهو لم يصرخ على أحدهم وهذا اعتيادي.. فأول يوم يأتي فيه من سفر تكون حالته هكذا تماماً بسببِها . شعرَ بالحزن عليه وهو يراه يدلك جبينه بإصبعه محاولاً إبعاد ما يُلمّ به مما جعله يقولُ للمرة المليون عله يستمعُ له ويعملَ بنصيحته . ـ لماذا لا تخبرها !؟ يجبُ عليكَ سرد مالا يعجبك في تصرفاتها .. هي لم تعد طفلة لقد أصحبت فتاة يافعة ولم يتبق سوى بضعه أشهر على إعلان خطبتكما رسمياً . فتح عينيه بسخط شديد ونظرَ إليه بحده هو حقاُ ليسَ بمزاجِ جيد ليرد عليه لذا اكتفى بكلمة واحدة . ـ اخرس ... . تنهد بعمق كبير فمنذُ متى يصغي إليه ! ، هوَ لن يستمع له أبداً حتى تقعَ مشكلة كبيرة وستكون تلك الفتاة المدللة هي السبب . خرجَ بنفاذ صبر هو حقاً منزعج فكل ما قاله صحيح ... لينظرَ أولاً إلى نتاجَ ما تفعله هي لا تفكر مطلقاَ في الخطوة قبل أن تتخذها . إن محبة الغيرِ في قلوبنا قد تجعلنا نتغاضى عما يفعلونه ولو كانَ بحسابِ ما يضرنا ولا ينفعنَا ولكنْ إن زادَ الأمر عن حدّه فقد يؤثرَ يوماً على هذه العلاقة . لطالما كانَ التفاهمُ والتناغم مصدراً لبقاء أي علاقة .. سواءً كانت في بحرِ الحبَ أو عمق الصداقة , وأجلّ ما فيه هوَ الصدقُ فيما نقوله ونعبر عنه بدونِ تجريحِ أو إيذاء . أوليسَ التغاضي عن أخطاء الغير على حسابِ أنفسنا قد يولدُ علاقةَ رسمية مبنية على الاحترام فقط لا غير خاصة وإن كان قريبا !. قد يدفعُ بكل الحب إلى الحضيض والعمق المظلم حتى يختفي بالتدريج . وياليتَه يفهمُ كل ذلك ويحاولُ مخاطبتها على الأقل .. تناسى الأمر ما إن لمح ذلك الشاب ينظفُ مع زملائه بقايا الفوضى بعد أن خرجَ من غرفة سيده الصغير ... اقترب منه وقد اشتاق له بالفعل فقد أصبح فرداً منهم كأخِ وليسَ زميل عمل فقط , لم يكن لديه الوقت الكافي لتبادل الكلام معه منذُ أن جاء لذا بادرَ إليه قائلاُ . ـ أهلاً بعودتك . أحس بتلك اليد التي تمسك كفته وعرف مصدر ذلك الصوت حيثُ كبيرُ الخدم , التفت إليه بلطف مجيباً إياه . ـ مرحباً . لاحظ جرحه الذي أصيبَ به والذي لا زالَ يلتئم .. فنطق بقلق وهو ينظرُ إليه . ـ هل كنتَ بخير !؟ . وكأنما أصبحَ هوّ الأب لجميعهم يشتاقُ لغيابِ أحدهم .. ويقلقُ إن رأى أمارات التعبِ والإرهاق .. يحبُ مشاركة الحديث معهم , تناولِ القهوة والكعك في وقت فراغه مع أي شخصِ منهم .. هم عائلته وأصدقائهم الذي هوَ مصدرُ ثباتهم أمامَ تصرفاتِ سيده الفضه والثقيلة . خشيَّ قلبه إن كانَ قضى أياماً شاقة .. وكان ذلك إحدى نتائجها لكن إيماءته النافية وهو يغطي عليها بأنامل أصابعه جعلته يطمئن . ـ.. لقد قضيتُ وقتاً طيباً مع الجميع . إجابة مبهمة هي ما يتلاقاها منهم .. وكأنما هوَ وصديقه الذي التقى به على شاكلة واحدة .. لا يحبونَ كثرة الكلام ولا التحدثَ فيما يحصلُ لهم . يرى في خبايا أعينهم قصة غريبة فيها عبيرٌ من الحزن الذي يخيمُ في أرجاءها , يتمنى لو يبوحا له أو يُلقي بكلمة من أعماقِ قلبه حتى يزيلُ الحزن والظلام الذي يغلفُ محيطهما . ـ كيف هوَ حالُ الآن ؟! . وصلَ إليه صوته الهادئ الذي يتساءل عن حاله وقد بانت فيه لمحة طفيفة من القلق .. تنهيدة عميقة أطلقها وقد يأسَ منه بالفعل . ـ ما إن يحصل على الراحة حتى يدبّ النشاط فيه . اقترب أكثر منه وهمس في أذنيه وهو يعلم ما سيحصل بعد ذلك , وكأنما بفعله ذاك سيحكي قصة رعبِ . ـ استعد فما إن تعودَ طاقته وقوته فإنه سيقومُ بالمستحيل حتى يعوضَ عن الأيام التي لم يكن فيها موجوداً . ابتسامة ضاحكة فيها خيبة أمل ارتسمت على شفتيّ شانون بعدما قالَ جملته فهو يرى ميلان كالطفل في تصرفاته وخصوصاً عناده ويا ليته يستمعُ لبعضِ نصائحه ولكن هيهات . ـ لننتهي من التنظيف سريعاً حتى نحصل على بعض النوم . هكذا أعلنَ كبيرهم حتى يسرعونَ في وتيرة عملهم , فرفعَ الجميع أيدهم في دلالة على سماعهم إياه وأكملوا ما عليهم .. كذلك رولند الذي ارتسمت على شفتيه ابتسامة صغيرة لا تكاد تلمح وهو يعودُ للعمل .. فهوَ حقاُ مخلصٌ في عمله وهوَ الأنسب تماماً لقيادتهم . ولكن مالم يعلمهُ وسوفَ يجربه هوَ كيفَ سيتصرفُ ميلان غداً ، هل سيبقى مثل روتينه السابق أم ستزداد المشكلات والخصامات !؟ . هل ستحمل الأيام المقبلة أحداثاً سيستطيعُ كلاهما التصادم بما يجولُ في دواخلهم ؟! عندما يحينُ ذلك ستنبلجُ مشاعرَ مختلفة كانت مطويةً بعمق الذكريات وستفتحُ جروحٌ كان لا بدّ لها أن تلتئم قبل أن تختزنَ بعيداً . [/CENTER] نهاية الفصل العشرون . |
#183
| ||
| ||
أتمنى أن يكون الفصل جيداً رغم انقطاعي عن الكتابه لفترة .. |
#184
| ||
| ||
أخيرًا رجعتِ ليه تتأخري علينا هيك على كلٍ ذا حجز إنتظري ردي جيت ^•^ سسلام عليكم، كيفك حبر عساك بخير ياخ شعشعت بالقسم والمنتدى والعالم بهالفصلين أحداثهم خارقةة جد توقعت يقتله ولا توقعت منه يلاقي بنفسه مبرر وأصلا كيف كان يترقع منه يحذب ويستعمل الكرت وهو اصلا حذره موقف رولاند -معقول رجعت نسيت تركيبة الأحرف- كان سيء وما احد يتمنى يعيشه ، بس بدى سعيد بتحصيله للمبلغ أنا كان ودي ميلان يعرف ليش المبلغ، عجبني موقف رولند لعدم تبريره حبيت الأحداث بس حسيت في شي ناقص ، أو شوي الأحداث بالفصل العشرين طفيفة الحمد لله انك معي بشأن شخصية ميدوري في أمل تقتليها معناها -أمزح امزح دورها كبير أحبه- خلي شخصيتها عفوية أكثر وقللي كمية الكيوت -يمكن تصير مهضومة- #كف تجاهلي دمعتها قهرتني بس تعرفي انك انسانة مبدعة وتقولي تترددي بإكمالها تاعي اقتربي شوي احط المسدس ع رأسك مشان أي قرار من ذا النوع احذرك بصغط الزناد -طبعا ما بضغط إنتي الكاتبة - كلماتك عميقة، في كثير مقولات حلوة أقدر أقتبسها منك ككاتبه مقدمة كل فصل تعبر عن الفصل كله حبيت كلماتك خبيت سير الأحداث هالفصلين مع انها بدت قليلة بس في نقطة بسيطة أوقات أخربط بين الشخصيات الي في الموقف بس ذول الفصلين هيك حدث ، حسيت في عائق بيني وبين الي عم يصير وكأني ما قرأت كل شي وفوتت الكثير إتركي دليل ع الشخصية الي في الموقف لو ما رغبتي في تكرار الاسسم ﻣﺤﺒﺔ ﺍﻟﻐﻴﺮِ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻗﺪ ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﺘﻐﺎﺿﻰ ﻋﻤﺎ ﻳﻔﻌﻠﻮﻧﻪ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥَ ﺑﺤﺴﺎﺏِ ﻣﺎ ﻳﻀﺮﻧﺎ ﻭﻻ ﻳﻨﻔﻌﻨَﺎ ﻭﻟﻜﻦْ ﺇﻥ ﺯﺍﺩَ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻦ ﺣﺪّﻩ ﻓﻘﺪ ﻳﺆﺛﺮَ ﻳﻮﻣﺎً ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ . ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥَ ﺍﻟﺘﻔﺎﻫﻢُ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﻏﻢ ﻣﺼﺪﺭﺍً ﻟﺒﻘﺎﺀ ﺃﻱ ﻋﻼﻗﺔ .. ﺳﻮﺍﺀً ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺑﺤﺮِ ﺍﻟﺤﺐَ ﺃﻭ ﻋﻤﻖ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ , ﻭﺃﺟﻞّ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻫﻮَ ﺍﻟﺼﺪﻕُ ﻓﻴﻤﺎ ﻧﻘﻮﻟﻪ ﻭﻧﻌﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﺑﺪﻭﻥِ ﺗﺠﺮﻳﺢِ ﺃﻭ ﺇﻳﺬﺍﺀ . ﺃﻭﻟﻴﺲَ ﺍﻟﺘﻐﺎﺿﻲ ﻋﻦ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏِ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻗﺪ ﻳﻮﻟﺪُ ﻋﻼﻗﺔَ ﺭﺳﻤﻴﺔ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﻓﻘﻂ ﻻ ﻏﻴﺮ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻗﺮﻳﺒﺎ .! ﻗﺪ ﻳﺪﻓﻊُ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﺤﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻀﻴﺾ ﻭﺍﻟﻌﻤﻖ ﺍﻟﻤﻈﻠﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺨﺘﻔﻲ ﺑﺎﻟﺘﺪﺭﻳﺞ ذا المقطع واقعي اكثر من اي شي ما بصدق انه انسان كتب ذا الكلام #كف 3d الفصلين خلوني اطير من الفرح ، اريغاتو لانك تذكرتينا احس ابأحداث تمهيد للعاصفة او هيك شي اصلا لو يكتشفو الشخصيات الترابط الي بينهم ما رح يكون شي سهل لا تتأخري مرة ثانية اذا ما عجبك ردي خبريني بكتب افضل منه المرة الجاي #ليه ما تكتبي من هلأ
__________________ التعديل الأخير تم بواسطة فاطِمةة الزَهرَاء ; 03-03-2018 الساعة 10:22 PM |
#185
| ||
| ||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف حالكِ أنستي? أتمنى أن تكوني بخير وأتم العافية أخيرا قررتي تنزلي هذين البارتين, لك والله تعبنا من الإنتظار قد لا تعرفيني! 😞 كنت من متابعين روايتك في الخفاء, أي قبل تسجيلي في هذا المنتدى الغالي 😍 أقسم ان لروايتك أسلوبا فريد يسرق القلب والعقل معا قمة الإبداع, روعة الأحداث, وعبر لا من الألم والحزن انتِ تمتلكين موهبة فريدة, وأسلوب فذّ , صياغتك للأحداث مشوقة, ربما تكونين أهملت الوصف قليلا لكن طريقتك سردك الفريدة والعميقة تكفلت بإضاح الصورة تماما والأن دعيني أعبر عن مدى سعادتي بهذين الفصلين المميزين مت قهر وانا أنتظر تكملة تلك اللحظة المروعة لرولند, يعجبني فيه ثباته وثقة نفسه, كما اني امتلي حزنا لدنياه التي لا ترحم 😢 وممتنة الإليسا فبفضلها نال ميلا مايستحقه وأكثر, هذا كي لا يهن رولند مرة أخري 😝 ولا أخفيك انني أشفقت على حاله ايضا يبدو طيبا خلاف أفعاله مع الخدم, أتمنى ان يأتي ذلك اليوم الذي سبنقشع الضباب من بينهما, كم أنتظر ذلك ..😊 فما أجمل الصمت في حرمِ الجدال .. ستقي نفسك من مساوئ الكلام وسيجعلَ كل مشاحنة .. تختفي تدريجياً . صـدقت تماما ولكن كم هذا مؤلم مؤلم جدا 😭 وأيضا تقابلا وجهاُ لوجه بالخارج حيثُ نسيم الهواء اللطيف ويا ليته يلطفُ الأجواء بينهما ويتخلخل إلى أعماقهما هذة العبارات أعجبتني بشدة, أظن انه سيأتي يوما بصبح كل شيئا واضحا بينهما ولطيفا كنسيم الهواء وهذه: إن محبة الغيرِ في قلوبنا قد تجعلنا نتغاضى عما يفعلونه ولو كانَ بحسابِ ما يضرنا ولا ينفعنَا ولكنْ إن زادَ الأمر عن حدّه فقد يؤثرَ يوماً على هذه العلاقة .لطالما كانَ التفاهمُ والتناغم مصدراً لبقاء أي علاقة .. سواءً كانت في بحرِ الحبَ أو عمق الصداقة ,وأجلّ ما فيه هوَ الصدقُ فيما نقوله ونعبر عنه بدونِ تجريحِ أو إيذاء .أوليسَ التغاضي عن أخطاء الغير على حسابِ أنفسنا قد يولدُ علاقةَ رسمية مبنية على الاحترام فقط لا غير خاصة وإن كان قريبا !.قد يدفعُ بكل الحب إلى الحضيض والعمق المظلم حتىيختفي بالتدريج . من اين تأتين بهذه الكلمات لك أنتِ مبدعة مبدعةة....الخ😍😍 وهنا: ولكن مالم يعلمهُ وسوفَ يجربه هوَ كيفَ سيتصرفُ ميلان غداً ،هل سيبقى مثل روتينه السابق أم ستزداد المشكلات والخصامات !؟ .هل ستحمل الأيام المقبلة أحداثاً سيستطيعُ كلاهما التصادم بما يجولُ في دواخلهم ؟!عندما يحينُ ذلك ستنبلجُ مشاعرَ مختلفة كانت مطويةً بعمق الذكريات وستفتحُ جروحٌ كان لا بدّ لها أن تلتئم قبل أن تختزنَ بعيداً . حمستيني كتيير, اترغب ما سيحدث بشوق لا يوصف ومن يدري لعل الايام القادمة تحمل الخير لكليهما, هذا أملي منها.. حقيقة لا استطيع ان اعطيك حقك ِ فلقد تاهت أحرفي مني وعجزت عن وصف جمال كتاباتك, فقط عندي إعتراض الفصل بكون قصير مانلحق فيه شي يعني نندمج بالقراءة وفجأة ينقطع😢 ارجو منك تطويلي قليلا + توضيح بسيط عند الحوار عشان نفهم بيسر غير هيك ماعندي ولا حاجة ننتظرك فلا طولي علينا تقبلي مروري البسيط😛😳 دمت بحفظ الله خير الحافظين 🌷 التعديل الأخير تم بواسطة وردة المـودة ; 04-05-2018 الساعة 11:00 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
روايـــة..حــــلم فـــوق السحـــــآآب | ŔowlЄy | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 169 | 03-02-2015 03:55 AM |
رواية خادمي كان صديقي | ƬăẂăǤ | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 7 | 08-19-2014 11:57 AM |
بقيتَ ولا كانَ الزمانُ ولا بقى | ǻ ץ Ł ı ļ ● | قصائد منقوله من هنا وهناك | 3 | 08-04-2013 04:01 PM |
صديقي مهما فعلت .. تبقى صديقي ...:: | اريج العمر | مواضيع عامة | 5 | 03-01-2009 05:01 PM |
صديقي مهما فعلت .. تبقى صديقي ...:: | اريج العمر | مواضيع عامة | 5 | 10-25-2008 08:55 PM |