مرحبا
اعجبني مجلس نقاشكم فاردت المشاركة ولو بحرف
فلكل حرف قصة و لكل قصة معاني و حكم
ارتأيت ان اشارككم بعضها
على اي حال
قد سار بنا الزمن بمنعطف خطير لنا و لغتنا التي تعد هويتنا
فلم يعد مكان لحروفها الا على الكتب و ليس دائما
فحتى ان بعض الكتابات اتسمت بلعامية و اللغات التي امتجزت مع العطر فشوهته
التقيت بحياتي ببعض الاطفال يتكلمون بللغة الفصيحة و بعض الاجانب ممن ارادوا التعرف على حضارتنا
كما انني تكلمها باحدى مراحل حياتي الاولى فقد كانت كل ما اراه و اسمعه في بيتي من القصص التي قرأتها والدتي و خالتي
ومن المسلسلات التي تسلسلت بلغتي لتسطر اجمل قصص الطفولة
لكن مع هذا و ذاك لغتنا في خطر و بعض كلماتها اشرفت على طرف الهاوية , تصارع الاندثار
لا اقول ان لغتنا ستختفي بل هي لغة اهل الجنة و هي لغة اثبتت صمودها رغم كل ما عاناه اهلها
كما انها و الى الان لها مكانتها فحتى فكل من تعلمها من الغرب يعرف قيمتها
لكن المشكلة ليست بلغتنا بل بمن يحملونها على نعشها و يتجهون بها نحو قبرها
مشكلتنا هي استخفاف شبابنا بها
قد لا اصف الوضع بلشكل المناسب بما ان لهجتي هي الاقرب للفصحى
ورغم توغل الانجليزية ببلدي الا ان لللغة الفصيحة مكانها لا يحتله غيرها
و كل بلادي تتقنها وان لم تستخدمها في الشوارع
الا انها لم تنتسى و ما تزال قائمة
وما زال تاجها فن الخطابة التي لا يمكن لاي لغة مهما كانت ان تعبر بمثل ما عبرت به لغتي

لم تعد العربية السليمة تستخدم في الحياة اليومية و ان جهدنا لاعادتها فهذا لا يعني ان نستخدمها فجاة ليبتعد عنها من حولنا
بل ان ندخلها الى حياتهم بلتدريج فلاولى بنا الكتابة فيها بلمناسبات ما لذ و طاب من الشعر و ما يعبر عن انفسنا
و ان تبقى خيارنا الاول عند كتابة كل ما هو ممتع و مفيد في الكتب
ليعتاد البشر عليها و ستعود بلتدريج باذن ربي
لكن لا تهملوها
و اهتمو بها
فلغتي هويتي
وهذا كان عنوان احدى احداث و مناضرات مدرستي
لغتي هويتي

اكثرت الكلام افرجوا المعذرة و لي عودة لاسمع اراءكم
و ارجوا ان اكون قد افدتكم و قلت نعم القول بحق لغتي
ولنا لقاء يتجدد في الايام المقبلة

__________________

على الرغم من أن درجة اندثار اللغة العربية ببلدى أقل من بلادك .. ردى سيكون بهذه فقط !!
للشااعر العظيم المصرى .. حافظ ابراهيم .. قصيدة " أنا البحر " !! ( عن لسان اللغة العربية ) !!

رَجَعْتُ لنفْسِي فاتَّهمتُ حَصاتِي ... وناديْتُ قَوْمِي فاحْتَسَبْتُ حياتِي
رَمَوني بعُقمٍ في الشَّبابِ وليتَني ... عَقِمتُ فلم أجزَعْ لقَولِ عِداتي
وَلَدتُ ولمَّا لم أجِدْ لعرائسي ... رِجالاً وأَكفاءً وَأَدْتُ بناتِي
وسِعتُ كِتابَ اللهِ لَفظاً وغاية ً ... وما ضِقْتُ عن آيٍ به وعِظاتِ
فكيف أضِيقُ اليومَ عن وَصفِ آلة ٍ .... وتَنْسِيقِ أسماءٍ لمُخْترَعاتِ
أنا البحر في أحشائه الدر كامن ... فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
فيا وَيحَكُم أبلى وتَبلى مَحاسِني .... ومنْكمْ وإنْ عَزَّ الدّواءُ أساتِي
فلا تَكِلُوني للزّمانِ فإنّني ... أخافُ عليكم أن تَحينَ وَفاتي
أرى لرِجالِ الغَربِ عِزّاً ومَنعَة ً ... وكم عَزَّ أقوامٌ بعِزِّ لُغاتِ
أتَوْا أهلَهُم بالمُعجِزاتِ تَفَنُّناً ... فيا ليتَكُمْ تأتونَ بالكلِمَاتِ
أيُطرِبُكُم من جانِبِ الغَربِ ناعِبٌ ... يُنادي بِوَأدي في رَبيعِ حَياتي
ولو تَزْجُرونَ الطَّيرَ يوماً عَلِمتُمُ ... بما تحتَه مِنْ عَثْرَة ٍ وشَتاتِ
سقَى اللهُ في بَطْنِ الجزِيرة ِ أَعْظُماً ... يَعِزُّ عليها أن تلينَ قَناتِي
حَفِظْنَ وِدادِي في البِلى وحَفِظْتُه ... لهُنّ بقلبٍ دائمِ الحَسَراتِ
وفاخَرْتُ أَهلَ الغَرْبِ والشرقُ مُطْرِقٌ .. حَياءً بتلكَ الأَعْظُمِ النَّخِراتِ
أرى كلَّ يومٍ بالجَرائِدِ مَزْلَقاً ... مِنَ القبرِ يدنينِي بغيرِ أناة ِ
وأسمَعُ للكُتّابِ في مِصرَ ضَجّة ً ... فأعلَمُ أنّ الصَّائحِين نُعاتي
أَيهجُرنِي قومِي-عفا الله عنهمُ ... إلى لغة ٍ لمْ تتّصلِ برواة ِ
سَرَتْ لُوثَة ُ الافْرَنجِ فيها كمَا سَرَى ... لُعابُ الأفاعي في مَسيلِ فُراتِ
فجاءَتْ كثَوْبٍ ضَمَّ سبعين رُقْعة ً مشكَّلة َ الأَلوانِ مُختلفاتِ
إلى مَعشَرِ الكُتّابِ والجَمعُ حافِلٌ .. بَسَطْتُ رجائِي بَعدَ بَسْطِ شَكاتِي
فإمّا حَياة ٌ تبعثُ المَيْتَ في البِلى .. وتُنبِتُ في تلك الرُّمُوسِ رُفاتي
وإمّا مَماتٌ لا قيامَة َ بَعدَهُ .. مماتٌ لَعَمْرِي لمْ يُقَسْ بمماتِ !!
بالنهاية شكرا جدا لطرحك الموضوع للاهمية !! ..

__________________
،،
سيكون الغد أفضل بإذن الله ..

.