##
[الفَصل الثالِث : رياح التَغيير]
في سِكون ليل بابِل أمام قَصر المَلِك وَقَفَ شاب ذو عيون عسلية ناعِسَة يعزِفُ لحناً آسِر عليهِ تتراقَص الحيات في جَذب لأنتِباه الحُراس بينَما تَسَلَل مجموعة مِن الشُباب الأخرون فَوق السَطح !
أخِر شاب تَوقَف ليُلَوِح للعازِف بابتسامة أن "ارحل! قد انتهي دَورُك"
يالهُ من مجنونٍ فِعلاً !
رَقَص خَلفُه وِشاحُه الأبيض في رَكضُه لاحِقاً بِهم !
تثاءَب أطيف : عليّ أن أعود الآن !
رمي أحد الحُراس بِعُملة لم يتم التعامُل بِها مُنذُ وقتٍ طويل ليتَذَمَر بِنُعاس : ماذا؟ هذا فقط؟!
___
قَصر أخر ! نهارُ يومٍ ! ، بأحد الغُرَف :
-إذن جميعُكُن تحفَظن الحركات جيداً؟
صاحَت إحداهُن بِمرَح : لا تقلقي يا رئيسة ! الرَقص يجري في دَمي !
سَخِرَت أُخري بعد ضِحكة : تعلَمين أن هذا ليس ما تقصِدُه آمالـيا !
أردَفَت فيروزية الأعيُن ببلاهة : لكنها رئيسة الراقِصات ، أليسَت كذلك؟!
هُنا ابتَسَمَت آمالـيا نفسها : نعم فيروزا والآن .. !
أشاحَت ببصرها عنها لِتنظُر إلي جِهة أُخري : كيفونا ، آلانيس .. !
لم تقُل شيئاً فقط أكتَفَت بِنُطق الاسمان ليَتحركا خلفها كُل واحِدَة علي جانِب وعباءاتِهم السوداء تقوم بتنظيف الأرضيات خَلفَهم أينما ذَهبوا ..!
وجوه غَير ظاهِرَة لكن الشِفاه ارتَسَمَت عليها ابتسامات لا يُمكِن تعريفها ..!
ابتسامَة خائِبة أم خبيثة أم هوَ وجهٌ مُتألِم ؟! لا أحد يُدرِك !!
___
أمتَدَت يد أحد الحُراس علي وجهِها : جميلة .!
ليتفاجأ بِها قد عضت إصبعُه لكن هذا ليس كُل شيء ! إصبعُه يَنزِف !
-لحظة ، هل جرَحتَك؟ لم أقصِد !
صاح بشيء مِن التوتُر : فقط ادخُلن ! الأُمراء ينتَظِرون !
سارَت ليمُر خلفها فتاة شقراء ضَحِكَت بِطفولية علي وجه الحارِس المُتألِم وأخري صهباء ابتَسَمَت له : إنها عصبية مؤخراً !
والكثير من الفتيات الأُخريات قد مررن بِصَمت لينظُر الحارِس لزميلُه : هُناكَ شيء غريب حول تلك الفتاة ! أنا غير مُطمَئِن !
___
وَقَعَت العباءات أرضاً لِتَكشِف الزي التَقليدي لِراقِصات القَصر الملكي .!
حرَكَت آمالـيا شعرها الأسود الطويل الذي غطي مُعظَم وجهها بِقَصد أو بِدون قَصد مُعلِنَة بِداية العَرض !.
هل فِعلاً أصبَحَ جوسِف لِصٌ وآمالـيا راقِصَة؟!
متي حدَثَ كُل هذا؟!
___
الشَمس تُشرِق ، الحُراس كُلُهم لا يشغلهُم إلا أمر واحِد !
إمساك ذلك المدعو علي بابا !
قَفَز فوق سَطح بيت أخر : لن تُمسِكوا بي أبداً ! حتي وأن صِرتُ عجوزاً لا أسنانَ لهُ !
تمايَل جَسَد أحد الحُراس فَوق السَطح حين توقَف فجأة فهو لا يستَطيع القَفز خلف الهارِب ! : عليكَ اللعنة !
رَمي جوسِف بكيس كبير من العُملات إلي أحدهم : مالِك ! ذلك الشيء يُبطِئني !
صاحَ قاسِم : انهي تدريبَك اليَومي وعُد قبل الغداء ! وإلا لن تجِد شيئاً !
كانَ هذا كُل شيء قبل أن يختفيا ويترُكا لهُ أمر الحُراس تماماً .!
بعد أن لَحِقَ بِهِ من أستطاع أن يَفعل نَشَرَ قائد ما ذِراعُه أمام جِنودُه أن "توقفوا ، لن نستمر باقتفاء أثرُه!" : لقد دَخَل إلي تلك المدينة ! أنهُ محميٌ فيها لن نستطيع إمساكُه !
صاح أخَر بِغَضَب : سُحقاً ! كِدنا نُمسِكُه هذه المرة !!
___
تغَيَر الجو في لحظة ! ، كُل من كُنَ يرقُصنَ مُنذُ ثانية أصبَحَت كُل واحِدَة منهُنَ تطعَنُ أميراً في صَدرُه !
رَكَضَت آمالـيا بالسُرعة القُصوي أو لِنقُل سار الحِذاء وَحدَهُ علي الهواء !!
لِتُحيط عُنُق أحدهم بِأحد كَفَيها : هل تذكُرني؟!
كاد يَختَنِق : مَن أنتِ؟!
أعادَت شَعرها للخَلف بيدها الأُخري : آمالـيا ! أصغَر إقليم ، ثلاث سنين فائِتَة ، تم حرقُه عن بكرة أبيه وتحويلُه إلي رماد !!
صاح : لم أكُن معهُم صدقيني !! أنهُ هينالي ورِفاقُه !!
ازدادَ ضغتُها علي عُنُقُه : يالَكَ مِن كاذِب !! أنتَ من اعطاني تلك النُدبة !!
قالَت الجُملة الأخيرَة ومازالت أحدي يديها في شعرها مُشيرَة إلي يَمين جَبهتها !!
مِما يُثير العَجَب ! كيف سيطَرَت علي الموقِف بِهذا الشَكل بيدٍ واحِدَة؟!
خَرَجَ مِن حلقَها زَئير أسد أرعبُه حتي سقَط تماماً علي الأرض ومازال كفها مُحكَم عليه ! وإذا بِدماء تهطِل مِن عينيها : أين هينالي؟!
إن كانَ ضغطُها علي عُنُقُه لم يُلجِم لِسانُه عن التحدُث فقد كانَ ما رأهُ الآن كافياً ليُتَمتِم بِخفوت : شيطانَة !.
كانَت كيفونا واقِفَة علي الباب تُراقِب الوَضع لكن يجب أن تتدخَل ! : آلانيس ! اوقفي تلك المتهورة قبل أن تتحول !
الشقراء تُتَمتِم بِكَلِمات لاتينية غريبة ! بعدها : اللعنة قوية جِداً !!
أشارَت الصهباء للأُخريات : انسَحِبن الآن !
لِتركُض كُل مِنهم لِشُرفة ! وتقفِز مِنها ! بالتأكيد جَهزنَ حِبالاً ما ! هُن لن يقفِزن فقط بذلك الشكل !!
رَكَضَت لِتواجِه آمالـيا في شِبه ضَمة لكنها فالواقع فقط تُحاوِل السيطَرَة عليها رَغم علمها أن تلك القوة غير طبيعية ! ولا يُمكِنها مواجهتَها : آمال ! أرجوكِ !!
كَشَرَت عن نابان ينموان ! : كيفونا ! علي الوَغدِ أن يموت !! اترُكيني أُمزِقُه !!
كيفونا تحاوِل تثبيت قَدميها فالأرض ! حِذاء آمالـيا يدفَعها فالجِهة المُعاكِسَة ! ، الأمر مُتعِب ! : المزيد مِن الدِماء علي يديكِ سيجعل اللعنة فقط أقوي !! تقومين بتسريع مَوتِك !!
فجأة طَعَنتهُ آلانيس ! ليسقُط من يَد آماليا ! ، أسرَعَت بِصَدم رأس الملعونة بِمؤخِرة خَنجرها لِتسقُط في حُضن الصَهباء بِقلِة حيلة بينما الأخيرة تنظُر لرفيقَتها بِصَدمة ليكون كُل ردها : ليس علي يديّ أنا ! لا تنظُري لي بِهذا الشَكل ! هيّ مُحِقة ! علي الوَغد أن يموت !! لقد أحرَق إقليماً بأكملُه ! قضي علي عائِلات !!
نبرَة غير طفولية ، كلام مؤلِم ! ، عرَفَت كيفونا أن آلانيس لم تنظُر لهُ كقاتِل عائِلة آمالـيا فقط ! آلانيس نفسها تشرَدت مُذ ثلاث سنوات لينتَهي بِها الأمر معهم ! لا بِروما حيثُ تنتمي !!
تلك أيضاً كانت أول مرة تَقتِل فيها شخصاً ! ، ساعَدَتا بَعضَيهما في حَمل آمالـيا الفاقِدَة للوعي .!
خرَجَتا مِن ذلك المكان كيفونا يُحَلِق في احشاءِها الصَمت ، آلانيس قَد ماتَ فيها شيءٌ لا تستطيع تحديدُه وآمالـيا قد استَرَدَت جُزء من حَقَها ! لكن .. بِطُرُق غَير مشروعة .! جَعَلَت مِنها مُجرِمة ..!
___
يمُر زُمُرُدي العينان علي حِصان بُني بِحاراتٍ ضيقة بِمؤخِرة حَشد مِن الفُرسان وَسط تهليل البُسطاء !
ليَنطِق قاسِم بِحماس : تِلك المدينة ستكون سعيدة اليوم !
أكياس صغيرة مِن النِقود تُقذَف فالهواء حتي لا تبقي يدٌ مُرتَفِعة خاوية ! أو مع الفُرسان شيء إلا الأمر اليَسير !
-هذا هوَ علي بابا؟!
-نعم ! الذي بالمؤخِرَة !
-سَمِعت أنهُ ليسَ بابلياً!
-لا أحد يعلَم لهُ أصلاً ! لكن قاسِم يُربيه مُنذُ ثلاث سنواتٍ ! لقد كَبُرَ حقاً !
-ماذا أن خانَ قاسِم؟!
حَملَقَ الزُمُرُد فالفتاتان بطريقة مُرعِبة تُشبِه كثيراً نظرات "هينالي" ! ليرُد بِبرود : أنهُ أخي ! لن أخونُه أبداً !!
نَظَرَ قاسِم للموقِف من بَعيد ، ليسَت المرَة الأولي التي يتم إتهام جوسِف فيها بشيء كهذا ! لا أحد يستَطيع ائتمان غريب !!
___
مُجتَمِعون حَول النار في شِبه احتفال ، البَعض يَثملون والبَعض الأخر يتناولون الطعام ويمزحون إلا غريب نائِم علي جانِبِه مُتَوسِداً ذِراع نفسُه وأصهَب يَرسِم بِعصا علي الرِمال .!
لم يرفَع قاسِم عينُه عن الأرض : مازِلت تُفَكِر بالعَودَة؟
بشيء من التِكرار أجاب أمهر هارِب : إنهُ وطني !.
نبرة تقريرية رَدَت : نعم لكن ! سَتُقتَل أن عُدت !
نفس السؤال الذي يُكرِرهُ دوماً : أتَظُنَ أن مكروهاً ما أصاب هينالي لينساني بِهذا الشَكل؟!
متبوعة بِنفس الإجابة !! لكن بعد صَمت تلك المرة : جوسِف .. لقد خَانَك !
اعتَدَل ليُصبِح مُستَلقٍ علي ظَهرُه : إن الأرض .. ضيقة فِعلاً .. مهما رَكَضت هرباً مِن الحُراس الضيقُ يَلحق بي ..
قَضَبَ قاسِم حاجِباه : تشتاق لعائِلَتَك وشقيقُكَ ذاك؟
زَفَر : رُبَما؟
حِدَة خفيفَة : ليس عليكَ هذا ! لأني أخاك !!
صَدر واسِع ، قَلب ضائِق! ، عينان لا تَنخَفِضان عن نِجوم سماء الصَحراء : أعلم !.
___
صاحَ فتي المِزمار الهاديء عادَةً : الأمر مُزعِج فِعلاً ! مُنذُ رحلَت كيفونا وقاسِم يُعطِي ذلك المِصري الكثير من الإهتمام !
ليرُد مالِك بِرزانة : تعلَم أنهُ ليسَ مُجرَد مِصري !. لن تَفهَم مُعاناتُه أبداً ولو بعد مليَون عام لأنكَ لستَ بِمَوقِفُه أو هوَ !.
عاد لهدوءُه : وأنتَ تَفهَم؟
رَفَع الكأس لشفتيه ليُفرِغُه مرة واحِدَة : أفهم ما يكفي !.
صَمَت ليُتابِع بعد لحظَة : أيضاً .. كُل شيء مُرتَبِط ! عَودِة كيفونا تَعتَمِد علي سَلامِة ذلك الغريب !. أن كُنت أفهم قاسِم بالشَكل الصَحيح فأنهُ .. فقط ينتَظِر الوَقت المُناسِب لأرسال الفارِس !.
أضيَقَت العيون العسلية بِتركيز ليتغابي صاحِبها عَمداً : لا أفهم كثيراً مِما تقول !.
وكأن تظاهُرُه بِعَدَم الفِهم سَيُنجيه من الدِخول فالمَعرَكَة الأخيرَة !.
___
صَرَخَت وهيّ تَهُز كَتِفي الواقِفَة أمامَها : فقط تَوقفي عن انتظارُه !. لن يعود !!
أنزَلَت يَديها بِعُنف : الأمر ليس عنه !.
تَعجَبَت الصَهباء بِحُنق : ماذا! هل تنوين فِعلاً قَتل كُل أُمراء مِصر بِنَفسِك؟!
هُنا صَرَخَت آمالـيا : ألم تَكُن تِلك خُطَتِك؟!
بِنَفس النَبرَة رَدَت : ظَننت أنهُ سيعود أن تم القَضاء علي أعداءُه لَكِنَهم كالنَمل لا ينتهون !! وهوَ كمن لم يكُن لا يعود !!
هدأت : وماذا تُريدين مني أن أفعل بدلاً من هذا؟! اتزوج مِن فلاحٍ ما واعيش حياةً عادية؟!
كادَت كيفونا تَنطِق بِـ"نَعَم" لَولا أن قاطَعَتها آمالـيا بِسُرعة : بعدما حرَق الصعاليك إقليمي؟!
أغلقت كيفونا فَمُها لِتُتابِع آمالـيا : سأنتَقِم ولو كان أخِر عَمل أقوم بِهِ في حياتي !!
دَوي صَوت صَفعَة فالمكان ! ،شعر آمالـيا الأسود غطي وجهها، لم تُحاوِل الصَهباء تَبرير ما فَعلَت ! بل استدارت مُغادِرة : سأذهَب لِمُلاقاة أخي هوَ قادِم لِرؤيتي اليَوم !.
هل يبدو ما يحدُث منطقياً؟ لِماذا تُخبِر كيفونا آمالـيا أن تتوقَف عن انتظار جوسِف بينما هوَ يتم تدريبُه من قبل قاسِم نفسُه؟!
إلا أن لم تكُن تعلَم شيئاً عما يفعلُه أخاها !
هل سيُغير هذا أمراً؟! أم أن الأمور ستسير كما يُخَطِط لها؟!
من يعلم ! قَد تُفسِد شَقيقَتُه خُطَتُه دون أن تَدري !.
___
لم يكُن ينوي التوقُف عن السَير في قَلب الصَحراء بعد رحيل قاسِم إلا أن شعر بالنُعاس ، هوَ لن يعود بأي وقت قريب علي أي حال !.
لكنهُ توَقَف رُغماً عنهُ عندما رأي؟ كيف يكون هذا؟!
مَقبَرَة فِرعونية؟ بِبابِل؟!
وكأنهُ لا يُسيطِر علي قدَميهِ دَخَلَها ! عالِماً أنهُ قد يتوه بِها !!
لا أحد يعلم بأي غُرفة يُدفَن صاحِب المَقبَرَة عادَةً ! الكثير من الغُرف المُزيَفَة صُمِمَت من أجل لِصوص المقابِر !!
لكن بِلا شَك صاحِب المَقبَرَة ليس أقل من مَلِك !
تابوت؟! هل وَصَل بالفِعل؟!
لا بُدّ أنها مقبَرِة أميرةً ما فشكل تابوتَها لا يُناسِب رَجُلاً !.
أي جِنون يَدفَعُه لِفَتح التابوت؟!
امتَدَت يد مُرتَعِشَة لِتَكشِف عن جُثَة ليسَت كأي جُثَة بِتابوت ! ،تلك لم تكُن ميتَة !.
جميلة جِداً ،شَعرُها يَفتَرِش كَتِفَيها حَولَها، يداها موضوعَتان علي بَطنَها واحِدَة فوق الأُخري جِفناها مُزينان بِكُحلٍ أسوَد وقد فَتَحَت عيناها للتو لِتُحَدِق فيه !. قلبُه علي وَشك التَوقُف ! نَظرَتها مُلَوَنَة بلون عيون القِطَط الذَهبي !
تراجَع للخَلف بِرُعب لِتَنتَزِع نَفسَها مِن براثِن التابوت وتُطلِق صَرخَة عالية فالفَضاء وكأنما رَوحها تَتمزَق ! ، سَقَطَ أرضاً ! لِتَنظُر لهُ أخيراً : أهلاً جوسِف ! تأخَرت !
___
انتَفَضَ مُستيقِظاً مع شَهقِة غَريق ! لِتَقَع قُماشَة مُبَلَلَة عن رأسُه ! ، زَفَر مالِك : جيد ! لأن قاسِم سيَصِل قريباً جداً !
مازال يلتَقِط أنفاسُه : مَرِضت مُجدَداً؟!
ليأتي صَوت أطيف الهاديء من بَعيد الذي تبين كَونُه ينظُر لهُ بِشَك عندما اقتَرَب : كُنتَ نائِماً لأيام !!
لم يَجِد وَقتاً ليُبَرِر نَفسُه لأطيف ولم يكُن ليَستَطِع من الأساس ! ، هَبَطَ قاسِم عن حِصانُه بثباتُه المُعتاد ليُقَرِر جوسِف بِبَحَة غريبَة علي صَوتُه : قاسِم ، أنا سأتي معك المرة المُقبِلة التي تزور بِها مِصر !.
أسرَع الأصهب بالاعتراض : لكن !.
ليَحسِم جوسِف الأمر بلهجة قَوية : سَتُدفَن حية أن تأخَرت !.
لم يسأل قاسِم من هيّ ! بل اكتفي بابتسامة متبوعة بـ: حسناً ! كما تَشاء !.
رُبما لم يكُن أمر تحديد الوقت المُناسِب من إختصاص قاسِم من الأساس !.
لكن ما الحِكمة في ترك الأمر بِقَبضِة حُلم غريب ليُحَدِد كيف ومتي بِهذا الشَكل !!
___
تثاءَبَت بِتَثاقُل : لقد رأيت أغرَب حُلم اليوم !.
رَدَت شَقراء : حقاً؟ ماذا رأيتِ؟
بدأت تَقُص : رأيت نفسي نائِمة في تابوتٍ ما وأصرُخ أن يتم إخراجي ..
أشارَت كيفونا لآلانيس بالصَمت ! ، لا تُريد أخبار آمالـيا أنهما بالفِعلِ كانتا تبحثان عنها اليَوم لِساعات ! لِتَجِداها فالنِهاية بِمَقبَرَة ؟
رَبَتَت كيفونا علي كَتِف صَديقَتها : أنهُ مُجرَد حُلم آمال !، أنتِ نائِمَة بِوسطَنا مُنذُ ساعاتٍ ! صحيح آلانيس؟!
أومأت الشَقراء بشيء من التَوتُر لم تُلاحِظُه آمالـيا : نعم ! عودي إلي النَوم !.
ثواني وغَفَت مرة أُخري لِتَنهَض الفتاتان مُتَسَلِلَتان للخارِج ، هَمسَت الشَقراء : أتَظُنين أن للأمر عِلاقة باللعنَة؟!
بِثباتها المُعتاد الذي يجعلها تُشبِه قاسِم أجابَت : لا أعلَم ! لكن لِنُخفي الأمر إلي أن نكتَشِف كُنهُه !. أيضاً ... لا تُخبِري أحداً من الأُخريات عن هذا !. مازالت الرَئيسَة !.
ترَدَدَت آلانيس لِتَزفُر : فالواقع .. بعد ما رأيت اليَوم اتمني لو أعرِف .. من آمالـيا حقاً؟!
-نهاية الفصل الثالث.