الفصل الاول
حسناً
عندما كان للنور معنىً ، كُنتُ أول الواقفين في طابوره
و لكن حالياً . انا لم أرَ النورَ منذ ثلاثة أيام على الأقل « حسب تقديري » ....
الأكبالُ التي تحيط بيداي تؤلِمانني و كأن
أنصالاً تخترق عظامي .....
أشعرُ بالدوار ...
لذا لابدّ اننا في قاربٍ ما حالياً فأنا أصاب بالدوار في حال إقترابي ، رؤيتي او
ركوبي للبحر !!
بسبب طول الفترة التي لم أُبصر بها الدنيا بفعلِ قطعة القماش السوداء هذه ، بدأتْ
حاسةُ السمعِ لديّ بالتحسن ، لذا
بإمكاني سماعَ صوتِ ذلك الرجل اللعين بأذناي طوال الوقت وهو يتآمر مع أقرانه
الخُبثاء عليّ ....
مُجمل خطته كان أن يطلُب من أهلي فديةً بمبلغٍ ما مقابل إعادتي سالمة إلى
المنزل ! على كل الأحوال انا من عائلة هـوراكفورد البريطانية
العريقة .....
لذا سيطلب مبلغاً يُلائم هذه الرفعة !
و اذا لم يقم أهلي بدفع هذه الفدية
فسيستبدلها بسهولة بـ الإعتداء عليّ أو التجارة بأعضائي ....
حسناً ، انا اعلمُ ان لا احد من عائلتي سيهتم بأمري
لذا كُنتُ مستعدةً لأي خيارٍ عدا الاول ...
لماذا لم يختطفوا إليزابيث ، المفضلة عند أبواي ؟ ...
لو فعلوا ذلك لدفع أهلي كل أملاكهم لإنقاذها فهي الفتاة الجميلة الذكية المثالية
و المناسبة لتكون وريثةً لعائلتنا فبالنهاية أبي لم يَنعم بالبنينِ الذُكور ......
لذا فقد اختار وريثةً من بين بناته الثلاثة و كانت إليزابيث هي من وقع أختياره
عليها ....
اما انا و كارول فقد كنا مجرد ابنتين ....
اظن ان الوحيدة التي ستشعر بالخوف عليّ هي أيلاين صديقتي الوحيدة .
لقد رنّ هاتف ذلك الخبيث ....
فرد بصوتٍ حانق على من يتكلم معه ...
هل يعقلُ ان أهلي اتصلوا ؟؟
" 100000000 دولار ، هذا هو المبلغ المطلوب اذا أردتم عودتها بدون ان
تصاب بأي أذية "
مئةُ مليون دولار
أيتحامق ذلك الشخص ؟
حسناً انا متأكدة أن أهلي سيرفضون هذا ..
أغلق الهاتف النقال خاصته ..
لقد علمتُ ان أهلي لن يدفعوا له
دخل إليّ وقال بتهكمٍ لأحد رجاله ان يقوم بحملي ......
و بعدها أمسك بخصلات شعري المُبعثرة و قال :
" حسناً ، ستأتين معنا يا سليلة هـوراكفورد ..."
لقد كُنتُ أعرف ان أهلي لن يدفعوا له .....
إذاً فهو سـ .........
بعد سيرٍ لمدة من الزمن ...
رماني ذلك الرجلُ في مكانٍ ما
إتضح لي من صوتِ المحركاتِ انه سيّارة ..
و قاد بي وهو يدندنُ بألحانٍ غريبة بصوته الغليظ ....
بينما جلس بجانبي رجلٌ آخر و تأكد من ان قيديّ المتهالكين في مكانيهما ...
ماذا سيحدث الآن ؟
تنهدتُ لأتذكر ان ما من شيٍ من هذا كان سيحدث لو أني رضيتُ بركوبِ
حافلةٍ إلى المدرسة و لكنيّ فَضلتُ السيرَ على الأقدام عوضاً عن ذلك و يبدو
ان الطريق كان طويلاً جداً ، و بهذا كانت هذه الفرصةُ الأمثل لهذه العصابة
التي كانت تتعقبنا منذ زمن ......
توقفت السيارةُ فجأةً ليُردف الرجل بجانبي :" حسناً هاهي المرأةُ موجودةٌ هناك
و معها الحقيبة ..."
إذاً فأهلي فعلاً سيدفعون ذلك المبلغ !
كان هذا خارجاً عن توقعاتي ....
سمعتُ صوت أمي صارخاً :" لن أُسلمكم أيّ ورقةٍ من هذه إن لم أرَ ابنتي
الآن !! "
حسناً أمي كانت قوية الشكيمةِ دائماً و لا تزال هكذا !
أمسكني الرجلُ من يديّ و سحبني خارج السيارةِ ، ليُسدلَ و أخيراً العُصبَةَ عن
عينيّ ....
لم تكن الرؤيةُ واضحةً أبداً و كانت أشعةُ الشمسِ قويةً ، لذا أغمضتُ عينيّ
لأفتحهما تدريجياً بعد ذلك ....
لقد كنا في حديقة بينكغهام العامّة ....
كانت أميّ منتصبةً كالعادة ..
لتقول :" حسناً سلِمني ابنتي لأسلمنّكَ المال ."
دفع بي ذلك الرجل ببشرته الزنجيّة
فوقعتُ ...
ظننتُ أنني سأقع على الأرضِ و لكن بدلاً من ذلك لقد كان حُضنَ
أميّ ....
رمت أمي بالحقيبة إليه و التفتت لتذهب .
و هي تمسكُ بي من جانبيّ ...
و بعد ذلك صرخ صوتٌ قويٌّ صادحاً بـ :" توقف مكانك "
و رافقه دويٌّ لأصوات سيارات الشُرطة ...
تم إلقاءُ القبضِ على العصابةِ و إعادة المالِ إلى عائلتيّ كذلك ....
يبدو ان طول فترةِ غيابي كانت إليزابيث تبكي بينما قام والدي بكل الإجراءات
لإعادتي سالمةً
اما كارول فقد أُغميَ عليها ...
فور ما وصلتُ إلى البيت حتى تلقيتُ صفعةً من أميّ ، هذه هي طريقتُها في
التعبير عن قلقها .....
ثم احتضنتني و قالت وهي تذرف الدموع :" لقد قلقتُ عليكِ ، حمداً لله أنكِ
عدتِ بسلامة .."
في النهاية هذا الموقف أثبتَ لي ان حياتي لم تكن بذلكَ
السوءِ ......
و لكن عليّ ان اتقبلها أولاً
لتقوم بِتَقبُليّ لاحقاً .........
بادلتُ أمي الحُضنَ و قلتُ و العبراتُ تسيلُ على وجنتيّ :" لقد كُنتُ خائفة...
، اشتقتُ لَكُم ..."
_________
انتهى الفصل الاول
تصنيف الاكشن
أتمنى يكون أعجبكم
في أمان الله
حب3