08-12-2016, 06:40 PM
|
|
البارت الاول هُناكَ الكَثيرُ من الامورِ لا نَودُها ان تَحدث
لكِنَها .. تَحدث !! لما....ذا ؟!
لان ... هذا ما قُدرَ ان يحصل
هذا هو المَجرى الذي سلكَته قصةُ حَياتنا
و لكن ..
كلُ ما يحدثُ حَولنا لهُ حكمةٌ صح ؟!
اذن .... لمَا ؟ كيف ؟ متى ؟ لماذا ؟ ...
مع الوقتِ سَنجدُ اجوبةً لاسئلتِنا المُتمَردة * سيكون هناك حل * أصوات الموسيقى الكلاسيكية طغت على تلك القاعة الفاخرة التي ذلت على فخامة و المكانة المرموقة التي يحتلها صاحبها,اعين الكل موجهة نحو ذلك الثنائي الذي منذ ان شرف القاعة سرق جميع الانظار بسبب طلته البهية ... تعالت همسات الجميع عندما توجه الثنائي وسط القاعة و بدء جسديهما يتمايلان تحت تأثير النغمات الهادئة , كان الشاب يحيط بيديه خصر الفتاة التي يراقصها و يده الأخرى تمسك يدها الناعمة بكل رقة , اخد يتفحصها بكل دقة و كانت تبدوا كالملاك في نظره بثوبها الذهبي الّذي انساب على جسدها بكل حرية , أحست الأخيرة بنظراته نحوها فتوردت وجنتاها و أخذت تجول بعينيها يمنة و يسرة محاولة تفادي التقاط أعينهما , بعد مدة أحست بأنفاسه تغلف أذنيها و هو يقول لها : -"هل أنتِ سعيدة ؟ " كان سؤاله في نظرها تافها فكيف لا تكون سعيدة و هاهي احلامها تتحقق بعد كل ما حصل ؟ امتلكها التوتر لقربه منها و بصعوبة أخرجت كلماتها : -"لما لا , الستُ ...معك ؟" زينت ابتسامة جميلة شفتيه : -" هذا جيد, ما يهمني هو أنتِ و سعادتك " ازداد احمرار خديها : -"أنتَ تخجلني ...و ت...وترني بكلا..مك" أطلق ضحكة انبعثت من أعماقه : - "ستستمعين اليه كثيرا الى ان تملي " أخفضت رأسها : -"لا أظن أني ..سأمل ..منك و لا من ...كلامك " ارتسمت ابتسامة تحمل كل معاني الحب وجه ذلك الشاب , كلماتها هذه جعلته يشعر بسعادة لا مثيل لها . وجودها معه هو كل ما يهمه ,إسعادها و رؤية ابتسامتها وضعها من قائمة واجباته. ضمها إليه و قرب شفتيه من اذنها: -"أرتميس أنا أحب..." -"أرتمي.....س" صوت صراخ احدهم باسمها أيقضها , للحظات فقدت ذاكرتها و لم تستوعب ما الّذي يحصل حولها و بعدما افاقت و استرجعت ذاكرتها, بدأت تلعن في سرّها المفسد الدائمَ لأحلامها الوردية , أحيانا تشكّ بأنّ جميع سكان هذه المملكة بل ربما العالم بأسره متحالفون على إفساد أحلامها السَعيدة ,و ما جعلها تشك أكثر و تبحث في الأمر بجدّية لرفع قضيّةٍ ضدّ سُكان الأرض , هو أنّها لا تجد من يوقضها عندما يتعلق الأمر بكوابيسها ,الأمر بالنسبة لها أصبح كالخيار بين الحياة و الموت . أيقضها من تفكيرها في إيجادِ حلٍ لقضيَّتها, صوت طرقٍ ثمَّ فتحٍ للباب, أطّلت منه ذات الشعر البني و ابتسامة توترٍ تحيط شفتيها : -"أختي, السيدة توسان غاضبةٌ جدًا ’ لقد طلبت منك مند حوالي ساعة أن تنظفي القبو " سكتت فجأة و احتلت الحيرة و الدهشة قسمات وجهها الصغير و هي ترى الفتاة أمامها تفرك عينيها المميزتان بملل و النعاس واضح على محياها , كادت أنَّ تفقد توازنها من الصدمة بعدما انتبهت أنَّ القبو لا يزال يملاه الغبار في كل مكان, الكراسي لا تزال مقلوبة الكتب كل واحد مرمي في جهة .-هل يعقل أنّها نائمة منذ أن نزلت إلى هنا؟- -"إذن ماذا كنت تقولين لوسيان؟" أفاقت من تساؤلاتها على صوت الفتاة التي بدأت تشكُّ أنّها جنت : -"هل كنتِ نائمة أُختي؟" أجابتها المعنية و هي تحك شعرها الثلجي : -"نعم, لقد شعرت بالنعاس عندما كنت أنظف القب..." فجأة تغيرت تعابير وجهها خوف رعب صدمة , لقد نست تماما ما أمرتها به السيدة الفزاعة كما تناديها هي . نظرت بتوتر الى الصغيرة أمامها : -" يا إلهي !لوسي ماذا أفعل؟" أصبحت تدور في أرجاءِ القبو ذهابا و إيابا و هي تتفوه بكلمات لا وجود لها في قاموس اللغات, أظن أنّها لغتها الخاصة. هذا ما استنتجته لوسي و هي تحاول كتم ضحكتها على شكل المهرج الذي امامها . -"إنني حقا غبية , يا إلهي ماذا أفعل الآن , من حق السيدة فزاعة أن تأخذني إلى حبل المشنقة , و أنا لن أعارض مع أنني لا زلت صغيرة على الموت , بالتكلم عن الموت أوليس هو نوما أبديا ؟ ! يعني أستطيع أن أحلم بدون أن يوقظني أحد ؟؟ لا عندما أموت ...." -"كفي" هذا ما لفظت به الفتاة التي ولجت توا الى الغرفة الغضب جعل من عينيها العسلياتان تبدووان كشمس المحترقة عند المغيب, رأسها يكاد ينفجر من الترهات التي تقولها المجنونة أمامها . -"كفاكِ لوما و حماقة يا ارتي و حاولي أن تسرعي في إكمال تنظيف القبو , سأقول للسيدة توسان أنّكِ لم تكملي بعد و انت لوسي هيا معي" . بدأت كل من ارتي و لوسي تتصببانعرقا خوفا من البركان الذي انفجر امامهما رجعتا الى الوراء كردة فعل لتفادي الحمم التي تخيلتاها تندفق من ذات الشعر البني و مع ذلك رسمت ذات الشعر الثلجي ابتسامة امتنان بطريقة بلهاء الي المخيفة امامها بعدما ادركت انها هدات قليلا , تقدمت منها و عانقتها و بدات تردد عبارات الامتنان و الشكر .... -" حسنا حسنا !لا بأس آرتي ,يكفي هذا , آرتي توقفي فهمت" توقفت المدعوة آرتي و ابتسامتها لم تفارقْ محياها " هيا اكملي التنظيف الان " ثم توجهت الى الباب و تبعتها لوسي لتصعدا الى الفوق و يتركا صديقتهما تكمل عملها. نظرت آرتي خلفها و أصابتها نوبة من الإحباط و الكسل بعدما تذكرت ما ينتظرها من العمل, لكنها تذاركت الموقف و استعادت نشاطها حتى لا تغفوا ثانيةً. إتّجهتْ الى طاولة في زاوية القبو و حملت كتابا لتضعه في رف الكتب بعدما نظفت المكتبة , لكن أثارها عنوانه الّذي لم تفهم بأيِّ لغة هو , فتحت الكتاب فقابلتها صورة لحقول محروقة و أمامه كتب (أرض مغتصبة ) فكّرت لربما يكونُ هذا هوَ إسمُ الكِتاب , أمعنت النظَرَ جيِّدًا في الصورَة حينَها تذكَّرت السبب الذي جعل من السيدة فزاعة تطلب منها أن تنظّف القبو -"الحقول حرقت" هذا ما تمتمت به -" و الحرب ربّما تندلع , الاقتصاد في تذبذب و لن يعاني من هذا الي الفقراء أمثالنا . منذ ما يقارب شهرًا تقريبا بدأت الأعمال الإرهابية,هناك الكثير من المنازل الّتي تقع في الأماكن النائية قد هوجمت و منها من حرقت,لهذا طلبت مني السيدة فزاعة أن أنظِّف القبو , خوفا من أن نهاجمَ نحن أيضًا و خاصةً أنَّ الميْتم بعيد عن المدينة , لا ادري لما اختار السيد روبرت هذا المكان ليكون ميتمًا,إنه بعيد عن سبل الحياة الآمنة,فيما كان يفكِّر يا ترى؟ !" اطلقت تنهيدة و بدات تحرك راسها يمنة و يسرة لعلها تستطيع ان تخرج افكارها السلبية -"فقط أرجوا أن لا توقظ الحرب اللعينة فأصحاب السلطة و القوة لن يمسَّهم أيُّ ضرَرْ فقط الأطفال و الضعفاء من سيكونون الضحية , على كلٍ كفاني ثرثرة مع نفسي ,علي ان أكمل تنظيف القبو ليكونَ جاهزا لنختبئ فيه إن تتطلب الأمر سيكون هناك حل " رسمت ابتسامة تحدي و بدأت معركتها مع التنظيف, التي ستستهلك كامل قوتها و يومها. جال بعينه الزرقاوتان في ارجاء الغرفة التي طغى عليها اللون الذهبي تقدم من الستائر البيضاء المزينة بخطط سوداء ماثلت الارائك الفخمة المنتشرة في ارجاء الغرفة ما ان فتح النافذة حتى داعبت النسمات الباردة وجهه الجميل التي ابدت علامات الحزن ان تفارقه بدا ينظر في ارجاء الحديقة المكسوة بالثوب الابيض -" لطالما احبت هذا المنظر " صاحبت كلماته تلك تنهيدة محاولا اخراج الهم و الحزن الذي اثقل صدره كان يحاولا دائما ان يقنع نفسه بعودتها يوما و لكن في سره هو يعلم الحقيقة المرة التي يرفض تقبلها . اقفل النافذة و رجع ادراجه الى مكتبه يجر ذيول الخيبة وراءه التي اعتادت مرافقته دائما . لقد داوم النظر من هناك منذ رحيلها, فدائما ما كانت تلعب تحت نافذة مكتبه محاولة احداث ضجة لكي تسترعي انتباهه و لا يمكن ان ينكر انها لطالما افلحت في ذلك شقت خيوط رسمتها دموعه المتمردة على خذه -" فقط عودي و سافرغ كل ايامي لك عودي ارجوكي عودي , الا تسمعين تسولاتي لكي,لقد تعبت من كل هذا ارجوكي ارحميني " فقد السيطرة على مشاعره ككل مرة , وضع يده على شعره الاشقر الطويل نسبيا و بدا في البكاء لعله يرتاح قليلا. كان الاخر يستند على الباب يستمع الى صوت النحيب الذي قد اعتاد على سماعه كل مرة منذ رحيلها لم يكن يعلم يوما ان والده ضعيف هكذا,والده ملك ممكلة – امورفيا – العظيمة, و لكنه يفهم شعوره و كم يحزنه رؤيته يرسم الابتسامة امام الاخرين و يجعل نفسه غير مهتم بما قد حصل, الكل يظن انه قد نسى لكن في الحقيقة والده لم ينسى يوما و لن ينسى , ياخذ دائما فرصة وجوده وحده لكي يخرج حزنه ,لكنه بتصرفاته هذه جعل الجميع يحترمه اكثر, ضعفه لا يجب ان يرى يوما امام الاخرين فقد يستغلونه ليضربوا ضربتا موجعتا قد تودي بحياة المملكة و من فيها. خارت قواه فلم تستطع رجلاه ان تحملانه اكثر لذا جلس في الارض و احاط رجليه بيديه, غطى شعره الثلجي عيناه القرمزيتان التي كانت ترسم حقيقة المه , أغمضهما و ترك الحرية لدموعه لكي تتكلم بدلا عنه و تمتم قائلا : -" سكون هناك حل " ارجوا عدم الرد |
|