12-04-2016, 06:59 AM
|
|
الفصل التاسع:الأحداث تسير في منحنى جديد... الجو ربيعي وكان يوما معتدل الحراره كانت ترد ماء النهر وهي تسقي فرسها وتروي عطش ضمأها من الماء... تلك الفتاه بشعرها الأسود الحريري والذي يصل طوله ألى أسفل جذعها جائت الى الغابة وهي تصطحب معها صديقتها المفضلة الفرس التي تطلق عليها أسم سكارلت،بثوبها الجميل والذي كان ينسدل كالستار على جسمها وهو يأخذ لون العشب الأخضر أخذت تلك الفتاه تمسح بيدها على ناصية فرسها وهمست في أذنيها بحب: عزيزتي سكارلت هيا لنعد ألى القصر ولكن خرج شيء ما من تحت قدمي الفرس جعلها تصهل وتظطرب بخوف شديد ففرت هاربة الى حيث الغابة! فصرخت تلك الفتاه وهي تضع يديها على وجنتيها: يألهي لقد أفزعها السنجاب سكارلتتتت توقفييييي ... وأخذت تركض خلفها وهي تنادي بأسمها في محاولة منها لأرجاعها! وحين يأست من اللحاق بها وأتعبها الجري أستندت على جذع شجره وراحت تلتقط أنفاسها المنهكة مسحت بيدها جبينها المتصبب عرقا وقالت بذعر: سكارلت أرجوك توقفي لاأستطيع مجاراتك في الركض ثم سمعت صهيلها العالي وكأنها قد توقفت وأستجابت لرغبتها! عندما وصلت اليها رأتها وقد وقعت في خطر كبير! سكارلت تلك الفرس الجميلة بلونها الاحمر وغرتها البيضاء غاصت في حفره ممتلئه بالطين تشكلت أثر الأمطار الغزيره التي هطلت كانت مذعوره مما أصابها وكلما تحركت أخذت الأرض تبتلعها شيئا فشيئا فحاولت مالكتها أن تهدىء من روعها بالتربيت على رأسها حتى تهدأ وحتى تجد طريقة لأخراجها... فرأت غصن يتدلى بالقرب من رأس سكارلت مشت بعض خطوات بحذر حتى أمسكت به ومدت يدها الى أن وصلت لناصية الفرس وماأن راحت تمسح عليها حتى هدأت وسكنت... ثم قالت لها وهي تحاول أن تتماسك: عزيزتي أرجوكي أهدئي سوف أخرجك من هذه الحفره ولكن لاتتحركي رجاء أبقي ساكنة ثم ألتفتت الى شجره بقربها ورأت اغصانها تتدلى وهي تشبه الحبال فأرادت أن تصنع منها حبلا تخرج به الفرس ولكن الغصن أنكسر من يدها فسقطت في الوحل وعلقت به هي الأخرى! في تلك اللحظة المروعة بقوه الظغط التي تسحقها وكلما حاولت المقاومة أزداد غوصها نحو الأسفل صرخت بكل ماأوتيت من قوه طالبه النجده ولكن حتى ذبذبات الصوت كانت تحرك الأرض من تحتها وتغرقها عميقا في الطين... وبعد أن نفدت من يدها الحيل أستسلمت لقدرها بأنها ستموت في هذا اليوم وبهذه الطريقة المؤلمة ولكن وجود فرسها الى جانبها خفف عليها ذلك المصاب! قالت بيأس ممزوج بسخرية لفرسها سكارلت: انا اسفة ياعزيزتي لم اقدر على مساعدتك ولاحتى مساعده نفسي...ثم هطلت دموع الخوف والألم من عينيها الزرقاوين! في تلك اللحظة كانت هناك دمعة تسقط من عين الفرس أغمضت جفنيها وأخذت تغوص في القاع حتى لم يعد يظهر منها ألا رأسها صرخت تلك الفتاه وهي ترجو الفرس ان لاتستسلم كانت تراقبها بحرقة وهي تموت امامها حتى أبتلعها الوحل بشكل كامل! -سوف أموت هنا ومن دون ان يشعر بي احد سكارلت لن تموتي وحدك أنا أتيه اليك ياعزيزتي وحينما أغمضت عينيها هي الأخرى ورضت بمصيرها المحتوم اتاها الفرج أخيرا شخص ما أستطاع بشكل غامض ان يخرجها من الوحل حملها بين ذراعيه وأخذها الى النهر بسبب الأرهاق الشديد الذي عانته لم تستطع التعرف على ملامح وجهه! فقالت بصوت مرتجف: سكارلت....أنقذها رجاء أنها.... وقبل أن تكمل كلماتها أخذ منها التعب مأخذه وغشي عليها! - لن تكون وحدك بعد الان فأنا سأبقى دائما الى جانبك أنتعشت تلك الذكريات القديمة في عقله مشهد أسترجع تفاصيله كان بداية لشيء جميل حصل في حياته... ولكن الأشياء الجميلة لاتدوم طويلا فسرعان ماتنتهي وتتلاشى كما يتلاشى الحلم! كان يجلس بسكينة مقابلا للمدفئه التي تشتعل أمامه أنعكس وهج النار كبريق من الذهب في عينيه ذات السواد الحالك،وهو يرخي يديه نحو الأسفل منتظرا قدوم أحدهم أليه.... فتح باب تلك الغرفة الواسعة ودلف منه شخص ما يحمل بين يديه فتاه أحضرها ألى سيده! وقف ذلك الرجل متفاجأ ولم يكن سوى الكونت سيرث.. -لم اتوقع أن تجلبها بهذه السرعة أحسنت يازارس...قالها وهو يربت عله كتفه بفخر ثم أردف وهو يبتسم: ألم تواجه أي مقاومة في أحضارها فقال له زارس وهو يضع جانيت على الأريكة: كانوا غافلين تماما أختطفتها وهم لايعلمون حتى الآن عن الأمر قالها مبتسما بسخرية الكونت بتعجب كبير: غريب ليست من عادات كيل أن يهمل الحارسة وخصوصا أن كانت الأميره... أردف بأبتسامة مكر: كان سيدفع ثمن غفلتة لو قمت بقتلها الآن ولكن بعد أن تغيرت الظروف هي ستكون ذات قيمة وهي حية زارس وهو ينظر نحو سيرث بقلق: ذلك الأمر خطير جدا أن حصل فهو نهاية هذا العالم الكونت وهو يجلس على الأريكة المقابلة لجانيت: أنت على حق سوف يقلب موازين القوى أن نجح في قتل الجوهره الحمراء....ولكنني يازارس عجزت عن معرفة المضيف الذي سكن جسده وأودعه قوته! قالها وهو يشد على قبضته بغضب زارس: لن يطول الأمر حتى نكتشفه هو سيظهر قريبا لاشك في ذلك ياسيدي سيرث: علي الآن أن أقنع الأميره بظروره محالفتي مع أني متأكد بأن اللورد غسل دماغها وألبها ضدي قالها وهو يبتسم بسخرية.... زارس بنبره واثقة: سيدي متأكد بأنك ستنجح،ذلك الشخص سيسعى لقتلها ستظطر للثقة بك عليك فقط أن تحاول سيرث وهو يشبك أصابعه قائلا بنبره هادئه: لاضير من المحاولة طالما أن الأحداث لن تسير وفق ماكنت أخطط له.... ألتفت الى زارس وأردف: زارس وجهك يبدو شاحبا أذهب وخذ قسطة من الراحة الأميره ستستيقظ بعد قليل وسأتولى مهمة اقناعها زارس وهو ينحني للكونت : كما تريد يايدي...وأتمنى لك التوفيق ويذهب زارس تاركا الكونت وجانيت بمفردهما! في قصر اللورد علم الجميع بأمر أختطاف الأميره بينما كانت سوزي تبكي بحرقة كان سفان يلوم نفسه بشده لأنه قصر في حراسة الأميره وأما اللورد كيل فثارت ثائرته وتوعد الكونت سيرث بالقتل المحتم وأنطلق بصحبة سفان لأنقاذ الأميره.... حركت جفنيها بتباطىء وفتحت عينيها العسليتين لم تستوعب ماذا حصل لها كما لو أنها فقدت ذاكرتها لبعض الوقت.... ألتفتت عن يمينها وأستقر نظرها على شخص يجلس بوقار مقابلا لها! نهضت بفزع وقالت: من أنت؟ صمت لوهلة قبل أن يجيب على سؤالها..ثم نطق بصوته الممزوج بالبحه: أعتذر عن الطريقة التي أحضرتي بها ألى قصري كنت مظطرا لأختطافك فأنتي رفضتي دعوتي دون ان تعرفي شيئا عني جانيت بعد أن اتسعت عينيها بدهشة: أنت الكونت أذا لاشك في ذلك فأختطاف الناس عمل لايفعله ألا الأشرار من أمثالك لم يرد الكونت على أهانتها له بل تجاوزها وقال بأبتسامة: أهلا بك ياأميره جانيت في قصري ولكن ياأميره أليس أتهام الناس بالسوء قبل أن تقابليهم عمل خاطىء....يضع ساقه فوق الأخرى ويردف وهو مغمض عينيه: يبدو أن كيل أعطاك صوره قاتمة وسوداوية عني جانيت بصوت غاضب: ليس حكمي عليك جاء بسبب اللورد أن افعالك هي من تقرر من تكون؟ ثم أردفت بغضب كبير: وخصوصا أن كان من ضمن ضحاياك فتاه أحبتك بصدق.... في تلك اللحظة شحبت ملامح الكونت مما قالته جانيت فأخذ ينظر اليها بشرود! ثم عاد ليغمض عينيه قائلا بصوت ذو وقع حزين: حتى عواطفي الخاصه أستغلها في أشعال قلبك بالكره نحوي وقف على قدميه وخطى بضع خطوات حتى وصل أمام المدفأه.....صمت قليلا ثم أردف: أنتي لستي مستعده لأن تحاوري شخصا تشعرين بالكراهية تجاهه، أميره جانيت أن كنتي حقا لاتريدين التحدث معي ولالأن تصغي الي بعقلانية فيمكنكي أن تذهبي سأطلب من خادمي أن يعيدك ألى قصر اللورد... جانيت بعد أن أحست بأنها تصرفت بشكل عاطفي ومتسرع: كلا لاداعي لأن تفعل ذلك سوف أصغي لما تود أخباري عنه ولكنني أحذرك من أن تخدعني ياهذا...قالتها بملامح جاده.. سيرث وهو يبتسم بأنتصار: حسنا فعلتي ياأميره جانيت... عاد ووقف امامها ثم أنحنى وقال: أعرفك بنفسي أنا الكونت خافيرو سيرث أبن الكونت الراحل خافير ووريثه الوحيد.. القصر وكل الأراضي المحيطة به ضمن ممتلكاتي ثم قال بشيء من السخرية: ولكن مع الأسف فلا يوجد احد يعيش فيها سواي أنا وخادمي زارس.... جانيت بتعجب شديد: لماذا لايعيش احد في مملكتك! ماذا حصل ليرحلوا عنها... أحداث صاعقة ستعرفونها في الفصل القادم عندما يكشف الكونت أسرار غامضة لجانيت... ألى اللقاء في الفصل القادم |
__________________ {[ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ
وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ]}
- إلهي لكـ الحمد والشكر
نستغفركـ ياعفو ياغفور
التعديل الأخير تم بواسطة Gene ; 12-04-2016 الساعة 01:25 PM |