عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > قصص قصيرة

قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة.

Like Tree21Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-31-2016, 02:23 PM
 
ذهبية : تحت السماء ؛ أمل




#






أحسنتِ


إنه الشتاء ..

لقد هطل الثلجُ أخيرًا ..
ارتدت الطبيعة الحلَّة البيضاء في خجل ..
فيمَ ظلت السماءُ تغدق بكرمها السخيْ عليها ..
لقد تحول العالم إلى البياض ؛ الفراغ ..




" ميريديث " لا تستطيعين البكاء بفم مفتوح هكذا عندما تكبرين..

بقيتُ أحدِّقُ فيْ كفيَّ المرتَجفَتينِ لوهلة قبل أن أضغَط عليهما بقوة ، للأسف لم تعدْ أنفاسيْ الدافئة جديرة بالثناءْ حينها ، ابتلعتُ ريقْي بصعوبة قبلَ أن أجذبَ الوشاحَ الرماديْ حولَ عنقيْ برفقْ فأغمر كفَّيْ بجيوبِ معطفيْ ، اضطربت أنفاسي للحظة وشعرت بالبرودة تتسلل إلى أعماقي باستحيَّاء ، غادرتْ آخر رعشة جسديْ في الوقتْ الذيْ رفعت فيه عنقيْ لأًبصر الثلجَ المسيطر على المكان ، عدت أستشعرُ الهواءَ من حوليْ عندما أحسست بتلك الأصابع الصغيرة تجذبُ معطفيْ الطويل بلطف ، أملت رأسي لأدرك ألمًا بعنقي المتصلب ، ازدان وجه الصغيرة الشاحب بالاحمرار وبقيت بِلَورَتَيْ العسل تنظران إلي باستفسار ، علمتُ حينها بأنها توقعتْ عناقا لطيفا بدلا من تلك العبارة ذيْ النبرة المؤنبَّة !


تطلعتُ إلى قبعتها الصوفيَّة تلك التيْ غطت شعرها والقليل من جبينها فيمَ تكفل الوشاح الأخضر بتدفئة عنقها وبعض الأجزاء من وجهها ، لمْ تكنْ قادرة على الحديث - ليس بعد أن أرهقت نفسها بذلك البكاء الجنوني - لازالت أصابعها تعانق معطفي براحة وكأنها تطلب مني الحديث أكثر ، التفسير أكثر ، أسرفت بالنظر إليها قليلا قبل أن ألتفت نحو الأمام أرقب كرسيا تدثر بالبياض ، جذبت القليل من الأنفاس قبل أن أهتف : لقد قلت بأنك تريدين أن تكبري ، عندما تكبرين لا تستطيعين البكاء بهذا الشكل ، ستصبحين موضعًا للسخرية بدلا من حصولك على ذلك العطف الذي تريدينه منهم ! ..


لم تتحرك ولم تزل كفها الصغيرة تلازم طرف معطفي وكأني على وشك الغدر بها وتركها بهذا المكان وحدها ، علمت بأنها تنظر إلي حينها مطالبة بالتوضيحِ أكثر ، أعلم بأنه ليس من السيءِ أن يكون الطفلَ نبيها ولكنه حقا يصبح مزعجا في بعض الأحيان ، تجاهلتها لبعض من الوقت لأتأمل الأشياء من حولي حينها أبصرت عشَا كان لعصافيرَ اعتدنا على رؤيتها دائمًا ، ولكنه أصبح خاليًا الآن .. على تلك الأغصان المتشابكة هناك ! فكرت هل سيعودون إليه بعد زوال الشتاء ؟ .


ضغطت على أطرافي قبل أن أهتف غير مهتمة بما إذا كانت قادرة على فهم كلماتي أم لا : تتغير الكثير من الأشياء في ذلك الوقت ، فعندما تكبرين لا تستطيعين الحصول على ما تريدين بالبكاء فقط ، سيكون عليكِ أنْ تتكلميْ وإن لزم الأمر أن تصرخي ، لا تستطيعين الوقوف ورؤية ما هو لك يضيعِ لأنك إن فعلتِ ذلك حينها ستُسلبُ الكثير من الأشياء الجميلة من بين يديكِ ، قطعُ الحلوى لنْ تكونَ منالك الوحيد آن ذاك ! لأنك سترغبين في الحصولِ على ما له قيمة أكثر من ذلك ..


صمتُ للحظاتِ قبل أن أردفَ بضيق : ستشعرين أحيانا بأنكِ وصلتِ إلى طريقٍ مسدود وقد يأخذ منك هذا الكثير من الوقتِ لتجديْ المخرج والسبيل ، لا أحد سيعرضُ عليكِ المساعدة ، فلا أحد سيكون كريمًا إلى هذه الدرجة إلا إنْ كان يعرفكِ بحق ، قد تشعرينَ أحيانا بالسخط .. بأنك فعلت كل ما تستطيعين إلا أنك لم تبلغي ما تطمحين إليه بعد ..عندها لن يكون بمقدورك البكاءَ بصوتٍ عال كما فعلتٍ قبلَ قليل ، ذلك لأنك إذا رغبتِ بالبكاء فيجبُ عليكِ الانزواءُ بالظلامْ ، وَ لن ترغبيْ حينها بسماع " هل أنتِ بخير " لأنها ستشعرك بالاختناق لا أكثر فذلك السؤال لا يساعد حقًا بقدر ما هو يؤلمْ فعلا !


سكتُّ فتابعت : " ميريديث" عندما تكبرين قد تخسرين الكثير من الأشخاص ، و سوف تلتقينَ بالكثير من الأشخاصْ ولن يكونَ جُل اهتمامكِ فقط عدد الألعابِ التيْ ستشاركينها مع أصدقائكِ ، لأنك قد تعرفين بعد مضيْ من الوقت بأن هؤلاءِ الأصدقاء ليسوا كذلك حقًا ، سوفَ تبكين بقدر تلك الأوقات التيْ ضحكتِ خلالها ، لن تستطيعي اللهو كما تريدين وأين ما تريدين فقط لأنك تريدين ذلك


.. لا تستطيعين جعل أحدهمْ يبكيْ وإخباره بعد ذلك بأنك " آسفة " لأن الاعتذار لن يكونِ سهلا أو متقبلا حينها ، قد تكونين وحيدة وحينها لن تستطيعي إجبار الآخرين على قضاء القليل من الوقت معك فقط لأنك تشعرين بالملل ، قد تتألمين ولن يكون بمقدورك الكلام ليس لأنك لا تقدرين بل لأن الألم الذي تشعرين به لا يوصف ، ستشعرين بالفرح وقد لا تجدين أحدا تشاركين معه ذلك الشعور ! من الممكن أن تشعري بالميل إلى أحد الأشخاص بسهولة ولكنك لن تكوني قادرة على الإفصاح عن مشاعرك بسهولة ، سترغبين بالاتكاء على كتف أحدهم و قد لا تجدين من يستحق ثقل رأسك عليه
! ..


جذبت الكثير من الأنفاس قبل أن أهتف حينها : كل ذلك لأنك تكبرين وتضاف الكثير من السنواتُ إلى عمرك !
ضغطت على شفتيَّ بقوة قبل أن أحتضن نفسيْ بقوة مطالبة ببعض من الدفء، عدتُ أشعر حينها بقبضتها الصغيرة تجذبُ معطفيْ بقوة لطيفة أنزلت بصريْ نحوها أرمق ملامحها الشاحبة تتساءل بالكثير من العفوية : ماذا يعني العمر " مارجريت " !


تبسمت قبل أن أجيب: عدد السنوات التيْ تعيشينها .. أردفت : أنتِ عمركِ ثمانِ سنواتْ !
استطعتُ رؤية بسمتها خلف الوشاح الكبير حول عنقها ، ربما لمْ تفهم ما قلته ولكن أستطيع الشعور بسعادتها البريئة بمعرفة عمرها ، عادت تسألنيْ بتعجبِ عن عمريْ فأجبت : سبعة وعشرون !


تركتْ معطفيْ أخيرًا لألحظها تفرد أصابع كفيها أمامها وتعكف الواحد تلو الآخر بعملية حسابية فاشلة لمْ تستطع إنهاءها ، بالطبع لنْ تفعل لأن كلَ ما تعرفه هو العدُ حتى الرقمِ عشرة ، انحنيتُ برفقٍ نحوها قبل أن أجذب أحد كفيها وأهتف بتودد : ستعرفين كل ما ترغبين بمعرفته يوما ما وحينها قد تكونين تلك الأميرة التي تحلمين بها حقًا !
__________________
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم

Sleeping Beauty | Ghasag

التعديل الأخير تم بواسطة آميوليت ; 09-18-2017 الساعة 04:17 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-31-2016, 02:30 PM
 
#





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فكرة كتبتها بشكل سريع ؛ لأنيْ خفت همتي تضيع سدى

شكرًا لقراءتكم

تحت السماء : أمل

تمَّت
__________________
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم

Sleeping Beauty | Ghasag
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-31-2016, 02:47 PM
 


السلام عليكم ورحمه الله
العمر هو الشيء الوحيد الذي يستعصي على الأطفال فهمه!
وهم يحلمون دائما بأن يكبروا
دون أن يدركوا أنهم سيعانون من أشياء وأشياء في ذلك العمر
جميلة قصتك بكل ماتحويها من نصائح وعبر
تحياتي
في أمان الله
__________________




{[ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ
وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ]}



- إلهي لكـ الحمد والشكر
نستغفركـ ياعفو ياغفور

التعديل الأخير تم بواسطة العجوزة زوزو ; 02-01-2017 الساعة 01:27 PM
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12-31-2016, 11:01 PM
 




فكرة كتبتيها بشكل سريع؟ ها؟ :noo:

السّلامُ عليكم

كيفك؟ عساكِ بخير!

هممم

قصّة جميلة جدّاً..

نادراً ما ألاقي قصّة كاملة من كل شي.. أغلب القصص فيها ثغرات

لكن قصتك كاملة..

العنوان جميل

اختيارك للشِّتاء ليكون زمن القصّة..

الشّخصيات والحوار بينَهُما.. براءة الطفلة الصّغيرة

الفكرة.. وما أدراك ما الفكرة!

تجنِّن.. نادر ما تلاقي حد بيتطرّق لهيك أفكار..

العمر.. هممم..

وانتِ عبّرتِ عن فكرة فخمة بأسلوب وسرد رائِعين

وصفك لملابس البت الصغيرة يجنن
أنا فاشلة بوصف أشكال الشّخصيّات

المُهم..


أكتر مقطع عجبني.. هم تنين الصّراحة ^^"

الأول:

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غسَقْ | مشاهدة المشاركة
..عندها لن يكون بمقدورك البكاءَ بصوتٍ عال كما فعلتٍ قبلَ قليل ، ذلك لأنك إذا رغبتِ بالبكاء فيجبُ عليكِ الانزواءُ بالظلامْ ، وَ لن ترغبيْ حينها بسماع " هل أنتِ بخير " لأنها ستشعرك بالاختناق لا أكثر فذلك السؤال لا يساعد حقًا بقدر ما هو يؤلمْ فعلا

بالضّبط.. هاد صحيح 100%


الثّاني:

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غسَقْ | مشاهدة المشاركة
من الممكن أن تشعري بالميل إلى أحد الأشخاص بسهولة ولكنك لن تكوني قادرة على الإفصاح عن مشاعرك بسهولة ، سترغبين بالاتكاء على كتف أحدهم و قد لا تجدين من يستحق ثقل رأسك عليه
حبيته جدّاً


لا أخطاء نوعاً ما.. أنا ما لاحظت شي بارز.. إلّا بالمقطع الأوّل جملة "ذي نبرة مؤنبة"
هي "ذات نبرة مؤنِّبة" لو حافظنا على بُنيتها كما هي..


المُهم استحقيتي الختم بجدارة..

وخلينا نشوفك كما مرّة هون
__________________


التعديل الأخير تم بواسطة العجوزة زوزو ; 02-01-2017 الساعة 01:30 PM
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 01-01-2017, 12:42 PM
 
#


ما توقعتْ أحد رح يضغط على زر إضافة رد هنا


ششكرا لكِ r.o.b.i.n ؛ حروفك جمميلة
كنتْ أتمنى تعلقين عَ الأسلوبْ أو السرد لو كان فيْ مشكلة هذا رح يساعدنيْ كثير
سلمتِ XD

Ħαłα
ايوه فيه ؛ خلص السُّبات الشتويْ تبعيْ وقررت أتنشط ششويه
أعجبتنيْ عبارتك
آميوليت, Gene and حُبْ. like this.
__________________
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم

Sleeping Beauty | Ghasag
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
Re: مقارنة بين سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام وسيدنا عيسى عليه السلام doctor_bedo2010 نور الإسلام - 0 04-28-2009 01:08 AM
قصص الأنبياء ( صوتيا ً ) منذ آدم عليه السلام وحتى عيسى عليه السلام ...........!!!!!!! دقنجي خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 1 01-29-2009 03:08 AM
ما حكم هذا السلام:$ السلام على من اتبع الهدى $ الداعية نور الإسلام - 13 12-23-2007 02:01 PM


الساعة الآن 06:59 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011