استيقظت تلك الفتاة صاحبة الشعر الأسود.عندما فتحت عينيها ظهر لون أخضر صاف.قامت من سريرها.بتعب وهي تتثاءب. اتجهت ناحية الحمام.وبعد قليل خرجت مرتدية ثياب الحمام.ارتدت بعدها تنوره سوداء مع قميص أبيض نشفت شعرها وجففته.ثم نظرت الى نفسها في المرآة.وتمتمت ببرود: -متى أرتاح؟ خرجت من غرفتها وهي تقفل الباب بهدوء.نزلت بعدها الى الطابق الذي يتواجد في الأسفل.واتجهت ناحية المطبخ حيث تجلس تلك السيدة صاحبة الشعر الأشقر والعينين الخضراوين.ترشف من كأسها عدة رشفات.هتفت هذه الأخيرة بابتسامة تعلو وجهها: -صباح الخير.كلارا.هل نمت جيدا. سحبت كرسيا.وجلست عليه ثم ردت ببرودها المعتاد: -لا بأس. نظرت اليها تلك السيدة بحزن.وتنهدت بهدوء ثم سألت وهي تصب الحليب في فنجان كلارا: -ألم تستيقظ كات بعد؟ قالت كلارا ببساطة: -لا أعلم. أتاهم صوت غليظ: -صباح الخير. ردت تلك السيدة مبتسمة: -صباح الخير جورج. هتف المدعو جورج وهو ينظر الى كلارا: -كلارا (جلس بعدها في الكرسي جانبها)بما أن اليوم عطلة.قررت أن اخذكم في نزهة أمام شاطئ البحر(نظر الى تلك السيدة)سنستأجر كوخا.ما رأيك لورا(أشاح بوجهه نحو كلارا)وأنت يا عزيزتي لا تستطيعين الرفض. نظرت كلارا اليه وهتفت ببرود: -لم أكن سأرفض.يا والدي العزيز.على الأقل سأرتاح من هذا البيت المشؤوم سأل جورج باستغراب وهو ينظر الى لورا: -هل فعلا بيتنا مشؤوم؟ ردت عليه لورا بابتسامة: -لا أظن ذالك. بينما قامت كلارا من مكانها.تقدمت منهما فتاة ذات شعر أشقر وعينين خضراوين مبتسمة هتفت: -صباح الخير جميعا. هتف جورج و لورا معا: -صباح الخير كات. خرجت كلارا من المطبخ متجهة نحو غرفة الاستقبال.جلست على تلك الأريكة بتنهيدة.وغلت التلفاز.وبعد قليل سمعت صراخ أختها كات.هتفت ببرود: -أهذا كله الفرح للذهاب الى شاطئ البحر؟ تقدمت كات من كلارا بسرعة وفرح وقالت: -كلارا كلارا.سنذهب الى البحر. ردت عليها كلارا ببرود: -أعلم. تابعت كات كلامها: -وسنستمتع كثيرا.كم أنا متحمسة. قالت كلارا وهي تنظر الى كات: -يا فتاة هذا بحر فقط! ردت عليها كات بحماس: -لا لا هو مجرد بحر فقط بالنسبة اليك.أما أنا فهو شيء كبير. بعد قليل خرج شاب ذو شعر أسود وعينين بنيتين يتثاءب قال بصوت يظهر عليه التعب: -هي.كات ألا تستطيعين التكلم بهدوء؟لم أستطع النوم بسبب صراخك. تقدمت منه بسرعة وحماس قائلة: -أوه أخي العزيز ادوارد,سنذهب الى البحر. رد بملل: -أهذا كل شيء؟ ردت بنفس الحماس: -أجل أجل. اتجه ادوارد الى المطبخ بخطى بطيئة .جلس على الكرسي: -صباح الخير. رد عليه والده الذي كان يقرأ الجريدة: -صباح الخير. هتف ادوارد وهو يرشف من كأسه: -سمعت بأننا سنذهب الى البحر. رد والده بهدوء: -أجل. اتجهت لورا الى القبو.وأرسلت عينيها على الحاجيات الموجودة على الأرض ثم تمتمت: -أين وضعته يا ترى؟ بعد قليل سمعت صوتا يخاطبها: -أمي ماذا تبحثين؟ ردت عليه لورا بارتباك: -اه.ادوارد.ألم ترى ملابس اليزابث؟لقد وضعتهم هنا بعدما(سكتت ولم تقل شيئا بل اكتفت بالنظر الى ابنها) رد عليها و هو قد فهم ما تنوي قوله: -أمي ألا تتذكرين؟لقد أعطيتهم للعمة كاثرين. هتف لورا وكأنها تذكرت شيئا ما: -اه.أجل لقد تذكرت. خرجت من القبو تحت أنظار ادوارد القلقة هتف بعدما تنهد بقوة: -لابد من الوقت.لكي تنساها. في الخارج أمام هذا البيت الذي تقطنه هذه العائلة.كانت هناك حديقة واسعة.مليئة بأزهار الأقحوان.وقف ادوارد يتأمل هذه الحديقة التي هي بالنسبة اليه كل شيء.تمتم بهدوء: -لما ذهبت اليزابث؟ نظر الى ذالك المقعد.اقترب منه ولمح ذالك الدفتر الأسود.المزركش.قتله الفضول لمعرفة ما كتب فيه.حمله بكلى يديه .هبت نسمة عليلة ففتحت بمرورها ذاك الدفتر.وقعت أعينه على تلك السطور: -فتاة وحيدة في عالم مظلم.علمت بقسوة الحياة فأقفلت دفتري وحبست نفسي في عالمي الخاص.علمت بقسوة القدر......... أغلق الدفتر بسرعة تحت صوت كلارا البارد: -ماذا يفعل عندك؟ أجاب بارتباك: -وجدته هنا.فقط.تفضلي. أخذته كلارا من يديه وقالت بعدها: -تعال.لتجهز نفسك.سنذهب الان. ابتسم ثم قال: -حسنا. ابتعدت عنه داخلة البيت بهدوء ومن ثم لحقها ادوارد.صعد الى غرفته ثم أمسك حقيبته وشرع يضع حاجياته في الداخل.وهو يفكر بتلك الكلمات التي وقعت عينيه عليها.ماهذا التعبير؟هل الحياة قاسية؟وهل القدر يقسو علينا أيضا؟ |