04-30-2017, 06:46 PM
|
|
الفصل الثاني حل المساء و بدأت الأمطار بالتساقط القلق هز منزلهم الخشبي القديم وقف التؤامين على صوت شيء يرتطم بباب المنزل توجهوا هناك برفقة الفتيات ليروا جسد شقيقتهم المجروح بشدة ملقى على عتبة بابهم حملها التؤامان لغرفة المعيشة ليساعداها على الاستلقاء على الأريكة فتحت عينيها لتبتسم لهم و تقول: جميعكم بخير لم يتأذى أيا منكم صحيح؟ قال روي: لا تقلقي بشأننا عليك أخذ قسطا من الراحة قالت استر و الدموع تجري على وجنتيها: هذا بسببنا نحن من طلبنا الذهاب لهناك مدت ذراعها لها لتقترب منها و تأخذها بين أحضانها و تربت على رأسها بلطف و تقول: لا تلوموا أنفسكم فهذا لم يكن خطأ أي منكم نظرت لجوي الذي أخفى وجهه عنهم لتبتسم بمرح و تقول: لماذا تبكي جوي؟ الأمر ليس غلطتك حسنا؟ أتريدني أن أقوم باحتضانك أيضا؟ قال جوي بصوته المليء بالحزن: لا تمازحيني أنا بخير و لا أحتاج لأي شيء رفعت رأسها لتطلب منه القدوم جلس بجانبها لتحتضنه بمرح شديد دموعه لم تتوقف عن الهطول ضحكوا عليه بمرح شديد لتشاركهم لافي ذلك بقوا بجانبها حتى اختفت تلك الجراح التي تعرضت لها تماما كما لو أنها لم توجد من قبل رفعت شعرها من جديد لتقول: إذا ماذا تريدون على العشاء؟ قالت استر: سأساعدك على إعداد العشاء قالت روز: أنا أيضا سأفعل قالت ليلي: أود ذلك أيضا ابتسمت لهن بمرح شديد لتنظر لتولاي التي لم تنطق بأي شيء سحب روي وجنتيها بمرح شديد ليقول لها: لم أنت هادئة هكذا؟ أليس من المفترض أن يكون الطفل الأصغر الأكثر مرحا؟ هذا مزعج حقا قال جوي: دعها روي سوف تجعل وجنتيها مطاطيتين ضحكا بمرح شديد لتقول تولاي: سأذهب للنوم قالت لافي: لا يمكنك فعل ذلك قبل تناول العشاء لا تدعاها تنام اتسعت ابتسامة شريرة سعيدة على وجهيهما ضحكت لافي بهدوء و غادرت الغرفة برفقة شقيقاتها للمطبخ نظر التؤامان لتولاي الهادئة تمسك بكتاب قديم غلافه الجلدي يكاد يتلف عيناها لم تتحركا من موضعهما قط اقتربا منها بهدوء شديد ليختبئا خلف الأريكة نظرا لبعضهما بمرح واضعين يديهما على فم بعضهما كاتمين ضحكتهما أخذا نفسا عميقا لتتغير هيئتهما لذئبين قطبيين جميلين فرائهما الأبيض الناصع شابه لون أرجواني فاتح التفا حول الأريكة محاولين إخافتها بمظهرهما أصابهما الذهول لاختفائها من مكانها ليعودا لهيئتهما التفتا حولهما في الغرفة ليقولا: إلى أين ذهبت؟ سمعا صوت صفحات الكتاب تقلب ليرفعا بصرهما للأعلى ليجداها تجلس على الثريا بهدوء تجمدت تعابير وجههما المصدومة أنزلت عينيها إليهما لتقول بهدوء: أنتما تفعلان ذلك دائما هذا مزعج اختفت من هناك لتعود للأريكة من جديد عادت لافي للغرفة لتفقدهم لتفاجئ بالجو الهادئ في الغرفة نظرت للتؤامين اللذين ينظران إلى تولاي بشيء من الذهول لتقترب منهما و تقول: ماذا هناك؟ أحدث شيء ما؟ نظر جوي إليها بوجهه المتجمد ليذوب ذلك الجليد تدريجا و يقول: استطاعت تولاي الانتقال أخيرا قالت لافي بمرح و هي تنظر إليها: هل هذا صحيح؟ يسرني سماع ذلك هل باستطاعتك فعل ذلك من جديد؟ هزت رأسها بالإيجاب لتختفي من على الأريكة لتظهر بالقرب منها ابتسمت لها لتربت على رأسها و تقول: هذا جيد لقد أحسنت لكن استخدميه وقت الحاجة فقط حسنا؟ قبلت جبينها بمرح شديد لتغادر للمطبخ من جديد بتلك الابتسامة المرحة وصلت هناك لترى شقيقاتها أنجزن ما طلبته منهن لتبتسم بمرح و تقول: ستكون طاهيات رائعات بالتأكيد دعننا نكمل قالت استر: حقا؟ هذا رائع قالت روز: أريد أن أكون مثلك أختي قالت لافي: ستكونين أفضل مني بالتأكيد ابتسمت لهن بمرح شديد لتكملن إعداد العشاء تلك الضحكات السعيدة و الأخطاء الصغيرة أشعرت لافي بالدفء و السعادة فهذه اللحظات قضتها مع والدتها من قبل أنهين إعداد العشاء ليرتبن الأطباق على الطاولة البنية الخشبية القديمة الموجودة في إحدى زوايا الغرفة جلس كل منهم في مقعده الخاص تناولوا طعام العشاء وسط أحاديثهم المرحة لتقاطعهم لافي بقولها: غدا سوف نذهب للمدينة نظروا إليها جميعا بذهول شديد مما قالته لمحت لافي أنواع المشاعر و التعابير التي علت وجوههم لتتنهد و تقول: ما حدث اليوم لم يكن شيئا بسيطا فذلك الشيء بدأ يطاردنا لسبب معين بالتأكيد و أنا أجهل السبب لذلك سنذهب للمدينة لأخذ احتياطاتنا قالت روز: ماذا سنفعل هناك؟ قالت لافي: سنذهب لرؤية السيد كورنيه ليخبرنا بالأمر كما أن جوي و روي سينهيان عقدهما الأول غدا سنحتفل بذلك معه نظرت إليهما بحنان ليبتسما لها بمرح شديد أنهوا عشائهم ليغطوا في نوم عميق على أوتار لافي الموسيقية الذهبية كانت تجلس في غرفة المعيشة الباردة وسط تلك الأمطار الغزيرة و صوت الرعد المخيف أضواء البرق اللامعة تفكر فيما قاله رئيس الجنيات و مطاردة الروليث أغمضت عينيها لتطلق تلك التنهيدة العميقة و تحدق بالسماء الملبدة بالغيوم لتقول بصوت خافت: لقد توفي أبي و أمي في يوم عاصف كهذا تحركت أصابعها على تلك الأوتار من جديد لتغني مع تلك الألحان الأغنية التي لطالما أدفئت جوانب هذا المنزل مر الليل سريعا لتشرق الشمس من خلف تلك الغيوم التي بدأت بالانقشاع أخفت لافي تلك الأوتار لتنهض و تغادر الغرفة استحمت و ارتدت تنورة بيضاء واسعة طويلة و بلوزة بيضاء بأكمام طويلة أطرافها وردية داكنة رفعت شعرها بدبوسي شعرها الوردي لتصعد للأعلى طرقت باب الفتية لتقول: روي و جوي استيقظا علينا المغادرة سمعت صوت أقدامهما في الغرفة لتبتسم و تذهب لغرفة الفتيات أيقظتهن واحدة تلو الأخرى طلبت منهن الاستحمام سريعا ارتدين ثيابهن المتماثلة المنقطة بالأبيض بألوان مختلفة روز ترتدي ثوبا أحمرا و استر ثوبا أصفرا و ليلي ثوبا ورديا و تولاي ثوبا أرجوانيا سرحت شعرهن بمرح بينما هن يشعرن بالنعاس لتقول استر و هي تتثاءب: لم يجدر بنا الذهاب في مثل هذا الوقت المبكر؟ قالت لافي: لا نريد جذب الانتباه لنا لا يوجد أشخاص كثر خارج بيوتهم في مثل هذا الوقت قالت روز المستلقية على السرير الخاص بها: لا أريد الذهاب المكان هنا دافئ و مريح أغمضت عينيها لتعود لدنيا أحلامها لتجلس ليلي فوق ظهره بهدوء و تقول: لا تنامي يا كسولة قامت بتحريك أصابعها الهادئة على جسدها بهدوء لتقوم بدغدغتها ضحكت روز بشدة لدرجة أن دموعها بدأت في مغادرة عينيها قالت لافي: حسنا هذا يكفي هيا بنا لنغادر أعطت لكل منهن معطفا أبيضا طويلا بقبعة واسعة مزين بنقوش وردية مختلفة غادرن الغرفة لترى الصبيان قد انتهيا لتعطيهما معطفهما الأبيض بحبل أرجواني حول العنق لتقول: حسنا سنغادر الآن مهما حدث لا تخلعوا هذه القبعات حتى نصل....تولاي إن تعبت من المشي لا بأس بإخباري بذلك هزت تولاي رأسها بالإيجاب لتبتسم لها بمرح غادروا المنزل ليسيروا بهدوء وسط تلك الأشجار الطويلة وصلوا للمدينة لتقول بصوت هامس: خذوا حذركم من الآن قال جوي: لا يوجد الكثير من الأشخاص قالت ليلي: هذه المرة الأولى التي أدخل فيها المدينة ابتسمت لهم لافي بمرح ليسيروا وسط تلك الأبنية مختلفة الأطوال و الألوان الغريبة عنهم توقفت لافي أمام إحدى الأبنية المتوسطة الطول تحوي لافتة كتب عليها اسم صاحبها لتقول بمرح: ها قد وصلنا لمحل السيد كورنيه حيث تعمل أختكم نظروا للمكان بفضول شديد ليدخلوه خلفها كان متجرا متوسطا لبيع الملابس و الأقمشة خرج رجل أربعيني من غرفة كانت في زاوية مخفية عن الأنظار بابتسامة واسعة تزين وجهه ليقول: صباح الخير مرحبا بآل لوريجن جميعهم اقترب منهم بهدوء ليقفوا بالقرب من لافي التي كانت تبتسم لهم بمرح و هي تقول: صباح الخير سيدي أتمنى بأننا لا نزعجك قال السيد كورنيه: بالتأكيد لا مرحبا بكم دائما هنا في أي وقت نظر إليهم بتلك الابتسامة الحانية وقعت نظراته على التؤامين ليقول بمرح: إذا هذان هما سيدا الحفلة سعدت بلقائكما جوي و روي صافحاه بهدوء أخذهم لدرج خلفي معدني لولبي صعدوا للطابق الثاني ساروا في ممر معدني ليفتح لهم باب أبيض عريض دخلوا جميعا الغرفة التي كانت واسعة كقاعة لتدريبات الدفاع عن النفس وضعت أريكتين بيضاوين على الطرف الأيمن من الغرفة بينهما طاولة مربعة زجاجية طلب منهم الجلوس هناك لانتظاره قالت روز بمرح: يبدو السيد كورنيه شخصا لطيفا للغاية قالت لافي: هو كذلك بالفعل قال روي و هو يفحص المكان بعينيه: لسبب ما لا أستطيع الوثوق به قال جوي: أجل هناك شيء مريب بشأنه نظرت لافي إليهما بابتسامة هادئة ليتوقفا عن شكوكهما لتحرك شفتيها قائلة: أعرف ذلك أيضا لكن هلا أبقيتما الأمر سرا؟ هزا رأسيهما بموافقة لتبتسم لهما بمرح شديد دخل السيد كورنيه برفقة سيدة تحمل أكوابا بيضاء مزينة بأزهار صفراء متداخلة و أطباق صغيرة ماثلتها وضعته على الطاولة لتقول: صباح الخير قالت لافي: صباح الخير سيدة كورنيه قالت السيدة كورنيه: آه يا إلهي إخوتك يصغرونك بفارق كبير قالت لافي بابتسامة: أجل سيدتي ألقوا التحية عليها نهضوا جميعا لينحنوا لها برسمية بالغة ابتسمت لهم بمرح ليعاودوا الجلوس جلس السيد و السيدة كورنيه قرب التؤامين ليقول: حسنا يبدو أنها حالة طارئة قالت لافي: هي كذلك بالفعل لقد قام الروليث بمطاردتنا بالأمس و ذلك لم يحدث قط من قبل قال السيد كورنيه: هذا حقا غريب إذا المطلوب؟ قالت لافي و هي تنظر لإخوتها بعدما تنهدت: أعرف بأنه ليس الوقت المناسب لذلك لكن يجدر بهم التحكم بقواهم فلو تكرر الأمر مجددا لا أعتقد بأنني سأكون قادرة على حمايتهم سكنت الأجواء المحيطة بهم و ملأ الحزن وجوههم أنزلت رأسها بحزن لترسم ابتسامة حزينة على شفتيها ليقول السيد كورنيه: أتعرضت لإصابة خطيرة أخرى؟ قالت لافي: ليس تماما لكن الإصابة الأولى لم تشفى تماما بعد تنهد السيد كورنيه بيأس ليقول: حسنا لا بأس سأفعل ذلك لليوم فقط نظر إليها بتلك الابتسامة لتهز رأسها موافقة بالإيجاب نهضت السيدة كورنيه لتقول بمرح: إذا يجدر بنا مراقبة المتجر لهذا اليوم لافي نهضت لافي لتغادر برفقة السيدة شعرت بأنظار إخوتها تتجه نحوها رسمت ابتسامة صغيرة على شفتيها لتلتفت نحوهم و تقول: ستكونون بخير مع السيد كورنيه لا تقوموا أبدا بإزعاجه أهذا واضح؟ أجابوا بتلك الابتسامات بالموافقة لتغادر برفقة السيدة كورنيه نزلتا الدرج بهدوء لترسم السيدة كورنيه ابتسامة غريبة على شفتيها و تقول: لابد أنه من الصعب الاعتناء بهم وحدك صحيح؟ ألم تفكري يوما بتركهم وحدهم و الفرار أيضا؟ قالت لافي بوجه خالي من المشاعر و نبرة باردة: آسفة سيدتي لم أسمع ما كنت تقولينه عضت السيدة كورنيه شفتيها بانزعاج شديد لتكملا السير بصمت دخلتا المتجر لتقوم لافي بترتيب بعض الأشياء قبل فتح المكان دخل الزبائن الأوائل لترحب بهم بابتسامتها الجميلة دخل شاب بشعر أشقر داكن طويل بعض الشيء عينيه العشبيتين ظهرتا من خلف تلك العدسات الدائرية المتوسطة جال بعينيه في أرجاء المحل يبحث عن شخص معين رسمت ابتسامة دافئة على شفتيه فور وقوع نظره عليه اقترب منه بهدوء ليقف خلفه منتظرا اللحظة التي سيلتفت فيها طال انتظاره لبضع دقائق ليقترب من أذن ذلك الشخص و يهمس بصوت خافت: صباح الخير جميلتي لافي فزعت لافي من ذلك لتلفت إليه على الفور و تنظر إلى عينيه مباشرة ابتسم لها بهدوء لتقول: لقد كدت أن تخرج قلبي من مكانه جون قال جون بمرح: لابد أن يحدث ذلك فأنت تحبينني صحيح؟ قالت لافي: لم أخبرك بذلك كما أنني مشغولة الآن تنهدت بهدوء لتبتعد عنه و تكمل عملها بهدوء اختلست إليه النظر لتراه يتحدث مع السيدة كورنيه في شيء ما تحولت نظراتها الحذرة لأخرى قلقة من تلك الأصوات التي تسمعها من مكان خارج المبنى في الطابق العلوي حيث كان الجميع يتدرب على بعض الأشياء التي طلبها السيد كورنيه منهم نظر للتؤامين المتحولين ليبتسم لهما و يقول: يبدو أنكما الأفضل من هذه الناحية و تولاي أنت هي الأسوأ بالتأكيد قالت روز: أرجوك لا تقسو عليها فهي لا تزال طفلة قال السيد كورنيه: أعدائكم لن يميزوا ذلك لذا من الأفضل أن تصمتي و تكملي التدريب ظهرت أنيابها مع زمجرة منزعجة ليبتسم لها بلا مبالاة عاد لينظر لتولاي الجالسة على الأريكة تنظر للأسفل بلا أي اهتمام أو مبالاة بهم لينزعج منها و يقترب منها سحبها من يدها بقوة لتنزل عن الأريكة نظر الجميع إليه بتلك العيون المنزعجة من تصرفه ليقول: وفروا هذا لوقت لاحق عليكم إتقان كل شيء خلال هذا اليوم لا أعرف لما طلبت مني تلك السخيفة فعل ذلك قالت استر بغضب: لا تقل هذا عن أختنا قال التؤامان: أتريد أن تموت مأكولا؟ التوتر و الانزعاج ملأ الهواء الموجود في الغرفة الجدران بدأت بترقب ما سيحدث تاليا أفزعهم جميعا صوت بكاء تولاي النادر ليترك السيد كورنيه يدها فور دخول لافي القلقة بأنفاسها المسروقة منها لتركض في اتجاه تولاي لتجثو بقربها و تأخذها بين أحضانها و تقول لها: ماذا هناك عزيزتي تولاي؟ أأنت بخير؟ لم تجب عليها تولاي اكتفت بالبكاء فقط تحلق إخوتها حولها محاولين إبهاجها لتهدأ قليلا حملتها لافي من على الأرض لتلتفت إليه بنظراتها الحادة المنزعجة ليتعرق جبينه خوفا مما قد يحدث انتبهت لافي لتصرفاتها لتنحني و تقول: أنا آسفة لم أعي ما أفعله سنغادر الآن حمل الجميع معاطفه ليغادر خلف لافي المنزعجة بشدة كما البقية التفتت للتؤامين لتقول لهما بابتسامة: أعرف أنكما غاضبين جدا لكن أذنيكما تعابيرهما الغاضبة تحولت لأخرى مستعجبة حاولا إخفاء آذانهما الذئبية لكن الغضب مسيطر عليهما لم يكونوا مرتاحين أثناء سيرهم وسط الطرقات فتلك الأنظار المتوجهة نحوهم و الأفواه التي لا تتوقف عن التحدث عنهم بسوء أشعرت الفتيات بالخوف و عدم الارتياح لتقول ليلي: أختي أريد العودة للمنزل قالت لافي: سنفعل عزيزتي لا تهتمي لهم قالت استر: لكنهم ينظرون إلينا أنا خائفة ابتسمت لافي لهن بشيء من الحزن لتنظر للشخص الذي كان ينادي اسمها و هو يركض من بعيد توقفت ليقترب منهم و يلتقط أنفاسه لتقول له: ماذا تريد جون؟ قال جون: رحيلك المفاجئ عن المحل سبب لي الرعب قالت لافي: لا وقت لديّ لك....هيا بنا نظر جون إليهم باستغراب ليبتسم لاحقا و يسير بالقرب منهم دون قول أي شيء شعروا جميعا بالتضايق من وجوده لتقول روز بهمس: إلى متى ينوي اللاحق بنا؟ قالت استر بانزعاج: ألا بأس بحفر مخالبي به؟ قال جوي: صه أنتما الاثنان بإمكانه سماعكما كتم جون ضحكاته على تصرفاتهم الظريفة ليكمل المسير غادروا مجال المدينة لتتوقف لافي و تقترب منه و تقول: أنا لا أهتم إن بدأت تظهر عنك شائعات سخيفة أو بدأ الناس بكرهك لكن دعنا و شأننا ابتسم جون لها ليقول: أتفهم مدى حرصك على إخوتك لافي لذلك لا بأس تنهدت لافي بقلة حيلة لتنظر لإخوتها و تقول: أتودون منه القدوم معنا؟ نظر جون إليهم بتلك النظرات الراجية عفوهم في انتظار قرارهم ليوافقوا على أخذه معهم لمنزلهم الصغير تنهدت لافي بقلة حيلة لتنظر إليه بشيء الانزعاج لتكمل سيرها و يفعلوا المثل وصلوا لقمة التلة البعيدة عن المدينة ليدخلوا منزلهم المخبئ وراء كثافة الأشجار المعمرة العملاقة أخذت لافي شقيقتها لغرفتها لتضعها على السرير و تقول بمرح: أتشعرين بتحسن الآن تولاي؟ هزت رأسها موافقة ليرتاح بالها لتنهض و تقول و هي تمسح على شعرها بحنان: سأقوم بإعداد العشاء الآن حالما أنتهي سآتي إليك حسنا؟ هزت رأسها مجددا لتبعثر شعرها قليلا نزلت الدرجات لتصدر صريرا مزعجا ليختفي على أصوات ضحكات إخوتها برفقة جون اقتربت من الغرفة لتراهم يتحلقون حوله يستمعون لقصصه المضحكة بالرغم انزعاجها لقدومه كل هذا الطريق لهذا المنزل المحمي من قبل البشر الذين يضايقونهم لكن شعرت بالدفء يغمرها لرؤية السعادة تلون جنبات منزلهم حالما ارتسمت تلك الابتسامة الحانية على شفتيها التقت عينيها بأعين جون المشغول بالحديث إليهم وضعت تعابير منزعجة لتذهب للمطبخ ابتسم جون بلطف لتقول ليلي: لم تبتسم وحدك هكذا؟ قال جون: لأنكم ظرفاء جدا و أيضا لم تخبرني لافي قط بأنها أخت لأولاد مثلكم قال روي: كيف تعرفت على أختي؟ قال جون: اممم كيف أخبركم بالأمر؟ حسنا حتى أكون صادقا معكم و لا أخفيكم شيئا كنت أشعر بفضول شديد ناحيتها خاصة و أن تلك النظرات الحاقدة تراقبها طوال الوقت تصادفت طرقنا كثيرا فوالدي لديه متجر قريب من المتجر الذي تعمل به قالت روز: لم تخبرنا أختي بشيء كهذا من قبل قال جون: لأنها تكرهني بالتأكيد قال جوي بنبرة مغايرة للأجواء المرحة: أختي لا تكره أحدا أبدا نظروا جميعا إليه ليروا تلك النظرات الحزينة تعلو وجهه تفهموا الأمر ليطغى الحزن و الهدوء على المكان لم يفهم جون السبب فقط نظر إليهم محاولا معرفة السبب دخلت لافي الغرفة و هي تحمل بعض الأطباق في يديها لتقول بابتسامتها الجميلة: لم كل هذا الهدوء المفاجئ؟ أحدث شيء ما؟ وضعت الأطباق على الطاولة لتنظر إليهم وقعت عينيها على جون الذي كان يحدق بشيء من الاندهاش إليها لتقول بقليل من الانزعاج: ماذا هناك؟ قال جون بابتسامة: لا شيء تبدين كأم أكثر من شقيقة لهم قالت لافي: لا أظن ذلك....ليلي و استر هلا أحضرتما باقي الأطباق؟ جوي و روي اهتما بترتيب المكان ريثما أتفقد تولاي نهض كل منهم لمهمته التي أعطتهم إياها لتصعد الدرجات و تدخل غرفة الفتيات لتجد تولاي نائمة في سريرها بعمق لتبتسم لها و تقبل جبينها بهدوء عادت لغرفة الجلوس لتراهم قد أنهوا مهامهم اجتمعوا حول الطاولة ليبدؤوا بتناول الطعام قالت روز بمرح: أليست أختي طاهية بارعة جون؟ قال جون بابتسامة سعيدة: بلى هي كذلك إنه ألذ طبق أتناوله في حياتي كلها لم تهتم لافي بتعليقه ذاك و تكمل تناول طعامها بهدوء ليقول جون: إذا ما هو ترتيبكم في العائلة؟ بالتأكيد لافي هي الأكبر من يليها؟ قال التؤامان بمرح: نحن قالت روز: بعدهما أختي استر ثم أنا ثم ليلي و الفارق بين كل منا سنتين قال جون بمرح: أعماركن متقاربة حقا ماذا عن أصغر فرد في العائلة؟ قالت لافي: هي تولاي و الفارق بينها و ليلي عقد كاد الطعام الذي تناوله للتو أن يتوقف في حنجرته لينظر إليها بشيء من الاندهاش ضحكوا عليه بمرح شديد لتقول ليلي: صحيح أنها صغيرة لكنها تتصرف كالكبار تماما قالت استر: إنها حقا تزعجني في بعض الأحيان لكنني أحبها كثيرا ابتسمت لافي لها بمرح شديد لتقول: الفارق بيني و التؤامان ثلاثة عشرة سنة هذه المرة أخرج جون الماء الذي كان يشربه ليسعل بعدها بهستيرية لينظر إليها بصدمة بالغة ليضحكوا بمرح أنهوا تناول طعامهم لتغسل لافي الأطباق بينما يلعب أشقائها برفقة جون جلست معهم لبعض الوقت قبل انصرافهم للنوم كان جون على وشك مغادرة المنزل لتقول له: شكرا لقدومك للمنزل لقد أسعدتهم بتواجدك هنا لكن لا تفعل ذلك مجددا قال جون بمرح و هو يغلق إحدى عينيه بلطف: إن كانوا قد سعدوا بتواجدي فسأتي للزيارة مجددا بالتأكيد تنهدت لافي باستسلام لتقول: هل تستطيع العودة وحدك؟ ربما يجدر بي الذهاب معك قال جون: لا تقلقي بشأني أنا أحفظ الأشياء من المرة الأولى لن يكون من الصعب عليّ مغادرة المكان ابتسمت له بلطف ليقترب منها و يطبع قبلة حانية على جبينها لتتوسع حدقتا عينيها و تضع يدها اليمنى موضع القبلة ليقول لها: أنت أخت عظيمة حقا لا أستغرب مدى حبهم لك البقاء معكم جعلني أتمنى لو أكون فردا من عائلتكم ابتسم لها بمرح ليتركها تقف أمام ذلك الباب بذهول الابتسامة التي اتسعت على شفتيه لم تستطع وحشة ذلك المكان في هذه الظلمة من محيه توقف أمام إحدى الأشجار على صوت تلك الفراشة الزرقاء المضيئة كالنجوم في عتمة الغابة ليهلع من الصوت الصادر منها القائل ببرود: سأرشدك لطريق أسرع لافي قلقة ألا تدرك المدينة قبل العاصفة القادمة ارتاح لسماع اسم الفتاة التي وقع قلبه في حبها منذ اللحظة الأولى ليتبع تلك الفراشة التي لم تنطق بأي شيء آخر حتى أوصلته لبر الأمان اختفت فور دخوله للمدينة ليكمل طريقه وحيدا لمنزله الكبير دخل المنزل ليستقبله كبير الخدم الكبير في السن بتلك التعابير القلقة التي أظهرتها تجاعيد وجهه أكثر و يقول: أين كنت طيلة هذا الوقت سيدي؟ فتح جون شفتيه ليخبره بقصة كاذبة لأحداث لم تحدث ليوقفه صوت جهوري منزعج: أكنت ترافق تلك الفتاة الحقيرة من جديد؟ نظر جون لوالده الذي كان ينزل الدرج بعصاه الحديدية التي يستند عليها بهدوء و نظراته المنزعجة تخترق عيني ولده الذي اقترب منه بهدوء بابتسامته الواسعة الهادئة ليقول له: مساء الخير أبي إلى أين أنت ذاهب في هذا الوقت؟ قال الوالد: أجب عن سؤالي أولا قال جون: لا أعرف عن أي فتاة تتحدث أتقصد كاثي ابنة صديقي الشاعر أم ليندا ابنة المحافظ أم دورثي شقيقة اللورد لوري؟ آه عرفتها ماري ابنة الايرل جان جوزيف تلك التعابير المرحة على وجه جون لطالما أزعجت والده حينما يتحدث إليه بجدية ليضرب بعصاه الأرض بقوة لتصدر صوتا عاليا دوى في المكان مع صوته الغاضب العالي: تعرف أنني أتحدث عن ابنة الوحوش تلك أكنت معها أم لا يا جون؟ محيت تلك التعابير المرحة من وجهه لتحل محلها واحدة حزينة خاضعة لذلك الغضب ليقول بهدوء: أجل لقد كنت معها لكنها ليست كما تعتقد أبدا لا أفهم لم الجميع يكرهها لكونها شخص مختلف فقط هذا سخيف للغاية يا أبي أنهى تلك القطعة من أفكاره التي لطالما أراد البوح ليتلقى ضربة من تلك العصا على وجنته اليمنى لتطرحه أرضا و تترك أثرا واضحا على وجنته التقت عينيه بعيني والده الغاضبة و المنزعجة منه تماما ليقول: أنصحك بعدم الذهاب لرؤيتها مجددا فقريبا لن تكون هي و لا مجموعة الوحوش تلك على قيد الحياة توسعت حدقتا عينيه المصدومتين مما سمعه من والده الذي ارتسم ابتسامة سعيدة على شفتيه ليقول لكبير الخدم: لا تدعه يغيب عن نظرك أبدا لديّ اجتماع بما سنفعله بهذه الوحوش انحنى له كبير الخدم ليغادر الباب البني الكبير و يغلقه بقوة اقترب كبير الخدم من جون المتجمد في مكانه ليقول له: سيدي عليك الاهتمام بهذا الجرح و إلا تورم أكثر نهض جون محاولا مغادرة المكان ليعترضه كبير الخدم و يقول: لا أستطيع السماح لك بالمغادرة سيدي لقد سمعت ما قاله السيد قال جون: دعني أذهب عليّ إخبار لافي بذلك عليّ فعل ذلك قبل فوات الآوان قال كبير الخدم: لن تذهب لأي مكان سيدي لو ذهبت لرؤيتها مجددا قد يطردك المحافظ من المدينة تعرف بأنه محظور الاقتراب منهم علينا حماية أنفسنا منهم توقف جون عن المقاومة لينظر لكبير الخدم الذي ظهر على جسده المرتعش الخوف بشيء من الاستغراب لينزل برأسه بإحباط شديد و يسير متقدما من الدرج الطويل ليقول بصوت هادئ: لا تنسى أبدا أنها قد ساعدتك يوما صعد الدرج للطابق الأول ليتوجه لغرفته و يهتم بذلك الجرح عند لافي التي كانت تنظر للسماء الملبدة بالغيوم السوداء و المطر الغزير الذي يكاد يكون بحيرة جديدة في المكان شعرت بأطرافها ترتعش من البرد لتنهض من على الأريكة و تصعد لغرفة الصبيان فتحت الباب بهدوء لتخرج من الخزانة البنية القديمة مجموعة أغطية شتوية لتغطي الصبيان بها و تحمل الباقي لغرفة الفتيات لتغطيهن بها ابتسمت لهن بهدوء لتنزل الدرج بخطوات رقيقة حتى لا يصدر ذلك الصرير عادت لأريكتها لتسمع صوت طرق خفيف على النافذة الشبه محطمة لتنظر لذلك الزائر الغريب فتحت النافذة ليدخل ذلك الهواء العنيف مع المطر للغرفة تبللت المنطقة القريبة من النافذة لتغلق النافذة فور دخول ذلك الزائر نظرت لتلك المنطقة لتتنهد بعمق و تقول: لم أنت هنا وسط هذه العاصفة العنيفة؟ التفتت لذلك الجني الذي كانت أجنحته لم تبتل لتفهم الطريقة التي وصل بها لهنا تفاجأت التعابير القلقة على وجهه لتقول: ماذا هناك؟ أحدث شيء ما؟ نظر إليها ذلك الجني بقلق شديد ليقول: لقد طلب مني الرئيس تحذيرك هناك شيء خطير قادم في الطريق لا يعرف أين أو متى لكنه يريد تحذيرك كما أنه قد طلب منك الابتعاد عن تلك الفتاة صاحبة الأعين الغريبة قالت لافي: تولاي؟ مستحيل أن أفعل ذلك لأختي الصغرى قال الجني: هذه الفتاة تحمل خطرا كبيرا عليكم و تركها الطريقة الوحيدة للتخلص من الخطر القادم قالت لافي: حتى لو كان ذلك صحيح لن أترك أختي أبدا قال الجني: لهذا أنتم أغبياء لا تفهمون أبدا ما يجري حولكم تلك الفتاة سبب مقتل والديك و أظنهما كانا يعرفان بالأمر أيضا على كل لن أتحمل أي سخافة أخرى ستقولينها اختفى من أمامها بعد أن أثار الجرح القديم في قلبها الخافق بسرعة رفعت بصرها للأعلى بصدمة عميقة لتجلس على الأريكة أشرقت الشمس خلف تلك الغيوم السوداء الكثيفة لتنظر لافي إلى السماء من نافذة الغرفة أثناء وضعها تلك الكعكة الشهية على الطاولة لتتنهد بهدوء و تقول: لا بأس أيضا بحفلة داخل المنزل سمعت صوت صرير الدرج لتسرع في مغادرة الغرفة حتى لا تفسد مفاجأتها نظرت للشخص الذي يخطو على الدرج بهدوء و خطواته الصغيرة بهدوء التقت أعينهما لفترة لتنتبه لافي لتلك الملامح الغريبة التي وضعتها على وجهها لتبتسم بمرح و تقول: صباح الخير تولاي لقد استيقظت أبكر من العادة ما السبب يا ترى؟ لترفع يديها اللتين كانتا تمسكان بورقتين ورديتين و مجموعة أقلام تلوين لتستغرب ذلك في البداية لتفهمها أخيرا و تبتسم بلطف شديد و تقول: هدية للتؤامين؟ أنت لطيفة للغاية هزت رأسها بلطف لتنزل الدرج و تدخل الغرفة لتضع الورقتين على الطاولة و تبدأ بالرسم و التلوين ابتسمت لها بمرح لتصعد لغرفة الفتيات بخطوات خفيفة و هادئة لتوقظهن و تقول: هيا لتضعن هداياكن على الطاولة نهضن بسرعة لتخرج كل واحدة منهن هديتها و ينزلن الدرج بهدوء كما فعلت لافي وضعن الهدايا على الطاولة لتقول استر: سنذهب لنوقظهما الآن قالت لافي بمرح: اذهبن جميعا سأهتم ببعض الأشياء هنا أمسكت ليلي بتولاي لتأخذها معهن ضحكت لافي بهدوء على تصرفهن صعدن الدرج بحماس شديد ليفتحن باب الغرفة بقوة صعدن على سريرهما لتقوم ليلي و روز بالقفز عليهما بمرح شديد و هما تقولان: استيقظا أيها الكسولان هيا قامت استر بدغدغة باطن قدم روي بمرح شديد لينهض و يفرك عينيه بنعاس شديد وقفت تولاي بالقرب من موضع رأس جوي النائم ليفتح عينيه بهدوء على الإزعاج من حوله التقت عينيه الناعستين بعيني تولاي الباردتين لينهض و هو يصرخ فازعا فتح روي عينيه الناعستين على صرخة شقيقه لتبدأ الفتيات الضحك عليه بمرح شديد انضم إليهن روي ليلتقط أنفاسه الهاربة منه محاولا تهدئة قلبه الخافق بسرعة ليقول: أرجوك تولاي لا تفعلي هذا مجددا سأموت حقا لو فعلت ذلك لم تجبه تولاي بأي شيء سوى ابتسامة مرحة صعقوا لرؤيتها لكنهم تبسموا أيضا ليقول روي: إذا ما سبب كل هذا الإزعاج منذ بداية الصباح؟ قالت روز: لقد غادرت لافي لمكان ما حينما استيقظنا قالت استر بنبرة حزينة: و لا يسعنا تحضير الإفطار وحدنا قال جوي: بطونكن الخاوية جعلتكن تقتلني رعبا هكذا ضحكوا من جديد لينهضا من السرير و ينزلا الدرج برفقة شقيقاتهما طلبت الفتيات منهما التوجه لغرفة الجلوس ليقول جوي: هل أصبحت غرفة الجلوس هي المطبخ؟ قالت استر: هناك شيء نريد أن نريكما إياه قال روي: و ما عساه أن يكون؟ قالت ليلي و هي تدفعه بمرح: فقط اذهبا قال التؤامان: حسنا لا تكن متسرعات هكذا دخلوا غرفة الجلوس ليتفاجئ الجميع من تلك الفقاعات المتوسطة التي انفجرت ببريق لامع فور دخولهم انهمرت قصاصات ملونة في أرجاء الغرفة لتقول الفتيات بمرح شديد: كل عام و أنتما و بخير نظرا إليهن بذهول شديد بينما تلك الابتسامات الدافئة تقابلهما اقتربت لافي منهما لتعانقهما بمرح شديد و تقول: آسفة اضطررنا لتأجيل عيد ميلادكما....كل عام و أنتما بخير جوي و روي قبلت جبين كل منهما لتطلب منهما التقدم للطاولة نظرا لتلك الكعكة الاسفنجية الشهية المغطاة بالشوكولاته الداكنة زينت أطرافها بأزهار مختلفة بالكريمة الملونة وضعت الرقم 11 المصنوع من الشوكولاته البيضاء و شموعها زرقاء داكنة ظهرت علامات موسيقية ملونة حولهما ليسمعا لحن أغنية جميلة نظرا للافي المبتسمة بمرح شديد و هي تغني برفقة الفتيات بسعادة أطفئا تلك الشموع لتعلو أصوات الصفقات المرحة في أرجاء المنزل ليقولا بمرح: لقد كانت مفاجأة رائعة تقدمت روز منهما و هي تحمل صندوقين خشبيين صغيرين حفر عليهما اسمهما بخطها الجميل لتقول بمرح: هذه هديتي لكما قال جوي: ما هذا؟ قالت روز: افتحاه أولا فتح كل منهما صندوقه لتخرج منه مجموعة من الدعسوقات الجميلة ليطرن في الغرفة قليلا قبل مغادرتهن من النافذة لتظهر قلوب خشبية ملونة نظرا إليها بابتسامة سعيدة لتظهر استر و ليلي من خلفهما بمرح شديد لتقول ليلي: لقد شاركتني استر لصنع هذه الهدية لكما قدمت كل منهما الوشاح الذي قامت بحياكته أحدهما كان رمادي و الآخر أرجواني فاتح ليبعثرا شعرهما بمرح و يقولان: شكرا لكما ابتسمتا لهما بمرح شديد نظرا لتولاي التي اقتربت منهما بهدوئها المعتاد لترفع رأسها و تضع ورقتين أمامهما نظرا إليها ليجدا لوحة لكل منهما و كتب فوقها "عيد ميلاد سعيد" أعادا النظر إليها ليعانقاها بمرح شديد و يقولان: شكرا لك تولاي أنت رسامة بارعة ابتسمت لهما بمرح شديد لتقول لافي: حسنا فليجلس الجميع لتناول الكعكة جلسوا في أماكنهم لتبدأ لافي بتقطيع الكعك بمرح و هي تهمهم بلحن أغنية يحبونها كثيرا وزعت قطع الكعك لتقول: آسفة هذا العام لم أفعل الكثير لكما لكن العام القادم بالتأكيد سأفعل قالا معا: كل ما يهم أننا معا ابتسمت لهما بمرح شديد لتخرج صندوقين أسودين من جيب تنورتها الطويلة لتضع واحد أمام كليهما فتحاه ليظهر الخاتمين الأرجواني و الرمادي المشابهين لخاتمها صرخات حماسهما ملئت المكان فقد كانا ينتظران هذا اليوم طويلا ابتسمت لهما لتقول: هذه الخواتم تميزنا كأبناء مميزون لساحرة و متحول كما أنها تقوي جانبنا السحري أكثر لذا اهتما به جيدا قالا معا بمرح: بالتأكيد سنفعل تناولوا الكعك بمرح وسط أحاديث و ألعاب أبهجت يومهم بعد غروب شمس ذلك اليوم اجتمعوا حول لافي التي كانت تروي لهم قصة تدفئهم في برودة تلك العاصفة الماطرة انتبهت للأعين الناعسة و الأخرى النائمة لتبتسم بلطف و تقول في نفسها: ليت أيامنا كلها تبقى هكذا التفتت لتولاي الواقفة بقرب النافذة تحدق في القمر المختبئ خلف الغيوم الكثيفة الماطرة بغزارة لتقول لها: ألا تشعرين بالبرد تولاي؟ تعالي لهنا هزت تولاي رأسها نافية لتكمل تحديقها في ذلك القمر ابتسمت لافي بهدوء حتى صدمها تلك الأغنية التي صدرت من تولاي نهضت لتقترب منها و تمسك بكتفيها لتقول لها: أين سمعت هذه الأغنية تولاي؟ نظرت لعينيها الواسعتين التي تسحبها لعالم غامض مظلم لم تجبها على سؤالها بل أكملت غناء تلك الأغنية شعرت لافي بنبضات قلبها تحطم المعدل القياسي رئتيها بالكاد تحوي أكسجينا كافيا الرؤية بدأت تظلم شيئا فشيئا مدت يدها لشقيقتها لكنها فقدت الوعي قبل ذلك نظرت تولاي للجميع مستلق في مكانه نائم بابتسامة لطيفة على شفتيه تجاوزت الجميع لتصعد للغرفة عند جون الذي كان يفكر في طريقة يغادر بها غرفته المشددة الحراسة أوقفه حديث حارسي الباب ليقترب منه و يسمع ما يقولان بوضوح قال الحارس الأول: لقد سمعت بأنهم سيذهبون لصيد الذئاب غدا مساء قال الثاني: أجل لقد تأجل الموضوع بسبب عاصفة هذه الليلة قال الأول: أتمنى لو باستطاعتي الذهاب معهم قال الثاني: أجل سيكون من الجيد لو حصلنا على بعض الفراء منهم لأجل الشتاء الطويل ركل جون الباب بغضب ليصمتهما و يرمي بجسده على السرير ليفكر في حل سريع ليصل به إلى لافي عض شفتيه بانزعاج شديد ليغمض عينيه ليرتاح قليلا استيقظ على صوت صراصير الليل لينظر للسماء ليرى الفجر قد بزغ منذ دقائق نهض من سريره ليرتدي حذائه و يغادر غرفته بهدوء شديد نظر للحارسين النائمين بقرب الباب سار في الممر بحذر شديد وصل للباب الرئيسي بنجاح ليفزع على صوت خطوات بطيئة تقترب من الدرج وقف خلف عامود أخضر فاتح كاتما لأنفاسه مغمضا عينيه خائفا من اكتشاف أمره سمع صوت ذلك الشخص و هو يقول: لا أعرف لم سمحنا لهم بالبقاء على قيد الحياة حتى.... هذا سخيف للغاية هذه المرة لن أترك أي منهم حيا عرف صاحب الصوت الذي دخل قسم الخدم لسبب ما أسرع في الخروج من المنزل ليركض بأسرع ما يمكنه وصل لتلك التلة مع شروق الشمس صعده بأنفاسه المتقطعة ليرتاح عند لافي التي استيقظت نهضت من الأرض لتمسك برأسها المتألم لتتذكر آخر لحظاتها لتبحث عن تولاي في أرجاء المنزل لكن بلا فائدة لم تجدها ليدب الرعب في قلبها القلق عليها سمعت طرق الباب المتكرر ليضيء الأمل في وجهها اقتربت من الباب لتفتحه بتلك الابتسامة اللطيفة لترى جون يقف هناك محاولا التنفس بطبيعية انتبهت للجرح المتورم على وجنته اليمنى لتقول له: كيف حصلت على هذا الجرح جون؟ يا إلهي إنه بحالة سيئة للغاية دخل برفقتها ليجلس على أقرب درج لتنظر للجرح بقلق شديد ليقول لها: لا تقلقي بشأن ذلك هناك أمر أهم مني نظرت إليه باستغراب شديد لينظر إليها بجدية بالغة: عليكم مغادرة المنزل حالا و الذهاب لأي مكان هذه الليلة سيأتون لأجلكم فهمت لافي الأمر لتنزل رأسها بحزن و تقول: سأفعل حال عودة تولاي لا أعرف أين هي اقتربت ليلي منها و هي تفرك عينيها بنعاس اقتربت منها لتحملها بين يديها و تقول: أتودين الذهاب لسريرك؟ قالت ليلي: لا لقد حلمت حلما غريبا قالت لافي بابتسامة: حقا؟ و ما هو؟ قالت ليلي و هي تنزل من بين يديها: لقد حلمت أننا جميعا كنا مع أمي و أبي نجلس أمام تلك البحيرة الجميلة التي زرناها من قبل توسعت حدقتا عينيها بصدمة لتنظر إليها ليلي باستغراب ابتسمت لها لتقول: إنه مجرد حلم لا تهتمي له عزيزتي هيا اذهبي و اغسلي وجهك ذهبت ليلي للحمام لتفعل ما أمرتها شقيقتها به نظر جون ليديها اللتان بدأتا بالارتعاش لتكتفهما بهدوء ليقول لها و هو يعانقها: ماذا هناك لافي؟ لا تبدين بخير قالت لافي بصوت خافت: ذلك الحلم سيصبح حقيقة لا أريد ذلك قال جون الذي أمسك بها محاولا تهدئتها: إنه مجرد حلم كما قلت لم كل هذا القلق؟ قالت لافي: أنت لا تفهم ليلي ترى المستقبل و رؤيتها مع والدينا يعني.... أنزلت رأسها لتتساقط دموعها على الأرض لم يفهم جون المشكلة بحد ذاتها لكن تلك الدموع قد أحزنته كثيرا ابتعدت لافي عنه لتمسح دموعها أيقظت إخوتها لتطلب من الفتيات تحضير الإفطار معها فكرها كان مشغولا بتولاي التي لا تعرف مكانها بعد أنهين إعداد الطعام ليضعنه على الطاولة قال جوي: متى أتيت لزيارتنا جون؟ قال جون بمرح شديد: منذ وقت قصير مفاجأة جميلة أليس كذلك؟ قالت استر بمرح: أجل إنها كذلك قالت روز: لافي أين هي تولاي؟ قالت لافي بابتسامة مرحة: إنها في الأعلى تقرأ كتابها المفضل تعرفينها عندما تدخل عالم كتبها قالت ليلي: الآن تذكرت أمرا غريبا نظرت لافي إليها بقلق لتسأل بتردد: ما هو ليلي؟ أهو متعلق بذلك الحلم؟ قالت ليلي: أجل لم تكن تولاي موجودة معنا لسبب مجهول توقف قلبها عن النبض للحظة لتبتسم لها و تكمل تناول طعامها بهدوء وسط المرح و الضجة لم تستطيع تخيل أن وقتهم معا سينتهي قريبا و ستترك أصغر فرد وحيدا في عالم كاره لهم نهضت وسط تعجبهم دون التبرير توجهت لخارج المنزل لتتنشق هواء الصباح العليل أغمضت عينيها لوهلة لتسمع صوت يناديها لم تجبه اكتفت فقط بالسير في تلك الذكريات القديمة الخاصة بوالدتها توقفت أمام ذكرى ولادة تولاي"غادرت الوالدة المنزل صباحا برفقة الوالد تاركين عناية المنزل لها سارت الوالدة بهدوء و علامات التعب تعلو وجهها لتنظر للوالد الممسك بها من خصرها بابتسامة صغيرة غيرت تعابير وجهها و هي تقول: بإمكاني الذهاب وحدي عليك البقاء برفقة الأطفال قال الوالد: لا عليك لافي بقربهم هي لم تعد طفلة صغيرة قالت الوالدة بمرح: حقا هي قد كبرت أحيانا أشعر بأنني أعتمد عليها كثيرا ابتسم الوالد لها بمرح ليصلا للمدينة البعض كان يبتعد عن طريقهما و الآخر كان يحدق بهما بحقد شديد وصلا لعيادة وسط المدينة استقبلهما الطبيب على عجل ليقول: لا أريد لأحد رؤيتكما تدخلان هنا قال الوالد: آسفان لإزعاجك ندرك تماما ما تقصده قالت الوالدة و هي تنحني له بصعوبة: آسفة لجلب المشاكل لك أخذها الطبيب لغرفة خاصة لفحصها ليغادر الوالد للعمل كانت الوالدة في حالة صعبة للغاية ليقول لها الطبيب: لا أستطيع إنقاذ حياتكما عليك الاختيار قالت الوالدة بصوتها المنهك و المتعب: لا أهتم لنفسي دع الطفل يعيش أمسك الوالد بيدها بحنان لتشد قبضتها حوله فقدت الوالدة وعيها بعد خروج الطفل ليصدم الوالد كثيرا تعابير الطبيب زادت الأمور سوءا لينطق بتلك الكلمات التي لم يرد سماعها: للآسف الطفل ميت انهار الوالد لسماع ذلك نقل الخبر بدوره للوالدة حالما استفاقت لتشعر بحزن شديد غادرا العيادة و دموع الوالدة تأبى التوقف كانت تسير بمساندة الوالد الحزين مثلها توقفا في أحد الأزقة ليقول لها: هل أنت بخير؟ أتريدين التوقف هنا؟ هزت رأسها نافية و دموعها لا تتوقف عن الهطول رفعت بصرها للسماء المظلمة لتجذبها تلك الشرنقة السوداء المتوسطة الحجم تشع بطريقة غريبة في زاوية درج الطوارئ المعدني توقفت تلك الدموع على توسع عينيها المصدومتين لتقول: عزيزي انظر لهذا رفع بصره هو الآخر ليدهش من وجود تلك الشرنقة و بذلك الحجم هناك صعد الدرج بهدوء ليشق الشرنقة ليفاجأ برؤية تلك الفتاة صاحبة الشعر الأسود الداكن القصير أخرجها من هناك لينزل بها لتقول الوالدة: أتعتقد بأنها لا تزال بخير؟ قال الوالد: أجل هي فراشة متحولة و تبدو فريدة من نوعها حملتها الوالدة لتقول: من الخطر تركها وحدها هنا لنأخذها للمنزل معنا قال الوالد: أجل سنفعل لكن ماذا سنخبر الأطفال؟ فكرت الوالدة في الأمر قليلا لتحرك يديها عليها و هي تمتم بتعويذة ما ليتغير شكلها لطفل حديث الولادة و تحملها بهدوء لتقول: هكذا لن يكون الأمر بالمشكلة الكبيرة صحيح؟ أجبرت نفسها على الابتسام وسط تلك الدموع ليعانقها الوالد بهدوء" فتحت لافي عينيها بهدوء لتقول بهمس: تولاي....ليست فردا من العائلة؟ تذكرت ما قاله رئيس الجنيات لها و الرسالة الغريبة التي أوصلها و الأغنية لتنزل رأسها بشيء من الحزن عبث الهواء بشعرها عله يقلب مشاعرها الحزينة تغير مجرى الهواء لينذرها بالخطر المحدق بهم نظرت للمكان من حولها لترى جماعة كبيرة من الروليث خلف الأشجار القريبة من المنزل غادر التؤامين المنزل بقلق شديد ليقولا: لافي ماذا هناك؟ رأت ذلك الروليث يقترب سريعا منهما لتسبقه و تقف في وجه ذلك المنجل الذي كاد يطيح برأسيهما أصيبت في ظهرها لتقول لهما: ادخلا للمنزل عليكما حماية الآخرين قال جوي: أختي لن أتركك وحدك هنا دفعتهما بالقوة لداخل المنزل و أغلقت الباب لتبصق تلك الدماء من فمها و تتحول لذلك الذئب الكبير لتقف أمام الباب بتحدي لهم داخل المنزل كانت الأجواء مضطربة للغاية قالت ليلي و دموعها تغادر عينيها: ماذا يحدث أخي؟ أين هي لافي؟ قال روي: فقط ابقين هادئات ستكون الأمور على ما يرام قالت استر: أختي لافي وحدها هناك في مواجهتهم قالت روز: لنذهب لمساعدتها قال جوي: لن نغادر المنزل أبدا ظهر في عينيه القلق و الخوف على شقيقته بعد مضي وقت قصير اختفى ذلك الخطر الذي كان يلفهم منذ دقائق اقتربوا جميعا من الباب الذي فتح بقوة ليصدموا من رؤية تلك الجراح الكثيرة و العميقة على جسد لافي الممددة على الأرض بإرهاق حملها جون برفق شديد ليضعها على الأريكة انتبهوا للجرح العميق في معدتها أسرعت الفتيات بإحضار بعض الأدوية و المناشف و الماء ليحاولوا وقف ذلك النزيف الشديد نجحن في ذلك بعد عناء طويل جلسن بالقرب منها لتفتح عينيها بصعوبة و تقول بابتسامة لطيفة: شكرا لكن لقد أحسنتن عملا حقا رفعت بصرها لجوي الذي كان يشد قبضته تساقطت قطرات الدماء منها كما حال شفتيه طلبت منه الاقتراب منها لكنه رفض ذلك و أنزل رأسه ليخفي تلك الدموع عنهم كان جون جالسا في زاوية الغرفة بصمت يراقب الرابطة العميقة بينهم لحظات صمت طويلة عبرت في تلك الغرفة لكنها اختفت في المساء على صوت مجموعة من الأشخاص يصرخون مطالبين مغادرتهم للمنزل طرقوا الباب بعنف شديد لتنهض لافي من مكانها و تسير بهدوء مغادرة الغرفة طلبت الفتيات منها الجلوس بالرغم من خوفهن التفتت لافي إليهن بابتسامة حانية لتعانقهن بلطف و تقول: أنتن أخوات رائعات حقا آسفة ابتعدت عنهن لتنظر لأعيهن الباكية لترسم ابتسامة أخيرة على شفتيها نظرت للتؤامين لتقول: أعتمد عليكما غادرت الغرفة بتثاقل لتصل للباب فتحته ليبتعدوا عن الباب بفزع شديد تقدم من بينهم والد جون الذي رسم ابتسامة شريرة على شفتيه ليقول: لقد سئمنا وجودكم هنا غادروا مدينتنا قالت لافي بتلك النبرة المنزعجة المتألمة: أتيتم مجددا لأخذ عائلتي مني؟ لن أسمح لكم بفعل ذلك أبدا أشهر والد جون تلك البندقية الطويلة أمامها لتعض شفتيها بانزعاج شديد تغير شكل عينيها ليطلق النار عليها حتى لا تكمل تحولها جثت على ركبتيها ليسند جسدها على طرف الباب قال الوالد و هو يشق طريقه داخل المنزل: لا تتركوا فردا واحدا على قيد الحياة تحركوا دخلوا المنزل و هم يحملون تلك البنادق و المشاعل تفرقوا لمجموعات توجهت مجموعة لغرفة المعيشة ليروا ذلك الذئب الواقف في وسط الغرفة و يزمجر بانزعاج في وجههم اتخذ الخطوة الأولى و تقدم لمهاجمتهم دب الخوف في قلوبهم للحظات اختفى على صوت الطلقات النارية الصادرة من الأعلى حاول الذئب مغادرة المكان لكن بلا فائدة فقد تمت محاصرته تماما ألقوا المشاعل من حوله ليحترق المنزل الخشبي القديم كله في مكان بعيد عن كل هذه الأحداث في وسط تلك الغابة المظلمة التفتت تولاي للخلف لترى ذلك الدخان المتصاعد من حيث ما غادرت توسعت حدقتا عينيها بصدمة بالغة جثت على ركبتيها لتتساقط تلك الدموع الحزينة على الأرض العشبية التي شدتها بقبضتيها الصغيرتين لتصرخ بأعلى صوتها حزنا على المأساة التي سببتها تورمت عيناها الواسعتان لم تعد حنجرتها قادرة على إخراج أي صوت آخر سمعت أصوات أقدام تسير بسرعة في اتجاهها نهضت من مكانها لتحاول الابتعاد قدر الإمكان عن تلك الخطى السريعة و الأصوات الآمرة بالبحث عنها جسدها الصغير لم يتحمل كل هذا الجهد الذي حل به وضعت قدمها على صخرة زلقة لتتدحرج من ذلك المنحدر المخيف وصل جسدها المجروح للأرض لم يستطع التحرك مع غزو الألم لأعضائه كلها سمعت صوت يقول: هناك بقع دماء هنا أجبرت تولاي جسدها على الحراك لبضع مترات أخرى لتختفي خلف كومة الشجيرات المتراصة بالقرب من بعضها لم يستطع جسدها تحمل كل هذا المشآق ليعطي لنفسه استراحة مع إغلاق عينيها |
|
|