عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree174Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #36  
قديم 11-16-2018, 11:43 AM
 
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته -

كيفك غاليتي ؟؟ ان شاء الله بخير
رواية جميلة كتييير وتستحق المتابعة
عجبتني اكتييير وخاصة الشخصيات
وطريقة سردك جميلة وممتعة
اتمنى تكلمي لأن متحمسة لللتكملة اكتييير
بإنتظارك..
دمتي
__________________
" اللهم وفقنا لما ترضاه "

" كل شيء يبدأ من الصفر "



نبع الأنوار إيناس نسمات عطر

انظر الى تلك النجوم ... مهما تغطيها الغيوم ...
...ستظل تلمع حرة ... حباآ تحوم ...
رد مع اقتباس
  #37  
قديم 12-09-2018, 02:41 AM
 



×





السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كيفَ الحال ؟ أرجو أنّكم بخير ^^


إليكم فصلُ نهاية السّنة ♡♡

فصلُ ديسمبر♤


الفصل السّادس: { لأجلكَ ألف مرّةٍ أُخرى }


رماديةٌ عيناكْ، فاحمةٌ خصلات شعركْ، مثلجةٌ بشرتك، أنيقةٌ ابتسامتك، فاتنةٌ نظراتك، بديعةٌ طريقة كلامك، آسرةٌ لحظاتُ غضبك، منعشةٌ أصوات قلبك، مخمليةٌ ألحان هدوئك، قاتلةٌ رائحتك، مبهرة أحلامك وطموحاتك، أنتَ وبكلّ تفاصيلكَ هذه تريد مني أنا وبكلّ تفاصيلي الّتي بلا معنىً أن أقرر ما إذا كنتُ أريد البقاء بجانبك أو لا، تريد هذا ولا تعلم بأنّ جميع تفاصيلك، تشدّني بقوّة إليك، تمسك بيدي وتمنعني من الرّحيل، تخبرني بأن أبقى بجانبك وأن أساعدك...ليسَ من أجلك بل لأجلي أنا، أنا وبكلّ تفاصيلي الّتي بلا معنىً.


♡♡♡♡


خضراءُ عشبيّةٌ عيناكِ، أصيلةُ السّواد خصلاتُ شعركِ، سكّريةٌ بشرتكِ كمعظم أفعالكِ، عجيبةٌ ابتسامتكِ لا تختفي، طفلةٌ في روحكِ لا تهدأ، أغنيةٌ لا تنتهي ضرباتُ قلبكِ، آفةٌ خطيرة نظراتُكِ، أمسيةٌ أبديّةٌ كلماتكِ، جميلةٌ عفويتكِ، قمريةٌ ملامحكِ، إدمانيّةٌ أنتِ، أنتِ وبكلّ تفاصيلكِ هذه تذكرينني بها، تجعلين ضربات قلبي تختلْ، تأكلين غضبي وبرودي، تجبرينني على التّحرّك، أنا وبكلّ تفاصيلي الّتي بلا حياة، أطلبُ منكِ أن تقرّري إن كنتِ ستبقين أم لا، وأنا أريدُ منكِ البقاء...ليسَ من أجلكِ بل لأجلي أنا، أنا وبكلّ تفاصيلي الّتي بلا حياة.

♡♡♡♡


**قبل عشر سنوات**


عندما وصل توم إلى مقرّ عصابة كيلرز كانَتْ السّاعة الواحدة بعد منتصف اللّيل، العرقُ يتصبّبُ منه بغزارة، يلهثُ بتعب وهو يحاول الاتصال بهاتف شنايا أو سيهون ولكن دون جدوى، كان يعلمُ بالفعل أنّهما في القبو، لذا قرّر الذّهاب، وقبل دخوله من الباب رأى سيهون يخرجُ من هناك ويداه ملطختان بالدّماء، كان وجهه شاحباً كالأموات وعيناه منتفختان بشدّة، من الواضح أنّه قد بكى كثيراً، جرى توم نحوه وهو يقول بقلق: سيهون!! ما..ما الّذي حدثَ لك؟ هل أنتَ بخير؟.

ملأت الدّموع عينا سيهون خلال لحظات ليسقط على الأرضِ بعجز ويقول: لستُ بخير..لستُ بخير لستُ بخير لستُ بخير لستُ بخير لستُ بخير، أنا آسفٌ....أنا حقّاً آسف.
انخفض توم نحو سيهون وقال وهو يربّتُ على كتفه: سيهون لماذا تعتذر؟ أخبرني أرجوكْ ماذا حصلْ؟ هل للأمرِ علاقةٌ بشنايا؟.
ثمّ بدأ يهزّه بتوتّر وهو يصرخ: سيهون لا تبقى صامتاً هكذا..أرجوك تكلّم، أكادُ أموت من الخوفِ هنا، لم يحصل شيء لشنايا صحيح؟ ها؟ هيّا أجبني.
ازداد بُكاءُ سيهون وهو يرددُّ بصعوبة: أنا آسف...أنا آسف أنا آسف أنا آسف.
انتفضَ جسد سيهون بقوّة عندما صرخ توم بألم بعد أن جلسَ بجانبه: لماذا تعتذر؟ لماذا؟.
انحنى سيهون نحو توم ووضع رأسه على صدره وأجابه بألمٍ والدّموع تنهمرُ كالسّيل من عينيه: أنا آسفٌ حقّاً لأنّني لم أستطع إيقافهم.
تابع وهو يصرخُ بمرارة وكأنّه يتمزّقُ من الدّاخل: أنا آسفٌ لأنّني لم أستطع إنقاذها...أرجوك سامحني.
شعر توم بألمٍ في جميع أنحاء جسمه وكأنّ الدّم توقّف عن الجريان في عروقه، أمسك سيهون من وجهه ورفع رأسه لينظر في عينيه ويقول وهو يكادُ أن يبكي: ما...ما الّذي تقصده بلم أستطع إنقاذها؟ من هي الّتي لم تستطع إنقاذها؟ أنتَ لا تتحدث عن شنايا أليسَ كذلك؟ أخبرني أنّكَ لا تقصدُ شنايا..هيّا أخبرني بأنّكَ تقصدُ أحداً آخر.
أكمل كلامه برجاءٍ مع أوّل دمعةٍ سقطت من عينه: أرجوك، أرجوك قلْ بأنّها ليست شنايا...أرجوك.

انهارَ سيهون أمامَ كلمات صديقه الّذي كان أكثر من أخٍ بالنّسبة إليه، وازدادت دموعه بالإنهمار حتّى تشوشت رؤيته، أخرجَ مسدّسه بهدوء وأعطاه لتوم وقالَ: أنا آسفٌ أخي، لم أستطع إنقاذها...لقد تركتُ شنايا تموت بين أيديهم، هيّا اقتلني..أطلق عليّ الآن، لا أستحقّ العيش بعد الآن.....

توقّف عقلُ توم عن العمل بعد أن سمع هذا الكلام، ابتسم ليقول وهو يبعتدُ عن سيهون شيئاً فشيئاً: أ...أنتَ تمزح أليسَ كذلك؟ إنّها خدعة من شنايا أليسَ كذلك؟ إنّها تفعلُ هذا انتقاماً منّي لأنّني تجاهلتُ رسالتها، صحيح؟.
رمى المسدّس بعيدا وأخذ يصرخ والدّموع ملأت وجهه: شنايا شنايا هيّا اخرجي وأوقفي هذه اللّعبة، شنايا، شنايا، هذا ليسَ ممتعاً نهائياً.
وقف على قدميه فجأةً وأخذ يلتفتُ يميناً ويساراً كالمجنون: شنايا أنا آسفٌ حقّاً، أعدكِ بأنّني لن أتجاهل رسائلكِ أبداً بعد الآن، أنا أقسمُ لكِ بحياتي بأنّي لن أفعلها مرّةً أخرى ولكن أرجوكِ تعالي إليّ الآن، أرجوكِ.
ثمّ عاد ليصرخ باسمها، وقفَ سيهون وجرى نحوه وعانقه بقوّة وقال وهو يعتصر قلبه: أرجوك لا تفعل هذا بنفسكَ توم، إنّها ماتت، شنايا لن تعود...لن تعود بعد الآن.
دفعه توم بعيداً ليصرخ: ستعود...شنايا ستعود، أنا لا أستطيع أن أعيش بدونها ألا تفهم؟ لا أستطيع أن أعيش بدونها.
عاد سيهون ليعانقه فغرق توم بالبكاء وهو يقول: لا أستطيع لا أستطيع لا أستطيع لا أستطيع.

شهق سيهون أثناء بكائه ليقول: عد إلى رشدك توم، أرجوك لا تفعل هذا، أعلم بأنّكَ تتألم كثيراً الآن ولكن عليكَ أن تتحمّل الأمر من أجل شنايا.
سقط كلاهما على الأرض ليستمرّ توم بالبكاء، تركه سيهون جالساً هناك وذهبَ مسرعاً، عاد بعد ربع ساعة حيث كان قد غسل يديه وبدّل ملابسه، توم لم يتحرّك من مكانه نهائياً، كان يدفن وجهه بين قدميه وصوت بكائه ما زال يخترق قلب سيهون ويمزّقه لأشلاء، اتّجه سيهون نحوه وجلسَ بجانبه ليقول: لقد أخبرتني شنايا ببعض الكلمات لكي أوصلها لك، هل تريد أن أخبركَ بها الآن؟.
رفع توم رأسه ليظهر وجهه الشّاحب وعينيه المحمرّتين وقال بهدوء: أخبرني الآن...أرجوك.
حاول سيهون بجهد ألا يبكي عندما قال: قالتْ بأنّها آسفة وأنّها تحبّكَ كثيراً، ثم تابعت بغضب بأنّها غاضبة منك لأنّكَ لم تردّ على رسالتها، تريد منكَ ألّا تبكي كثيراً بعد موتها وأن تجد فتاةً لطيفة وجميلة مناسبة لك، ثمّ ابتسمت وقالت وداعاً.
قال توم بألم: هل...هل ابتسمت حقّاً؟.
أجابه سيهون بإيماءة فقال توم مباشرة: كيف كانَتْ تبدو؟.
ابتسم سيهون بصعوبة ليقول: جميلة.
عضّ توم على شفتيه وقال: هل...هل يمكن لأحدٍ أن يتألّم لهذا الحدّ حقّاً؟ أشعر بأنّ قلبي سينفجر من شدّة الألم، لا أستطيع التّوقّف عن البكاء حتّى لو أردتُ ذلك فالدّموع تخرج من عينيّ رغماً عنّي، أشعرُ برغبةٍ دفينة في الموت.

سعلَ سيهون وقال بحزن: توم..أنا حقّاً لا أعلم ما الّذي سأقوله لك، لا أعلمُ حتّى إن كنتَ ستستطيع مسامحتي ولكن أنا...
قاطعه توم قائلا: لا تقلْ أي شيء سيهون ولا تفعل أي شيء، أنا أعلمُ بأنّ الأمر ليس خطأك، وأعلمُ بأنّ أخي سيهون من المستحيل أن يفعل هذا، أعلمُ بأنّهم أجبروكَ على ذلك، ليسَ هناك داعٍ لكي تحمّل نفسكَ خطأ الآخرين، أنا لستُ غاضباً منك.

تنهّد سيهون بقوّة وكأنّ حملاً ثقيلاً انزاح من على صدره ليُخرج رسالةً من جيب سترته ثم يعطيها لتوم قائلاً: إنّها من شنايا، لا أعلم ماذا يوجد داخلها ولكنّني أتمنى بأن تخفّف عنكَ قليلاً، لقد أعطتني إيّاها منذ عدّة أشهر وطلبت منّي أن أخفي أمرها عنك وأن أعطيكَ إياها عند موتها، لم أُعر الأمر أيّ اهتمامٍ حينها...أنا آسفٌ حقّاً لم أكن أعلم بأنّ هذا سيحدث.
أخذ توم الرّسالة دون أن يقول أي شيء، وضعها في جيبه ووقف راحلاً، لحق سيهون به وهو يقول: مهلاً توم إلى أين أنتَ ذاهب؟ أنتَ لن تقوم بفعل شيءٍ غبي أليسَ كذلك؟.
التفتَ توم نحوه وقال: لا تقلق لن أفعل أي شيء، فقط أريد البقاء لوحدي.
توقّف سيهون مكانه وتركَ توم يذهب لوحده، لوّح له بيده قائلاً: انتبه لنفسكَ جيداً.
رفع توم يده ملوّحاً دون أن يلتفتَ إليه، و أطلقَ العنان لقدميه ليمشي إلى حيثُ يأخذه قلبه، وصلَ إلى شاطئ البحر وجلسَ أمام القمر تاركاً سيلاً من الدّموع تخرج من عينيه، منتظراً أن يخفّ ألمه الّذي يشبه ذلكَ القمر الكبير المضيء الّذي لا ينام.


^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
^^^^^^^^^^^^^^^^
^^^^^^^^^^^

قبل وقتٍ طويلٍ مضى:


كان ذلكَ الطّفلُ رماديّ العينين ذو العاشرة يبكي بشدّة داخل غرفته الكبيرة المظلمة، إنّه خائفٌ بشدّة، سمِع صوت وقع أقدامٍ قادم، إنّه يميز هذا الصوت فتوقّف عن البكاء ومسح دموعه وهو ينتظرها، فُتحَ الباب ودخلت فتاةٌ تبدو في العشرينات من عمرها، عينيها الزرقاوتين تعكسُ الأمل وشعرها الأبيض يبعثُ بالرّاحة والطمأنينة، أشعلت الأضواء وهي تهتفُ بلطف: جيوفاني، جيوفاني عزيزي لقد عدتُ، أينَ أنتْ؟.

خرجَ الصّغير جيوفاني من مخبأه وجرى نحوها بسرعةٍ ليعانقها بقوّة وهو يقول: أمّي، لقد كنتُ خائفاً جدّاً.
انخفضت لتجلسَ أمامه ثمّ طبعتْ قبلةً حانيةً على رأسه وقالتْ بلطف بعد أن أجلسته في حضنها: لا تخف عزيزي فأنا هنا ولن أترككَ أبداً، لن أدعَ أي مكروه يصيبك، سأحميكَ دائماً، لذلكَ لا أريد منكَ أن تبكي بعد الآن فالأقوياء لا يبكون، اتّفقنا؟.
ابتسم جيوفاني وأجابها بسعادة: نعم اتّفقنا، أحبّكِ أمي.
عانقته بقوّة من الخلف وقالت: وأنا أيضاً أحبكَ عزيزي، وأنا أيضاً أحبّك.

علا صوتٌ خشنٌ مخيف من خارج الغرفة: هيما هيما تعالي إلى هنا حالاً.
انتفضَ جسد كلّ من جيوفاني وأمّه، أمسك جيوفاني يدها بسرعة وقال: أمّي لا تذهبي.
ابتسمت هيما بحنان وقالت: لا تقلق عزيزي سأعود، فقط انتظرني خمس دقائق.
هزّ جيوفاني رأسه بالإيجاب وقال: حسناً خمس دقائق فقط.
طبعت هيما قبلة على رأسه وذهبتْ نحو زوجها الّذي كان يصرخ كالمتوحش، أمسكها من ذراعها بقوّة وقال غاضباً: ألم أقلْ لكِ بأنّك لن تقابلي جيوفاني مرّةً أخرى؟ ألا تفهمين؟.
سمعها جيوفاني تقول وهو واقفٌ يشاهدهما من خلف الباب: ما زال جيوفاني طفلاً إنّه بحاجةٍ إليّ.
أجابها بغضب وهو يضغط أكثر على ذراعها: أصبحَ في العاشرة من عمره، إنّه لم يعد بحاجةٍ إليكِ، لن أرتكبَ معه نفس الخطأ الّذي ارتكبته مع أخيه الأكبر، لقد أصبح بشبهكِ بشدّة وأصبحَ ضعيفاً بلا فائدة وهذا كلّه بسببكِ، لذلك لن أسمح لكِ بلقاء جيوفاني مرّة أخرى حتّى لو اضررتُ إلى إرسالكِ خارج البلاد كلّها.
نزلت دموعها وهي تقول برجاء: أرجوك لا تفعل هذا، لا تبعد أم عن ابنها، ستدمّر حياته، إنّه لا يزالُ طفلاً بحاجة إلى رعاية.
صرخ عليها بعد أن رماها لتضرب بالأرض بقوّة: اصمتي، أنتِ لن تري جيوفاني مرّةً أخرى في حياتكِ.
أمسكها من ذراعها مرّة أخرى وأخذ يجرّها خلفه بقوّة غير آبه لأهاتها، لم يتمالك الصّغير نفسه فجرى خلفهما وهو يصرخ باكياً: أمّييييييي لا تأخذها أرجوك، أعد إليّ أمّي.
نظر الأب إلى ابنه بغضب وقال صارخاً: عد إلى غرفتكَ جيوفاني.
توقّف جيوفاني مكانه عندما رأى أمّه تبتسم على الرّغم من ألمها وتقول: هيّا عد عزيزي لا تقلق علي، ما دمتَ أنتَ بخير فأنا أيضاً سأكون بخير.
ظلّ جيوفاني يشاهدهما في رعبٍ وخوف إلى أن اختفيا عن الأنظار، جلسَ على الأرض وأخذ يبكي ويبكي كما لم يبكي من قبل وهو يصرخ من خارجه ومن أعماقه: أمّي أمّي أمّي، ولا شيء غير أمّي.

¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡
¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡
¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡



الوقت الحالي، فندق فانجانس، السّاعة الواحدة بعد منتصف اللّيل:


أخذت شارا تتقلّب داخل سريرها يميناً ويساراً غيرَ قادرةٍ على النّوم، غداً سيقومون بأوّل مهمّةٍ لهم وهي ما زالت غير واثقة من مشاعرها، هل ستكون الأمور بخير يا تُرى؟ هل ستسير الخطّة كما يجب؟. مع كلّ هذا القلق الّذي يجتاحها تذكّرت فجأةً أوّل لقاءٍ بينها وبين رصاصة الجحيم، ابتسمت بلطف وأخذت تهمس: لقد كنتُ خائفة منه كثيراً حينها، ولكنّه كان هادئاً كعادته، ولكن الآن.....
جلستْ في مكانها ثمّ أكملت بسعادة: الآن أنا لم أعد خائفة منه، ولكن لماذا؟ إنّه لم يتغير قط، ما زال ذلك العصابيّ بارد الأعصاب الّذي لا يهتم بأحد ودائماً ما يوقعني في المشاكل، لماذا لم أعد أراه كما كنتُ أراه أوّل مرّة؟ هل أنا من تغيّرت؟.

تنهدت بقوّة ووقفت على قدميها ثمّ اتّجهت للخارج وصعدتْ إلى سطح المبنى، لمحَتْ سيهون جالساً على الحافّةِ بهدوء، ذهبت وجلست بجانبه دون أن تقول أي شيء، قال سيهون وهو يحدّق في القمر: ألم تتمكّني من النّوم؟.
أجابته شارا: كلا لم أتمكن، وأنت؟.
لم تتلقّى أي إجابةٍ منه فأدركت بأنّه لا يريد التّكلم، ابتسمت وهي تتأمّل القمر ليعمّ الصّمت على المكان لدقائق.

بدأ سيهون الحديثَ فجأةً ليقول دون أن يلتفتَ إليها: جيوفاني.
التفتت إليه وقالت باستغراب وهي ترفع حاجبيها: ماذا؟!.
قال وما زال محدّقاً في الأفق: اسمه جيوفاني.
أمالتْ رأسها بتساؤل وقالت: من؟!.
أدار رأسه نحوها وقال مبتسماً وكأنّ مجرد ذكر اسم ذلكَ الشخص يبعثُ السّعادة في نفسه: رصاصة الجحيم.
ابتسمت شارا بدورها وقالت وهي تضحك بخفّة: اسمه قديمٌ جدّاً، كنتُ أتوقّع أن يكون هكذا، ولكنّه اسمٌ جميل وهو طويلٌ أيضاً...سبعة أحرف!.
ضحكَ سيهون أيضاً ليقول: نعم إنّه اسمٌ مميز، لقد اخترنا له أنا وأمّي هذا الاسم بعد تفكيرٍ طويلٍ.
فتحت عينيها لتقول: ها؟!! أنتَ وأمّك؟؟! هل تعرفه حتّى قبلَ أن يولد؟!.
وضع يده خلف رأسه وقال: اوه يبدو بأنّكِ لا تعرفين بعد، إنّه أخي الصّغير.
عادتْ للخلفِ فجأةً بارتدادٍ قويّ وقالت بصدمة وهي ترمشُ بسرعة: ما...ماذا؟ أخوكَ الصّغير؟ حقّاً؟!.
هزّ رأسه بابتسامةٍ كبيرة: نعم إنّه أخي الصّغير وسببُ سعادتي كلّها، إنّه سبب بقائي على قيد الحياة إلى الآن.
لم تقلْ شارا أي شيء لعدّةِ ثوانٍ حاولت بها استيعاب الأمر ثمّ نظرت إلى سيهون بذهول وقالت: سببُ بقائكَ على قيد الحياة؟! هل يعني لكَ كل هذا القدر؟.
عادَ سيهون ليتأمّل السّماء وقال: وأكثر ممّا تتصوّرين.
ابتسمت لبريق عينيه وقالت: أنا أحسده.
نظر إليها وقال باستغراب: على ماذا؟.
نظرت إلى عينيه وقالت: عليكَ أنتْ.
رفعَ سيهون حاجبيه بدهشة بينما شعرت شارا بالخجل وقالت بسرعة محاولةً تصحيح الوضع: لا..لا تفهمني بشكلٍ خاطئ، كنتُ أقصد بأنّني أحسده لأنّه يمتلكُ أخاً مثلكَ يحبّه كثيراً، فقط أردتُ أن أكون مكانه.

سيهون: لا تقلقي لم أفهمكِ بشكلٍ خاطئ.

شارا: ولكنّكَ بدوتَ...لا أعلم، مدهوشاً بعضَ الشّيء.

_ نعم ولكن ليسَ بسبب كلامكِ، بل لأنّكِ تحسدينه عليّ أنا.

= وما الخاطئ في الموضوع؟.

_ أنا أسوءُ أخٍ كبير في العالم، صدقيني لن تريدي أبداً أخاً مثلي.

= بلى أريد، وأريده بشدّة.

_ أنتِ لا تفهمين.

= اجعلني أفهم إذاً، اجعلني أفهم سبب كونكَ أسوأ أخ، سبب كرهكَ لنفسكَ وسبب شعوركَ بالذّنبِ دائماً.

_ بما أنّكِ معنا الآن أظنّ بأنّني أستطيع إخباركِ، لقد كان جيوفاني متعلّقاً بأمّي بشدّة، لم يكن لديه أحدٌ غيرها في هذا العالم، على الرّغم من أنّني شقيقه الأكبر إلّا أنّه نادراً ما كان يراني أو يتحدّثُ معي، أراد أبي إبعاد أمّي عن جيوفاني بسببي لأنّني ضعيفٌ جدّاً لأنّني لم أكن عند حسن ظنّه، على الرّغم من أنّني شقيقه الأكبر لم أستطع منع ذلكَ، كاد جيوفاني أن ينتحر عندما كان في العاشرةِ من عمره لأنّ أبي أخذَ أمّي بعيداً ولذلك عادت أمّي وعلى الرّغم من أنّني شقيقه الأكبر وقفتُ مكتوف الأيدي أمامه عندما كان يحاول قتل نفسه بمسدّسي، شهِد جيوفاني عملية إبادة الأوتشيها أمام عينيه عندما كان في السّادسةِ عشر فقط، على الرّغم من أنّني شقيقه الأكبر لم أستطع أن أبعده عن ذلكَ المكان وجعلته يرى أسوأ ما قد يراه في حياته.
توقّف قليلاً ليبتلعَ ريقه وأكملَ دون أن يلتفتَ نحوها: انضّم جيوفاني إلى العصابةِ في السّادسةِ عشر من عمره، وعلى الرّغم من أنّني شقيقه الأكبر لم أستطع أن أنقذه من الدّخول إلى هذا العالم المتوحّش، حيث كان عليه القتل والتدمير للحصول على الطّعام، كان عليه السرقة والخداع للحصول على بعض الرّاحة، وعلى الرّغم من أنّني شقيقه الأكبر لم أستطع مساعدته أو التّخفيف عنه وعن ألامه ولو قليلاً، نُقل إلى المشفى أكثر من عشر مرّات وهو على حافّة الموت، وعلى الرّغم من أنّني شقيقه الأكبر لم أستطع أن أمدّ يدي نحوه لأنقذه. هدّد أبي جيوفاني الصّغير بأنّه سيقتل أمّي إن لم يشارك في مسابقة حرب العصابات وهكذا جعله يشارك بها لمدّة ثلاث سنوات متتالية وأجبره على الفوز بشتّى الطرق، وعلى الرّغم من أنّني شقيقه الأكبر لم أستطع أن أربّتَ على رأسه ولو لمرّةٍ واحدة وأخبره بأنّ كلّ شيءٍ سيكون بخير.

صمتَ قليلاً ثمّ أكمل وهو يبكي بشدّة: بعد السّنوات الثّلاث تلك قُتلتْ أمّي أمام عينيه.
أكمل وهو يصرخ بعد أن التفتَ إليها بوجهه المليء بالدّموع: وعلى الرّغم من أنّني شقيقه الأكبر لم أستطع إنقاذها من أجله، أيّ أخٍ أكبر أنا؟!! أيحقّ لي حتّى أن أدعو نفسي بالأخ؟! أنا لستُ سِوى وغدٍ لم يفعل أيّ شيءٍ في حياته غيرَ الوقوف ومشاهدة الأشخاص الّذين يحبّهم وهم يعانون.
رفعَ رأسه نحو السّماء وصرخ بأقوى ما لديه والدّموع كالسّيل على وجنتيه.

كانتْ شارا تبكي بالفعل وهي تقول: أنا آسفة أنا آسفة حقّاً، لم أقصد أن أفتح جروحك وأذكّركَ بتلكَ الحوادث المؤلمة، أنا آسفة، أرجوكَ اهدأ قليلاً.
كانَ الصّمتُ سيد المكان لما يقارب النّصف ساعة إلى أن قال سيهون بعد أن هدأ: أنا آسف..لم يكن عليّ أن أبكي هكذا أمامك ولكنّني لم أستطع كبح نفسي، أما زلتِ تريدين أخاً مثلي؟! لا أظن.
ابتسمت شارا في وجهه وأجابته: نعم ما زلت أريده، فعلى الرّغم من كلّ ما قلته تذكّركَ لكل تلكَ التّفاصيل دليلٌ على أنّكَ تهتمّ لأمره كثيراً، وألمكَ الشّديد هذا وبكائكَ دليلٌ على حبّكَ الكبير له، فما الّذي أريده أكثر من أخٍ يهتمّ بي ويحبني أكثر من نفسه، وأنا متأكدة بأنّ جيوفاني يفكّر بنفس الطريقة.

ابتسم سيهون وقال: أقدّر لكِ هذا، شكراً...من أعماق قلبي.
شارا: شكراً لكَ أنتْ.
قطّب سيهون حاجبيه باستغراب وقال: ولماذا تشكرينني؟.
أجابته بمرح: ليسَ هناك سببٌ معين، فقط أردتُ أن أشكرك، لأنكَ أنت..لأنكَ موجود...لأنّكَ أخٌ رائع.
ابتسم سيهون وقال: أنا أحسده حتّى وهو غير موجود.
شارا: من؟.
سيهون: أخاكِ.
ضحكت شارا بمرح ثمّ نزلت من على الحافّة لتقول: شعرتُ بالعطش، ستبقى هنا أم ستأتي معي؟.
أجابها بلطف: كلا سأبقى هنا، أشعر بالإرتياح عندما أراقب السّماء.
شارا: حسناً وداعاً.
لوّح سيهون لها بيده وهي تنزل للأسفل بينما أكمل هو ليلته السّرمدية تحت ضوء القمر.



دخلتْ بهدوء وبطء من باب الشّقةِ ثمّ اتّجهت على رؤوسِ أصابعها نحو المطبخ لتروي عطشها، ما أن خطت أوّل خطواتها داخل المطبخ حتّى لاحظت ذلكَ الشّخص الّذي يقف تقريباً داخل الثّلاجة وبدا كأنّه يبحثُ عن شيءٍ ما، ابتسمت وقالتْ بمرح يعد أن أشعلت الأنوار: هل ما زلتَ جائعاً ياتو؟.
أخرج رصاصة الجحيم رأسه من الثّلاجة والتفتَ نحوها بدهشة، فتحتْ شارا عينيها على آخرهما عندما رأته، وبالكاد استطاعت منع نفسها من الضّحك، فقد كان يضع قطعة خبزٍ في فمه ممسكاً قارورة العصير بإحدى يديه وحبّة طماطم بيده الأخرى.

سعلَ رصاصة الجحيم عدّة مرّات قبل أن يضع الطّعام على الطّاولة أمامه ثمّ نظر نحو شارا الواقفة عند الباب بهدوء، كانت تتعمّق داخل رماديّته عندما تذكّرت فجأةً (بعد السّنوات الثّلاث تلك قُتلت أمّي أمام عينيه) شعرتْ برجفان قلبها وهي تتفحّص الألم القابع في عينيه.
بدأ هو بالكلام على غير العادة ليقول: هل كنتِ تريدين شيء من هنا؟.
أجابته بعد أن استفاقت من شرودها: ها؟!؟.
عاد ليقول ببرود: لمَ جئتِ إلى هنا؟ هل تريدين شيئاً ما؟.
قالت بتوتّر وهي تُشير إلى صنبور الماء: لقد كنتُ أريد أن أشرب...الماء..نعم الماء.
هزّ رأسه ببساطة ليقول: حسناً...اشربي.

اتّجهت نحو الصنبور بسرعة وأخذت تشرب الماء بسرعة كأساً تلو الآخر إلى أن شربت خمسة كؤوس، مسحتْ فمها بكمّ كنزتها الكحلية لتتّجه نحو الباب دون أن تلتفتَ نحوه، بينما عاد هو ليحشر رأسه داخل الثّلاجة، توقّفت شارا فجأةً أمام الباب وقالت دون أن تلتفت: هل تودّ أن أطبخَ لك؟.
تحرّك رصاصة الجحيم فجأةً ليضربَ رأسه بقوّة بسقف الثّلاجة، ثمّ توقّف باستقامة ونظر إليها وهي تقول بخوف: هل أنتَ بخير؟.
قال بهدوء: لا تهتمّي بشأني، هل كنتِ جادّة فيما قلتهِ قبل قليل؟.
قالت باستغراب وهي ترفع حاجبيها: ماذا؟.
قال بلهفة وهو يقتربُ منها: هل أنتِ جادّة بأنّكِ ستطبخين لي؟.
ابتسمت وقال: نعم...إن كنتَ تريد ذلك.
اتّسعت عيناه ليقول: ومن دونِ مقابل؟.
هزّت رأسها باستغراب وقالت: نعم من دون مقابل.
توقّف أمامها وقال وكأنّه لا يصدّق ما يسمعه: حقّاً؟!.
ربّتت بيدها على صدره برفق وقالت: حقّاً، ماذا تريد أن تأكل؟.
رفع يده نحو رأسه وقال وهو يفركه بلطف: لا أعلم..أي شيء.
قالت وهي ترفع أكمامها: أليسَ هناك شيءٌ تفضّله؟.
أجابها وما زال مدهوشاً: أحبّ فطائر الجبن المقلية.
ابتسمت وقالت وهي تشير إلى الطّاولة: حسناً، يمكنك الجلوس هناك سيجهزُ طعامكَ بأسرع وقتٍ ممكن سيدي.
ذهبَ إلى حيثُ قالت وجلس وهو يقول: هل تجيدين الطّبخ؟.
أجابته وهي تجهّز المكونات: بالطبع، فقد عملتُ في مطعم والد ياتو أربع سنوات متتالية والجميع هناك كان يحبّ طبخي.


عمّ الصّمت على المكان عدّة ثوانٍ قطعته شارا بسؤالها: لماذا تبدو مدهوشاً جدّاً؟ هل هناكَ شيءٌ غريبٌ فيما أفعله؟.
أجابها وقد عادت نبرته الباردة: الأمر كلّه أنّه لم يطبخ أحدٌ لي دون مقابل منذ زمنٍ طويل، تقريباً سبع سنوات.
حاولتْ شارا تغيير الموضوع عندما شعرت بالحزن الّذي يكتسح صوته فقالت: لمَاذا لم تطلب طعاماً من مطعم الفندق؟.
أجابها باقتضاب: لم يعجبني.

مضتْ ثلاث دقائق كانت كعشر ساعات بالنّسبة لجيوفاني، قال بتململ: ألم تنتهي بعد؟.
أجابته بسرعة: كلا فأنا لم أبدأ بعد، عليكَ أن تكون صبوراً إن كنتَ تريد طعاماً لذيذاً.
توقّف واتّجه نحوها ووقفَ خلفها تماماً وأخذ يشاهدها وهي تقطّع الجبن، كانتْ تسمع ضربات قلبه بوضوحٍ كبير غيرَ منتبهة إلى قلبها. كلاهما كان صامتاً ولكن من الدّاخل كان لديهما عاصفة من الأسئلة.

جيوفاني: ( لماذا تفعلُ هذا يا تُرى؟ لماذا تطبخُ لي وجبتي المفضلّة دون مقابل؟ هل تريد شيئاً منّي ولا تستطيع أن تخبرني ما هو؟ هل فعلت شيئاً قد يغضبني؟، اه إن الجبن يبدو شهيّاً، كيف سيكون طعم الفطائر يا تُرى؟ ، أسرعي شارا أريدُ تناول تلكَ الفطائر...أنا أريدها، قلبي يدقُّ بسرعةٍ كبيرة كلّما انتظرتُ طعاماً ليجهز..هذا مزعج، أريد الطّعام الآن).

شارا: ( اوه لماذا أسمع صوت ضربات قلبه بهذا الوضوح؟ هل...هل هو خائفٌ من شيءٍ ما؟ هل حصلَ شيءٌ له؟ هل تذكّر أمّه؟ هل يشعرُ بالألم؟ هل يمكنني مساعدته؟ هل من الجيد أن يقفَ خلفي هكذا؟ لمَ لا يتحدّث؟ هل هو جائعٌ جدّاً؟ هل عليّ أن أسرع في تحضير الفطائر؟ ااااااه ما الّذي يحصل لي؟).



°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
°°°°°°°°°°°°°°

قبلَ عدّة ساعات في نفس اليوم، تحديداً السّاعة الخامسة عصراً في مقرّ عصابة كيلرز، قسم المهمّات الخاصّة:

خرجت من غرفتها بعد أن سرّحت شعرها الأحمر على شكل ذيل حصان، جلستْ بهدوء على طاولة الطّعام الكبيرة وقالت بابتسامة: مساء الخير.
أجابها الشّاب الجالس في المقدّمة بمرح وهو يُطلق قلوباً من يديه: مساءُ الحبّ والرومانسية مينا الجميلة.
ضربته ذات العينين العسليتين الجالسة على يمينه معاتبةً: ألن تكُفّ عن حركاتك الطّفولية هذه؟!.
ابتسم غارا الجالس على يساره وضربه أيضاً وهو يقول مقلّداً: ألن تكفّ عن هذه الحركات ماركس؟!.
قطّب المدعو ماركس حاجبيه بغضبٍ مصتنع بينما غرق بعض الجالسين بالضّحك على تصرفات غارا، والبعضُ الآخر كان غير مهتمّاً بكلّ ما يحصل بل كان فقط مركّزاً على طعامه.


جاء صراخ سورا مزعجاً من غرفة المعيشة: مينااااااا هاتفك المزعج يرنّ منذ نصف ساعة، إن لم تأتي خلال خمس ثوانٍ وتُسكتيه سأحطّمه.
تنهدت مينا وتركت الطّاولة متّجهةً نحو هاتفها، ابتسمت عندما رأت ماركس وهو يصنع قلباً كبيراً بذراعيه ويهتف: عودي بسرعة.
لم تستطع حبس ضحكتها عندما سمعت صوت الضّربات الّتي تلقاها من غارا وساندي.


وصلت إلى وجهتها لتقرأ اسم المتّصل "الأبله الوسيم" ، ابتسمت دون وعي وجلست على الأريكة لتجيب: سيهون! ما الّذي تريده؟ هل ستأتي إلى هنا؟ هل سنخرج في موعد؟ هل أحضرت لي هديّة؟ لماذا لا تجيب؟ هل أنتَ بخير؟.
سمعت صوت رصاصة الجحيم البارد والهادئ: سأعتبر نفسي لم أسمع شيئاً من هذا.
قطّبت حاجبيها وقالت بغضب: هي...لماذا أنتَ من يتحدّث من هاتف سيهون؟ أليسَ لديكَ هاتف؟.
أجابها بهدوء: سيكون من الخطير أن أتصل بكِ وأنتِ داخل المقر.
تابعت وكأنّها لم تسمعه: سيهون أيّها الأبله كيف تفعل هذا بي، لا تتحدث معي مرّة أخرى.
جاء صوت سيهون المسكين ضعيفاً: أخبرتكَ بأنّها ستغضب.
فتحت فمها وتابعت: اه كنتَ تعرف بأنّني سأغضب ومع ذلكَ تابعت الأمر!! لقد ازداد غضبي عشرة أضعاف الآن.

رصاصة الجحيم: يمكنكِ الإنتقام منه لاحقاً ولكن الآن عليّ التّحدث مع سورا، هل هو بالقرب منكِ؟.
التفتت مينا نحو سورا الجالس أمام التّلفاز بلا مبالاة يتناول رقائق البطاطا وأجابته: كلا إنّه ليس هنا.

_ مينا الأمر مهمٌّ جدّاً.

= يمكنكَ إخباري هذا الأمر المهم وأنا سأوصوله إليه.

_ لقد أخبرتكِ بالأمر بالفعل.

= هل هو عن مهمّة غد؟! إن كان كذلك فلا تقلق لقد تحدّثتُ معه وأخبرته بكل شيء.

_ ولكنّني أريد أن أخبره بنفسي فالأمر خطيرٌ جدّاً.

= أخبره إذاً ما دخلي أنا!؟.

_ مينا، هذا ليس الوقت المناسب لما تفعلينه، هيّا أعطي الهاتف إلى سورا.

لم تجبه مينا بأي شيء، أبعدت الهاتف عن أذنها بغضب لأنّها تعلم بأنّه محق، ثمّ نادت بصوتٍ عال: سورا تعال إلى هنا حالاً، والدتك تريد أن تحادثك.
التفت سورا نحوها بلا مبالاة وهو ينظر إليها بتلكَ النّظرة المتعالية، تجاهلها تماماً وعاد لينظر إلى شاشة التّلفاز الكبيرة.

صرخت مرّةً أخرى: سوراااااا تعال إلى هنا حالاً.
تنهّد سورا بغضب وزفر بقوّة وهو يرمي كيس الرّقائق من يده ليقف ويتّجه نحو مينا، مدّ يده ليأخذ الهاتف منها فاقتربت منه بسرعة لتهمس في أذنه: إنّه رصاصة الجحيم.
ثمّ عادت إلى الطّاولة لتكمل طعامها تاركةً سورا في صدمة، هل حقّاً سيكلّم رصاصة الجحيم!! ضربات قلبه تشتعل حماساً.
وضع الهاتف على أذنه وقال بتوتّرٍ: مر...مرحباً.
تخلّل ذلكَ الصوت الهادئ أذنه: مرحباً سورا أنا رصاصة الجحيم.
أجابه سورا بعد أن جلس: نعم أعلم..أخبرتني مينا بذلك.

_ إذاً بالطّبع أخبرتكَ أيضاً بما سنفعله غداً، أليسَ كذلك؟.

= ن..ن..نعم.

_ هذا جيد، فقط كنتُ أريد إخبارك بأنّ الأمر كله غداً يعتمد عليك لذا انتبه جيداً.

= يتعمدُ عليّ؟؟!.

_ نعم، يوجد أمام البوابة الخلفية للمقر عشرين حارس من الخارج وعشرين آخرون من الدّاخل، الّذين في الدّاخل ستتولّى مينا أمرَ عشرة منهم وأنتَ عليكَ القضاء على العشرة الآخرين، لا تقتلهم فقط اجعلهم يفقدون الوعي، ثمّ عليكَ أن تأخذ غارا وتقف خلف البوّابة بالضّبط إلى أن آتي أنا، اتّفقنا؟ هل تستطيع فعلها؟.

= نعم نعم أستطيع فعلها لا تقلق.

_ إن كنتَ خائفاً من أي شيء أخبرني.

= كلا كلا كلا لستُ خائفاً أبداً.

_ حسناً أعتمدُ عليك، ولكن الأهم من هذا كله احرص على ألّا يستعمل غارا قوّته.

= نعم لا تقلق لقد تحدّثنا أنا وغارا عن الأمر وهو وعدني بأنّه لن يستخدمها كما أنّه وعد ملاك الجحيم بذلك.

_ لقد حُسِم الأمر إذاً، أراكَ غداً، وداعاً.

= و..وداعاً.

أقفل سورا الخط وهو ما زال لا يصدّق بأنّه كان يتكلم مع رصاصة الجحيم، مع بطل طفولته، مع قدوته، مع الأسطورة الّذي يتمنّى بأن يصبح مثله في يومٍ ما، مع الشّخص الوحيد الّذي يراه أفضل من نفسه.

أحكمَ قبضته على الهاتف وقال بحزم بصوتٍ خافت: إنّه يعتمدُ عليّ غداً، لا يمكنني أن أخذله، سأفعل ما بوسعي لكي يسير كل شيء كما يجب.
وقف بسرعة واتّجه نحو غرفته بحماس: يجب أن أختار ملابس مناسبة...وأيضاً سأجهّز سلاحي الذّهبي الرّائع.




~~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~



•حرّكتْ يدها، لتجد نفسها تمسكْ يده بلطف وتحاول تخفيف ألمه.
•حرّكت قدمها، لتجد نفسها تمشي إليه بابتسامة وهي تحاول أن تنسيه الماضي.
•أمالت رأسها، لتجد نفسها على كتفهِ تحاول تهدئة ضربات قلبه المتذبذة.
•فتحت عينيها، لتجد نفسها غارقةً داخل رماديّتيه وهي تحاول إيجاد آخر رمقٍ للحياة داخلهما.
• أفاقتْ من نومها، لتجد نفسها تطبخ له وجبته المفضّلة وهي تحاول البقاء بجانبه بثبات لكي يجدها أمامه عندما يتعثّر، لكي تكون قادرة على إنقاذه عندما يقع، لكي تقول له كلّما نظر إليها، ♡أنا معكَ حتّى النّهاية♡.


________________


وضعتْ طبقَ الفطائر أمامه على الطّاولة ثمّ جلست على الكرسيّ بجانبه، لم ينتظر رمادي العينين و لا ثانية واحدة بعد أن أصبح الطّبق الّذي انتظره طويلاً أمامه، باشر بتناول الفطائر بشهية ضخمة.
ارتسمت ابتسامة رقيقة على شفتيها تلقائياً وهي تشاهده، شعرت بالجوع فجأةً، أخذت نظرة خاطفة إلى الطّبق الّذي يحوي ثمانية فطائر، كان رصاصة الجحيم قد تناول اثنان بالفعل، حرّكت لسانها فوق شفتيها و ابتلعت ريقها بهدوء، أخذ رصاصة الجحيم الفطيرة الثّالثة ومدّها نحو شارا.
ابتسمت وقالت: هل هذه لي؟!.
التفتَ نحوها وفمه مليءٌ بالطّعام: ألا تريدينها؟.
أخذت الفطيرة من يده بسرعة وأجابته بسعادة: بلى أريدها.
قضمتْ أوّل قضمة وقالت: هل يمكنني إخباركَ شيئاً ما؟؟.
توقّف عن الأكل فجأةً وهو يفكّر " كنتُ أعلم، كنتُ أعلم بأنّها فعلت شيئاً ولا تستطيع إخباري به، لهذا صنعت لي هذه الفطائر، ولكن للأسف فات الآوان لكي أرجعها الآن...فهي لذيذة حقّاً، ما الّذي ستقوله يا تُرى؟؟! ".

بلعَ اللّقمة الّتي كانت في فمه وقال: ما هو؟.
قالت بهدوء: سيهون.
هزّ رأسه وقال: ماذا به سيهون؟!.
قضم قضمته الأولى من الفطيرة الرّابعة عندما قالت شارا بانفعال: إنّه يحبّكَ كثيراً!.
اختنقَ وأخذ يسعلُ بشدّة، شربَ كأس الماء أمامه وقال بعد أن هدأ قليلاً: أمامكِ خمسُ ثوانٍ لتختفي من أمامي.
شارا: ولكن...
قاطعها: واحد.
شارا: هيييي أر.جي !! اسمعني قليلاً.
تجاهلها وهو يكمل: اثنان.
شارا: أعلم بأنّه شقيقكَ الكبير.
ابتسم بسخرية وقال: هل أخبركِ هو بذلك أم أنّكِ علمتِ بالصّدفة؟.
ابتسمت بلطف وقالت: هل تعلم بأنّكَ كلّ شيء بالنّسبة إليه؟؟.
لم تتغير ملامح رصاصة الجحيم الباردة وقال: أنتِ مزعجة حقّاً.

استقام وأخذَ الطّبق وما بقي فيه من فطائر ثمّ خرج من هنالك مسرعاً، لم تمضي ثانيتين ليعود مرّة أخرى ويقول بهدوء: الفطائر لذيذة جدّاً...شكراً لكِ، أودّ تذوّق المزيد من طبخكِ.
صمتَ قليلاً ليكمل بعدها: أنتِ ستطبخين لنا من الآن فصاعداً.

ورحلَ بسرعة، بينما ابتسمت هي ابتسامةً وصلتْ بين أذنيها!!

رفعتْ يديها إلى الهواء بسعادة وقالت بخفوت: سعيدة بأنّه أحبّ فطائري.
ثمّ وقفتْ وأكملت وهي تضع كفّيها على وجنتيها: اااه يريد أن أطبخ له مرّةً أخرى!!.
وضعت يديها على خصرها وقالت بملامح خالية من المشاعر مقلّدة: " أنتِ ستطبخين لنا من الآن فصاعداً ".

عادت لتضحكْ وتنهّدت بقوّة وقالت: فليكنْ الأمر...سأطبخ مرّة ثانية غداً، و بعد غد، وبعد بعد غد، وألفَ مرّةٍ أُخرى لأجلك!!.



◇◇◇◇◇◇◇◇
◇◇◇◇◇◇
◇◇◇◇

السّاعة السّابعة صباحاً، هدوءٌ عظيم داخل تلكَ الغرفة الكبيرة الملكية، فتاةٌ بشعرٍ وردي أملس جالسة أمام النّافذة البلّورية الكبيرة، عيونها النّيليّة المتكحلة تعكسَ ظلاماً قابعاً في قلبها، كانتْ تحدّق في الشّمس بقوّة وكأنّها تريد إلتهامها!!.

عكّر صوت طرق الباب صفوها، وقفت وقالت بهيبة: ادخل.
فُتح الباب ليدخل أزرق العينين بهدوء، برقتْ عيناها فجأةً وقالت مرحّبة وهي تتّجه نحوه: سيهون!! ما هذه المفاجأة الجميلة؟!!.
همّت بمعانقته بعد أن وصلت إليه ولكنّه رفع يده معترضاً وقال: لقد أخبرني راجي بأنّكِ تريدين رؤيتي.
عادت للخلف بضع خطوات وقالت وهي تبتسم تلكَ الإبتسامة الشّيطانية: صباحُ الخير لكَ أيضاً!! نعم لقد أردت أن أكلّفكَ بمهمّة.
رفعَ حاجبيه وكأنّه دُهشَ لما سمعه، وقال: مهمّة؟؟! ومنذ متى وأنا أذهب في مهمام؟؟ أليسَ هذا عمل قسم المهمّات الخاصّة؟؟.

همهمت بخفوت ثمّ قالت: نعم، ليسَ من العادة أن أرسلكَ في مهام ولكن...
قطّب سيهون حاجبيه عندما رأى تلكَ الملامح على وجهها، تلكَ الملامح المخيفة، تلكَ الملامح الّتي تُعلنْ رغبتها الوحشية بالقتل!!.
بينما أكملتْ هي: رصاصة الجحيم...لقد عرف أحد رجالنا مكان إقامته الحاليّ، فندق فانجانس.
ازداد انعقاد حاجبيه وقال بغضب: كيف...كيف علم بالأمر؟.
ابتسمت جيا بسخرية وأجابته: يا لسذاجة رصاصة الجحيم ذاك!! لقد رآه في مركز التّسوق يشتري البيض وبعض الخضروات ثمّ تبعه إلى أن وصل إلى الفندق.

لم يُبدي سيهون أي ردّة فعل فقالت: ألا تريد المهمّة؟؟ لا بأس سأوكلها إلى أحدٍ آخر.
نظرَ إلى عينيها بغضب وكأنّه يشتعل وقال: بالطّبع أريدها، تعلمين بأنّ سبب بقائي في هذه العصابة هو فقط من أجل القضاء على رصاصة الجحيم ذاك ومن المستحيل أن أفقدَ فرصة ثمينة كهذه.
ازداد بريق عينيها واتّسعت ابتسامتها وهي تشاهد رجفان حدقتيه فقالت بلهجةٍ مخيفة: منذ متى وأنتَ تملك تلكَ النّظرة الوحشية في عينيك؟؟ أكاد لا أعرفك!!.
وأخيراً فكَّ عقدة حاجبيه وقال بهدوء: منذ أن أصبح ذلكَ الوغد سبب موت والديّ.
كأفعى سامّة تترقّب قدوم فريستها قالت: إذاً اذهب..اذهب واقضِ عليه! اذهب واحصل على انتقامك.

خرج من الغرفة وهو يتمتم: لا تقلقي...هذا هو ما سأفعله بالضبط، سأنتقم...منكِ!!.


¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
¤¤¤¤¤¤¤¤
¤¤¤¤¤

اقتحمَ المكان غاضباً بعد أن دفع الباب بقوّة وأغلقه بضربةٍ كادت أن تكسره، التفتَ بسرعة نحو الموجودين وهو يلتقطُ أنفاسه، صرخَ بحنق عندما لم يجد ضالته: أينَ هو رصاصة الجحيم؟؟.
أجابته شارا المندهشة بعد أن وقفتْ على قدميها: ماذا حصل؟ لمَ أنتَ غاضبٌ هكذا؟!.
أعاد بحريّ العينين سؤاله بنفاذ صبر: أينَ هو رصاصة الجحيم؟.
أشارت شارا نحو إحدى الغرف وهي تنظر إلى ياتو باستغراب، ذهب سيهون مسرعاً إلى حيثُ أشارت فتبعه الثّلاثة بقلق.

ضربَ سيهون باب الغرفة بقوّة ودخل، رفع رصاصة الجحيم الّذي كان يرتدي سترته السّوداء رأسه باستغراب ليرى ما حصل، فتفاجأ بسيهون يجري بسرعة نحوه!!.
وصل سيهون إليه ولكمه في وجهه بقوّة ليسقط الثّاني على الأرض، صرخ بغضب معاتباً: هل فقدتَ عقلكَ أيّها الأحمق الوغد؟؟!.
مسح رصاصة الجحيم خيط الدّم الّذي سال على خدّه وقال بهدوئه المعتاد: ما الّذي تفعله هنا؟؟ ألا يجب أن تكون في المقر الآن وفقاً لخطّتنا؟؟.
جلسَ سيهون فوقه وأمسكه من ياقة سترته ليجيبه بغضب: أنا هنا في مهمّة لقتلك أيّها الوغد عديم الفائدة!!!.
كاد أن يضربه للمرّة الثانية لولا تدخل ياتو الّذي أمسكَ يد سيهون ثمّ دفعه بقوّة للخلف وقال: ما الّذي تفعله سيهون؟؟ ابتعد عنه...لا يمكننا حل الأمور هكذا.
رمقه سيهون بنظرةٍ غاضبة وقال: أنتَ لا تتدخل، إنّها مسألةٌ بيني وبينه.
قال رصاصة الجحيم بهدوء: لا بأس ياتو...لا تتدخل.
ثمّ التفتَ نحو سيهون وقال: ما الّذي تقصده أنّكَ في مهمّةٍ لقتلي؟.
ابتسم سيهون بسخرية وقال: بكلّ بساطة..أقصد أنّني في مهمّة لقتلك، مهمّة خاصّة من الزّعيمة جيا!!.
أكمل وهو يصرخ: ما الّذي كنتَ تفعله في مركز التّسوق بحقّ خالق الجحيم!! كيف تخبرنا بأن نتصرف بحذر وأنتَ تتصرف بكلّ تهوّر؟!.
أجابه رصاصة الجحيم ببرود وهو يقفُ على قدميه: لقد شعرتُ بالضّيق لذا خرجتُ قليلاً.
وقفَ سيهون أيضاً وقال: خروجكَ هذا سبب مشكلة كبيرة.

دفعه بقوّة للخلف وظلّ يدفعه إلى أن ضربَ بالحائط الخشبي ثمّ وضع ذراعه على صدره وصرخ: ماذا لو لم تخبرني جيا بالأمر؟؟ ماذا لو أرسلتْ أحداً آخر غيري لقتلك؟! ماذا لو أرسلت فرقة المهمّات الخاصّة بأكملها!!...كنتَ ستموت حتماً أيّها الوغد.
تنهّد رصاصة الجحيم وقال: ولكن هذا لم يحصل، اهدأ قليلاً وأخبرنا بالتّفاصيل.

قطّب سيهون حاجبيه عندما رأى تلكَ النّظرة الغير مبالية على وجهه، عادَ ليصرخ بيأس: لا تفعل هذا بي...
ابتعد عنه ببطء وهو ما زال ينظر في عينيه، قال بحزن بعد أن أخفض رأسه نحو الأرض: أرجوك لا تفعل هذا بي، ما الّذي سأفعله إن حصل لكَ شيء؟؟! ألا تفهم خطورة الوضع؟؟.

" أنا آسف، لن أفعل هذا مرّةً أخرى...أعدك"
قالها رصاصة الجحيم بهدوء وهو ينظر للنّاحية الأخرى، نظرَ سيهون إليه بعيونٍ مرتجفة ولم يستطع تمالك نفسه، عانقه بقوّة وهو يقول: لا تجعلني أقلق عليك هكذا، أنا..أنا آسفٌ لأنّني لكمتك.
قال رصاصة الجحيم بعد أن فكّ العناق: لا بأس.

ابتسمت شارا بلطف وهو تقول في نفسها: ( ههه إنّه يحبّه حقّاً!).
بينما جاء صوت ياتو مزعجاً وهو يقول: هل أنا وحدي الّذي أرى هذا غريباً؟!!.
ضحكت شارا بخفّة وقالت: إنّهما شقيقان.
فتحَ ياتو فمه بدهشّة وهو يرفّ بعينيه وقال: ماذا؟؟!

وأخيراً ابتسم سيهون بلطف وقال مخاطباً رصاصة الجحيم: لقد نعتّكَ بالوغد أمام جيا...أنا آسف.
لم تتغير نظرة رصاصة الجحيم الباردة عندما أردف: لقد نعتّني بالوغد ثلاث مرّات قبلَ قليل!.
أجابه سيهون بإيماءة وقال: نعم ولكن هذا مختلفٌ عن ذاك، لقد كنتَ تستحقّ الّتي قلتها لك قبل قليل.
اتّجهت يونا نحو رصاصة الجحيم مع علبة الإسعافات الأوّلية وقالت: دعني أرى جرحك.
جلسَ على السّرير دون أن ينبتَ ببنتِ شفّة وتركَ يونا تقوم بعملها بينما جلسَ كلّاً من سيهون وشارا على الأرض أمامه، أمّا ياتو فبقي واقفاً مكانه وهو ما زال يردّد مصدوماً: هل..هل حقّاً هما شقيقان؟؟! هذا لا يُصدّق!!.

قال رصاصة الجحيم: إذاً ما الّذي حصل بالضبط؟.
أجابه سيهون ببساطة: لقد استدعتني هذا الصّباح وقالت بأنّها اكتشفت مكان إقامتك بسبب غبائك، ثمّ أعطتني مهمّة قتلكْ، وأيضاً لديّ شريكٌ في المهمّة.
شعرَ رصاصة الجحيم بالقلق فجأةً، فقال وهو ينظر إلى سيهون بتساؤل: من هو؟؟.
زفر سيهون وقال بخيبة أمل: ماركس.

أحسَّ رصاصة الجحيم بقشعريرة تجري في جسده فجأةً عندما سمع اسم ماركس، إنّه لا يستلطف ذلكَ الشّاب حقّاً، قال بهدوء: متى المهمّة؟؟.
أجابه سيهون: بعد ثلاث ساعات، أي السّاعة الحادية عشرة.
وفي تلكَ اللّحظة انتهت يونا من معالجة ذلكَ الجرح البسيط، وذهبت لتُعيد العلبة إلى مكانها، أمسكها ياتو من ذراعها وقال: يونا...هل تصدّقين!!؟ رجل الثّلج هو أخ رصاصة الجحيم!!.
تنهدت يونا بقوّة وسحبت ذراعها وهي تهزّ رأسها بابتسامة ورحلت دون أن تقول أي شيء، فعاد ياتو ليقول بلهجةٍ أقرب إلى الصراخ: هل أنا الشّخص الوحيد الطّبيعي هنا الّذي يشعر بأنّ الأمور تصبح غريبة أكثر فأكثر؟؟!.

تجاهله الجميع بكلّ بساطة، وقال رصاصة الجحيم بعد قدوم يونا: يجبُ علينا أن نغيّر الخطّة الآن، لا نستطيع أن ننفذّها في المساء، من الضّروري أن ننهي كلَّ شيءٍ قبل السّاعة الحادية عشر.
رفعت شارا حاجبيها باستنكار: مستحيلٌ أن نفعل هذا في هذا الوقت القصير!!.
نظرَ إلى عينيها وقال بحزم: سنفعلها....لا نملكُ خياراً آخر.

وقفَ على قدميه وقال وهو يتّجه نحو الخزانة ليأخذَ هاتفه: سيهون اتّصل بمينا وأخبرها بما حدث وأنّها يجب أن تكون مستعدة في أيّة لحظة للبدء بالخطّة ولتكون في انتظار إشارتي، ثمّ اذهب وابقى مع ماركس لإبعاد الشّبهات عنك، واتركْ الباقي علينا.
أخذَ هاتفه ثمّ التفتَ نحو ياتو ويونا اللّذان كانا يقفان معاً وقال: ياتو اذهب بسيّارة سيهون إلى كريشنا وأحضر الأسلحة في أسرع وقتٍ ممكن، معكَ عشرون دقيقة فقط...لا تتأخّر، يونا جهّزي الأدوات وباقي الأشياء بسرعة، ستنطلق بعد نصف ساعة.
هزّت يونا برأسها واستدارتْ لتنفّذ ما طلبه ولكنّها توقّفت عندما رأتْ ياتو ساكناً لا يتحرّك، لوّحت بيدها أمام وجهه وقالت: ياتو ماذا بك؟ ألم تسمع ما قاله؟! ليس لدينا وقت هيّا.
التفتَ نحوها وقال: إنّهما لا يبدوان كالأشقاء أبداً!!.
أدارت يونا بؤبؤيها داخل محجريهما بتململ ثمّ أمسكته من يده وجرّته خارج الغرفة وهي تقول: يا لكَ من أحمق، هيّا بسرعة!.

لحقَ سيهون بهما إلى الخارج وهو يتّصل بمينا، بينما اتّجهت شارا نحو رصاصة الجحيم وقالت بابتسامة: وأنا..ماذا أفعل؟؟!.
أجابها ببرود وهو يرفع الهاتف نحو أذنه: لا شيء...فقط ابقي هنا.
قطّبتْ حاجبيها بغضب وتكتّفت وهي تنفخ وجنتيها كالأطفال.

" رين، أينَ أنتْ "
قالها رصاصة الجحيم وهو يُخرج حقيبةً سوداء من الخزانة.

رين: في مكاني المعتاد، لماذا؟ هل حصلَ أمرٌ ما؟ هل عليّ الذّهاب إليك؟.

_ كلا ابقى مكانك، لقد حدثَ تغيرٌ بسيط في الخطّة، غيّرنا الموعد.

= إذاً...متى الموعد الجديد؟.

_ الآن.

= ما..ما..ما...ماذا؟؟؟؟؟ الآن؟؟؟!!.

_ لا نملك الوقت لكي ننصدم، راقب جيا جيّداً وأخبرني ما أن تخرج من المقر، مفهوم؟.

= ن..ن..نعم، إنّها في غرفتها منذ ساعات، لا أظنّها ستخرج اليوم.

_ ستخرج....يجبُ أن تخرج، لا تُبعد عينيك عنها، وداعاً.

= حسناً..و...وداعاً.


أغلقَ الهاتف وأعاده إلى جيب سترته ثمّ انخفض نحو الحقيبة الّتي وضعها على الأرض، فتحها وأخرجَ منها دبوسَ شعرٍ أسود ووضعه في جيبه، ثمّ أخرج مسدّساً ذهبيّاً لامعاً وتمعّن فيه للحظات وهو يفكّر " أتمنى ألّا اضطرّ لاستخدامك ".

برقتْ عينا شارا عندما رأتْ ذلكَ السّلاح، ابتسمت وقالتْ بانبهار: واااااو ما هذا...سلاحٌ ذهبيّ!!! إنّه رائع!.
رفعَ رأسه نحوها ثمّ استقام وهو ينظر إلى لمعان عينيها، قال بتوتر: هل...هل أعجبكِ؟.
اتّسعت عيناها وهي تقول: كثيررراً!! أهو لك؟.
هزّ رأسه بإيجاب ثمّ قال: هل تريدين رؤيته عن قرب؟ أ..أقصد هل تريدين حمله؟.
رفعتْ حاجبيها وكأنّها لا تصدّق ما تسمعه ثمّ قالت: هل أستطيع؟!.
مدّ السّلاح نحوها وقال بعد أن التفتَ للنّاحية الأخرى: بالطّبع.

" بما أنّها طبختْ لي البارحة...تستطيع أن تفعل أي شيء!! "

+++++++++++++++
++++++++++
+++++++


في مكانٍ ليسَ ببعيد عن الفندق جلسَ سيهون في أحد المقاهي بهدوء، وبعد عدّة دقائق جاء شابٌ يرتدي معطفاً أسوداً طويلاً، وقبعة بنفس اللّون، ونظارة شمسية، جلسَ على الكرسي أمامه وقال: هي ملاك الجحيم..كيف الحال؟.
نظرَ إليه سيهون بخيبة وقال: ماركس ما الّذي تفعله؟.
أجابه بعد أن أخفض النّظارة من على عينيه البنّيتين: أتخفّى..فنحن في مهمّة خطيرة ولا أريد أن يُكشف أمرنا.
تنهّد سيهون وقال: أنتَ تلفتُ الأنظار أكثر بهذا الشّكل.

لم يُعر ماركس أيّ اهتمام لكلام سيهون، أعاد النّظارة كما كانتْ وقال: إذاً...ما هو شعورك وأنتَ ذاهبٌ لقتل رصاصة الجحيم؟.
قطّب سيهون حاجبيه وقال: ما الّذي تقصده؟.
ابتسم ماركس وقال: أمركَ مريبٌ في الحقيقة، لماذا مهمّة خطيرة كهذه تُسند إلى شخصٍ مثلك بينما يوجد العديد من أعضاء المهمّات الخاصة؟؟ من أنتَ بالضّبط؟ وما علاقتكَ برصاصة الجحيم؟.
تقدّم سيهون للأمام وقال بغضب وانزعاج: لا دخلَ لكَ في الأمر، فقط أنجز ما عليك.
زمّ ماركس شفتيه وقال: توقّعت إجابةً مشابهة.
ثمّ ابتسم فجأة وقال: متى سيكون زفافك أنتَ ومينا؟.
لم يحرر سيهون حاجبيه من انعقادهما عندما قال: ولماذا تسأل؟.
ماركس: إن لم تسرع من الممكن أن أسرقها منك كما سرقتها أنت من قبل!.
ابتسم سيهون بسخرية وقال باستفزاز: أنا لم أسرقها، إنّها لي من البداية! ودعني أخبركَ أمراً...تحتاج الكثير من الأشياء لكي تستطيع سرقتها منّي....و..
قاطعه ماركس بقليلٍ من الغضب: لا تكن واثقاً من نفسكَ لهذا الحد....فلا تعلم ما الّذي سيحدث في المستقبل.
سيهون بحزم: أنا لستُ واثقاً بنفسي، أنا فقط واثقٌ بها!، لذا اصمتْ رجاءً ولا تتحدّث عن خطيبتي كثيراُ هكذا وإلّا سأشتاق إليها وأرحل وأترككَ وحيداً.
التفتَ ماركس للنّاحية الأخرى وقال بانزعاج بعد أن تكتّف: تشه وكأن هذا يهمّني.


////////////////
/////////

>> السّاعة العاشرة والنّصف أمامَ مقر عصابة كيلرز

فتحَ تشاني باب السّيارة السّوداء بسرعة وهو يتصبّبُ عرقاً وتنفسه قد أصبحَ سريعاً، تفحّص الأشخاص داخلها بعينيه، غارا وسورا بالإضافة إلى اثنين لم يتعرّف عليهما.
قالَ ياتو الجالس أمام المقود بحذر: من أنتَ يا هذا؟ ولماذا كنتَ مع رصاصة الجحيم؟ و إلى أين ذهب رصاصة الجحيم للتّو؟.
تجاهله تشاني وقال بخوف محدّثاً سورا: هي سورا هيّا تعال معي بسرعة، علينا العودة للمقر و إنقاذها!.
اجتاحت تلكَ النّظرات الغير مبالية ملامح سورا وقال: لا أريد، لقد أخبرني رصاصة الجحيم بألّا أتحركَ من هنا.
صرخَ تشاني بغضب: تبّاً لكَ ولرصاصة الجحيم ذاك! إن لم نسرع سوف تموت...لقد أطلقوا عليها!.
أمسكه ياتو من ذراعه بقوّة وقال: من هي الّتي أطلقوا عليها؟.
تشاني بعينين مرتجفتان: شارا!.



>>>> في أحد الأنفاق تحت مقرّ العصابة، الظّلام دامس، شخصٌ يزحف على الأرض تاركاً نهراً من الدّم يسيل خلفه، على الرّغم من انتشار خصلات شعرها السّوداء المتمرّدة أمام عينيها إلّا أنّها كانت ترى بوضوح ذلكَ الباب الخشبيّ الّذي يقع في نهاية النّفق.

" تبّاً، يبدو أنّ الرّصاصة كانتْ مسمومة! "
قالتْ وهي تنظر إلى الجرح الّذي سببته الرّصاصة في معدتها، ابتسمت فجأة وقالت بخفوت: من الجيد بأنّني تلقّيتها عنه، وإلّا كان سيموت حتماً...ههههه عليكَ الإعتراف...لقد أنقذتكَ هذه المرّة!.
شعرتْ فجأة بدوارٍ شديد وبضبابٍ يكتسحُ عينيها، لم تعد تستطع مقاومة جفنيها، استسلمت وسقطت على الأرض مغميّة عليها وهي تردّد: لا بأس...لا تقلق، فعلتْ هذا مرّةً وسأفعلها مرّة أخرى، ههههه لأجلكَ ألفَ مرّةٍ أخرى!.



>>>إنّه يجري بأقصى ما لديه داخل الممرّات وهو يتفحّصها بعينيه الرّماديتين، مقطّباً حاجبيه، متجاهلاً ضربات قلبه المتسارعة، لا يفكّر إلّا بشيءٍ واحد..

" تحمّلي قليلاً شارا....أرجوكِ تحمّلي، أنا قادمٌ إليكِ "






~~ انتهى الفصل السّادس~~



أرجو بأنّكم استمتعم بالقراءة ♡♡


دمتم بودّ



وإلى اللّقاء في الفصل القادم





__________________
رد مع اقتباس
  #38  
قديم 12-09-2018, 02:52 PM
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخبارك
البارت يحمس
ياربي تحمست أتمنى ما تتأخري بتنزيل البارت القادم
البارت كان في قمة الروعة
انتظر البارت القادم بفارغ الصبر
بالتوفيق
رد مع اقتباس
  #39  
قديم 12-10-2018, 01:12 AM
 
السلام عليكم ورحمه لله وبركاته

كيفك غاليتي ؟؟ شكرا على البارت الجميل

الأحداث مررررة مشوقة وكل مرة اتحمس اكثر

انا خايفة على شارا ... ان شاء الله ما يصير لها شيء

رصاصة الجحيم صار عندي رغبة بأن أعرف مشاعره

شكراا على البارت وشكرا على الدعوة

و بعد ما ذكروا الفطاير اشتهيتها مع ان انا بنص الليل خلق

هي الفترة امتحانات .. بس ياريت ما تتأخري بالبارت القادم

دمت بود ....
كومومو likes this.
__________________
" اللهم وفقنا لما ترضاه "

" كل شيء يبدأ من الصفر "



نبع الأنوار إيناس نسمات عطر

انظر الى تلك النجوم ... مهما تغطيها الغيوم ...
...ستظل تلمع حرة ... حباآ تحوم ...
رد مع اقتباس
  #40  
قديم 12-10-2018, 02:44 AM
 






وااااااااااااااااااااااااااااووو الى ما لا نهاية

وش هالابداع وش هالجمال وش هالتميز
تحفه فنيه كالعاده
اعترف لم اقراء لك شىء من فترة ولكنى عدت وقرات وانبهرت
صدقا يا فتاه لديك قلك سحرى ينبض بالاحاسيس والمشاعر
لقد بكيت عدة مرات وضحكت مراين او ثلات

روايتك ضرب من التميز احببتها من كل قلبى
اريد المزيد منها المزيد والمزيد
انا حاليا بمنتصف الليل واريد المزيد
بلييييييييز لا تتاخرى بتنزيل البارت القادم لاجللللللللى

اعجبنى جيوفاااانى احسه ترين مارتن هههههه لاجل مهارته ومسدسه وهاد الى خلانى احبببببببببه جدا
وشارا يا عمرا عشقتها كيوووووووووووووته
وسوها يا قلبى يبنت انتى هتموتينى منسوف حبهم

والله كل شخصيه احلى من التانيه ،وكل قصه مؤلمه اكتر من الى قبله
بدا بجيوفانى ،مسكين مسكين بكيت بحرقه لحظة ابعاد امه عنه تخيلت نفسى مكانه بصراحه مكان امه صععععب جدا.

مليح انهم رجعوها له ،بس ابوه متوحش والاكثر وحشيه منه بنته ،اخت سوها وش هالمخلوقه ،يا ستى البنات معروفه برقتها وانوثتها فين الرقه.

ابغضههاااااات بدى تموت بسرعه مشان يبرد قلبى .
كيف اجبرت سوها يقتل الطفل المتوحشه لازم تتقتل بطريقه بشعه مشان نرتاح.

وشارا المسكينه من قصه الاتشيها والم ساسوكى لالم شارا مسكينه بعد مماتت كل عائلته تعيش وحيده وخائفه ببلده غريبه .مسكينه

وتوم يا حرام تاثرت جدا بقصته مع شيانا واكتر لما عرفت انها اخت شارا ،دموعى انسابت بتلقائيه لما شارا قالت انها اختها ... صععععبه

ليش كل حياتهم الم...!غارا عرفنا قواه
اما ساروا فايش قوته يفقد الوعى او شوا....
ويا ترا هينقذوا الاطفال الى بالقبوا ولا لا بس شارل كان معهم كيف طكرتى انو كان مع ساروا عند السياره هما انقذوهم ولا شو..!

مشاعر جيوفانى وردود فعله لما شاره طبختله ضحكنى ههه ظهرت طفولته وبرائته

اصابة شارا وانهيارها خطير بما ان الرصاصه مسمومه ،متحمسه جدا جدا للتكمله لا تتتاااخررررى.

وصفك خلاااااااب وسردك اسطووووورى وقصتك روووووعه وقت بغرامها
واحلى شىء العنوان ،تحفه والاحلى انى فهمته
بعرف انك مبتسمه الحين وانت تقراى ردى لهيك حطيت كل مشاعرى بالرد مشان افرحك واسعدك مثل ما فرحت انا وانا بقراأ حروفك

لا تتاخرى غلاتى بنتظرك بشغف
انا متابعه اكيييييد
فى امان الله



كومومو likes this.
__________________
رب هب لى ملدنك ذرية طيبة




كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن:
سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ماذا أفعل كي أتفوق في دراستي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ صمت العسل مواضيع عامة 4 12-31-2011 02:24 PM
ماذا أفعل قبل أن يأتي رمضان؟ عثمان أبو الوليد نور الإسلام - 0 08-10-2010 01:32 AM
جاري التحميل ... ماذا أفعل ؟ مراهق المدينة مواضيع عامة 3 10-22-2008 01:30 PM


الساعة الآن 03:02 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011