|
قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
ذنب الحمار عندما سلّم (بركات ) رسن حماره ( الأشقر) إلى الشاري ، راح يودّعه وداعا أسال دموع الرجل و فضوله ، فقال : - صرفت نصف عمري أبيع واشتري الحمير والبغال ، و حتى اليوم ما تعلّقت ، و لا عرفت من تعلّق بحمار، أو بغل ، أو أية بهيمة ، تعلقك بهذا الحمار . انّك من فرط بكائك أبكيتني ! فأجابه ( بركات ) ، و في صوته غصّة و زفرة : و لكنّه حمار و لا كالحمير يا صاحبي ! فقال له الشاري متهكّما : لعلّه يقرأ أو يكتب ؟ أم لعلّه ينهق على ( النوطة ) ؟ أو هو جواد كريم يسبق الريح ؟ . امتعض ( بركات ) من مزاح الشاري ، وقال : و قد أخذ ذنب الحمار بيده ، و يراح يمسّده و يقبله : في ذنبه هذا من الفطنة فوق ما في رأس الحكماء و المفكرين ! فقال الشاري : و قد بدت الحيرة في وجهه و في صوته : لو قبّلت عينه لقلت لا بأس . حتى الحمير تنمّ عيونها عن أشياء و أشياء . لو قبّلت أذنيه لقلت كذلك لا بأس . فأذن الحمار تستجيب لصوتك . لو قبّلت منسفه لقلت أيضا : لا بأس ربّما كان مقتصدا لا يتناول بجحفلتيه علفا كثيرا ... أمّا أن تمسّد ذنبه بحنوّ و لا حنوّ الوالدة تمسّد رأس وليدها ، ثم تقبله بلهفة ، فذلك ما لست أفهمه على الإطلاق ! . قال بركات : منذ أيام هبطت و ( الأشقر) المدينة حسب عادتنا في كل يوم . و كان يحمل حملا ثقيلا من الباذنجان . و انطلقنا إلى ضاحية لنا فيها زبائن ، ووقفنا أمام بيت أطلّت سيّدته من الشرفة تسألنا عن أسعار الباذنجان . و أنا في حديث معها إذا بولد يمرّ من خلف ( الأشقر ) و في يده عدد من أوراق اليانصيب ، وهو ينادي : عشرين ألف دينار يا صاحب النصيب !. و إذا بالأشقر يلوّح بذنبه تلويحة عنيفة ، فتضرب يد الولد ، و تطيّر منها ورقة تحطّ أمامي فوق الباذنجان . فألتقط الورقة و أقول في نفسي : إنّ الأشقر يا بركات ، يريدك أن تشتري الورقة . و ها هو قد انتزعها من يد الولد ووضعها في يدك . إنّها من نصيبك ! و اشتريت الورقة ... و قد نفعني ذنب الحمار ... فقال له الشاري و هو يغصّ بريقه : - أتعني ... أتعني أنك ربحت ؟ - ربحت الجائزة الكبرى . - الجائزة الكبرى ؟ ! عشرين ألف دينار؟ ! - نعم . عشرين ألف دينار ، من ذنب الحمار ! - لا عجب إذا أن تودّعه هذا الوداع المؤثر . و لكن لماذا تبيعه ؟ - إن زوجتي ، لمّا جاءتها الثروة ، باتت لا تطيق الحمير ، و نهيق الحمير ... - لعلّ ذنب ( الأشقر ) يأتي من السعد بمثل ما أتاك ... - ذلك ما أتمناه لك من صميم قلبي يا صاحبي ! و انصرف الرجل بالحمار ، و ظلّ بركات يشيّعهما بعينيه إلى أن توار خلف الأكمة المكللة بالصنوبر . كتاب- الرياض - نصوص مختارة للقراءة والمطالعة- الجزء الخامس |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
راس الحمار | بنوته امورة | قصص قصيرة | 1 | 01-08-2013 11:48 AM |
الحمار احمار | ♥ βőΛ ♫ | نكت و ضحك و خنبقة | 1 | 10-03-2009 02:46 PM |
راس الحمار | zozo25 | نكت و ضحك و خنبقة | 3 | 11-10-2008 03:59 PM |
من هو الحمار | merotifa | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 3 | 02-22-2007 01:46 PM |