عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية

خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية القسم يهتم بالخطب بالاناشيد الإسلامية والمحاضرات المسجلة بالصوت والصورة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-07-2008, 04:17 AM
 
خطبة اسبقبال رمضان

[FONT='Arial','sans-serif']الحمد لله دائم الفضل والإحسان، أنعم علينا بشهر الصيام، وجعله أحد أركان الإسلام، وأجزل فيه لعباده العطاء والإنعام، ونشهد أن لا إله إلا الله حبيب الصائمين القائمين القانتين، يحب التوابين ويحب المتطهرين، الصائمون هم ضيوف الرحمن.[/FONT]
[FONT='Arial','sans-serif']أصبحت ضيف الله في دار الرضا وعلى الكريم كرامة الضيفان[/FONT]
[FONT='Arial','sans-serif']تعفو الملوك عن النزيل بساحتهم كيف النزول بساحة الرحمن[/FONT]
[FONT='Arial','sans-serif']يا من إذا وقف المسيء ببابه ستر القبيح وجاد بالإحسان[/FONT]
[FONT='Arial','sans-serif']ونشهد أن سيدنا وحبيبنا وعظيمنا محمداً رسول الله، كان يبشر أصحابه بقدوم رمضان، ويقول: ((لو تعلم أمتي ما في رمضان من الخير، لتمنت أن تكون السنة كلها رمضان)) ، صلى الله عليك سيدي يا رسول الله وعلى آلك الطيبين الطاهرين وأصحابك الغر الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.[/FONT]
الخطبة الأولى
أما بعد: معاشر المسلمين، كم تُطوى الليالي والأيام، وتنصرم الشهور والأعوام، فمن الناس من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، وإذا بلغ الكتاب أجله فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون. ومن يعش منكم يا عباد الله أسأل الله عز وجل أن يطيل في أعماركم وأن يجعلها في طاعته وأن يتوفانا جميعًا سبحانه وتعالى وهو راض عنا، أقول: أيها الإخوة، فإنه من يعش منكم فإنه يرى حلوًا ومرّا، فلا الحلو دائم، ولا المرّ جاثم، وسيرى أفراحًا وأحزانًا، وسيسمع ما يؤنسه، وسيسمع ما يزعجه، وهذه سنة الحياة، والليل والنهار متعاقبان، والآلام تكون من بعد زوالها، أحاديث وذكرى ولا يبقى للإنسان إلا ما حمله زادًا للحياة الأخرى، يولد المعدوم، ويشب الصغير، ويهرم الكبير، ويموت الحي، وينظر المرء ما قدمت يداه، وكل يجري إلى أجل مسمى. قعدت بالمؤملين آجالهم عن بلوغ آمالهم، وعدوا أنفسهم بالصالحات فعاجلهم أمر الله، كل الناس يغدو في أهداف وآمال ورغبات وأماني، ولكن أين الجازمون؟ وأين الكيسون؟ كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها.
أيها المسلمون، لقد أظلكم شهر عظيم مبارك، كنتم قد وَعدتم أنفسكم قبله أعوامًا ومواسم، ولعل بعضكم قد سوّف وقصّر، فها هو قد مُدّ له في أجله، وأنسئ له في عمره، فماذا عساه فاعل؟
إن بلوغ رمضان نعمةٌ كبرى، يقدرها حق قدرها الصالحون المشمرون. إن واجب الأحياء استشعار هذه النعمة واغتنام هذه الفرصة، إنها إن فاتت كانت حسرةً ما بعدها حسرة، أي خسارة أعظم من أن يدخل المرء فيمن عناهم المصطفى بحديثه على منبره في مساءلةٍ بينه وبين جبريل الأمين: ((من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له، فدخل النار فأبعده الله قل: آمين، فقلت: آمين))؟! من حرم المغفرة في شهر المغفرة فماذا يرتجي؟!
إن العمل الجاد لا يكون على تمامه ولا يقوم به صاحبه على كماله إلا حين يتهيأ له تمام التهيؤ، فيستثير في النفس همّتها، ويحدوه الشوق بمحبة صادقة ورغبة مخلصة.
أتاكم أيها المؤمنون المسلمون شهر رمضان شهر بركة، يغشاكم الله فيه برحمته، ويحط الخطايا، ويستجيب الدعاء، ينظر الله إلى تنافسكم فيه، ويباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيرًا، فإن الشقيّ من حرم رحمة الله.
في استقبال شهر الصوم تجديد لطيف الذكريات وعهود الطهر والصفاء والعفة والنقاء، ترفع عن مزالق الإثم والخطيئة، إنه شهر الطاعات بأنواعها؛ صيام وقيام، جود وقرآن، صلوات وإحسان، تهجد وتراويح، أذكار وتسابيح، له في نفوس الصالحين بهجة، وفي قلوب المتعبدين فرحة، وحسبكم في فضائله أن أوّله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخِره عتق من النّار. رب ساعة قبول أدركت عبدًا فبلغ بها درجات الرضا والرضوان.
في الصيام تنجلي عند الصائمين القوى الإيمانية والعزائم التعبدية، يدَعون ما يشتهون، ويصبرون على ما يشتهون في الصيام، يتجلى في نفوس أهل الإيمان الانقياد لأوامر الله وهجر الرغائب والمشتهيات، يدَعون رغائب حاضرة لموعد غيب لم يروه، إنه قياد للشهوات وليس انقيادًا لها.
في نفوسنا يا عباد الله شهوةٌ وهوى، وفي صدورنا دوافع غضبٍ وانتقام، وفي الحياة تقلب في السراء والضراء، وفي دروب العمر خطوب ومشاق، ولا يُدَافع ذلك كله إلا بالصبر والمصابرة، ولا يُتَحمّل العناء إلاّ بصدق المنهج وحسن المراقبة. وما الصوم إلا ترويض للغرائز وضبط للنوازع، والناجحون عند العقلاء هم الذين يتجاوزن الصعاب ويتحملون التكاليف ويصبرون في الشدائد.
تعظم النفوس ويعلو أصحابها حين تترك كثيرًا من اللذائذ وتنفطم عن كثير من الرغائب، والراحة لا تنال بالراحة، ولا يكون الوصول إلى المعالي إلا على جسور التعب والنصب، ومن طلب عظيمًا خاطر بعظيمته، وسلعة الله غالية، وركوب الصعاب هو السبيل إلى المجد العالي، والنفوس الكبار تتعب في مرادها الأجسام.
إن عبّاد المادة وأرباب الهوى يعيشون ليوم حاضر، يطلقون لغرائزهم العنان، إذا أحرزوا نصيبًا طلبوا غيره، شهواتُهم مسعورة، وأهواؤهم محمومة، ونفوسهم ملوثة، ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ ٱلأمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ[الحجر:3]، ويجعلون مكاسبهم وقودًا لشهواتهم وحطبًا لملذاتهم، ويوم القيامة يتجرعون الغصة، ذَلِكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِى ٱلأرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ[غافر:75]، وما فسدت أنظمة الدنيا إلا حين أعرضت عن توجيهات الدين وتعليمات الملة، فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِى ٱلأَرْضِ وَتُقَطّعُواْ أَرْحَامَكُمْ[محمد:22]. إنها الأنعام السوائب والضّوالّ من البهائم، تفعل ما تحب وتدع ما يضايقها، لا تنازع عندها بين شهوات وواجبات، وحينما يقود الإنسان رشده فإنه يحكّم رغائبه، وإلا فهو إلى الدواب أقرب، بل إنه منها أضلّ، أَرَأيْتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَٱلأنْعَٰمِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً[الفرقان:43، 44].
ولعلكم بهذا أيها الإخوة تدركون أسرارًا من التشريع في الصيام، فهو الضبط المحكم للشهوات، والاستعلاء على كثير من الرغبات، إنه زاد الروح ومتاع القلب، تسمو به همم المؤمنين إلى ساحات المقربين، يرتفع به العبد عن الإخلاد إلى الأرض؛ ليكون أهلاً لجنةٍ عرضها السماوات والأرض.
عباد الله، جديرٌ بشهرٍ هذه بعض أسراره وتلك بعض خصاله أن يفرح به المتعبّدون ويتنافس في خيراته المتنافسون. أين هذا من أناس استقبالهم له تأفّفٌ وقدومه عليهم عبوس؟! لقد هرم فيه أقوام فزلت بهم أقدام، اتبعوا أهواءهم فانتهكوا الحرمات، واجترؤوا على المعاصي فباؤوا بالخسار والتبار. من الناس من لا يعرف من رمضان إلا الموائد وصنوف المطاعم والمشارب، يقضي نهاره نائمًا، ويقطع ليله هائمًا، وفيهم من رمضانُه بيع وشراء، يشتغل به عن المسابقة إلى الخيرات وشهود الصلوات في الجماعات، فهل ترى أضعف همة وأبخس بضاعة ممن أنعم الله عليه بإدراك شهر المغفرة ثم لا يتعرّض فيه للنفحات؟!
فها هو من طالت غيبته قد قرب قدومه، فيا غيوم الغفلة تقشعي، ويا قلوب المشفقين اخشعي، ويا جوارح المتهجدين اسجدي لربك واركعي، وبغير جنان الخلد أيتها الهمم العالية لا تقنعي. طوبى لمن أجاب وأصاب، وويل لمن طرد عن الباب.
ها هو الشهر الكريم يحل بالساحات، فاستعدوا واجتهدوا، فما أكرمَ الله أمة بمثل ما أكرم به أمة محمد .
في هذا الشهر ذنوب مغفورة وعيوب مستورة ومضاعفة للأجور وعتق من النار، يجوع الصائم وهو قادر على الطعام، ويعاني من العطش وهو قادر على الشراب، لا رقيب عليه إلا الله، يدع طعامه وشرابه وشهوته لأجل الله تبارك وتعالى. الألسنة صائمة عن الرفث والجهل والصخب، والآذان معرضة عن السماع المحرّم، والأعين محفوظة عن النظر المحظور، والقلوب كافّة لا تعزم على إثم أو خطيئة، في النهار عمل وإتقان، وفي الليل تهجد وقرآن، صحة للأجساد، وتهذيب للنفوس، وضبط للإرادات، وإيقاظ لمشاعر الرحمة، وتدريب على الصبر والرضا، واستسلام لله رب العالمين. فاجتهدوا رحمكم الله، واعرفوا لشهركم فضله، وأملوا وأبشروا.
فيا أهل الصيام والقيام، اتقوا الله تعالى وأكرموا هذا الوافد العظيم، جاهدوا النفوس بالطاعات، ابذلوا الفضل من أموالكم في البر والصلات، استقبلوه بالتوبة الصادقة والرجوع إلى الله، جددوا العهد مع ربكم، وشدّوا العزم على الاستقامة، فكم من مؤمل بلوغه أصبح رهين القبور، قال الله تعالى: شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِى أُنزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ هُدًى لّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٍ مِّنَ ٱلْهُدَىٰ وَٱلْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ[البقرة:185].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...

__________________
(انا ساحرة الليالي لن اقبل بأي طلب صداقه اذا كان من شاب فرجاء عدم المراسله لا با الخاص ولا با الزوار لاني مراح ارد وبتصرف كأني ماشفت الطلب او الرساله

--------------------------------------------
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هكذا كان صلى الله عليه وسلم في رمضان سيف الإسلام نور الإسلام - 21 08-29-2009 11:29 PM
أى رمضان رمضانك !!؟ (رائع لا يفوتك) fares alsunna أرشيف القسم الإسلامي 2005-2016 6 09-30-2007 12:17 AM
الموضوع: عشر وسائل لاستقبال رمضان وعشر المشتاق لله أرشيف القسم الإسلامي 2005-2016 8 09-23-2006 10:05 PM
مسجات بمناسبة حلول الشهر الفضيل رمضان سنيورة أمواج أرشيف القسم الإسلامي 2005-2016 6 09-20-2006 02:46 PM
عشر وسائل لإستقبال رمضان وعشر حوافز لإستغلاله بــو راكـــــان أرشيف القسم الإسلامي 2005-2016 3 09-12-2006 01:30 PM


الساعة الآن 03:35 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011