عرض مشاركة واحدة
  #44  
قديم 02-04-2016, 12:18 AM
 
المغامرة 2 : خطوات تائهة في البيت المتحوّل (الفصل الثاني) .. 2.2

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/23_12_15145090317730542.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


.
.


سارت بهدوء وحذر بمحاذاة الجدار وهي تضع يدها عليه, وقع خطواتها هو الشيء الوحيد الذي يمكنها سماعه حيث الفراغ الصوتيّ المهيب فبدأت الأفكار تحوم حولها, إنه نفس الشعور المرعب حينما كانت وحدها في الغابة, لقد كانت الذئاب تطاردها لكنها الآن بحال أفضل, هكذا فكّرت وهي تسير, لمعت عينين حمراوين من خلفها لم تنتبه إليها, فكّرت أشواق بتلك الليلة المرعبة, فكّرت بذلك الفتى حيث لمحت صورته في رأسها, إنها تتذكّر ملامحه جيّداً, قساوة وجهه وبرودة عيناه وكأنه وجه لأحد المجرمين, ولكن بالرغم من مظهره ولكنه لم يؤذها, تذكرت حينما أعطاها التفاحة في الغابة, وفكّرت اللحظة: لقد كان حولي في ذلك الوقت, لكنني الآن وحدي, لعلّني في الغابة كنتُ أكثر أماناً من الآن

هبطا جفنيّ عينيها إلى النصف وهي تقطّب حاجبيها مفكرة: لايُمكن أن يكون هذا هو المنزل الذي دلّني عليه, لابد أنني أخطأت فهو لن يقوم بإيذائنا, لن يرشدني لمكان خطر, ليس لديه سبب يدفعه لذلك فقد ساعدني مراراً مسبقاً

تذكرت حينما أعطاها سلاحها, فاتسعت عينيها فجأة وتوقّفت مكانها, ثم أخرجت سلاحها من الجيب الداخليّ لسترتها, لقد تذكّرت حينما لمع في الغابة حينما سقطت, لقد أصدر ضوءاً ساطعاً تلك المرة, ظلّت واقفة وهي تمسك به, عبثت به بين أصابعها لعلّ الحظ سيكون بجانبها الآن وستعرف كيف تستخدمه, ثم توقّفت فجأة واحتد تقطيب حاجبيها, سار أحدهم بالقرب حيث سمعت صوت خطواته فاتسعت عينيها مفكرة: أحدٌ ما!

تسارعت خطواته حيث بدا أنه يركض وهو يقترب منها, لكنّها ظلّت واقفة مكانها متجمّدة وجسدها يرتجف بالكامل مفكّرة: ماذا أفعل؟ لا لاأستطيع الهروب

اهتزّت يديها وساقيها وأطراف شفتيها ومقلّتيها, ازداد خفقان قلبها مع اقتراب الخطوات وهي تتنفّس بصعوبة, لقد تصلّب جسدها على خشب رديء ملطّخ بالغبار, تشعر بأنّها ستقع اللحظة, ففُتح أحد الأبواب بقوة, صرخت بقوة ووقع سلاحها من بين يديها وهي تقع على الأرض, لقد تسللت بعض الأنوار من الداخل نحو الرواق, لم تفقد وعيها لاتزال تنظر نحو من قد يخرج نحوها وجسدها يهتزّ, فظهر رأس ذو قبعة زرقاء ينظر إلى الجهة المعاكسة مما طمأنها قليلاً وهي تشهق بحيرة, حتى التف ونظر إليها فإذا به وجه أيهم حيث الشعلة بيده توضّح ملامحه, فقال بدهشة: هاه! أشواق!

ردّت والدموع تملأ عينيها: أيـ أيـ همـ م !

تقدّم نحوها وهو يقول بحيرة: ماذا تفعلين هنا؟ وأين سامي؟

كانت لاتزال على الأرض فقالت بصوت متقطّع: لا لا أعلم!

وضع أيهم يده على رأسه ونظر إلى الجهة الأخرى وهو يقول بتضجّر: اللعنة! الآن علينا أن نبحث عن سامي أيضاً قبل أن نخرج من هنا

أضافت أشواق بقلق: سـ سامي قال..

أدار أيهم برأسه نحو أشواق التي لاتزال تبكي وهي ترتجف على الأرض مردفة: بأنّ الأشـ الأشباح سـ سيمنعوننا

التقط أحدهم سلاح أشواق من خلف أيهم وقال بثقة وبنبرة جافة: ليست أشباحاً بل وحوش

أدار أيهم برأسه إلى الخلف بسرعة وهو يستدير وكذلك فقد حوّلت أشواق بعينيها نحوه, فقد كان ذلك الفتى الذي يرتدي الملابس السوداء ذو الوجه البارد, فاتسعت عينيّ أشواق بذهول إنه نفس الشخص الذي قابلته في الغابة, فقال أيهم بحزم: هل أنتَ صاحب المنزل إذاً؟

تقدّم نحوهما وهو يقول ببرود: كان عليكم أن تتجهوا إلى المنزل الذي دليتكِ عليه

نهضت أشواق وملامح الذهول على وجهها وهي تمسح دموعها بسرعة, أتمّ جملته وهو يتوقّف أمام أيهم وينظر نحو أشواق حيث بدا فارق الطول بينهما يقارب العشرين سنتيمتراً, فرفع أيهم حاجباً وهو يقول بحيرة: المنزل الذي دليتها عليه!

اتسعت عينيه وهو يقول في بابتسامة واسعة: هاه! أنت ذلك الفتى الذي ساعد أشواق في الغابة

لم يجب, إلاّ أن أشواق وقفت بجانب أيهم وهي تمسح دموعها وهي تقول بهدوء: نعم أيهم, ومن الواضح بأنني قد أخطأت الاتجاه

كانت تنظر نحو الفتى الغامض مقطّبية حاجبيها وكأنها تنتظر تأنيباً لكنه لم يضف شيئاً, فقال أيهم بابتسامة واسعة: إذاً أنتّ فعلاً صاحب تلك الخطوات عند الباب

حدّق نحو أيهم لوهلة, فقال أيهم بحيرة: هذا يفسّر الأمر

فكّر الفتى مع نفسه بهدوء: تلك الفتاة, لابد أنها هنا فعلاً!

شتمها في نفسه ببذاءة مخفياً مشاعر الحقد تجاهها وهو يعبث بسلاح أشواق الذي كان يمسكه بين يديه, فخرجت من الاسطوانة الدائريّة شكلاً بدا كالدائرتين خرج كلاَ من جهة مغايرة, في كل منهما زجاجة رفيعة بشكل مقوّس وخرجت منه عصوان رقيقتان, بدا شكله أقرب لأن يكون نظارة عصرية, شهقا أيهم وأشواق في دهشة وازداد اندهاشهما حينما نقر على زر خلفيّ أصدر ضوءاً أقوى و أوسع من المدى الذي يصدره سلاح أيهم الذي لم يكد ضوءه يحدث فارقاً, فقال أيهم بحماس: واو! أنت تجيد استعمال هذا فعلاً!

مدّ بذراعه نحو أشواق ليعطيه لها, حيث اعطت انطباعاً بأنها قد دُهشت قليلاً: هاه!

فقال ببرود: ضعيه على عينيكِ, سترين بشكلٍ أوضح

همهمت أشواق بالإيجاب وهي تهزّ رأسها موافقة, وتناولته من يده, وقبل أن تضعه على وجهها فاجأها سير الفتى وهو يسير متجاوزاً إياهما, أدارت رأسها نحوه بسرعة وكذلك فعل أيهم, فقال الفتى ببرود وهو يبتعد: إن لم تخرجوا من هنا حالاً فستلتهمكم تلك الوحوش

قال أيهم بحيرة: هل ستخرج أنتَ أيضاً من هنا؟

تجاهله وهو يواصل السير مبتعداً, فقال أيهم بجديّة: هيه! كيف ستسير في الظلام بدون ضوء؟ ألن تذهب معنا؟

تابع سيره مبتعداً خطوة تلو خطوة تملؤها الثقة والقوة حتى انعطف وغاب عن ناظريهما واختفى صوت خطواته, فهبط جفنيّ أيهم إلى النصف وقال بغيط: تشه! يقول بأنها ستلتهمنا ويتجوّل هو وحده في الظلام, إنه يحاول أن يخيفنا فحسب! يبدو بأنه يعرف هذا المنزل ويحاول طردنا منه

أدارت أشواق برأسها نحو أيهم قائلة بهدوء: ولكنه قال بأنه لايسكن هنا

أيهم بتضجر: فكري بالأمر! إنه حتى لايبدو إنساناً, يمكنه الرؤية في الظلام, نحن حتى لم نسمع خطوات أقدامه حينما أتى إلينا

أشواق مقطبة حاجبيها: لايمكن!

أيهم بحزم: على كل حال, فلنسرع بالبحث عن سامي والخروج من هنا, ربما يكون محقاً على كل حال

أشواق بقلق: ولكنّ أمل لاتزال في هذا المنزل أيضاً

أيهم بتضجّر: لاتقلقي عليها, لقد قالت بأنّها ستخرج من المنزل بسرعة ولاتحتاج لضوء

ثم ارتسمت على وجهه ابتسامة ساخرة: ولكنني أعلم بأنها قالت ذلك لتسهّل الأمور عليها

أشواق بدهشة: هل قابلت أمل؟

أيهم بهدوؤ: كلا! سمعتُ صوتها فقط, لاتقلقي عليها إنها تشعر بالثقة حتى بأنها ستخرج قلبي

ثم استرسل بمرح: ولكنّ ذلك لن يحدث حتى لو بحثتُ عن سامي ووجدته

ارتسمت على وجهه ابتسامة واسعة بينما كانت أشواق تنظر بشرود للأسفل مقطبة حاجبيها, فقال أيهم بهدوء: لاتقلقي عليها, فلنجد سامي بسرعة

همهمت أشواق بأسى, ثم سارا بنفس الاتجاه الذي سار نحوه ذلك الفتى الغامض مستخدمين الضوء المنبعث من سلاح أشواق.




~|| ==================| خطوات تائهة |================== ||~





أثناء ذلك كان سامي قد دخل إحدى الحجرات وأوصد الباب بالأقفال المعلّقة عليه, لقد وجد صعوبة في إغلاقها بسبب ظلمة المكان ولكنه فعل بإعتقاده بإنّه سيكون في مأمن, جلسّ بمحاذاة الباب ووضع ذراعيه حول ساقيه حيث كان يتنفّس بصعوبة والعرق لايزال يتصبب من جبينه وكأنه قد دخل في نوبة هلع غير طبيعيّة, فكّر بقلق: الأشباح! لقد بدأت نشاطها

كان يرتجف في مكانه وخوفه يجعله يحوم بنظره في كل اتجاهات الحجرة ترقّباً لأي شيء قد ينقضّ عليه, ففكّر بقلق: هذا الخوف الرهيب, لم أشعر به.. منذ تلك المرة

إنه يخافُ الظلام كثيراً ويعود ذلك لأحداث قديمة إذ عاد بذاكرته لما حدث حينما كان في المراحل الأولى من الإبتدائيّة, لقد تنمّر عليه مجموعة من الصبيان وألقوا به في مخزن المدرسة المظلم, أغلقوا الباب وأقفلوه من الخارج وهم يضحكون, نادى وهو يصرخ بخوف حيث كان صوته طفوليّ" أخرجوني!, أرجوكم أخرجوني" رد أحد الصبية المشاغبين بغطرسة: أنت ستبق هُنا هذهِ الليلة, لن يأتي أحد لإخراجك فقد ذهب الجميع إلى بيوتهم

ردّ آخر بنفس النبرة الوقحة: أنت ستصبح أقوى إن بقيت صامداً

ضحكوا جميعاً وصاح بهم الطفل أن يخرجوه ولكن دونما فائدة, فصرخ أحد الرجال من بعيد: هيه! أمازلتم هنا؟ ماذا تفعلون؟

ركض الصبية مبتعدين, ونادى الطفل مستغيثاً ولكنّ ذلك الرجل العجوز لم يسمعه, فأغلق الباب الرئيسيّ للمدرسة وأقفله, فمرّ الوقت حتى بدأت الشمس تغيب وسامي لايزال في المخزن وقد جفّت دموعه وهو يخبئ رأسه بين ساقيه اللتان ضمهما بذراعيه, قد تعب من النداء والبكاء وقد بدأ يشعر بالجوع والإرهاق, لكنّه ظلّ هادئاً يائساً, حتى سمع صوت مجموعة من الصبية بالقرب, فنهص وهو يصرخ مستنجداً حتى سمعه الصبية وهم يتحاورون فيما بينهم إن كان مايسمعونه حقيقة أن خيال, فقد كانوا خارج المدرسة وهم يسمعون الصوت من الداخل حيث لاأحد هناك, خشي الصبية الصغار إن كانت المدرسة مسكونة بالأشباح في الليل ولكنّ أحدهم كان أشجع من أن يدع الأمر من دون أن يتأكد, فقفز من فوق سور المدرسة وسار حتى وصل إلى المخزن مع رفاقه حيث وجد المفتاح عليه فأداره وفتح الباب, ظلّ سامي يقف غير مصدّق بأنه قد تحرر أخيراً, لقد كانت حالته مزرية, إنه يبدو وكأنه قد بلل ملابسه كما رآه أولئك الصبية وهم يفتحون الباب, وقد توسّطهم ذلك الصبيّ ذو قبعة كان قد أدار منقارها إلى الخلف, وقال بحيرة: هيه! مالذي تفعله هنا؟

مرّت هذهِ الذكرى برأس سامي وهو يفكّر: في ذلك الوقت كان أيهم قريباً, ولكن الآن.. إنّ الأشباح موجودة فعلاً, وقد أخذت أيهم معها

اهتزّت عينيه في قلق, ثم اتسعت لأقصاها حينما سمع صوت أحدهم من بعيد, هناك من ينادي, ظلّ مكانه لوهلة وهو يرتجف خوفاً حتى ميّز بأنه صوت أمل التي كانت تنادي: هيه! إن كنتم تحاولون إخافتنا فلن تنجحوا بذلك

.
.



[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________

كفّـارَة المَجلِس :
[ سُبحانكَـ اللهُمَّ وبحَمدِكـ , أشهَـدُ أن لا إلهَ إلاَّ أنت , أستَغفِـرُكَـ وأتوبُ إليكـ ]

روايتي : مغامرات أسطورة بددت أوجه الظلم والظلام
رواية قتالية : حين تصير أرواح الناس غذاء

التعديل الأخير تم بواسطة Mulo chan ; 02-04-2016 الساعة 04:09 PM
رد مع اقتباس