عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree163Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-12-2015, 12:16 AM
 
تألّق فراشة ~ ..[ أبطال المغامرات ]..

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/07_12_15144950751503971.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

متألقة كفراشة ملونة غاليتي............
لايت............




داخل تلك الغابة التي احمرّت الحشائش فيها
بل إنّها قد اسودّت وقد تصبّغت بالدم في كل مكان
حيث رائحة تخثّره النفاثة بدت مثيرة للغثيان
أصوات جوعى يسيرون ببطء وتثاقل, يترنّحون في سيرهم
ملابسهم متسخة وممزّقة, بل إنّهم مصابين بجروح بليغة قاتلة
حيث جمجمة أحدهم مثقوبة وآخر يجرجر أمعاؤه
وجوههم القبيحة يمكن رؤيتها من كل صوب وهي تحاصر تلك المجموعة
التي كان الرعب قد تسلل إليهم

أطلق أحدهم بمسدّسه كرة نار انطلقت من الفوّهة لتصيب كتف أحدهم
الذي ارتدّ إلى الخلف مواصلاً التقدّم وآخر أطلق على صدره
الذي مالبث أن سقط حتى نهض مجدداً بذلك الصوت الغليظ

أبعد ذلك الشخص مسدّسه ليظهر وجهه ذو عينين زرقاوين مقوّساً حاجبيه
مرتدياً قبعة زرقاء قد أدار منقارها إلى الخلف
قال بحزم: هذهِ الوحوش اللعينة..! لاتموت أبداً!


بدا أنه لم يتجاوز منتصف العقد الثاني
فأدار برأسه نحو من يقفون خلفه قائلاً بحزم وحدّة:
وأنتم! لاتقفوا هكذا! هل تريدون الموت الآن؟

أحدهم صبيّاً بمثل عمره بدا عليه الارتباك والخوف وهو يخرج شيئاً من جيبه
لقد كان جسده يرتجف خوفاً, وأخرى كذلك بمثل عمره ذات شعر بنيّ يصل لكتفها
يبدو عليها القلق حيث ظلّت واقفة ترتجف
ويبدو أنّ بعض الدموع لم تجفّ عن خدّيها المحمرّين

فكّرت بشرود: هذهِ الوحوش لن تتأثر بسلاحي
لو أنّ ذلك الفتى معنا لاستطاع إنقاذنا ولكننا فقدناه

دمعت عينيها بشرود, ملابسها أيضاً متسخة بالغبار والدماء
وتلك الكائنات الشبه ميّتة تواصل التقدّم إليهم وهي تحاصرهم من كل الجهات
تراجع ذلك الصبي خطوتين إلى الخلف وهو لايزال يطلق كرات النار نحوهم

فهمست فتاة أخرى ببرود ذات شعر طويل قد تصبّغت بالدماء بالكامل:
لو أنّ ماهر لم يتركنا لوجد الوسيلة حتماً ولكن يبدو أنّ هذهِ نهايتنا

لمعت عيناها الخضراوان وهي تسترسل: لافائدة من المقاومة الآن


أدارت الفتاة الأخرى برأسها نحوها حيث سمعت همسها
وبادرها القلق حيث اهتزّت حدقة عيناها.







وبعيداً بنفس هذهِ الغابة المقرفة
هناك حفرة قد تجاوزتها تلك الكائنات الشبه ميّتة
وقد كانت ممتلئة بالجماجم البشريّة وجماجم لكائنات أخرى اختلطت بعضها فوق بعض

فتاة أخرى ذات مظهر صبيانيّ تفتّش حولها وهي تنظر يمنة ويسرة
شعرت بألم في كاحلها وهي تسير فأغمضت إحدى عينيها وهي تتأوّه
فكّرت بعينين قلقتين: يجب أن أجد الحجر بسرعة, أين هو؟


لاحظت لمعانه من بعيد فسارت نحوه بحذر متأكدة بأنه ضالتها المنشودة
سارت وهي تسير متأوّه إثر ألم كاحلها, تعرج متحمّلة الألم
وبدون أن تدرك كانت قد داست على شيء ما كان مخبأ تحت الجماجم
فالتمعت عينين حمراوين في الأسفل, سارت حتى وصلت لما لمع فانحنت والتقطته
لقد كان حجراً ذو لون أصفر بهيّ الطلّة, يبدو وكأنه حجر ثمين لمع بروعة
ابتسمت بسعادة وهي تنظر إليه بيدها
حتى سمعت صوتاً خلفها جعل من عينيها أن تتسع وهي تدير برأسها إلى الخلف

لقد تحرّكت تلك الجماجم من تلقائها متفرّقة
أحدهم كان هناك إذ به ينهض بجثّته الضخمة
تصادمت الجماجم ببعضها ونهض بهدوء وبطريقة مستقيمة
كأن تفاصيل جسده لاتحتوي على المفاصل رغم هيئته البشريّة
لقد بدا مرعباً في نظرها التي ذُهلت حتى استقام واقفاً
وقد كان كمن يرتدي عباءة سوداء طويلة تخفي جسده
ذات ياقة كبيرة حول عنقه, إنه بأذنيه الطويلتان وأنيابه البيضاء البارزة من جانبي فمه
ووجهه المائل إلى الأزرق يوحي بأنّه مصاص دماء عشرينيّ
جعل من عينيها أن تهتزّان قلقاً وهي تخفي الحجر في جيبها الخلفي
فتح عينيه بهدوء وقال بصوتٍ متملل وشاحب بعد أن تثاءب: لقد أيقظتني


قوّست حاجبيها وأشهرت بشيء ما نحوه بدا اسطوانيّ الشكل وهي تقوّس حاجبيها
ظلاّ صامتان لوهلة حتى قال بنبرة واثقة: أنتم هنا إذاً, لابد أن السيد الكبير في قلعته


أخرج عصا طويلة من تحت تلك العباءة السوداء ورفعها بشكلٍ عموديّ مسترسلاً:
إن كنتِ تريدين القتال فلا بأس, ولكنني أريد شيئاً واحداً منكِ

لمعت عيناه وهو يقول: وستدفعين ثمنه لأنّكِ أيقظتني


قالت بحزم: مالذي تريده؟

أجاب بنبرة هادئة: أنتِ تعرفين, الشيء الذي يريده السيّد الكبير
والذي تملكينه أنتِ, الحجر الأصفر!


شعرت بالقلق أكثر وعيناها ترتجفان, ثم قالت بحزم:
إنه ليس معي! ولو أنّه معي فلن تحصل عليه أبداً


مالت ابتسامته واحتدت نظرة عينيه وهو يقول: هه! بكل تأكيد


فحرّك عصاه لتصبح أفقيّة, بهذهِ الحركة شعرت بأنّه سيهجم فنقرت على زر بسلاحها
لكنها قبل أن تضغطه بالكامل اندفع نحوها بسرعة البرق وكأنه يقفز دون يحرّك رجليه
اتسعت عيناها في لحظة ولم يسعها الإطلاق.


"كان عليكم أن تتراجعوا منذ البداية, فأنتم لستم أهلاً لنا
لستم أهلاً للوقوف ضد الزعيم لهب
"


[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

التعديل الأخير تم بواسطة imaginary light ; 01-08-2016 الساعة 02:36 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-12-2015, 12:18 AM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/07_12_15144950947607982.gif');"][CELL="filter:;"]
[ALIGN=center]


مرحبـاً روّاد القسم
هاهو أوّل مواضيعي في هذا المنتدى الرائع
والذي أحببتُ أن أطرح فيه رواية عزيزة جداً إلى قلبي كتبتها منذ سنين طويلة والتي لم تنتهِ بعد
فبسبب ضيق الوقت والدراسة والأشغال اليومية أحاول اقتصاد جزء من وقتي من حين لآخر
الفكرة بدأت منذ كنتُ بمثل عمر الشخصيات التي ستظهر في الفصل التمهيدي ^,^
ومع إعادة الكتابة وتعديلها أصبحت بهذا الشكل الذي يجعلني أفخر بها
هذهِ النسخة المعدّلة اخترتها أن تكون حصريّة في هذا القسم فقط
ولذلك فإنّ الحقوق محفوظة ولا أسمح لأحد بنقلها
الرواية طويلة وأرجو أن تستمعوا بقرائها

ملاحظة: التحميسة عبارة عن أحد أجزاء القصة حين تبلغ أحد أجزاء الذروة
والتي توضّح سياق الأحداث وكيف قد تجري القصة حتى تقرر ما إن أردتَ متابعتها أو لا






الاسم: أبطال المغامرات
الفئة العمرية: +13

النوع: خياليّة, قتاليّة, غموض, كوميدي
لاتخلو من الرومانس والدراما والرعب

عدد المغامرات: 14
عدد الفصول: يختلف من مغامرة لأخرى
حالة الكتابة: قيد الكتابة

الشخصيات الرئيسيّة: كل شخصيّة لها طابعها
ولكنّي لن ألمّح فهذا يدخل ضمن غموض القصة


نبذة: مجموعة من المراهقين يجدون أنفسهم في عالم آخر
أُطلق عليهم لقب الأسطورة التي ستنهي الظلم الموجود فيه


الكاتبة: Mulo


شٌكر: لمصممّة الفواصل غيّمه .
الباقي تصميمي مشـّوا حالكم ^,^






فصل تمهيدي






المغامرة 1 ( اتجاهات فوضويّة )

دخول

الفصل الأوّل : 1.1 / 1.2
الفصل الثاني : 2.1 / 2.2
الفصل الثالث : 3.1 / 3.2 / 3.3 / 3.4

تقرير + خروج






المغامرة 2 ( خطوات تائِهَة في البيتِ المتحوّل )


دخول

الفصل الأوّل : 1.1 / 1.2 / 1.3
الفصل الثاني : 2.1 / 2.2 / 2.3 / 2.4
الفصل الثالث : 3.1 / 3.2 / 3.3 / 3.4
الفصل الرابع : 4.1 / 4.2 / 4.3 / 4.4
الفصل الخامس :
5.1 / 5.2 / 5.3 / 5.4

تقرير + خروج







[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

التعديل الأخير تم بواسطة imaginary light ; 02-26-2016 الساعة 06:50 PM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-12-2015, 12:18 AM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/07_12_15144950947607982.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]





تحت جنح الليل الأسود عندما أسدل الظلام أستاره متراخياً بعنف, عاصفة هوجاء تغطي أجواء المدينة بغيوم سوداء كثيفة, أمطار غزيرة تهطل على شوارعها مكوّنة بعض المستنقعات قد عبرت من خلالها دراجة ناريّة سوداء التي انطلقت بسرعة فائقة, وصخب محرّكها يضيف على ضجيج قطرات المطر أهزوجة مثيرة, امتدت قوة الرياح لتنقل أمطارها نحو أحد المنازل الفخمة, صوت الرعد المخيف يتسلل إلى المنزل ويجول نواحيه, لعلّ جميع من في المنزل في سبات الآن فالساعة تشير إلى الثانية صباحاً, "تك .. تك .. تك" صوت عقارب الساعة يُسمع في هذا الهدوء, بل إنّ قطرات الماء الغاضبة تزيد من وقع الرعب في هذا الليل وهي تحاول كسر زجاج النافذة, وأصوات نقرٍ انضمت لأهزوجة الرعب هذهِ.

فجأة علا هزيم الرعد صوته بشدّة في تلك الحجرة المظلمة التي لاينيرها سوى ضوء شاشة الحاسوب, أيادي لبشرة بيضاء تنقر على لوحة المفاتيح بسرعة, بدا وكأن الشخص يريد أن يسابق الزمن, خصلات شقراء ناعمة تدلّت بين عيناه الزرقاوان, حاجبان تقوّسا بجديّة وهو يعمل على عدة نوافذ التي كانت ممتلئة بالرموز المبهمة, أرقام ورموز تتكرر في تلك النوافذ, وفأرة رقمية تتحرّك بانسيابيّة مع النقر المتكرر على أزرار جانبيها, ومض البرق الساطع بشدة ثم تلاه رعد يزمجر بعنف, مجموعة من الكتب الدسمة قد وُضعت على منضدة بجانب سرير فخم بشكل مبعثر بدا أنّ صاحبها يقرأ بشغف مؤخراً, و منضدة على الجهة الأخرى من السرير قد وُضع عليها إطار صورة قديمة, كانت لرجل طويل يبتسم واضعاً راحة يده اليسرى على كتف إمرأة شقراء تبتسم برقة وهي تحمل طفل رضيع بين يديها, بل طفلة شقراء جميلة, و بينهما طفل في الخامسة تقريباً ينظر باهتمام نحو عدسة الكاميرا.

ومضت إشارة حمراء على الشاشة, ففتح فاه في دهشة وهو يشهق, وأبعد أصابعه عن لوحة المفاتيح, برهة ثم وضع كف يده على ذقنه وقد علا على نظرة عينيه الحيرة وكأنه يفكّر بعمق, حتى بدت الجديّة على عينيه حيث قوّس حاجبيه, بعد ست مرّات من الوميض وعاود النقر مجدداً, حتى اختفت تلك النوافذ من تلقائها في لحظة واحدة, لقد بدا مضطرباً وعينيه تهتزّان توتراً وهو ينظر نحو زر الدخول على لوحة المفاتيح, بدا متردداً لوهلة حتى قرر نقره, وعندها علا هزيم الرعد بصوته مجدداً, وتعالى صوته حتى خارج تلك الحجرة, حيث ظهر ضوء أبيض لمع من أسفل الباب, ثم اشتدت العاصفة وتحرّك مزلاج الباب, حتى فُتِحَ بهدوء بلغة رعب تعلن أن لا أحد في الحجرة, فوجئ ذلك الشخص الذي وقف عند الباب حين لم يجد أحداً في هذا الليل, حيث أنّ النافذة المغلقة تقاوم شدة قطرات المطر الهوجاء, وشاشة الحاسوب لاتزال مفتوحة مع محتوى فارغ.




وفي يوم صافٍ مشرق أتبع ذلك اليوم العصيب, تضيف الشمس بروعتها خيوطها الذهبية التي تتلألأ في إحدى المدن الجميلة التي تقع على ساحل أزرق جميل, أطفال يبنون القلاع بالرمال ويجمعون الأصداف, إنّ الشوارع لا تبدو مزدحمة, قطرة ندى لامعة تسقط على غدير مياه كانت قد تكونت من أمطار الليلة الماضية, ضحكات أطفال تنبعث من المتنزهات وهم يلعبون بالكرة على الأرض الطينيّة, إمرأة محتشمة المظهر تسلم على رفيقتها التي تدفع الأخيرة عربة طفلها الرضيع مرتدية حجاباً ملوّن, ورجل يشتري بضاعة خضروات من إحدى المتاجر فيشكره التاجر مبتسماً وهو يعيد له الباقي من النقود, ضحكت مجموعة من الفتيات في أنوثة وهنّ يتحاورن فيما بينهنّ وبأيديهنّ كوؤس العصير البلاستيكية مع المصاصات التي طبعت أحمر شفاههم.

وهناك في إحدى المدارس الإعدادية الخاصة بالبنين أحد ما يتسلّق سور المدرسة بحذر محاولاً ألا يلاحظه أحد مرتدياً قبعة ذات منقار أماميّ, قفز لتحطّ قدميه على الأرض وأحد ركبتيه على الأرض حيث يديه على الأرض, بدا أنه معتاد على القفز بهذا الشكل, نهض حيث ظهر حذائه الملوّث بالطين وقد أصاب أسفل بنطاله الجينز الأزرق لكنه لم يكن مهتمّاً, وضع الشخص ذراعه على خصره حيث ربطة المعصم التي تعطي انطباعاً بأنه رياضيّ, مرتدياً قميصاً بدون أكمام المائل إلى الأرجوانيّ مع الورديّ ذو فتحة أمامية طويلة مع سحاب مع قميص داخليّ أبيض, خلع القبعة فظهرت عصبة زرقاء على الجبين, وبالتدقيق في الملامح بعض الشيء بدا هذا الشخص فتاة رغم قوامها الغير انثويّ والذوق البسيط في الملابس حيث بدا مظهرها صبيانيّ مع بعثرة شعرها القصير بنيّ اللون ذو القصّة المنزلية, بضع خصلات كادت أن تغطّي عينها اليمنى عسليّة الحدقة, تلفتت حولها حيث لا أحد فقد انتهى الدوام المدرسيّ الآن بعد الظهر.

فهمست لنفسها بنبرة ضجرة:
تباً, ظننتُ أنّ ملعب الكرة هذا لن يكون طينيّاً بهذا الشكل المؤسف
ابتسمت وقالت بسعادة: ولكن لابأس, طالما أنّه المكان الوحيد الذي يمكنني اللعب فيه بحريّة

اتجهت نحو إحدى المخازن التي تطلّ على الملعب ولكنها بدون أن تلاحظ كان أحدهم مستلقٍ في ذلك المكان الضيّق بين حائط المخزن وسور المدرسة وهو يضع قبعة زرقاء على رأسه مغطّياً ملامح وجهه حيث بدا أنه يغط في النوم, خرجت الفتاة من المخزن بسرعة وهي تحمل كرة قدم بين يديها مع ابتسامة مائلة على وجهها, فألقت قبعتها جانباً وتركت الكرة من بين يديها ثم ركلتها بقوة نحو المرمى الذي كان موجوداً بالقرب, لقد بدا بأنها تجيد ركل الكرة حقاً مع أرضيّة مبللة كهذه وتصويب سريع, ظلّت تلعب الكرة وهي تركلها باستمرار, وبين حين وآخر كانت تركض بالكرة حتى نهاية المعلب, لقد بدا أنها تستمتع بوقتها فعلاً وحدها.

حتى ما إن اُنهِكت ركلت الكرة فانحرفت بشكل غير متوقع إلى جهة المخزن, فتحت فاها بتلقائيّة وهي تتبع مسار الكرة بعينيها حتى استقرّت في تلك المساحة الضيّقة خلف المخزن, هرولت الفتاة بملامح تنم على الخيبة حتى اقتربت فتوقّفت فجأة وعلت ملامحها الدهشة وهي ترَ ذلك الصبي يجلس والكرة بيديه, شهقت بدهشة وهي تحاول تغطية وجهها, فرفع برأسه لينظر إليها وقال بابتسامة:
هل تأتين إلى هنا دائماً بعد أن تتنكرين بهذا الشكل أمل؟

فتحت فاها في دهشة وهي تشهق متحوّلة لقطعة من الجليد, لقد فاجأها هذا الصبيّ حينما عرفها على الرغم من محاولتها بالتنكّر كصبيّ, إنه لايعرفها جيّداً إذ أنّ حدود معرفتهما ببعضهما البعض لاتتجاوز الشجار هنا وهناك في أرجاء الحيّ, فقالت بغضب وهي تشير إليه: ماذا تفعل هنا؟

ردّ بإشمئزاز: أنتِ مالذي تفعلينه هنا؟ هذهِ مدرسة البنين التي ارتادها حيث لايجدر بالفتيات الدخول هنا

ظلّت أمل تنظر إليه بذهول, فتثائب وقال بهدوء: تشه! لقد كنتُ نائماً هنا ولكن طرق الكرة أيقظني, وبعدما رأيتك رحل النوم من عينيّ وأنا أفكّر بمالذي تفعله هذهِ الفتاة هنا وهي تلعب كرة القدم في مدرسة فتيان متنكرة كالصبيان, ثم أدركت بأنها الفتاة التي تحب الشجار من الحيّ

ظلّت أمل صامتة وهي تنظر إليه بذهول, فنهض وهو يلقي الكرة عنه مرتدياً قفازات قماشيّة زرقاء حيث كان بمثل طولها وقد بدا بالسنة الدراسيّة نفسها في الثاني الإعداديّ, لقد كان يرتدي بنطالاً أسود اللون وقميص بنفسجيّ وعينان زرقاوان تتناسب مع لون قبعته الزرقاء التي قام بلفّها إلى الخلف حيث لم تستوعب شعره البني وهو يخرج من جانبيّ رأسه ومن الفتحة الخلفيّة التي أصبحت على جبينه.

فقال بحيرة:
أتساءل كم الساعة الآن, لقد غرقت في النوم بعد فترة الاستراحة

فكّرت أمل بإشمئزاز: كيف لشخص عاقل أن ينام في مثل هذا المكان بظهيرة كهذه؟
لاحظ أيهم العصبية على جبين أمل فقال بدهشة: أوه, عصبة نادي الحيّ

ضربت أمل جبينها بسرعة مغطية إياها بيدها, فاتسعت ابتسامة أيهم وهو يقول بخباثة: هذا يفسّر الأمر؟ لابد أنّكِ الشخص المجهول الذي يلعب أحياناً مع الفتيان في مباريات الأحياء, لقد سمعت بذلك ولكنني لم أصدقه, أوه لقد عرفت الآن لماذا تنكرتِ وجئتِ إلى هنا

بدا على أمل الغضب فقالت بنبرة حادة: أنت لن تخبر أحداً بما رأيت, أليس كذلك أيهم؟
أجاب أيهم بابتسامة خبيثة: هه سيكون من الممتع أن تعطيني شيئاً بالمقابل

أمل بغيظ: تشه! أنت مازلتَ تقوم بالابتزاز حتى بعد بقائك في المنزل والقيام بالأعمال المنزليّة, فليكن بعلمك بأنّ الابتزاز لن يساعدك على اكتساب الأصدقاء

أيهم بغيظ: أعمال ماذا؟ أنا أفضّل البقاء في المنزل وقضاء الوقت بلعب ألعاب الفيديو, كما أنه أنتِ من عليه أن يشعر بالقلق الآن بعد أن أخبر الجميع بما تفعلينه هنا

ارتسمت على وجهه ابتسامة خبيثة, فقالت أمل بغيظ: ماذا تريد حتى تصمت؟

فكّر أيهم لوهلة حيث ظلّت أمل تنظر إليه بغيظ, ثم تنبّهت لمن يدخل الملعب من بعيد, لقد كانوا مجموعة من الصبيان يرتدون زيّاً رياضيّ موحّد حيث بدا وبأنّهم فريق كرة قدم, شعرت أمل بالاضطراب وقالت على عجل: تباً! مالذي أحضرهم الآن؟ سأذهب, ألتقيك لاحقاً

هرولت أمل ثلاثة خطوات أو أربعة وهي ترتدي قبعتها بعد أن التقطتها من الأرض بسرعة, فقال أيهم بجديّة: كلا لن تهربي وإلاّ فسأخبرهم حالاً

هرولت أمل باتجاه السور وهي تقول: أخبرهم فلن يصدقونك لن تبتزني بهذا الشكل
أيهم بدهشة: ماذا؟

ركض نحوها ليلحق بها, وحينما اقتربت أمل من السور, وضعت قدمها نحو إحدى الصنايق الكرتونيّة الموضوعة في زاوية ما لتقفز من فوق السور فأمسك بها أيهم لتقع, فقالت أمل بغضب: ابتعد عني!

تشابكت أيديهم وهما ينظرا نحو عينيّ أحدهما الآخر, لقد بديا متشابهان للوهلة الأولى فطولهما متساوٍ ووضعيتيهما متطابقة كما أن تعابير وجهيهما نفسها وهما يكزّان بأسنانهما, إلاّ أنّ طريقتهما في ارتداء القبعّة قد تبيّن فارق الاختلاف الطفيف والذي قد يعكس مدى اختلاف شخصيتيهما, فبينهما فأيهم يرتدي القبعة بحيث يجعل منقارها إلى الخلف بينما ترتديها أمل بطريقة تقليديّة, قال أيهم بتحدٍ: لن تستطيعي الهرب الآن

فاقترب الصبيان نحوهم وهم يسيرون خطوة تلو أخرى, فهمست أمل على عجل: ماذا تريد؟
أيهم بابتسامة خبيثة: أفضّل ألعاب الفيديو
أمل على عجل: أي نوع؟
أيهم بابتسامة: ألعاب القتال

أمل بابتسامة خبيثة: لديّ بعض الألعاب المثيرة
***** و ***** سأعيرك إيّاهم وستعيدهم لي في وقتٍ لاحق

أيهم بحماس: واو, وسأحتفظ بها
أمل بدهشة: ماذا؟
أيهم بابتسامة واثقة: سأحتفظ بها مع احتفاظي لسرّك
أقبل الصبيان نحوهم فسأل أحدهم: هيه! ماذا تفعلان هنا؟

تركت أمل يديّ أيهم وخبّأت وجهها وهي تنزل منقار وجهها إلى الأسفل أكثر بحيث لم تظهر عينيها, حوّل أيهم بعينيه نحوها وهو يهمس: هيه!
همست أمل: حسناً ستحتفظ بها

اقترب أحد الصبيان وهو يقول بحزم: مالذي تفعلانه هنا؟ ملعب الكرة لفريق المدرسة بعد نهاية الدوام

صمتت أمل فأجاب أيهم بابتسامة وهو يشير إلى إحدى النوافذ: لقد أوقعنا شيئاً من النافذة, سنذهب الآن!

سار أيهم ومن خلفه أمل وهي تخبيء وجهها متجاوزين الصبيان حيث كانوا يتتبعونهما بأعينهم, فقال أحدهم: هيه أنت, ياصاحب القبعة!

أدار أيهم برأسه متوقفاً بينما توقّفت أمل بدون أن تستدير, فقال الشاب: ليسَ أنت, أخاطب رفيقك

أدار أيهم برأيه نحو أمل التي ظلّت واقفة لوهلة, أدارت برأسها نحوه دون أن ترفع رأسها بحيث لم تظهر ملامح وجهها, فقال وهو يحدّث بوجهها: هل.. تقابلنا سابقاً؟
أجابت أمل وهي تخشّن صوتها: لا أظن ذلك,فقد انتقلت إلى هنا الاسبوع الماضي

همهم الشاب, فاستدارا أمل وأيهم مبتعدين, ضحك أيهم ثم همس: هل يعرفك هذا الشخص حقاً؟
أمل بهدوء: ايه, قريب صديقتي, قابلته عدة مرات

خرجا من ملعب الكرة متجهان إلى المبنى الرئيسيّ للمدرسة حيث المخرج الوحيد من الملعب, فأخرجت أمل هاتفها النقّال من جيبها الخلفيّ للبنطال وأرسلت لأحداهم كانت قد سجّلت رقمها باسم" أشواق", كتبت باستخدام إبهاميها..
"
احضري لعبتيّ **** و **** من منزلي وقابليني في حديقة **** بسرعة, سأخبركِ بكل شيء لاحقاً"

فقال أيهم بحيرة:
لماذا على صديقتكِ إحضارها, فلنذهب سويّاً إلى منزلك
أمل بثقة: كلا! لن أخاطر بهذا أنا لاأثق بك
أيهم باشمئزاز: أخبرتكِ بأنني لن أخبر أحداً

كان هناك بضعة من الصبيان يتجوّلون هنا وهناك وأمل تحاول إخفاء وجهها بينهم, فهمست بتذمّر: أليسَ من المفترض أن يكون الدوام المدرسي قد انتهى!

أيهم بهدوء: أوه.. إنه بسبب أنه اليوم الأخير في الأسبوع ولذلك فإنّ جميع النوادي الرياضيّة مفتوحة الآن بسبب اقتراب موعد المسابقات المحليّة

همهمت أمل فنادى أحدهم من بعيد: أيهم

أدارا برأسيهما فإذا بصبيّ لطيف الوجه بشوش, أخضر العينين, ذو شعر بنيّ قصير قد فارق بين نصفيه في مقدّمته وبعض الخصلات متدلية على جبينه التي ربط عليها عصبة تدلى طرفاها على جانب رأسه, مرتدياً ملابس رياضيّة كقميص نصف الكم وبنطال يصل لركبتيه, لقد بدا مظهره رياضيّ رغم أن بنية جسده لاتوضّح ذلك, اختبأت أمل خلف أيهم وهمست بنبرة حادة: أبعده من هنا حالاً وإلاّ فلن تحصل على ألعاب الفيديو

شعر أيهم ببعض الحيرة فهو لم يكن يعلم بأنّ أمل تتوقع أن يتعرّف عليها هذا الصبي, وقف أمامهم وهو يحمل كتاباً في يده, وقال بابتسامة لطيفة: أوه, أيهم! لم أكن أعلم بأنّك قد انضممت لناديّ رياضيّ

أيهم بابتسامة: أوه كلا ياسامي!, لقد غفلني النوم وسأعود الآن إلى المنزل أنا وزميلي..
صمت أيهم لوهلة بينما ثم قال بمرح: عبسي
اشتعلت أمل غضباً وهي تفكّر: عبسي!

حوّل سامي بعينيه نحو أمل ليراها جيّداً ولكنّها حاولت الإختباء أكثر خلف أيهم, فقال بحيرة: هاه! أنت تعرف صديقة أشواق!

شهقت أمل وهي تقفز في دهشة, فقال أيهم ببرود: هل تعرفها؟
سامي بهدوء: أجل إنها صديقة إبنة جيراننا, ولكن..
قال بنبرة أعلى حيث استوعب الوضع للتو: مالذي تفعليـــ...؟

ولكن يكمل سؤاله حتى ضربته أمل بقوة جعلته يسقط أرضاً وملامح وجهها تنم على الغضب, لم يثر ماحدث إنتباه المارّة فهذا الصبيّ سامي يتعرّض للتنمّر والعنف أحياناً حيث شخصيته المسالمة, أما أيهم فقد اكتفى بالمراقبة بصمت, فقالت أمل بغضب وبحدة في عينيها وهي تحشر سامي عند أحد الحيطان: إن أخبرت نملة فسأسحقك مثلها

ردّ سامي بخوف وقلق: أنا لن أخبر أحداً أبداً
أضاف أيهم وجفنيه إلى النصف: أخبرها بأنّك ترغب بأحد ألعاب الفيديو وستعطيك أياه مجاناً

رفعت أمل قبضة يدها نحو أيهم والغضب يملأها, فقالت بغضب: قل ذلك مجدداً وسألغي الإتفاق
سامي بقلق: أنا لا أريدُ شيئاً شكراً

وضع أيهم يديه خلف رأسه وقال بلامبالاة: كوني على قدر كلماتكِ وسأفي بوعي, أنا لم أخبر أحداً بأمرك لكنّ أنتِ تبدين أكثر شهرة مما ظننت

فكّرت أمل: في المرة القادمة سأضع شارباً وبعض السوالف





وما إن خرجوا ثلاثتهم إلى المدرسة حتى قال أيهم: لماذا سيأتِ سامي معنا؟
أمل بحزم: حتى أتأكد بأنه لن يقول شيئاً
سامي بتردد: أ أنا لا أريدُ شيئاً فعلاً ولن أخبر أحداً
أمل بحزم: ستكون شاهداً أيضاً على حصول أيهم على ألعاب الفيديو

ابتعد ثلاثتهم حين كان هناك من يراقبهم في سيارة فاخرة سوداء كانت واقفة في الجهة الأخرى من الشارع, قد عكست أشعة الشمس من شدة لمعانها, أحدهم في الداخل يجلس على المقاعد الخلفية ذات الجلد البيجي الأنيق, لكنّه لايكاد يظهر جيّداً بسبب الستار الذي غطّى النافذة بأناقة, قد راقب خروج الثلاثة من المدرسة وسمع حوارهم, عبر عينيه الزرقاوين وخصلات شقراء بانت من بينهما, أعاد ببصره نحو شاشة الحاسوب المحمول الذي كان يضعه على ساقيه, وقد كانت العديد من الصفحات والنوافذ تعمل حيث بدا عمله جديّاً, حتى فتحت تلك الصفحات المتشابهة لثلاثة أشخاص, ظهرت صورهم الجسمية وملامحهم التي كانت لأيهم و سامي وأمل, فابتسم بخبثٍ حيث ظهرت أسنانه المرتبّة.





وصل كلاّ من أمل وأيهم وسامي إلى الحديقة التي كانت شبه فارغة, توغلاً إلى داخل الحديقة حيث فتاة ذات وجه جميل وعينان زرقاوان كثيفة الرموش, وشعر بني يصل إلى كتفها مرتدية فستاناً زهري وجاكيت يغطي صدرها وكتفيها وحقيبة بيضاء مزركشة بالزهور تقف مع شابين اثنين كانا أطول منها قليلاً, لم تكن مبالغة في الزينة رغم مظهرها اللطيف, ومن الواضح أنّها لاتقضي وقتاً مسليّاً معهما فقد كانت متوترة وخائفة وهي تحاول التهرّب منهما مع ابتسامة مرتبكة على شفتيها وهما يتحدثان إليها بسعادة, وقف الثلاثة لوهلة فقال سامي بحيرة:
أشواق!

قوّست أمل حاجبيها وسارت باتجاهها بغضب, فقال أحد الشابين وهو يحمل هاتفه النقّال: يمكننا تبادل أرقام هواتفنا, هيا لاتخجلي الأمر ليس بذلك السوء نحن سنحدّث فحسب

فجأة وجدوا أمل تسير من بنيهم وهي تمسك بمعصهم أشواق وتجرّها معها في حين شهقت الأخيرة وهي تجاريها السير مبتعدتان, فسارا الشابان في الاتجاه المعاكس وهما يمرّان بجانب سامي وأيهم الذي تتبعهما الأخير بعينيه, فقال أحدهما: إنها تملك حبيباً فعلاً

أضاف الآخر: خسارة, إنها تبدو لطيفة
فكّر أيهم باشمئزاز: إنهما فعلاً يظنان أن أمل صبيّ

توقفا أمل وأشواق بالقرب فقالت الأخيرة بقلق وبنبرة أنثويّة وصوتٍ ناعم: شكراً لكِ أمل, لقد أنقذتني

أمل بحزم: كان عليكِ تجاهلهما ببساطة وإخبارهما بشكلٍ قويّ أنكِ لستِ مهتمّة بما يقولانه, ليس عليكِ مجاملتهما

أشواق بقلق: ولكن..

لم تكمل أشواق ما أرادت قوله, إنها على الرغم من أنها صديقتها المقرّبة منذ أن تعارفا في السنة الأولى إلاّ أنها ذات شخصية خجولة ولاتجيد التعبير عن مشاعرها وأفكارها بشجاعة بشكل مغاير عن أمل إذ تبدوان شخصيتان متضادتان بالرغم من علاقتهما الوطيدة, فسألت أمل بهدوء: هل أحضرتِ ما طلبته منكِ أشواق؟

همهمت بالإيجاب وهي تومئ برأسها, ففتحت حقيبتها و أشارت أمل لأيهم وسامي اللذان تقدّما نحوهما وهما يسيران بهدوء, فسألت أشواق بقلق وهي تسلّم أمل تلك العلبتين: مالأمر أمل؟ لقد أقلقتني

أمل بغيظ: هاذان الاثنان كشفا أمري حينما كنتُ في مدرستهم

شهقت أشواق بدهشة, فوصلا أيهم وسامي إليهما, ألقى الأخير التحيّة بابتسامة فبادلته أشواق التحية بابتسامة, فهي تعرفه أكثر من مجرّد جار عاديّ, إنه صديق طفولتها والذان لطالما لعبا سويّاً في صغرهما, وبالرغم من أن علاقتهما قد ضعفت بعد أن كبرا إلاّ أنهما يسلّمان على بعضهما من حين وآخر وليس بينهما ضغينة, سلّمت أمل اللعبتين لأيهم الذي خطفهما من يديها بسرعة وهو يشعر بالحماسة وعينيه تكاد تقفزان إليهما, فقالت أمل بحزم: إن أخبرتَ أحداً أيهم فسأسحق هذا الفتى, أنا أعرف منزله على كل حال

شهق سامي قلقاً, فقال أيهم بشرود ولايزال يشعر بالحماسة: إنه ليسَ بصفّي حتى

شهق سامي بنبرة أعلى متحوّلاً لقطعة من الحجر, فقال أيهم بثقة: عل كلٍ أنا منفذ لوعودي ولن أخل بكلمتي, لستُ مهتماً بمالذي قد يحدث لكِ ولكن أنتِ عليكِ أن تكوني أكثر حذراً في المرة القادمة

أمل بغيظ: إنه ليسَ من شأنك أيهم

تجاوزته أمل متجهة نحو الطريق الذي اقبلوا منه حيث بوابة الحديقة وتبعتها أشواق وهي تبتسم لسامي وأيهم الذي تمتم الأخير وهو ينظر نحو أمل بإشمئزاز: فتاة مغروروة

ثم حوّل بعينيه نحو مابين يديه قائلاً: صدقاً! أي نوع من الفتيات يملك هذا النوع من ألعاب القتال؟

وبينما كانتا أمل وأشواق تسيران حيث كانت الأولى تعبث بهاتفها النقال, إذ ظهر خيط ضوئيّ أمامهما بشكلٍ أفقيّ بطول المترين, فتوقفا مكانيهما وهمست أمل بحيرة: ماهذا؟

فجأة ارتفع امتداد الضوء لثلاثة أمتار فشهقت الفتاتان و تنبّها أيهم وسامي إليه, لقد أصبح شكله كالباب الضوئي أمامهم, وبسرعة خرجت منه امتداد كهربائيّ من الأعلى ومن الجانبين لينتهي خلف سامي وأيهم الذان أدارا برأسيهما إلى الخلف حيث لامجال للابتعاد, فأصبح الجميع بمعزل وكأنهم محاصرين بشبكة ضوئيّة قد خرجت من الباب, مدت أمل بذراعها نحو أشواق حماية لها وهي تقول بحزم: تراجعي!

رفعت اشواق يديها إلى صدرها قلقاً وهي تتراجع خطويتن إلى الخلف, وقال سامي بخوف: مالذي يحدث هنا؟

أعاد أيهم برأسه إلى الأمام حيث الباب والفتاتان, فخرج من الباب امتداد ضوئي مسرعاً نحو أمل حيث احتواها فأوقعت هاتفها على الأرض, فشهقت أشواق بقلق: أمل!

ارتفعت أمل إلى الأعلى وهي تقاوم تحكّم الضوء بها حيث سقطت قبعتها كذلك مع محاولات المقاومة, قوّس أيهم حاجبيه حيث شعر بجديّة الوضع وألقى بألعاب الفيديو جانباً مهرولاً إليها بينما ظلّ سامي يقف مذهولاً وهو يشهد مايحدث, نادت أشواق باسم أمل بقلق وهي تقف مراقبة بقلق بينما كانت أمل تقاوم والتفّت ليكون وجهها نحو البقية, فرأت أيهم يهرول نحوها, مدّت بذراعها نحوهم بصعوبة فجرّها الضوء إليه, اتسعت عينيها وحاول أيهم الوصول إليها وهو يمد يده ولكن سرعة الضوء كانت خاطفة إذ جرّها إلى الباب واختفت أمل بومضة عين, صُدِمَ الجميع حيث شهقوا معاً دفعة واحدة وتوقّف كل شيء كصورة فوتوغرافية ثابتة وهم ينظرون إلى الباب, فشهقت أشواق وبدأت دموعها تسيل من تلقائها إثر الفاجعة التي تشهدها وسقطت حقيبتها على الأرض, ثم خارت على الأرض وهي تهمس بذهول: أمل!

فقال أيهم بغضب: اللعنة! مالذي يحدث هنا؟

امتدّ الضوء مجدداً ممسكاً أيهم فشهقت أشواق وكذلك سامي التي لايزال متجمّداً مكانه في الخلف, حاول أيهم مقاومة تحكّم الضوء بجسده فرفعه عن الأرض والبقيان يراقبان بقلق, ثم تم جرّه إلى الباب بسرعة واختفى بلمح البصر, ظلّت أشواق على الأرض جالسة وهي تبكي وتضع أصابعها على فمها حيث عجزت عن الحراك اللحظة, وتفقّد سامي حوله بسرعة إذ لاطريقة للخروج من هنا ولم يسعه حتى رؤية الحديقة من خلف هذا الاحتجاز, فسمع صوت أشواق تشهق فإذا بها قد تمكّن الضوء منها ورفعها عن الأرض, فهمس وعينيه تهتزان رعباً: مستحيل! مايحدث الآن أمر مستحيل! هذا لايُمكن

ثم تم جرّها إلى الباب واختفت, فشعر سامي بأنّ دوره قد اقترب وتدلّت قطرة عرق من جيبه قلقاً ودقّات قلبه تتسارع, فوقع الكتاب من بين يديه وقال بقلق وهو يوميء نفياً: مستحيل! أنا لا أريد ..

ثم اتسعت عينيه وهو يلاحظ ضوئاً قد امتدّ من الباب نحوه, ثم شعر بجسده يرتفع عن الأرض, حاول المقاومة ولكنّ هناك من يتحكّم به, شعر بنهايته وعالمه ينتهي حتى فقد وعيه, لم يشهد أحد في الحديقة ماحدث, لم يرهم أحد ولم يسمعوهم, ففي اللحظة التي تم جرّ سامي إلى الباب اختفى وكذلك الضوء الذي امتدّ منه, واختفى الأربعة جميهم عن مرأى الأعين, حيث لم يخلّفوا سوى حقيبة أشواق الملقاة على الأرض, وألعاب الفيديو الخاصة بأيهم, وكتاب سامي, وهاتف أمل النقّال بالقرب من قبعتها التي قد لامستها نسمات المساء, تطايرت حبات الرمال هناك, ومالت زاوية الشمس قليلاً وهي تتربّع في السماء الواسعة.






رأيكم بالشخصيات؟

رأيكم بأسلوبي في الكتابة..

رأيكم في المقدّمة وعنوان القصّة..









[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

التعديل الأخير تم بواسطة Mulo chan ; 12-12-2015 الساعة 12:43 AM
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12-12-2015, 06:10 PM
 
حجز
~

أنا حقا لا أحب الروايات الخياليه
لكن هذه نوعا ما فريده من نوعها
متشوقه لقراءتها
سأعود بعد عده ساعات من انتهائي من الدراسة برد طويل للغاية
Mulo chan likes this.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12-12-2015, 11:21 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:60%;background-image:url('http://gulf-up.com/do.php?img=39290');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

السسلام ععليكم ورحمة الله وبركاته
كيفك حبيبتي ؟ ان شاء الله بخير clap1

~
اعذريني هتكلم بالعامية خ
بداية من حيث التنسيق فالتصميم جميل
كمان الخطوط مريحة جدا للعين وسهلة القراءة خ

~

نوع الروايه مش المفضل عندي
بس انتي قدرتي ببراعه تكتبي فيه
وتخلي اللي قدامك يحبه حتي لو بيفضل شيء تاني أي2

~

أسلوبك سهل وسلس
اختيارك للألفاظ كان موفق وكل كلمه كانت في مكانها
العنوان
مش عارفه بس مش حساه ملفت ، كنت أحبذ لو اخترتي عنوان آخر

~

مم اختيار أن تكون الأسماء عربيه صعب علي فعلا تقبل الرواية
آسفة

~

بداية واااااااااااااااااااااااااو ايه البارت دا كلو ، الطول بتاع البارت بتاعك حلم كل قارئ خخ
الوصف ، في غاية الروعة خخ
البارت الحماسي راق لي كتييير رغم اني حسيت ببعض التقزز لما تخيلت أشكال الزومبيز
دماء وكذا خخخ ، لكن بلا شك الرواية رائعة
وااااااااو ازاي عندك كمية الخيال دي كلها ، جميله الرواية كمان تنفع تكون انمي بجدارة خخ
كمان فجأه بعد البارت الأول الحماسي ، أخذت الرواية منحني جديد ممكن يكونوا عالمين
وهما بيروحوا العالم بتاع الزومبيز وكذا خخ
سردك للأحداث جيد جدا ، والأحداث ماشية بتناغم منتظم

~

الشخصيات

#أمل : شخصية قوية مندفعة ، حماسية وتحب من حولها وتحاول حمايتهم

#أيهم : أظنه البطل الأساسي ساخر نوعا ما كمان انه بيحمي أصدقاؤه وقوي

#سامي : يمكن ضعيف شويه بس مش بيخل بوعوده وأظن له دور مهم بالرواية

#أشواق : شخصية أنثوية خجولة وضعيفة نوعا ما

~

صراحه هي رواية جذابة ومبتكره وتحديدك للسن مناسب
ممكن من فوق سن 18 وكذا يحسوها ممله بس مش تهتمي أبدا
لأنك هتلاقي متابعين كتير لها ^^ خخ

~

حقيقة عجبني العالم الثاني بتاع الزومبي وكدا
وأظن من البارت القادم بتبدأي تكتبي عنهم خخ
صراحة مش أقدر أتوقع شيء أكتر من كدا
ما أقدر أوعدك اني بستمر متابعة للرواية لأنو ثانوية عامة وبفتح لوقت جدا قليل ز4ز4
أتمني تتقبلي مروري
في أمان الله




[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة imaginary light ; 12-19-2015 الساعة 06:23 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قرعه دورى أبطال أوروبا لتحديد المجموعات + جائزه أفضل لاعب فى دورى أبطال أوروبا gharib86 أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 1 10-24-2011 02:08 PM
صور أبطال القناص المشتاق إلى الجنة أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 25 04-08-2011 03:13 PM
أبطال الكاندام فتاة الحلم أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 52 06-15-2010 11:02 PM


الساعة الآن 02:45 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011