عرض مشاركة واحدة
  #69  
قديم 02-25-2016, 12:17 AM
 
المغامرة 2 : خطوات تائهة في البيت المتحوّل (الفصل الخامس) .. 5.2

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/23_12_15145090317730542.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


.
.


لقد كانت تقف متجمدة مكانها فور أن رأت ذلك الشخص يقف على الصبّة بعيداً, وقد تصادمت إضائتيهما رغم أنّ ضوءه أضعف, يقف بثقة وهو ينظر إليهم ببرود وحدة عينيه لاتفارق وجهه الخالي من التعبير, إنه ذلك الفتى الغامض فعلاً, يبدو مرعباً في الظلام بلباسه الأسود وعينيه البنفسجية التي تلمع مع الإضاءة, فقالت أشواق بدهشة: هـ آه, انظروا! إنه ذلك الفتى هناك!

توقفا أمل وأيهم عن الشجار متجمّدين بوضعيتيهما حيث كلاّ منهما ينظر نحوه بدهشة, وكذلك فقد أدار سامي برأسه نحوه, إنها المرة الأولى التي يراها فيه فتقدّم نحو أشواق بضع خطوات وهو يقول بحيرة: أهذا هو الفتى الذي قابلته في الغابة؟

أشواق بذهول: أجل

فكّر سامي مع نفسه: إنه فعلاً يبدو.. مرعباً إلى حد ما

أبعد الفتى الغامض عينيه وأكمل سيره متجاهلاً إياهم حيث خرج من المنعطف الأيمن متجهاً إلى الأيسر, فنهض أيهم نحوه متعجّلاً تاركاً أمل مع اللوحة, وهو يناديه: هـ هيـه!! مهلاً!

هرول نحو الفتى الغامض الذي توقّف وهو يدير برأسه نحوه, فتوقّف أيهم دون أن يصعد الصبة وهو يرفع رأسه قائلاً: أنتَ أيضاً تريد الخروج من هنا أليس كذلك؟

لم يجبه الفتى حيث ظلّ صامتاً لوهلة, فقال أيهم بمرح: كما ترى فإنّ تلك الفتاة الغبيّة ضيّعتنا بالرغم من أنها تملك الخريطة

قال جملته وهو يشير نحو أمل التي كانت تقف ممسكة بالخريطة, فاهتزّت بغضب وقالت بانفعال: نحن لم نضيع أيها الأحمق! ألم أخبرك بأننا لم نكمل مسارنا بعد؟

تجاهلها أيهم وأكمل محدّثاً الفتى الغامض: أنتَ تعرفُ المخرج من هنا أليس كذلك؟

وبلحظة أصبحت أمل بجانبه وهي تصرخ بوجه أيهم بغضب: نحن سنخرج من هنا حتماً حتى بدون مساعدته

أدارات برأسها نحو الفتى الغامض وقالت بحزم: أنت لم تضع أليس كذلك؟

أدار أيهم برأسه نحو أمل وقال بانفعال: كيف يضيعُ ياغبية؟ إنه حتى يعرف اتجاهات القصر

أدارت أمل برأسها نحو أيهم وقالت بانفعال: لأنه لايزال هنا حتى الآن بالرغم من خروجه المبكّر أيها الأحمق!

فكّر أيهم لوهلة مقتنعاً, فقالت أمل بغرور: لذلك نحن لسنا بحاجة لمساعدته, لعله هو من يحتاج مساعدتنا الآن

قالت جملتها الأخيرة وهي تنظر نحو الفتى الغامض بتحدٍ, الذي نظر إليها بصمت لوهلة, لقد تذكرت كيف أمسك بها ورماها بعنف في أحد حجرات ذلك المنزل حينما لمعت عينيه الحادتين في الظلام, إنها تفكّر بإزعاجه قليلاً كنوعٍ من الإنتقام, فقال أيهم محدثاً إيّاه: حسناً.. هل تعرفُ أين المخرج أم لا؟

حوّل الفتى الغامض بعينيه نحو اللوحة التي تمسك بها أمل, ثم ردّ ببرود: اتّبعوا اتجاهات الخريطة

استدار وسار مبتعداً وسط اندهاش أمل وأيهم, فنادت أشواق: مهلاً..!

توقف وأدار برأسه نحوها فتوقّفت بجوار أيهم وهي تقول مقطبة حاجبيها: لابد أنّك واحد من الأسطورة مثلنا بما أنّك تملك ذلك السيف الذي حصلت عليه من المنطقة الفاصلة بين عالمنا وهذا العالم

ظلّ ينظر إليها بصمت واسترسلت أشواق: لربما من الأفضل أن نكون سويّاً معاً جنباً إلى جنب

حدّق بها لوهلة بينما ظلّت تنظر نحوه بترقّب بإنتظار إجابة منه, وكذلك فقد ترقّب البقية إجابته, فاستدار وأكمل طريقه متجاهلاً إياها وسط دهشة البقية الذين شهقوا, فقالت أمل وهي تنظر نحوه بإشمئزاز: هيه! نحن فعلاً لسنا بحاجة لمساعدة هذا المتكبّر

وافقها أيهم وهم ينظر نحو الفتى الغامض بنفس النظرة المنزعجة, أما أشواق فظلّت تنظر إليه بقلق مقطبة حاجبيها وهي تفكّر: هذا الشخص.. ليس بذلك السوء, هل هوَ غاضب أو شيء من هذا القبيل؟

ابتعد الفتى الغامض عنهم بينما كانوا يراقبون ابتعاده وسامي لايزال مشغولاً بالتقيؤ وهو في أسوأ حالاته, أدار أيهم برأسه نحو أمل إذ أراد مخاطبتها فأدارت برأسها إليه قائلاً بإشمئزاز: حسناً, بما أننا لم نكمل المسار بعد أين يفترض بنا أن نتوجه الآن أيتها الذكية؟

حوّلت بعينيها نحو الخريطة حيث ركزت أشواق بالإضاءة نحوها, وقالت أمل بتمهل: حسناً فلنرَ, من المفترض أن يكون المخرج خلفنا, إنه المنعطف الوحيد في الخريطة بينما هذا المسار الذي اتجه إليه هذا الفتى غير مرسوم هنا, وكأنها منطقة جديدة

أشواق بقلق: هذا يعني بأنّ ذلك الفتى سيتوه, إنه لن يخرج من هنا ويجب أن نلحق به ونخبره بذلك قبل أن يضيع

أمل بحنق: فلته ذلك المتكبّر! إنه يدّعي بأنه يعرفُ كل شيء

رفعت بذقنها تعالياً وهي تسترسل: على الأقل كان عليه أن يطلب مساعدتنا إن كان ضائعاً فعلاً, نحن بالتأكيد لن نشحد مساعدته

أشواق بقلق: ولكن أمل..

حوّلت أمل بعينيها نحو أشواق وهي ترمقها بإنزعاج, بينما استرسلت أشواق: ذلك الفتى أنقذني مراراً, يجب أن نساعده بالخروج من هنا حتى بالرغم من أنه يبدو غامضاً بعض الشيء, أريد..

استرسلت بخجل: أن أرد له الجميل على الأقل, فأنا مدينة له

فكّرت أمل لوهلة, فخطف أيهم الخريطة من بين يديها بسرعة, شهقت أمل واتسعت عينيها, فقال أيهم بمرح وهو ينظر نحو الخريطة: فلنرَ الآن أين هو المخرج الحقيقيّ من هذا المكان!

قفزت أمل نحوه وهي تقول بغضب: أيها الأحمق! دعنا نكمل المسار ولاتخلط عليّ الأمور الآن, هيه! لاتقلبها هكذا عندها سنضيع فعلاً وستضع اللوم عليّ! هيه!

حاولت الأمل الإمساك بالخريطة وهي تدور حول أيهم الذي كان يحاول قرائتها, فأصبحا يدوران ويقفزان هنا وهناك, اقترب سامي من أشواق وقال بإنهاك: أليس من الأفضل أن نتبع ذلك الفتى فحسب؟ لابد أنه يعرف طريق الخروج فعلاً إذ كان بتلك الثقة

قطبت أشواق حاجبيها وهي تنظر نحو سامي فقالت بقلق: سامي هل أنت بخير حقاً؟ أنت لاتبدو على مايرام

تعالت على وجهه ابتسامة مصطنعة وهو يقول بنبرة مرحة: نعم, لقد أفرغتُ كل شيء على كل حال, سأكون بخير إن خرجنا من هنا

تشاجرا أيهم وأمل وهما يجرّان الخريطة حتى تمزّقت لقطعتين كبيرتين بقيت بيديّ كلاً منهما وهما يرتدّان إلى الخلف, وبعض القصاصات التي تناثرت على الأرض وأصبحت تحت الماء, فشهقت أمل وهي تقول بغضب: انظر مالذي فعلته أيها الأحمق؟!

أيهم بغضب: أنتِ التي مزقتها وأنتِ تجرينها بقوة

أمل بغضب: أنتَ من كان يجرّها بقوة

أيهم بمكر: حسناً إنها ليست مشكلة, إن أعدنا وضع القطعتين بجانب بعضهما فتصبح كاملة, هيا أعطني القطعة التي لديكِ

أمل بعصبيّة: أنتَ أعطني مالديك, ماذا؟ أتظنني مغفلّة؟

تضجّر وجه أيهم بإحباط, وفجأة صرخت إحداهنّ من بعيد بصوتٍ عالٍ مدوٍ تردد صداه في هذا المكان الخالي, فتوقفا أمل وأيهم عن الشجار وتلفتا أشواق وسامي حولهما محاولين تحديد المصدر, لقد كان الصوت لفتاة وهي تصرخ صرخة طويلة عالية وحادة تنبيء بخوفها وكأنّ حبالها الصوتية ستتمزّق, وكأنها تحاول الإستنجاد بأحدٍ ما, فقال أيهم بحزم مقوساً حاجبيه بعد أن نهض: هناك من يصرخ؟ بل فتاة تصرخ!

نهضت أمل بجانبه, وقالت أشواق بقلق: إنها تحتاج للمساعدة

هرولت أمل نحو اتجاه المخرج الذي أشارت عليه مسبقاً وهي تقول: من أين؟

صرخت الفتاة مجدداً بنفس قوة الصرخة ولكنها لم تدم طويلاً, فأدرات أمل برأسها إلى الخلف وأشار أيهم نحو الاتجاه الذي سلكه ذلك الفتى الغامض وهو يقول بحزم: من هناك!!

سامي بدهشة: إنه نفس الاتجاه الذي سلكه ذلك الفتى أليس كذلك؟

أيهم بحزم: هل يحاول أذيّة أحد ما؟

فكّرت أشواق بقلق: مستحيل! لربما هوَ في خطر أيضاً

ركض الجميع مسرعين وهم يسلكون الاتجاه الذي قد صدر منه صوت الصرخة, اختار أيهم ممراً عشوائياً من بين منعطفين وهم يواصلون الركض حيث تبعه البقية حيث كانت أمل آخرهم, ثم اتخذوا منعطفاً وحيداً انتهى الممر بباب كبير ذو ظرفتين فتحه أيهم بدون تردد.

.
.



[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________

كفّـارَة المَجلِس :
[ سُبحانكَـ اللهُمَّ وبحَمدِكـ , أشهَـدُ أن لا إلهَ إلاَّ أنت , أستَغفِـرُكَـ وأتوبُ إليكـ ]

روايتي : مغامرات أسطورة بددت أوجه الظلم والظلام
رواية قتالية : حين تصير أرواح الناس غذاء
رد مع اقتباس