المغامرة 2 : خطوات تائهة في البيت المتحوّل (الفصل الرابع) .. 4.2
.
.
وبينما كانت أمل تشعر بسلاحها نحو مدّرع وسامي نحو جمجوم وأيهم نحو كشة, صرخت الأخيرة بأعلى صوتها بحدة وتعالى صوتها المزعج بحيث وضع الرفاق أصابعهم في أذانهم وهو يغمضون أعينهم, فتحت أمل أحد عينيها بالكاد وهي تسمع خطوات الطرق الحديديّ السريعة تقترب, فإذا بمدرّع يقفز نحوهم من السلالم مهاجماً بفأسه, فصرخت بحزم: ابتعدوا!
قفزت إلى اليمين وهي تمسك بيد أشواق تجرّها وكذلك كان خيار أيهم, بينما قفز سامي إلى اليسار متفادين ضربة الفأس التي لوّحت في الهواء وحطّت ساقيّ المدرّع على الأرض حينما هدأ صراخ كشة.
أدار سامي برأسه فوجد ذلك الوحش الطينيّ مطمور يفتح فمه الذي اتسع محاولاً الانقضاض عليه, قفز مبتعداً لكنه سقط أرضاً حينما شعر بالطين يمسك بقدميه, وجد الثلاثة أنفسهم أمام كشة التي صرخت مجدداً باعلى صوتها وعيناها متسعتان بشكل مرعب تصرخ, فوضعوا أيديهم على آذانهم بعفويّة, امتدّ شعرها نحو أيهم لتمسك به مقيّدة إياها.
ولاحظت أمل اقتراب مدرّع منهما وهو يلوّح بفأسه فدفعت بأشواق جانباً حيث أصبحت هي إلى الجهة الأخرى متفادية ضربته, لوّح مجدداً فتفادته وهي تفكّر: إذا فقد اختارني أنا لأكون ضحيّته
وبينما كان مدرّع يهاجم أمل وكشة تقيّد أيهم ومطمور قد غطى نصف جسد سامي بالطيق, وجدت أشواق نفسها حرّة لوهلة وهي تمسك بالإضاءة حتى استدركت الوحش الرابع الذي كان خلفها, أدارت برأسها إلى الخلف بسرعة نحو الباب لكنها لم تجده, فرأت تلك الجمجمة تسبح في الأرض نحوها, قفزت متفادية أيّاها ثم شعرت بنفسها محاطة بالضباب حولها, فاخترقته مبتعدة وهي داست على الجمجمة بدون إدراك منها, ضحكت كشّة وهي تقيّد أيهم الذي كان اصبعه على الزناد وهو يقول: أتعتقدين بأنّكِ تستطعين إلتهامي ياذات الرأس المنتفش!
أطلق النار على شعرها الذي احترق ولكنها فصلته عن جسدها بسرعة, فتحرر أيهم حيث وقفت أشواق بجانبه, أمل التي كانت تحاول تفادي فأس مدرّع مراراً أصبحت بجوار سامي الذي طُمرَ في الطين, أطلقت الليزر نحو مطمور فانفصل عنه وحبى مبتعداً حتى وقفت أمل بجانبه وهي تقول بحزم: ألا تجيد استخدام سلاحك؟
اتسعت عينيه وهو يشهق فجأة حيث مدرّع يهجم عليهما من خلف أمل فأشهر بالمسنن وأطلق نحوه ليصيب ذراعه التي انفصلت عن جسده وسقطت أرضاً مع الفأس, أدارت أمل برأسها نحوه وقالت بدهشة: واو إنها المرة الأولى أن تصيب فيها مباشرة
تراجعا حتى وصلا نحو الباب بجوار أيهم وأشواق, فقال أيهم بحزم: يجب أن نخرج من هنا بسرعة
أمل بحزم: لاخيار آخر, فهذهِ الوحوش مجنونة!
حوّل سامي برأسه نحو السلالم حيث كان الوصول إليها متاحاً فأشار نحوها وقال بتعجّل: مِن هناك! بسرعة!
ركض الجميع نحوها, إلا أنّ جمجوم تشكّل أمامهم فجأة وهو يستوقفهم, ثم صرخت كشة فوضعوا أيديهم على آذانهم, واختفت جمجمته بين الضباب, فتحوا أعينهم فوجد كلاّ واحد منهم وكأنه قد غُطي بالضباب فالبرغم من الضوء إلاّ الضباب أصبح كثيفاً ومرتفعاً أغشى عيونهم حيث لا أحد يمكنه رؤية الآخر.
سارت أشواق خطوتين فوضعت يدها على كتف سامي الذي صعق لوهلة وهو ينظر خلفه فاطمئن حينما رأى وجهها وهي تقطّب حاجبيها, ولكن فجأة صاح ذو الصوت الخشن بجوارهم أدارا برأسيهما إلى اليسار فإذا به ينقضّ عليهما لكنهما تداركا الأمر بسرعة وهما يتفادانه, أمسكت كشة بذراعيّ أيهم بشعرها تقيّده حيث فوجئ بها, وسقط سلاحه من يده فقال: اللعنة!
حوّل بعينيه إلى قدمه ولكنه لم يستطع رؤية سلاحه لكنه تحسسه بقدمه, تلفتت أمل يمنة ويسرة وهي تقول بحزم: لاتقلقوا! إنه مجرد الضباب, حاولوا الابتعاد منه فحسب!
سمعت صوت الطرق الحديديّ على الأرض فأدركت بأنّ مدرّع يقترب منها, لكنها اللحظة لاتستطيع رؤية شيء تراجعت خطوتين حتى رأت الشعر الأسود مشدود على يمينها, وفجأة شعرت به على يسارها فإذا بالفأس يقضّ عليها فتفادته, وقطع ذلك الشعر الأسود فتحرر أيهم فجأة.
أطلقت أمل الليزر على ذراعه فانفصلت عن جسده, وشعرت كشة بالغضب فأدخلت جسدها الضئيل إلى وجهها الكرويّ وتدحرجت باتجاه أيهم الذي سمع صوت الدحرجة ولم يرها حتى اقتربت فقفز بسرعة وصاح بهم: انتبهوا! كرة على الأرض!
مرت بجوار أمل التي كانت منشغلة بالقضاء على مدرّع وهي تطلق الليزر على ركبتيه حيث انفصلت عن جسده, ثم مرّت كشة عند أشواق حيث اصطدمت بها فسقطت على الأرض, فوجد مطمور بأنّ الفرصة سانحة وانقضّ عليها إلا أن سامي صرخ: كلا!
أطلق المسنن ولكنه لم يصيبه فاتسعت عينيه واندفع ليبعد أشواق فانقضّ عليه مطمور, صرخت أشواق باسمه بقلق, وانطلق الترس ليمرّ بجوار أمل التي اتسعت عينيها حينما لاحظته وقالت بغضب: سامي أيها الأحمق! احترس أين تصوّب بسلاحك!
أدارت برأسها نحو مدرّع فإذا برأسه ينفصل عن جسده وقد أصابه الترس, أخذت كشّة دورة كاملة حتى عادت لأيهم الذي كان يفتش عنها وهو ينظر يمنة ويسرة ممسكاً بسلاحه فسارت عند قدميه فسقط أرضاً على ظهره, فتح عينيه فوجدها تقفز عالياً فوقه وهي تنقضّ عليه تضحك, فكّر أيهم: شعركِ قد تقصينه حينما يحترق ولكن ليسَ وجهكِ القبيح أيتها العجوز المقرفة
أشهر أيهم بسلاحه ففتحت فمها الذي أصبح أكبر من وجهها, فأطلق النار نحو وجهها حيث أصيبت فصرخت متألمة ولكنها لاتزال متجهة نحوه, اتسعت عينيّ أيهم وبطريقة عفوية ركلها بقدمه حينما لايزال مستلقياً فطارت في الهواء, أطلقت أمل الليزر نحو مطمور الذي قد ابتلع نصف جسد سامي فانفصل منه متجمّداً في مكانه, فقال مطمور متألماً: لربما عليّ أن ألتهمكِ أنتِ أولاً
أطلقت أمل الليزر نحوه فكان يتقطّع هنا وهناك, تتساقط أجزائه لكنها تعود إليه مجدداً وهي تتراجع إلى الخلف, فقال مطمور: أنا لا أموت بسهولة ولكن أنتِ سألتهمكِ دفعة واحدة
فتح فمه, فسمعت أمل صوت أيهم يصرخ: كرة نارية طائرة!
أدارت برأسها نحو صوت أيهم فرأت ذلك الوجه القبيح يحترق نحوها كوهج ناريّ وسط الضباب, ففكّرت: تباً أيهم! كان عليك أن تحذّرني مسبقاً حتى أقوم بركلة الدوران كاملة
قفزت متجهة نحوها ووازنت بين قفزتها وسرعة تقدّم كشة نحوها ثم ركلتها وهي تطير في الهواء موجهة هدفها نحو فم مطمور بحركة المقصّ الكروية حيث بدت كلاعب كرة قدم ماهر, فابتلعها واختفى صراخ كشة, وحينما حطّت قدميّ أمل على الأرض أثناء هذهِ اللحظة الصامتة احترق مطمور وبدأ يصرخ حتى ذائباً على الأرض, ثم تلاشت جزيئات في الهواء بانت رغم الضباب, تقدما سامي وأشواق نحو أمل وكذلك انضم إليهم أيهم حيث تتبع مسار اشتعال كشة الذي تلاشى, فقالت أمل بحزم: بقي شخص واحد!
نظّم جمجموم تشكيل الضباب حيث جعل المكان ضبابيّ بالكامل سوى البقعة التي وقف فيها الرفاق وتشكّل أمامهم حيث ميّزوه بالجمجمة, أشهر كلا من أيهم وأمل وسامي بأسلحتهم نحوه وكذلك الإضاءة التي تمسكها أشواق, فتحرّك فكاه قائلاً: بالنسبة إليّ فمن السهل عليّ التهامكم دون اللجوء للعنف, لقد جعلتهم يقومون بالعناء لأتخلّص منهم وأبقيكم لي وحدي
ظلّ الأربعة صامتين, فاسترسل: لمجرد أن أبقيكم في الضباب فحسب ستكونون داخلي, ومع الوقت سألتهمكم بكل هدوء طالما لامخرج لكم من هذا المنزل, فقد تم إغلاق كل مخارجه, ولاسبيل لكم للخلاص من هنا
همس سامي بقلق: مُـ مستحيل!
ضحك جمجوم فأطلقا أمل وأيهم بسلاحيهما معاً, واختفت تلك الجمجمة وهي تقهقه داخل الضباب, أثناء ذلك تحرّكت تلك الثريّة في الأعلى, لقد كان هناك من يحرّكها عبر تحكّم الكترونيّ عن بعد مراقباً شاشة مازالت تصوّر مايحدث عند المدخل, أمسكت أشواق بذراع أمل مقطبة حاجبيها وهي ترتجف قائلة بقلق: أمل! مالذي سيحدث لنا؟
أمل بحزم: لاتقلقي! نحن سنخرج من هنا بأي وسيلة
سامي بقلق: ولكن كيف يا أمل؟ نحن فعلاً لا نستطيع الخروج من هنا
كزّت أمل بأسنانها, وصرخ أيهم بحزم وهو يشهر سلاحه: أخرج إلينا أيها اللعين! ياعديم الشرف! قاتلنا وجهاً لوجه أيها الجبان!
سمعوا صوته وهو يقول بثقة: لايهمني ماتقولونه, مايهمني أن أحصل على ضحيّتي بكل بساطة
قهقه بصوتٍ عالٍ, بينما كان الرفاق تتفاوت مشاعرهم مابين قلق وخوف وغضب وقهر, فتحرّكت شفتا أحدهم في الظلام قائلاً ببرود: أغبياء!
نقر على زر بسبابته السوداء, فتحرّك مفصل الثرية الذي يثبتها على السقف, وبينما كان جمجوم لايزال يضحك إذ سقطت تلك الثرية من الأعلى باتجاه جمجمته مباشرة, سمع بصوت فوقه ومالبث أن تحرّكت الجمجمة وهي تنظر للأعلى حتى داهمها سقوط الثرية عليها وتوقّف الضحك فجأة وتكسّرت الجمجمة لقطع كثيرة ثم تلاشت جزيئاتها في الهواء, ومع ضجيج سقوط الثريّة حيث تكسّرت بفعل ارتطامها على الأرض شهق الرفاق بدهشة وقلق, وقال سامي بخوف: مـ ماهذا الصوت؟ مـ مالذي يحدث؟ .
.
|
التعديل الأخير تم بواسطة Mulo chan ; 02-18-2016 الساعة 03:16 PM |