عرض مشاركة واحدة
  #54  
قديم 02-11-2016, 12:51 AM
 
المغامرة 2 : خطوات تائهة في البيت المتحوّل (الفصل الثالث) .. 3.4




.
.


وبدون أن يلاحظ أحد خرجا أيهم وأمل وهرولا في الرواق بأطراق أصابعهما وترتسم على وجهيهما تقاسيم السعادة كما وضّح ضوء الشعلة بيد أيهم, فقالت أمل ساخرة: إنَهم حمقى بالفعل!, لقد أجدت لفت انتباههم إلى الزهرية!

أيهم ساخراً: إنهم حتى لم ينتبهوا إليكِ حينما كانتِ قريبة جداً خصوصاً ذلك الوحش الضبابيّ الغبيّ!

أمل بمرح: لقد كان ذلك مثيراً, شعرتُ لوهلة بأنني سأضطر لمهاجمتهم وافتعال حرب طاحنة

أيهم بحماسة: لقد كان ذلك وشيكاً فعلاً, لربما كان علينا تجربة أي سلاحينا لتحديد من الأقوى

أمل بحماسة: نعم لقد كانوا خمسة ومناسبين لهذا التحدي

ابتعدا وأيهم يضيف: سنفعل ذلك إن حانت لنا الفرصة لاحقاً

أمل: نعم بالتأكيد

ضحكا سوياً بمرح حتى وصلا لمفترق الطرق عند اللوحة التي تركا أشواق وسامي عندها, توقفا في دهشة حيث لم يجدانهما, فالمكان خالٍ ومظلم, تلفتا هنا وهناك فقالت أمل بشيء من القلق: تباً! أين ذهبا؟ لقد أخبرته بألا يغادر هذا المكان

أيهم وهو يتلفّت حوله: لربما ذهبا لمكان آخر حينما شعرا ببعض الخطر

أمل بحزم: كيف وكل تلك الوحوش كانت على المائدة؟

فجأة سمعا صوت سامي الذي همس بقلق: أيهم!

أدارت برأسيهما نحوه فإذا به يقف خلف باب الحجرة وتبدو على وجهه سمات القلق حيث ضوء سلاح أشواق يصدر من الحجرة, ففتح الباب بالكامل وهرولت أمل نحوه وهي تعاتب: أنتما هنا؟ لماذا تركتما هذا الرواق؟

دخلت الحجرة فوجدت أشواق مستلقة على الأريكة وهي تتنفّس بصعوبة, انحنت نحوها وقالت بعطف: لاتقلقي أشواق هاقد جئت, انظري! لقد أحضرتُ بعض البسكويت من أجلك, لاتخافي إنه ليسَ مسموماً لقد جرّبته

حاولت أشواق فتح عينيها حيث فعلت بتثاقل فبدأت أمل بإطعامها, وأشواق تفكّر بأسى: لطالما كانت أمل محلاً للثقة, بالرغم من وجودنا في هذا المكان الغريب ولكنّها تنقذني في مثل هذا الموقف, كأنني كلّما سقطت فأمل ستأتِ لإنقاذي على الرغم من كل شيء

أمسكت أشواق بيد أمل وقالت بتثاقل: لابأس, يمكنني تناوله

أمل بقلق: حسناً

تناولت أشواق قطع البسكويت الثلاثة المتبقيّة وفكّرت: لا أريد إثقالها أكثر, لا أريدُ أن أضع الجميع في مأزق, يجب أن أكون أكثر قوة حتى نخرج من هنا على الأقل

أثناء ذلك كان أيهم يحدّق باللوحة بغرابة حيث اختفت الجمجمة, لكنه لم يلاحظ وهو يفكّر: هناك شيء غريب في هذهِ اللوحة

همس سامي له يناديه وتبدو على وجهه سمات الخوف والقلق, فسار أيهم ببطء وهو يقول بنبرة هادئة: ما الأمر؟

همس سامي بقلق: ادخل بسرعة!

دخل أيهم وأغلق سامي الباب بحذر, فقال أيهم بحيرة: ما الأمر؟ يبدو وكأنّك رأيتَ شبحاً

سامي بقلق وتوتر: بالتأكيد رأيتُ شبحاً, لقد.. لقد تكوّن من الضباب ثم أخرج الجمجمة من اللوحة, لقد رأيته وهو يفعل ذلك أيهم, ولولا أننا دخلنا هذهِ الحجرة لالتهمنا أنا وأشواق

أيهم بحيرة: أخرج الجمجمة من اللوحة!

استقامت أمل واقفة وقالت بثقة: لاتقلق! إنهم مجرد مجموعة من الوحوش الحمقاء لازالت تتنافس فيما بينها بيننا, كما أنهم يخافون من أسلحتنا بكونها أسلحة أسطوريّة

شهق سامي بقلق, فقال أيهم بجدية: مهلاً, تلك الجمجمة في اللوحة مفقودة فعلاً, وبالتفكير بالأمر فذلك الوحش الضبابي أحضر الضباب معه كما أنّ رأسه عبارة عن جمجمة وقد تكون هي ذاتها الجمجمة التي كانت في اللوحة

اتسعت عينيّ أمل وهو تضيف: هاه! ذلك يعني بأنه رآنا من خلال اللوحة!

أيهم بحزم: إنهم يظنون أنهم احتجزونا في الطابق الأول, ولكن إن أخبرهم بأننا وصلنا إلى الطابق الثاني ومع حادثة الزهرية فسيعلمون بأننا هنا

احتدت عينيه وهو يقول بشيء من القلق: وسيأتون إلينا

اهتزّ سامي قلقاً وقال بخوف: ولذلك لاوقت لدينا, يجب علينا أن نخرج من هنا حالاً!

اتسعت عينيه لأقصاها وهو يسترسل بهلع: و ولكن! من أين سنرحل؟ كيف سنخرج من هُنا؟ الباب مُغلق!

أيهم بحزم: أنسيتَ أنّ هُناك نوافذ عند المدخل؟ سنحطّمها ونخرج!

اعتدلت أشواق جالسة على الأريكة بتثاقل وهي لاتزال تأكل قطع البسكويت بصعوبة, فتقدّمت أمل نحوها وقالت بحزم: أشواق! يجب علينا الخروج من هنا, هل تستطيعين السير؟

ردّت بتثاقل: نعم

فتح أيهم الباب وبادر بالخروج لولا أن نهضت ثم قالت بتمهّل: آه بالمناسبة..

توقّف الجميع وهم يديرون برؤوسهم نحوها بحيرة, فقالت بخجل وهي تقطّب حاجبيها: أسفة لأنني جعلكم تعانون من أجلي, شـ شكراً لكم جميعاً لما قدمتوه, لأنّكما يا أمل وأيهم ذهبتما لإحضار البسكويت لأجلي, وسامي بقي لحراستي, أنا ممتنة لمساعدتكم لي

ابتسم سامي بلطف وقالت أمل بهدوء: لاعليكِ يا أشواق, نحن مجموعة واحدة ويجب أن نتكاتف معاً, ثم إنني قد أخبرتكِ بأنّكِ لن تكوني وحيدة

مالت ابتسامة لطيفة على وجه أشواق, فقال أيهم بحزم وبطريقة فظة: هيا! مالذي تفعلونه؟ لاوقت لهذا الكلام الآن, يجب أن نخرج من هنا بسرعة قبل أن يجعلونا مقرمشات محترقة!



~|| ==================| خطوات تائهة |================== ||~




خرجوا من الحجرة حينما كان أيهم في المقدّمة ممسكاً بسلاح أشواق كمصدر للإضاءة ومسدسه بيده الأخرى, ثم أمل الذي تساعد أشواق على السير حيث كانت لاتزال مُجهدة وضعيفة, وأخيراً سامي وهو يسترق النظر خلفه بين الحين والآخر, عبروا الممر وتجاوزوا اللوحة المعلّقة على الجدار حيث ساروا بمحاذاته, هرولوا حذرين من خطواتهم حتى نزلوا عبر ذلك الدرج الفخم إلى الطابق الأول الموجود أمام الباب الرئيسيّ للمنزل, توقّفوا جميعاً عند نهاية السلالم والدهشة ترتسم على محيّاهم, قطّبت سامي حاجبيه وقال بخوف: مُـ مـُستحيل!!

"لا أحد سيرحل"

هذا ماكُتِبَ على الباب بلونٍ الدم أمام الرفاق حيث ظلّوا واقفين بقلق متجمدين في أماكنهم, والنوافذ غير موجودة.


.
.





سأنتقل مباشرة إلى الأسئلة


رأيكم بالفصل بشكل عام ؟
ماذا تعرفون عن هبوط الدم ؟ < أمزح .. هذا سؤال هذا

رأيكم عن شخصيات وحوش المنزل ..؟
ولماذا يقومون باصطيادهم واحتجازهم فيه ..؟

كيف سيخرج الرفاق من المنزل ..؟
هل سيتمكنون من القضاء عليهم ؟ أم أنهم سيجدون حلاًّ للهروب..؟
ولكن كيف ؟ لاوجود للنوافذ أو للأبواب ..؟ حتّى أنّ الوحوش تتحكّم بتصميم الأروقة وتحريك الحيطان ؟

وهل ستصمد أشواق بالرغم من ضعفها ؟

الفصل القادم ستحدث فيه أمور مثيرة وغامضة ~
وسأقوم بطرحه بعد أسبوع بإذن الله



.
.



__________________

كفّـارَة المَجلِس :
[ سُبحانكَـ اللهُمَّ وبحَمدِكـ , أشهَـدُ أن لا إلهَ إلاَّ أنت , أستَغفِـرُكَـ وأتوبُ إليكـ ]

روايتي : مغامرات أسطورة بددت أوجه الظلم والظلام
رواية قتالية : حين تصير أرواح الناس غذاء

التعديل الأخير تم بواسطة Mulo chan ; 02-11-2016 الساعة 02:39 AM
رد مع اقتباس