04-30-2016, 02:44 PM
|
|
الفصل السابع / 2
في المختبر المهجُور ذاك و الذي بدا عليه القِدم رُغم كونـه مبنى ً مُتقن البنـآء ْ .
في تلك الغرفــة التي قبع فيها البروفيسور هاري يُنتج محاليلَه و يصحح دراساتـــه , حيث كان مُختبره محميّاً من قبل
رجال مفتولي العضلات يقفون أمام بوابـآت المُختبر بكل جُرأة ..
انتهى هاري مما كَان يكتُبه و اتجه إلى ثلاجتِه الصغيرة تلك حيث يحفظ تركيباتٍ مختلفة .. أخرج من ضمنها
محلولاً يميـــل إلى الأحمر الداكِن , أمسكه ليرجه ثلاثاً ثم اقترب من كارولاين بسُخرية وهو يقول :
حان الوقت يا حلوتي لـ تكوني تجربةَ فريدةً من نوعها !
أخذت تحرك قدميها و يديها بشكل عشوائي و كأنها تريد أن تصل لشيء مـآ و لكن بلا جدوى .
دخل أحد معاوني هاري و قد كان يرتدي زي المختبر ذاته ليقول :
- سيدي , السيد الكبير يريد أن يحادثك .
قُطعت ابتسامة هاري عن عبث وهم يتأفف من كون هذا الرجل قد قطع عليه عملاً رهيباً يكاد يقوم بِه !
خرج هاري بصحبة معاونه تاركاً الفتاة خلفه وحيدة ً في غرفة معزولـة و مغلقة بإحكـآم ْ ~ - الساعة الآن تُشير إلى السـادسة مساء ً يتوقيت مدينة لندن ! -
- جوناثان هل أنت واثق من أن مختبر البروفيسور المجنون هاري هنا ؟
هذا ما صاحت به أبيغال و هي تطالع محرك السيـارة بعنـآية .
- أجل هو هنا .. ثم إنه ليس مختبره في البداية لقد كانت بناية مهجورة , سبق أن دخلت ُ إليها مع لورا في أحد مهامّنـآ الأولَى .
قالت كاسيدي بشيء من التفكير :
- أولا يجب علينا وضع خطـة لكيفية الدخول و مباغتة عدونـا .
نظرت إليها أبي بشيء من الأمتنـآن :
- لا تقلقي كاسيدي لقد فكرت في هذا فعلاً .
تنحنح جوناثان مكتفاً ذراعية :
- وهل سأكون أنا آخر من يعلم ؟
نظرت آبي بعينين متعجبتين ثم أشارت لهما بيدها :
- اقتربـآ , كل ما هُنالك أنني سندخُل بعد أن نفجّر [ قُنبلِة ] , هذا كل مافي الأمر ! - داخل المُختبر ! -
أخذ يتحدّث بالشاشة مع سيده حيث استغرق وقتاً طويلاً ما بين مجادلاتٍ و اقنـآع .
- حسناً سيدي لك ما أردت .. سأرسل لك جميع تلك الدراسات و العينات المفروزة , لا بأس !
و أفترض أنني سأنجح نجاحاً باهراً في تجربتي هذه .
- أجل أجل , أفهم عليك يـآ هاري .. تقصد فشلاً عظيماً ><
- بالله عليك سيّدي لولا أن تكُفّ عن التقليل من شأني !
- حسنُ , سأنتظر نتيجة تجربتك .. و بشوق ~
لينفث الرئيس دخان سيجـآرته في الهَواء , معلناً نهايَة المحادثّـة .
همس هاري باشمئزاز :
- تباً لكُم أيها الحُثالة .. لا تقدّرون قيمة الأبحاث التي أقوم بها ><
في حين ذلك دوى دويٌّ هائِل نشر الصخب في أنحاء المبنى , و أصبح الجميع في انشغال .
ركض هاري عائداً إلى غرفة تجربتــه الجديدة ..فقد راوده شك الخدعة و المقصد .
حيث وقفت أبي خلف عمود الميـاه الموصول بــ المُختبر , إذ بابتسامة شفافة تصبغ شفتيها ,
كي تقول بسخرية :
- وقعت في الفخ !
هيا اتبعاني غرفة كارولاين من هنا .. ^^
دخل هاري الغرفـــة .. لكي يلحقه الثلاثــة و يقفل الباب آليّاً .
رآهُم هاري وهم يهمون بالدخول بعده لتقطع تيارات الكهربــاء بسبب موجـآت أبي الطوليــة .. و التي استخدمتها مع ميــاه كاسيدي في صنع قنبلة موقُوتــة .. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد فأصبح هاري يصرخ و يتوعّد و كاسيدي و آبيغال و جوناثان يحاولون أخذ مواقعهم القتالية في الظلام بينما يحاولون تحطيم كل ما تقع أيديهم عليه .. خمس دقائِق فقط .. كانت كافية لتشغيل المولد الإحتياطي لتعود الكهرباء من جديد !!
كز هاري على أسنانه لـ يقول بغيظ :
- تباً لكم , سأجعلكُم تدفعون الثمن غالياً لتخريبكُم مختبري !
بعدها بغرابــة قام هاري بالتصفير ..ليتراجع الثلاثـة للخلف في احتيـآط حتى ظهر لهم من العدم تلك المخلوقات الخضراء البشعة بعيونهم الزرقــاء المُشعّة .
كاسيدي برعب :
- يا إلهي أعدادهم مهولة . من أين أتوا أولئك البشعين مرة واحدة ؟
آبي :
- جون هل لك أن توسع لنا المساحة .. فالمكان ضيق .
جون بمكر :
- علم .
أظهر جون جناحية و بدأ يحلق وهو يرفرف بجناحيه نحو الأعلى لتحريك ضغط الهواء نحو السقف .. فعلها مراراً و تكراراً و لا زال يستمر بينما تدافع آبي بكل ما يقع تحت قدرتها لتقليل الوحوش الفضائيـة , أطلقت كاسيدي الكرات المائية الحارة وكأنها مدفعيـات فما أصابحت مخلوقاً حتى قتلته للإذابـــة .. لكن الحقيقة أن تلك المخلوقات لا تقل بل تزداد كثرة , أسقط جون حجارة السقف حتى طمرتهم ولكنهم مالبثوا أن يعودوا تارةً أخرى !
هنا وقفت آبي وهي تصرخ :
- جون .. هل لك أن تجلب سلك كهربائي ؟
تلفت جون حولة ليرى تلك السلاسل المتصلة بالكهربـاء , أشار لآبي فأردفت :
- ألقه من الأعلى عليهم , كاسيدي .. المــاء رشيء الماء بشمل عشوائي .
و فعلاً .. تم لها ما أرادَت .. و بـ استخدام الموجات مرةً أخرى .. كان الأمر أشبه بحدوث صاعقة في المكان .
أودت بكثيرين منهم , ولكن آبي أرهقت قواها و أخذت بالشهيق و الزفير بصوتٍ واضح .. !!
ضحك هاري بقوة وهو ينظر إليهم :
- قلتُ لكم لن تخرجوا من هنا أحياء ً و ماذا إن قتللتم أضعف مُستوى .. هاه ؟ تبقّى لكم الكثيرْ !
في سلسلة من الهجوم المتتابعة قضاها أبطالنا الثّلاثـة أصبح التعب مسيطِراً فما لبث هاري ان استدعى اثنين من المستوى الأعلى للمخلوقات الفضائيـة .
جثت آبي على ركبتيها وهي تهمس :
- مستحيل .. لقد نفدت طاقتي كلها لا لا يمكنني إكمـ ـ ـ ـ ـآل القتال هكـذا ~
صرخ جون :
- آبي احذري ><
و إذ بـ المخلوق البشع خلفه يقذفه نحو الجدار , لم يعد يدرك جون ما حولّه .
نادت آبي بصوت بًُحّ :
- جون !
إذ بتلك اليد تمتد لخنقها .. ضغطات قويَّـة و إحساسها بــأطرافها يختفي .. حاولت المقاومـة ..
موجة طولية أخرى لكن بلا فائدة كانت كـ نسمة هواء عابرة بالنسبة إلى ذلك المخلوق الذي أحكم سيطرته بقوة .
أصبحت عيني آبي تغلق بقّوة و هي ترى كارولاين بين يدي هاري ..
ما عن كاسيدي الذي أخذ الفزع ملامح وجهها و راحت تأخذ كل سبيل للخروج من هنا و الهرب ..
لكن المخلوقـآت التفت حولها و يحيط بها الجدار من خلفها ..
لكن فجأة .. و للحظــة ..
كانت تلك اليدُ التي ارتدت قفازاً قماشياً ربتت على جبينها ليقول صاحبها بخفـة :
- اششش , لا حاجة للقلق الآن ..
أخذت تنظر كاسيدي لعينيه حتى غشيها التعب وهي تحاول النهوض بلا فائـدة .. إذ غطّت في سبات عميق .
رفعها الشاب الذي ارتدى قبعة بنية اللون تناسبت مع لون معطفــه , أجلسها بجانب جوناثان و همس في أذنها ليقول :
- ستكونين بخير .. لذا كوني ممتنَّــة للقمامة !
دُهش هاري بالشاب الذي أمامه و راح يقلب بصره في أنحاء وجهه الغاِمض والذي لم يظهر منه سوى عينه اليسرى فقط ْ !
- من أنت و ماذا تريد ؟
- أنا !! يالهذا السؤال الصعب .. دعني أجيب عليه لاحقاً بعد أن أقتُلك . و غمز بعينه في خبث .
ارتعبت أطراف هاري و أخذ يتوعد بقسوة :
- لن تقترب مني خطوة إلى الأمام أبداً .. اهجموا عليه .
حاولت الوحوش الفضائية الاقتراب منه ولكنهم في كل مرة يخطئون مكـآنه ..
أخذ هاري يتلفت يميناً ويسرة ً محاولاً الخروج تاركاً وحوشه خلفه تتكفل بأمر ذلك الشـآب .
ولكن بطلقات متعددة .. من مسدسين أسودين بنقوش ذهبيــة , سالت تلك الدماء الخضراء و لطخت بها عامّة الغرفـة .
فزع هاري وراح يطبق على عنق كارو بذراعـة و هو يهدد بــ حقنها بتلك الإبرة التي تحملت محلولاً يميل إلى الأحمر الغامِق :
- إن لم تتوقف حالاً . أقسم أن أجعل من صديقتك هذه فضائيّاً نتن >< "
ابتسم الشاب بُخبث وهو يقول :
- صديقة ْ ! حاوِل أن تفعــل !
قرب هاري الحقنة من عنق كارو التي أخذت لا ترى سوى الأطياف فقط , اختفى الشاب من أمام هاري فـ امتلأ فخراً و انفجر ضاحكاً :
- سأريك كم أنا قادراً على فعلها .
فإذا بــ صوت سحب حامل الزنــاد يُسحب .. التفت هاري ليجد الشاب قد ألصق مسدسه على رأسه ليقول بهدوء :
- يجب أن تعلم ظُهور شخصٍ جديــد .. يتطلّب نفي آخر من الحيــاة .. و أطلق المسـدس لتخترق الرصـآصة رأس هاري
فيسقط صريحاً على الأرض بينما يتكفل الشاب بحمل كارولاين برفق ليرفقها بجانب أصدقائها الثلاثـــة .. ليمسك بأيديهم و يغلق عينيـــه وهو يهمس بابتسـآمة كبيرة :
- كونوا جميعكم ممتنون للقمـآمــة .
فإذا بـ آبيغال و جوناثان و كاسيدي في المقر أمام السيد روبنسون , انحنى الشاب و قال :
- تم توصيل طلبية قمامتكم سيدي .. إلى اللقـآء .
صرخ روبنسون :
- ليونـآرد , انتظر !
توقف ليونارد عن سحب مقبض الباب و قال بلامبالاة ..:
صغيرتك الأخرى تتجه إلى مستفى لندن الخـآص , حالها لم تعجبني ><"
لا تنسى أن ترسل لي الستة جنيهات .. أري مقابل إنقاذ صغارك ^_^
و لا تفكر في انضمامي إليكم ,, نعود لمجريـات الحاضر حيث الآن ! - الساعة الخامسـة بتوقيت مدينة لندن , لا يزال اليوم أربعاء ً !-
كايرو :
- أكل تلك المذابح حصلت بمجرد غيابنا ؟
و إذ بصوت ارتطام شيء ما بالنافذة .. اشتعل ريكاردو غضباً و اتجه نحو النافذة ليفتحها و يصرخ :
- هييي أنت يا جامع القمامة هناك ><
- أتقصدني أنا يا سيدي ؟
- أجل و من غيرك يا مغفــل , انتبه و أنت تجمع القمامة جيداً .. لا حاجة لإلحاق نوافذ الطابق الأرضي من منزلنا هل تفهم ؟ ><
أجابه جامع القمامة بصوت مسموع :
- أجل ..
ليكمل بهمس :
- لك ذلك يا ابن أخي المزعج ريكاردوو . ^________^ نهاية الفصل السابع
|
التعديل الأخير تم بواسطة Mulo chan ; 04-30-2016 الساعة 03:11 PM |