عرض مشاركة واحدة
  #69  
قديم 07-15-2016, 07:23 PM
 
الفصل السادس عشر / 1

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/11_04_16146039976309682.png');"][CELL="filter:;"]
[ALIGN=center]


لا أحد يدري " ماهُو شعور الخَونة ؟ "
أو حتّى شعور الخوف من وجود " خونَة ؟ " ... أهي كـ الخوف من الموت !!!
أم أنها مُجرد ترهة لا أكثر و لا أقّلّ ...



ارتفع صوتُ تنهيدةٍ عالية أُطلقت من قبل الشَاب الطّويل الذي جَلس
جلسة مُنحنيَة حيث أسند رأسَه للكُرسي الأحمَر القاني و الذي توسُّط شقّة جوناثان بشكل ٍ
أو بـآخر ...

تحدّث ليونارد بعد تنهيدته قائلاً :
- لم لا يستطيع شخصُ ما أن يرتـاح حينما يرى وجوهكم التعيسة يا تُعساء ؟ o_O

بينما أردف في نفسه قائلاً " لقد أفسدوا المتعة التي كُنتُ أشعُر بها !!! "

أسًرع ريكاردو بالرد مع أنفاسٍ تستشيطُ غضباً :
- هلّا أجّلت ذكر حكاية التعاسة يا جامع القُمامة ؟ لأنني أجزم بكل ما لدي من ثقة , بأننا لم نعرفها إلا من بعد ما رأينا وجهك !! >_<"

قاطعت كارولاين بارتباك محاولة تغيير مجرى الحديث :
- حسناً .. هلا كففتما عن بدء ذلك الآن ... بالمناسبة ألا تشعرون بالجوع .. مثلي ؟

قالت كلمتها الأخيرة بخجل و هي تحاول الإنزواء في جلستها ,

.
.

مشى في الرواق المُظلم بصمت و هو يعد خُطواته الهادئة بين الفينة و الأخرى ...
على رغم ملامحه الحادّة إلا أن عينيه أعلنت الرحيل في عالم آخر من التفكيــر المُختلف !

أخذ يُحادث حديثاً هامِساً :
" أياً كان .. لا فائدة من العجلة ! لا فائدة من العجَلة !! "

بينما باغتته في هذه اللحظة صُورة ً جميلة .. لم تكن سِوى لــ الحبيبَة لُورا ...
هُو لم يتوقف في مسيره إلا ليُوقف ألماً عنيفاً هزّ قلبَه بُرهة .. شعر به يدقّ دقاتٍ متسارعة لأول مرّة !!
و كأن شعور اللقاء الأوّل يعود من جديد .. من حيث النسيان الذي لا بد من تركه للأبد ...
رنّ هاتفه المحمول ليجرّه من عالمه في دقائق , مضت دقائقُ أخرى دون أن يُجيب , ولكن التكرار قد أعلن جرس الطّوارئ لدى كريس .. أخرج هاتفه ليجيب بهدوء :
- مرحباً , كريس يتحدّث ...

جاءَه الصوت الآخر صاخباً ممزوجاً بغموضٍ مريب :
- أُقسِم أن غباءك سيكشفك قريباً و يُودي بنا نحو الهاويّة .. فهلّا هدأت قليلاً ؟

رد كريس متفاجئاً :
- سيّدي .. كيف أدركت ذلك ؟

جاءت الاجابة ساخرة :
- و كأنني غبي !! .. استمع لقد وضعوا من يراقبك .. فحاول الخروج من المأزق
الذي أوقعت نفسك فيه قبل أن يدمروك بــاسم " الحُمق الذي تحمله " ..

- حاضِر .. ( بصوتٍ منخفِض مُفكّر )

------------------------------------------------------------


16

في لحظةٍ خطفت أنظار الجميع بعضها وكأنها تتلامز على شيءٍ غريب ..
و هم يتناولون علب المعكرونة سريعة التحضير لأكلها ..
تحدث ريكي ببؤس قائلاً :
- أهذا كل ما لديك من طعامٍ يا رجُل !! المعكرونة السريعة فقط !! ,

أجاب جوناثان متصنعاً الغضب :
- لتشكر الله أنني وجدت هذا في المخزن .. أو كنت ستُضطر للنوم جائعاً !!

حرّك ريكي رأسه كبرياءً معلناً الصمت ..
تكلمت كاسيدي أخيراً بعد أن وضعت العلبة من يديها :
- أنا جائعة حقاً .. أشعر بأني لم آكل حتى اللحظة =_=

قالت جولي بهُزءٍ واضح أشعّ من عينيها :
- آه .. لا بُد أن لديك معدة ضخمة لا توفي معكرونة سريعة بها .. أوليس كذلك عزيزتي ؟؟؟

انتصب الشر في قلب كاسيدي لتقول ببطء :
- أرجو سكوتك أيتها البرجوازية المغفلة .. هل تريدين أن يتلف شعرك الجميل بيدي ؟؟
- ماذا ؟ ( صرخت جولي حتى تكون بداية لمعركة حامية الوطيس لولا هناك ما قطع ذلك )

" أعتقد بأنني سأذهب من هنا .. لأتناول عشاءً فاخراُ .. فاسمحوا لي "
تقدم ليوناردو نحو الباب و هو يلقي هذه الكلمات بتملمُل حتى لم يعد هناك سوى
صوت الباب يُصكّ ...



بينما تعالت الأضواء الحمراء .. في غرفة الإنعاش ..
كانت الضوضاء منتشرة بين طبيب يركض و ممرضة تخرج ..
إلا أن الحالة الحرجة التي تتواجد في غرفة الإنعاش لا زالت تغمغم بكلماتٍ غير مفهُومَة ..
و مُؤشر القلب يظهر الضعف الكبير ليُحذر من " فُقدان " الحَياة ...
تسارع الأطباء حوله ليحاولوا الإنقاذ .. مضى الكثير من الوقت ْ .. على تلك الحَال ْ
لكن لم يعُد هناك سِوى صوت الأنين التي أصدرته الأجهزة بـ ضعف

تنحنحت الأصوات بعد أن عجزت عن فعل شيء حتى تردد صدى الأصواتِ قائلةً :
- لقد مات الرجُل !!
مـات !!
مـــات !! ماتْ !!



في ذاك المكان الذي اكتظّ بالزبائن من كل صَوب ...
و انتشر النوادل في الأرجاء لتقديم الخدمات , وقف عند البوّابة بإحباط بينما التفت خلفه
ليجد مجموعة ً من الأصدقاء يبتسمون بـ " بمكر مشبوب بـ بلاهة ٍ عابرة "

قال ليوناردو و حاجبُ يرتفع :
- ومالذي أتى بكم إلى هنا الآن ؟

ردّت جولي و هي تبتسم ابتسامة ً أقرب ما تكون لتكشيرة مريعة :
- الأمر واضِح .. نحنُ نريد أن نأكُل أيضاً !!!

ثوانٍ حتى تحلق الجميع على تلك الطاولة المُدللة و التي توسطها ذلك الورد الأحمر ..
بدأ الجميع ينظرون من حولهم حتى استفتى سؤالُ فرّ من فم ريكاردو بانخفاض :
- لم أكن أعلم أن جمع القمامة يجلب الكثير من المال !!

أعادتها جولي بصوتٍ واضح :
- آه .. صحيح ليوناردو لم أكن أعلم بأن الذين يجمعون القمامة
يحصلون على الكثير من المال .. ( و نظرت له باستقامة )

فتحتت كارولاين فمها حتى تجيب .. إلا أن صوت ليونارد أراد قطعه بـ ضحكة ساخرة و أجاب :
- يا لكم من تعساء ؟ ألم تعرفوا ذلك قبلاً ؟ أنصحكم بهذا العمل فستربحون الكثير !

أردفت جولي بسرعة :
- لا شُكراً .. و الآن هلّا دعوت لنا النادل حتى نطلب سريعاً !

أشار ليونارد بيده حتى تقدم نادِلُ عريض المنكبين , أصفر الشعر .. أخرجُ دفتر الطلبات و تحدّث باحترام :
- أهلاً بكم يا سادة في مطعمِنا .. يشرفني خدمتكُم .. فماذا تطلبُون ؟

أخذ النادل يأخذ الطلبات و ارتحل عنهُم , بعد ذلك أصبح الجميع يُلقي بأحاديث لنسيان الوقت بينما ظل ريكاردو و ليوناردو صامتين يحدق الأخير في الناس و يحدق الأول فيه بـ " كُره " لربما !!
كانت نظراتُ من نوع يختلف عن ذلك الذي نسمّيه " مودّة " إنها أقرب ما تكون للــ " عدوانية ! " ..

رنّ هاتفُ ليوناردو في هذه اللحظة ليرد بعد ثوانٍ في طمأنينة :
- مرحباً .. ليوناردو يتحدّث !!
- أهلاً ليوناردو هذا أنا الطبيب بيتر أتحدّث إليكْ !!
- مالأمر ؟ ( بقلق )
- أود أن أحدثك بشأن السيد روبنسون لقد ( ...... )

تغيّرت ملامِحه و تجمدت بينما ينهض من على الكُرسي , عانقت نظراته اللاشيء ثم عادت للواقع ليقول بعد أن بُح صوته :
- حسناً .. شكراً لك , سآتي قريباً !!

أدخل الهاتف في جيبه و أخبر الجميع بأنه ذاهب لدورة المياة القريبة و لن يتأخر ...



صوت المياه وهو ينجرف لداخل الحوض مراراً .. كان كموسيقى ثائرة ..
أرادت أن تفجر ما بها من " صدمة " .. لم يعد سوى يتأمل وجهه من المرآة ليعود و يدخل يديه في
الماء و يحاول مرةً أخرى أن يبرّد حرارة وجهه .. إلا أن دمعاتٍ استقرت على وجنتيه و كأنها كابرت
حتى الخروج .. فقد ضاق بها الخناق .. لم يدري أنه بهذا قد أخذ وقتاً طويلاً .. استفسرت مجموعته
عنه فيها !!

و كان الحل هو نهوض جوناثان للبحث عنه .. و ذهابه إلى دورة المياة " هناك حيث يجده "
أخذ جون يبحث بتملمُل حتى استقر نظره على " ليونارد " الذي يُطالع نفسه حتى اللحظَة ..
تفاجأ حيث لمح تلك الدموع و هي تخرج ..
فتيقّن أن " شيئاً مُريعا قد حدث ْ " ..



عاد جوناثان للطاولة وهو يبتسم بمرح :
- سيأتي ليو بعد قليل ْ !! تباً لقد أخذ يفرط في الحديث مع أحد النوادل هُنا !!

قال ريكاردو بسخرية :
- أجل .. ربما تجده قد ترجاه بما يكفي حتى لا يدفع الفاتورة !!

كارولاين بتنهيدة ٍ يائسة :
- أرجوك كُفّ عن ذلك ريكي ...

أقبل ليوناردو و قد اصطنع التعاسَة ليصمُت الجميع ْ !!
مر الوقت ُ سريعاً حتى حضر الطّعام مع نادلٍ آخر .. ذو بشرة ٍ سمراء
و يدٍ قويّة شديدة البأس .. وضع الطعام على الطاولة و انحنى احتراماً ثُمّ انصرف ْ !!
و لكن غرابةٍ بشأنه جعلت أبيغال تحدق فيه باطالة حتى اختفى عن ناظريها لتتجه
إلى الطعام حيث كانت كما و أنها تتفحصه حتى قنينة الشراب ...

كانت يد جوناثان تمتد لولا قولها :
- توقّف .. هذا الطعام مشكُوكُ بأمره ..
- أوووه ! يا لك من ذكية .. اكتشفت ذلك سريعاً ! ( قالها ليوناردو بلا مبالاة )

تمددت عينا ريكاردو ليرد بعدم فهم :
- مالأمر ؟ و اخرجونا من دائرتكم يا أذكياء إلى دائرتنا رجاءً !!

أصبح الجميع يلقي بنظراته سريعاً للآخر حتى أجاب ليو :
- المفترض في هذا المطعم أنه يخصص لكل طاولة نادل خاصّ لخدمته !!!
و لكن ما حصل هُنا .. هو أن من استلم الطلبات شخص و من أحضرها شخصُ آخر ْ !!

- لا أجد ذلك غريباً !! ( أردف ريكاردو )

وقفت أبيغال و تحدثت :
- هل لي بإذن لأتبعه .. ( وحدقت بثقة في الجميع ْ ! )
- لكِ ذلك و كا سيدي معك ْ ( قال ليونارد )

تعجبت كاسيدي و أشارت باصبعها نحوها معلنة ً عدم إرداتها للأمر و لكنها انصاعت في هدوء !!
- سنكُون على اتّصال ! ( قالت أبيغال )

وقف ريكاردو بقلق و قال :
- ألن نذهب معهما من الخطر تركهما وحيدتين !!

رد ليوناردو بمنطِق :
- لا تقلق عليهما فهما يُحسنان التصرف جيّداً , علينا نحن الذهاب أيضاً
فلا نعلم ما قد يحدُث هنا .. الكثير من الأبرياء قد يُقُتلون بسببنا .. فهيا لنخرُج !!

أسرع الجميع نحو بوابة المطعم الرئيسيّة إلا أن انفجار قد هز أرض المطعم ليقفزوا بأجسادهم مع البوابة قبل أن تُغلق بفضل قوة الانفجــار ..
صرخ جوناثان بقوة :
- حسناً .. يبدو أنهم بدأوا الآن !! فمالحَل ؟

بنفس قوة الصرخة أجابه ليونارد :
- الهروب ْ !!

تكلمت جولي بغضب :
- ولم لا نقاتلهم حتى نقضي عليهم نهائيّاً !!

أجابت كارولاين بتوتر :
- أكيدُ أنك لا تريدين مئات الآلاف ينظرون إلى قوتك الخارقة هُنا .. فلستِ وحدّك !!!

ريكاردو و قد انتابته موجة ثائرة :
- بدلاً من التحدث يا حمقى .. لنهرب !!

تراكض الجميع بين الشوارع التي أصبحت محكّاً لالتقاء الكثير من السيارات .. و انتشر الدخان بكل مكان
مُنبأً بتواجد النيران المستعرة التي بدأت تأكل كل ما تلاقيه ...
أخذ جوناثان ينظر للسماء و هو يركُض .. فسأله ليونارد :
- و الآن ماذا تتأمل ؟
- أنني أتأكد فلربما يهطل المطر .. ليريحنا من عناء الركض هنا !!

- هل تحلم ؟؟ ألم تسمع الأخبار الجوية اليوم إن درجة الحرارة تساوي الـ 28
مع عدم وجود سحابٍ و الرياح منخفضة , أي : لااا أمل .. ( أجاب ريكاردو لاهثاً )

- يا سلام !! أصبح لدينا نشرة جويةُ متنقلةُ هنا ( سخرت جولي !! )

نظر ريكي بغضب :
- اصمُتي !!

استعجَبت جولي من غضب ريكاردو بينما أخذت تُكمل هُزءها :
- آآآه .. لم أكن أعتقد أن ثمّة مُزحة قد تُصيبك بِجُلطَة .. يا ابن الرئيس الـ آآآآآه !!

بينما كانت تسرد كلمتها الأخيرة تعثّرت بقدمها حتى تسقُط على وجهها و تلتصق بالأرضْ ..
أوردت صرخةً أنّت من الألمْ و هي تحاول أن تُمسك بقدمها تارةً و بأنفها تارةً أخرى وهي تردد :
- وجهي !!! أنفي !!!! لاااا !!!

تقدّمها كلُ من ريكاردو و جوناثان و كارولاين و ليوناردو .. وعلى وجههم قد ارتسمت
تعابير مُرتعبة , ذُعرت ْ جولي ظناً منها أن شيئاً ما قد حدث لوجهها !!

فارتفع صوتها خائفاً :
- ماذا هُنــاك ؟ ماذا حدث ؟ هل ... هل ... ؟ >__<
- إننا ننظر للمرأة بجانبك =__= ( قالتها كارولاين )

تأملت جولي ذاك الجسد الملقى على الأرض والتي تغطّت بفستانٍ أحمر لائم بشرتها البيضاء
النضرة .. مُستمداً جمالُه من تلك المساحيق التجميلية التي زينت وجهها .. حتى تكتمل الصورة
بشعرها الأسود الحريري الذي غطّى مُقدمة عينيها ...

بلعت جولي ريقها بصعوبة وهي تردد :
- هل هي ميّتة ؟

أجاب ليونارد بلامُبالاة :
- من يدري .. رُبما لنمضي الآن !!!

حملقت كارولاين فيه و قالت :
- ليس من المعقول أن نفعل ذلك ؟ و المرأة أمامنا و تحتاج للمساعدة ...

نزل ريكاردو حذو المرأة و راح يضع يديه على رقبتها حتى يتلمس النبض فقال بحبور :
- لا تزال المرأة على قيد الحياة !!!

تألمت ملامح وجه كارولاين وهي تظهر وجهها للجميع بُغيَة " أن يُساعدوا المرأة " !!

إلا أن جوناثان رفع يديه مُستسلماً :
- أنا لا دخل لي , الأمر يعود لهُم .. ( و أشار على جولي , ريكي , ليو )

مع اقتراب جولي للنطق .. تجمّعت حولهُم تلك الكائنات الخضراء الضخمة ذات الأجنحة
الشفافة و التي يقطُر منها ذاك السائِل الأحمر اللزِج .. لُينبه الجميع على أن تلك المخلوقات
قد انتهت للتو من تناول وجبة بشرية دسمَة .. و الدور قادِم عليهِم !!

نظر جوناثان إلى ماحوله ثُمّ تحدّث :
- لا إمكانيّة للقتال معهُم المكان لا يتحمّل أن يكون ساحةً للقِتال ×_×
_ وهل تريد منا أن نكون الحلوى بعد العشاء إذن ؟ أعطني حلولاً و لا تعطني موانعاً !!!
( و احمرت عينا ريكي من الغضب )

- لا تنسوا المرأة .. فهي من الأبرياء الذين لا بُد أن نحميهم !!
( تكلمت كارولاين بابتسامة بلهاء )

قوست جولي حاجبيها و قالت بضجر :
- دعينا من بريئتك هذه و لننقذ أنفسنا أوّلا , ليُو هل لك أن تستخدم قدرتك لنجدتنا فجوناثان
لن يستطيع الطيران مع وجود جماعة مقززة كـ " تلك " و راحت تُشير بإصبعها نحوهم !

حكّ ليو أذنه ثُم طالع فيمن معه و تجمّدت نظراته .. تحدّث :
- لتكونوا على يقين لستُ مسؤولاً عما سيحدث .. سواءً لكم أو لها !!!!
و الآن اقتربوا مني رجاءً .. فلن أتقدم خطوة واحدة لأكون أول حلوى تُؤكل هُنا ..

ألقى ريكاردو شتيمة له في داخله ثم قال :
" فلتمُت يا جامع القمامة الوغد >_<! "



تهامست الفتاتان .. من وراء ذلك الجدار الحجري ..
بينما تثبتان حدقة عينهما على ظل رجلين اثنين قد دخلا مقهى " قهوة لندن "
و الذي اختلف عن أي مقهى آخر بتصميمه الريفي الذي أخذ من الألوان البندقية تناغماً بطعمٍ
جميل و جذآب ...
أسرعت أبيغال بالتقاط هاتفها حال رؤيتها دخول الرجلين ... لتتصل على ليونارد لتطلب المُساعدة !
ضغطت على الأرقام واحداً واحداً وهي تتأمل المقهى من الخارج ..

ولكن لحظةً غافلة كانت كافية ليصل صوت ضحكه من الخلف بينما قال :
- من أرى هنا ؟ عضوين من المنظمة الإنسانية !!!!

توسع بؤبؤهما و هما يحدقان في الرجل الماثل أمامهما , الذي لم يكن سِوى " كريس ", ليباغتان بضربة أفقدتهما وعيهما ..

سقط الهاتف من يد أبيغال مُردداً :
" إن الهاتف المطلوب ! لا يمكن الاتصال به الآن ! فضلاً أعد المكالمة في وقتٍ لاحق !! "



ازدحمَ ذلك الصًندوق المُظلم بأصدقائنا الخمسة " كارولاين , جوناثان , ريكاردو , جولي , ليوناردو "
و سادستهم المرأة فاقدة الوعي .. كان الجميع بمنظر مثير للشفقة حيث أصبحوا مركومين فوق بعضهم البعض
كما تتراكم الأوراق في دفتر !!

تأفف ريكاردو محاولاً التنفس :
- متى ستنهضون من على ظهري ؟ لم أعد أطيق الانتظار أو حتى شم هذه الرائحة المقرفة !!

ردت جولي و هي تمسك بأنفها :
- معك حقّ !! يبدو أن مكان نجاتنا هي هذه القمامة >_< و هذا لا يليق بـصاحبة جماهير مثلي ؟

علق ريكاردو بــمكر :
- وماذا كنت تتوقعين من جامع قمامة أن يجعلنا نحلق في السماء مثلاً إن أقرب ما يتوارد إلى ذهنه هي القمامة نفسها !!!

تلون وجه جوناثان و لم يعد قادراً على التنفس حيث ألقى بمن كان فوقه جانباً و راح يخرج رأسه
من فتحة القمامة .. قائلاً :
- الحرية !

تلفتت كارولاين لحولها ثم صرخت باستغراب :
- أين اختفى ليو ؟

نفخ ركي فمه و أجاب :
- و ما أدرانــــا !!!

اقتربت جولي من المرأة .. لتزيح بعضاً من خصلات شعرها عن وجهها ...
فتتفاجأ بشخصيتها و تصرخ :
- دعكم من هذا الآن .. إن هذه المرأة هي لــورآ ..!!!!

أدار البقية برؤوسهم بذهول نحو المرأة و هم يشهدون بأنها ..
ليست سوى لورا رفيقتهم مغشياً عليها التي اختفت منذ مدة




[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________

كفّـارَة المَجلِس :
[ سُبحانكَـ اللهُمَّ وبحَمدِكـ , أشهَـدُ أن لا إلهَ إلاَّ أنت , أستَغفِـرُكَـ وأتوبُ إليكـ ]

روايتي : مغامرات أسطورة بددت أوجه الظلم والظلام
رواية قتالية : حين تصير أرواح الناس غذاء
رد مع اقتباس