عرض مشاركة واحدة
  #77  
قديم 08-04-2016, 01:38 PM
 
الفصل الثامن عشر / 2

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/11_04_16146039976309682.png');"][CELL="filter:;"]
[ALIGN=center]
<b>


[ مساء اليوم التالي .. الثانية ظهرًا ]




تثاءبت جولي و هي مستلقية على الأريكة , لتقول بتذمرٍ و كسل : ممل .. أنا لا أمانع بقتال بعض الفضائيين ولو تلطخت قليلاً بدمائهم المقرفة ! لكن كل ما أريده هو بعض التسلية بأي شيءٍ كان !!

بالطبع لم تكن جولي تعني ما تقوله , فهي تلقي بجميع ملابسها التي تتلطخ بدمائهم , لكنها قالت ذلك لتكسر حاجز الصمت لا أكثر

كاسيدي بانزعاج :
إذًا لماذا لا تصففين شعرك و تراقبي جمالة الأخاذ كالعادة ؟!

اعتدلت جولي بجلستها قائلة :
فعلت ذلك لمدة ساعتين ! كما أنه سيتساقط على هذه الحال xD

غيرت نبرتها لتقول بجدية أكبر :
بالمناسبة كيف حال لورا الآن ؟

تنهد حوناثان الذي كان بجانب كاسيدي على الأريكة الأخرى ليقول بهدوء :
لم تستيقظ بعد , كما أن كارو لا تزال معها لذلك لا مشكلة ^^

حكت كاسيدي رأسها بانزعاج : كم أحسد لورا ..
فلو فقدت ذاكرتي لكنت سعيدة جدًا لأني سأنسى وجه جولي القبيح !

داعبت جولي شعرها بدلال :أعلم جيدًا بأنكِ تغارين مني عزيزتي , لا أستطيع لومك فأنا مثالية بجمالي على عكسك .. أرأيتِ تسريحة شعرك ؟ أو حتى بشرتكِ ! أُقسم بأن جدتي ستكون أفضل حالٍ منكِ ..

ظهر عرق على جبين كاسيدي و قالت بغيض :
من طلب رأيك بحقِ خالقِ الجحيم ؟!

ابتسمت جولي ساخرة : لا أحد ..
لكني أردت نصحكِ و إرشادك كطيب خاطر مني لا أكثر .. أوه كم أنا لطيفة

تنهد جون و هو يراقب شجارهم التافه و قال لريكي الذي يجلس بجانبه من الناحية الأخرى :
فتيات .. هل تريد اللعب بشيء ما ؟

لم يجبه ريكي فهو كان يراقب جولي و يفكر بأمر ما .. استغرب جون ذلك لكنه لم يقل شيئًا حتى قال ريكي بهدوء : حسنًا .. لا بأس بذلك ..





ركضت حتى صعدت السلالم الحديدية بخفة و ابتعدت عنه لكنها تفاجأت بظهوره من الجانب و هو يقفز إلى الممر الحديدي الذي تقف عليه لم تكن معالم وجهه واضحةً أبدًا لكنه نطق بنبرة غريبة : تهربين لأنني نصف فضائي , أم لأنني مازلت شخصًا تحبينه ترفضين قتاله ؟

لورا بحزم : لا تتفوه بشيء لا تعرفه جيداً
أجاب بثقة : و لكنني , أفهم قلبك جيدًا و لطالما فعلت و أنتِ تدركين ذلك
لورا بحزم : طالما أنك تتحدث بهذا الهراء .. لماذا تهاجمني إذًا ؟
صمت برهة ثم احتدث ابتسامته مجيبًا : لأجلك


فتحت عينيها سريعًا و معالم الدهشة طاغية على وجهها , حركت بصرها ناحية اليمين لترى كارو النائمة بجانبها , اعتدلت لورا بجلستها و وضعت يدها على رأسها لتهمس : ما كان ذلك ؟! ..


وقفت على قدميها لتتوجه ناحية النافذة لتنظر ناحية السماء الزرقاء مخاطبةً نفسها :
صوته مألوف جدًا .. طريقة حديثه .. أيعقل بأنه ..

هزت رأسها نافية : لا لا ذلك مستحيل ..
فكريس لن يهاجمني أبدًا ! ربما كان مجرد حلم تافه لا أكثـ ..

" ربما من الأفضل ألا تتذكري , من الأفضل أن تنسي كل شيء , انسيه يا لورا و عيشي لحظتك فقط "

عادت كلمات كريس لِتردد داخل عقلها, أنزلت برأسها قليلًا و همست لنفسها : أم أنه فعل ذلك فعلًا ؟ ولا يريد مني تذكر ذلك ؟! لكن لماذا ؟!! لماذا هاجمني من الأساس ؟!!!

تكرر صوته الهادئ في عقلها مجيبًا على سؤالها " لأجلك "

بهتت عينيها قليلاً لتقول بحزن :
مالذي تخفيه عني يا كريس ؟!!

التفتت ناحية كارولاين لتقول :
و بمَن أثق ؟



[ الساعة الثانية ليلًا ]


فتحت الباب بهدوء , تفقدت المَمر ثم خرجت مغلقةً الباب ببطئ , كان الظلام حالكًا جدًا مِمَا جعل من الرؤية أمرًا صعبًا ..

تعثرت بشيء ما لتقع أرضًا لتطلق صرخه لم تكملها خشية أيقاظ احدهم , نظرت حولها و لم تجد شخصًا , تنهدت بارتياح , نظرت للشيء الذي تعثرت به لتجد بأنه جهاز تحكم , نهضت على قدميها و توجهت نحو الباب لتخرج من الشقة.

تخطوا خطاها الهادئة الحذرة ، في تلك الشوارع الفارغة ، برودة الليل و طبقات الضباب التي لطالما رافقت مدينة لندن ، ساعدت على توترها مسببة رعشة خفيفة في جسدها ، لكنها كانت تتمالك اعصابها ، لتكمل طريقها و لم تنتبه أنها ضاعت بين أحياء و شوارع لندن ، توقفت عن السير أخيرًا ، نظرت يمينًا و شمالًا لكنها لم تستطع تمييز مكانها جيدًا بسبب كثافة الضباب ، في تلك اللحظة أدركت بأنها تمامًا ضائعة ، زفرت بانزعاج و همست : رائع !

شدت قبضتها على يدها و بدأت بالتفكير عن حل للمأزق الذي و قعت بهِ ،
تنهدت قائلة : سُحقًا لأجواء لندن ! و الآن أنا ضائعة في ..

لمحت جسدًا مترنحًا يمشي نحوها ، أخذت ملامحه بالإتضاح شيئًا فشيئًا ، توقف أخيرًا بعد أن لاحظ وجود لورا ، صحيح أن وجهه لم يكن واضحًا جدًا ، لكنها استطاعت رؤية تلك الإبتسامة القبيحة التي رُسمت على وجهه ، كانت خبيثة جدًا ، استغربتها لورا في البدئ لكنها سرعان ما صُدمت بتلك العروق التي اتضحت على وجهه ، أصبحت عينيه بيضاء تمامًا ، تضخمت عضلاته حتى انفجرت يده لتتحول إلى يدٍ خضراء طويلة بشعة بخطوطٍ برتقالية لولبية ، ثم انفجر باقي جسده سريعًا بطريقة مقززة فيظهر بهيئته الفضائية القبيحة ، اتسعت حدقتاها فهاهي تقابل الفضائي المتحول للمرة الأولى ، و لم تعرف ما تفعل ، هل تحاول الدفاع عن نفسها ، أم تجنب إيذاءه ؟

قاطعها ذلك الهجوم المفاجئ الذي قطع تفكيرها و جعلها تحلق بعيدًا .. وقعت على الأرض بقوة لتتأوه ألمًا ، رفع يده التي تفككت إلى خيوط رقيقة لتتشكل على شكلٍ غريب شابه المطرقة ، أنزل يده بسرعة ليضربها مجددًا لكن لورا استطاعت تفاديها و كان ذلك لحسن حظها ، فشضايا الأرض تطايرت حتى إن أحداها تسبب بجرحٍ بسيط في خدها الأيمن !

رفع يده عن الأرض المحطمة ، أراد مهاجمة لورا لولا أنه تلقا ضربة قوية من الخلف ، تلاه صوتٌ ذكوري : لقد اخترت فريسة خاطئه أيها الفضائي القذر !

التفت ناحية الصوت ، ليرى تلك الكرة النارية التي تطوف فوق يد أحدهم ، لم يستطع لمح شيء منه غير ظل جسده بسبب كثافة الضباب ، لم يأبه لذلك و حاول مهاجمته لكن شظايا باردة اخترقت ظهرة ، تفكك جسده لخيوط لتسقط القطع الثلجية أرضًا ، ثم أعاد تكوين جسده مجددًا ، التفت ليجد لورا مع فتاتين أحدهما بشعر أسود منسدل بنعومة على كتفيها ، ترتدي فستان زهري يصل لأسفل ركبتها , و أخرى بشعر ازرق طويل ترتدي قبعه سوداء ، بنطال جلدي ضيق و قميص بدون أكمام ، ابتسمت جولي بثقة و قالت موجهة كلامها لِلورا : هل ذهب عقلك مع ذاكرتك ؟ تهربين في جو كهذا ! أتعرفين كم كان تتبعكِ أمرًا صعبًا ؟

لم تقل لورا شيئًا ، بل كانت مصدومة من ظهورهم المفاجئ ، أراد الفضائي مهاجمتهم لكن ريكاردو سبقه بكرته النارية ليقول : هل تهاجم النساء يا قليل التهذيب ؟ آآهٍ على تربية أمك التي ضاعت هباءً !!

بدأ الضباب بالتشتت لتتضح الرؤية أخيرًا , فكارو استعملت قواها لتفعل ذلك ، استطاع الفضائي رؤية الفتيات بشكلٍ جيد ، التفت للخلف ليجد ريكاردو مبتسمًا ابتسامة ساخرة ، ضيق من عينيه بغرور قائلًا : إنتبه ! فلربما تُهاجم من الخلف للمرة الألف أيها الضعيف !

شن هجومه على ريكاردو الذي تفادا ضربته , و بدأ بالرد عليه بكراته النارية

اعتدلت لورا بوقفتها و قالت :
مالذي جاء بكم لهُنا ؟

ابتسمت كارو و أجابت :
ما هذا السؤال لورا ؟ نحن فريق واحد منذ زمن لذلك سنظهر فور احتياجك لنا ..

سكتت قليلا :
حتى لو حاولتي الهروب

كونت جولي رمحًا جليديًا و قالت : لندع الأحاديث البطولية السخيفة جانبًا الآن ,
فلدينا مهمة القضاء على فضائي قبيح و مُقزز !

سحبت لورا سيفها و قالت :
لكنه كان بهيئة بشرية .. هل قتلة أمر صائب ؟

فكرت كارو قليلاً : لا أعلم , لم نكن نقتل النصف فضائيين إنما كنا نبحث عن علاج , لكن المنضمة تم تدميرها !! لذلك لا نستطيع سوى الدفاع عن انفسنا حاليًا


سمعن صوت صراخ أحدهم .. التفتن بسرعة ليجدن الفضائي و هو يخنق ريكاردو و يرفعه عاليًا , عضت لورا على شفتيها بقوة و شدت قبضتها على سيفها لتتوجه نحوه بسرعة ثم تقفز لتقطع يد الفضائي بسيفها فيسقط ريكاردو أرضًا ليبدأ بسعال و محاولة استعادة انفاسه ..

جدد الفضائي ذراعة بسرعة ليرفعها كبداية لهجومه , لكن جولي كانت اسرع منه فقد قفزت و استعملت رمحها الجليدي لِتتسبب بجرحِ عميق في كتفه , بينما عاودت لورا الهجوم مُسببةً جرحًا آخر في فخذه الأيسر !

ثم قامت كارولاين بتكوين بعض الرياح الحادة مسببةً عدة جروح في مناطق مختلفة في جسده !!

عادت خلاياه لتكوين نفسها معالجةً تلك الجروح , نهض ريكي ليقوم بمهاجمته لكنه استنكر حركات جسد الفضائي الذي بدأ بهز جسده كما لو أنه يتألم ! بدأ لونه بالتغيير من الأخضر إلى الرمادي , تصلب في مكانه و توقفت حركته ليتحلل إلى تراب وسط دهشة الجميع !!

ريكي بعدم استيعاب :
ما هذا ؟ هل قمنا بأذيته لهذه الدرجة !!

هزت جولي رأسها بنفي :
لا اعتقد ! ثم ألم يعالج نفسه ؟

لم تقل لورا شيئًا لكن كارو قطعت الصمت بقولها :
ليست أول مرة نواجه بها فضائي متحول .. لكن لم يحدث هذا سابقًا !!

فكرت جولي قليلًا :
هل استعملوا مواد رخيصة لصنع هذا الشيء ؟

قال ريكاردو :
لو كانوا حمقى مثلك سيفعلون بلا شك !

نظر ناحية الفضائي و قال :
سُحقًا لهم .. يحولون البشر لفضائيين لينتهي بهم الحال هكذا !!

كارو باستغراب :
هل تقصد بأن هذي نهاية جميع الفضائيين المتحولين أم ..؟

أومأ مجيبًا :
هذا مجرد احتمال .. لستُ أكيدًا فهذه أول مرة يحدث بها شيء كهذا

تنهدت جولي بسخرية و قالت :
و الآن أصبحت عبقريًا !!

نظر ناحيتها و قال بانزعاج :
أنتِ لا تقصدين بأني غبي !

جولي بسخرية : بل أنت كذلك !

تذكرت شيئًا و قالت :
أوه صحيح .. لمَ أيقضتني في ساعة متأخرة من الليل ؟

أعطا ريكي جولي ظهره ليخفي حمرة وجهه , أخذ نفسًا و قال :
كنت أشعر بالملل ! لذلك أردتك أن تلعبي معي لا أكثر ..

تنهدت جولي بخيبة أمل و قالت : غبي ..

تنهد ريكي : أنا كذلك

أكمل في سِره : لا أصدق بأني كنت أفكر بأن أعترف لها !!
لا يزال الوقت مُبكرًا كما أنه غير مناسب .. أحمق

نظرت كارو ناحية لورا و قالت مُعاتبه :
لمَ كنتِ تفكرين بالهروب ؟

شدت لورا على قبضتها و اشاحت بنظرها :
لم أفكر بذلك تمامًا .. فقط فكرت بالعودة للمصنع لَربما أتذكر وجه من هاجمني !!

ابتسمت كارو و قالت بارتياح :
جيد .. لكن في المرة القادمة عليك بإخبارنا فلن نحبسكِ و نرفض ذلك

عادت لورا بنظرها لكارو و قالت :
كيف وجدتموني ؟

ضحكت كارو بلطف :
لم نجدك إنما تتبعناكِ .. كان صعبًا قليلًا بسبب الضباب فقد اشتد فجأة ..

صمتت قليلًا : إما كيف علمنا بأمرك فقد كان صُدفه , كنت في المطبخ اشرب بعض المياه و سمعت صوت وقوعك , إما جولي و ريكي كانا مستقيظين أيضاً ..

اقتربت أكثر من لورا و قالت :
هل نذهب للمصنع ؟

التفتت ناحية ريكي و جولي الذين كانا يراقبان بصمت و تابعت :
فالأحمقان لا يمانعان !!

كادت عيني جولي تخرج من محجريها و صرخت :
هل أصبح للفتاة الخجولة لسانٌ طويل ؟! من الحمقاء !!؟

ضحكت كارو و قالت :
أرأيتِ !

نظرت لساعتها ثم قالت :
الشمس ستشرق قريبًا لورا .. هل تريدين الذهاب ؟

لم تفكر لورا بشيء , فهي تعرف تمامًا ما تريد فعله , فلا يهم من سيكون عدوها سواء كان كريس أم هؤلاء , و لسبب ما تعرف بأنها سبتقى معهم لوقت أطول و أن منضمة الفضائيين تلك قد بالغت فعلا في أفعالها .. فلم يكن منها سوى أن تُومئ برأسها : نعم .. أريد الذهاب !!



توجه كلا من كارولاين , جولي , ريكاردو , و لورا نحو المصنع القديم الذي فقدت لورا فيه ذكرياتهاا بهدف إستعادتها و ما إن وصلوا حتى توقفوا أمام البوابة و هم ينظروا إلى بناء المصنع المتهالك فقال ريكاردو : هاقد وصلنا !

و ما لبث أن انهى جملته حتى انطلق سهم ناري من مكان ما ليستقر على المصنع محدثاً إنفجاراً مدوياً , فصرخ الجميع متفاجئين و هم يندفعون إلى الخلف إثر الانفجار حتى سقطوا أرضاً , فرفعت لورا رأسها لتجد النار الحمراء تشتعل حارقة المصنع بالكامل لتمتد ألسنة النار إلى الأعلى وسط ظلام الليل .. و الجدران تتهاوى , فنهضت جولي واقفة قائلة باندهاش : المصنع ! إنه يحترق !

أدار ريك برأسه نحو كارو قائلاً بحزم :
كارو ! بسرعة !

استعملت كاروا قدرتها لتغيير الطقس فتراكمت الغيوم و بدأت تهطل أمطاراً و البقية يراقبون وسط حمرة النار و هطول الأمطار , فهمست لورا في ذهول : و لكن لماذا ؟

في حين كان أحدهم يقف بالقرب حيث راقب كل شيء , ثم ابتعد



ليوناردو , كايرو , جوناثان ,كاسيدي و آبيغال, كانوا ينامون بعمق في غرف منزل جون حيث استقروا فيه مؤخراً بعد تدمير مبنى المنظمة من قبل الفضائيين, كايروا و جون في حجرة , و كاسيدي و آبيغال في حجرة اخرى بينما كان ليو ينام على أريكة حجرة الجلوس

بدآ على ليو الانزعاج حينما سمع خشخشة أوقظته من نومه , ففتح عينيه بتثاقل , ليتنبه لذلك الذي يقف بمحاذاة رفوف المكتب حيث لم يستطع رؤيته جيداً بسبب نعاسه فرمش بعينيه مراراً , فاختفى من أمام عينيه, استغرب ليو , برهة ثم أغمض عينيه و هو يعدّل وضعية استلقائه مديراً بجسده بحيث يجلس على ظهره, فشعر بأحدهم مجدداً , فتح عينيه بتثاقل ثم اتسعت فجأة ~



و حينما بدأ ضوء النهار بالظهور ..
عاد البقية إلى المنزل , حيث كانوا مكللين بالإحباط
خصوصاً لورا التي لم تتحدث منذ حادثة الانفجار ,

فقالت جولي متذمرة : ماهذا اليوم المشئوم ؟ نحن لم نخسر بقايا ذكريات لورا فحسب
بل إن المطر أفسد مظهري , و تهالك جسدي بسبب قلة النوم , يالهذه الحالة !

ريك بغيظ :
يال غرورك ! لماذا تفكرين بنفسك فحسب ؟

جولي بغيظ :
لستُ مغرورة أنا أتحدث عن حالتي , ألا يحق لي أن أتذمر ؟

ريك بإحباط :
تباً , أنتِ لا تفهمين .. لقد فقدتُ الأمل ! لا يمكنكِ رؤية من حولك

جولي بحيرة :
ما الذي تقصده بهذا ؟ هل تلمّح لأشخاص معينين ؟

حدّقت جولي به حينما كان ينظر إليها , ظلا برهة على هذه الحال عند المدخل حيث تجاوزته كارو و لورا فاحمرّت وجنتي جولي و كذلك ريك و هما لم يبعدا نظر أحدهما عن الآخر .. حتى شتتهما صرخة كاروا القادمة من حجرة الجلوس فانطلقا نحوها حيث كانت الحجرة غارقة في الفوضى .. فقال ريك باندهاش : ما هذا ؟

فنزل جون و آبيغال من الطابق العلوي ,
فسأل جون بحيرة : ماذا هناك ؟ لماذا تصرخون ؟

صرخ حينما رأى الفوضى تعم المكان فقال و هو يصرخ : من فعل هذا ؟

ريك بحيرة :
لا أعلم , لقد جئنا لتوّنا و وجدنا هذه الفوضى

آبيغال بحيرة :
من أين جئتم ؟

بدآ على جولي الإرهاق و هي تجيب : لقد كانت مناوبتنا
كارو بقلق : لقد ذهبنا إلى المصنع من أجل لورا .. و لكن .. المصنع ..

ادارت برأسها نحو لورا التي لا تزال تقف بشرود فقال ريك بحزم : لقد احترق !

شهق جون و آبي مندهشين فأردف ريك بحزم : لقد حدث انفجار حينما وصلنا إليه , تم تبليع الجهات المسئولة فقالوا بأن السبب مواد كيميائية متفاعلة , جيد أننا لم نكن في الداخل و إلا لأصبحنا قطعاً من اللحم !

ارتعش جسد جولي حينما قال ريك جملته الأخيرة حيث كانت بجانبه ..

فقالت آبيغال بحيرة : و لكن المصنع قديم ,
أنّى للمواد الكيميائية أن تتفاعل و لا أحد هناك !

جوناثان يتذاكى : ربما مواد كيميائية مخزّنة !

نزلت كاسيدي من الطابق العلوي و هي تتثاءب واضعة يدها على فمها ,
فقالت بتناعس : ما هذا الازعاج ؟ لم تشرق الشمس بعد !

مطت جولي بذراعيها قائلة : هذا فظيع ! يجب أن أنام الآن حتى لا يُفسد مظهري !
لديّ حفل جامح بعد عدة أيام , يجب أن أحافظ على جمالي على الأقل حتى ذلك الوقت

صعدت درجتان ثم أدارت برأسها نحو البقية قائلة :
و أرجو ألا تزعجوني , لديّ أداء تدريبي هذه الليلة

ريك رافعاً حاجباً : ماذا ؟
ستذهبين وسط هذه الاجواء ! أنتِ أنانية حقاً !

رفعت جولي حاجباً قائلة : أنت من قال بأن صوتي أصبح سيئاً ,
لذلك فكرت بأن أعود إلى وسطي الفني تدريجياً

أدارت بجسدها و أكملت صعود الدرجات بينما بدآ على ريك بعض الانزعاج, و ما إن وصلت إلى الطابق الثاني حتى قابلت كايرو الذي نظر إليها مستغرباً حيث لاحظ انزعاجها فنزل الدرجات ليجد الجميع متجمهرين عنده, فقال ببرود و هو يشير إلى الأعلى : ما خطب تلك الفتاة ؟

قال جون و هو يتفحص الحجرة بنظره : تباً ,
و كأن عاصفة حدثت هنا , من الذي فعل ذلك بحق خالق الاكوان ؟

ريك بحزم : جامع القمامة ! لابد انه فعل ذلك , إنه ليس موجوداً في المنزل !
لابد أنه أفسد الحجرة بطريقة ما و هرب حتى لا تقع الملامة عليه !

رفعت آبي حاجباً فقالت ناكرة : مستحيل !
هذا تصرّف طفوليّ , لا يمكن أن يفعل ليو هذا





كان ليو مصفداً بالأغلال التي عُلقت على الحائط , و قد وُضِع على رأسه كيس قماشي مغطياً وجهه كله
مفكراً : تباً , لابد انهم يعرفون مقدرتي الخاصة و لذلك منعوني من الرؤية !

كان سيرا يراقب ليو من حجرة أخرى حيث كان ظاهراً على شاشة ..
فضحك ممسكاً بورقة بيده قائلاً : لقد ظننا بأننا سنضغط عليهم إن أمسنا واحداً منهم
و لكن من كان يدري بأن هذا الأحمق يخبئ مكونات العقار كلها في ورقة في جيبه

كان يقصد الورقة التي يمسك بها ..
فأردف بابتسامة تعلو وجهه : الآن لم أعد بحاجة لـ تلك الفتاة الحمقاء
لا يهمني إن تذكرت أو ظلت فاقدة ذاكرتها , ستموت في كل الأحوال و اتمنى أن يحدث ذلك بسرعة
حتى تفعّل تلك الرقاقة التي زرعناها في رأسها و تموت حتى لا تخبر أحداً بما جرى معنا ..
و سأخبر كريس بأنهم قتلوها , هع سانهيهم جميعاً

اتسعت عينيه حينما أحس بأحدهم خلفه ..
أدار برأسه ليجد كريس و علامات الذهول ترتسم على وجهه ..

ابتسم سيرآ بارتباك فقال : أوه كريس ! ماذا تفعل هنا ؟ ألا يجدر بك أن تكون نا ..
لم يكمل سيرآ جملته حتى صرخ كريس : أنت ! أنت تخطط لقتلها حقاً !!

سيرا بهدوء : كريس , لا تفهمني خطأ !
قوّس كريس حاجبيه قائلاً : تريد ان تقتلها ! تريد أن تقتلها و انت تعلم بأنني أهتم لأمرها !
سيرآ بهدوء : كريس , اهدأ ! أريدك أن تأتِ إلى مجلسي لنناقش الأمر !

احتدت عينا كريس غضباً فقال : لا لن أهدأ !

شعر كريس بالدم يغلي في جسده و نار الغضب تشتعل بداخله ..
سيرآ أيضاً شعر بثورانه , تقدّم كريس خطوة نحوه فمد سيرا يده إليه
فتوقف كريس مكانه حيث لم يعد قادراً على الحركة سبب هالة أحاطت به ..
تلفت كريس حوله قائلاً بارتباك : ما الذي يجري ؟

سيرا بهدوء : كريس ! اهدأ !
كريس بغضب : دعني ! يجب أن أذهب إليها , يجب ان امنعها من التذكر !
سيرا بهدوء : كريس ! قلتَ لك سابقاً بأن هذه الفتاة خصماً لنا
كريس بغضب : لقد استغللتها .. مهلاً , لقد استغليتني أنا أيضاً
سيرا بهدوء : تعقّل كريس ! لقد فعلتُ ذلك من أجل مصالح العالم

كريس باضطراب : لا يهمني ! لا يهمني أمرهم , دعني ! يجب أن أذهب إليها !
سيرا بغضب : كريس ! توقف !

قبض كريس على يديه بقوة و ضغط بأسنانه و هو يغمض عينيه
حتى اختفت تلك الهالة فاستدار و خرج من الحجرة مسرعاً
فصرخ سيرآ : كريس ! توقف ! أين تذهب ؟



ركض كريس في شوراع لندن الممطرة حيث تبللت ملابسه ..
توقف فجاة مفكراً : ما الذي أفعله ؟ إن ذهبت الآن فقد تراني و تتذكر
لقد تذكرت ما حدث في المصنع , و بالرغم من أنني قمت بتفجيره
و لكنها قد تستعيد ذكرياتها بدونه خصوصاً و أنها حول أصدقائها
و لكن .. كيف أمنعها ؟ كيف ؟ ماذا يجدر بي أن أفعل ؟

و بالقرب خرجت كاسيدي من محل البقالة و هي تحمل مشتريات بين يديها
و بيدها مظلمة تقيها من المطر , فتذمرت قائلة : تباً ! اليوم دوري في الطهي ..
لقد أصبحت الحياة في بيت جون مملة جداً وسط هذه الاجواء !

عبرت الزقاق الضيق كالعادة لكنها فوجئت بأحدهم يضع يده على فمها
و يحيط بذراعه الأخرى على جسدها ليمنعها من التحرك فاتسعت عينيها
فقال بهدوء : لا تخافي , لن أؤذيكِ !

استغربت كاسيدي بالرغم من أنها ظلت ثابتة مكانها ,
لم يكن ذلك الشخص سوى كريس حيث لم تره كاسيدي فأردف بحزم :
سأخبرك بأمر مهم فلا تتحركي و لا تصرخي و إلا فإنني سأرحل و لن أخبرك !

اومأت كاسيدي رأسها بالإيجاب فأردف كريس :
صديقكم ليوناردو لدينا , إنه بخير في الوقت الحالي
و لكن إن لم تفعلي ما اطلبه منك فلن اضمن سلامته

اتسعت عيني كاسيدي فأردف كريس :
يجب ان تمنعوا لورا من التذكر , إن تذكرت حياتها فستموت
هناك رقاقة في رأسها ستفعّل ذاتياً لتنفجر إن إستعادت ذاكرتها
يمكنكم استخدام قدراتكم لتؤكدوا صحة أقوالي ..
ما أريده منكم بالضبط ان تستخدموا أطباء المنظمة لاستخراج تلك الرقاقة
إن نجحتم بذلك فسأعيد صديقكم إليكم و لكن إن ماتت لورا فسأقتله !
و إياكم ان تعلم بأمرها !

أومأت كاسيدي برأسها , فأبعد كريس يده عن فمها و جسدها ..
فقالت بذهول بدون أن تستدير : و لكن .. من أنت ؟


برهة ثم استدارت فلم تجد احداً ..
سوى قطرات الماء المتساقطة !





نهاية الفصل الثامن عشر




</b>
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________

كفّـارَة المَجلِس :
[ سُبحانكَـ اللهُمَّ وبحَمدِكـ , أشهَـدُ أن لا إلهَ إلاَّ أنت , أستَغفِـرُكَـ وأتوبُ إليكـ ]

روايتي : مغامرات أسطورة بددت أوجه الظلم والظلام
رواية قتالية : حين تصير أرواح الناس غذاء
رد مع اقتباس