عرض مشاركة واحدة
  #66  
قديم 09-18-2017, 12:13 AM
 



[TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/09_12_16148131447084042.png');"][CELL="filter:;"]




"انحطاط غدر، سمو تضحية"


تتمحور النهايات كما لو كانت قد رسمتها الأقدار

و تتلبس الخطايا ثوب مذلةٍ لا يرى منها سوى
غدرٌ و أخطار

و بين جزر الخيانة و مدِّ الوفاء
و بدر التضحية

تكتحل الأبصار بما تتكتمه الساعات

فالنصرُ لن يغدوا نصراً إلا باعتراف الأنفس
أنها قد غُلِبَت

فهل لمهزلة الحرب أن تنمحى من أذهان البشر

*********


حطَّ طيرُ السَّعد على كفِّ طويل العمر رمسيس ليبتر طيلة انتظاره بأخبارٍ هي البشرى
فبعد أن فتح الخرقة المتجعدة و المطوِّقة بقدم الطير المبيض
قد استهلت أساريره بما تلته أنامل سيده الصغير ..

ابتسمَ محييا نصرَ سيده اليافع ، و ان كان الاستبشارُ قبل أوانه ..؟!

توجه ماشياً نحو البلاطة الرخامية التي توسطت ظاهر هذا المبنى الفاخر
إلى المكان الذي يُعدُّ منصةَ الخطاب الحكومي ..

التف ببؤبؤتيه العشبيتين متمعناً قبل أن يرتفع صدى عصاه ثلاثاً
و بعدها نطق بكلمتين توازت معها أسماع مكتظة
" أعيروني أسماعكم "

تأكد من الإطاعة والإصغاء ليبدأ مردفاً و بقبضته قد بسط رسالة الأمير الغائبِ للعلن :-هذه رسالة سمو الأمير مينا ..

سكن عن الحديث مستدركاً دهشة هذا الشعب الذي قاسى الويلات في ساعات غيابه الماضية

ثم أتم بعدما استولى على المسامع كلِّها: قد أورد بها ...

"إلى شعب موطني ،و أهل تربتي أقدِّم خالص اعتذاراتي ..
لم أشأ أن تطالكم غبرة الكآبة و أن تنجلي من رسمة قسماتكم بسمة المسرة ...

إنَّما جلوسي متنعماً أجهل عن واقع احتياجاتكم كان يؤرق منامي و راحتي ، لذا كان لابد من هذا الغياب

لأعلم ، كيف يجب أن أكون سيد شعبٍ كريم و كيفَ أرسم لنفسي حدود صداقة وفية تخلوا من شوائب
المصالح

في لحظات سماعكم حروفي هذه ، أنا قد تعاقدت على الصُّلحِ مع النطاق الجنوبي

فلن تكون هناك حرب و لن يكون هناك إلا المساواة

لكنَّ النصر التام يستدعي جزمكم و اتحاد قلوبكم لمقايلة الطغيانِ المهيمن عليكم

أنا سأسعى لإتمام أموري سريعا ليلتم شملي معكم و أقف في أوساطِ صفوفكم
لذا
لا تخيبوا أملي جميعاً
خادمكم و جنديكم ، عاليكم و دانيكم

قفوا و واجهوا والدي بالعصيان و عدم الطاعة
فإن اتحدت أقوالكم ، سينهد ركن عرشه

فما العرش الا مِقْوَدٍ يقوده الشعب في طاعة

و السلام"


**********************




تأوهٌ ظهر من المستلقي على فراش القطنِ قبل أن يتفوه بكلماته البَيِّنةِ في قلقها

" مينا ، هل أنتَ متيقِّن أن رسالتك ستفي بالغرض ؟"

ابتسامةُ مينا الشاحبة كادت تؤكد عكس المبتغى لولا أن قال و هو يمسد شعر صديقة الفاحم :
أجل ، متيقن لكوني واثق برمسيس ..لا تقلق، أنتَ فقط تأكد من أخذِ قسطٍ من الراحة .

وردت الوصيفةُ هادئة الطبع جالبةً ما طُلِبَ منها ، لتجلس عندَ رأس سيتي مبعدة القماش
الذي التف على جرح جنبه البالغ ليطلق آهةَ ألمٍ عالية مفزعا لها ..!

عبَّرَت عن أسفها قبل ان تدلك جرحه ببعضِ العسل علَّهُ يعين بالتئام هذا الجرح العقيم ..

هدأ سيتي و سكن بعد دقائق من المعاناة ، لكن ..ليس لنسيان الألم الذي يفتك به ، بل لأنه
فقد الوعي و الإدراك مستقراً في عالم إغماءٍ سينتهي بعد فترة...

لكن ، قبل ذلك .. أبهج قلب رفيقه عندما أسره جمال صاحبة الحدقتين الجاحظتين ..!
حتى نسي من عنده لولا أن تنحنح معلناً حضوره ليسعل هو محرجاً قبل ذهابه في سبات ...

أهذا ، ما يكون بداية حب ..عبدٍ لخادمة.. .؟!

كان مينا مستغرق النظر في رمز الوفاءِ هذا ، بينما ابنة غابريس تسترقُ النظر على عالمة
قبلّ منظره، فمن الجلي أن ابتسامته حزن قاتم ....


و كيف لا يكون كذلك ، و من عدَّه الرفيق الوحيد قد أصيب بسيفِ غدرٍ هو هدفه لا غير ...

مازالت ذكرى قبلَ أيَّامٍ تدور بعقلها ، تذكِّرها عن سر ألم مينا كلَّما نظر لوجه وزيره القادم..


*********************


قد حوصرَ الملك فور دخوله منزله..!
و قد حوصر الخائن رابوف و اتباعه من الجند الخونةِ من قِبَلِ الأوفياء من أعوانِ غابريس

لم تكن هناكّ مشكلة العدد ، فمئة سهم تكفي و تزيد لمحو آثار الخيانة

إنَّما المصيبة متشكلة بسيفٍ طوَّق عنق الأميرِ الشاب ..

كلَّ شيئٍ حلَّ في لمحِ البصر فلا يدرك بدؤه بالفعل ..

كلُّ ما يحصى هو صرخةُ سيتي باسم رفيقه منفعلاً " مينا "

بينما شعلة حقدٍ من غابريس تجلى بها تهديدا واضحا لمهدد حياة ابنِ أخته الراحلة : أيها اللعين، اترك هذا الشاب حالاً.

أجهر رابوف بضحكة أبدت حدَّة نابيه قبل أن يصرِّح بمخططه بأسلوبٍ يستفز كلَّ من يواجهه: ما بال هذا الإنفعال مولاي.. هذا أمير النطاق الشمالي و قد استهدف السيطرة على نطاقنا بجذب الأميرة لصفه ...إن قتلته ،ستكون لنا فرصة الحرب ، و بما أننا الأقوى سنفوز و نأخذ أراضي النطاق الشمالي تحت حكمنا...أليسَ هذا رائعاً؟؟

أجابته برفيسيا بغيظ : بأفكارك المريضة هذه إلى أين ستصل رابوف
..لقد خنت ثقة سيدك ، و أردت قتلي ..الآن تستهدف زعزعة ثقة الشعب بأبي لتشرق منه
العرش بحجة الحرب ...لست إلا نكرة يارجل .

تقطيبته أفصحت عن ما يفكر به من اعتراضٍ حاقد ، لكن سرعة خنجرٍ معقوفٍ استقر تحت عنقه من
الخلفِ قد ألجمَ لسانه...
تحدّث حاملُ الخنجر بحزم و غضب : إن لم تتركه ستكون نهايتك .

بالفعل قد انتهت أزمة تهديدِ الأمير ..

لكن لم يكن لمينا أن يُسر ، فقد شعر بالتفاف السيف من أمام حتى بلغ صديقه المنقذ ..!
لم يستطع كبت انفعاله بعد ما استقرت عليه عيناه..

جلس ممسكا ًً بصديقه يكرر اسمه و يمرى كفه على الجرح البالغ الذي
ظهر بجنب سيتي الأيمن لتكن الدماء هي المبتسمة بثغرها إليه قبل شفتي صاحبها...!

بريفيت و برفيسيا يحاولان استيعاب ما جرى دون فائدة ،
فمنظر مينا المنكسر و الباكي كان يثيرُ الدهشة أكثر من جرح سيتي...!

فلم يكن لهزل هذا الفتى المعتاد أثر ..
بل تقطيبة ألم استولت على ملامحه لاغير


بينما غابريس تولى الفتك بالخائن بسيف الإمارة التي تتوارثه الأجيال جيلاً بعد جيل ...
جعل من نصل الحق الفضي يهوي على الباطل بصرخة غضب ..


و هكذا ، كانت قصة غدرٍ و تضحية...










[/CELL][/TABLETEXT]
__________________
















إخوتي
إني أغضب لأجلكم و منكم
و أحزن لأجلكم و بسببكم
و أبتهج لأفراحكم و تفائلكم

فتحملوا أخوتي هذه
هي كل ما لدي لكم


رد مع اقتباس