عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree246Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 2 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-26-2016, 11:38 PM
 
قلمٌ ذهبي ~ الجانب الآخر


.






























.
.









مباركٌ لكِ ،
أنت تتحسنين للأفضل

- فاطِمةه




حكاية طواها الزمن منذ أعوام خلت، و أيام تصرمت..

صنفها... شريحة من القلب!

لا أكذب و لا أبالغ...
فهل يعيش الإنسان دون قلب...
قلب ينبض استنشاقا لعبير حنان أم..
قلب ينبض لريح يحمل صدى الأخوة...
قلب ينبض افتقادا لعمود الأبوة. ..
قلب ينبض لتتخالط انفاسه مع الروح بخجل..

وقلب يتيه بحثا عن الإنسانية ...

الإنسانية...؟!
ما أصعب أن تفتقد من القريب قبل بعيده...

الفئة العمرية...
كل قلب يعي معنى التشتت حين يطرق أبواب العقل...

و فحوى سطوري...
أهديها لكم بعد أمد من تأليفها...





الفصل الثاني

الفصل الثالث

الفصل الرابع

الفصل الخامس

الفصل السادس

الفصل السابع

الفصل الثامن

الفصل التاسع

الفصل العاشر

الفصل الحادي عشر

الفصل الثاني عشر

الفصل الثالث عشر

ليس سوى شُكر








أناملها البيضاء باردة كبرودِ الثلج......
قدميها تتحرك على تلك الأرض المبسوطة بتثاقل....
يديها ترتعش بشدة بينما هيَ تحركها بين خصلات
شعرها المتطاير مع نسماتِ الهواء....
خوفٌ استولى قلبها و تشتتٌ طغى ذهنها بيأسٍ سيغير حياتها.....
كيفَ لا ,و الخبر الصاعقُ الذي سمعته يكادُ يهدُّ ركن حياتها...
و "ليتني أملك النقود" كلُّ ما يدور في رأسها الآن.......
توقفت مع تنهدٍ خرجَ من أعماقها لتعيدِ في ذهنها صورة والدتها العليلة ,فكيف
لها أن تتصوَّر العيشَ دونها و كيف تجمع النقود الكافية لعمليَّتها الجراحية قبل ثلاثة أشهر.....
ها قد طرقت أبواب أملها في إيجادِ عمل يساعدها في محنتها دونَ جدوى.....
أفكارها المتشتتة أخذتها بعيداً عن الواقع الذي يحويها.......
لم تنتبه إلاَّ و هي ترى أمامها شابٌ مصاب في قدمه بسببها بعدَ صرخةٍ أخرجتها من حالةِ الشرود ,فنهضت فزعة برؤيتها ذلكَ الشاب الواضع يده فوق قدمه اليمنى المصابة و بان قلقها عليه بقولها: هل أنتَ بخير؟!
اعتدل الشاب بجلسته دون أن يظهر آثار الألم على ملامحه و أجابها بقليلٍ من الانزعاجِ و الغضب: لو لم تكوني شاردة الذهن لكنت كذلك , كيف تمشين وسط الشارعِ هكذا أيتها البلهاء؟..
حاولت تدارك الأمر بمساعدته : أنا آسفة, لم أكن أقصد..كنتُ شاردة قليلاًَ.
نهض الشاب دون إعطاءِ إجابة مع قليلٍ من الألم تاركاً خلفه فتاةً مع إحراجٍ و قلق....
كانت تلك الفتاة ستذهب لمساعدته.. للاطمئنان عليه لكن وجهه الصارم و الغاضب لم يسمح لها بالتقدم خطوةً نحوه.....
عادت لطريقها دونَ هدفٍ أو مقصد...
و في طريقها..... قادتها قدميها أو بالأحرى "القدر" نحو متجرٍ ضخم....
باتت تقلب بين البضائع علَّها تجد شيئاً مناسباً يبهج أمها الحنون لتشتريه بنقودها التي جمعتها راجيةً ظهور الابتسامة على شفتيها..
لفتها صوتٌُ من اتجاه المحاسبة يساراً...: ألم تجد بديلاً إلى الآن؟!
صوت المحاسب بتوتر: ليسَ بعد سيدي.
اعتلى صوته بغضب و القليلِ من الحدة:... ألم تكن ثلاثةُ أسابيع كافية لإيجادِ عاملٍ مناسب؟... لا فائدةَ ترجى منكم..
صمت للحظات و أتم بقليل من الهدوء: ... على هذا المنوال سأقبل أي طلبٍ للعمل ... ائتني بأي شخص يطلب العمل إلى مكتبي , أفهمت ؟
أجابه المحاسب ببعضِ التلبك: أ..أمرك سيـ..سيدي.
ذهبَ ذلكَ الرجل الصارخ الذي بدا صوته مألوفاً للفتاةِ الواقفة خلفَ بعضِ الثياب المتراكمة, لكنها لم تبالي بل شدَّها الحديث لتخرج متقدّمةً نحو المحاسب المتذمر : .." من يظن نفسه... شخصٌ يطلبُ العمل , و من أين ؟... فكل العاملين حتى أنا أتيت بدعوةٍ خاصةٍ منه للعمل هنا... يا لهُ من شابٍ متعجرف....."
لم يكد ينهي جملته حتى بدأت الفتاة بالحديث مع ابتسامةٍ لطيفة مرسومةً على وجهها: عفواً سيدي, لقد سمعتُ بحديثك مع ذلك الرجل دونَ قصد... هل يمكنني طلبُ العمل هنا؟
نظر لها المحاسب نظرةَ تفحصٍ لمظهرها المتواضع و أجابها بتكبرٍ ظاهر وهو يقول لنفسه (لحظة...من أين أتت هذه ,هل هي مجنونة؟!..): آسف, لا أظن أن هذا مكانٌ مناسبٌ لأمثالك.
لم تبالي بل أجابته بما أثارَ تعجبه :هل لي أن أجرب حظي أيها السيِّد؟!
قالتها بمظهرٍ لطيف و واثق مع أنَّ اليأس قد طغى قلبها و هي لا تستطيع أن تتأمل بحصولِ عملٍ في متجرٍ ضخمٍ كهذا و لكن هي ستحاول و لو بطرقِ بابٍ مغلق...
تنهد المحاسب منزعجاً تاركاً مكانه: لا بأس, على الأقل سيقل تذمره المتواصل.
نهضَ من مكانه ليقول لإحدى العميلاتِ هناك: كلوديا, خذي مكاني قليلاً من فضلك.
..................بعد قليل...................
لم تكن الصدمة هينة برؤيةِ الشاب ذاته جالسٌ على مقعدِ الرئاسةِ الفخم, أجل .....ها هو الشاب المصاب في قدمه بسببها اليوم جالسٌ أمامها مرةً أخرى و بعدَ ساعاتٍ قليلة مظهراً بعض التعجب على ملامحه....
أشار لها بيده برسمية و سخريةٍ تحت حروفِ كلماته: تفضلي بالجلوس, لم أكن أتوقع ملاقاتكِ هنا و بهذه السرعة
الفتاة تمتمت بهدوءٍ و خجل: لقد أتيتُ لموضوعِ العمل.
توجهت بؤبؤتي الشاب نحوها للحظات قائلاً: أليست من الجرأةِ أن تأتي طالبةً العمل من من كُسِرَت ساقه بسببك؟!!
نظرت الفتاة للمقاعد الثمانية المتقابلة و اختارت أبعدها للجلوس مع فقدانها الأمل بتاتاً للحصول على عملٍ الآن, أحنت رأسها مرةً أخرى لتظهر امتنانها و أسفها: أنا أشكرك لإنقاذي....
صمتت للحظة بإحراج و أتمت بتماسك أعصابها...: أنا آسفة حقاً...
رفعت رأسها مع قليلٍ من الانفعال: هل كُسِرَت؟!!!!
نظرَ لها بغباء: هذا ما تفوهتُ به تواً يا آنسة....لقد عدتُ تواً من المشفى... دعينا من هذا الآن ,كيفَ علمتِ أننا نحتاج موظفاً؟
أحست الفتاة بسرعةِ نبضاتها من شدَّةِ الإحراج و ودَّت لو نهضت بسرعة خارجةً من هذا المكتب...لكنها تشجعت و أجابته مع مراوغة عينيها: في الحقيقة ,لقد سمعتُ حديثك مع المحاسب قبل قليل....
وضعً الشاب كفيه المتشابكتين على الطاولة الفضيةِ أمامه و ارتسم ابتسامةً جادَّة: و الآن, دعينا ندخل لصلب الموضوع....هل أنتِ مستعدَّة لأيِّ عمل؟ أو بالأحرى...ماذا تستطيعينَ أن تفعلين؟
أجابته فوراً دونَ تأنٍ: أيَّ شيءٍ تطلبه , حتى لو كان عاملةَ تنظيفٍ فقط.
مدَ الشاب يده اليمنى نحو أحد أدراجِ طاولته و أخرج منها بعضَ الأوراق البيضاء ليمدها نحوها: أنتِ محظوظة لأني بحاجةٍ لموظف...لكن ماذا عن دراستك ؟! فيجب عليكِ أن تكوني هنا في العاشرةٍ صباحاً...و عملكِ سيكون تحت مسيرةٍ تجريبية لمدةِ شهر و بعدها سيتقرر توظيفك بشكلٍ دائمٍ أم لا.
أخذتها دونَ وعيٍ و تفكير و هيَ تردد حروف الأملِ منذُ الآن.....لكن لم يخفى عليها أن ترك دراستها يعني حزنُ أمها و ربما عدم قبولها و هذا ما رسم بعض الحزن على وجهها....
نهض الشاب ليجلس على المقعدِ المقابلِ لها: هل أنتِ مستعدة لسماعِ شيءٍ مهم؟
استغربت تصرفه الغريب و قالت: ماذا هناك؟
نظرَ لملامحها البريئة بابتسامة: لقد خُدعتِ.
لم تعي مقصودة فاستفسرته بسؤال: ما تقصد؟!
اعتلى صوته بالضحك فجأة و هوَ يقول: يبدوا أنَّكِ لستِ من هذه النواحي يا آنسة ....فهذا المتجر لا يُفتح الصباح البتة.
كادت تطير فرحاً لكنها تمالكت نفسها و قالت برزانة مع ابتسامةٍ لطيفة تظهر زوالَ قلقها: هذا رائع.... و متى أستطيع بدء العمل؟
نظر لها براحةٍ في قلبه لرؤيتها مبتهجة: تستطيعين ذلك منذُ الغد ,هل هذا يناسبك؟
بدأت بملأ استمارة عملها : أجل.
أنهت كتابتها و أعادت الأوراق له....
نظر للأوراق للحظات ثم وجه بؤبؤتيه نحوها: اسمكِ ميرنا؟
ابتسمت ابتسامةً خفيفة و أجابته: أجل سيدي.
حرك يده لتترك الأوراق على الطاولة الشفافة و المحاطة بزخارف رائعةٍ المنظر: لا تنادني هكذا, فأنتِ لم تبدئي عملكِ حتى هذه اللحظة.
بدأت تحرك بعض خصلاتها بخفة قائلةً بلطف : أتمنى أن يرضيكَ عملي,هل لي أن أعرف لمن سأعمل؟
أجابها: تتكلمين بلباقة... أنا ساي..ساي شيوكي.
نهضت ميرنا مودِّعةً مدير عملها الجديد عائدةً للمنزل لكن أوقفها المدير الشاب بنهوضه فاتحاً باب مكتبه و هوَ يقولُ لها: أنتِ فتاةٌ غبية حقاً يا آنسة.
فهمت ميرنا ما يرمي إليه هذه المرة فها هوَ واقفٌ على قدميه السالمتين فقالت بغضبٍ واضح: أنتَ بالفعل...
قاطعها ساي بقوله: ستُطردين إن أكملتِ.
خرجت من مكتبه و كلُ ما يشغلها جملةٌ واحده" إنهُ فتىً مخادع بمعنى الكلمة ,و أنا الحمقاء التي لم تلاحظ ذلك رغم تحركاته أماي بوضوح"

................منزل ميرنا................
ما أن دخلت حتى أطلقت عنان صوتها ليعم أجواء المنزل بروح مرحها: لقد عدتُ أمي.
اتجهت نحوَ الغرفةِ اليمنى في ذلكَ الممرِ الضيق لتدخل و تجلس قربَ والدتها الهزيلة: مبتسمةً مستبشرة بالخبر الذي تحمله: أتيتُ لكِ بمفاجأة.
مدت يدها الدافئة لتضعها فوق وجه ابنتها مبعثرةً خصلاتها بخفة مع ابتسامةٍ خفيفةٍ قد علتها و قالت بصوتٍ حنون: ماذا هناكَ ميرنا؟...تبدين سعيدةً اليوم.
بادرت ميرنا بإخراج هديتها: إنَّ هذا لكِ.
بدا التعجب جلياًّ على وجه الأم: لي!!
أخذت الأم هديتها و فتحتها لترى ما زادَ من عجَبِها...حذاءً أرجواني اللون مرصعٌ ببعضِ الكريستالاتِ في مقدمته....بقيت صامته تنظر للحذاء دونَ تعليق...
سألت ميرنا أمها: ألم يعجِبكِ؟!...كما ظننت...ذوقي ليسَ جيداً كفاية لإرضائك.
رفعت الأم بصرها عن ذلكَ الحذاء فوراً : لا ,إنه بالفعل جميل....من أين لكِ النقود؟!!
مرحها بان في لكنةِ جوابها: لا تقلقي أمي ,فأنا لم أسرق.
تأوهت الأم و وضعت الحذاء جانباً: أشعر و كأنني عالة عليكِ لتقنعينني بهذه الأمورِ البسيطة....لا يجب عليكِ أن تسرفي النقود هكذا فأنتِ بحاجةٍ لها.
وضعت ميرنا يدها فوقَ يدِ والدتها : ليسَ إسرافاً أمي...هذه النقود ليست أغلى منكِ...مهما فعلت لكِ لن يكونُ كافياً ...
بدأت كلماتِ الطبيبِ التي أخفتها ميرنا عن والدتها تتكرر في ذهنها فلم تتمالك نفسها عن البكاء.....
نظرت لها أمها نظرةَ حزنٍ واضحة و كأنها تعلم ما يجول في خاطر ابنتها و احتضنتها بدفء في حجرها: لا تقلقي ميرنا ,كلُّ شيءٍ سيكون بخير.
نطقت ميرنا بكلَّ ما تستطيع قوله: كلَّ شيءٍ بخير ما دُمتِ أنتِ معي أمي.
أحست ميرنا بقطرات الدموعِ الباردة التي سالت على كتفها فأبعدت نفسها موقفةً دموعها عن الجريان محركةً أناملها البيضاء لتمسح تلكَ الدموع الجارية : يا لي من فتاة...لقد جعلتكِ تسكبين الدموع.
أعادت لكنتها المرحة لتقول: لن تصدقي أمي, لقد حصلتُ على عملٍ اليوم.
الأم بعدَ لحظةِ صمت: عمل...أين؟!
ميرنا بعد تفكير: حسناً...مكانٌ لم أتصور العمل به بتاتاً ,مركزٌ تجاري ضخم.
الأم: و ماذا عن محيطه ؟..هل هوَ مناسب؟
أجابتها ميرنا بعدَ تذكر ما جرى بينها و بين المدير بابتسامة تخفي ورائها ضحكةً خفيفة: لولا المدير المخادع لقلتُ رائع.
خرجت كلمةَ معاتبة من الأمَّ لميرنا: مخادع!! ما تقصدين؟!
حاولت ميرنا تدارك الموقف بتحريك يديها بسرعة قائلة: لا...ليس كما تتوقعين أمي,لا شيء يُذكر.
.................لدى ساي.................
دخلت تلك الفتاة دونَ أن تطرقَ باباً أو تسأل إذناً بالدخول لتجعل ساي الواقف بجانب مكتبه ينتبه لها للحظة و يبعد رأسه عنها بانزعاج: هللا طرقتِ الباب قبل دخولك, هذه ألف مرة.
كانت إجابة الفتاة لا تظهر مبالاةً بما سمعته: سأحاول تذكر ذلك سيدي.
أغلقَ ساي الملف الذي بيده متوجاً نحوها: لا تسخري مني فيونيكا.
وجهت تلك الفتاة ضفرها الطويل نحوه جبين ساي لتضربه بخفة و تذهب جالسة : هل لديكَ وقتُ فراغٍ غداً؟
لم يكن ساي غائباً عن تفكيرها الغبي في نظره فأجابها بما أغاضها قليلاً: لا بالطبع, فوضع المركز التجاري متدهورٌ كلياً بعد رحيل ريوكي.
وضعت رجلاً فوق الأخرى و أظهرت اعتراضها على ملامحها: ألا يجب أن تهتم لحياتكَ الخاصةِ أيضاً؟...ها قد مرت حدود ثلاثة أسابيع من رحيل ذلكَ النائبِ المزعج ,ألم تجد شخصاً مناسباً للعمل بدلاً منه؟
خطى خطواتٍ معدودة نحو النافذة و في طريقة رمى الملف على طاولته و بدأ بالتحديقِ خارجاً: بلى, وجدتُ فتاةً أظنها مناسبة لذلك.
أظهرت فيونيكا انزعاجها الشديد بتقطيب حاجبيها بوضوح: فتاة....هل أعرفها؟
أدار ساي جسده ليكون نصف جالس على حد النافذة الصغير: يبدوا أنَّ لها قابلية للتعلم بشكلٍ جيد...و على ما أرى إنَّ وضعها المادي ليس جيد على ما يبدوا و هي بحاجةٍ لهذا العمل.
" آهٍ من قلبكَ الرءوف...لماذا تحشر نفسكَ مع الفقراءِ القدرين"
هذا ما طرأ على أذنه ليرد عليها بسخرية: فقراء!..هذا ليسَ هوَ المهم فيونيكا, بل المهم كونها فتاة .. ألستُ محقاً ؟
صمتت مع غضبٍ دفينٍ بداخلها فها الشخص الذي تظهر له حبها لا يكترث بمشاعرها و لا يعير رأيها أيَّ أهمية...
عاد ساي مقترباً منها معَ ابتسامةٍ قد زادته وسامةً في نظرها و انحنى أخذاً بيدها مقبلاً: لا تقلقي...فتلك الفتاة ليست بالشيءِ المهم...أنتِ كلَّ شيءٍ بين هاتين العينين التي ترينها.
بدا الارتياح بسماع هذه الكلمات عليها و بدأت بكلماتٍ تبدأ حديثها ليجاريها ساي أيضا و بعد مدَّة خرجت لتتركَ ساي يتأوه قائلاً: لا أصدِّق أني مقيَّدٌ بين أغلالِ هذه الفتاةِ المزعجة...متى سينتهي هذا الوضع.
..............في اليومِ التالي..............
عبرت ميرنا بوابةَ الدخول متجهةً نحو الطابقِ العاشر حيث يقع مكتب المدير لكن ما أن توقفت بجانب المصعد حتى اعتلى صوت المحاسب : أوي...أينَ أنتِ ذاهبة ؟؟ ممنوع ارتقاء هذا المصعد للزبائن يا آنسة.
نظرت نحوه لتعرف أنَّه المحاسب المتكبر بالأمس فعلتها ابتسامةً تسبق كلماتها الساخرة: هذا أنت...ألم يخبركَ السيد شيوكي أنني أستطيع العمل هنا منذ اليوم؟ لا بأس...أنا ذاهبةً إليه الآن, أراكَ لاحقاً.
لم تكد تتحرك من مكانها حتى أوقفها مرةً أخرى: لحظة..
انتبهت له : ماذا؟
لم يعرف كيف يقول له ما يجولُ بخاطره لكنه بدأه على أي حال: أنتِ تعلمين....بالأمس....
فهمت ميرنا ما يريده فأدارت جسدها نحو المصعد و أجابته: حسناً , لن أخبره.
لم تعرف ميرنا السبب الحقيقي لقوله ذلك فهيَ موظفة$ٌ مثله و ربما يأتي يوم تتذمر هيَ أيضاً.........
لكن بعد لحظات رُفِعَ السِتار لتعرف السبب و بحق كانت متفاجأة ...فهيَ لم تكن تتخيل أنَّها ستدخل مكتباً و ستجلس على طاولة...!!!
لاحظ ساي تفاجئها بما تراه لذا تقدمها للدخول إلى المكتب: لقد كنتِ متلهفة جداً للحصول على عمل و لم تسألي أيَّ شيءٍ عن طابعِ عملك أو راتبك.
دخلت ميرنا و هيَ تحدَِق بالمكان الذي بالكاد تستطيع وضع قدميها به من شدَّةِ الفوضى العارمة: ما الذي جرى في هذا المكان؟
انحنى المدير ساي على تلك الأرض المغطاةِ بأوراقٍ و ملفات ماداً يده يلتقط بعضها: لا شيء ذو أهمية..استخدمتُ طريقاً مختصراً لاستخراج بعض الملفاتِ المهمة.
رفعت كتفيها متنهدة باستنكار: لا ينتظَر أفضل من هذا من الصبيان.
نظرت له بجدية بعدها لتسأله عن ما يهمَّها الآن: ما العمل الذي يجب عليَّ فعله هنا؟
نهضَ ساي من على تلكَ الأرض المغبرَّة و بدأ بتنظيفِ نفسه من الغبار: في الوقتِ الحالي, يجب أن ترتبي الملفات بترتيبِ قدمها فما كانَ قديماً ضعيه في جهة و ما كان حديثاً ضعيه في جهةٍ أخرى....و عن عملكِ الرئيسي فهوَ المحاسبات للبضائع و غيرها من الأمور التي ستألفينها بمرور المدَّة و كذلك الذهاب لإجراءِ بعضِ الصفقاتِ بتوكيلٍ مني.
صمتَ مقترباً منها و بعدها أتم: و إدارةَ المركز في غيابي ستكون إحدى وظائفك و آخر شيء يجب أن تجلبي لي كلُّ ما يحتاج توقيعي.
باتت تنظر له بصمت دونَ إبداءِ أيِّ ردة فعل فقال لها ببراءة: ماذا هناك؟...ألم يعجبكِ العمل؟
أجابته ببرودٍ واضح: و ما الذي تفعله أنت إذاً ؟
أصبحَ المكان هادئاً و لكنه مليءٌ بأجواءِ انزعاج الفتاةِ ميرنا و كأنها ترى استغلالها له منذُ البداية...لكن جملة ساي المنفعلة
" أنتِ نائبتي يا هذه!!" أخرجتها من شعورها لصدمة و كلُّ ما استطاعت التلفظ به " نائبة"....!!!
تقدم ساي نحو باب المكتب : ابدئي بالعمل و إلا تفضلي بالخروج لأبحث عمن هوَ أجدرُ منكِ..
توقف لدى الباب للحظة و أدار رأسه: قبلَ أن أنسى ,لقد نسيتٍ تدوين رقمكِ المحمول....
كان من الواضح تغيَّرها فقد أشاحت بوجهها عنه و بدأت بترتيب المكان: أنا لا أملكُ ذلك.
توسعت عيناهُ للحظة ( أوضعها سيء لهذه الدرجة) لكنه قال لها جملته علَّها تُذهب الحزن الذي بانَ على ملامحها قليلاً: لا بأس ,إنَّهُ ليس بالأمرِ المهم.
غيرت ميرنا منحنى الحديث فجأة بسؤالها: لماذا تعتمد على فتاةٍ مثلي لتكون نائبةً لك...فلا خبرةَ لدي و أنا لا أناسب هذا العمل بتاتاً... و الأهم من هذا كلُّه كيف تأتمنني على إدارةِ هذا المكان ...؟!
لم يعرها أي انتباه حتى بطرفِ عينه : أنا من أعين أنَّكِ مناسبة أم لا و لا تنسي أنَّكِ تحت التجربةِ فقط و كذا ..قد أخبرتكِ من قبل أنكِ ستألفين أمور العمل شيئاً فشيئاً.
تركَ ساي ميرنا تفكر بجوابه الغير منطقي فجلست على تلك الأرض المكومة بالأوراق المتناثرة( لم أتصور رؤيةً غبيٍ كهذا أبداً)

...............بعد ثلاثةِ أيام..............
عمَّ المكانُ حركةِ الزبائن.....
أحاطت جميعُ الأنحاءِ أصواتٌ مختلفة.....
لكن الأمر معاكسٌ حينَ تصل ميرنا لمكتبها فالهدوء تام و لا حركة طفيفة تستطيع رؤيتها,حتى أنها تستطيع سماع صوت خطواتها بوضوحٍ جلي...
لاحظ المدير وصولها فخرج من غرفته لينظر لها مستدعياً: أنتِ....تعالي هنا.
انعطفت ميرنا فوراً لتتجه نحو مدير عملها الشاب: هل هناكَ أمرٌ ما سيدي؟
دخل ساي المكتب و كانت ميرنا خلفه و اتجه نحو مكتبةٍ بيضاء مزخرفةٍ على الجوانب باللونِ الأزرقِ السماوي المبهج مخرجاً ملفاتٍ أمامها: أريدُكِ أن تحققي في أمر هذه الشركات....
كلماتٌ واضحة كانَ خلفها الغموض بالنسبةِ لميرنا التي لم تألف العمل بشكلٍ جيدٍ بعد: أي ماذا؟!
رفع يده لتصل لخصلاتِ شعره الأشقر, و حرك أنامله بين تلكَ الخصلاتِ بحركةِ يأس: يبدوا أن لابد من مباشرةِ تعليمكِ بنفسي.
فتح الملف الأول الذي بيده : أي يجب أن تتبعي بعض الخطواتِ بالبحثِ على الانترنت عن الاسم الموجود في أعلى الصفحةِ الأولى و يجب أن تكون هذه المعلومات معلوماتٍ تفيدنا بصفقاتٍ تجارية ٍ مربحة....و هنا تأتي الخطوةُ الثانية بالذهاب لتلك الشركاتِ و التدقيق على أسلوب عملهم و جودةِ بضاعتهم...
رفع نظرته الرئاسية ليوجهها نحوها: ..مفهوم.
أجابت بعدمِ قناعةٍ نوعاً ما مع بعضِ التوتر: مفهوم سيدي.
لم يخفى ذلك على المدير الحاذق: هل هناكَ خطبٌ ما يا آنسة؟ أغلقت عينيها و بدأت تحرك يديها نفياً: كلا...فقط..
توقفت مع صمتٍ لم يدم..: أشعر أنَّ هذا العمل كثيرٌ نوعاً ما ,لا أعرف كيفَ أكمله اليوم.
وضع ساي الملفاتِ بشكلٍ مفاجئ بين يدي ميرنا التي حاولت أن لا تفقد توازنها : ذلكَ لا يعنيني... أنا أودُّ رؤيةً هذهِ الملفات على طاولتي قبلَ نهايةَ دوامِ العمل.
تنهدت ميرنا بيأسٍ و إحباط: سوفَ أحاول سيدي.
جلسَ ساي على إحدى المقاعد الفرعية مشيراً على المقعدِ المقابل: اجلسي...ألم يُنهكك الوقوف؟
تصنعت ميرنا الابتسامةَ و خلفه نوعٌ من الغضب: لا أستطيع... فأنا يجب أن أنهي هذه الملفات بسرعة.
قابلتها ابتسامةٌ دافئة قطعت كلَّ الصرامة السابقة : لا تفكري بذلكَ الآن....اجلسي ,أودُّ أن أعطيكِ شيئاً.
أخذَ ميرنا بعضَ الفضول لمعرفة ما سيعطيها المدير أكثر مما بيدها لكنَّها امتثلت بصمت جالسة ً مقابله واضعةً ما بيديها على الطاولة....
أخرج ساي ورقةً نقدية((شيك)) و مدَّهُ نحوها: إنَّ هذا لكِ.
كانت تصوُّراتِ ساي منحصرة بردّةِ فعل مثل "ما هذا؟" أو "رائع" لكن آماله خابت بعد نهوضها المباشر بانفعالٍ و انزعاجٍ واضح: أتيتَ بي لتستصغرني و تريني مدى فقري بصدقتكَ هذه ؟!!....لن أقبلها و لن أسمح لك بتحقيري مهما كنت مديراً أو ملكاَ...ليسَ لك الحق بهذا أيها الفتى...
حاول إصلاح سوءُ فهمها: إنَّهُ راتبٌ شهري مقدَّمٌ فقط!!
توجهت للخروج دون إعارةِ كلامه اهتماماً: أنتَ مخطئ ٌ أيها السيد ,لستُ بحاجةٍ لهذه النقود الآن...انتظر حتى أنهي عملي كالآخرين فقط.
..........................
أغلقت الباب و بدأت تهمر الدموع بصمتٍ على وجنتيها المشوبان بحمرةٍ خفيفة: لماذا يجب أن أتحمل هذا؟..لماذا يجب أن أُستحقر لأجل بعضِ الأوراقِ المسمَّاةِ بالنقود....
أكملت حديثها بصمت بين ثنايا الفكر(هل أنا إحدى سلعه الرخيصة يتسلى بها حتى تتلف...؟ هل سيفعل هذا مرةً أخرى ليظهر استعطافَ رجلٍ غنيٍ نبيل؟... لكن لا أستطيع تركَ هذه الوظيفة لأجلِ شيءٍ كهذا...يجب أن أنقذَ أمي...)
أجبرت نفسها على الهدوءِ و مسحِ الدموع ( كفى...كفي عن هذا الضعفِ هينا...يجب أن تنهي عملك ,فعلى ما يبدوا لن ينتهي بسهولة)
لكنها حين انتبهت لنفسها اكتشفت.....
....................
لم يستطع الجلوس تاركاً قدميه تتمشى يمنةً تارة و يسرةً أخرى ..( ربما أسلوبي هوَ السبب...كانَ عليَّ صنع بعض المقدِّمات ...ما الذي يجب عليَّ فعله؟)
جلسَ أخيراً على مقعده الرئاسي ( يا الهي ,هذه هيَ أوَّل مرَّة أُعامّل فيها بفظاظة..ها قد سببتُ مشكلةً لنفسي....)
قاطع أفكاره دخول تلك الفتاة ذو مظهر الثراء دونَ طرقِ البابِ كعادتها: أهلا ساي.
كان جوابه بارداً كالثلج: أنتِ.
اقتربت منه بحركاتها المرحة و وضعت يدها حول عنقه بخفة: يبدوا خاطبي مشغول البال اليوم...هل سرقت أفكاره حوريةٌ غيري؟
أظهرَ الابتسامةَ على وجهه قبل أن يواجهها بوجهه: بالضبط...من أينَ لكِ الخبر؟
أبعدت يديها و قالت له بلكنةِ ضجر: أنتَ لئيم...كيفَ لكَ أن تمزح معي هكذا؟
نهض ساي ليكون معها وجهاً لوجه: لأنَّ وجهكِ الغاضب أجمل بكثير من ابتسامتِكِ الغبيةِ هذه.
انفعلت قليلاً: ابتسامتي غبية!!
أمسكت بساي من قميصه بقوة و بدأت بجره: لن أسامحكَ إلا إن تنزهتَ معي و اشتريت لي بوظتي المفضلة.
بدأ يعتري الألم قدمه المصابة التي أخفى ألمها و فيونيكا لم تكن تعلم عنها شيئاً : حسنا حسناً...توقفي قليلاً.
توقفت و أظهرت ملامحَ حدَّةٍ مُفتعلة: ماذا؟
بدأ يرتب ساي ثيابه المبعثرة الشكل: يبدوا أنّكِ بالفعل مصممة على عدم مسامحتي ولو وقعتُ على قدميكِ.
و حقيقة ما يجول بخاطره( من طلب مسامحتك...إنما أنا مجبور)
مدت يديها نحو ربطة عنقه لإحكامها: لا..أي لا.
أبعد يديها قائلاً: استسلمت...سآتي معك, لكن انتظريني في الأسفل لحظة.
خرجت بعد أن قالت بجوهرٍ واضح: حذارِ أن تخدعني.
خرج بعد اطمئنانٍ و تيقظ من ذهابها متوجها نحو مكتب نائبته الآنسة ميرنا ( لا أصدِّق أني سأعيشُ مع فتاةٍ مثلها...أكره نفسي غنياً برؤيتها)
طرق الباب و دخل بعد سماع صوت ميرنا المشبع بغبنةِ الحزن: تفضل.
كانت ميرنا جالسة على مكتبها دونَ فعل أيُّ شيءٍ و بعض الحمرةِ جليٌ على ملامحها...
اقترب ساي منها قائلاً ببعضِ اللطافةِ و المرح المتصنع واضعاً الملفاتِ على طاولةِ مكتبها:هاهيَ الملفات يا نائبتي .. على الأقل , لم يكن عليكِ نسيان ملفاتِ عملك....هل نسيتها تهرباً من العمل ؟
لم تجبه بل ظلّت صامته تنظر للملفات التي وضعها....
....: لم أكن أقصد...حقاً لم يكن غرضي سيئاً فهو ليس من حسابي الخاص حتى بل هوَ من حسابِ الشركة.
أجابته ...: لا فرق.
وضع ساي الـ"شيك" على الطاولة و بجانبه هاتفٌ محمولٌ أيضاً: أنا مضطرٌ للخروج أيضاً فتدبري أمور المركز في غيابي.
نهضت من مكانها كردةِ فعل: لكن عملي....
أجابها برزانة: أنا واثقٌ أنَّكِ تستطيعين تدبر الأمور....اتصلي لي إن استدعى الأمر فرقمي مدوَّنٌ بهذا الهاتف.
باشرته ميرنا: ألم أقل لك...؟
قاطعها خارجاً: آسف, قلتُ لم أقصد...أعيديه لاحقاً لو أردتِ.
توقف للحظة مطلاً عليها بنظرة: على الأقل لا تبكي كالأطفال...كنتُ أظنُّكِ فتاةً ناضجة.
أغلق الباب و ميرنا تشتعل غضباً ...ها هوَ يزيدها مصيبةً أخرى برئاسةِ المركز, و ما يزيدُ الأمر سوئاً في نظرها كيف لمدير أحمقٍ مثله أن يدع فتاةً مثلها تدير مركزه التجاري في أيامها الأولى....مدير غير مسئولٍ حقا...
وضعت يدها فوق الهاتف المحمول الذي تمسه أوَّل مرَّة في حياتها رغم أن لا طفل يمشي في مجتمعها دونَ هذا الجهاز الصغير ...بدأت تتساءل عن صدقِ حديثه و عن تصرفها الغير لائق معه ...ربما لحساسيةٍ مفرطة....
..........في مكانٍ آخر........
أقمشةٌ حريرية لامعة باللون الفضي تغطي ببراقها جميع الطاولات....
زخارفٌ و أحجارُ كريمة من شتى الأنواعِ و أفخمها تملئ تلك المقاعد السوداء....
مطعمٌ فاخر يكادُ يشع مما ضمه من أمور...
ضمَّ هذا المكان بين زواياه ساي و مخطوبته الشابة "فيونيكا"....
اكتفى ساي بالجلوس و النظر لها بينما هي تأكل بوظتها المحببة (بدأتُ أجهل كيفية التعامل معها...بدأت تتجه للأسوأ مع مضي الزمن..)
تركت فيونيكا بوظتها للحظة محركةً يدها أمام وجه ساي علَّهُ يخرج من هذا الشرود...: ساي!!
تحركت بؤبؤتيه لتعلن حضور وعيه فبادرته فيونيكا بالسؤال: ما بك؟...لم نخرج معاً منذُ زمن و ها الآن تتجاهلني.
اصطنع ابتسامته المعتادة" ألا تعرفين بما يفكر الرجل بهذه اللحظات؟"
صمتت لتعلن فضولها للاستماع فقالها بحزنٍ خفيٍ لكذبه على نفسه: ما أجمل ملامح الفتاة الجالسة أمامي الآن .... ليتني أستطيع النظر لها هكذا للأبد...
ظهرت حمرة الخجل على وجنتي فيونيكا قبل أن تلفظ بجملتها القصيرة: أنا محظوظةٌ بك ساي.
بادر ذهن ساي العكس تماماً( و أنا التعيسُ هنا )....
لكن الواقع ضم جواباً مختلفاً: أتمنى ذلك عزيزتي...


.............لدى ميرنا..........
المهمة الأولى كنائبةِ رئيس مركزٍ تجاري حسن السمعة زادها توتراً و هذا ما يزيد من غضبها تحت هذا الضغط المفاجئ الذي اكتسبته في لحظة لا تعرف متى كانت فتوقفت معتلياً صوتها بتذمر: لماذا سيد شيوكي؟
و على هذا المنوال يجب أن تنسى شيئاً باسم الواجبات المدرسية اليوم.....
أنهت البحث عبر الإنترنت كما أوصاها المدير و بدأت تمدد ذراعيها المنهكتين من التصلب الذي أصابها بشكلٍ طفيف و نهضت من مكانها استعداداً للخروج: يجب أن أخرج الآن.
خرجت تاركةً أمور المركز التجاري حيثما تتفقد الشركات المطلوبة و لم يأتِ بذهنها سوى استئجار سيارةٍ لهذا الغرض.....
عملٌ صعب على عكس المتوقع فهذا يجيب بالمراوغة و هذا يدعي عكس ما تراه و القليل يكونُ صادقاً صريحاً معها....
عادت عند الغروب مرهقة بشدة تودُّ أن تأخذ قسطاً من الراحة لكنها رأت أن هذه الأمنية لن تتحقق فما أن دخلت مكتبها حتى رأت ساي واقفٌ بالقرب من الملفات التي أتمتها ينظر لها بتمعن....
اقتربت و أدت الاحترام: مرحباً سيدي.
لم تسمع رداً لتحيتها بل..: و ماذا عن الشركات؟
كانَ ذلكَ مزعجاَ لكنها تغاظته لرغبتها بالاستمرار بهذا العمل فقامت بوظيفتها بالإجابة بالتفصيل: إنَّ شركتي ميزوشي و كواناي هما الوحيدتان المناسبتان لعقد صفقاتٍ معها أمَّا الباقي فإما أن يكونوا غير مراعين للجودة أو أنَّهم يخفونَ أسرار أعمالهم بكذبٍ واهية و شركةٍ منهم لن تجلب ربحاً بل ستجلب بعضَ الخسائر .
جلب تعجبها ظهور ابتسامةٍ طفيفة على شفتيه مما شدها للسؤال: ما الذي يجعلكَ تبتسم هكذا؟
....: ألم أقل لك أنَّكِ ستكسبين الخبرة بسرعة؟....لقد نجحتِ بالامتحان ,لقد كنتُ أعلم ذلك تقريباً لكني وددتُ الاطمئنان و رؤية ِ مدى جدارتكِ بهذا العمل.
رمت بجسدها على مقعدها متوجهةً بنظرتيها المنهكتين نحوه: لماذا تحب إيذائي سيد شيوكي؟
أجابها ببراءة و هو يجول المكان: فكرةٌ خاطئة ...لقد أردت إثبات جدارتكِ لنفسك و للاطمئنانِ بأنَّكِ خيرُ من أثِقُ به...و عن النقود فتستطيعين إعادتها الآن و الهاتف هوَ لحاجتكِ له وقت العمل و سيُسحبُ منكِ إن خرجتِ.
وقف على الجانبِ الأيسر لطاولتها واضعاً كفيه مبسوطتين عليها: هل توضحت الصورة؟
" واو...ظننتطَ أحمقاً و أنتَ تخطط لهذا"
سألها بجديةٍ أخافتها نوعاً ما: أحمق..؟!!
حاولت تدارك الأمر..: .أ..أنا..لم أقصد.
توجه للخروج بهدوء مما زاد خوفها: لا بأس.
( ماكرٌ ليسَ أحمق...ما ذا يخطط هذا الشاب للغد؟)


قراءة ممتعة،،،،







.




رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-26-2016, 11:48 PM
 
شكرا لكي يا عزيزتي شكرا على البارت القصة رائعة كال معتاد كنت انوي ان افتح القصة فقط للتسلية لكن ما شدني اليها هو اسمك الموضوع عليها فشعرت بالفضول و قررت متابعة القصة و كعادتك ابدعتي ارجو لا تتأخري في انزال البارت القادم لكن لدي سؤال يحيرني هل ستكمل قصة قدر مخطوط على صفحات الزمان ام لا

التعديل الأخير تم بواسطة yuky ; 05-27-2016 الساعة 01:03 AM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-27-2016, 03:02 AM
 
السﻻم عليكم ورحمه الله وبركاتة
كيف حالك...ان شاء الله بخير وصحه
وعافية وحالتك عال العال
في البداية اسفة على دخولي المتطفل
واوووووووو تعجز الكلمات عن الخروج تمنعني
العبرة من ان اجمع افكاري ويالها من فكرة عظيمة
وقصة جميلة جدا اهنئك عليها وعلى تلك اﻻنامل الذهبية
لديكي عزيزتي انا من مشجعيكي دائما واعتبريني من المتابعين
لنتقل لداخل تلك القصه

السرد
من اجمل القصص التي رايتها وقراتها للان اهنئك
فانا بالنسبة لدي السرد هو اﻻهم احسنتي عزيزتي

المقدمة
جميلة جدا بحيث اعجبتني وجعلتني استفاد منها كثيرررا
احسنتي عزيزتي تستحقين اجمل عبارات الثناء واﻻطراء

الشخصيات
ميرنا / عزتها بنفسها وجمال نفسها واﻻحترام الذي وضعته
لها ومن تلك الصغيرة التي تكافح من اجل المعيشة

ساي my love /حسنا احب هذة الشخصية المخادعه والماكرة
هههاي احبك حسنا هو ينجذب لميرنا صح ﻻاستطيع وصف شخصيتة
سوء بالشاب الخرافي هاااااااااا

فيونيكا / اممم لم احبها قط ولكن شخصيتة جميلة تدل كانها طفلة

تسلسل اﻻحداث
مدهش وهو رائع ومشوق
امممممممممممممم لم اعد احتمل ارغب حقا بروية
المزيد متي البارد الثاني هياااااااااااا متشوقة والحماس
ضاربني روايتك مدهشة جدا هيا يافتاة ابهيرنيا انا من متابعيك
وسانتظرك دائما ﻻتنسئ ارسال الرابط لي اريد الثرثرة ولكن
في الفصل الثاني ستريني ثرثرة عن اﻻحداث ام اﻻن فدعيني مع
شخصيه ساي المدهش ♥♥♥♥
ﻻتنسئ ارسال الرابط
اتركك في رعاية الرحمن
في امان الله
__________________
تفتحت اعين الربيع
واغمضت عينيك كالشتاء ولكن
انت لن تاتي ولن تعود
اشتقت لك
الله يرحمك بابا
الرجاء قراءة سورة الفاتحة
صدقه




ذات يوم نقول
وفي الكلام حروف قد تفيق
ماكتبة الله سيف على القلوب لا نعترض
ولكن القلب مشغول بالاشتياق
فارحمهم برحمتك الواسعة
وادخلهم جناتك يا رحيم
















رد مع اقتباس
  #4  
قديم 05-27-2016, 10:20 AM
 
مرحبا yukyأو للأقل
متابعتي الأولى...
يسرني أن يكون اسمي علامة جيدة لك...
و أعلمك أن هذه القصة كاملة منذ زمن لأني كتبتها قبل ستة او سبعة اعوام...هههه

لذا قد تلاحظين نقاط ضعف في السرد...
و كذا أخبرك أن هذه القصة لن تعيق كتابتي أبدا بعون الله...



و عليكم السلام و الرحمة
الحمد لله بخير، كيفك انتي؟
عساكي بخير وعافية....
شكرا لهذا الإطراء حقا، أتمنى أن تكون حروفي عند حسن ظنك....
و الشخصيات، حسنا...لكل طابعه الخاص أليس كذلك؟


أشكركماعلى دخول صفحتي
ToOpiO.. and lazary like this.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 05-27-2016, 11:36 AM
 
اعجبني ما خطته يداك اختاه
بالتوفيق وانا هنا للمزيد من القراءات والتعليقات و اللايكات
باي
__________________
Same name
Same face
but a
different me
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إجرامي بطبعك !! : أنا لَديْ أنتْ..مَشهد الجانب الآخر من الشبكةْ ،لولاك لِما رأيتُها | Haikyuu!! نِيلُوﭬـر - تقـارير الأنيميّ 19 03-03-2015 04:23 PM
شقق للبيع في اسطنبول,البحر,مطلة,الجانب الأوربي,الجانب.عقارات,الأسيوي,اسعار,سكنية,مجمع waleed855 إعلانات تجارية و إشهار مواقع 0 01-15-2014 05:36 PM
ناسا/ تصوِّر الجانب الآخر من الشمس لأول مرة سارة محمد منصور علوم و طبيعة 9 11-25-2013 07:05 AM
الجانب المضىء tahia ali أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 10 06-10-2011 02:14 AM
الخانة الرابعة من التنبيهات !!! احمد اطيوبه حوارات و نقاشات جاده 19 01-04-2011 07:58 PM


الساعة الآن 08:44 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011