عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree246Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 2 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
  #66  
قديم 05-31-2016, 09:07 PM
 
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
عزيزتي البارت في غايه الجمال و الروعه
من اين تاتيكي هذه الافكار
اتمني ان كنت مثلك
رائع انا اشكرك حقا علي هذه الروايه
بعد الثرثره ننتقل للبارت
سوف اقتل هاجي
هل كان عليه ان يدخل في هذه اللحظه
حرف واحد فقط كان ينقص
انا ....احب
ساقتلك هاجي ثم اسلخك
كم انتظرت هذه اللحظه
وكيو كم اشفق عليه
ان شعور النبذ شعور في غايه السوء
ارجو ان تحب فيونيكا هاجي ثم تتتعرض لحادثه فتصبح اشلاء
هههههههه انا في غايه الشر
لا تنسيني من رابط البارت القادم
تم اللايك و الرد و التقييم
__________________
لا استطيع إيقاف هذا المرض فقط توغل
انه يأخذ القياده ويقودني إلى اللا مكان
احتاج لمساعدتك فأنا لا استطيع محاربه هذا للأبد
أعلم انك تراقب أستطيع الإحساس بك هناك

url=http://up.arabseyes.com/][/url] العاب
رد مع اقتباس
  #67  
قديم 05-31-2016, 11:18 PM
 
واااااو شكرا لكي على البارت الرائع اسفة على التأخير لقد كان لدي بعض الامور التي علي انجازها لذا لم استطع فتح الهاتف
ننتقل للاسئلة
هل سيكون هذا اخر ترابط مرنا و ساي
لا
هل سيكون لهاجي دور بأصلاح الامور
نعم
اراكم
لا يوجد
انتقادتكم
لا يوجد
اسفة اعلم ان الرد قصير لكن وقتي ضيق لا تنسيني في ألقادم الى القاء
رد مع اقتباس
  #68  
قديم 06-01-2016, 10:08 AM
 
مرحبا بكم متابعي...
سأختصر الرد للضروف ....

لكم الشكر جميعا على التواجد، و الإطراء، و التوقعات....

لكون البارت القادم حماسي سأضع بارتين، أتمنى أن يروقكم...
Snow. and صَاعِقَةٌ like this.
رد مع اقتباس
  #69  
قديم 06-01-2016, 10:34 AM
 
CENTER][align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/29_05_16146451093973761.png');"][cell="filter:;"]


البارت الثامن

ساي: صعوبات!
دخلت الأم في تلك اللحظات مع كيو و هيَ تمسك الحائط الذي بجانبها: أرى أنَّكم اهتممتم بأنفسكم.
نهضَ هاجي معيناً والدته على الجلوسِ معهم: أمي!..لم يكن عليكِ النهوض من فراشك.
جلست و هي تقول: لقد أقلقتكم بما فيه الكفاية لشيءٍ ليس ذو أهمية.
ساي: يجب عليكِ أن تهتمي بصحتك فهذا الإهمال سيزيد علَّتك سوءاً على ما هيًَ عليه.
كحت ميرنا موجهةً نظرتها لساي الذي فهم معنى حركتها و كأنها تقول له ( أنظر من يتكلَّم..)
نهضَ ساي من مكانه قائلاً لأخيه كيو: يجب علينا الذهاب الآن كيو.
مادونا محاولةً إبقائهم أكثر: الوقت ما زال مبكراً ..و أنا لم أجلس معك حتى الآن.
ابتسم لها: أشكركِ أمي لكن أظن أنَّنا سببنا الكثير من المشاكل.
نهضَ هاجي ليودعهم و عند الباب خارجاً...
تقدَّم ساي نحو سيارته و فتحَ بابها لكنه أدار رأسه قبل أن يصعد: أه..قبل أن أنسى, لم تخبرني عن الصعوباتِ التي تقصدها.
هاجي و هو يمد يديه متشابكتين شاداً بهما نحو الأعلى : ليس مهماً..كنت أود تذكيرك أنني لا أستطيع تقبل إطاعة أوامر من هم أصغر مني سناً ,فيجب عليك إقناعي قبل كلِّ أمرٍ تصدره.
أثار اهتمام هاجي ابتسامة ساي الخبيثة: لا تقلق,فأنا ماهرٌ في الترويض.
ذهب ساي و خلفه هاجي ممتلئاً بغيضه ( و كأني حيوانٌ وحشي..!! و قبل أن أنسى يجب أن ألغي عرض العمل ذاك..)
.......................
فتح كيو فمه: أخي..
أجابه ساي: أمم..
كيو: إن تلك المرأة حقاً ملاك.
ساي: أجل.
كيو: و تلك الميرنا أيضاً.
قطب حاجبيه: احفظ لسانك..يقولون الآنسة ميرنا.
كيو على نفسِ حاله: ألا تظن أنَّها أفضل من فيونيكا؟
أخذ نظرةً بسيطة لأخيه ثمَّ أبعدها: لا تنسى أنَّها مخطوبتي ..لا تتمادى عليها.
كيو: إه...مخطوبتك؟!...إنَّ هذه الخطوبة الرسمية تضحكني ....أنتَ لا تعرف من الخطوبةِ سوى اسمها.
ساي: يجب أن نتأقلم على هذا الوضع على كلِّ حال و أنتَ لا تحشر نفسك في أمور الكبار.
كيو بأسلوبٍ طفولي يغيظ ساي: كاذب ,أنتَ لم تتأقلم و لن تتأقلم على فيونيكا.
ضلَّ صامتاً لأنه يعرف أنَّ أخيه على حق فيما يقول....
كيو بعد ثوانٍ: ما رأيك ساي أن نبحث لوالدي عن زوجةٍ غنية و من عائلةٍ راقية ؟
توسعت عينيه قليلاً: ما هذه الفكرة الغبية؟
كيو موضحاً: إنَّ والدي يريد منك الزواج بتلك الفتاة لثراء عائلتها و عراقتها, فماذا لو فعل هو هذا فستسقط عنك هذه المسؤولية؟
أوقفَ ساي السيارة قائلاً: لن تدخل هذا المنزل امرأة بعد أمي.
كيو: أي أمٍّ تقصد؟
فتح ساي حزام الأمن: لا مزاجَ لي لتحمل أراجيفك..تعلم ما أقصده.
كيو: ما الفرق بين أن تنادي امرأةً غريبة بأمي و بين أن تنادي زوجة أبيك بهذا...؟
صوتُ طيرانِ الطيور المنتشرةِ في السماء اعتلى بعد صوت تلك الصفعة و احمرار وجنته الصفراء: لا تقارن بين السماءِ و الأرض ..و هل النساء اللواتي سيدخلنَ لهذا المنزل سيكونون مثل والدة ميرنا و هاجي؟
وضعً كيو يده على وجنته كعادته حينَ يُصفع ,و ا الآن يشعر بهذا الألم للمرّة الثانية..لكن حرارة هذه الصفعة كانت أحرُّ بكثير من سابقاتها فقد كانت من حرارةٍ قلبه و حزنٍ عميٍق لأمِه..
هبطت يدَ ساي فوق المقعدِ الرمادي الباهت: لا تفكر بتبديلِ أمي بتلك النسوة.


..........بع2 يوماً..........
كان ساي يمشي في الممر فالتفت لباب المكتب المجاور...
كان بابه مفتوحاً و أضواءه تطل على الجدار المقابل....
توقفت أقدامه و بدأ ينظر للباب بتأمل...
هذا الباب يحمل كثيراً من الذكريات الجميلة و المبهجة له...
أخذته ذاكرته للوقتِ الذي جلس متكئاً عليه يسمع صوت ميرنا المنكسر ...
بعد لحظات عرضت شفتاه بابتسامةٍ حزينة و نظراتٍ غريبة بين الحزن و السعادة...
أغمض جفنيه مصوِّراً ردة فعلها حين يدخل....
تنهض من فورها مؤديةً الاحترام قائلة: سيدي...
ترفع رأسها لتظهر تلك البسمة التي تشعره بالبهجة تحيط بجنانه....
من ثمَّ تسأله بصدقٍ بادٍ على معنى مشاعرها الطيبة:"هل أنت بخير ساي؟...هل كان يومك جيداً؟"...أو ربما تقول ,"هل كانت عطلتك سعيدة؟"
حرَّك قدميه النحيفتين لتتحرَّك مرَّةً أخرى و يدخل الغرفة...
وسامة هاجي كانت بادية بجلسته الرزينة و هو يشرب القهوة في كوبها الأبيض بيده اليمنى و رافعاً أوراقَ ملفاتٍ يدقق بها بيده اليسرى....
كسرت هذه الصورة تصورات ساي..( لمَ أفكر بهذا الأسلوب و أنا أعلم أنَّها لن تعود؟!)
ترك هاجي الأوراق على الطاولة : ما بك تنظر إلي بهذه النظرات العجيبة؟
ساي نافياً: ليس هناك شيء...فقط أتيت لأسأل إن كانت...
هاجي مقاطعاً: لا تقل لي أنَّك ستقول نفس الجملة مرَّةً أخرى!!!
ساي: هل هي بخير؟
هاجي : أه.. لا تمزح معي هذه المرة فقد كنت معنا البارحة.
ساي: لا تنسى أنَّنا السبب في كسر قدمها.
وقف هاجي واضعاً يديه فوق الطاولة: أجل, إنَّها في تحسن و قد قال طبيبها أنَّها ستستطيع أن تتخلى عن العكازين في الأسبوع القادم على الأغلب.
ظهرت بعض الراحةِ عليه:أنا سعيد لسماعِ هذا.
هاجي: إذاً إن لم يكن لديك شيءٌ آخر لقوله فأخرج و دعني أتم عملي.
رفع ساي صوته قليلاً: يا حبيبي..! عاملي يطردني...!

.......بعد ثلاثةِ أيام........
كانَ هاجي منهمكاً في العملِ بجد حينَ دخل ساي ينظر له : ماذا تفعل؟!
هاجي : ألا ترى ؟..أقوم بعملي بالطبع فاخرج و لا تزعجني.
ساي: ليس لديك الحق لإخراجي من هنا...إن كنت ستتعامل مع مديرك بهذا الأسلوب الفظ فلا تتصوَّر أنني سأتحملك و سأدعك تأتي للعمل.
أفلت هاجي الملف على الطاولة: أوي..أوي, بدأت بالتهديد مبكراً !... لا تكن حساساً بهذا الشكل.
اقترب منه بخطواته الواثقة: قلتُ لك أنَّني سأروضك.
ضاقت عيني هاجي بملل: لا تكرر هذه الجملة,إنَّها تُشعرني بأني حيوانٌ مفترس.
بريقٌ ظهر في عينيه: بالضبط.
تقدَّم ساي نحو النافذة الموجودةِ خلف هاجي و اسند جانبه الأيمن بالحائط بجانبها و وضع يداً على يد: هل تحسنت قدم أختك؟
أدار هاجي مقعده نحوه: أجل..تستطيع قول هذا.
ساي: أنا محرج حقاً.. لم أكن أتصور أنَّ مشاكل أخي تصل لهذه الدرجة.
حرَّك هاجي خصلاته بملامح اعتراض نوعاً ما: لا تجعل أخاك في الصورةِ دوماً و خاصَّةً حين تكون أمامه لا يجب عليك أن تتحدَّث بهذا الشكل فبمعاملتك الجافة ذلك اليوم طبيعي أن يحاول إظهار نفسه..فهو في عمرٍ حساس الآن.
بملامح طفولية :تباً,بدأت تتكلَّم مثل ميرنا.
هاجي يتقدَّم قليلاً واضعاً يده فوق قدمه: لأنَّ هذا هو الكلام العقلائي...كيو له شخصية مستقلة و تصرفاته الخاصة, و يجب عليك أن تدعه يظهر ما لديه بدلاً من إقناعه أنَّه عائقٌ و مسبب للمشاكل إنَّ جفافك المبالغ به هو ما جرَّه لتصرفاتٍ لا ترضاها ... إنَّ تعاملك له أثر سلبي ,أتفهم هذا؟
يغير منحنى نظرته لخارج النافذة: ربما تكون على حق لكني لا أريد أن يكون صورةَ مُستقبلي... فما أعانيه علَّمني أن أحفظه في طفولته ما دمت أستطيع ,صدقني هذا أفضل له.
هاجي: لا يهمني ما تمر به لكن كيو لن يكون فتىً طبيعياً...
نهضَ هاجي و ذهب واقفاً بجانب ساي: يبدوا أنَّ مشاكلك مع مخطوبتك..و هذا ما يزعجك.
ساي: كيف علمت؟ هل أخبرتك ميرنا؟
هاجي:و هل تعلم أختي ؟..واو مثير أن تعلم عن حياتك الشخصية بهذا الشكل, لكنها فتاةٌ تكتم كلَّ شيء فما بالك بأسرارِ الآخرين..السبب الذي جعلني أشك بهذا هوَ أنك لا تتكلم عنها بتاتاً و كأنما لا تعترف بها كجزءٍ من حياته و هذا غير طبيعي.
دقق بنظرته بصمت ليتأكد هاجي من ما فكر به: أظن أني أتفهمك..فأنا اخترت مخطوبتي لشعوري بأنَّها فتاةٌ تفهمني و ستكون سنداً لي في جميع الأوقات.
ساي بغرابة و مظهرٍ بارد: لديك مخطوبة!
بدأ هاجي بتحريك يده بابتسامة: إن كان لديك أنت, لمَ لا يكون لدي؟
ساي: مشكلتي ليست هيَ فقط بل لأنِّي أصبحت دمية يديرها الآخرون بتهديد أو وعيد للوصول لأهدافهم و مصالحهم دون التفكير بي..قلت لأمي هذا من قبل ,كل شيءٍ في حياتي مقرر و مخطط من الآخرين و خروج ميرنا أيضاً كان أمراً من فيونيكا.
هاجي بتذمر: يبدوا أنِّي الوحيد الغريب هنا.
ساي: قلت لأمي هذا لأني كنت أحتاج أن أريح نفسي من الهموم المتكدسة قبل فترة و من الطبيعي أن تعلم ميرنا بالموضوع حيث أنَّها تعمل مساعدتي و رأت بنفسها تصرفات فيونيكا المتعجرفة .
هاجي( كفَّ عن الكذب و المراوغة فلست غبياً ليصدق هذه القصة..)
مدَّ هاجي يده و وضعها فوق كتف ساي: اعتمد عليَّ فبما أنَّ والدتنا واحدة تستطيع اعتباري أخاك الأكبر و واجب الأخ المساعدة.
نظر لهاجي ببسمة : أشكرك ..لكن ليس بيدك شيء لتفعله.
كانت نظرة هاجي تحمل معاني العزم : أوه..لا تقل هذا سترى أنَّني سأكون سبب خلاصك من المشاكل.
ساي: هذا ما تقوله ميرنا..
ضحك قليلاً: تقول أنَّها ستغير فيونيكا و سأعترف أنَّني أحبها من أعماق قلبي.
نظر هاجي له نظرةً جانبية مرحة: و هل تفعل؟
ساي منكراً: لا تعني سوى المشاكل..أود التخلص منها فقط.
هاجي بخبث: و ماذا عن ميرنا؟
بلع ريقه ما أن سمع هذا لكنه تمالك نفسه: ما الذي تريد الوصول إليه من هذا السؤال؟
هاجي: أجبني فقط.
أخذ نفساً ثم قال: فتاةٌ مميزة و رائعة في مداراة الآخرين..هذا كلُّ شيء.
أصبح هاجي جدياً فجأة: أخبرني بصدق ..هلـ ..
غيّر منحنى حديثه :... لست كميرنا تحاول إصلاح المجتمع...لكن أضمن لك بنسبة 75% أنَّ كلَّ شيء سيحل قريباً.
ساي: لنرَ..فقط أتمنى أن لا تُسقط السماء فوق رأسي عوضَ أن تبسط الأرض التي تحتي.


...........بعد عودةِ هاجي...........
ينزع حذاءه: لقد عدت.
أخرجت مادونا رأسها من المطبخ : أهلا بك..هل كان اليوم جيداً؟
هاجي: أمم..
دخل لغرفةِ الجلوس و أخذ مكانه بجانب أخته: مرحباً..هل الدروس بخير ؟
ميرنا تقلب صفحة كتابها: أجل..لكن بعض المواضيع صعبةٌ للفهم نوعاً مالأني لم أحضرها في المدرسة.
هاجي يطلُّ على الكتاب: ليست مشكلة..سأساعدك .
ميرنا: شكراً لك أخي.
هاجي بعطفٍ أخوي: لا شكر على الواجب .
تتلبك ميرنا قبل أن تفصح عن ما بداخلها: أخي...ربما لا يكون لي علاقة بما يحدث هناك الآن لكن ,كيف كان وضع المجمع التجاري؟
تمدَّد هاجي واضعاً يديه تحت رأسه: ككلِّ يومٍ مضى..لا جديد.
ميرنا تشدُّ على قبضتها قليلاً: و ماذا عن السيد شيوكي؟
هاجي: بخير..لماذا تسألين عنه؟...هل اشتقتِ له؟
ميرنا: يا لك من مزعج...كلُّ ما هناك أني اعتدت على العمل هناك و رؤيته كلَّ يوم...هذه المدة جعلتني أحس بالحنين للعمل الذي أمارسه و الأناس الذين كنت أخالطهم.
( أنا أكاد أموتُ قلقاً عليه..من يعتني به الآن و يعطيه دواءه..أعلم أنَّ ساي لا يهتم لهذه الأمور..و تلك الفيونيكا هي مخافتي الكبرى فلو ذهبت يوماً لزيارته ربما تسوء حاله..)
........................
هاجي يكلِّم شخصاً بالهاتف: ...لا بأس سأعوضك...لكن يجب أن ننجح في العمل...اعتبره بدايةٌ لعملنا الجديد...
أغلق الهاتف و بدأ يحركه في يده الأخرى: ستنكشف الحقائق كلُّها... سترى نفسك بين خيارات حياتك ساي.
فكر للحظة (لكن يجب أن تعلم أمي بالموضوع...)
بعد دقائق...
الأم بدهشة: يا الهي..
ضربت فوق جبهته بخفة: لم أكن أعرف أنَّ ابني مشاكس لهذا الحد...لكن هناك مشكلة يجب أن تضيف لها...

..... بعدَ أسبوع......
ميرنا تتمشى مع صديقاتها في باحة المدرسة خارجةً منها.....
كاورو: لكن ما زالَ عليكِ أن تعتني بها لمدة.
شيهو ممسكة حقيبتها الوردية بكلتا يديها: إنَّها على حق فالعظام المكسورة تأخذ وقتاً حتى تعود كما كانت.
ميرنا بامتنانٍ و راحةٍ واضحة: شكراً على اهتمامكما ..
قطع حركتهم وقوف فتىً شاب في مثل أعمارهم معهم: مرحباً ميرنا.
نظرت له بجفاف ثمَّ قالت: مرحباً..هل هناك خطبٌ ما؟
كانت لهجة حديثها واضحةٌ بالجفافِ و البرود اللذان يحكيان انزعاجها من مجيئه....
تلعثم في البداية: أ..أن..ااا.. لمـ ...
تدارك نفسه و قال :.. لم أقصد إزعاجك..كنت أودُّ أن أقول حمداً على سلامتك..أنا سعيدٌ لأنك على ما يرامِ الآن.
لهجتها أصبحت أكثر مرونة قليلاً: شكراً لك يان .
أنزل حقيبته التي كان يضعها بيده فوق كتفه و بدأ يخرج منها شيئاً: لي لكِ شيء.
ابتعد شيهو مع كاورو لتراهما ميرنا و تنفعل: لحظة!..أين تذهبا و تتركاني وحدي.
كاورو بتلاعب بحقيبتها الصفراء: آسفة..أنا في عجلةٍ من أمري.
كاورو: و أنا أيضاً, نراكِ غداً عزيزتي.
(هذا ما كان ينقصني!!..)
يان يمدُّ بعض الدفاتر الدراسية: خذي..من المؤكَّد أنَّكِ ستلاقين صعوبة في الدروس التي لم تحضريها.
ميرنا: شكراً لك , لكن ماذا عنك؟
نظرته كانت عطوفةً بحق لكنَّها لم تكن تعني أيَّ شيءٍ لها: لا يهم..إنَّه يومٌ واحد فقط.
ميرنا بامتنانٍ لصديقها: حقاً أنت صديقٌ رائع.
ابتسم يان بخفة: أتمنى أن أكون كما تقولين.
توقفت سيارةٌ جرَّت أنظار الجميع ...
كانت السيارة غريبةٌ على هذا المكانِ قليلاً...كانت من أعلى الطرازاتِ و أفخمها ...
خرجّ منها ما أثار دهشتهم أكثر...
فتىً وسيماً في مقتبلِ العمر يقترب من بوابةِ المدرسة بخطواتٍ جريئة ...
خصلاتِ شعره المتحركة أوهمت الأعين بطيرانها تحت هبّاتِ الهواء...
رشاقةُ جسده كانت تزيد من رزانةِ تحركاته...
عيناه البريقتانِ بالأمل كانت تزيد من ثقته...
توجهت عيون الجميع نحوه و هو يتقدَّم دون مبالاة حتى توقف بجانبِ ميرنا: سعيدُ لرؤيتكِ بخير ميرنا.
دهشةُ الجميع لم تكن توصف و هم يرون شخصاً بمثلِ ثراءه يقف و يتحدث مع ميرنا من بين جميع الفتيات....
نظراتهما الملتقيان شدَّت الجميع لانتظار ما سيحدث بينهما بفضول....
نظرات ساي التي تركزت عليها و كأنَّه نسي العالم أوقفتهم دون حراك.....
لكن هذا لم يدم فصرخةُ ميرنا قد وضعت علاماتِ التعجب و التساؤلِ بدلاً عن هذا: أيها الأحمق الغبي... ما الذي أتى بك إلى مدرستي؟!..
ساي ببعضِ التعجب المصطنع البريء:لقد أتيت لرؤيتكِ فقط.
ميرنا ترفع حقيبتها و تضربه به: هنا!!
يمسكك ساي حقيبتها قائلاً ببلاهة: العنف ليس من سماتِ الفتيات فدعي هذه الحقيبة الحديدية جانباً.
تشيح ُ ميرنا بوجهها مع غضبٍ واضح: تباً.
سأل يان باستفسار: من هذا الفتى ميرنا؟
كانت تبدي لهجتها المنزعجة أكثر الآن: مدير أخي في العمل.
يان بحدة مغبّنة: لماذا هوَ هنا الآن؟
ساي مدركٌ أنَّها لا تود التحدث عنه: لقد كان أخي هو سبب الحادث الذي أصابها..لذا أتيتُ لأطمئن عليها.
نظرته كانت حادة و غاضبة حين قال: إذاً لدى ميرنا حق..المدرسة ليست مكاناً مناسباً لمجيئك.
ابتعد مع نظرات ساي الملاحقةِ له: يبدوا أنَّ هناك من انزعج لمجيئي غيرك.
قال ساي بعد لحظات: هل تمانعين إن أوصلتك؟
تتقدَّم ميرنا عنه: و هل تظن أني سأعود للمنزل مشياً على الأقدام و سيارةُ تحت الطلب لدى الباب؟
ساي يذهب خلفها و يتقدَّم ليفتح باب سيارته لها منحنياً: تفضلي بالدخول يا آنسة.
ميرنا تصعد: كفَّ عن هذا التصرف؟...أستطيع الصعود وحدي.
اعتلى صوت إحدى الفتيات هناك: يا لها من وقحة!...تتصرَّف و كأنه خادمها.
ترك ساي ميرنا و اتجه نحو الفتاة: خدمتها تروقني..هل من مشكلة؟
أحسَّت الفتاة بإحراجٍ شديدٍ قد ملأ ها و كلُّ من هناك ينظر لها و للموقف الذي وضعت نفسها به و ضلَّت جامدة حتى عودةِ ساي لسيارته كأنَّ على رأسها الطير......
....................
ميرنا: ما كانَ عليكَ المجيء....وضعتني في موقفٍ صعب .
ساي: لمَ.. أ لِأجلِ ذاك الفتى؟
...: من؟!..لا تقل لي أنَّك تقصد ذاك الفتى الساذج يان.
....: كان واضحاً أنَّه يهتم لأمرك....ألا تبادلينه الشعور؟
....: أستطيع القول أنَّه صديقٌ حقيقي..لكن هذا كلُّ ما في الأمر.
....:يبدوا فتىً جيداً...ربما عليك تقبل اقترابه منكِ برحابةِ صدر.
وضعت يدها تحت حنكها: أسد لي خدمة و أقفل فمك...يان معتادٌ على التطفل عن جميع من يراهم في صفحاتِ حياتي الشخصية ... و اطمئن...تلك الفتاة التي رددت عليها هيَ الفتاةِ الأسوأ في المدرسة ستجعلني محط سخريتها و كناياتها منذ الغد..
حاول ساي تبرير نفسه: أوكي..لن أتكلَّم عنه .
ميرنا: لم تقل لي لمَ أتيت؟
ضلَّ يقود بصمت و حين رأت هي هذا لم تصر بل انحنت لشيءٍ آخر: هل تمانع أن أزور المجمع اليوم؟
ساي بلطف: مرحَّبٌ بكِ دوماً.
ميرنا: إذاً دعنا نذهب للمنزل معاً و نتوجه بعدها للمركز التجاري.
رفع رأسه نحوها بابتسامة: لا بأس...تحت طلبكِ آنستي.
بادلته الابتسامة و عادت لصمتٍ قبل أن تقول: هل من جديدٍ مع فيونيكا؟
ساي: أتت عدَّةَ مرَّاتٍ لزيارتي بعد علمها بخروجك...لكنَّها ما زالت تتحدَّثُ عنكِ بطيش.
لم تكن ميرنا قد استسلمت و قالت بلهجةِ تحدي: لا زلت اعتقد أنِّي قادرة على تغييرها.
ساي بسخرية: حظاً موفقاً.
نظرت له نظرةٌ جانبية باغتياظٍ مصطنع: ستندم على سخريتك مني.
ذهبا للمنزل و كما كان القرار ذهب الجميع معا للمجمع التجاري....
ذهب هاجي لمكتبه و ذهبت ميرنا مع ساي...
ميرنا : يبدو أنَّك بدأت بإهمالِ مكتبك..لا تقل لي أنَّ الاجتماعات المهمة تحدث هنا و هو بهذه الفظاعة.
ساي: يجب أن تدخلي مكتب أخيكِ لتري الفرق.
كانت تشبك يديها من خلف ظهرها و هي تمشي بطفولة و هو ينظر لتصرفاتها بحنية :كان يوماً مكتبكِ.
ميرنا: أما زلتَ متضايقاً؟
ساي: لست منزعجاً منكِ...لكني أتذكر تلك الأيام كثيراً أحس و كأنَّه مضى عليها سنين الدهر.
تقدَّمت ميرنا نحو المقعد الذي تختاره عادةً للجلوس و وضعت يدها فوقه محركتاً أناملها عليه: حدث الكثير منذ أن جلست على هذا المقعد لأوَّلِ مرَّة.
أرادت أن تبقى هكذا مخفيةً ما تخفيه من حزنٍ خلفه بكون ظهرها في اتجاهه....
بقيت لحظاتٍ تحاول رسمِ ابتسامةٍ زائفة ثمَّ واجهته بجسدها: لم تخبرني لماذا أتيت اليوم لمدرستي؟..ظننتُ أنَّك تحمل أخباراً مهمة فقلقت نوعاً ما.
خطى نحوها بخطواتٍ اختلفت في عينيها...لم تكن خطواته هي التي تقترب فقط بل هناك شيءٌ آخر..شيءٌ بداخله يقترب أكثر باقتراب قدميه المملوءتين وضوحاً و صراحة....
وصل لها قائلاً: بلهاء..لماذا يجب أن أقول لك كلَّ شي لتفهمي؟
صوتها لم يكن يخرج جيداً للشعور الغريب الذي انتابها: أنا فقط أردت أن أعلم ماذا هناك.
...: متأكدة من رغبتك بذلك.
بقي يتأمل فضول عينيها قبل أن يحني رأسه بجانبِ أذنها : شوقٌ لم أقاومه لرؤيتكِ تقفين أمامي بقدميكِ هاتين, لم أستطع الانتظار ...أردت أن أرى خطواتك المتوجهة نحوي....أردت أن أخطوا بخطواتك و أتقدم بتقدمك...أردت أن تقفي بجانبي كما تفعلين الآن .. تلك الخطوات, ليست خطواتاً فقط ..بل هي ما جمعتني بك ...هي بداية سماعي لصوتك..هي بدأ سعادتي بوجودك ...هي من أتت بك لهذا المكتب مراتٍ عديدة لتزيلي شجوني المتكدسة بابتسامةٍ تقصدين بها إبهاج فؤادي... هيَ من أثبتت لي وجود إنسانٍ يقلق لبشرٍ مثله بإنسانية و نيةٍ صادقة.... هي التي أظهرتكِ لي يا سحر قلبي.
طرق هاجي الباب قائلاً: أحم...أظن أنَّ الوقت غير مناسب للمجيء ,سأذهب الآن ,لكن نصيحةً مني أغلقوا الباب رجاءً.
رفع ساي رأسه بهدوء خلفه إحراجٌ لم يشعر به من قبل: ليس من شيءٍ مهم هاجي..أدخل.
هاجي مشيراً إلى أخته: أجل...هذا واضحُ على وجهها...تكادُ تسقط أرضاً...
هاجي ينظر لأخته: ما بك؟...ما الذي فعله لك هذا الفتى؟ ..و كأنك رأيت غولاً!
ميرنا ابتعدت للخلف جالسة على المقعد بدهشة .. ( ما الذي قاله تواً؟!..سحر... ماذا؟!!!.. غول!...لو كان غولاً لهربت على الأقل...)
ساي ينظر لها لحظة: أوه.
يبتعد عنها ذاهباً لمقعده المخصصِ له جالساً واضعاً أنامله اليسرى فوق الطاولة و مبسطاً يده الأخرى على المقعد: ما لديك؟
هاجي: بعض الملفاتِ الغريبة التي لم ائلفها.
ضيقت ميرنا عينيها باستفسار طرأ عليها: غريبة.
هاجي متقدماً نحوهما: هذه هي الملفاتِ التي أقصدها.
أخذ ساي الملفات من يده: لأيِّ الشركاتِ هي؟
هاجي: إنَّها لِ....
يقاطعه صوت اتصالٍ هاتفي....
يخرج ساي هاتفه من جيبِ بنطاله ناظراً للرقم المسجل: رقمٌ غريب.
أدار هاجي نفسه : لن أزعجك...أنا أيضاً لدي الكثير لأنجزه.
ساي: أه.
يرفع ساي السماعة: ساي شيوكي هنا.
كان من الواضح أن الصوت غريبٌ عليه و خاصة حينّ قال: عفواً ,من معي؟
تبادل الأخوين النظرات المستفسرة....
نهض فجأةً ساي و قد خطف لونه: ماذا؟!
نهضت ميرنا لتذهب واقفةً بجانبه: ماذا حدث؟!
ساي مازال يكلِّم المتحدث على الهاتف: ماذا تريدُ مني؟...مستحيل..هذا كثير!!!
قطع ساي المكالمة و جلس دون حواسٍ منه....
نظرات هاجي بدأت تعي ما يحدث: يبدوا أنَّ هناك مشكلة.
ضلَّ صامتاً حتى قالت ميرنا: أقلقتنا ساي..من كان المتصل؟
أجابها ساي بهمسٍ وضح معناه و هو ينظر لهاجي المقابل له: كيو...
ازدادت خوفاً و أحسّت أنَّ قلبها انقبض: ما به كيو؟!
...: اختطف كيو.
وضعت يدها مقبوضةً أمام صدرها بدهشة: ماذا قلت؟!!
كانت الحيرة واضحة عليه: يريد أن أدفع له ثمان مليار دولار...!!
خطت للخلفِ خطوة بملامح تفهم فقدانها للحواس بما حولها من هول ما سمعته: دولار!!!مستحيل..هذا أكثر من ميزانية هذا المكان!
ساي: بل حتى و لو بعت هذا المجمع و أخذت مساعدة والدي لن أجمع أكثر من نصف المبلغ.
هاجي: هل قرر وقت الدفع؟
بدا شاحباً و هو يقول: بعد ثلاثةِ أيام.
رفع يده تحت حنكه: فرصةٌ قليلة.
ميرنا بنظرةٍ حزينةٍ مواسية: أتمنى أن يكون على ما يرام.
نهض ساي ببطء و ذهب لبراد المياه ليشرب كأساً: أتمنى هذا.


/COLOR]
[/COLOR][/COLOR]



.
[/align][/cell][/tabletext][/align]
[/COLOR][/SIZE][/FONT]

[/COLOR][/CENTER]
Snow. and ister like this.
رد مع اقتباس
  #70  
قديم 06-01-2016, 10:38 AM
 
CENTER][align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/29_05_16146451093973761.png');"][cell="filter:;"]


البارت التاسع

هاجي: هل قرر وقت الدفع؟
بدا شاحباً و هو يقول: بعد ثلاثةِ أيام.
رفع يده تحت حنكه: فرصةٌ قليلة.
ميرنا بنظرةٍ حزينةٍ مواسية: أتمنى أن يكون على ما يرام.
نهض ساي ببطء و ذهب لبراد المياه ليشرب كأساً: أتمنى هذا.
ظلَّت ميرنا تنظر لحالته التي لا يمكن أن تقول له شيئاً يساعده بها ...
و لا يمكن أن تبقى تراقب كيف تتأزم أموره و صحته ....
.................
عادت ميرنا للمنزل و اتجهت فوراً لغرفتها و ذلك لتحاشي مقابلةِ أمها و الإفصاح لها بما حدث...
رمت نفسها على السرير و هي تشعر بالضعف...
صورة كيو لم تكن تُمحى من ذهنها...(أين كيو الآن؟!.. ما الذي سيفعلونه به؟...ماذا سيحدث لساي إن حصل له مكروه؟...ماذا لو عاد ذلك التشنج؟..الآن أنا عديمة النفع حقا ساي..اعذرني... )
سمعت ميرنا صوت أمها و هي تطرق الباب.."ميرنا..حبيبتي..."
شدَّت على يديها ( لقد لاحظت مجيئي..)
رفعت غطاءها و أغمضت عينيها متصنعةً النوم....
فتحت مادونا الباب بهدوء لترى ابنتها قد غطت في النوم فتراجعت بهدوءٍ و صمت مغلقةً خلفها الباب...

.................
هاجي: ألن تنظر للملفات؟
ساي بعدمِ تركيز: و هل هذا وقتها؟
هاجي: آسف..لم أقصد إزعاجك.
رمقه ساي بنظرة: لكنك تفعل.
صمت ليكمل بعد لحظة:آسف, أرجوا منك أن تتركني وحدي قليلاً...أنا لستُ على ما يرام.
هاجي برحب سعة: أتفهم..أنا المخطئ فلا بأسَ عليك...
زادت عيناه حناناً: سوف ننقذه...أنا متأكد.
وضع يده أمام فمه بحيرة...( أرجوا أن يكون هذا و إلاَّ...فأنا لن أسامح نفسي..)
كانَ يوم أمس يدور في ذهنه و هو يعارك أخاه....
كيو بفضاضةٍ طفولية: أنا ابن هذه العائلة و يجب أن تعتمد علي أخي.
ساي غاضباً: لا ترفع صوتك كيو..أنا أخيك الكبير و أعرف ما أقول ..قلتُ لا أي لا.
اقترب كيو بخطواتٍ واثقة: إنَّها ليست سوى زيارة .
ساي: لكنَّها ليست عادية...إنَّها تؤول لرضا العوائل النبيلة بمساعدتنا و إسنادنا و هم لا يعرفونك بتاتاً.
اقترب كيو من أخيه: لأنَّكم تخبئوني في المنزل و كأني لست فرعاً من عائلة شيوكي .
ساي ينظر لأخيه بتمعن و ابتسامةٍ غامضة: يعرفونك!..أنا لم أكن أرغب بمعرفتك أيضاً...أتعرف كم كننتُ سأكون مرتاحاً لو لم تكن معنا؟ ....منذُ ولدت و أنت تضايقني و تزعجني...كأنك ولدت لأجلِ هذا الهدف...من قال أني كنتُ أرغب بأخٍ لي؟..أخذت أمي بعيداً و سلبتَ حريتي بمجيئك ... من قال أني كنت أرغب بوجودك كيو؟....لم أعش كالآخرين, لم أمضي ساعات طفولتي كباقي الأطفال.... دائماً مضطر لتقبل وجود حملٍ أكبر في حياتي...."أخيك الصغير الذي يجب أن تكون مسئولاً عنه...أخيك الصغير الذي يجب أن تدعه يفعل ما يشاء... يجب أن تكون عاقلا و تتنازل لأخيك الأصغر ساي"...و ماذا عني أنا؟!..ماذا عن ما أريده أنا؟!....
قاطعه كيو بلكنةِ حزن غريبة: شكراً لك ...لأنك أصدقت القول هذه المرَّة.
ابتعد كيو دون أن يقول ساي أيَّ شيء بل ظلَّ ينظر له و هو يبتعد خطوةً خطوة ...( هل صدَّق هذه الكلمات الطفولية؟!!...أنا قلتُ ما يريده فقط...)
ضرب ساي رأسه بيده: غبي...غبي...
نهضَ مرَّةً أخرى بعد مرَّاتٍ من الجلوسِ و النهوض: أنا لم أكن أقصد ما كنت أقول...كيو.
.........................
جنا الليل الدامس بظلامه ليزيد قلب جميع من يعلم باختطاف كيو ظلمة ...
كانَ هاجي جافَّ المعاملة على غير عادته و ميرنا قليلة الكلام على غير سجيتها ....
كان ذلك ملفتاً لكن مادونا لم تسأل عن أيِّ شيء...
ذهب هاجي خلف ميرنا لغرفتها و في الداخل.....
هاجي: أظنُّ أن لابد من مجيئك غداً للمركز...هو يحتاجُ لكِ.
ميرنا بضيق: لا تبدأ بحديثك التافه...فحقاً لا أتقبله الآن.
كان واضحاً عليه الجدية التامة: لا أمزح...في هذا الوضع الصعب أفضِّل أن تكوني بجانبه.
ميرنا: لماذا؟...سأتصل بمخطوبته و أخبرها لتفعل.
هاجي : هل تظنين أنَّ الخبر لم يصلها إلى الآن؟...على الأغلب أنَّها تعلم و لو كانت مكترثة ستكون في منزله معه.
ميرنا: إذاً لا داعي أن أتدخل في هذا الأمر.
أدار هاجي أخته نحوه بشدَّة نسبياً: تتدخلي!..أليسَ كيو مهماً لكِ؟!
تمالكت دموعها و هي تقول: بلا ..لكني لا أرغب بالذهاب له.
هاجي بعتابٍ و تتعجب من كلماتها: هو يسأل عنكِ يومياً و أنتِ غير حاضرة لتكوني بجانبه أصعب أيامِ حياته!
رفعت ميرنا صوتها بانفعال و هي تحرك يديها بعشوائية: قلتُ لك لديه من يبقى بجانبه.
ابتعد هاجي و أمسك مقبضَ الباب قبل أن يفتحه و يخرج: لا أرى تصرفكِ حكيماً...
ميرنا: هل من الحكمة أن أذهب و أذكره بالموضوع أكثر؟..إن ذهبت لن أستطيع أن أكتم دموعي القلقة و الخائفة...هذا ليس ما يحتاجه ...سأتصل و أتوسل لفيونيكا أن تهتم به هذه الفترة...لكنـ...
هاجي: ما مشكلةُ ساي مع مخطوبته؟
ميرنا: يظنُّ أنَّها تكترث للمال فقط ...لكن برأيي هذا ما أقتنيه بفكري أنا.
هاجي: المال يُنقذكِ لكن ماذا عنها..بهذا الثراءِ الفاحش فهيَ ترى المال لذَّةَ الحياة!..أي أنّا لا تكترث و لا تهتم لساي و ظروفه بتاتا فأساسا النقود غرضها...فلو كان يمتلك مشاعر في خاوية النتيجةِ.
ميرنا بتغاضٍ لكلماته: لا أفهم ما ترمي إليه.
خرج هاجي قائلاً آخر كلماته: افعلي ما تريه صالحاً.
كانَ الطريقُ واضحاً لها فساي يحتاج لمن يخفف عنه, و من يجب أن تقوم بهذه المهمة هي مخطوبته و هذا ما يزيد من غضبها حين فتح هاجي معها هذا الموضوع فقد تذكرت حين ساءت حالة ساي و لم تستعد فيونيكا للذهاب و البقاء قريباً منه...
كانت تنظر باستفسار لكلِّ شيءٍ حولها: هل هيَ بجانبه الآن؟..أم هو يصارع حزنه وحيداً؟...
طرأ على سمعها صوت رنين هاتف...
تذكرت أنَّها لم تعد هاتف المركز حتى الآن...أخرجت الهاتف من الحقيبة المعلَّقة و رفعت السماعة التي كانت تعلم من خلفها: مرحباً.
كانَ ساي جالساً على ذلكَ الفراش المجعَّد: هل أزعجتك؟
ميرنا: لا, هل أنتَ على ما يرام؟
كان صوت ساي يجيبها قبل أن ينطق: نوعاً ما.
لم تكن ميرنا تعرف كيف تبدأ و قد بدأ ساي...: هل أخبرتِ أمي؟
وضعت ميرنا يدها على رقبتها و تحت شعرها الذهبي: حتى الآن لا.
ساي: جيد, من الأفضلِ أن لا تعلم.
ميرنا: و أنت ...هل أخبرتَ فيونيكا عن الأمر؟
صمت ساي لثوانٍ حتى تسأل ميرنا: هل أزعجك سؤالي؟
ساي بإنكارٍ لما قالته: لا...أجل, قد أخبرتها و قد أخبرتني أنها ستأتي بعد أن تذهب لحفلِ شايٍ أعدته إحدى صديقاتها.
لم تتمالك غضبها : تمزح!!...من هيَ هذه الفتاة لتتجاهل اختطاف أخيك الصغير بهذا الشكل؟...أيُّ إنسانةٍ هذه؟!
ساي و الحزن شريك حروفه: لا يهم.
ميرنا بضجر: لا يهم!...هذا الشيء الوحيد الذي تستطيع قوله!
نهضَ ماشياً خطواتٍ حتى وصل لطاولةٍ صغيرة قد حملت فوقها صورةً له: أخْذُ أخي أفقدني شعوري ميرنا.
كانت هذه الجملة بمثابةِ سهمٍ بدأ يمزق أنياطَ قلبها فتركت مسير الدموع بعدٍ مقاومةٍ عقيمة.....
رفعَ ساي صورته: أخي يحتفظ بصوري لديه و أنا لا أملك واحدة...كم هذا مخجل.
ميرنا و قد أخفت صوت عبرتها: سوف يعود سريعاً ساي..إنَّها ليست سوى أوراقٍ تجمعها..أليسَ كذلك؟
أخذته العبرة قبل أن يقول: أخشى أن تسرق هذه الأوراق أخي كما فعلت بأمي.
ميرنا: و أنا أخشى أن تهلك نفسك قبل رؤيةِ أخيك عائداً.
بانت العبرة التي كان يحاول إخفاءها : أشعر بالوحدةِ و الضعف..ماذا لو لم أستطع الاعتذار له ؟
ميرنا: لا أظنُّ أنَّه يود منك الاعتذار..هو يطلب اعترافاً بأخوته ساي.
ساي شدَّ على الصورةِ قبل أن يضعها مبتعداً: و هذا ما يزعجني...لقد قلتُ له أنني لم أكن أطلب أخاً و هو ليس سوى حملٍ ثقيل منذ أن ولد...لقد جرحته بجرحٍ لا يجبر ...
ميرنا: و هل حقاً هو كذلك؟
ساي بانفعالٍ خفيف: هوَ أخي الذي أتوقُ لعودته.
فهمت ميرنا إجابته: إذاً قل له هذا حين يعود.
...: لا أعرف كيف أقول لأبي.
ميرنا بتعجب: ألم يعلم حتى الآن؟
...: لا أظن...فهو لم يكن هنا منذ يومين و لا يرد على هاتفه.
... : هل تريد أن يتصرف هاجي بهذا؟...أقصد ,لألا تضغط على نفسك.
...: شكراًَ لك, لكني أفضل أن أقول هذا لأبي بنفسي فلا أظن أنَّه سيتقبل سماع الخبر من غريبٍ لم يره.
كانت أنفاسهُ مسموعة و هذا ما كان يُشعرها بعدمِ الاستقرارِ و الاطمئنان: ساي..اهدأ قليلاً أرجوك.
أجابها ببرود: أنا بخير...
أتم..: ميرنا.
....: نعم.
....: هل تمدين يدكِ الدافئة لي مرَّةً أخرى؟
.....: لن أبعدها عمن يحتاج المساعدة..اطمئن.
....: هل ستكونين بجانبي ؟
ابتسمت بحزن: تحت الطلب سيدي.
....: هل سأراكِ غداً؟
تذكرت حديثها مع هاجي لكنَّها أجابت : بالطبع..و هل أستطيع الجلوس في المنزل و أنت بهذه المعضلة.
أخذ نفساً : أشكرك.
....: هذا واجبي.
قال ساي بنبرةٍ مختلفة بعد سماعه صوتاً: أظنُّ أنَّ فيونيكا قد وصلت.
ازداد غيضها نحو تلك الفتاة التي أتمت فرحتها دون اكتراث لوضعية ساي و أخيه المختطف: أرى...لكن ساي ,لا تجادلها.
...: أها.
...:أتعدني؟
...: أعدك.
...: إلى اللقاء إذاً.
أغلقت السماعة و وضعتها تحت شفتيها بقليل و هي تفكر بساي ( بدأت تلك الفتاة تثير أعصابي....ربما ساي محق..شخصٌ كهذا من المستحيل أن يكون محباً و لا يستحق قلباً كقلبه...)
تنهدت قبل أن تقول برجاء من أعماقها: أرجوك كيو..كن بخير.
...................
نهضَ ساي خارجاً من الغرفة متجهاً للأسفل.....
كان ما رآه هو والده الذي بات ينظر له بخوف: هل صحيحٌ ما سمعته؟
أنزل رأسه بحرج من أباه: أجل.
وضعَ يده فوق المقعد بلحظاتٍ قبل أن يستسلم للجلوس: كيف حصل هذا لابني؟!
اقترب ساي واضعاً يديه على كتفي والده برفق: آسف.
نظراته المنبهرة و الحائرة لم تفارقه: كم يريدون؟
ساي: ثمانية مليارات .
اعتدل الأب بجلسته: لا بأس...سنعطيهم ما يريدون و اليوم أيضاً.
عضَّ ساي على شفته: دولار أبي.
انخطف لونه قبل أن يجيب ناهضاً: لا يهم....سأقترض.
ساي: لا أبي...
رفع رأسه نحو ابنه الواقف بنحوٍ خاطف: إنَّها حياةُ ابني.
انحنى ساي جالساً ينظر لأبيه: أبي....
قاطعهما دخول الخادمِ قائلاً: لقد أتت الآنسة فيونيكا سيدي.
السيد شيوكي لاحظه بنظرةٍ جانبيةٍ عابرة: أخبرها أن تدخل.
دخلت و الماكياج الصارخ الذي يعلوا وجهها قد أزعج ساي كثيراً فبأيِّ جرأةٍ تقف أمامه بهذا الشكل و هو حتى لا يقدر على صنعِ البسمة على شفتيه...نهضَ موجهاً كلامه لها: أتيتِ أخيراً.
أسرعت نحوهما : هل الوضع خطيرٌ كثيراً؟
ساي: إنَّه اختطاف و ليس لعبة.
فيونيكا: ما الذي ستفعلونه الآن؟...أخبروا الشرطة.
السيد شيوكي: مستحيل...إنَّ من يطلب هذا المبلغ الكبير ليس غبياً ...لا بدَّ أنَّه حاسب لكلَّ شيء.
ساي: أنا أوافقها أبي...
غضب السيد شيوكي: لن أخاطر بحياته مهما كلَّف الأمر.

......بعدَ يومين......
لحظاتٌ تُحبس بها الأنفاس ....
بقيَ يومٌ واحد حتى يصل الوقت الحساس الذي سينهي كلَّ شيء.....
اتصل المختطف قائلاً أنَّه سيرسل العنوان عبرَ بريدٍ الكتروني و هذا ما كان الجميع بانتظاره.....
كانت فيونيكا جالسة مع ساي في مكتبه ....
واقفةً بدلال بجانب طاولته: هل جمعت المبلغ؟
ساي: خمس مليارات.
فيونيكا: بقيَ الكثير.
أدار ساي كرسيه نحوها: فكرتُ بكيفية جمع الباقي.
فيونيكا بنظرةٍ ثاقبة و مساءلة: كيف؟
صدمتها إجابته: سأبيع المجمع.
فيونيكا بانفعال: هذا هوَ رأسُ مالكَ يا غبي!
ساي ببرودٍ متوقعاً معارضتها: يجب أن تفهمي أنَّ وضعيتي تستدعي التخلي عن هذا المكان.
ابتعدت فيونيكا قليلاً عن طاولته مع ملامحها المتحوِّلة: لكن إن بعت هذا المجمع...لن يكون لديك شيء.
ساي: أعلم.
فيونيكا: هل أنت مصمم على رميِ أموالك؟
نهضَ ساي بجديةٍ تامة و باشرها: لا يهمني ما تسمين هذا ...المهم أن يكون أخي بجانبي غداً و بأيِّ ثمن.
اشتد انزعاجها : حسناً..افعل ما تشاء لكن انسَني منذُ اليوم فأنا لا أناسب أفكاركَ البدائية هذه.
ساي بابتسامةٍ ساخرة: كم هذا جميل...أمنيةٌ طالما تمنيتها؟
وصلت ميرنا في تلك اللحظات فشدَّها صوت فيونيكا الثائر: تفضِّل أخاك الصغير علي!
أجابها: أفضله عليك!...لا تساوينَ شعرةً منه .
( أحمق...هل هذا جواب؟!...)
دفعته فيونيكا باستنفارٍ من يديها: هل تظنُّ أنَّك ستستطيع بيع هذا المركز التجاري في يومٍ واحد؟!...أم هل سيساوي هذا المجمع ثلاث مليارات؟!..هذه أحلامُ يقظتك....هذا لن ينقذ أخاك صدِّقني...يجب أن تكون أكثر عقلانية...ستندم على ما ستفعله .
( تريدُ منعه من بيعِ هذا المكان لإنقاذِ أخيه؟!...هل هيَ جادة بمعارضته؟!!..)
كانت الحدَّة خليطةٌ بكلماتِ ساي الذي بدا متدهور الصحة ثانية: حتى لو كانت أحلامُ يقظة, لن أترك أخي بين قبضةِ أولئك الأشخاص الذين لا يُعرف صدق وعودهم من كذبها...سأخلِّص أخي بأي ثمن كان...و أنتِ اذهبي باحثةَ عن نقودك في مكانٍ آخر...
أشاح بوجهه عنها معرضاً:.. إبعادكِ هوَ ما لن أندم عليه يا فتاة.
فيونيكا : يجب أن تردَّ على والدي بعد أن أخبره بما قلته....بيعُ هذا المجمع يعني أنَّك تبيعني مقايضةً بأخيك.
مدت يدها لتمسكَ يد ساي الممتدة لكن دخول ميرنا منع هذا: لا تلمسيه.
ساي بدهشة: ميرنا.
فيونيكا: لمَ هذه الفتاةَ هنا ساي؟
لم تتح ميرنا فرصةً له ليجيب: أنتِ اصمتي....ضننتُ أنَّكِ تكنين و لو ذرَّةً من الحب له لكن للأسفـ.. أنت لا تملكين قلباً إنسانياً حتى..فأيُّ فتاةٍ أنتِ لتطلب منه أن يختار بينكِ و بين أخيه بمجمعٍ تجاري يُكسب حزماتٍ من المال.
فيونيكا باستفزاز: و هل تعلمين كم يساوي المليار حبيبتي؟..إنَّه رقمٌ ليس لمثلكِ تخيَّله.
تقدَّمت ميرنا بصرامة لتقف أمام فيونيكا بجرأة وجهاً لوجه: حاولتُ أن أقرَّبكما...أهنتني فلم أكترث...لم تهتمي لسوءِ حالته الصحية فبررت موقفك ...أنتِ حتى لا تعلمي أنَّه معرَّضٌ لخطر الموت بسبب طيشك.. أقنعتُ نفسي بأهميتكِ له لكن بعدما رأيتُ الآنـ....لن أسمح لكِ بتحطيمه أكثر..أنا أجزم الآن أنَّ بقائك سيقتله ...
توجهت ميرنا نحو الخزنة السوداء داخل طاولته و فتحتها بالرقم السري المخصصِ لها و أخرجت عدَّةَ رُزَمٍ من النقودِ لترميها على فيونيكا المنذهلةِ من تصرفها: خذي و اخرجي ... أ هذا ما يجعلكِ تتجاهلين حياةً طفلٍ بريء؟!...اجمعي هذه النقود و عودي لوالدك أيتها الغنية...لا أصدِّق أنَّكِ تفضلين هذه الأمور على حياةِ كيو...على الأقل تظاهري بالاهتمام ليرتاح خاطبك.
فيونيكا صارخة: هل تسمح لها أن تهينني هكذا و أنتَ تنظر؟
ساي يبتعد عنها ببرود: و من أنتِ؟...هل أقربكِ؟
أخذت حاجياتها من على المقعدِ و قالت: لن أغفر لك.
ساي بوثوق: أنتِ وافقتِ على مالي الذي تتفاخرين به و ليس أنا...أنتِ لم تقبلي بساي شيوكي.
خرجت فيونيكا قائلة بهمجية نوعاً ما: خذ في الاعتبار كيف ستجيب أبي.
ميرنا تعي ما حصل من انفعالها الغريب: أعتذر, لم أقصد التدخل.
بانَ عليه عدم التوازن و هو يمسك رأسه بألمٍ طفيف: كان بالوقتِ المناسب.
أتت ميرنا بكوبٍ من الماء: خذ أتصوَّرُ أنَّكَ تحتاجُ لشربِ دوائك الآن.
أخذ من يدها الكوب: ما الذي أفقدكِ صبركِ ميرنا؟...ألم تقولي أنَّكِ ستغيرينها؟!
ميرنا : سأغيرها لو كانت لديها طبيعةٌ بشرية ليسَ بكونها تتنازل عن دمِ أخيك لرفاهيةِ حياتها.
أحسَّ ساي ببعضِ الدوار فجلسَ متمالكاً نفسه: إنَّ فيونيكـ...
حرَّكت رأسها مقاطعة: لا تلفظ باسمها أمامي...
نظر لها بحنان: ميرنا..
....: عيناها كانتا خاويةَ المشاعر...حتى أنَّها لم تكن تكترث لوضعيتك المتدهورة..تكادُ تقتلك بالتعذيب الروحي تدريجياً...أنظر لنفسكَ كم ساءت حالتك منذ أتت... لن أدع فتاةً مثلها تحوي قلبك ساي....
أخذت نفساً عميقاً قبل أن تكمل...: كانت تطلب منك بكلِّ بساطة أن تتخلى عن أخيكَ و خليصك كي تصل لأهدافها التافهة..
رفعَ ساي رأسه قليلاً ليفتح ياقةَ قميصه : لقد قرَّرتُ قراري...يجب أن أبيع المتجر حتى لو عارضتني أنتِ أيضاً.
جلست بجانبه تحاول تنشيف عرقه المتصبب بمنديلٍ أخرجته من جيبها: سأحاول أن أكون سنداً لا عدواً...
دخلَ هاجي في تلكَ اللحظات ليفاجئه وضع ساي المنهك و ميرنا التي تحاول أن تفتح طريق نفسه...
اقترب هاجي بخطواتٍ خفيفة: ما الذي يجري هنا؟
ابتسم ساي بصعوبة: لا شيء مهم..أصابني الإنهاك فقط.
نظرت ميرنا لأخيها المتحير: ماذا هناك هاجي؟
قالَ بعد صمتٍ فترة لحيرةٍ انتابته بالتكلُّم عن ما ينويه أم لا: لقد ازدادَ الأمر سوءاً.
شدَّ على بنطاله: أسوء مما نحنُ فيه؟!
أغمضَ عينيه : لقد حدث اختراقٌ أمني لموقع المجمع.
توسعت عينا ساي: اختراق!!
هاجي: أجل, لا أعلم من فعل هذا لكن إن لم تكن مطمئناً تستطيع أن تدع ميرنا تتأكد لك.
كانت عيناه تغلق و تفتح و وجه المصفر يزداد شحوباً : و ماذا فعل المخترق؟
ركَّز نظرته على أخته في البداية: أخلا الحسابات.
أمسكت ميرنا بيدي ساي بقوة رغم أنَّه لم يكن يتحرَّك بعد سماعه هذه الجملة: تقصد...حسابات المصارف!
كانَ ساي يسمع دون كلام حتى قال: كيو...كيفَ سأعيدُ كيو ميرنا؟
سعاله جعلها تشد يديها عليه, لكنَّ يديها لم تكن لتمنع شهقته بعد سوءِ حاله ليكون مغمض العينين فاقداً للوعي...
بدت ميرنا حائرة و هي تقول منفعلة: ساي...ساي...قل أنَّكَ بخير ساي؟....
أخذ هاجي بيديها المرتعشتان ليبعدها عنه....
أسمعته جملاً متقاطعة أوقفت حركته فترة بسيطة:...يكادُ يموت أمام ناظري و لا أستطيع فعل شيء...أغلق عينيه و يدي تمسكانه دونَ أن أفيده بشيء....أنظر لي أخي, لا أستطيع السيطرةَ على دموعي هاجي...إنَّها تنزل دونَ أن أشاء ذلك...أنا لا أريد غير سلامة ساي...
احتضنها بدفءٍ في حجره: لا بأس بالبكاء..لن يلومكِ أحدٌ على هذا..
( لم أتخيل أن الوضع سيءٌ لهذه الدرجة ...)
بعدَ عشرِ دقائق في المشفى....
ميرنا جالسةٌ على الكرسي الأزرق تنتظر بأحر من الجمر و حينَ خرجَ مايك....
هاجي بدأ سائلاً: هل هو بخير دكتور؟
مايك نظر لميرنا الجالسة: ألم أقل لك أنَّه يجب أن يبتعد عن الانفعالاتِ العصبية؟
كانت الدنيا تدور في رأسها : هل حالته خطيرة سيد مايك؟
مايك متمعناً في ملف ساي الصحي: هل تتوقعين أن أقول أنَّه بخير؟...ما الذي فعلتموه به؟
هاجي يضع يده على ياقةِ الطبيب: أخبرني ماذا هناك دكتور؟
مايك يبعد يدَ هاجي بملامح غضبٍ و انزعاج: لقد كانَ على وشك استقبال جلطة...
أمسكت ميرنا بقميصِ أخيها لتنهض بصعوبة من صدمتها: جلطة!
مايك: من حسنِ الحظ أنًّ الضرر لم يصل لدرجةِ جلطةٍ قلبية فلو حصل هذا لربما حدث ما لا يُحمدُ عقباه.
هاجي: ما سلبيات هذا...؟!
مايك: ليس بالشيء المهم حتى الآن.
توجهت ميرنا نحو النافذة المطلة على غرفته تنظر لأجهزةِ التنفس الموصلةِ به...
تحقق ما كانت تخشاه...
صعوبةُ أنفاسه كانت سهماً يخترقها و تمدده على ذاك الفراشِ الأبيض يُخرج شهقاتِ دموعها....
هاجي للطبيب: متى سيتحسن؟
جوابه كان مصيبةً أخرى: لا أعلم متى سيستيقظ لكن يجب عليه البقاءِ لأسبوع هنا.
أدارت ميرنا وجهها نحوهما: أسبوع!!!...لكن نحن لا نستطيع الانتظار حتى ذلك الوقت.
أخفى مايك فضوله و اكتفى بقول: قلتُ لكم ما يجب أن أقوله كطبيب.
...........
ازدادت الساعات مع تضاءلِ الأمل بإنقاذِ كيو....
وجه هاجي الأصفر و المتوتر بحيرة جرَّ ميرنا للسؤال: هل هناك ما لم تخبرني به؟
هاجي ينظر لأمامه مشبكاً يديه المنحدرتين: لماذا لم تخبرينني أنَّهُ مريض؟!
نظرت للغرفة بحزنٍ جلي: بالصدفة علمتُ بهذا و هو لم يأذن لي بإخبارِ أحد.
أدار وجهه نحوها: هل ساءت حالته بشدة من قبل؟!
بلعت ريقها و أبدت الانزعاج: أهم...بفضلِ تلك الفيونيكا ...و الآن جرته لأجهزة التنفسِ الموصولةِ به.
وضعَ يده فوق ظهرها مهدئاً: إنَّ خطف أخيه لم يكن بسيطاً عليه ..تلك الفتاة لم تكن ذو أهمية.
شدَّت ميرنا قبضتيها: أكرهها...لو لم تشاجره لكان بحالٍ أفضل على الأقل...أنت لم ترَ وجهه حين كان يجادلها ...
نهضَ هاجي أمام الغرفة قائلاً لميرنا: إنَّكِ لستِ بخيرٍ أيضاً...عودي للبيت و أنا سأبقى بجانبه هنا.
أنكرت ميرنا رأيه بشدة: لا...اذهب أنت و ابقَ مع أمي لألا تقلق.
هاجي دقَّق بنظرته لها: و ماذا سأقول لها؟..أنتِ تستطيعين التهرب بأنني لم أعد لأن دوام العمل لم ينتهي...و من ناحيةٍ أخرى فأنا لا أستطيع أن أترككِ هنا على هذه الحالة.
كانت مصرَّةً على قرارها و خاصةً حينَ تذكر جملةَ ساي "هل ستكونين بجانبي..؟"
نهضت من كرسيها واثقةً من قرارها: قل لها أنَّنا ذهبنا لنتمشى قليلاً أو إحدى مزحك السخيفة فهيَ لا تعلم باختطافِ كيو.
ذهب هاجي و بعدَ نصف ساعة تقريباً و ميرنا واقفة تنتظر يرنُّ هاتف ساي المحمول لترفعه بنفسها بعد أن رأت اسم المتصل -السيد شيوكي- ...( حتى أنَّه لم يكتب أبي..)
رفعت السماعة لترد ببرود: مرحباً سيد شيوكي.
أجابها بتعجب: من أنتِ؟!
قالت: أنا نائبة ابنك ساي.
قال بنوعٍ من الغلظة: أين ساي؟...لمَ ترفعينَ هاتفه؟!
قالت: لأنَّه لا يستطيع الإجابة سيدي...فهو الآن في المشفى.
بدا انفعاله: أين؟!
كانت نظراتها الحزينة متركزة على ساي: إنَّ حالته الصحية سيئة...
توقفت للحظة ملاحظةً حركةَ رموشِ ساي قبلَ أن تقول موسعة عينيها بصدمة : ...: يفتح عينيه ...ساي يفتح عينيه...

س: هل لكم فكرة عن المختطف؟
س: هل سيكون إنقاذ كيو سهلا؟
س: هل سيكون لاختطاف كيو اثر في علاقة العائلة؟
س:رأيكم؟
س: أجمل مقطع؟



]
[/COLOR][/COLOR]



.
[/align][/cell][/tabletext][/align]
[/COLOR][/SIZE][/FONT]

[/COLOR][/CENTER]
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إجرامي بطبعك !! : أنا لَديْ أنتْ..مَشهد الجانب الآخر من الشبكةْ ،لولاك لِما رأيتُها | Haikyuu!! نِيلُوﭬـر - تقـارير الأنيميّ 19 03-03-2015 04:23 PM
شقق للبيع في اسطنبول,البحر,مطلة,الجانب الأوربي,الجانب.عقارات,الأسيوي,اسعار,سكنية,مجمع waleed855 إعلانات تجارية و إشهار مواقع 0 01-15-2014 05:36 PM
ناسا/ تصوِّر الجانب الآخر من الشمس لأول مرة سارة محمد منصور علوم و طبيعة 9 11-25-2013 07:05 AM
الجانب المضىء tahia ali أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 10 06-10-2011 02:14 AM
الخانة الرابعة من التنبيهات !!! احمد اطيوبه حوارات و نقاشات جاده 19 01-04-2011 07:58 PM


الساعة الآن 08:51 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011