عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-28-2017, 02:26 AM
 
Smile ذهبية :و يبقي الامل في الحياة | قصة قصيرة









قلم يفيض بالمشاعر
كريستال







تناثرت خلاصت شعرها البني علي الوسادة باهمال بينما عينها التي حملتا لون زرقة البحر تطوفان الارجاء ، الجدران و الستار

و حتي السرير و ملابسها يطغي عليها الابيض لينتابها الشعور بالوهن انه يذكرها بلون الكفن ، رائحة المعقمات الطبية تعبق
بالمكان ، المستشفي ; مكان غريب تجد فيه مختلف البشر ، بالنسبة لها هو الحد الفاصل بين الاموات و الاحياء ،
قبل سنتين فقط فقدت عزيزاً بين جدارنه و هاهي الان تعيش نفس المشاعر المريرة ، اليأس ، الوحدة ، الاكتئاب
كأن الاحزان لم تعد تنظر إلا اليها ، مخفيه ابتسامتها التي كانت تنافس الشمس في اشراقها .

اخذ الزمن منها والديها ، غريب هي تعلم ان حياة الانسان قصيرة نسبياً لكن مهما واسينا انفسنا و وضعنا الاسباب المنطقية

تاتي اللحظة التي تنهار فيها كل دروعنا و حصوننا لتسمح لدموعنا بالتعبير عن مشاعرنا
لقد كانا دائماً يتحدثان عن رغبتهما في رؤية اولادها لكن الوقت لم يسمح بذلك .

و بعدها امتدت يد القدر لتأخذ زوجها شريك حياتها ، كان الامر اشبه بالحلم وداعته ذات صباح ليصلها جثة محترقة بعد وقوع

حادث انفجار في احدى صممات الغاز بالمصنع الذي يعمل به ، رحل ببساطة و هو الذي كان يحدثها عن الاحلام و المستقبل
الترقية التي كان ينتظرها ، عن المدرسة التي اخترها لابنهما ، الحفلة التي سيقيمنها نهاية الاسبوع
لكنه رحل تاركاً لها امانة ، جزاءً منه في هذا العالم .

و يالاسف خسرت تلك الامانة ، لو انها لم تسلك تلك الطريق تلك الليلة

لو انها لم تخضع لتوسلات ابنها للخروج من المنزل تلك الليلة
لو انها لم تنسي هاتفها تلك الليلة لكانت تجنبت ذلك الحادث او لكانت في منزلها او لتصلت بالاسعاف
في الوقت المناسب بدلا ان يموت ابنها بين يديها او لو تلقى بنفسها من نافذة غرفتها بالطابق الثالث
لترتاح من هذه الافكار ، هل الموت بهذا السوء .. ؟!.

عجيبة هي الحياة بالنسبة الينا ، تعطينا ثم تجعلنا نتجرع المراره بفقدنهم ،

خسارة تتبعها خسارة ... الي الان تتسأل لما لاتزال فيها..؟!.

انتبهت للطبيب الذي دخل الي غرفتها بابتسامة ودودة ، ملامحه توحي باللطف

جلس علي الكرسي المقابل لها و هو يسأل:- كيف حالك .. ؟ .

لم تجد سبباً لابتسامته و لا لوجوده ولم تجد ما تخبره به عن اي حال يتحدث و هي كالجسد بلا روح كالروقة
التي تتقذفها رياح
بينما عاد هو ليقول:- لقد ارسلتني ادراة المستشفي لاتأكد من سلامتك بعد ما حدث لك قد يحدث لديك اضطرابات نفسيه .

همست بصوت ساخر:- بل تقصد ان كنت مجنونة او افكر بالانتحار .. !.

هز رأسه بتفهم:- هكذا اذاً ...تفكرين بالانتحار .

انزلت رأسها وهي تبتسم بـسخرية ما الفرق ان ماتت او عاشت.. ليس لديها احد ليحزن علي موتها فجميعهم اموات الان

و كأنه احس بمقدار ألمها فقال أمالاً التخفيف عنها:- انسي اني طبيبك النفسي و اعتبريني صديقك
و الان اخبريني لو فكرتي في الانتحار فما هي الطريقة التي ستخترينها ..؟.

هل يستخف بها..! هي جادة .. وجهت له نظرات تحدي .
- ابسط الطرق هي ان القى بنفسي من تلك النافذة .

وجهه نظراته االنافذة ليقول:- للاسف هذا لا يمكن فانتِ في قسم الامراض النفسية و نحن هنا نحمي مرضنا

حتي من انفسهم لذلك النوافذ لا تفتح بشكل كامل وهي غير قابلة للكسر.

تملكها شيء من الانزعاج لتقول:- سالقي بنفسي امام اي سيارة مسرعة .

- مسكين ..!.

لم تستطع منع ملامح الاستغراب من الظهور علي وجهها حين سمعت ما همس به .. بينما اكمل هو يوضح:- اقصد الشخص

الذي سترمين بنفسك امام سيارته سيتورط في مشاكل كثيرة و قد يدخل السجن بتهمة قتلك ، الم تفكري بذلك المسكين ..؟
ربما لديه عائلة و عمل و حياة و انتِ ستنهين كل هذا بمجرد رغبتكِ في الانتحار .

اندفعت لتقول بانفعال:- حسناً ساجد طريقة اخرى ، سانتحر بمسدس او ساقطع شرين يدي بالسكين او ساتناول السم.

اجابها بـابتسامة مرحة:- لا اظن انكِ تملكين مسدساً و فكري بالفوضي و الدم التي ستسببينها

إن انتحرتِ بالسكين ثم انه ليس من السهولة شراء السموم .

انه يسخر منها هل يظنها تمزح هتفت في وجهه بإنزعاج:- لا شأن لك ساقتل نفسي بالطريقة التي اريدها .

ظل محافظاً علي ابتسماته المرحة و هو يقول:- حسناً لا تغضبي والان لنغير الموضوع .

وافقته علي الفور فاستمرارها في الحديث معه عن انتحارها سيقودها للجنون و هي ليست كذلك ، ليست مجنونة

هي فقط مجروحه في اعماق روحها ، حين لاحظت انه اطال الصمت
نظرت اليه لتدرك انه ينتظر ان تبدأ هي الحديث مما اشعرها بالارتباك و التوتر .. عن اي شيء ستتحدث
مع شخص لا تعرف عنه إلا انه طبيب قالت بـسرعة:- منذ متي انت طبيب .. ؟.

للاحظات بدا كأنه استغرب هذا السؤال لكنه اجابها بعد ان مرر يساره في

شعره بهدوء:- ادرس الطب منذ سبع سنوات و انا طبيب منذ سنتين تقريباً .

- الا تظن ان تضيع وقتك في هذا فانتم الاطباء
لا تستطيعون انقاذ الجميع من الموت .

نظر الى السقف شعارا كأنها تؤنبه ، ليعود لينظر مباشرتاً الى عينيها ليقول بصوت جوهري هادي:- إن قدرنا جميعاً ان نموت

و حين تحين ساعة الانسان لا يمكن لاحد منع ذلك ...لا الاطباء و لا غيرهم لكننا نسعى لمساعدة علي التخفيف
من ألم البشر ساخبركِ بامر كلما انتهي بنا احد دروب الحياة علينا ان نسلك درباً اخر و نبدأ من جديد الي ان
تنتهي بنا الحياة لهذا انا هنا لاساعدكِ علي انهاء المرحلة الماضية و جعلكِ تبداين مرحلة جديدة ،
انتِ لاتزلين شابة في الثلاثين و لاتزلين تملكين الكثير لتقديمه لهذه الحياة .

ختم كلماته بابتسامة مرحة تجعل من ينظر اليه يحب ان يطيل النظر الى وجهه.

ضرب الوتر الحساس لديها ، ادركت حقاً انه يريدها ان تخرج ما بدخلها و تحدثه عن الماضي لاجل ان يساعدها ،

اخرجت تنهيدة آسي و كأنها تتمنى لو يخرج معها الألم الذي يختلج صدرها لهذا قالت بهدوء :- حدثتني عن الامل .

اردفت بعد ذلك بابتسامة شاحبة:- الان ساحدثك عن ارواحً دفنتها بين امال احلام المستقبل .

- تمت -



Zizi Omar


السلام عليكم

اخيراً ختمت مجموعتي القصصية المأسوية
اتمني ان تعجبكم لا تنسوني من ردودكم الحلوة cute4




__________________






التعديل الأخير تم بواسطة Crystãl ; 11-22-2017 الساعة 06:05 PM
رد مع اقتباس