عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-20-2009, 12:04 AM
 
حكم الاحتفال بعيد شم النسيم


حكم الاحتفال بعيد شم النسيم
الحمد لله ، الذي أكمل لنا الدين وأتم علينا نعمته، ورضي لنا الإسلام دينا، وجعلنا من خير أمة أخرجت للناس ، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتؤمن بالله العزيز الحكيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،أما بعد: فإن العقيدة الصحيحة، والدعوة إليها هي ساس الإسلام ، من أجل ذلك أدرت أن أذكر نفسي وإخواني الكرام بحكم الاحتفال بعيد شم النسيم(عيد الربيع) فأقول وبالله تعالى التوفيق:
الأعياد في الإسلام:
يجب أن يكون من المعلوم لكل مسلم أن الأعياد في الإسلام هي: عيد الفطر، ويأتي كل عام بعد انتهاء المسلمين من صوم شهر رمضان، وعيد الأضحى، ويأتي كل عام في ختام العشر من ذي الحجة، وعيد ثالث يتكرر في كل أسبوع مرة، وهو يوم الجمعة، وليس في الإسلام عيد سوى هذه الأعياد الثلاثة، وليس في الإسلام عيد بمناسبة مرور ذكرى غزوة بدر، ولا غزوة الفتح، ولا غيرها من الغزوات العظيمة التي انتصر فيها المسلمون انتصاراً باهراً.
(الشرح الممتع لابن عثيمين ج 5 ص 82 )
نشأة عيد شم النسيم:
كان للمصرين القدماء أعياد كثيرة، منها أعياد الزراعة التي تتصل بمواسمها، والتي ارتبط بها تقويمهم إلى حد كبير، فان لسنتهم الشمسية التي حددوها باثني عشر شهراً ثلاثة فصول، كل منها أربعة أشهر، وهى فصل الفيضان ثم فصل البذر، ثم فصل الحصاد. ومن هذه الأعياد عيد النيروز الذي كان أول سنتهم الفلكية بشهورها القبطية المعروفة الآن. وكذلك العيد الذي سمي في العصر القبطي بشم النسيم.
سبب تسمية عيد شم النسيم:
ترجع تسمية عيد شم النسيم إلى الكلمة الفرعونية (شمو) ويرمز بها عند قدماء المصريين إلى بعث الحياة، وكانوا يعتقدون أن ذلك اليوم هو أول الزمان، وفيه بدأ خلق العالم. وأضيفت كلمة (النسيم) إليه لارتباط هذا اليوم باعتدال الجو، حيث تكون بداية الربيع.
وترجع بداية الاحتفال به بشكل رسمي إلى ما يقرب من 4700 عام قيل الميلاد، وكانوا يحتفلون به في الاعتدال الربيعي عقب عواصف الشتاء وقبل هبوب رياح الخماسين. إن الاحتفال بالربيع كان معروفاً عند الأمم القديمة من الفراعنة والبابليين والأشوريين، وكذلك عرفه الرمان، وكانت له أسماء مختلفة عندهم فهو عند الفراعنة عيد شم النسيم، وعند البابليين والأشوريين عيد ذبح الخروف، وعند اليهود عيد الفصح، وعند الرمان عيد القمر.
العلاقة بين عيد الفصح عند اليهود وعيد شم النسيم:
نقل بنو إسرائيل عيد شم النسيم عن الفراعنة لما خرجوا من مصر، وقد اتفق يوم خروجهم مع موعد احتفال الفراعنة بعيدهم. واحتفل بنو إسرائيل بالعيد بعد خروجهم ونجاتهم، وأطلقوا عليه اسم عيد الفصح، والفصح كلمة عبرية معناها (الخروج) أو (العبور)، كما اعتبروا ذلك اليوم – أي يوم بدء الخلق عند الفراعنة – بداية لسنتهم الدينية العبرية تيمناً بنجاتهم، وبدء حياتهم الجديدة.
العلاقة بين عيد القيامة عند النصارى وعيد شم النسيم:
لما ظهرت المسيحية في الشام احتفل المسيح صلى الله عليه وسلم وقومه بعيد الفصح كما كان يحتفل اليهود. ثم تآمر اليهود على صلب المسيح وكان ذلك يوم الجمعة 7 من إبريل سنة 30 م، الذي يعقب عيد الفصح مباشرة، فاعتقد المسيحيون أنه صلب في هذا اليوم، وأنه قام من بين الأموات بعد الصلب في يوم الأحد التالي، فرأى بعض طوائفها أن يحتفلوا بذكرى الصلب في يوم الفصح، ورأت طوائف أخرى أن يحتفلوا باليوم الذي قام فيه المسيح من بين الأموات، وهو عيد القيامة، يوم الأحد الذي يعقب عيد الفصح مباشرة، وسارت كل طائفة على رأيها، وظل الحال على ذلك حتى رأى قسطنطين الأكبر إنهاء الخلاف في سنة 325 م، وقرر توحيد العيد، على أن يكون في أول أحد يكون القمر فيه بدراً في الاعتدال الربيعي أو يعقبه مباشرة، وحسب الاعتدال الربيعي وقتذاك، فأصبح عيد القيامة ( كما يزعم النصارى) في أول أحد يكون القمر فيه بدراً، وبعد هذا التاريخ أُطلق عليه اسم عيد الفصح المسيحي تميزا له عند عيد الفصح اليهودي.
عقيدتنا في عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم:
يحب على كل مسلم أن يعتقد اعتقاداً جازماً بان عيسى ابن مريم هو عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الله سبحانه وتعالى قد رفعه حياً بجسده إلى السماء وسوف ينزل في آخر الزمان فيقتل المسيح الدجال، ويكسر الصليب، ويقتل الخنزير ولا يقبل من الناس إلا الإسلام، ويعمل بشريعة نبينا صلى الله عليه وسلم. وهذه عقيدة أهل السنة والجماعة والتي يجب على كل مسلم أن يموت عليها، وهذا ثابت في القرآن والسنة قال الله تعالى حكاية عن اليهود:
{وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (159)}
(النساء 157: 159)
روى الشيخان عن أبى هريرة رضي الله عنه، قال:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الْوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ
{ وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا }
(البخاري حديث 3448 / مسلم حديث 155 )
روى مسلم عند أَبَى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُيُحَدِّث عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُهِلَّنَّ ابْنُ مَرْيَمَ بِفَجِّ الرَّوْحَاءِ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا أَوْ لَيَثْنِيَنَّهُمَا
(مسلم حديث 1252)
أطعمة عيد شم النسيم:
إن لشم النسيم (عيد الربيع) أطعمة خاصة ترتبط بخرافات، ومعتقدات شركية عند القدماء المصريين، وسوف نتحدث عنها بإيجاز:
بيض شم النسيم: يعتبر البيض الملون مظهراً من مظاهر عيد شم النسيم، ومختلف أعياد الفصح والربيع في العالم أجمع.وترجع فكرة صبغ البيض باللون الأحمر عند النصارى إلى رغبتهم في أن يتذكروا دائما دم المسيح صلى الله عليه وسلم الذي سفكه اليهود، وذلك حسب اعتقادهم الباطل والمناقض للقرآن والسنة.
الفسيخ (السمك المملح): كان الفراعنة يقدسون النيل، ويعتبرونه نهر الحياة، ويعتقدون أن الحياة في الأرض بدأت في الماء ويُعبر عنها بالسمك الذي تحمله مياه النيل.
البصل: كان القدماء المصريون يعتقدون أن البصل يطرد الأرواح الشريرة.
خس شم النسيم: كان الفراعنة يعتقدون أن الخس من النباتات التي تعلن عن حلول الربيع باكتمال نموها ونضجها، وقد اعتبروه من النباتات المقدسة الخاصة بإله التناسل.
حمص شم النسيم: هي ثمرة الحمص الأخضر، وكان الفراعنة يعتبرون نضجها وامتلاءها إعلاناً عن ميلاد الربيع، وهو ما أخذ منه اسم الملانة.
حكم الاحتفال بعيد شم النسيم:
سوف نذكر بعضاً من فتاوى العلماء في حكم الاحتفال بعيد شم النسيم

1- فتوى الشيخ / على محفوظ ( عضو هيئة كبار العلماء في مصر) :
قال الشيخ: على محفوظ رحمه الله تعالى:يوم شم النسيم، وما أدراك ما شم النسيم؟ هو عادة ابتدعها أهل الأوثان لتقديس بعض الأيام تفاؤلا به أو تزلفاً لما كانوا يعبدون من دون الله ، فعمرت آلافاً من السنين حتى عمت المشرقين ، واشترك فيها العظيم والحقير، والصغير والكبير ويا ليتها كانت سنة محمودة فيكون لمستنها أجر من عمل بها، ولكنها ضلال في الآداب وفساد في الخلاق. قال رحمه الله تعالى أيضا: فهل هذا اليوم –يوم شم النسيم- في مجتمعاتنا الشرعية التي تعود علينا بالخير والرحمة؟ كلا ، وحسبك أن تنظر في الأمصار، بل القرى، فترى في ذلك اليوم ما يزرى بالفضيلة، ويخجل معه وجه الحياء من منكرات تخالف الدين وسوءات تجرح الذوق السليم، وينقبض لها صدر الإنسانية إن الرياضة واستنشاق الهواء، ومشاهدة الأزهار من ضرورات الحياة في كل آن لا في ذلك اليوم الذي تمتلئ فيه المزارع والخلوات بجماعات الفجار و فاسدي الأخلاق، فتسربت إليها المفاسد، وعماتها الدنايا، فسارت سوقاً للفسوق والعصيان ، ومرتعاً لإراقة الحياء ، وهتك الحجاب ، نعم ، لا تمر بمزرعة أو طريق إلا وترى فيه ما يُخجل كل شريف، ويؤلم كل حي ، فأقدر به أن يسمى يوم الشؤم والفجور !! ترى المركبات والسيارات تتكدس بجماعات عاطلين يموج بعضهم في بعض بين شيب وشبان ونساء وولدان ينزحون إلى البساتين والأنهار، ترى السفن فوق الماء مملوءة بالشبان يفسقون بالنساء على ظهر الماء ويفرطون في تناول المسكرات ، وارتكاب المخازي ، فتبعوا خطوات الشيطان في السوء والفحشاء في البر والبحر، وأضاعوا ثمرة الاجتماع فكان شراً على شر، ووبالاً على وبال. تراهم ينطقون بما تصان الأذان عن سماعه ، ويخاطبون المارة كما يشاؤون من قبيح الألفاظ وبذئ العبارات ؛كأن هذا اليوم قد أبيحت لهم فيه جميع الخبائث، وارتفع عنهم فيه حواجز التكليف {أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ}.
(سورة المجادلة:19)
فعلى من يريد السلامة في دينه وعرضه أن يحتجب في بيته في ذلك اليوم الشؤم، ويمنع عياله وأهله، وكل من تحت ولايته عن الخروج فيه حتى لا يشارك اليهود والنصارى في مراسمهم، والفاسقين والفاجرين في أماكنهم، ويظفر بإحسان الله ورحمته.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-20-2009, 12:06 AM
 
رد: حكم الاحتفال بعيد شم النسيم


2- فتوى الشيخ / عطية صقر: ( رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف)
قال الشيخ عطية صقر – رحمه الله تعالى-: لا شك أن التمتع بمباهج الحياة من أكل وشرب وتنزه أمر مباح ما دام في الإطار المشروع، الذي لا ترتكب فيه معصية ولا تُنتهك حرمه ولاينبعث من عقيدة فاسدة. قال تعالى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}
(سورة المائدة:87)
وقال سبحانه: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}
(سورة الأعراف:32)
لكن هل للتزين والتمتع بالطيبات يوم معين أو موسم خاص لا يجوز في غيره، وهل لا يتحقق ذلك إلا بنوع معين من المأكولات والمشروبات، أو بظواهر خاصة؟ هذا ما نحب أن نلفت الأنظار إليه. إن الإسلام يريد من المسلم أن يكون في تصرفه على وعي صحيح وبعد نظر، لا يندفع مع التيار فيسير حين يسير ويميل حيث يميل، بل لا بد أن تكون له شخصية مستقبلة فاهمه، حريصة على الخير بعيده عن الشر والانزلاق إليه، وعن التقليد الأعمى ، لا ينبغي أن يكون كما قال "إمعة" يقول : إن أحسن الناس أحسنت ، وإن أساءوا أسأت، ولكن يجب أن يوطن نفسه على أن يحسن إن أحسنوا ، وألا يسئ إن أساءوا ، وذلك حفاظا على كرامته واستقلال شخصيته ، غير مبال من هذا النوع.
روى الشيخان عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَنْ.
(البخاري حديث 3456- مسلم حديث 2669 )
فلماذا نحرص على شم النسيم في هذا اليوم بعينه، والنسيم موجود في كل يوم ! انه لا يعدو أن يكون يوماً عاديا من أيام الله حكمه كحكم سائرها ، بل إن فيه شائبة تحمل على اليقظة والتبصر والحذر ، وهى ارتباطه بعقائد لا يقرها الدين، حيث كان الزعم أن المسيح قام من قبره وشم نسيم الحياة بعد الموت. ولماذا نحرص على طعام بعينه في هذا اليوم ، وقد رأينا ارتباطه بخرافات أو عقائد غير صحيحة، مع أن الحلال كثير وهو موجود في كل وقت ،وقد يكون في اليوم أردا منه في غيره أو أغلى ثمناً . إن هذا الحرص يبرر لنا أن نصح بعدم المشاركة في الاحتفال به مع المراعاة أن المجاملة على حساب الدين والخلق والكرامة ممنوعةلا يقرها دين ولا عقل سليم،والنبي صلى الله عليه وسلم يقول مَنْ الْتَمَسَ رِضَا اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللَّهُ مُؤْونَةَ النَّاسِ وَمَنْ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ .
رواه الترمذي ورواه بمعناه ابن حبان في تصحيحه.
(فتوى الشيخ عطية صقر/مايو 1997 )

3- فتوى ابن تيميه:
قال شيخ الإسلام ابن تيميه: لا يبيع المسلم ما يستعين المسلمون به على مشابهة غير المسلمين في أعيادهم، من الطعام واللباس ونحو ذلك، لان في ذلك إعانة على المنكرات.
(اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيميه ص 261)
وقال شيخ الإسلام ابن تيميه أيضا:
لا يبيع المسلم لغير المسلمين ما يستعينون به على عيدهم، من الطعام واللباس والريحان ونحو ذلك أو إهداء ذلك لهم، فهذا فيه نوع إعانة على إقامة عيدهم المحرم.
(اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيميه ص 263 )
وبناء على هذه الفتاوى السابقة نقول وبالله التوفيق:
لا يجوز للتجار المسلمين أن يتاجروا بالهدايا الخاصة بهذا العيد من بيض منقوش، أو مصبوغ مخصص لهذا العيد، أو سمك مملح لأجله، أو بطاقات تهنئه له، أو غير ذلك مما هو مختص به ؛ لان المتاجرة بذلك فيها إعانة على المنكر الذي لا يرضاه الله تعالى ولا رسوله صلى الله عليه وسلم كما لا يحل لمن أهديت له هدية هذا العيد أن يقبلها ؛ لان في وقبولها إقراراً لهذا العيد ، ورضاً به . ولا يعنى ذلك الحكم بحرمة بيع البيض أو السمك أو البصل أو غيره مما أحله الله تعالى، وإنما الممنوع بيع ما خصص لهذا العيد بصبغ أو نقش أو تمليح أو ما شابه ذلك ، ولكن لو كان المسلم يتاجر ببعض هذه الأطعمة، ولم يخصصها لهذا العيد لا بالدعاية، ولا بوضع ما يُرغب زبائن هذا العيد فيها فلا يظهر حرج في بيعها ولو كان المشترون منه يضعونها لهذا العيد.
موقف المسلم من عيد شم النسيم:
يمكن أن نوجز موقف المسلم من عيد شم النسيم(عيد الربيع) فبما يلي
1-عدم الاحتفال به، أو مشاركه المحتفلين به في احتفالهم، أو حضور الاحتفال به؛ وذلك لما فيه من التشبه بالفراعنة الوثنيين ثم باليهود والنصارى ، والتشبه بهم فيما يخصهم محرم فكيف بالتشبه بهم في شعائرهم؟!
2-عدم إعانة من يحتفل به من غير المسلمين بأي نوع من أنواع الإعانة، كالإهداء لهم أو تهنئتهم، أو الإعلان عن وقت هذا العيد أو مراسيمه أو مكان الاحتفال به أو إعارة ما يعين على إقامته، أو بيع ذلك لهم، فكل ذلك محرم؛ لان فيه إعانة على ظهور شعائرهم الباطلة، فمن أعانهم على ذلك فكأنه يقرهم عليه، ولهذا حرم ذلك كله.ٍ
3-الإنكار بالحكمة والموعظة الحسنة على من يحتفل به من المسلمين.
4-عدم تبادل التهاني بين المسلين بعيد شم المسلمين؛ ألانه عيد القدماء المصريين ولمن تبعهم من اليهود والنصارى، وليس عيداً للمسلمين.
5-يجب على أهل العلم توضيح حقيقة عيد شم النسيم وأمثاله من الأعياد التي ابتدعها الناس في هذا الزمان، وبيان حكم الاحتفال بها، والتأكيد على ضرورة تميز السلم بدينه، ومحافظته على عقيدته، وتذكيره بمخاطر التشبه بغير المسلمين في شعائرهم الدينية كالأعياد، أو بما يختصون به من سلوكياتهم وعادتهم؛ نصحاً لائمة ، وأداء لواجب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر الذي بإقامة صلاح البلاد والعباد.
6-على كل مسلم، يريد السلامة لنفسه في دينه، أن يجلس في بيته في يوم شم النسيم، ويمنع أهله وأولاده وكل من تحت ولايته من الخروج للمشاركة في هذا العيد، وذلك بالحكمة والموعظة الحسنه.
نبينا صلى الله عليه وسلم يحذرنا من مشابهة غير المسلمين:
روى أبو داود عن ابن عمر قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تشبه بقوم فهو منهم.
(حديث حسن صحيح) ( صحيح أبي داود للألباني حديث 3401 )
قال شيخ الإسلام ابن تيميه ( هذا الحديث اقل أحواله أنه يقتضى تحريم التشبه بغير المسلمين)
(اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيميه ص 104 )

روى الشيخان عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَنْ
(البخاري حديث 3456-مسلم حديث 2669 )

قال ابن حجر العسقلاني:
قَالَ اِبْن بَطَّال ( أَخبر صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ أُمَّته سَتَتَّبِعُ الْمُحْدَثَات مِنْ الْأُمُور وَالْبِدَع وَالْأَهْوَاء كَمَا وَقَعَ لِلْأُمَمِ قَبْلهمْ، وَقَدْ أَنْذَرَ فِي أَحَادِيث كَثِيرَة بِأَنَّ الْآخِر شَرّ ، وَالسَّاعَة لَا تَقُوم إِلَّا عَلَى شِرَار النَّاس، وَأَنَّ الدِّين إِنَّمَا يَبْقَى قَائِمًا عِنْد خَاصَّة مِنْ النَّاس)
قال ابن حجر وقد وَقَعَ مُعْظَم مَا أَنْذَرَ بِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَيَقَعُ بَقِيَّة ذَلِكَ
(فتح الباري لابن حجر ج 13 ص 314 )
وختاما: أحذر أخي المسلم الكريم أن تبتدع في دين الله تعالى ما ليس منه، أو أن تشارك بقولك أو فعلك في أعياد ما أنزل الله تعالى بها من سلطان، فتطردك الملائكة عن حوض نبينا صلى الله عليم وسلم، واعلم أنك سوف تقف وحدك للحساب بين يدي الله تعالى يوم القيامة.
اسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته أن يجعل هذا العمل خالص لوجه الكريم ، وان ينفع به المسلمين في كل مكان.
آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين
إعداد / صلاح الدق
اللجنة العلمية
بجماعة أنصار السنة فرع بلبيس

http://www.altawhed.net/article.php?i=13
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تحذير المسلمين من بدعة الاحتفال بمولد سيد المرسلين ام ولدها نور الإسلام - 4 09-11-2009 07:51 PM
بدعة الاحتفال بالمولد النبوى وأثرها على فساد المعتقد احمد مجدى نور الإسلام - 6 03-15-2009 02:27 AM
شم النسيم ..اصله وشعائره وحكم الاحتفال به pyramid2007 مواضيع عامة 6 04-29-2008 03:31 PM
حكم الاحتفال بأعياد الكفار والرد عليهم اذا هنأونا fares alsunna نور الإسلام - 9 12-10-2007 01:42 PM
يا أمة محمد أحذروا هذه البدعة أم مصعب بن عمير ختامه مسك 4 03-25-2007 06:28 AM


الساعة الآن 02:19 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011