عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية

خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية القسم يهتم بالخطب بالاناشيد الإسلامية والمحاضرات المسجلة بالصوت والصورة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-03-2009, 05:16 PM
 
Smile (ارجو التثبيت ) كتاب بيوت متطمئنة للشيخ ناصر بن سليمان العمر






بيوت مطمئنة

للوالدين: (وأصلح لي في ذريتي)



الشيخ ناصر بن سليمان العمر

بسم الله الرحمن الرحيم

أولاً: المودة بين الزوجين:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد فيا أيها الإخوة، سأتحدث عن تربية البنات بصفة خاصة؛ لأنه جاءتني رسائل من الإخوة والأخوات في هذا الموضوع، ومع أنه داخل في حديثي عن التربية عموماً لكن سأخص موضوع تربية البنات بلقاء خاص لأهميته، وأيضاً لأن هناك إشكالات في الموضوع يحتاج الإخوة إلى الإجابة عنها.
ثم أقول من باب تدبر القرآن ما قرأه الإمام وبخاصة ما سمعناه في سورة الرحمن وسورة الواقعة ما يتحدث عن الزوجات وعن الحور العين وما ذكره الله جل وعلا عنهن في سورة الواقعة قال الله تعالى: (عُرُباً أَتْرَاباً) (الواقعة:37)، الذي ذكرني بهذه الآية ما جاءني من رسائل من بعض الأخوات تشكو فيها حال زوجها والجفاف الموجود من الزوج، وبعض الأزواج أيضاً يشكون الجفاف وعدم التحبب من الزوجة، يعني المشكلة وجدتها متبادلة ولكن قد تكون الشكوى أكثر من الأزواج والعلم عند الله، لكن ما يشاهد هنا قوله تعالى: (عُرُباً أَتْرَاباً) (الواقعة:37) ما معنى عرباً؟ أثنى الله جل وعلا أن أصحاب اليمين لهم زوجات وحور عين ووصفهن الله جل وعلا أنهن عرباً أتراباً، ما السر في ذلك؟!! العروب قال العلماء: هي المتحببة لزوجها، بل قال بعض المفسرين: إن معنى عُرُباً: أي عاشقة لزوجها. هذا في القرآن أيها الإخوة، ولا حرج في الحديث في هذه الأمور. بعض الإخوان قد يقول: كيف يقع هذا؟ فحقيقة إن هذه مسألة جميلة جداً يجب أن ننتبه لها، إذن هي العاشقة لزوجها، وكذلك الزوج يجب أن يكون كذلك مع زوجته، وليست المرأة مجرد قضاء الوطر أو الخدمة في البيت، وليس الزوج فقط كأنه سائق أو ينفق على الأولاد والبنات وكأنه لا قيمة له، وقد تحدثنا عن ذلك سابقاً. فهذه الآيات تتحدث زوجات المؤمنين في الجنة، وأرجو ألا يصدق على بعض زوجاتنا القصة التي سمعتها أن إمام مسجد قال للجماعة – وهي وإن كانت من باب الطرفة ولكنها صحيحة كما بلغني – ولها دلالة يقولون: إن الإمام قال للجماعة سأبشركم بشرى قالوا: جزاك الله خيراً ما هي؟ قال: زوجاتكم في الدنيا هن زوجاتكم في الآخرة، فقام رجل وقال: الله لا يبشرك بالخير. حقيقة هي تعبر عن مشكلة تعبر عن معاناة يعانيها هذا الرجل من أهله، وقد تكون بعض الأخوات يعانين من أزواجهن – مع أنه إذا كانت زوجته في الجنة ستختلف ستكون على الوصف الذي ورد في القرآن كوصف الحور العين – يعني زوجته في الآخرة – نسأل الله الجنة، تختلف الحال كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لامرأة يداعبها: إنه لا يدخل الجنة عجوز فبكت لأنها كبيرة، صحيح لا يدخل الجنة عجوز لأنها إذا دخلت صارت شابة وجميلة تغيرت الحال، فهذا الرجل الذي قال: الله لا يجزاك خير والله لا يبشرك بالخير صورة زوجته الكبيرة هذه هي التي في الجنة، وقد تكون العلامة ليست بذاك فقال هذه الكلمة من انفعال ومن ردة فعل غير مباشرة كما قالت المرأة السابقة في حديثي السابق. لذلك يا إخوان آمل وأرجو وأتمنى من أجل استقرار أسركم ومن أجل دوام سعادتكم، من عنده تقصير في هذا أن يبادر – سواء من الرجل أو المرأة – ومن كان في نعمة فليحمد الله على ذلك، من كان عنده زوجة وفيّة ومن كان عندها زوج وفي - وهذا ظني بالإخوة والأخوات جميعاً - أن يزدادوا من ذلك، قاعدة أخيرة: الحب الحقيقي بين الزوجين هو الذي يزداد مع تقدم العمر ولا ينقص، المشاهد والملاحظ عند بعض الأسر أن الحب يبدأ من ليلة الزواج كما يقولون ثم ينقص حتى أصبح زواج كثير من المتأخرين شهر العسل كما يقولون، والباقي الله المستعان لأسباب وعوامل كثيرة جداً، أدركنا من قبلنا كان حبهم يزداد كلما تقدموا في السن – الرجل والمرأة – ازداد حبهم وتقديرهم لبعض نعم وقبل أيام يحدثني رجل عمره ثمانين – أسأل الله أن يبارك فيه وفيكم – عنده زوجة قال: سأسافر قلت: تسافر أنت وأهلك؟ قال: وهل يمكن أن أسافر بدون أهلي؟ قال: ما أستطيع أن أسافر بدون زوجتي، مع أنه قرابة الثمانين وهي قطعاً فوق السبعين لكن المحبة شيء، ما سر هذه المحبة؟ ما سر هذا البقاء؟ أكثر من أربعين سنة أو أكثر، أولادهم قرابة الخمسين ومع ذلك محبتهم تزداد، يزداد حب الرجل لها وهي يزداد حبها له، يتفقدها وهي تتفقده مع تقدم السن، هذا هو الحب الحقيقي الذي يرجى لأصحابه إذا كان حباً على دين الله أن يستمر هذا الحب ويلتقوا في الجنة، أن يكون سبباً لدخولهم الجنة بإذن الله فيا إخوتي الكرام هذا تنبيه لأن بعضاً من الإخوة والأخوات يرسل رسائل وأقول لكل أخت تشكو زوجها وكل أخ يشكو زوجته أن يتحمل أحدهما الآخر وأن يتلطفوا وألا يستعجلوا وبهذا تدوم المودة، وما لا يحصل اليوم يحصل في الغد، وما لا يحصل هذه السنوات يحصل بعدها وبإذن الله نصل إلى خير.

ثانياً:وقفات في تربية الأبناء:
أواصل معكم في هذا الموضوع لأكمله (في تربية الأولاد) أيها الإخوة من المشكلات التي وجدتها يعاني منها الأبناء أسلوب الأب في التربية وهو (الأسلوب السلطوي)، اسمحوا لي لو سميته بهذا الاسم، أي أن كثيراً من الآباء يتصور أن تربية ابنه بمجرد الأمر والنهي، أنا أقول لك: نعم الأمر والنهي مطلوب، ولا يستقيم البيت ولا يستقيم الأبناء ولا تستقيم الزوجة إلا بالأمر والنهي، هذا في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، إذن ما الملحظ هنا؟ الملحظ هنا هو أننا نغفل عن جانب مهم وهو أسلوب "الحوار والإقناع" … الحوار والإقناع؟ نعم يعني الأب يحاور ابنه؟ نعم يحاور ابنه، يحاور ابنته؟ نعم يحاورها (الإقناع) خذوا هذا الحديث.. النبي صلى الله عليه وسلم جاء الحسن وهو صغير، صغير جداً ثلاث سنوات أو أربع سنوات رضي الله عنه فأخذ تمرة من تمر الصدقة، تأملوا معي هذا المشهد كأنكم تشاهدونه تماماً وطبقوه على واقعكم وأبنائكم وعلى واقعنا مع أبنائنا فمن كان محسناً فليحمد الله ومن كان مخطئاً فليرجع عن خطئه.
ماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم؟ (تعرفون أن تمر الصدقة محرم على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله) فماذا فعل؟ هل ضربه؟ هل قال له: ارم التمرة؟ هل نهره؟ أعطاه ثلاث كلمات عجيبة وأعجبها آخرها، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: كخ.. كخ (يعني تحذير وهي كلمة مستخدمة عندنا) ثم قال: ارم بها، إلى هنا كثير منا يستخدم هذا الأسلوب، إذا ابنه أخطأ قال: اترك هذا لا تفعل، لا تلمس هذا، … لكن العجب يا إخوان في آخر الحديث فإذا النبي صلى الله عليه وسلم يقول للحسن: أما علمت أنا لا نأكل الصدقة، وكأنه يخاطب رجلاً عمره عشرين سنة، كم عمره؟ عمره ثلاث أو أربع سنوات، خاطب عقله بعد أن خاطب عاطفته، بعد أن قال: كخ.. كخ (يعني دعها) ثم قال: ارم بها (نهي وأمر وتعليل) نهى أن يترك هذا الأمر وإن كان بصيغة النهر ثم أمر، ثم قال له: أما علمت أنا لا نأكل الصدقة؟!
هل نحن يا أحبتي الكرام إذا خاطبنا أبناءنا أو نهيناهم وهم صغار علّلنا لهم وأقنعناهم بأسلوب هادئ!!.. لا نتكبر في هذا، أجلس أخاطب طفل عمره سنتين أو ثلاث أو أربع؟! يا أخي هذا هدي النبي صلى الله عليه وسلم وهذا منهجه، وكما قلت لكم أكثر من مرة: هؤلاء الأطفال يدركون أكثر مما يدرك الكبار – أحياناً – وتبقى مغروسة في داخل أعماق قلوبهم، ثم إنك إذا عللت له اطمأننت أنه لن يعيد الخطأ مرة أخرى، أما فقط أسلوب الأمر والنهي.. متى تنصرف عنه يعيد الخطأ مرة ثانية وثالثة، فيا إخوتي: (الحوار) إذا وقع ابنك في خطأ هل تأخذ ابنك بعد أن تهدأ العاصفة بعد يوم أو يومين وتجلس معه وتناقشه وتحاوره وتدلل له هل نفعل ذلك؟ كل واحد منكم أدرى بنفسه، قد يوجد من يفعل ذلك لكن أتوقع الكثيرين لا يفعلون ذلك، يكتفي بالأمر والنهي والزجر أو الضرب فقط، بلغني من أحدهم يقول: لي شباب زملاء في العمل أعمار بعضهم في العشرين يقول: آباؤنا يضربوننا إلى الآن!! يقول وأنا أناقشهم يقولون: آباؤنا يضربوننا وسنضرب أبناءنا، قال: حرام عليكم كيف تضربون أبناءكم؟ فيقولون: لماذا يضربنا آباؤنا؟ قال: حسناً أبوك لما ضربك مخطئ؟ قال: نعم مخطئ لكن دع أبنائي يدفعون الثمن، هكذا يقول: العنف كيف يحدث، بعضهم عمره ثلاثون يقول: كان أبي يضربني إلى عمر عشرين سنة!! أعوذ بالله!! ما هذا يا إخوان؟ الضرب يكون للصغير "واضربوهم عليها لعشر" وسيأتي إشارة إليه.. لكن كم نحتاج وهذا هو مبدأ الثواب والعقاب.. أنتقل إلى نقطة ثانية..

ثالثاً: الهدية وأثرها التربوي:
يا إخواني الكرام نحن عندنا تفريط في مبدأ الثواب والعقاب نحن ما شاء الله.. وسأتحدث عن الحالة الغالبة لا عن حالات أفراد، في العقاب جاهزون أما الثواب فقليل منا من يفعل ذلك، تريد أذكر لك ما قال: كل واحد منكم يسأل نفسه كم أهدى هدية لأولاده؟ الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ذكر مدير مكتبه يقول: في كل ليلة عيد من رمضان يوزع هدايا على أولاده وبناته وأزواجه وبعض أقاربه، في كل ليلة عيد.. وهدايا قيمة جداً، هل نحن فعلاً نستخدم الهدية يا إخوان؟ ونسيت أن أذكر أن من أقوى ما يقرب الزوجين هي (الهدية) ترى يا إخوان فيه فرق بين أن تعطيها ألف ريال مصروف لها شخصي وبين أن تعطيها هدية بخمسين ريالاً، أقول لكم التجربة وواقع كثير من الناس وسؤال النساء أن قيمة الخمسين ريال هدية أو مائة ريال أعظم عندها من الألف لأنها تعتبر الألف ريال التي أعطيتها – إذا أكثر أو أقل – حق لها لكن الهدية لها معنى آخر بل أسأل الزوجات كم من الأخوات من تهدي لزوجها! كم أهدت مرة لزوجها؟ كم وكم؟ كم منكم من يهدي لأبنائه؟ كم من الأبناء – من الشباب الذين معنا بارك الله فيهم – أهدى لأبيه؟ كم منا نحن الكبار من أبوه موجود الآن أسأل الله أن يبارك فيه – كم مرة أهدينا لآبائنا؟ الهدية غير إعطاء المبلغ، الهدية لها معنى خاص، فهل نحن نمارس الهدية؟ مع كل أسف يتبلد الإحساس عندنا.. يمكن أهدي لقريب لي أو صديق أو مسؤول لكن أن أهدي لزوجتي وهي معي في البيت أو أهدي لولدي.. هذا قليل، مع أنه له أثر عظيم في هذا، بعض الإخوان يقول: إذا وقعت عندي مشكلة في البيت أعالجها بالهدية سواء مع الأولاد أو مع الزوجة وبعض الزوجات تعالج هذا بالهدية لزوجها.. الهدية يا إخوتي الكرام عجيبة، آثارها لا تتصورونها.. لو خصصت درساً مستقلاً عن الهدية لما كفيت "جربوها" ثم ميزة الهدية يا أحبتي الكرام، سبحان الله قد لا ينظر لكثرة قيمتها.. خذوا مثالاً عملياً: الآن لو ناديت واحداً في هذا المسجد محتاج، قد يكون محتاجاً عليه دين وقلت: تفضل هذه عشرة آلاف ريال، قد يغضب وقد يقول: أنت تريد أن تحرجني أمام الناس، أنا في غنى ولست في حاجة والحمد لله – حتى لو هو محتاج – لكن لو بحثت عن أفضل واحد في المسجد – وكلكم كرماء وفضلاء – وقلت: أريد أهدي لك قلم وناديته أو ذهت إليه وأهديت له القلم لقال: جزاك الله خيراً وأشكرك على هذه الهدية وقد يكون القلم بخمسة ريالات أو عشرة ريالات، أو تهدي له مسواك بريال.. الهدية شيء آخر ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ولا يقبل الصدقة، هذا دليل سلمان الفارسي رضي الله عنه لما أراد أن يعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم هل هو نبي أو لا؟ قدم له صدقة فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم وأعطاها مَن حوله قال: لا آكل الصدقة، يقول فقلت: هذه واحدة، فجاءه بعد أيام وقال له: هذه هدية فقبلها النبي صلى الله عليه وسلم فعرف أنه نبي.
الهدية شيء آخر لا تتعلق بالغنى ولا بالفقر ولا بالمقام ولا غيره ولا بكبرها ولا بقلها أما الصدقة والمساعدة شيء آخر، فجربوا الهدية لحل المشكلات وخاصة مع أبنائكم وأدعو الشباب أيضاً الأبناء أن يجربوها مع آبائهم، حتى لو كان والدك يضربك حتى لو كان يتكلم عليك، وبالمناسبة قد يكون حديثي عن الآباء قد يقول قائل منكم: أين حظ الأبناء؟ سيأتي إن شاء الله.
أقول لكم: من أعظم وسائل أن يبرّك أبناؤك أن تبر بأبيك وبأمك، هذه المسألة بعد الثواب والعقاب موضوع البر، لكن قبل أن أتعدى الثواب والعقاب أنبهكم لملحظ..

رابعاً: العقاب:
احذر ثم احذر ثم احذر أن تؤنب أبناءك أمام الناس هذا جرح لا يندمل، أذكر قبل أيام أو قبل أشهر يقول أحد الآباء: جلس مع ابنه يعاتبه عتاباً شديداً فلما انتهى والابن جالس مؤدب وساكت قال له أبوه: هل تقول شيئاً؟ هل عندك شيء؟ قال: نعم، إنك في يوم من الأيام تكلمت علي أمام الناس، أغلق الباب عليّ واضربني كما تشاء، افعل بي ما تشاء لكن أمام الناس رجاءً لا تحرجني.. هذا ابنه يقول له، بل أقول لكم: إن استطعت لا تؤنب ابنك أو ابنتك ولا زوجتك أمام الأولاد فافعل، لأنك تحرجه، يا ليتنا نفعل ذلك، إذن موضوع الثواب والعقاب نحتاج التوازن فيه، يكون هناك ثواب للمحسن وعقاب للمسيء (لا شك) لكن أن تتوازن فيه، وأنصحكم ثم أنصحكم تجنبوا الضرب، كنت أتحدث مع أحد الشباب قبل أيام هل كان والده يضربه؟ يفتخر فخراً كبيراً جداً أن والده لم يضربه أبداً إلا الضرب الذي لا يسمى ضرباً أحياناً.. أحياناً في صغر الشاب أو في باب أمره للصلاة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "واضربوهم عليها لعشر"، ليس هو الضرب الذي يتحدث عنه، قد نلجأ للضرب، لكن أتكلم عن الضرب المبرح والقاسي، وقبل أيام دخل عليّ أحد الإخوة هنا بعد الدرس وقال: فيه شخص كيف كان يضرب أولاده وكيف كان أثره على ذلك، أنا أعرف بعض الآباء وأعرف عدداً منهم في منطقتنا وقد يكون بعضهم حاضر معنا وصلوا مع أولادهم إلى أن أغلقوا عليهم في غرف وما زاد أبناءهم ذلك إلا سوءاً والعياذ بالله، نسأل الله أن يصلحهم ويصلح أبناءنا وأبناءكم، فانتبهوا لموضوع (الضرب) الضرب كالكي أنا ما أقول ما يضرب لكن أقول: الأصل ألا تضرب، الأصل ألا تضرب لكن إن اضطررت للضرب فهو كالكي ويكون ضرباً غير مبرح، غير جارح، واحذر الوجه كما حذر النبي صلى الله عليه وسلم، إياك أن تضرب في الوجه، والمشكلة أن أكثر ضربنا في الوجه، أكثر ما نضرب!! مع أنه منهي عنه مخالفة للنبي صلى الله عليه وسلم "إذا قاتل أحدكم أخاه فليتجنب الوجه".. هذا حديث صحيح، الوجه: أكرم ما عند الإنسان، ولكن أكثر ما نضرب نضرب في الوجه، بل بعضهم حدث أن التوى وجه ابنه من سبب ضربه، فتجنبوا الضرب فإن ضربت فلتضرب كالكي وبمقدار، ولا يكون أمام أحد بحدود الضرورة القصوى، فإن استطعت أن تؤدب ابنك بدون الضرب فافعل أتمنى ذلك لأبنائنا وأبنائكم وستجدون نتائج باهرة ولو بعد حين.

خامساً: بر بأبويك يبرك ابنك:
أرجع لموضوع البر، يا إخوتي الكرام: لفت نظري رجل بِر أبنائه به عجيب يا إخوان فتساءلت – وأنا هذه الأمثلة تلفت نظري حقيقة – مع أني أعرف من سنوات ذكروا لي من بره لأبيه شيء عجب، قلت: هذا واجب، لكن بلغني عن بريه بأبيه مثل لا أستطيع أن أذكره في هذا المقام، بر شيء عجيب جداً فقلت: إذن لا غرابة أن يرى بر أبنائه به، مطالب الأبناء أن يرفقوا بآبائهم.
خذوا هذه القصة التي حدثت في جدة، شاب هداه الله، البيت غير ملتزم وفيه ضياع، والأب هداه الله مفرط، فأحد الأبناء هداه الله على يد بعض الشباب في المدرسة أو في المسجد أو في المكتبة فبدأ والده يضايقه ويسلط عليه إخوانه يستهزئون به، ويسخرون به، ماذا فعل هذا الشاب؟ (شاب) حسب ما أعلم عمره 15 سنة تزيد قليلاً، فكان كلما آذاه والده قام يصلي ويدعو لأبيه، يوم من الأيام كان الأب مسافراً، خارج المدينة، الولد يقوم في آخر الليل يصلي ويخص أباه بالدعاء، الأب جاء في آخر الليل ودخل بهدوء لأنه لا يريد أن يزعج أبناءه، فلما دخل شعر أن ابنه يصلي فمشى بهدوء وبدأ يستمع لابنه وهو يصلي (ابنه ما علم على أن والده مسافر) فإذا ابنه يبكي ويدعو لأبيه يبكي ويدعو لأبيه فتسمر الأب في مكانه قليلاً والابن على هذه الحالة ثم انسحب الأب وذهب وتوضأ ثم جاء وصف بجانب ابنه وكان هداية من أعجب ما يكون، يحدثني أحد المشايخ في الرياض يقول: في رمضان سنة من السنوات زرت مركز صيفي متوسطة فأرسل لي شاب ورقة وقال لي: أنا الوحيد الملتزم في البيت، وأبي وأهلي يؤذونني فيا شيخ حل المشكلة، أرجو أن تساعدني في حل مشكلتي، يقول: أنا فكرت وما عندي.. فقلت: يا شباب نحن في رمضان سنرفع أيدينا بالدعاء، ادعوا لهذا الشاب، يقول: فدعوت والشباب يؤَمِّنون خلفي يقول: انتهت القصة وذهبت، يقول: العام القادم يقول ذهبت إلى ثانوية من الثانويات فما علمت إلا جاءت رسالة فإذا الشاب نفسه نجح من المتوسط إلى الثانوي ويقول: أنا صاحبك العام الماضي وأثر دعائك التزم كل أهل البيت أبي وأمي وجميع إخواني، فيا ليت الأبناء يكونوا هكذا، سلوكهم مع آبائهم، يرونهم، يلطفون مع آبائهم، لا يتفوهون بكلمة، (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ) (الإسراء: من الآية24) قصص أسمعها عن بعض الآباء مؤسف، تقول الأم: أقول لابني: أريد توصلني لمشوار يقول: أنا مشغول، لعل أخي يوصلك، طيب يا ابني أخوك مشغول وإلا توصلني على دربك يقول: (خلاص يالله بس تجهزي) تقول: في هذه اللحظة يدق التلفون، يكلم عليه أحد زملائه يقول: أبشر، أنا جايك الآن، ماذا تريد؟! (سمّ!!) تقول: سبحان الله أنا أمه الآن ما أسمع مثل هذا الكلام، زميله: (أبشر وسمّ) وأنا (خلّي أخوي يوصلك – وكما يقول المثل العامي: نفسه في رأس خشمه) زعلان بس متى يوصلني ويرميني عندنا البيت ويمشي، أحياناً يتحرك قبل أن أدخل البيت، هذا موجود بعض هذه النماذج حتى بعض الشباب الطيبين ولا أبرؤهم مع والديهم، نحن عندنا خلل وأنبه المربين وأنبه طلاب العلم فيه خلل كبير في تربية الشباب على بر والديهم، نربيهم ما شاء الله على حفظ القرآن، نربيهم على الاعتكاف، نربيهم على الصيام، لكن لا أقول إننا قد لا نربيهم على بر والديهم بل قد نشير إليهم في التقصير في حق والديهم، قد تقولون لي كيف؟ أقول لكم: يأتي طالب علم أو شاب مسؤول في التربية ويقول لأحد الشباب: نريد نذهب للعمرة، قال والله أتمنى أن أذهب معكم لكن أريد أخدم والدي في رمضان والدي سيعتكف مثلاً، قال: لا، عنده إخوانك، اتركه واذهب معنا، يا أخي هذا أنت عودته على عدم البر المفروض إذا جاءك وقال: أريد أذهب معك تقول: والدك عنده أحد قال: نعم، قل: ومع ذلك اجلس عنده إلا إذا قال لك والدك اذهب. النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه رجل قال: يا رسول الله جئت أريد الجهاد معك أبتغي الأجر من الله قال له النبي صلى الله عليه وسلم: أحي من والديك أحد؟ قال: نعم، كلهم، قال: وتبتغي الأجر من الله؟ قال: نعم، قال: اذهب فبرهما، النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم، لأنه سأله هل أحياء أم أموات؟ لأنه لا يعرفهم، ولا قال: عندك إخوان؟ هل فيه أحد يقوم مقامك إذا ذهبت للجهاد؟ مباشرة قال: ارجع فبر والديك، حتى لا يأتينا من يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرفه أنه الوحيد لوالديه، النبي صلى الله عليه وسلم يسأله هل والديك حي وإلا لا؟ هل أحدهما حي أم لا؟ النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف عن والديه شيئاً ومع ذلك يقول: تبتغني الأجر من الله؟ هل تريد أعظم من الجهاد؟ قال: إيه نعم، أبتغي الأجر من الله، قال: اذهب فبر والديك، فقضية البر فيها تقصير الآن، فيه أصناف (نوع من البر) شاب من الشباب توفي والده (هذه القصة لها قرابة 30 سنة) وجاؤوا هنا في الرياض ليدرسوا في كلية الشريعة، والدتهم هي القائمة عليهم ما شاء اله – أسأل الله لها الخاتمة الطيبة نعم المرأة ونعم الرجال – والدتهم ما تذهب تنام حتى تمر عليهم جميعاً في غرفهم وتتأكد ثم تذهب تنام، الله يهديهم بعض زملائهم يأتون إليهم بعد التاسعة فيقول: انتظروا حتى تأخذ الحضور الوالدة فإذا حضرت الوالدة وذهبت لغرفتها وضعوا الوسائد ووضعوا عليها البطانية (كأنها هو) ثم ذهب مع زملائه حتى لو جاءت والدته في الليل لترى هل هو نائم.. هو مطمئن أنه من رحمة والدته لن ترفع الفراش عنه.. المفروض هذا يقال له: ارجع لا نحتاج إليك، كان يذكر لزملائه ويشجعونه، يقولون: ما شاء الله، ما شاء الله على هذا الذكاء والحيلة، لا يا أخي هذا غلط وهذا خطأ، حقيقة قضية البر بالوالدين والعناية بهما حتى لو أخطأ الأب حتى لو تصرف الأب تصرفاً خاطئاً فليصبر الابن وليتحمل وسيدرك الأب عاجلاً أو آجلاً ذلك.
وأقول للشباب: إن أخطأ والدك عامل خطأه بالبر وبالإحسان وستجد عجباً من أثر ذلك..
حديث البر أيضاً حديث ذو شجون، وأنا وعدتكم ألا أطيل لأني سأختم الموضوع فأقول: بركم بآبائكم سيبركم أبناؤكم بإذن الله وهذا مشاهد ومجرب، وأكيد كل واحد منكم عنده أكثر من قصة في هذا الموضوع، فأنصح الشباب أولاً بالبر بآبائهم، أولاً: هذا واجب شرعي تنفيذاً لأمر الله جل وعلا لهذا فقط يفعل ذلك، وسيجد أثر ذلك عاجلاً غير آجل في أولاده – بإذن الله – ولا أريد أسترسل في هذه القضية لطول الموضوعات الأخرى.

سادساً: الفراغ والجده :
أيضاً مما أنبه إليه أيها الإخوة موضوع شغل الأوقات، نحن عندنا تقصير في شغل الأوقات كيف؟ بعض الآباء هداهم الله حريص على أبنائه - وكلنا حريصون على أولادنا – وليس الملاحظة لماذا هو حريص؟ لا، لكن من حرصه على أولاده يقول: لا تخرج عن البيت!! لا يا أخي لا بد أن تضع له في البيت ما يشغل وقته من اللهو المباح، القراءة، بل ما يمكن أيضاً أن تحبس الابن في البيت، ابحث له عن أصدقاء، (خذوها قاعدة: لا يمكن لأي واحد من أبنائكم إلا أن يكون له أصدقاء) فنصيحتي لك أن تختار له الأصدقاء أنت أو تساعده على اختيار أصدقائه أفضل من أن يختارهم هو أو هم يختارونه، ابحث له عن شباب صالحين في المدرسة عن بعض الشباب في المسجد، هؤلاء إذا ساعدته وشجعته تقول له: إذا مشيت مع هؤلاء أنا أساعدك وأعطيك وليكن بطريق هادئ وليس إجباراً لأن الإجبار لا ينفع، أسلوب الإجبار الذي يسلكه بعض الآباء بأن يأخذ ابنه ويقول: اذهب مع هذه المكتبة.. هذا لا ينفع!! يحتاج أسلوب الحوار والإقناع بل يا ليته بطريق الذكاء يجعل من يثق بهم يأتون إلى ابنه ويأخذونه بهدوء ويشجع ابنه يدعمه في هذا الأمر، هذا مطلب مهم جداً، هذه قضية، باقي ملحظ في هذا الجانب بعض الآباء أقول: أبناؤك يذهبون مع مَن؟ يقول: مع الأقارب، أحياناً واسمحوا لي – نحن نتكلم بصراحة – يفسد بعض الأقارب ما لا يفسده البعيد، ليس مجرد أنه من الأقارب كافياً أن يذهب معه ابنك، بل أحياناً أخطر، إذا كان من الأقارب وهو غير ملتزم، إذا كان فاسقاً فانتبه لأبنائك، ولذلك يجب أن تكون متيقظاً أو أحياناً يقول لك ابنك: هؤلاء من زملاء المدرسة، من هم زملاء المدرسة؟! الآن نشكو شكوى مرّة في واقع المدارس، مشكلات المدارس الآن مصيبة في كثير من المدارس، يشكو الآباء، يشكو المدرسون، يشكو المسؤولون في المعارف وفي غيرها في مشكلات كثير من الأبناء، مجرد أنه ذاهب في رحلة مع زملائه، مَن هم زملاؤه؟ أيضاً قد يقول: مع جيرانه!! مَن هم جيرانك؟! فيجب أن ننتبه لهذه القضية وأن نختار لأبنائنا الأصدقاء والرفقة وهم موجودون والحمد لله، المساجد والحلقات وفي المدارس، وبعض الأقارب، الخير موجود، لكن انتبه لأبنائك.
نقطة أخرى في هذا الموضوع وسأعرضها بسرعة أيها الإخوة: المال.. المال نحن بين إفراط وتفريط في موضوع المال.. أعطيكم قاعدة في المال: بالنسبة لأبنائك: (لا تفقره ولا تغنه) قاعدة في إعطاء المال للأولاد، لا تفقره: يعني لا تحوجه، إن أحوجته سيدبر نفسه بالحلال أو بالحرام، ولا تغنه:
إن الشباب والفراغ والجدة … مفسدة للمرء أي مفسدة

إذا أكثرت المال لابن تفسده، أعطه بمقدار، لا تجعله في موقع حرج أمام زملائه، بادره أنت، لا تحوجه أيضاً إلى أن يسألك، أنت اسأله قل: أنت محتاج يا ابني ثم أعطه، تفضل هذا مصروف المدرسة هذا المبلغ لكن أحب أنك تصرفه في مكانه، لا مانع تسأله أحياناً أو من بعد تراقبه أين يصرف المال، الشاهد: إياك.. إياك أن يخلو جيب ابنك من ريال، واحذر أن تملأ جيب ابنك؟ بعض الناس يصرف على أولاده من دون حساب، وهذا خطأ قد يفسد أبناءهم، يصلح بعض الأبناء لكن يفسد كثير كما هو مجرب ومشاهد، والحاجة أشد، فهذه قاعدة أرجو أن ننتبه لها بارك الله فيكم في موضوع المال والتوازن فيه.

سابعاً: الصبر:
أيضاً مما أشير إليه في هذا الجانب موضوع: التعامل مع الابن العاصي.
هذه أتمنى إن شاء الله أن أخصص لها محاضرة، في القرآن عجب والله، تعجبت من مواقف في القرآن ومنها أذكر لكم موقفين:
يأتيني بعض الآباء ويقول: أنا طردت ابني من البيت. لماذا؟ قال: يدخن. طيب.. إذا طردته من البيت سيترك التدخين، بعض الآباء يقول: أنا طردت ابني من البيت لأنه لا يصلي مع الجماعة، طيب: يصلي في البيت؟ قال: نعم، قلت: طيب عندما طردته من البيت سيسكن في المسجد؟ أين سيذهب؟
نوح عليه السلام ابنه كافر، كافر ومع ذلك يقول له: (وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا) (هود: من الآية42) ماذا قال له أبوه: (يَا بُنَيَّ) لاحظ اللطف في العبارة، ما قال: يا فاجر يا عاصي، يا كافر، (يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا) يدعوه دعوة للإسلام ويدعوه للركوب، ومع ذلك – وهذا الشاهد – لم يعاتبه الله لماذا قال لابنه (ارْكَبْ مَعَنَا) إنما عاتبه الله عندما قال: (إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي) (هود: من الآية45) قال الله: (إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ) (هود: من الآية46) هنا موقف العتاب لأنه كافر، أما قوله: (اركب) فلا – هذا شاهد – وتأملوه.
الثاني: وهو أعجب عندي (يعقوب عليه السلام) موقفين من أعجب ما رأيت في هذه المواقف، والقرآن هذا كتاب الله ما يتلى إلا للعمل ليس للتبرك، كيف؟ أحد أبنائه هو يوسف، أبناؤه ماذا فعلوا؟ خدعوا والدهم خدعة، مؤامرة، كما ذكر الله جل وعلا: (وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ) (يوسف: من الآية102) هم كانوا يتآمرون ويمكرون وهذا كلام القرآن ليس كلامي، ومع ذلك أخذوا أحب أبنائه إليه، بالمكر والخديعة، ثم ادّعوا أنه قتل وأفقدوه لما جاؤوا إليه ماذا فعل أبوهم؟ لم يقل لهم كلمة واحدة قال: (بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ) (يوسف: من الآية18) ما قال: اخرجوا، اذهبوا، لا أرى وجوهكم (أبداً ولا كلمة)بل قال: (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ) ما رأيكم؟ هل نقدر على هذا؟ أحياناً نطرد الابن لأنه أخذ مائة ريال أو خمسين ريالاً، أو تصرف في البيت خطأ يطرده الأب من البيت، وهذا أخذوا أحب أبنائه إليه وليس بعد أنهم أخذوه بالطريق الطبيعي، بل بالخدعة والمكر، ومع ذلك – هم بعد ذلك أصبحوا أنبياء – عليهم الصلاة والسلام، وعفا عنهم والدهم وعفا عنهم يوسف، لكني أذكر القصة قبل ذلك وهذا كما ذكره القرآن، ويأتي بعد ذلك في نظري أعجب ما هو؟ القصة الثانية لما ذهبوا أيضاً ب(بنيامين) طبعاً هم لم يخطؤوا، لكن والدهم مقتنع أنهم الذين فعلوها كما فعلوا مع يوسف، هم الذين فعلوها، ومع ذلك هو يرى أنهم فعلوا هذا مع يوسف وفعلوها مع (بنيامين) ماذا قال؟ قال: (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ) ماذا قال؟ هل قال: (عسى الله أن يأتيني بهما)؟ لا، قال: (عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً) (يوسف: من الآية83) يعني حتى الثالث الذي لم يستطع أن يأتي قارنه بيوسف وبنيامين، أنه يأتي معهم ولو كان أبوه يرى أنه مشارك معهم في المرة الأولى والثانية.
يا إخوان أين نحن؟ أين؟! والله عجب!! ما قال: عسى الله أن يأتيني (بهما) جميعاً ويسكت عن هؤلاء، لا.. قال: (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ) لن أقول لكم شيئاً مع أنكم أنتم الذين فعلتموها كما فعلتم المرة الأولى، وحتى الذي جلس ما جاء وهو شريك لكم في الأولى والثانية، عسى الله أن يأتيني به مع إخوانه.
ما أحوجنا إلى هذا الأسلوب في التعامل مع الأبناء ولو كان عاصياً، ثم يا أخي الكريم إذا أنت طردت ابنك الآن ماذا سيحدث؟ اسألوا الذين طردوا أبناءهم هل صلحوا؟ أكاد أجزم إن لم أقل كلهم أقول: أغلبهم ازدادوا فساداً وازدادوا انحرافاً، ما أحوجنا إلى نصح العاصي، تلطف به يا أخي الكريم - ما دام في داخل دائرة الإسلام – والحمد لله أبناؤنا مسلمون فالحمد لله، فانتبهوا لهذه المسألة.

ثامناً: الدعاء:
نقطة أخرى، احذروا، ثم احذروا من الدعاء على أولادكم وقد ثبت في حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تدعوا على أنفسكم ولا على أولادكم ولا على أموالكم فتوافقوا ساعة استجابة فيستجاب لكم" أو كما قال، بعض الآباء وأخص الأمهات على لسانها الدعوة على أولادها، الله يفعل بك الله … ، لا يا أختي الكريمة رفقاً.. رفقاً ادعي لهم، قبل أيام دخل معي أحد الإخوة وقال: أب كان يدعو على ولده فأصيب بحادث استجيبت دعوته وأصيب بشلل وكان مؤذياً في البيت حتى يقول لأبيه في البيت: أنا كافر رغم عن أنفك.. سبحان الله.
أنا شاهدت رجلاً جاراً لنا رحم الله الجميع، ابنه – الله يهديه – كان عاصياً فدعا عليه والده في آخر الليل فأصيب بحادث سيارة وأصيب بشلل فكان في داخل البيت مؤذياً أذى ما تتصورونه يا إخوان – رحم الله الجميع – وكان نهاية الأمر أن مات الولد احتراقاً أحرق نفسه والبيت، لا تستعجل يا أخي بالدعاء على ابنك، يا أختي: امرأة كان ابنها جالس تحت في البيت وكان عندهم في الشتاء نار، الولد بطبيعة الأطفال يحرك النار، قالت: اترك النار (عساك تعلق) فصعدت للدور الثاني فإذا الأولاد يصرخون أخوي طاح في النار وعلق، لحظات فاحترق الولد، أمه التي دعت عليه، بدل ما تعوّد لسانك أو الأم تعوّد لسانها: الله لا يصلحك.. احذف (لا).. احذف (لا).. الله يصلحك، الله يهديك، مختصر لك الكلام أولاً وتعوّد لسانك، والمسألة تعويد، فعوّدوا أنفسكم الدعاء لأولادكم بالصلاح والهداية، موضوع الدعاء عجيب، فيه رجل هنا قريب.. كان ابنه عاصياً وكان كلما جاءه خبر بدأ يدعو له.. يدعو له، توفي الأب والابن عاق وعاصٍ فالتزم الولد التزاماً عجيباً فجاء الولد وقال: لي أمنية في حياتي قال: ما هي؟ قال: أتمنى أن أبي يعلم أن الله قد استجاب دعوته بعد وفاته يقول: قلت له: بر بأبيك وأكثر من الدعاء له وسيصله بإذن الله، فلا تيأس يا أخي، يستجاب له ولد بعد وفاته، قبل يومين دخل معي أحد المشايخ هنا في هذه الغرفة وذكر لي أن رجلاً كان جميع أولاده صالحين يقول: فذهب إليه بعض طلاب العلم فقال: أنا جئت لزيارتكم لسبب واحد قال: نعم تفضل، قال: ما هو الأسلوب الذي كنت تربي به أولادك لأني وجدت أن جميع أبنائك صالحين، يقول: فابتسم قال: أتدري ما هو؟ قال: نعم، قال: ليس عندي إلا الدعاء فقط، كلما وقع شيء من الأولاد دعا فلذلك الدعاء أمره عظيم، لا تيأس، لا تيأسن لا تستعجل يستجاب للمرء ما لم يستعجل، إذن أيها الإخوة كيف يستعجل؟ يقول: دعوت ثم دعوت ولم يستجب لي!! قد يستجاب لك حتى ولو بعد حين، حتى هذا الرجل الذي مات وابنه على حاله استجاب الله له وصلح الابن بعد وفاة أبيه، وأصبح أفضل أولاد أبيه براً به حتى بعد وفاته، ووالله إنك لتحتاج إلى ابنك – أسأل الله أن يثبتني وإياكم – تحتاج له بعد وفاتك أكثر من حاجتك في الحياة، في الحياة تمشي أمورك بنفسك أو أولادك أو جيرانك أو أي جهة لكن في قبرك.. "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: عمل صالح (يعني وقف…) أوعلم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" قال: ولد صالح ولم يقل: ولد يدعو له لأن غير الصالح لا يدعو، وإذا دعا لا يستجاب له – والعياذ بالله – إلا أن يشاء الله، فقال: ولد صالح لأن الولد الصالح هو الذي يدعو وهو الذي يستجاب له فما يدريك، أكثروا من الدعاء لأبنائكم.


تاسعاً: الاستغفار:
أقول لكم بهذه المناسبة: إذا حزبكم أمر فافعلوا كما يفعل النبي صلى الله عليه وسلم، كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، والله جل وعلا يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (البقرة:153) ويقول: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ) (البقرة:45) فقرنها بالصبر فإذا حزبك أمر، ضاق عليك أمر، أعظم ما يصيب الواحد منا من ابنه أو من أبيه أو من الزوجة أو الزوج فليفزع إلى الصلاة، حدثتكم عن الاستغفار وأثره، جاءتني رسالة من إحدى الأخوات اليوم تقول: جربت الاستغفار تقول: أثره عظيم جداً في حل المشكلات، الاستغفار يا إخوان ذكره الله في القرآن في عشرات المواضع، ومن أعجب ما ورد في قصة هود عليه السلام: (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ) (هود: من الآية52) قال العلماء: إن الاستغفار ينفع في كل شيء حتى في هذه الآية أنه يزيد الجماع (وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ) قالوا: حتى في الجماع، فالاستغفار عجيب.. عجيب.. عجيب، ولذلك ما من نبي إلا ودعا قومه إلى الاستغفار، وذكرت لكم أكثر من مرة قصصاً عجيبة في موضوع الاستغفار وآخر رسالة جاءتني اليوم عن إحدى الأخوات تقول: نعم أنا أتعامل مع الاستغفار فوجدت له عجباً.. لكن الاستغفار من قلب، من صدق، الالتجاء إلى الله، ابكِ بين يدي الله، قم صل، ادع الله جل وعلا، استغفر، تُب، وستجد أثر ذلك في أولادك، ثم - أيها الإخوة – الصلاح، الصلاح، الصلاح، ويكفينا قوله تعالى: (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً) (الكهف: من الآية82) أثر الصلاح، قال بعض المفسرين (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً) قالوا: جدهم السابع، وقيل: لا – وهو الأقرب – إنه والدهم، صلاح الأب يا إخوان يدرك الأبناء، أنا عاصرت رجلين – أحدهما موجود وأحدهما توفي – وكلهم من عائلة واحدة، واحد له ثمانية أبناء كلهم خريجوا كلية الشريعة وكلهم من طلاب العلم وهم من المشايخ، والثاني توفي، أولاده سبعة كلهم من كبار المشايخ منهم الآن من هو من مشاهير المشايخ، والبقية في الطريق، وكلهم في طريقهم لأخذ رسالة الدكتوراه في الشريعة أو في السنة أو في غيره، كل أولاده لماذا؟ لما أعرفه من صلاح هؤلاء، وكان أبوهما صالحاً، صلاح الأب، صلاح الأم يدرك الأولاد فإذا أردتم – وكلنا نريد تربية أبنائنا – فلنبدأ بأنفسنا فهو عاصم بإذن الله في هذا الأمر.

عاشراً: الاستشارة:
مما أشير إليه إشارة سريعة نقطتين فقط:
1- هل جربتم كتابة الرسائل لأبنائكم وبناتكم؟ كل واحد أيها الآباء عنده ابنه هل جربت كتابة رسالة لابنك هادئة، تكتبها بدون انفعال، تخاطبه بأسلوب مناسب، جربوا هذا وسترون.
هل جربت الأم الكتابة لأبنائها ولبناتها؟ هل جرب الرجل الكتابة لزوجته؟ هل جربت الزوجة الكتابة لزوجها؟ أسلوب رائع جداً إذا وفق الإنسان لأسلوب الكتابة.
2- النقطة الثانية قضية الاستشارة وعدم الاستعجال، لا تستعجل يا أخي باتخاذ عقاب على ابنك مهما كان حتى مهما أخطأ، أنصح بالاستشارة والاستخارة، تشاور مع زوجتك مع أولادك، مع بعض زملائك، مع بعض المجربين، يقول أحد الإخوة: إن ابنه ارتكب خطأً كبيراً جداً يقول: فعزمت وأصدرت قراراً بطرده من البيت لكن يقول: لأني ألزمت نفسي بالاستشارة لم أنفذ القرار فذهبت أستشير أشخاصاً أثق فيهم ولهم تجربة، يقول: فنصحوني ألا أفعل، يقول: مر على هذا سنوات معدودة كما حدثني، في ذلك الوقت كان الابن عاطلاً عن العمل وكانت له مشكلات، يقول: الابن الآن ما شاء الله مستقيم، يصلي الليل وفي عمل من أفضل الأعمال، يقول: دائماً أتذكر كيف لو أمضيت قراري وطردت ابني، هل سيكون وضعه أحسن، فيا إخوتي الكرام استشيروا، اصبروا، ألجموا أنفسكم، ألجموا غضبكم، استشيروا، استشر زوجتك، استشر إخوانك، استشر إخوانه إذا كانوا كباراً، استشر بعض الأقارب، استشر بعض أصدقائه، بعض أصدقائه قد يحل المشكلة أكثر مما تحل أنت، دخل بعض أصدقائه في الموضوع.



الحادي عشر: العناية بالابن الأول:
وبالمناسبة وهي النقطة الأخيرة في هذا الموضوع "اعتنوا بالابن الأول عناية خاصة" ما أقول اعتنوا به فضلوه على إخوانه، لا.. لا أقول أحبوه ما لا تحبون إخوانه، لا، لكن أقول: اعتنوا بتربيته، إذا صلح الابن الأول يحمل عن أبيه هم لا يعلمه إلا الله، يحمل البيت عن أبيه، ويرى هذا عاجلاً غير آجل فأعطوا الابن الأول – خاصة أنه الأول ما فيه أحد ينافسه – ولا تزالون في بداية الطريق، الحمل خفيف، فلتعنى الأم والأب بالأول – لا أقول بالدلال – لأن مما يفسد الأولاد بالمناسبة الدلال الزائد، كثير من الآباء يفسد ابنه بالدلال وأخص الأمهات تفسد ابنها بالدلال، لا، التربية غير الدلال، إشعاره بأنه رجل بأنه الأول، يا ابني أكثر ما ينطق اسمك أكثر مما ينطق اسمي أنا، أكثرنا الآن ينطق اسم ابنه أكثر مما ينطق اسمه هو!! كيف؟ اسمك: إبراهيم واسم ابنك: عبد الله، أكثر ما يقول الناس لك: يا أبا عبد الله، إذن ابنك هو الذي ينطق ما هو أنت؟! قليل من الناس يقول: يا إبراهيم، قليل من الناس يقول: يا علي، (يا أبا فلان) إذن قل: يا ابني أنت ينطق اسمك أكثر مما ينطق اسمي فإذن أنا وإياك شيء واحد، إياك أن تقع به،رَبِّه هذه التربية بهدوء، دعه يخرج رجلاً من صغره، قدمه في المجالس، أشعره بالمسؤولية، حمله المسؤولية، عودوا أولادكم على تحمل المسؤولية، وزع المسؤوليات عليهم في البيت كل حدود طاقته، لا تجعل الأبناء يتكلون عليك دائماً كأنك خادم في البيت، أو الأم خادمة، هل أنتم الآن توزعون المسؤوليات في بيوتكم، هل كل واحد من أبنائكم يعرف مسؤوليته في البيت، الابن الكبير له مسؤولية والثاني له مسؤولية والثالث له مسؤولية، والبنت لها مسؤولية، نحن اعتمدنا على السائقين والخدم، أصبح مع كل أسف الآن عناية الخادم، السائق والخدم في البيت أكثر من عناية الأم والأب والأبناء يقومون من الطعام ما يرفعون الإناء، بل لا يرفع كأس الزجاج قد يضربه أحد الأولاد ويخبطه، نحن أفسدنا تربية أبنائنا، أحياناً في أسلوبنا في التربية، حملوهم المسؤولية وأول من تحمل المسؤولية الأول واجعل له قيمة أمام إخوانه، احترام وتقدير، وقل لهم: الكبير لا أقصد الأول فقط – قل: لو واحد بينه والآخر فرق سنة أو تسعة أشهر فله حق ما للآخر، قل: لا أسمح لأي واحد يتعدى على أي واحد من إخوانه الكبار ولا أسمح للكبار أن يتعدوا على الصغار (بل يرحمونهم) اعمل هذه التربية وركّز على الأول فستجد عجباً، ستجد أثراً عظيماً.
أيها الأحبة طال بنا الوقت وحديثنا ذو شجون والحديث معكم في هذا الموضوع له آثار وأبعاد، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يصلح أبناءنا وأبناءكم وكما قلت إن شاء الله بعد الغد سأخصص حديثاً عن موضوع البنات وتربية البنات أسأل الله أن يبارك فيكم وفي أولادكم وأن يقر أعينكم بهم، وبالمناسبة تريد صلاح أبنائك؟ نعم! أكثر من الدعاء بصلاح أبناء الآخرين، إذا أكثرت من الدعاء بصلاح أبناء الآخرين فيه مَلَك على رأسك يقول: ولك بمثله، يكون سبباً لصلاح أولادك، فأنت تكسب أجرين صلاح أولاد الآخرين وصلاح أولادك، لأن دعوتك لأولاد الآخرين أحياناً أكثر إخلاصاً من دعوتك لأبنائك، فادع لأبناء الآخرين إخوانكم أبنائكم، جيرانكم، زملائكم، إذا دعوت لأبنائك حتى لعل الله أن يتقبل دعوتك، ادع لآخرين وخاصة من تعرف أن أبناءه عاقين، أو من تعرف أنه يعاني من أبنائه فألح على الله أن يستجيب له، يا أخي دعوة واحدة تسعد بها في الدنيا والآخرة.
أسأل الله أن يصلح أبناءنا وأبناءكم وأزواجنا وأزواجكم وأن يبارك فيكم وأن يصلح أولاد المسلمين.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الثاني عشر: تربية البنات:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد أيها الإخوة السلام عليكم ورحمته وبركاته في هذه الليلة أتحدث في حلقة من حلقات التربية عن موضوع تربية البنات وسيكون لقاء الغد بإذن الله ذا شقين، شقاً يتعلق بإكمال هذا الموضوع وختامه، وشقاً ثانياً يتعلق بختام رمضان أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام.
موضوع أيها الإخوة تربية البنات موضوع شائق وشائك وطويل وله تفصيلات ولكن سأحاول على حسب المنهج الذي سلكته معكم في الليالي الماضية أن أركز على النقاط الرئيسة وأدع التفصيلات لمجال آخر لا يتسع لها المقام الآن، ومن أسباب تخصيصي لهذا الحديث أيها الإخوة أنني لاحظت أن الآباء يكثر تساؤلهم عن تربية أبنائهم الذكور وقل أن يسألوا عن تربية البنات ووجدت أيضاً أن كثيراً من الآباء يسند كثير من الآباء تربية البنات للأم مطلقاً وهذا في الحقيقة فيه تقصير لا شك أن الأم مسئولة مسئولية كبرى عن الأبناء والبنات وعن البنات بصفة أخص لكن الأب أيضاً مسئول حتى إن بعض الآباء في بعض البيوت لا علاقة له بالبنت إلا من ناحية الأكل والشرب والدراسة وإذا كان لها قضية أو معاملة أما قضايا التربية والتعليم وتفقد حالها وشؤونها نجد فيه تقصير كبير جداً في هذا المجال، لذلك حاولت أن أخصص هذه الحلقة لهذا الجانب أضع النقاط على بعض الحروف وسأحاول وأجتهد وأسأل الله التوفيق وأكون صريحاً معكم في هذه النقاط كما هو المنهج في الماضي. المدخل لهذه القضية أيها الإخوة أن البنت إذا صلحت فلا شك أن أمرها عظيم.
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق

فالبنت إذا أصلحناها وبذلنا الجهد في إصلاحها فإنك تصلح جيلاً، أذكر دولة عربية حكمت بحزب البعث فقتل الدعاة إلى الله جل وعلا وسجنوا وأوذوا، كانت الدعوة في تلك البلاد وقد زرتها قبل نكبتها كانت مزدهرة بالدعوة إلى الله في صفوف الرجال والنساء وفي المساجد عندما ضربت الدعوة دخل الرجال في السجون وبعضهم إلى الآن له قرابة عشرين سنة أو أكثر من عشرين سنة لا يعلم إلى الآن هل هو حي أم ميت، وشرد أهلها وخرج كثير من رجالها، سبحان الله جاءت النهضة والدعوة والإصلاح عن طريق النساء حتى إنني أعرف أن أحد كبار رجال البعث ابنته من أكبر الداعيات والمصلحات فصلاح المرء له أثر عظيم بل هنا في منطقتنا وإن كان والحمد لله الصلاح يعم الجميع لكن أعرف بيوتاً وخاصة من كبار البيوت كان سبب الصلاح عن طريق البنات وعن طريق الزوجات فمن هنا كانت أهمية العناية بهذا الجانب وإصلاح البنات وفي المقابل أيضاً في صفحة أخرى من باب الصراحة يجب أن أكشفها لكم أقوم بزيارة الهيئات بين فترة وأخرى وأذهل عندما أرى وأسمع بعض القصص التي يندى لها الجبين وجاءني عدد من الآباء أيها الأحبة أقول لكم في هذه الليلة المباركة يجلسون معي وتجده رجلاً صالحاً خيراً يبكي والله يا إخوان يبكي لأنه فوجئ بأحوال داخل بيته أو ابنته لم يعلم بها وفي الهيئات يقولون يأتي الأب ونتصل به ونشرح له قضية ابنته فيقول غير صحيح أنا لا أصدق أبداً ثم نقول ما تصدق انتظر فنجعله يستمع لابنته من وراء حجاب فيذهل لما يسمع. ما السر في ذلك؟ هم صالحون طيبون أخيار، غفلة وحقيقة ثقة في غير موضعها. إذن هناك جانبان مهمان جعلاني أتحدث عن هذا الموضوع خاصة هذه الأيام كثر البلاء وبسبب روافد لا تخفى عليكم سيأتي الحديث عنها بإذن الله حتى إنه معروف أن الشباب هداهم الله هم الذين يتابعون البنات الآن مع كل أسف ظاهرة ليست حالات فردية، البنات يتابعن الأولاد! ويتصلن بالأولاد ويكتبن رسائل للأولاد فمن هنا يجب أن نقف وقفة يسيرة تناسب المقام إذ لا أستطيع أن أفي المقام حقه بهذه الدقائق نتناقش ويصلح بعضنا بعضاً أيها الإخوة ونتعاون من أجل تربية أبنائنا وبناتنا وبخاصة في الماضي كانت البنت في البيت أحياناً من أن تولد حتى تتزوج وهي تحت رعاية أمها وأبيها حتى لو ذهبوا للزيارة تكون الأم معها، اليوم عند المدرسة، الجامعة، كم تخرج اليوم البنت في السنة من مرة؟ الله تعالى يقول لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم الطاهرات المحصنات العفيفات: (وقرن في بيوتكن) وهن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً).


الثالث عشر: التأثر السريع:
خذ القلم وسجل كم تخرج ابنتك في السنة من مرة للدراسة أو للعمل أو للأقارب ستذهل. يقول العلماء إن مجرد الخروج لحد ذاته يخفف الحياء ويقلل من الحياء وذكرت لكم قبل أيام أن من الحقائق الثابتة الآن كان في الماضي المرأة وشاهدنا نحن ما أقول نتحدث عن نساء السلف أتحدث عن نساء شاهدناهن قبل أربعين سنة إذا مر الرجل في الشارع والمرأة تمشي لصقت بالجدار حتى يعبر الرجال. اليوم رأينا وشاهدنا بعض الشباب وبعض الرجال الصالحين إذا مرت بعض الفتيات هم يلصقون إلى الجدار حتى تعبر وهي ما تعبأ، هذه حالة موجودة في الأسواق وفي غيرها فهنا يأتي الحديث عن هذا الموضوع وأسأل الله أن يوفق ويعين على الإشارة إليه أولاً أقول أيها الإخوة أفتح بحديث النبي صلى الله عليه وسلم "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته" وقبل ذلك قوله جل وعلا: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم "ما من أحد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة" الحديث الأول متفق عليه وهذا الحديث صحيح.
وقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم من رزق بالبنات فقال: "من ابتلي من هذه البنات بشيء وأحسن إليهن كن له ستراً من النار" متفق عليه. وقال صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الوارد عند مسلم: "من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه" إذن البنات بعض الناس إذا جاءه بنات يتضايق ورد فيهن من الأجر ما لم يرد في الأولاد وكذلك في سورة النحل (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) (النحل:58، 59) وكذلك قرأ بعد ذلك (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ) (الزخرف:17) لماذا؟ السبب في ذلك ليس أنهم لا يريدون البنات لا… هم يحبون البنات لكن خوفاً من العار وهم مشركون ويعبدون الأصنام ويشربون الخمر ويقعون في الفواحش ومع ذلك خوفاً من العار يقتلون البنات (وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ) (التكوير:8، 9) كانوا يقتلون البنات خوفاً من العار وهم مشركون فكيف الآن وكثير من أبناء المسلمين أو رجال المسلمين يفاجأ بمشكلات لا يعلمها إلا الله بسبب تفريطهم وإهمالهم فأقول البنت تحتاج عناية وتربية وفيها من الأجر إذا كانت اثنتين "من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه" أنا أعرف بعض الإخوان عنده تسع بنات وليس عنده ولد، تسع بنات هنيئاً له إذا قام بحقوق الله جل وعلا وحقوق هؤلاء البنات فإذن من الحكمة والله سبحانه وتعالى (يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) (الشورى:49، 50) لأنه عليم حكيم سبحانه وتعالى، فمن عنده بنت واحدة أو اثنتين أو أكثر، هذا الحديث يخصه وهو يخصنا جميعاً أريد أيضاً أوضح أيها الإخوة أن البنت بطبعها سريعة التأثير والتأثر، البنت عاطفية، المرأة عموماً عاطفية ولكن البنت بصفة أخص عاطفية؛ ولذلك معروف الآن أن الأب يتأثر أحياناً أو الأم بالبنت أكثر مما يتأثر بالأولاد قد يطلب منه الأولاد مطالب ويرفض لكن تأتي البنت وتطلب منه فيتأثر بها لأنها ضعيفة وعاطفية، إذن كون البنت نفسياً عاطفية لا بد أن ننتبه له في أسلوب التربية فهي سريعة التأثر والتأثير، من هنا فتتأثر بصويحباتها.. بصديقاتها.. بزميلاتها.. بأقاربها. بعض الإخوان يقول ابنتي أربيها عشر سنوات أنا وأمها على منهج وتذهب لزيارة بعض الأقارب مرة أو مرتين فتتأثر ببنتهم فنجلس أياماً أو أشهراً نعيد ما أفسدته تلك البنت أو أثرت في ابنتهم فطبيعة البنت سريعة التأثر والتأثير فكيف الآن وآلات اللهو والفساد وغيرها أمام الناس هنا يظهر غياب الأبوين.

الرابع عشر: مشكلات تواجه البنات:
في دراسة أجريت في جامعة الملك سعود على البنات أثبتت 70% من طالبات جامعة الملك سعود أنهن ممن شاركن بالاستفتاء أنهن يعانين من الفراغ العاطفي، البنت تقول ما أجد من أشكو له، تكون الأم ربما ما تجلس مع ابنتها وخاصة مع فارق التعليم أحياناً تكون الأم غير متعلمة وتجد بينها وبين بنتها حاجزاً، قد تعلمها الطبخ والغسيل أو غير ذلك، لكن البنت تحتاج من يعالج الفراغ العاطفي لديها وتجد الأب غالباً لا يجلس مع ابنته، أقول غالباً وأنا أتحدث عن الحالات الغالبة لا يجلس مع ابنته، يا ابنتي تعالي مم تشكين يكتب لها رسالة يطلب منها رسالة، فالفراغ العاطفي هذا يعانى منه حتى إنه أجريت دراسة أخرى أيضاً وذكر أن عدداً من الطالبات نسبة كبيرة جداً أنها تتمنى أن تجد من تفصح له بمشكلاتها وهمومها وخاصة أن البنت بالنسبة للولد أقل في الخروج فتكثر لديها الهموم والمشكلات فتحتاج من تفرغ له ولذلك إذا وجدت البنت صديقة لها أو زميلة بدأت تفرغ بل أقول لكم واسألوا الهيئات عن ذلك أسأل الله أن لا نحتاج إلى هذا لكن من باب التعلم والاستفادة والاحتياط تبدأ تشكو لأصدقائها أحياناً وخاصة أن شياطين الإنس والجن يصطادون بناتنا بطريقة خبيثة جداً بوسائل متعددة خاصة بوجود الهاتف والجوال وغير ذلك بل والإنترنت يؤدي دوراً، وسأشير إليه بعد قليل. البنت عندها جوانب عاطفية، هموم تحتاج من تفرغ له، أولى من تفرغ له هي أمها فإن لم يتمكن فأبوها أو الإثنين لا مانع أن نجلس ليس من الحياء أن تجلس مع ابنتك وتقول يا ابنتي بماذا تشكين بماذا تحسين إذا كنت تجد منها حرجاً اكتب لها رسالة ودعها تكتب لك رسالة قد تستحي البنت أن تبدي همومها وشجونها خاصة الشؤون العاطفية، هذا الجانب العاطفي إذا تراكم عند البنت يؤدي للانفجار ويؤدي لوسيلة لاصطياد أهل السوء، والتأثر بالكتب التي تقرأ وغير ذلك جانب آخر موضوع الرقابة أيها الإخوة أكرر ما قلته في الأولاد فرق بين الرقابة مطلوبة، ولأننا في غفلة أعطيكم مثال يحدثني أحد الإخوة قبل سنوات هذا الكلام قبل أكثر من خمسة عشر سنة فكيف اليوم، يقول: دخلت على أختي أسلم عليها وهي أسرة صالحة وهو رجل فاضل ولا أزكي على الله يقول قلت لها أين فلانة ابنة أخته في المتوسطة قالت: البنت في غرفتها تذاكر والأم تشتغل في البيت تنظف البيت قلت أريد أن أسلم عليها قالت انظرها في غرفتها يقول فتحت الباب فإذا البنت معها كتاب تقرأ فيه لما رأتني فجأة بحركة لاحظت أنها غريبة أبعدت الكتاب يقول قامت وسلمت علي قلت ممكن أشوف الكتاب هذا قالت لا أذاكر قلت لا أريد أن أرى الكتاب هذا قالت لا كتابي أذاكر قلت لا بد تعطيني إياه "خالها" فأخذت الكتاب فإذا هو "كيف تكسبين الأصدقاء" كتاب خبيث بدأ يعلم البنت كيف تكسب الأصدقاء كيف تأخذ الرقم كيف تتصل بالهاتف كيف.. كيف تطلع للسوق كيف تفعل ابنة من أسرة طيبة. الأم تقول ابنتي تذاكر ما شاء الله في الغرفة على نياتها وعلى طيبتها و عندنا غفلة حقيقة في هذا الجانب ما أريد يا إخوان أزعجكم بأمثلة لكن الأمثلة هي التي توقظنا، ثبت لدي لولا أنها تكررت القصة ما ذكرتها لكم من أكثر من أب والله إنهم من الصالحين، واحد منهم يقول سبع سنوات ما فاتتني الصلاة وواحد منهم من الدعاة إذا نام الأهل تنزل البنت والأهل نائمون إما في الهاتف أو غير ذلك أو تقرأ أو تشاهد الفيديو أو تشاهد فيلم أو غير ذلك غفلة نحن في غفلة في طيبة زائدة لا تتساهلوا يا إخوان.. سبحان الله.. الواحد لو عنده رأس من الغنم ما يهملها حتى يسلمها للراعي لا يتركها في الشارع فكيف يهمل الأولاد يهمل والبنات والبنت أشد.
فيا أحبتي الكرام لا أريد أن أكثر من هذه الأمثلة لأنها حساسة وشديدة لكن أقول لا نزال في غفلة وقبل فقط فترة قريبة جداً زرت هيئة الروضة وذكروا لي حقائق مذهلة فنحن في تساهل أنا ما أقول نتهم بناتنا لا والله أعوذ بالله "من اتهم الناس فهو أفسدهم ومن قال هلك الناس فهو أهلكهم" في حديث صحيح. أنا ما أدعو لهذا لكن مرة أخرى الانتباه.. اليقظة خذوا حذركم، الله سبحانه وتعالى أمر أخذ الحذر من العدو في مواضع عدة من القرآن كذلك كما تعلمون الشوارع تعج بالشباب هداهم الله وأصلحهم الله متفرغون لهذا الأمر لإيذاء النساء.. لإيذاء الرجال وإيذاء المارة والمتسوقين فلا بد أن نحصن ونحفظ بناتنا عن هذا الأمر. إذن هذا جانب مهم في الموضوع ذكرت مجلة "حياة" وهي مجلة فيما أعرف عنها فيها خير أنه يوجد حالات الاكتئاب هذا رقم معي أمامي بدراسة أعدت من النساء في المجتمع السعودي أكثر من 50.000 حالة اكتئاب خاصة في النساء بسبب الفراغ العاطفي والإشكالات الموجودة عند البنات وما يقرأن وما يشاهدن مع غفلة آبائهن وتأخر سن الزواج مما أشير إليه هنا فأقول أيها الإخوة موضوع أنا ذكرت وجهاً وسأذكر إن شاء الله العلاج بعد قليل وإن كان هذا من العلاج أن لا نغفل عن بناتنا ومن أخطر ما يقع فيه الكثير وهذا مع كل أسف أصبح موضوع الدشوش وموضوع الإنترنت وموضوع الهاتف الجوال الهاتف وأخص منه هاتف الجوال وأسوأ منه هاتف البطاقة وكل هذه بأرقام، الدشوش أحدثت فساداً بمجتمعنا وقد تحدثت عن هذا قبل أكثر من عشر سنوات في كتاب وشريط موجود عن البث المباشر وما قلته صار شيئاً يسيراً مما وقع والله المستعان الآن الإنترنت في أرقام وإحصائيات من الفساد الذي يحدث في الإنترنت وخاصة الأب والأم يقول ابنتي عند الإنترنت وقد تكون البنت ذكية ويكون جاهز موقع إسلامي لو دخل عليها أبوها فجأة مجرد تلمس زر يطلع الموقع ولكن قد ترى أشياء أخرى، أنا ما أقول كل البنات يفعلن ذلك لكن أقول موجود وثابت ودراسات ويستطيع الأب الذكي لأن طبيعة الأجهزة تخزن ما رؤي فيه أن يعرف ماذا ترى ابنته فترون عجباً في هذا الأمر وإن شاء الله أرى أن لا تروا ذلك وأن لا تشاهدوا ذلك وأن لا تكون بناتنا يفعلن ذلك لكن لا نتساهل في موضوع الإنترنت.

الخامس عشر: الإهمال والنتائج المؤلمة:
موضوع الهاتف وبالذات الجوال وأسوأ منه البطاقة حتى أمس ذكرني أحد الإخوان أنه ثبت أن بعض البنات يكون معها أربع جوالات، خمس جوالات.. البنت الواحدة خمس جوالات من جوالات البطاقة مما يدل على أنه هناك مشكلة.. لماذا البنت معها خمسة جوالات؟ والعجيب يقول ثبت لي أن هذه الجوالات ليست لها بل مهداة لها من صديقاتها ومن أصدقائها والأب غافل وكل صديق تجد له هاتف. فموجود هذا الأمر ولذلك أعطيكم مثالاً اللهم احفظ بناتنا وبناتكم وأصلح أحوالنا وأحوالكم.. بيت من البيوت ما عندهم تلفزيون لكن عندهم سائق وعنده غرفة وعنده تلفزيون هذا قبل الدش فوجئوا بأحد البنتين حامل والأخرى فضت بكارتها لماذا؟ لأنهن إذا نام أهلهن ذهبت إلى الملحق ينظرن إلى التلفزيون هذا التلفزيون والبيت ما يوجد به تلفزيون قالوا هذا سائق من برا قد يكون كافراً .. الله المستعان.
أشباه المسلمين وعنده تلفزيون، البنات إذا نام الأهل واطمأنوا على نوم الأهل ذهبت إلى السائق فاكتشفوا واحدة حامل والأخرى فضت بكارتها، الله يحفظنا وإياكم إذا كان هذا البيت لم يدخل به تلفزيون وحدث فقط لأن السائق عنده تلفزيون كيف الآن من عندهم الدشوش في داخل بيوتهم وأقرأ عليكم هذه القصيدة كتبتها إحدى البنات لأبيها تشكو حالتها بعد أن جلب أبوها الدشوش وترك البنات عند الدشوش ينظرن ويشاهدن، ماذا حدث؟ حدث لهذه البنت ما يحدث لكثير من البنات في هذا الواقع فكتبت هذه القصيدة أقرأ وهي معبرة ومؤثرة وتشكو حالاً وتعبر عن حال كثير ممن وقع في هذا البلاء وأدخل الدشوش على بناته وزوجاته وأهله، تقول له وقد فضت بكارتها وذهبت عذريتها ثم جاء أبوها يلومها لما اكتشف أنه قد فضت بكارتها يلومها ويعتب عليها ويؤنبها وقد يكون ضربها ويحملها المسؤولية فإذا هي تصف حالتها وحالة أبيها بهذه الأبيات تقول:

كفى لوماً أبي أنت الملام
كفاك فلم يعد يجدي الكلام
بأي مواجع الآلالم أشكو
أبي من أين يسعفني الكلام
عفافي يشتكي وينوح طهري
ويغضي الطرف بالألم احتشام
سهام العهر تغرس في عفافي
وما أدراك ما تلك السهام
أنا العذراء يا أبتاه أمست
على الأرجاس يبصرها الكرام
أبي من سيقبلني فتاة
لها في أعين الناس اتهام
جراح الجسم تلتئم اصطبارا
وما للعرض إن جرح التئام
أبي هذا عفافي لا تلمني
فمن كفيك دنسه الحرام
ذرعت بدارنا أطباق فسق
جناها يا أبي سم وسام
أبي حطمتني وأتيت تبكي
على الأنقاض ما هذا الحطام
تخاصمني على أنقاض طهري
وفيك اليوم لو تدري الخصام
زرعت الشوك في دربي فأمسى
دم الأقدام وانهد القوام
(ذنبك) لا أبرئ منه نفسي
ولست بكل ما تجني ألام
أبي هذا العتاب وهذا قلبي
يؤرقه بآلامي السقام
ندمت ندامة لو وزعوها
على ضلال قومي لاستقاموا
كفا لوماً أبي أنت الملام
كفاك فلم يعد يجدي الكلام

يا أحبتي الكرام انتبهوا لهذه القضية: الدشوش، التلفزيون، الأفلام، الهاتف، المجلات الخليعة، الرسائل. أجريت في مدرسة ثانوية في إحدى المناطق لن أسميها… قام مدير التعليم جزاه الله خيراً بالاتفاق مع الموجهات بتفتيش مدرسة ثانوية وجدوا نسبة كبرى في كل حقيبة طالبة مصائب صور، رسائل، بلاء، في دولة مجاورة من دول الخليج لن أسميها يحدثني المشايخ: أجريت دراسة في عدد من ثانوية ذات البلد، والله يقول وجدوا في بعض الثانويات نسبة فض البكارة 100% وبعضها 90% وأقلها 80% في بلاد مجاورة ليس في بلادنا بلد مفتوح وبلد سياحي في الثانويات يقول أجريت دراسة في هذه الثانويات. لا تتساهلوا أحبتي الكرام حذاري حذاري استيقظوا انتبهوا إذن نبدأ خطوة خطوة، أول ما نبدأ بتربية الأولاد والبنات من الصغر على تقوى الله جل وعلا في اللباس ما تلبسه البنت وهي صغيرة ستلبسه كبيرة لأن الأساس قاعدة في البنت الحياء كلما نقص الحياء ذهبت حياتها، والحياء لا يأتي إلا بخير، بعض الآباء يتساهل مع البنت في لباسها تبلغ السابعة، الثامنة العاشرة حتى يحدثني أحد الرجال توفي رحمه الله يقول ذهبت لمستوصف قريب في منطقة قريبة منا فجاء رجل ودخلت معه ابنته يقول عمرها قرابة 12 سنة يقول والله نصف كفيها والثوب إلى قرب الركبتين يقول والناس في المستوصف يدهشون وينظرون إليه فأخذته وقلت يا أخي الكريم ألا تغار على ابنتك قال إيش فيها هذي بنت صغيرة ما بلغت قلت سبحان الله العظيم 12 سنة ما بلغت عائشة تزوجت رضي الله عنها وعمرها 9 سنوات. الشافعي رحمه الله يقول رأيت جدة، جدة عمرها 21 سنة وليست أماً، أمّا الأم موجودة عندنا عمرها 21 سنة، وهذا صحيح حسب وجد أنه صحيح تزوجت وعمرها 9سنوات فتأتيها بنت عمرها 9 سنوات تتزوج بنتها 9 سنوات 10 سنوات فتأتيها بنت فتصبح 21 سنة جدة أو أقل من ذلك هذا يقول 12 سنة صغيرة. فالتساهل في هذا الجانب..خطير.
السادس عشر: جوانب مضيئة:
ابدأوا بتربية البنت من الصغر أقول لكم في جوانب مضيئه اليوم حدثني أحد الإخوة أسال الله أن يثبتنا ويصلح أبناءنا وأبناءكم وبناتنا وبناتكم يقول عندي بنات صغيرات عودتهن أمهن بارك الله فيها أنها توقظهن للصلاة وبالذات لصلاة الفجر يقول يوماً من الأيام جئنا من السفر قبيل الآذان فيقول نام البنات وصلينا فقالت الأم أوقظ البنات فقلت لا البنات صغار واحدة 10 سنوات والأخرى 8 سنوات أسال الله أن يصلحهن أجمعين وبناتنا وبناتكم. يقول: لم يستيقظ البنات إلا في الضحى يقول قامت الكبيرة وعمرها 10 سنوات فتوضأت وصلت، الصغيرة جلست تبكي لماذا لم توقظوني للصلاة؟… يا ابنتي أنت مسافرة قالت أبداً أنتم تقولون إن من لم يصلِّ الفجر يغضب الله عليه إن الله غضبان عليّ. يقول تبكي يقول والله ما هدأتها إلا بعد أن ذهبت واشتريت لها هدية ووعدتها بأن نوقظها في كل صلاة عمرها 8 سنوات ممكن التربية الصالحة الهادئة تصلح البنت في إستجابة من البنات الآن يا إخوان من يلتحق بجماعة تحفيظ القرآن من النساء في الرياض أبشركم أكثر من 200 دار وأكثر من 40.000 امرأة وفتاة في منطقة الرياض فقط هذا خير عظيم قبل 20 سنة ما كنا نعرف إلا بيوتات محدودة يمكن بعض البنات عندهن حلقات تحفيظ القرآن. الآن أكثر من 200 دار لتحفيظ القرآن في الرياض في المساء والملتحقات بهن قرابة أكثر من 40.000 امرأة فالخير موجود والبنات الصالحات موجودات، هناك داعيات الآن أصبحن مشهورات دعاة. اطلعت قبل أيام على جدول محاضرات للنساء كلهن من خيار النساء والحمد لله هؤلاء تربين تربية صالحة فنبدأ بالتربية من الصغر لا تتساهلوا وأبشروا ستجدون الخير من البنات والرجال والنساء أنا أتكلم عن التساهل عن التفريط عن إهمال البنات مع السائقين في الأسواق أو في المدارس أو غير ذلك مدرسات الآن يتصلن بي يذهبن يدرسن مسافة 150 كيلوا متراً يومياً أقول معكِ محرم تقول لا ..مع السائق. سبحان الله أولاً لا يجوز هذا شرعاً فيه مخالفة شرعية توقع في هذا البلاء قأقول يوجد أخيار ويوجد خيرات داعيات الآن ما شاء الله دكاترة في الجامعات نساء من العلم والله يفقن الرجال في علمهن وفضلهن وقوتهن. هذا مجال طيب فأدبوا بناتكم، كم يفرح الواحد منا إذا وجد أخته أو ابنته داعية وطالبة علم ومتوجهة للخير. أمس يذكرون لي الإخوان عن التبرعات التي جمعت البارحة أسأل الله أن يبارك في أموالكم وفي أهلكم يذكرون ما جاء من تبرع لفت نظره كثرة التبرع بالذهب من النساء غير الأموال، الخير موجود وعنصر الخير موجود والأصل في بناتنا ونسائنا هو الخير، والشر طارئ لكن تساهلنا، تفريطنا، إدخال آلات اللهو هذه الوسائل هي التي أحدثت ما أتحدث عنه وإلا فهذا الأصل في بناتنا وأمهاتنا ورجال ونساء والأصل في المسلم هو الفطرة وحسن الفطرة فاحفظوا هذا الجانب إذن ابدأوا بتربية بناتكم من الصغر لا تتساهلوا. ثانياً املأ الفراغ، البنت غالباً في البيت إلا للمدرسة أو لغيرها املأ فراغها يوجد وسائل والحمد لله وسائل كثيرة جماعات تحفيظ القرآن في المساء، الكتب الطيبة، الأشرطة حتى بعض الأفلام التي عرفت بالتزامها بالجملة لا مانع أن تأتي بها درءاً للمفسدة لا معناها أن تغلق على البنت الغرفة أو فقط تريدها في المطبخ أو في الكنس أو تنام ما تستطيع لا بد أن نعبئ الفراغ لديها فإذا كانت تدرس في الصباح وتعرف أين تذهب وصديقاتها في المدرسة تسألها أمها وتسأل مديرة المدرسة، بعض الأمهات ما تذهب إلى المدرسة فلا تسأل المديرة ولا تسأل المدرسة، لماذا لا تأخذ الأم تلفون بعض المدرسات وتسأل عن ابنتها ومع من تجلس في الفسحة وفي الفصل تتفقد ابنتها ثم تختار لها الصديقات الطيبات يزرنها يتصلن بها لا مانع المهم أن تملأ فراغ البنت بالكامل ما بين دراسة وعمل في البيت وبين قراءة ومذاكرة وزيارة أقارب في آخر الأسبوع وفي العطل نملأ البرنامج بهذا تستقيم البنت تذهب بها إلى المحاضرات محاضرة أقيمت في مدارس الرواد قبل شهرين حضرها أكثر من 10.000 امرأة، لأن المرأة حتى تذهب للمحاضرة معاناة تحتاج إلى زوجها أو ابنها أو سائق ومعهم أيضاً من لا يخلوا بها لأنه إذا لم تجد الخلوة فلا إشكال نحن نقول إذا اجتمعت مجموعة من النساء مع سائق داخل المدينة فلا حرج في ذلك، أنا أقول الخطر من الخلوة مع ذلك وبعد يومين كنت أتحدث مع إحدى قريباتي قالت إنني حضرت المحاضرة في مدراس الرواد فقلت: (طبعاً أقامتها جماعة تحفيظ القرآن) هل صحيح أن الحضور 10.000 قالت والله ما أدري لكن جئت أنا وأمي قبل المغرب بساعة أخذنا الرقم رقمنا 7000 قلت خلاص انتهينا ما دام رقمكم 7000 قبل المغرب بساعة يمكن العدد أكثر من 10.000 أصبح عددها فأقول عنصر الخير موجود والتربية موجودة أنا أتكلم عن الغفلة والبعد وإلا فالعنصر في المرأة عاطفية وطيبة وسريعة الاستجابة فركزوا على هذا حفظكم الله.

السابع عشر: العنوسة ظاهرة لها أسبابها:
أيضاً مما أشير إليه موضوع الزواج أيها الإخوة الآن ظاهرة عندنا وهي ظاهرة العنوسة، هذا موضوع يحتاج إلى تفصيل ليس هذا مكانه لكن فيه خلل عندنا من منكم يعرض ابنته على أجر… أعوذ بالله أعرض ابنتي، هذا عندنا مع كل أسف لما لا تعرض ابنتك؟ عمر رضي تعالى عنه عرض ابنته على عثمان وأبي بكر "حفصة" وكلهم يعتذر لأنهم يعرفون أن النبي صلى الله عليه وسلم سيأخذها "حفصة" نعم فكانوا يعرضون بناتهم بل امرأة جاءت أمام الصحابة تعرض نفسها وما قيل لها أنتِ لا تستحين تعرضين نفسك فعرضت نفسها فقلب النبي صلى الله عليه وسلم فيها النظر وصوب فيها النظر وصعده ثم أطرق يعني لا حاجة له بها فقام أحد الصحابة وقال يا رسول الله إن لم يكن لك بها حاجة فزوجنيها فجاء الحديث الطويل المليء بالأحكام الشرعية وفي المهر، عجيب حياة بسيطة ثم زوجه النبي صلى الله عليه وسلم في نهاية المطاف زوجه هذه المرأة على آيات من القرآن على أن يعلمها آيات من القرآن، الشاهد هنا ما قاله لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أو الصحابة ألا تستحين وتعرضين نفسك وهي امرأة تعرض نفسها، أنا أقول لا تعرض ابنتك نفسها، لكن أنا أقول ابحث عن زوج لابنتك أنا أسمع بعض الآباء الآن يقول والله مستعد آتي له بالبيت إذن يا أخي الكريم أنت اختر الشاب الذي يناسبك وكم من الشباب الذي يتمنى مثل هؤلاء البنات واعرض عليه بأسلوب مناسب وإذا تستحي أن تعرض أنت مباشرة أدخل وسيط يعرض وسهل عليه المهر سهل عليه التكاليف.
إذن تكون أنت اخترت لابنتك الزوج المناسب إذا ما وافق الأول يوافق الثاني، الثالث، أو الرابع خاصة أن بلادنا والحمد لله فيها من الشباب الطيبين المستقيمين الأخيار الكثير لا تنظر إلى جانب الدنيا انظر إلى جانب إيمانه واستقامته وعقله ورزانته وهيئ لهم الظروف التي تساعدهم حتى تسعد ابنتك وإذا سعدت ابنتك ستسعد أنت بإذن الله وأركز على هذه النقطة لأن بعض الآباء وجدت بناتهم بلغن 30 سنة الآن، قال: ما أحد جانا، يمكن ما أحد يعرفكم يا أخي قدم بناتك بطريقة معينة ابحث من يقدم بناتكم أسأل عن ابنته أجدها ملتزمة طالبة علم لكن ما تُعرف. فقدم ابنتك هكذا يكون التفاعل ليس فقط من يُخطب البنت أُخطب الرجل وهذا موجود في عهد الصحابة والتابعين وعهد السلف سعيد ابن المسيب رضي الله تعالى عنه بلغه أن أحد تلاميذه تخلف عن الدرس فقال لماذا؟ قالوا ماتت امرأته، قال متى توفيت؟ قال: اليوم فأخذ ابنته معه وأخذ معه شهود وطرق الباب وقال: بلغنا أن زوجتك قد توفيت ولا أريد أن تبيت هذه الليلة أعزب فعقد له عليها وأدخلها عليه ورجع. ما أراد تلميذه أن يبيت ليلة أعزب وهو من تلاميذه النجباء ما الذي وفق في هذا سعيد قبل الطالب أن ابنته اختار من طلاب سعيد ابن المسيب رضي الله تعالى عنه ما يمنع يا إخوان، يجب أن نكسر بعض الحواجز التي لا أصل لها من الشرع ليس كل العادات سليمة بعض العادات طيبة ويحسن الالتزام بها وبعض العادات سيئة يجب أن نتخلص منها فاعرض ابنتك اذكرها إذا كنت تقول إنه يصعب عليك هذا الأمر فأدخل واسطة من أقاربك من زملائك قل عندي بنات أبحث لهن عن طيبين قضية المهر لا أهتم بها دخل علي قبل أيام شخص طرق الباب وقال أنا صليت معك الفجر ولم أجدك المقصود دخل معي في موضوع وقال أنا خطبنا شخص وكان المهر عنده قليل يقول أنا المادة عندي ضعيفة فإذا ذهبت واشتريت سيارة بالتقسيط وراتبه يا إخوان 3500 أسأل الله أن يبارك له في ماله وراتبه أو 3700 معه شهادة أعرف الرجل أنا شخصياً من عائلة من أسرة كريمة لكن ظروفه المادية صعبة قال لما جاء الولد ونحن الذين اشتريناه لبنتنا وكان مهره قليل جداً لا يستطيع أن يكمل فذهبت واشتريت سيارة بالتقسيط وبعتها بعد ذلك وهي عملية التوريق المعروفة من أجل أن أكمل مهر ابنتي مع أنه فقير لكن يقول أبشرك والله في سعادة تهون الدنيا عندها وهو فقير فكيف نحن والحمد لله وكثير من أغنياء مستعد يزوج ابنته ويدفع المهر وزيادة فاخطبوا لبناتكم الرجال الصالحين وخاصة أنه يوجد من حفاظ كتاب الله من الشباب هؤلاء الذين لا يستطيعون أن يتزوجوا، ظروفهم صعبة، خففوا على الناس المهر خففوا التكاليف لا داعي للمباهاة في الزوجات وفي الحفلات، أثقلنا على الكثيرين قصر زواج حضرته، إيجار القصر بلغ 70.000 فسألت أخا البنت، والدها متوفى، قلت: هل صحيح إيجار القصر 70.000 قال لا كذب قلت: والله بلغني، قال: 90.000 والله يا إخوان 90.000 قلت: ما تتقون الله إذا كان إيجار القصر 90.000 وأسرة عادية ليست من كبار الأسر طاعة النساء في هذا الأمر مشكلة اطلعت على حفل منذ أيام قصر أقل تكلفة 100.000 00.000 00.000 أقل درجة 100.000 ونفس القضية حدثت أسر عادية، طيب سبحان الله إخواننا يموتون جوعاً وتريد أن يبارك الله في هذا الزواج بكم تزوج النبي صلى الله عليه وسلم؟، على 13 أوقية وإيش كما في حديث عائشة رضي الله عنها. فاطمة، من هي فاطمة في مكانها ومقامها في الدنيا والآخرة يقول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي أعطها مهراً، قال: ما عندي مهر. قال: أين درعك الحطمية. درع… مهر لفاطمة، سهلوا الزواج على البنات سهلوا المهر على الناس اخطبوا لبناتكم من ترضون دينه وخلقه وأمانته وعقيدته ومجتمعه وسلوكه وأخلاقه حتى تسعدوا أيضاً لأني سأختصر على وشك النهاية إن شاء الله.

الثامن عشر: تفقيه البنات:
مما أشير إليه هنا لا بد من تفصيل علاقة الأم بالبنت قلت لكم بعض الأمهات هداهن الله تقتصر علاقتها مع بنتها في الأمور العامة ومن أهم ما أنبه الأم والأب لقضية تعليم البنت الأحكام اكتشفت أن بعض البنات بعد أن تزوجن جاء زوجها يسأل عن أحكام في العادة في الحيض قلت سبحان الله الآن ما جاءت العادة إلا بعد ما تزوجتها قال لا عمرها 20سنة تقريباً طيب كيف، قال: أبداً أهلها لا يكلمونها في هذا الموضوع لم يعلموها. أحياناً تكون عليها العادة وتصلي عليها العادة وتحج معهم وتعتمر. هناك أحكام شرعية تتعلق بالبنت يجب أن تعنى الأم بدرجة أخص بتعليم ابنتها خاصة أن كثيراً من نسائنا متعلمات وكذلك الأب أن يركز على الأم ويضع درساً ممكن إذا لم يرد أن يحرج البنت يضع درساً للأولاد أو للبنات إذا كان عنده أكثر من بنت ويلقي درساً عليهن فيما يخصهن، أيضاً ما أركز عليه موضوع الحجاب يا إخوان وأضرب لكم مثال أعجبني ذكره أحد الإخوة منذ يومين في موضوع الحجاب، الآن عندنا مشكلة وبدأت مظاهر الحجاب ما كانت موجودة لكن فيه مُدرسة ما شاء الله أسأل الله أن يبارك فيها عملت طريقة جميلة مع طالباتها جاءت بحلويات بعضها مغلف وبعضها غير مغلف قالت للطالبات اخترن، كل واحدة تختار فأغلب الطالبات إن لم يكن كلهن أخذن الحلوى المغلفة وتركن الحلوى المفتوحة، هي فكت بعض الحلويات وجعلتها مفتوحة فلما انتهين، لماذا أخذت الحلوى ذات الغلاف… قالوا الآن الحلوى التي بدون غلاف ربما أصابها الغبار قد يكون فيها مرض. قالت كذلك الفتاة التي تغطي وجهها لها مكانة محفوظة عن أنظر السراق بينما التي فتحت وجهها أو متساهلة في الحجاب ينظر لها من هب ودب مثل هذه الحلوى إذا كانت حلاوة لم تأخذنها وأخذتن المغلفة فكيف تكون البنت.. فقدمت صورة الحجاب بشكل جميل. الآن بعض الحجاب من بعض النساء هداهن الله لو تفتش وجهها أفضل من الواقع في قضية البرقع الذي نشأ وتخفيف الحجاب فتنة عظيمة جداً فلا بد من التفهم والإيضاح للبنات وللأمهات في هذا الموضوع، والخطأ في فهم بعض الفتاوى في موضوع النقاب تفهم خطأ أيضاً ما أشير إليه موضوع الزينة وقد كثر التساؤل ما أريد أن أُفصل لكن سأضع لكم قاعدة. ما هي ضوابط الزينة واللباس، الضوابط كالآتي أذكر لكم أبرز الضوابط ليس على سبيل الحصر لأن الوقت كان ضيقاً، أولاً: أن يكون اللباس ساتراً أن لا يكون فيه تشبه بالعدو وما أكثر التشبه الآن، أن تكون الزينة ظاهراً أو باطناً في ضوء ما حددته آية النور (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن) هذه الآية حددت حدود الزينة الظاهرة والباطنة ماذا يُرى من الزينة الظاهرة وماذا يرى من الزينة الباطنة ألا يكون اللباس مما ورد النص بتحريمه بعض الألبسة فيها نصوص بتحريمها إذا وجدت هذه الضوابط المشكلة بإذن الله وقبل النقطة الأخيرة أقول أيها الإخوة الآن عندنا مؤسسات أبشركم طيبة جمعيات نسائية الحمد لله جمعيات تحفيظ القرآن ساعدوها فعلوها الذي يستطيع منكم أن يشارك يلقي محاضرة أو درس فليفعل الأخت التي تستطيع أن تلقي محاضرة أو درساً فلتفعل، الذي لا يستطيع أن يدفع مساعدة لأنهم يعانون من نقص في ميزانياتهم لأنها قائمة على التبرعات لا تأخذ إعانات من جهات أخرى فدعموهم بجانب المال يحتاجون سيارات يحتاجون مدرسين يحتاجون مدرسات ففعّلوا هذه المؤسسات من أجل فعلاً أن يحل هذا الموضوع، هذا ما أقوله وأخيراً يا ليت أن يكون كل واحد منا في بيته إذا كانت لديه زوجته أو ابنته أعطاها الله شيئاً من العلم يكون فيه درس لأهل البيت أولاً وثانياً للأقارب والأسرة وثالثاً للجيران درس أسبوعي أو شهري على حسب الظروف والمناسبات وأنبه بالمناسبة في هذا الأمر شكا لي بعض الأزواج والآباء من تقصير زوجاتهم معهم بسبب انشغالها بالدروس والمحاضرات وهذا له وجهان. الحقيقة حق الزوج وحق الأب مقدم على هذه الأعمال يجب أن تقوم به وأن لا تقصر في حق زوجها وأبيها وبيتها بحجة أنها لا تذهب للدروس والمحاضرات وغير ذلك. والثاني: أدعو الآباء أن يتعاونوا مع الأمهات والزوجات إذا أكرمهم الله بأنهن مدرسات يتعاونوا معهن بمساعدتهن قبل العطلة ا لماضية جاءني أحد المشايخ يحمل شهادتين إحداهما شهادة شرعية وطالب علم معروف ومسؤول كبير مدير عام في إحدى الوزارات زوجته ما شاء الله أستاذة من أساتذة الجامعات طالبة علم قال إن زوجتي ستذهب تلقي محاضرات في العطلة في المنطقة الفلانية لا أريد أن أسميها منطقة من كبار مناطق المملكة عندها برنامج لمدة أسبوع أو أسبوعين وقد رتبت قلت له من سيذهب معها قال أنا السواق معها قال أنا السائق سأذهب معي أولادي ونأخذ شقة أجلس عند الأولاد وعند البنات وأذهب بها للمحاضرات وأرجع والله إنني أكبرته وأثنيت عليه ما قال أنا مسؤول وأحمل شهادتين وبعد الماجستير الآن ويحمل شهادتين إحداهما شهادة جامعية شرعية وطالب علم ما قال أنا أذهب بزوجتي ذهب بزوجته لمدة أسبوع أو أسبوعين وأخذ معه أولاده وهو الذي يوصلها إلى الدار ويرجع بها من الدار بدون سائق طالبة علم متمكنة معروفة.
فتعاونوا مع زوجاتكم مع بناتكم هذا واجب علينا جميعاً..
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
وصلى الله على محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛؛؛
__________________
|| أنــــــــــــآ كــدآ !! لــآ ضـــآقــت بي "الدنـــــــــــــيآآآ "
تجــــــيني حــــآألــة إستهـــبأأل ! ||
:lolz:
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مكتبة مرئيات للشيخ مشاري العفاسي : قرآن - أناشيد مصوره - أدعيه - العفاسي Tv ميروو1 خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 21 02-25-2009 10:27 AM
نبي الله سليمان عليه اسلم ساحرة الليالي نور الإسلام - 4 09-08-2008 06:35 AM
أكبر موسوعة تحتوي على أكبر عدد من المرئيات لفضيلة الشيخ محمد حسان : صدق أو لا تصدق : eng.way2alah خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 11 04-18-2008 07:58 AM
قراءات نادرة ماتريكس نور الإسلام - 13 03-31-2008 05:05 PM
انتقاالات الموسم الحالي في اوروبا وردة على الطريق أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 1 08-10-2007 05:03 PM


الساعة الآن 07:01 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011