عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #96  
قديم 12-13-2011, 07:20 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/29_01_14139096734029572.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



.. الجزء الثامن عشر


كلوديـا ..؟
قال بهدوء وكأنه يهمس .. هي في حاله سيئه جدا .. لم تستطع ان تفعل شيء سوى ان تبكي عندما فتح عينيه ..
يبدو انها من شدة الحماس اقتربت كثيرا منه اذ انها لمست ساقه المجروحه ..
اغمض عينيه بألم وقال – سـ..ـاقي ..
نظرت له وابتعدت بسرعه .. – اسفه ..
كانت تحاول ان تمسح دموعها وهي تتحدث معه .. بينما كان هـو يبدو مرهق جدا ..
لم تستطع ان توقف دموعها وهي تراه هكذا .. وكأنه يريد ان ينام .. هل اِصابته بليغه جدا ..
هل فقد دماً كثيرا .. رفع يده وامسك وجهها – توقفـي عن البكـاء .. لن امـوت بعد ..
لم تستفد من كلماته بشيء ..[ لـن اموت بعـد ] .. هل هو هكذا دائما .. حتى الموت لا يأبه له ..
البكاء لم يتـوقف فهذا كان امرا مستحيلا عند كلوديا .. ولكنها حاولت ان تتكلم – ماذا حدث .. ادوارد هل اتصل بالاسعـاف ..؟
ضحك عليها فشعرت ان هذا آآلمه اذ انه اغمض عينيه قليلا وقال – ايُ اسعـاف ستأتي لكِ الى هنـا .. ؟
صرخت بوجهه وهي تبكي عندما وجدته يتسلـى بالموقف – ماذا تنتظر اذن .. ماذا افعل .. قُل ..؟
_ كفي عن الصـراخ فحسـب ..
قال هذا وهو ينظر لها ومازال يمسك بوجههـا .. رمت يده وصرخت مجددا – ستمـوت .. الا تفهم .. لمَ لم تتصل باحد ..؟
_ هاتفي في البيت ..
كان يتحدث معهـا وكأن ساقه مخدوشـه .. نظرت للدم الذي مازل يسيل منها فرفـع وجهها له عندما رآها خائفه ..
_ توقفـي عن النظر لهـا ..
شعر بأرتجاف اوصالها فقال – اتصـلي بآمون .. ولكن اطلبي منه ان لا يخبرهـم ..
كان يتحدث بهدوء وكأنه مُخدر .. يغمض عينيه قليلا ليرتاح ويعاود الحديث بعدهـا .. تعثرت وهي تشعر بساقاها وقد
تجمدتـا من الجلوس على الثلج .. اخرجت الهاتف من معطفهـا بسرعه وبدت تحاول مسح دموعهـا كي ترى الاسماء ..
كـان هو يراقب كل خطواتهـا .. رفعت عينيها له وهي تضع الهاتف على اذنهـا تنتظر من آمون ان يجيب ..
اغمض عينيه مجددا بقوه فعرفـت ان الألم بدى يزداد عليه .. كانت تحاول ان لا تنظر لساقه ولكنها لم تستطع سوى ان
تختلس النضر بين الحين والاخر ..
اخيرا اجـاب آمون على الهاتـف .. – مرحبا كلوديا ..
قبل ان يستطيع اكمال حديثه انهـالت عليه بدون ان ترتب ماتريد قوله حتى – امون تعال .. ارجوك ادوارد ليس بخير ..
يجب ان تُسـرع ..
كانت تتحدث بسرعه وهي تنظر لأدوارد الذي اغمض عينيه ولكنه لم يكن ينام او شيء من هذا ..بل امتدت يد ادوارد
ليخطف الهاتف منهـا بعد ان عرف انها لن تصل لشيء هكذا ..
_ نعم امون .. انه انا ..
_ ادوارد .. ماذا هناك مابهـا كلوديـا ...؟
كان امون يبدو خائفا .. صمت ادوارد قليلا قبل ان يعاود الحديث وهو يبتسم بسخريه – لا شيء .. هي بخير انا فقط اصبت في ساقي بجرح ..
_ جرح ..؟ اين انتـم ..؟ ماذا حدث ..؟
اغمض ادوارد عينيه بقوه وتحدث – نحن قرب منزلي .. احضر كيفن وتعـال ..
قبل ان يقول آمون شيء اكمل – صحيح .. لا تخبر احد ولا تحضر احد معك ..
_ ادوارد ما..
قاطعه – اسمع .. سأنتظرك في منزلي لا تتاخر ..
_ حسنا .. سآتي حالا ..
منزلي ..؟ فكرت كلوديا قليلا اي منزل يقصد ..؟ ولكن بالطبع منزله الذي على الشجره فهو الذي هم الان بقربه ..
عينيها كانت على ساقه المجروحه وهي لا تعرف كيف تمنع النزيف هذا ..
_ خذي ..
قال لها وقد بدأ يتألم .. اخذت هاتفها وهي تنظر له وقلبها يكاد ينفطر على حاله .. كيف يتحمل هذا الالم ..؟
كان يلف وشـاح اسود حول عنقـه .. فكرت بسرعه انه ربمـا سيساعد ان ربطته حول ساقه ..
_ اعطنـي هذا الوشـاح ..
نظر لها وكأن طلبها ليس في محله .. لقد كان يشعر بالألم ولم يكن الوقت مناسب ليبدا بتحريك جسده ..
لم يقل شيء وكذلك لم يتحرك .. وقفت واقتربت منه .. امسكت برأسه وحركته قليلا للأمام .. لم يساعدها
رغم انها تعرف انه كان يستطيع ان يفعل ذلك بسهوله .. سحبت الوشـاح واستدارت نحو ساقه ..
_ ماذا ... ماذا تريدين ان تفعلي ..؟
كان يتحدث بهدوء وكأنه يتعب من مجرد اخراج الحروف ...
قالت له وهي تحاول ان ترفع ساقه قليلا حتى تلطخت بالدماء – سأربطها كي لا تنزف اكثر ..
_ يبدو انكِ شاهدتي افلام كثيره .. منقذتـي .. ولكن هل تعلمـين ..
كان يتحدث بينما تحاول هي لف الوشـاح حول ساقه ..
_ في العاده في الافلام .... يجب ان تُمزق البطله شيء من ملابسها... لتـ..ــربط به جرح البطل ..
رفعت عينيها له وهي تريد منه ان يساعدهـا في ربطه .. اعطته احدى الاطراف وبدأت تربطه بقوه ..
_ هذا يكفي ..
عرفت انه تألم عندما قال ولكنهـا لم تتوقف اذ يجب ان تربطه اقوى كي يتوقف النزيف قليلا ..
ابعد يده عن ساقه بقوه وصرخ – اللعنـه ..
ضرب رأسه في الشجره فعرفت ان الألم الان اصبح غير قابل للتحمل حتى من قبل ادوارد ..
بدأ يتنفس بقوه وقال لها – سـاعديني للوقـوف ..
_ ان انتظرنـا هنا اليس افضل ..؟
سألت بهدوء وهي تشعر ببعض الخوف اذ انه بدى مخيفا بعد ان آلمته بتلك الطريقه ..
_ سأتجمد .. هيا ساعدينـي ..
هي ايضا ستتجمد .. لا ترتدي سوى الثوب الذي كانت قد ذهبت به للحفل .. ترتدي بالطبع معطف فوقه
ولكنه لا يساعد كثيرا في حالت الجلـوس ..
نظرت ليده التي رمى الزجاجه المكسوره منها للتـو .. لقد كان يمسك بها طوال الوقت .. اقتربت منه وحاولت
ان تساعده في الوقوف .. ولكن ادوارد كان بالنسبه لها ثقيل جدا فلم تستطع ان تساعده في شيء ..
ولكنه امسك بها عندما وقـف بعد ان استغرق هذا منه وقت لا بأس به .. كانت البقعه تحته مليئه بالدم ..
نظرت لهـا وشعرت بالخـوف فجأ ... امسك هو بهـا – كفاكِ شرودا .. ستصيبيني بالجنـون ..
نظرت له بعد ان احست بأنزعاجه .. لفت يدها حوله عندمـا اتكئ عليها ووضع يده حول كتفيهـا ..
لقد كان يحاول ان يساعد نفسه بالسير فهـو يعرف انها لن تتحمل ثقله .. ولكن جسدها رغم ضعفه كان
يساعده في التوزان .. بعد ان ساراه خطوات قليله قالت له – هل كُنت تشـرب ..؟
لم يجب لفتره صغيره .. قرر ان يتحدث بعد هذا – هل يزعجـك ؟
_ انه شيء مقـرف ..
قالت بهـدوء .. لم تعرف ان كان هذا ازعجه ام انه لم يابه برأيها اصلا ..
ابتسم بهدوء وقال بسخريه – احسنتِ ..
لقد قالها وكأنه يتحدث مع طفله .. هو تعمـد هذا ولكنها الان ليست بموقف يجعلها تبدأ بالحرب معه ..
بدأ يرمي ثقله عليها في بعض خطواته فيجعلهـا هذا تكاد تسقط ..
آآلمته ساقه جدا فأجبره هذا على ان يتكئ عليها قليلا مما جعلها تفقد توازنهـا قليلا من ثقل جسده ولكنها لم تسقط
بل استندت على احدى الاشجـار فأدى هذا الى انها ضربت راسها .. لم يكن الام كبير ولم تتألم كثيرا ..
_ اسفـه ..
قالت بسرعه وهي تحاول ان تقف فقال لها وهو يحاول ان يرفع يده لرأسها – هل تأذيتِ ..؟
_ لا .. لا انا بخير ..
حاول ان يبتعد عنها فأمسكت به – انا بخير حقا .. كدنـا نصل ادوارد ..
احست انه بدأ يتألم اكثر اذ انه بات يحاول ان يتحرك بدون مساعدتهـا .. لم تستطع ان تمنعه
فهو لم يستجب لهـا .. احست بالذنب لأنها لم تستطع ان تساعده حتى في هذه .. وصلو اخيرا ليقفـو امام المنزل
الخشبـي .. كان يجب ان تستغرب وجود هذا الشيء هنـا ولكنها لم تكن في موقف يسمح لها ..
_ هل تستطيع صعـود السلالم ..؟
سألت عندمـا ابعدهـا عنه ليمسك بالشجـره .. فرد عليها – لستُ عاجزا ..
هل غضب ..؟ لماذا .؟ لم تفهم ولكنها لم تهتم لمشاعره فأدوارد ليس بالشخص الذي يستطيع احد
ان يتنبأ بما سيقوله او يفعـله .. ارتقت السلالم قبله وهي في اوج خوفهـا عليه نسيت تماما انهـا لا يجب ان تكون تعرف
مكـان مفتـاح البيت .. كان يريد ان يقول شيء عندمـا رفعت يدهـا واخرجت المفتـاح ..
جمدت بعد هذا بمكـانها .. لن يفيد هذا الان .. فتحت الباب بسرعـه ودخلت وهي تنتظر منه ان يصعد .. كانت
تريد ان تساعده في الصعـود ولكنه لن يقبل لذا لا داعي لان تزعـج نفسهـا ..
عندمـا وصل لأخر السلم كانت هي تقف في انتظاره امام الباب .. امسك بالباب بقوه بعد ان كاد يقع فأحست بالشفقه
عليه .. عندما رفع نضره لها ورأها تنظر لساقه وعيناها تمتلأ بالدمـوع قال وكأنه يسخر من نفسه لا منهـا
_ هل ابـدو مثير للشفقـه ..؟
رفعت وجهها له بسرعه .. هل جرحتـه ..؟ بالطبع ادوارد لن يتحمل مثل هذه النظره من احد ..
دخل وهو يحاول ان يتوازن حتى رمى بجسده على السرير .. لقد قام بتوسيخ محتويات الغرفه ..
فألاوراق المرميه ارضا تلطخت بدمائه وكذلك السرير الذي اصبح منظره بشع من جراء الدماء التي
انهالت عليه .. بدأ يتنفس بقوه وهو يغمض عينيه .. كلوديا لم تتحرك من امام الباب فكلمها وهو مازال يغمض عينيه .
_ اغلقـي الباب ..
اغلقت الباب ولم تزل تقف امامه .. لم تقترب من هذا الوحش المجـروح امامهـا .. الحديث كان منتهي ..
لم يكن هناك شيء تقوله .. كل تفكيرهـا كان الان حول حاله .. لم تعد تستطيع ان تفعل شيء لساقه فهي لا تعرف اي شيء ..
_ هل انتي من كان هنا بالامـس ..؟
سألها عندما ادار وجهه لينظر لهـا .. لم تفهم في بادء الامر ما قصده ولكنها عرفت بعد
هذا انه يقصد منزله ..
ابتلعت نفسها بصعوبه فقال مجددا – لو كُنتِ خائفه ماتسللتي الى هنا كاللصوص ..
كان يبـدو الان منزعج كثيرا .. ولكنه ليس في موقع يسمح له بأخافتهـا ..هذا ما فكرت به عندمـا قالت بعناد – لستُ خائفه ..
حدق بها بعينين غاضبتين ورفع راسه من على الوساده – هل تحاوليـن استفزازي ..
امسكت بمقبض البـاب – في حالتك هذه انصحك بالبقاء ساكنن .. فلن تستطيع مجاراتي مهما حاولت ان قررت انا الهـرب ..
لم تعرف ان كانت تغامر بالكثيـر الان .. هل سيتحمل ادوارد هذا ويتركهـا بـدون عقاب .. هذا مستحيـل ..
فكرت بهذا قبل ان تخف نظراته نحـوها وتتغير نبرته كليا – تعالي ..
قال هذا فحدقت به مستغربه .. لم يعد يريد اكمال الحديث .. ومع هذا لم تفهم ماذا يقصد بتعـالي ..
لم تتقدم وهزت رأسها نفيا – انا مرتـاحه هنـا ..
قالت هذا وهي تدير وجهها عنه فناداها – ولكنـ انا لستُ مرتـاح ..
عادت لتنظر له مجددا .. اشار لها ان تجلس بقربه على السرير فاقتربت – ماذا ..؟
سحبهـا من يدهـا واجلسهـا – الستِ انتي البطله التي قالت للتـو انها لا تخاف ..
جمدت بعد هذا بمكـانها ولم تستطع التحرك .. اذ انه انزل راسه بهدوء ليريحه في حجرهـا بينما كان هو ساكن الان ..
كأنه طفل يحاول ازاحة الهم من قلبه في الحديث حول اي شيء.. لاكنه لم يعد يريد التحدث اكثر .. اغمض عينيه واحست انه يحاول ايجاد الراحه بنومه في حجرهـا .. لم تستطع سوى ان تبقى هادئه |.. قلبها كاد يخرج من شدة التوتر والخوف عليه ..
{ اللعنه .. ماللذي اخر امون } .. حاولت ان تسيطر على نفسها وجسدها كي لا ترتعش فتزعجه .. ولكنه مد يده وكأنه يبحث عن شيء في الهواء .. لم تعرف ماذا يحاول ان يجد ولكنه انزلها بعد هذا لتستكين قليلا على اصابع كلوديا ..
لا شعـوريا سحبت يدها وهي متوتره للغـايه .. ادوارد يتصرف بغرابه اليوم .. هي لا تتحمل ان ينقبل فجأ هكذا ..
اغلق يده بقوه وكأنه انزعج من تصرفهـا فلم تستطع ان تفعل شيء سوى ان تمسك بيده مجددا .. فتح عينيه
وبدى ينظر لها وكأنه لا يراها .. قال لها بعد هذا – كلـوديا ..
لم يكمل .. كأنه احس بشيء غريب .. بدأ باعادة اسمهـا مجددا وكأنه يتلذذ به ..
قالت له - لقد تأخر آمون ..
كان يجب عليهـا ان تقطع عليه هذيانه .. هي لم تعد تسيطر .. انه لا يعرف بالتأكيد حجم الكارثه التي يسببها لها
عندمـا يتصرف هكذا .. هو لم يسمع ما قالته .. او انه سمع ولم يهتم المهم انه لم يجب عليها ..
بل ضل صامتا لفتره قبل ان يحرك يدها ويضعها على رأسه – قومـي بالعبث بشعـري ..
اغمض الان عينيه وافلت يدهـا .. تجمدت يدهـا على شعره وهي لا تعرف ماذا تفعل .. نظرت له قليلا ..
هل يمكن ان يكون هذا كله هذيـان ..؟ الم يعد يشعر بمن حوله ..؟ هل هو نائم ..؟
لم تفهم شيء ولكنهـا بدأت بتلطبية طلبه .. عندمـا ينزع ادوارد وجهه الحقيقي فهـو يصبـح كالطفـل الضائـع ..
شعرت بتحطم كل شيء مضى .. كل كلمة قالها لها .. كل حركه قام بها .. لم يبقى في قلبهـا سوى ان هذا الرجل الساكن في
حجرهـا هـو شيء لا يمكـن ان تنسـاه .. بدت دموعهـا تملئ عينيهـا ولكنهـا حاولت ان لا تسقط ..
لقد تأخر امون كثيرا وادوارد لن يتحمل اكثـر ..
خرج صوته وكأنه يتمم في حلم – أمي كانت تفعل هذا لي ..
صمت قليلا وهي تحاول ان تستوعب ما يتمتم به فأكمل وكأنه غضب في نومه – ولكن كاميليا لم تدعها تفعل .. لقد طردتها ..
ماذا يقـول ..؟ امـي ..؟ كاميليا ..؟ هل هما شخصين مختلفيـن ..؟ ام هل جُـن ادوارد الان .. لم تفهم
شيء فرددت اسمه بهدوء وهي تريد منه ان يستيقض – ادوارد ..
_ لا تذهبـي ..
قال وبدا يتنفس بقوه .. بدأ يتصبب العرق من جبينه الان فشعرت بالخوف الشديد .. ارادت ان تبعده كي تتصل
بآمون مجددا الا انه لف يديه واحتضنهـا بقوه وهو يردد بصوت اشبه بالهمس – لا تذهبـي .. لا تفعلي هذا ..
لم تعد تستطيع ان تسيطر .. ادارت وجهه لها بسرعه وبدت تضربه بخفه كي يستيقض .. هي لا تتحمل
ان يفعل هذا بهـا .. ماهذا الذي يحدث له ...
بدا يستجيب شيئا فشيئا حتى فتح عينيه قليلا وبدا ينظر لها .. لم تعرف ان كان قد استيقض
امه انه مازال غير مدرك لما هو حوله .. ضل يتاملها قليلا وقال بعد هذا بهمس وهو يرفع يده ليلمس وجهها بأصابعه
– انتـِ ملكـي .. هل تفهمـين هذا .. لي انا فقـط .. !
انـه يهذي .. هذا الموقف اكبـر من ان تتحمله هي .. هل كلماته هذه موجهـه لهـا هي ..
لم تعد تستطيع ان تفهم شيء .. وهي الان لا تهتم بأن تفهم شيئ .. تريد منه فقط ان يستيقض ..
عندمـا كان يريد ان يغمض عينيه حاولت ان ترفع وجهه – ادوارد استيقض .. لا تنـم ارجـوك ..
كان يريد ان يهمل ما تقوله ولكنهـا لم تتركه ليرجع رأسه بل حاولت ان تُجلسه .. فتح عينيه منزعج واستجاب لها ..
تشعر انه يكاد يغيب عن الوعي بين الحين والأخر ولكنهـا استطاعت ان تجعله يجلس ويستند على الحائط مما تطلب منها
جهد لا بأس بـه .. حاولت ان تتحدث معه وتجعله لا يغيب عن الوعـي ..
_ ادوارد .. لا اعرف لما تأخر امون ولكنه سيصل .. ارجوك تحمل قليلا بعد ..
فتح عينيه وضل يحدق بهـا .. كان يبدو مرهق للغـايه .. ارادت ان تنزل من على السرير لترى اين اصبح امون ولكنه
امسك بيدهـا .. قالت له – لن اذهب .. انا هنـا .. سأستعجل آمون فقط ..
_ سيصـل .. لا تذهبـي انتي ..
.. انه يقولها مجددا .. لا تذهبي .. ضلت تحدق به ودموعها تتلئلئ فأمسك بوجهها وهو يبتسم بهدوء ..
انه يختلف تماما عن ادوارد الذي تعرفه .. قال متسائلا ..
_ هـل ستبكيـن كثيراً ان مُت ..
ضلت تحدق به وهي لا تفهم كيف يستطيع ان يقول هذا الان .. الا يستطيع ان يرى حالتها التي كادت تصل للجنـون ..
ولكنه لم يهتم .. بـل اكمل – هل ستنسينـي بسرعـه ..؟ ... ام انكِ ستتذكرين حُبك الأول دائما ..
_ اريدك ان تأتي لزيارة قبري كثيرا ..
لم تعد تتحمل الان .. صرخت بينما دموعهـا بدت تنهمـر – كـفـــــى .. كفى كفى .. كفـى ارجـوك ..
تنفست بقوه – الا يمكنك ان ترى انك ستقتلني .. هل تتلذذ بهذا ..
مازالت ابتسامته مرسومه على شفتيه عندما اجاب – نعـم ..
اكمل بعد هذا وكأنه شعر بالاسف – هل هذا سيء ..؟
لم تعد تستطيع ان تتحمل هذا .. انه يتصرف وكأنه طفل لا يعرف ماهو السيء ... اكمل كلامه فجعلها هذا تحدق به مصدومه
– انا اعشق ان اراكِ خائفه علي .. هل هـو شيء بشـع ..؟
_ هل ستمـون من جرح كهذا ..؟
ابتسم لها عندما وجد هذا العناد منهـا .. عرف انها تستفزه ولكنه عرف كيف يجيبهـا ..
_ لقد قُطع شريان في ساقي .. ان ..ان استـ..ـمر ... النزيف اكثر ..
اخذ بعد هذا نفس ليكمل – ... فستكـون تلك هي نهـايتي ..
قفزت من على السرير وهي مفزوعه .. جرت نحو الباب وفتحته بسرعه لتجد آمون يقف امامها ..
كان ينتظر من احد الرجال ان يرتقي السلالم .. عندما استدار لينظر لها قلق جدا عليها اذ ان شكلها كان مخيف جدا ..
الدموع قد تركت ملامحها على وجهها .. – كلوديا ما بــك ..؟
لم تستطع ان تتكلم فأمسك بها بسرعه ولف يديه حول راسها ليهدئها – اهدئي .. اهدئي هيا ..
دخل الطبيب الذي احضره امون معه .. وقف قليلا امام السرير وعاد لينظر لهم ..
استدار امون ايضا لينظر لأدوارد الذي كان الان قد ارتمى على السرير ..
_ ما بـــــــه ..؟
سأل امون وهو خائف على ادوارد الذي بــدى وكأنه فارق الحياة .. عندمـا وقف الصوت قليلا وسكن الجميع ابعدت كلوديا
وجهها عن امون واستـدارت .. لقد جلس الطبيب قربه ولكن للحضه لم يحرك شيء .. لم يلمس ادوارد
وادوارد لم يتحرك .. هل تستطيع ان تتحمـل اكثـر ..؟ اقتربت قليلا وهي تكاد تفقد صوابهـا ..
ما بهم ..؟ ولماذا ادوارد ارتمـى على السرير .. لقد اجلستـه للتـو فماذا حدث ..؟ هل تعب من الجلـوس ..؟
حرك الطبيب يـده ليضعهـا على عُنق ادوارد .. لم تفهم ماذا كان يحـاول ان يفعل .. آمون اقترب منهـا وامسك بها وهو
يريد اخراجهـا ولكنها سحبت يدهـا منه بـدون ان تلتفت له .. لم تتحرك .. عيناها كانت فقـط موجهه لأدوارد وهي مليئه
بالدمـــوع .. كانت تنتظـر منه ان يفتـح عينيه .. لأنه ان قرر عـدم فتحهمـا فهذا يعني انه قرر قتلهــا ..

حرك الطبيب يـده ليضعهـا على عُنق ادوارد .. لم تفهم ماذا كان يحـاول ان يفعل .. آمون اقترب منهـا وامسك بها وهو
يريد اخراجهـا ولكنها سحبت يدهـا منه بـدون ان تلتفت له .. لم تتحرك .. عيناها كانت فقـط موجهه لأدوارد وهي مليئه
بالدمـــوع .. كانت تنتظـر منه ان يفتـح عينيه .. لأنه ان قرر عـدم فتحهمـا فهذا يعني انه قرر قتلهــا ..
عاد الطبيب بعد هذا ليتحرك بسرعـه نحو ساق ادوارد ويفك الوشـاح الذي كانت قد لفته حوله .. لقد دُمر الوشاح
بالكامل جراء الدماء التي انغمست فيه ..
امون ترك كلوديا وتحرك نحو الطبيب كيفن – هل اصابته خطيره ..؟
سأل فقال له الطبيب وهو منغمس في عمله – نعم .. والاخطر انه فقد دما كثيرا مما ادى الى اصابته بالحمى .. خصوصا ان
الجو لم يساعده ابدا ..
_ هل يجب ان يُنقل للمشفــى .؟
_ بالطبع .. بالطبـع .. ولكن ليس الان .. يجب ان نقوم بتضميد الجرح بطريقه ما لألا يفقد دما اكثر ..
كانت عيناها تتابعهم وهم يقومون بتحريك جسده وساقه كي يقومو بتنضيفها وبعمل اللازم ..
بالطبـع هو مازال في هذه الحياة .. ماكـانو ليقـومو بهذا كله لو كان قد فارقهـا ..
ضلت هي تتابعهـم بينما دموعهـا تأبى ان تتوقف حتى جلس الطبيب ارضا و قد اعلن انتهائه من تضميد الجرح ..
_ لن يكـون هذا كافيا .. لقد اصيب بحمى والجرح يجب ان يُخاط ..
قال الطبيب كيفـن فألتفت له آمون – سيكـون الطريق طويل . هل من الجيد اخذه الان ..؟
_ نعم .. يجب ان لا يبيت على هذا الحال .. الجرح اعمـق مما توقعت ..
التفت بعد هذا كيفن لآمون وقال – سأذهب لأحضر السياره .. انتضرني وحاول ان تُنزله بهدوء كي لا يعاوده النزيف ..
_ حسنا ..
قال آمون بهدوء عندمـا خرج كيفن .. وقفت كلوديا وبدت تسير بهدوء نحو السرير .. ابتعد امون قليلا ليقوم
بتنظيف يديه من الدماء .. جلست امام السرير على ركبتيهـا وبدأت تمسح على جبهت ادوارد .. كان ساخناً جدا ..
وبدى انه يتألم كثيرا .. لقد كان الامر في البدايه يبـدو صغيرا .. لم تتوقـع ان يحدث هذا كله ..
تحول الامر ليصبـح خطراً حقيقيا عليه .. رفع يده ليلمس وجهها .. فتحت عينيها وهي تنظر له عندمـا شعرت به
يعـود قليلا للواقـع .. بدأ يتمتم بأشياء لم تفهم منهـا شيء .. قال الكثير وكأنه يتحدث مع احد ..
حتى جائت تلك الكلمه التي اقتحمت اذنهـا وجعلتهـا تجمد .. قال وهـو يترك وجهها – لا تذهبي مجددا ..
الى هذا الحد كان حديثا جميلا .. حتى نطـق بالأسـم .. حتى قال لمـن هذا الكلام موجه – كـلارا ..
اخرج الاسـم وهي تتابع شفتيه بهدوء .. لقد رأت الاسـم قبل ان تسمعـه .. لم يكن يمكـن ان تخطئ فهـي
فهـمت من حركة شفاهه ماذا يقـول قبل ان ينطـق بالأســم حتـى .. وقعـت يدهـا بسـرعه مـع دموعهـا ..
للحضـه احسـت ان قلبهـا يعتصـر الما .. ليس على حاله .. بل على نفسهـا .. على ماقـام به بدـون ان يكون واعيا حتى ..
احست بحركة آمون خلفهـا فأستدارت بسرعـه .. قالت وهي لا تعرف ماذا تحاول ان تُخفـي ..
_ ربمـا وصل الطبيـب الأن ..
_ نعم .. هذا صحيح ..
اقترب منهـا وامسك بها ليساعدهـا على الوقـوف – يجـب ان تعـودي ..
لم تجبه فعـاد ليقـول – لقد اخبرتـ والدتك بالأمر .. كانت قلقه عليك فكان يجب ان اطمئنهـا ..
نظرت له .. عندمـا احست ان دموعهـا بدت تصبح غزيره رفعت يدها ومسحتها بعصبيـه .. – امي .. فقـط ..؟
_ نعـم .. امكِ ..
بعد قليل قال لهـا – سيكـون بخيـر ..
_ نعـم .. سيكـون بخير .. ....... انـا .. سأعـود الان ..
فكـرت ان هذا هـو الحل الانسـب .. فأدوارد الان ليس بحاجتهـا بتاتا .. لم يكن ابدا في حاجتهـا فلماذا هي مصدومه الأن ..
_ هل تساعديني قليلا ..
نظرت له مستغربـه فقـال – هل تحضريـن معطفـه ..؟
احضرت المعطف الامـرمي ارضا واقتربت عندمـا حاول امون ان يُجلس ادوارد ..
بدا يستعيد وعيه قليلا ولكنـه لم يتحدث معهـم .. كان يكفيه الم ساقه و الحمـى التي اذهبت بكل مقاومته ..
اوقفه آمون وساعدته كلوديا من الجانب الأخر .. كان يضع حملا ثقيلا على امون بينمـا اكتفت كلوديا بجعله يتوازن قليلا ..
عندمـا فتحت الباب كان من الصعب جعل ادوارد يتحرك بسهوله على السلالم .. وصلو اخيرا للأرض بدون ان يوقعـوه ..
الطبيب كيفـن كان قد اوصل السياره امام الغابه .. فتح الباب الخلفي و اجلس ادوارد هنـاك .. رمـى ادوارد بجسده بقوه وتمدد
وهو يمسـك قدمـه بقوه .. اغلقـت الباب بسـرعه وتحركت قليلا كي تترك لهـم المجـال للخـروج .. سارت السياره مبتعـده
ولقـد كان الوقت الان ليلا .. شعرت بالخـوف قليلا وسارت بسـرعه نحـو المنـزل .. عندمـا وصلت كان الوضـع هو انهـا
لا تملـك مفتاحاً فكـان يجب عليهـا ان تنتظر في الخـارج .. احست بالبـرد وكان مـزاجهـا سيئ جـدا ..
وفـوق هذا كله قلقهـا على ادوارد لم يتـرك لها مجالا لترتـاح .. جلسـت امام البـاب ..
رأسهـا سينفـجر .. ان كـان متعلق بتلك الفتاة الى هذه الدرجـه لما تركهـا اذن .. لماذا يفعـل هذا معهـا ..؟
لقد احست لوهله عندمـا كانا معا هنـاك انه مختـلف .. كان يتحـدث معهـا بنبـره مختلفـه ..
هل تجرء ان تقـول انهـا شعـرت بـه اقـرب .. هزت رأسهـا وهي منزعـجه من نفسهـا – لقد قالهـا .. ماذا تنتظريـن اكثـر ..
اغلقـت وجهها بيديها وهي تشعر بأنه قام بخيانتهـا .. الألم الذي شعـرت به الأن كان كبيراً جدا .. لم تعد تتحمل
التفكير اكثر .. اخرجت هاتفهـا .. كان هنـاك اتصالات من والدتهـا ..
قامت بالاتصال بها .. اجابت بعد لحضـات – اين انتـي حبيبتـي ..؟
_ انا هنـأ امـي .. انا انتظر امام المنـزل ..
_ لماذا .. لم لا تأتين الى هنـا .. للحفـل ..؟
_ لا اريـد .. سأنتـظر هنا حتى تعودون ..
فكـرت روزا قليلا بحال ابنتهـا .. لقد شعرت بأنها تتألم كثيرا .. – حسنا عزيزتـي .. لن نتأخر ..
_ نعـم امـي .. لا تقلقي انا بخـير ..
عندما انتهت اغلقت روزا الهـاتف وتوجهت للمكـان الذي تقف فيه كاميليا مع مجموعه من الاشخـاص ..
امسكـت بها وابعدتهـا عنهـم قليلا .. – هل استطيع ان احصل على المفتـاح .. كلوديا تنتظر امام المنـزل سأذهب لأراها ..
_ تنتـظر .؟ لماذا ...؟ لماذا لم تأتي ..؟
_ حسنا .. سأذهب لأرى .. انا اسفه لهذا ولكن ..
_ لا داعي للأعتار .. هل آتي معـك ..؟
_ لا .. لا داعي .. سأرى مابهـا ..
ابتسمت كاميليا بهـدوء لصديقتهـا .. لم تفهـم ماذا يحـدث مع كلوديا ولم تكن قلقه فلم يخطر ببالها شيء ..
عندمـا توجهت للخـروج من القاعـه لحقت لامار بهـا ..
_ روزا ...
نادتهـا فوقفت روزا .. – ماذا هنـاك ..؟
_ الى اين ستذهبيـن ..؟
_ كلوديـا .. انهـا في البيت وسأذهب لهـا ..
_ كلوديا ..؟ ماذا تفعـل هنـأك ..؟
_ لا شيء .. هي لا تحب هذه الحفلات فذهبـت ..
نظرت لامار وهي غير مقتنعـه بما قالتـه .. – سأتي معـك اذن ..
_ لا داعـي لهذا حبيبتـي ..
_ لم اعـد اريد الاستمرار هنـا .. لقد ذهب آمون لمكـان ما ولا اعرف اين هـو .. اشعر بالانزعـاج .
ابتسمت روزا – حسنا اذن .. تعـالي ..
سارتـا معا .. اعتذرت روزا لبعض الناس لأضطرارهـا للأنصراف ..
عندمـا وصلو رأت روزا فتاتهـا من بعيد وهي تجلس وتغلق وجهها بيديهـا .. بدت مكسوره ..
وقفت امامهـا وكانت لامار تشعـر بأن هناك شيء قد حدث .. قالت روزا بهدوء – كلوديـا ..
رفعت كلوديا وجهها لوالدتهـا .. – لقـد جئتـي اذن ..
كانت تحاول ان تبتسـم .. لم تسألا شيء .. فتحت روزا البـاب ودخلت كلوديا بعدهـم ..
عندما دخلت وانارتـا الاضـواء صرخت لامار – ما بـــــك ....؟
نظرت لها كلوديا مستغربه عندمـا رأتها تنظر لبقـع الدم الموجوده على ثوبهـا ..
_ لا شيء .. اهـدئي ..
نظرت لوالدتهـا التي كانت تنظر لها بطريقه غريبـه .. قالت بعدهـا .. – اين ادوارد اذن ..؟
_ لقد اخذوه للمشفـى ..
_ ادوارد .. مابه .. ماذا هنـاك قولا ..
دخلت كلوديا قبلهـم وقالت – سأذهب لأستحمـ ..
لم تقل روزا شيء ولم تطلب تفسيراً من ابنتهـا ..
جلست روزا ولامار في غرفة الجلـوس وبدأت لامار – هل ذهب آمون اذن ليأخذ ادوارد ..؟
_ نعـم .. يبـدو انه جُرح في الغـابه .. اعتـقد انه بخير الان ..
كانت تنظر للبـاب حيث خرجت كلوديا فقالت لامار – هل هـي بخيـر ..؟
_ لا اعـرف ..
بدت روزا قلقه جدا على صغيرتهـا .. فكرت لامار ان كانت تعرف شيء عن مشاعـر كلوديا نحـو ادوارد ..
_ ساذهب لأغير ملابـسي ..
قالت لامار وذهبت لغرفتهـا .. اخرجت هاتفهـا بعد ان غيرت ملابسهـا .. اتصل على آمون ..
_ نعـم لامار ..؟
_ اين اصبحـت الأن ..؟
_ هل عرفتـي ..؟ كيف هي كلوديا ..؟
لم تكن قد اجابتـه بعد .. ردت عليه – لا اعرف .. ربمـا بخير .. قليلا ..
_ سنصل بعد ساعتـين تقريبا .. هل عرفـت كاميليا ..؟
_ لا .. ليس بعد .. مازالو في الحفـل .. نحن عدنـا فقط لأن كلوديا كانت تنتظر امام المنـزل .. كيف ادوارد الان ..
_ لا اعرف .. يبـدو بخير بطريقه ما .. ارجـو ان لا تحدث صعوبـات ..
_ ارجـو هذا ايضـا .. ماذا حدث الا تعـرف ..؟
_ لا .. يبـدو انه جُرح بزجاج او شيء من هذا ولكن لا اعرف ماذا حدث بالضبـط ..
_ اتصـل بـي عندمـا تصلـون ..
_ حسنا ..
_ تصبـح على خير حبيبي ..
ابتسـم بهـدوء – لتكـوني بخير ..
اغلقت الهاتـف .. انتبهت بعدهـا ان السنـه الجديده ستبدء بعد ثلاث ساعـات ..
ابتسمـت .. – انهـا السنه الثانيـه التي لا تبدئهـا معـي ..
قالت بعد هذا وهي تضع يدهـا على بطنهـا – بـل معنـا ..
خرجت بعد هذا .. عندمـا وصلت لغرفة الجـلوس لم يكـن هنـاك احد ..
يبـدو ان روزا لحقت بأبنتهـا ..
جلست امام الموقد وهي تنتظـر وهاتفهـا بقربهـا ..
خرجـت كلوديا وهي تجفف شعرهـا بالمنشفـه .. فرأت والدتهـا تجلس امامهـا على السريـر ..
حاولت ان تبتسـم وهي تستدير لتجلس على سريرهـا .. لم تقل روزا شيء وهي لم يكن لها مزاج لتقـول شيء ايضا ..
رعت شعرهـا للأعلى بدون ان تقوم بتمشيطـه حتى .. \
اخرجت هاتفهـا بعد هذا وضلت تحدق به ..
_ هل اصابتـه خطيره ..؟
رفعت وجهها لوالدتها – ااه .. نعـم .. اصابته خطيره ..
نظرت لها روزا مستغربه .. بدت وكأنها لا تفهم ماذا تقـول .. وقفت روزا وجلست بقرب ابنتهـا .. احتضنتهـا بعد هذا ..
_ لقد كانت ساقه ممزقه .. كان ذلك مخيف ..
بدت كلوديا تتحدث بهـدوء فحاولت روزا تهدئتها – سيكون بخير حبيبتي .. اهدئي لن يحدث شيء .. ادوارد قوي بما فيه الكفايه ليتحمل جرح كذلك ..
لفت كلوديا ذراعيها بقوه حول والدتها واحتضنتها بقــوه ..
بعد فتره عندمـا نزلتا للطابق السفلي حيث لامار تجلـس كان الجميع ما يـزال في الحفـل ..
عاد الجميع بعد هذا .. لم يكملو الحفل حتى النهـايه .. عندما دخلو مايكل وكاميليا وجـون غرفة الجلـوس كان الجميع صامت ..
_ الـم يعـد ادوارد بعـد ..؟
سألت كاميليا وكأنها تشعـر بشيء .. احست روزا بأنها تنتظر شيء سيء ..
قالت كلوديا – انـه في المشفـى .. لقد جُرح في ساقـه ..
انتبهت بعد هذا لنفسهـا .. روزا كانت مستغربه من كلام كلوديا المباشر .. ولامار ايضا استغربت طريقتهـا في اخبار كاميليا
الموضوع ..
_ جرح ..؟ مستشفـى ..؟ ماذا هنـاك ..؟
نظرت كاميليا لروزا التي اقتربت منهـا – لا شيء عزيزتي .. لقد جرح بقطعة زجاج واخذه امون وكيفن للمشفى .. ليس هناك شيء خطير ..
اخرج مايكل هاتفه بسـرعه واتصـل بأمـون ..
جلست كاميليا على الاريكه وهي تشعر بأنقباض في قلبهـا .. جـون ضل صامتا وهو ينظر للجميـع ..
_ نعم امون .. انه انا مايكل .. ماذا هناك اين ادوارد ..؟
_ اه .. مايكل .. اهلا .. لا تقلق نحن الان في المشفـى .. لقد ادخلوه للتو للغرفه .. ليس هنـاك شيء خطير..
سحبت كاميليا الهاتف بسرعـه من يد زوجهـا – امون مابه ... ارجوك قل ماذا حدث لأدوارد ..؟
_ ارجوكِ كاميليا .. ليس هناك شيء .. انه جُرح بسيط لا يكاد يوثر عليه .. سيقومون بتنظيفه وسيكـون بخير ..
_ سأتي اذن لأراه ..
_ كاميليا .. لا تتهوري .. الطريق زلق جدا .. لم يتبقى شيء على الصباح ..
لم تعـرف ماذا تقول .. اعطت الهاتف بعد هذا لزوجهـا .. – حسنـا امون .. اخبرنـا ان حدث شيء ..
_ حسنا مايكل ..
_ سنكـون هنـاك غدا ..
_ حسنا .. ولكن لا تستعجل ..
_ اذن وداعا ..
اغلق الهـاتف ونظر لكاميليا التي بدت وكأنها منهاره ..
اقترب ليجلس بقربهـا .. كانت كلوديا تتابعهـم بهـدوء وكأنها منومـه ..
_ لا يوجد هناك خطر عليه .. سنذهب غدا صباحا .. هيا يجب ان ترتـاحي قليلا ..
امسك بهـا وبدت في تلك اللحضه وكأنها كبرت سنين كثيرا ..
وقفت وسارت معه بـدون ان تقـول شيء .. كانت روزا تنظر لهـم .. استدارت بعد هذا لكلوديا التي
كانت تحتضن الوسـاده وهي تنظر للنـار المشتعله بالمـوقد .. لم تستدر لهـم .. لم تكن تستـوعب ما يقولونه
ولم تكن في عالمهـم في تلك اللحضـه ,.. كانت روزا تريد ان تقـول شيء عندمـا غيرت رأيها ..
تحركت نحو الباب وقبل ان تخرج استدارت – سأخلد للنـوم كلوديا .. الافضل ان لا تتأخري لاننا سنذهب غدا صباحا ايضا ..
كانت روزا مشوشه .. لم تعرف كيف تتصـرف مع كلوديا وكانت قلقه جداً عليهـا .. توجهت بعد هذا نحـو الطابق الثاني تاركه
صغيرتهـا مهمومه بمفردهـا .. روزا تعرف انها لن تحصل من كلوديا على اي اعترافـات ..
ربما من الافضل ان تتركهـا لوحدهـا .. فهـي تعرف ان كلوديا لن تلجأ لأحد غيرهـا ان احتاج الأمـر ..
بعد ان دام الهدوء للحضات احس جـون انهـا سنين طويله جلس بقرب كلوديا التي كانت تحدق بالنيران المشتعله
في الموقـد ..
_ كيف حـدث الأمـر ..؟
سأل فلم تجبـه .. استدارت بعدهـا لتنظر له بعد ان شعرت انه تكلم معهـا .. ضلت تنظر له صامته وهي تنتظر ان يُعيد
ماقاله .. – هل كنتـي معـه ..؟
هزت رأسها ايجابا فقال – كيف حدث الأمر ..؟
عندمـا صمتت اكمل – متـى حدث وايـن ..؟
عقدت حاجبيهـا معلنه ان اسألته صعبه جدا .. لم تكن تستطيع ان تتحدث الان .. لا تريد ان تتحدث مع احـد ..
_ لقـد وجدته بالغابه وهـو مصـاب ..
قالت هذا ووقفت لتجلس على الارض امام المـوقـد .. عرف جـون ان هنـاك شيء حدث لها ازعجهـا ..
وعرف ايضا انهـا لن تتحدث .. نظر للامـار التي ابتسمـت له تطمئنه .. ابتسم بدوره لها وخرج من الغرفـه ..
كانت كلوديا تضم ساقيها لصدرهـا وهي تنظر للمـوقد .. احست بالدمـوع وهي تتجمع في عينيهـا عندمـا تذكرت
كلامـه .. لقد قـام بضمهـا .. لقد طلب منهـا ان لا تتـركـه .. لم يكن غائب عن الوعـي في ذلك الحيـن ..
لماذا اذن .. لماذا يتحـول كُل شيء نحـو كلارا فجـأ .. بدت دموعها تتساقط ولم تمسحهـا .. حاولت ان لا يخرج صوتهـا ..
لم تبكـي .. لقد كانت دموعها تتساقط ولكن لم يخرج منهـا اي صـوت .. الألم كان يُذيـب قلبهـا الصغير بهدوء
وكأن قلبهـا اصبـح فوق هذا الموقـد امامهـــا ..
احست بعد هذا بيد لامار على كتفيهـا وهي تجلس بقربهـا .. جائتها ذكـرى تلك الجلسـه هنـا ..
عندمـا كان ادوارد معهـا .. عندمـا امسك يدهـا وتحـدث معهـا .. تذكرته عندمـا كان لهـا ..
في ذلك الوقــت كانت واثقـه من انـ كلارا ليس لديهـا مكان في قلـب ادوارد .. بدى الامر مريح في حينهـا حتى
وان كانت كلوديـا خارج اللعبـه ايضـا ..
_ لا تعـذبي نفسـك ..
انكمشـت اكثر عندمـا لمستهـا لامـار .. قالت بهـدوء – لم يكن لطيفا معي ابـدا ..
اكملت بهمـس .. – لماذا لا استطيـع ان انسـاه .. لما ..
_ لأنكـِ لا تريديـن ..
اجابتها بهدوء فنظرت لها كلوديا مستغربـه .. – انا اريـد .. حقا انا لا اريد التفكير به مجددا ..
_ هل حدث شيء جديد .. ؟
لقـد غيرت لامار الموضـوع .. ولكن كلوديا ليست مستعده لتفكـر بما حدث مع نفسهـا .. فلن يحـدث مع لامار ابدا ..
رن هاتفهـا .. رفعـته بسرعـه وهي تشعـر ان الاتصـال من ادوارد .. عندمـا رأت اسم المتصل خاب املهـا ..
انهـا مثيره للشفقـه .. منذ لحضات تريد ان تنسـاه والأن كيف اصبـح وضعهـا عندمـا رن الهاتف ..
قالت لامار – ايفـان ..؟
نظرت لها كلوديا .. لم تفهم هل تسأل ..لقد رأت الاسم فهو ايفـان اذن .. لم تكن تريد ان تجيب في بادء الامـر وهذا ما فكرت به
لامار .. ولكنهـا اجابت بعد هذا وهي لا تعرف ان كـان ما تفكـر به هي افكـار شيطانيه ام انه الصـواب ..
_ مرحبـا ايفان ..
حاولت ان يكـون صوتهـا طبيعي بقدر الامكـان ولكن يبـدو ان ايفـان شعر يأن هناك شيء خاطء ..
فقال لها - مرحبا بك .. مابه صوتـك ..؟
بدت تسعل قليلا – لا شيء .. بعض الزكـام ..
_ هل ايقضتـك ..؟
_ لا .. لم انـم بعـد ..
_ هذا ما خمنتـه .. لقد اردت ان اهنئك بالسنـه الجديده ..
نظرت للسـاعه امامهـا عندمـا قال هذا .. انهـا تشير الى الثانيه عشر ليلا .. كم هو دقيق ..
ابتسمت رغما عنهـا – في الوقت تماما ..
_ اتمنـى ان تكـون سنه جميله لك .. ولـي ..
_ يجب ان اتمنـى لك انـا ..
_ يكفينـي ان تكـوني معـي ..
نظرت للامـار التي كانت تتابع حديثهـم .. وقفت بعد هذا وابتعدت عنها لتقف بقرب النافذه ..
لم تعـرف ماذا تجيب .. فضلت صامته حتـى قال – هل ستعـودين غـداً ..؟
_ نعـم ..
لقد كانت تشعر بتشوش كبير في مشاعرهـا .. انها لا تريد ان تتحدث مع احـد ..
ولكن ان اغلقت الهـاتف فلن تفكر بشيء سواه .. لن ترى امامهـا سوى ادوارد .. يجب ان تجبر نفسهـا
وهذا لا يجب ان يكون صعب .. ايفـان بـات قريبا منهـا جدا ..
_ هل استطيع ان أراكِ اذن ..؟
_ ان كنت تـريد .
لا تعرف كيف خرجت تلك الكلمات .. ولكنهـا لم تندم عليهـا .. انهـا خطوه جيده ..
يجب ان تبتعـد عن ادوارد من الان فصاعدا .. وايفـان سيساعدهـا كثيرا ..
_ هل تقولينهـا بأقتناع ..
قال لها بخُبث فردت – الن تسـافر بعـد ..؟
ضحك – ماذا تقـصدين ..؟
_ لا شيء .. فقط ان سفرتـك طالت ومكوثك لدينـا ايضا ..
_ ايتهـا .. لو كنت فقط هنـاك
ضحكت عندمـا قال لها هذا .. نظرت لها لامار مستغربه .. كيف استطاع ان يقلب مزاجهـا هكذا ..؟
_ متـى ستصليـن اذن ..؟
_ لا اعـرف .. سنخرج صباحا .. ولكن لستُ متأكده ان كنت سأراك ..
_ لم يعـد ينفع .. سأراكِ حتى ان لم تشائي ..
_ وكيف سيكـون هذا ..
_ سأزورك في منزلـك ..
_ لن تفعـل هذا ..
_ اريد ان اتحـدث معـك .. حديث جـاد ..
قال هذا فجأ فصمتت .. سيعـاود ذاك الحديث مجددا .. هي متأكده ..
ولكن ماذا ستقـول هذه المـره .. هي تـريد ان ترفض ولكن .. هل سيتركهـا ..؟
_ الا يمكنك ان تأجلـه ..؟
سألت وهي تحاول ان تبدو ضريفه فقال وكأنه انزعـج – لا .. ولا اعتقد اني اطلب الكثير ..
_ نعـم ..
سمعـت صوت امرأه يقتـرب من ايفـان ليناديه بطريقه مزعجه .. – ايفـان .. مع من تتحدث كل هذا الوقت ..؟
ابعد الهاتف قليلا ولكنهـا استطاعت ان تسمـع ماقاله للمراه – سأتي حالا ..
عندمـا عاد ليتحدث معهـا سألت بعفويـه – من هذه ..؟
_ انـا في حفل الأن ..
_ ااه ..
قالت فسألها – هـل انزعجتـي ..؟
ردت بسرعـه – لا .. لا ابدا ..
_ اكيـد ..؟
_ نعـم .. بالطبع اكيد .. لماذا انزعـج ..
_ لأنكِ تغـاريـن مثـلا ..؟
احست بالخجـل .. لم تشعـر بهذا بتاتا .. ولكن بالطـبع اي شخص مكـان ايفـان بوسامته وجاذبيته سيشعر ان
اي فتاة يحادثهـا بهذه الطريقه ستغـار ان كان مع فتاة اخـرى .. ابتسمـت ..
_ انا لا اغـار ..
_ لماذا ..؟
_ لا يوجـد سبب لأغار من اجلـه ..
_ الـن تستائـي ان كنت مع فتاة اخـرى ..؟
لم تعـرف بما تجيبـه .. ان قالت انهـا لن تستاء فهذا سيكون قاسيا بعض الشيء ..
امـا ان قالت انهـا ستستاء فسيكـون الأمر قد حُسـم بالنسبـه له ..
فكرت قليلا .. هل ستستـاء هي حقا ان خرج ايفـان مع فتاة اخـرى .. الن تشعر ببعض الانزعـاج ..؟
هـو الان بالطبـع مع احـدى الفتيات الجميلات .. فهو لن يذهب لحفل بـدون مرافقـة حسنـاء له كما هو الحال
مع جميع الممثليـن .. – لا اعـرف ..
هذا انسب جـواب .. رد عليهـا – انـا لن اتحمـل ان تخرجـي مع رجل اخر ..
احست بالانزعـاج فقالت – انا لستُ صديقتك ..
_ بل انتي لـي ..
لمـاذا يتصـرف فجأ هكذا ..
انتـي لي .. انهـا كلمـات ادوارد .. لقـد قالها ادوارد لهـا .. احست بالغضب لأنه قال كلمات حبيبهـا ..
انهـا كلمات خاصه بهـا .. لا تسمـح له بالتفوه بهـا ..
لم تشعر بنفسهـا الا بعـد ان صرخـت بوجهه – لستــُ كذلك ..
كانت لامار تنظـر لهـا مستغربـه بعد كل كلمـه تنطقهـا .. لم تستـوعب شيء من تصرفـات كلوديا ..
قال ايفـان – ما بكــِ ..؟
كان سؤاله هادئ جدا ..فأجابت – لا شيء .. ادوراد سأغلق الان .. وداعاً ..
لم تعـد تريد اكمـال الحديث معـه .. اغلقـت الهـاتف امام ذهـول لامار .. لقد انهـت المكالمه بصاعقه لم تنتبه لها ..
نظرت للامار – ماذا هنـاك ..؟
_ هل تهربيـن من ادوارد هكـذا ..؟
انزلت رأسها محرجـه .. – لم اهـرب ..
_ هل تستغليــن حُب ايفـان لكِ ..؟
_ هل ابـدو حقيره هكذا ..؟
سألت كلوديا وهي تحاول المحاربه ضد دموعهـا .. احست لامار انهـا قست عليها كثيرا ..
_ لا .. اسفـه حبيبتـي .. ولكنك ترميـن نفسك في جحيم اخر ..
_ انا لم اقل له شيء ..
_ لهذا السبب هو مجنـون بك ..
_ هـم ..؟
سالت مستغربه من لامار فقالت لها – لم تقم فتاة من قبل بأخذ فرصه للتفكير بطلبات ايفـان ..
_ تعرفيـن كل شيء ..؟
_ اعرف انه طلبك للخطوبـه ..
_ هل سيتركنـي ان قبلت اذن ..؟
_ لا .. لم اقصد هذا .. ولكن ان تهربي من ادوارد برمي نفسك مع ايفان هذا شي غبي ..
_ لم افعل حتى الان سوى الاشيـاء الغبيه .. ربمـا ما ترونه غبي سيكـون فرصتـي الاخيره ..
_ هل تعتقـدين انك ببدء علاقه جديده ستنسيـن ..؟
_ ربمـا اسـافر معـه .. ولن اراه مجددا ..
_ هل ستحبيـن ايفـان اذن ..؟
نظرت لهـا كلوديا .. لم تفكـر بهذا .. لم يخطر ببالهـا شيء حول ايفـان .. ماذا سيحدث له ..
فقط ما تريده ان تبتعـد عن ادوارد .. ان تنسـى ادوارد .. هل يعنـي هذا انهـا اصبحـت متحجره كأدوارد ..
هل قامت بأستغلال ايفـان حقا ..؟
_ اريد الخـروج من هذا العـالم ..
قالت هذا للامار وهي تشعـر بالقـرف من نفسهـا .. لم تعد تستطيع اكمـال شيء ..
نسيـان ادوارد مستحيل .. علاقه مع ايفـان لن تنتهـي سوى بكارثـه وتحطيم كل شيء ..
العـوده مع والدتهـا .. وعيـش حياتهـا كما كانت هي الحـل ..
_ ساترك كل شيء ..
_ كلوديا عزيزتـي ..
_ هذا افضل حل .. لم اعد اطيق هذا ..
ضمتهـا لامار فبدت كلوديا تبكـي .. – ربمـا سيكـون افضل حل .. لا اعرف ماذا حدث ولكن انتي بريئه جدا
لتدخلي عالم ايفـان ..
احست كلوديا بالسخريه .. عالم ايفـان .. كم هذا تافه .. لم تفكر بهذا بتاتا ..
لو كان الامر بيدهـا لدخلت عالم ايفـان بكل مافيه من مصائب ولما دخلت عالم ادوارد الذي جعل منها
بائسه هكذا ..
رن هاتفهـا مجددا .. ابتعدت عن لامار قليلا وتوجهت نحو الهاتـف ..
كـان المتصل الان آمون .. شعرت بفرحه – الـو ..
_ مرحبا صغيرتـي ..
بعد صمت قليل قال – ما زلتـي تبكيـن اذن ..
مسحت دموعهـا وكأنه يراها – لا .. حقا لا ..
قالت بعد هذا بأحراج – كيف هو ..؟
_ انه بخير .. لقد قُلت لك ان اصابه كهذه لن تأثر بهذا التنـين ..
_ هل هو بخير حقا ..؟
_ نعم .. لقد قامو بخياطة الجـرح .. هناك حمى ولكن سيكـون بخير ..
_ هل استيقـض ..؟
_ نعـم .. قليلا ولكنه عاد للنـوم ..
لم تعـرف ماذا تقـول بعد .. هل تقول له انها لم تطمئن عليه بعـد ..
هي لن ترتـاح حتـى تراه ..
_ اذهبـي للنـوم .. كفاكِ ما جرى اليـوم ..
ابتسمت – هذا صحيـح .. سأذهب للنـوم اذن ..
_ اتمنـى لكِ سنـه جديده مليئـه بالسعـاده ..
قال لهـا فردت عليه – انك الافضـل دائما امون ..
ابتسم وفعلت لامار ايضـا .. احست كلوديا ان امون حقا هو الافضل من بين جميع
من تعرفت عليهـم هنـا ..
قالت له بعد هذا .. – سأذهب للنـوم .. لامار تريد ان تتكلم معـك ..
اعطت الهاتف للامار قبل ان تسمع اجابته .. وخرجت بعدهـا ..
_ مرحبا ..
قال امون فردت عليه لامار بهدوء – مرحبا ..
_ ماذا هنـاك ..؟
سألها .. لم تجب فعاد يقول – ما بكِ ..؟
_ لا شيء ..
_ اذن هل اشتقتـي لي ..؟
ابتسمت – انا دائمة الاشتيـاق لك ..
_ اُحبُـــكِ ..
لم يعرف لماذا قالهـا .. احس انها تحتاجهـا .. ولكن الاهم من هذا هو انه بـدء يشعـر بهـا تبتعـد عنه
في الأاونـه الاخيـره .. لم يعـرف ان تفكيرهـا المنفـرد وعـدم سؤاله واخباره عن كُل شيء يحدث معهـا
سيصيبـه بالجنـون هكذا .. لقد كان دائما يريد منهـا ان تستقل قليلا .. ان تعتمد على نفسهـا بـدون ان تأخذ رأيه في كل
شيء .. كان يريد منهـا ان تبتعـد قليلا وان تعاود النظـر لما وصلت اليه حياتها .. ولكن عندمـا بدى الامر بالحـدوث
احس بانه ليس قادر على هـذا .. فهـو لا يستطيـع ان يتخيل لامار غير انهـا طفلتـه التي عاشت حياتهـا كلهـا وهي لا ترى
في العالم باسره سواه .. ان تبتعد فجأ هكذا وتبدأ بأخفاء امور عنه هذا ما لم يتحمله ..
بينمـا هي احست وكأنها مراهقـه قام حبيبهـا للتـو بالأعتـراف لها بحبـه .. احست بنبضات قلبهـا تتزايد
وبدمهـا يتفجر في عروقهـا .. لم تعـرف ماذا تقول له .. هو لم يتحـدث ..
كان في انتظارها ان تجيب بشيء .. عندمـا صمتت طويلا قال – اليس لديك جواب ..؟
_ هل تحتاج لجواب ..؟
صمت واعاد رأسه ليريحه على الاريكـه .. – نعـم .. احتـاج ..
استغربت وقـالت له – لم تحتج في يوم لجواب منـي ..
_ لم تصتعصي عليك يوما كلمـات الحُــب ...
_ لم تشعرنـي يوما انهـا مهمه ..
_ حقــا ..؟
_ ما بــك ..؟
سالته عندمـا احست بأنزعـاجه .. فقال لها – ما بكِ انتـي ..؟ هل مللتـنــي ..؟
_ لماذا تقول هذا ..؟
_ لقـد تغيرتـي ..
انزعجت منـه وقالت – اليـس هذا ما تريده .. اليس هذا ما تركتنـي من اجله ..؟
_ لامار ..
قال اسمهـا ولكنـها لم تسمـح له بالأكمـال – لقـد اتعبتنـي جدا امون .. الى ماذا تريد ان تصـل ..
_ اليكـِ ..
_ لقد كنت دائما امامـك ..
_ اريد ان يستمـر الامر للأبـد ..
_ انـا وانـت فقـط ..؟
لم يفهـم ماذا تقصـد .. – ماذا تعنـيـن ..؟
_ انت تفهـم ..
صمت قليلا - هل هـو الطفـل ..؟
_ اجل ..
_ انـا متعب جدا .. لستُ في مزاج لأتخاصم معك عن هذا ..
_ لا داعـي لأن تفعـل ..
لم يقل لهـا شيء .. انه يعـرف حبهـا الشديد للأطفـال وامنيتهـا في ان تصبح اماً .. لكنه لا يريد منهـا
ان تتعذب .. ورغم حبه الشديد للأطفال ورغبته في اكمـال عائلتهـم الى ان تخيل انهم ربمـا يحضرون للعالم
طفل معـاق يتعذب ويعيش في هذه الحياة التي تصعب على البشـر السليميـن عيشها يتـوقف عن التفكيـر بالأمر ويمنعهـا
هي ايضـا عنـه ..
بهـدوء .. احس معه انها تحاول متعمده ان لا يسمعهـا – انا حـامل ...
بدى صوت تلك الكلمه التي بالكاد انتقلت عبر الهاتف يتردد في الممر الذي كان يجلس فيه ..
صاعقـه وقعت عليه .. لم يعرف معهـا ماذا يقـول .. ولكن استطـاع بعد معاناة مع لسانـه ان يخرج كلمه بعصـوبه ..
_ مـاذا قلتـي ..
تشجعـت الأن بعد ان اعتـرفت .. – هنـاك طفل في داخلـي ..
اغمضت عينيها ودفعت رأسها للخلف .. كانت تنتظر منـه شيء ..
اي شيء .. حتى ان كان صراخ ولكنه لم يقل شيء ..
للحضـات احست انه لم يصدقهـا .. بعد هذا احست بـه غير مهتـم .. ولكن قال اخيراُ ..
_ لـن تفعليهـا ..
ماذا يقصـد ..؟ الم يصـدق ..؟ ان تقـوم طفلته بفعل شيء كبيـر كهذا .. واخفائه عنه ..
لم تجب عليه .. لم تكن تملـك جواباً .. كل ما تملكـه هو امنيـه ان يقـول لهـا ~ مبـروك ~ وينهـي الامـر ..
فقـد اصبـح خوفهـــا من فقدانـه ان جائ هذا الطفــل كبيــر جـداً ..
ولكنه لم يكـن كبير لدرجه تجعلهــا تتخلـى عن طفلهـــا معـه .. ~


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

التعديل الأخير تم بواسطة ام بطن ; 01-30-2014 الساعة 10:27 AM
  #97  
قديم 12-13-2011, 07:50 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/29_01_14139096734029572.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




الجـزء التاسع عشر.




بهـدوء .. احس معه انها تحاول متعمده ان لا يسمعهـا – انا حـامل ...
بدى صوت تلك الكلمه التي بالكاد انتقلت عبر الهاتف يتردد في الممر الذي كان يجلس فيه ..
صاعقـه وقعت عليه .. لم يعرف معهـا ماذا يقـول .. ولكن استطـاع بعد معاناة مع لسانـه ان يخرج كلمه بصعـوبه ..
_ مـاذا قلتـي ..
تشجعـت الأن بعد ان اعتـرفت .. – هنـاك طفل في داخلـي ..
اغمضت عينيها ودفعت رأسها للخلف .. كانت تنتظر منـه شيء ..
اي شيء .. حتى ان كان صراخ ولكنه لم يقل شيء ..
للحضـات احست انه لم يصدقهـا .. بعد هذا احست بـه غير مهتـم .. ولكن قال اخيراُ ..
_ لـن تفعليهـا ..
ماذا يقصـد ..؟ الم يصـدق ..؟ ان تقـوم طفلته بفعل شيء كبيـر كهذا .. واخفائه عنه ..
لم تجب عليه .. لم تكن تملـك جواباً .. كل ما تملكـه هو امنيـه ان يقـول لهـا ~ مبـروك ~ وينهـي الامـر ..
فقـد اصبـح خوفهـــا من فقدانـه ان جاء هذا الطفــل كبيــر جـداً ..
ولكنه لم يكـن كبير لدرجه تجعلهــا تتخلـى عن طفلهـــا معـه .. ~
اغمـض آمون بعد هذا عينيه وقال لها وكأنه مخدر .. – سأرتـاح قليلا .. وداعاً ..
ثـم اغلق الهـاتف وكأن شيءً لم يـكن .. اصاب لامار الذهـول .. هل هو غاضب ..؟ بدى لها وكأنه لم يستوعب الامر ..
امسكت الهاتف قليلا وهي تنظر له .. لم تجرؤ ان تتصل به مجددا .. وضعت هاتـف كلوديا على الطاوله وتوجهت لغرفتهـا ..
رمت بجسدهـا النحيـل على السـرير وحاولت مجبره نفسهـا على النـوم رغم الافكـار التي تقتحم رأسها وتخيفهـا مما سيحـدث ..


سقـط الهـاتف الذي كان يمسكـه بيـده ليُحدث ضجه في ذالك الممر الخالي من اي صـوت ..
جعلته الضجـه يتحـرك مفزوعا حتى فهـم ايـن هـو .. كـان هذا آمون .. الذي ما ان اغلق الهاتف بعد
حديثه مع زوجتـه غط في نـوم جعله ينسـى ما حوله ..
هز رأسه بمحاوله للأستيقاض ووقف بعدهـا ليتوجه نحو غرفـة ادوارد .. فتح الباب بهـدوء شديد
فدخل للغرفه التي كانت تغط في ضلام كامـل .. ادوارد كـان مازال نائم ...
يهـذي بكلام غير مفهـوم في بعض الاوقـات فالحمـى ما تزل مرابطه لـه .. اقترب آمون منه فحـرك احدى الكراسي القريبـه
من سريره مما ادى الى سقـوط الكرسـي واصـدار ضجه مزعجـه جعلت ادوارد يغمض عينيه بقـوه منزعجا ..
وقف آمون بعد هذا امام الفنافذه وجاء حديث لامار فجأ وكأنه نسي تماما ما حدثـ ..
عقـد حاجبيه وهـو يحاول ان يتذكر ما قالتـه .. لقد كان النـوم يغالبه في ذلك الوقـت ولم يكمل الحديث معهـا ..
لاكنها قالت شيء عـن الحمـل .. نظر الى الامام نحو البنايات العاليه التي كانت تضيئ في هذا الضلام . _ لقد قالت
انهـا حامل .. هذا صحيح ..
بدى يستـوعب الان الوضـع .. ولكن هل يعقل ان يكـون الامر كذلك ..؟ هل يجرء ان يصـدق ام انهـا كانت
تختبره فقـط ..؟
قال بعد هذا – انهـا مجنونه ..
اخـرج هاتفـه وكان يريد ان يتصـل بهـا عندما جاء صوت ادوارد – كلاكمـا مجانـين ..
استـدار له آمون بسـرعه .. نظر له قليلا وهو يحاول ان يركز كي يعرف ان كان ادوارد تحت تأثير الحمى ام انه
استيقض حقا ..
_ ما بـك ..؟ لم تنظر هكذا ..؟
_ احاول ان ارى ان كنت ما تزل تهـذي ..
_ اهـذي ..؟
قالها مستغرب فرد آمون عليه .. – لقد احضرت الماضي كله في هذه السـاعات التي نمت بهـا ..
كان امون يتحدث بسخريه فلم يقل ادوارد شيء .. مما جعل امون يكمل ..
_ لقد كنت تنادي كلارا ..
حرك ادوارد عينيه الفضيتان لينظر نحـو آمون منزعج فرد عليه الاخر – الم تنس بعـد ..؟
_ لما يجـب ان انسـى ..؟
قال بهـدوء فرد عليه آمون – كي تعطي فرصـه لكاميليا ..
ضحك ساخرا مما جعله يتألم قليلا – هل تريد كاميليا ان تتنافس مع امرأة ميته ..؟
_ انك لا تنسـى ..
لم يجب ادوارد فقال آمون .. – كيف تشعـر الأن ..؟
_ بطريقه ما .. بخيـر ..
بدا وكأنه منزعج من الحديث مع ان الحديث لم يتضمن شيء مزعـج ..
لم يقـل امون بعد هذا شيء وضل ينظر من خلال النافذه .. خرج صوت ادوارد وكان منفعلا منزعـج ..
_ اين كلوديـا ..؟
_ لم تأتي ..
بدى ان الجـواب ازعجه اكثر من ذي قبـل .. قال بعدهـا – لقد كان معي بعض الأوراق في الغابه ..
_ لم يكن في حوزت كلوديا شيء ..
صمت ادوارد وهو يفكـر فقال آمون – هل هي اوراق مشروع المنتجع ..؟
لم يجب عليه فعاد آمون ليقـول – اعرف انك لست بصحه تسمح لك بهذا الحديث ولكن فكر بوالدتـ..
لم يكمل حديثه حين انفعل ادوارد – اللعنه عليكم .. فليذهب المشروع للجحيـم الن تكفو عن الثرثره في هذا الموضوع ..
_ هل هذا لأنك بدأت تشعر بانك على خطأ ..؟
قال امون يستفزه .. رد عليه ادوارد – هل تريد ان اقتلـك ..؟
_ هل تستطيع وانت في هذا الوضـع ..
رد عليه ساخرا فجلس ادوارد – هل تريد ان تُجرب ..؟
ضحك امون الان وعاد ليقف امام النافذه – رغم هذا .. فذاك المشروع لن يجلب لك سوى الاحتقار من الجميع ..
_ وكأن هناك من يهمنـي ..
قال امون وهو يبدو منزعج بقـوه – اللعنه عليك .. لقد فقدت صوابك تماما ..
اعاد ادوارد رأسه للوساده واغمـض عينيه بهـدوء .. خرج امون من عنده بعد ان فهم ان عقلية ادوارد لن تتغير مهما
حاولو اللعب على اوتار مشاعـره التي لا تتحـرك ..

..

لقد كانت تلك الليله مزعجـه جدا لكلوديا .. لم تنم سوى لحضات متقطعه تستيقض مفزوعه كل مره بعد رؤيتها لحلم
ينغص عليهـا نومهـا .. كم شعرت بالسعـاده عندما اشرقت الشمـس معلنـه يومها الجديد والاخير في هذه البقعـه التي
لم تعد تتحملهـا .. عندما استيقضت لم يكن هناك احد قد استيقـض غير السيده كاميليا .. وجدتها كلوديا تجلس في الطابق السفلي ..
كانت تجلس في غرفة الجلوس لوحدهـا وبدت وكأنها لم تنم ابدا ..
_ هل اقوم بصنـع القهـوه لكِ ..؟
سألتها كلوديا بهدوء فأبتسمت لها وقالت – نعم .. شكرا حبيبتي ..
توجهت كلوديا للمطبخ بعد ان اخذت هاتفها من على الطاوله .. فتحته وابتسمت بمراره عندمـا وجدت ان اليوم هو اول
يوم من السنـه الجديده .. يبـدو ان هذه السنه ستكـون مغزعـه ان كان اول يوم فيهـا هكذا ..
لم يحتفل احد ولم يكمل احد السهـره بالامس اصلا ..
قامت بصنع القهوه ولكنها زادت العدد .. ربمـا سيستيقض احدهـم الان .. سكبت كوبين
وحملتهمـا للغرفه .. اخذت كاميليا احدهمـا وجلست كلوديا على الاريكه المجاوره لها وهي ترتشـم من كوبهـا
الساخـن .. لقد دفء قلبهـا قليلا .. لم يتصـل امون .. اذن ادوارد لابد انه بخيـر ..
فكرت قليلا انه حتى ان حدث لأدوارد شيء فأمون سينتظر حتى ذهاب كاميليا بنفسهـا .. لن يخيفهـا عليه
اكثـر ..
لقـد كانت كلوديا تريد ان تقول شيء لتخفف عن المراة الجالسه امامهـا .. بدت كاميليا وكأنا اصبحت عجوز فجا ..
لم تضع اي مساحيق تجميليه على وجهها وكانت هناك دوائر سوداء حول عينيهـا ..
يبـدو ان الليله الماضيه لم تكن هي الوحيده التي سهـرت بهـا ..
_ سأقوم بايقاض مايكل ..
قالت هذا ووقفت وكأنها لم تعد تتحمل الصبـر ..
بعد لحضات كان كل من في المنزل مستيقض .. وقد ارتدو جميعـا ملابسهـم وتجهزو للذهـاب ..
_ هل ستأتين للمشفـى ..؟
سألت لامار روزا وهي ترتدي معطفهـا .. فأجابت روزا والتي كانت كلوديا تتابعهـا بشغف ..
_ بالطبـع ..
لم تعـرف هل تفرح ام تحزن .. ولكن ما تأكدت منـه انها يجـب ان تطمئن على ادوارد قبل حدوث اي شيء اخـر ..
هكذا ركـب الجميع في سيارة السيد مايكل .. تركو امتعتهم هنـاك .. فكما قال لهم السيد مايكل ..
سيقوم احد الخـدم بأحضارهـا خلفهـم ..
لم يتحـدث احد في السياره .. كان الوقت فجراً و هنـأك كئابه في الجو وكأنه يتقصد ان يزيد همهم هماً ..
اكتفـى الجميـع بالنظر من خلال النوافـذ والانشغال في افكارهـم الخاصه ..
بعـد طريق طويل دام عدة ساعـات جعل كل من كلوديا وكاميليا تشعـران انه لن ينتهـي وصلو للمشفـى ..
عندمـا اوقف السياره هرعت كاميليا منهـا بسرعه فناداهـا مايكل – كاميليا .. توقفي لحضه ..
توقفت وهي تنظر له بعد ان غالبتهـا دموعهـا .. استطاعت ان تنتظر قليلا حتى خرجو جميعا من السياره وتحركو نحو المشفـى ..
بعد ان استفسـرو عن غرفة ادوارد وعرفـو انهـا في الطابق الثالث من المشفـى توجه الجميـع الى هنـاك ..
آمون كان يجلس في المقاعد امام الغـرفه وهو يسند رأسه على الحائط ويغط في نـوم عميـق ..
بدى مرهقا للغـايه .. انقبض قلب لامار وهي تراه هكذا .. تحركت ووقفت امامه توقضه بهـدوء – آمون ...
فتح عينيه بهدوء وبدا يفركهمـا محاولا الاستيقاض .. وجد وجهها مقابله فضل ينظر له لوهله وكأنه في حلم حتى شعر بالجميـع حوله ..
وقف بسـرعه وتوجهه للسيده كاميليا التي حطمته عندمـا رئا حالها ..
_ تفضلـي كاميليا .. انـه هنـا ..
لم تعرف كلوديا لما لم تتحرك ولكن هذا ما قام به الجميـع .. فقد كاميليا والسيد مايكل هم من دخل في بادء الامر ليروه ..
ودخل آمون معهم وهو يشرح حالت ادوارد التي سمع الجميع انهـا استقرت بعض الشيء ..
جلست لامار وروزا بينما ضل جـون واقف وهـو ينظر للغرفـه .. اقتربت كلوديا لتقف بقربه وهمست له – لما لا تدخل ..؟
استدار لينظر لها وقال – ليس من شأنك ..
ابتسمت له – ليس سيء ان تخاف على اخـوك .. بل هو شيء رائع ..
نظر لها منزعج وابتعد عنهـا .. ضلت الابتسامه على وجهها وهي ترى انزعـاج جـون من المشاعر التي تجعله
قلق على ادوارد والتي كما يبدو لا يتقبلهـا كليا .. كمـا هو الحال مع اخوه المتجـر ..
بعد ان طـال مكوثهـم في الداخل خـرج امون وقال لروزا – تفضلـو .. لقد استيقـض ..
دخلت لامار التي كان امون يتحاشى النضر لهـا لسبب ما وبعدها روزا ثـم تحركت كلوديا بصعوبـه وجـون دخل في الاخير ..
كان ادوارد مستيقض وقد جلس على السرير بينما اسند ضهره على الوساده التي وضعها خلفه وكاميليا تجلس بقربه ..
لقد كان يبدو متوتر بعض الشيء وكأنه لا يعـرف كيف يتعامل مع امـه .. بدت قلقله عليه للغايه ولكنه لم يبدي اي اهتمـام ..
والده كـام يبدو قد ارتـاح الان ..مايكل يقف بقرب النافذه وهو ينظر لولده وعلى شفتيه شبه ابتسامه صغيره تبدي سعادته
بأن ادوارد بخيـر .. قالت امي فور دخولها – كيف حالك الان ادوارد ..
قال بتهذيب كما هي عادته بحديثه مع روزا – بخير سديتي .. شكـراً ..
اقتربت لامار منـه - لقد اخفتنـا عليك جدا .. جيد انك بخيـر ..
ابتسم لها واستدار لينظر لجـون الذي كان ينظر لأدوارد وكأنه لا يعرف ماذا يقـول .. يبدو ان ادوارد شعر
بتوتر اخيه الصغير فساعده – وانت .. الن تقول شيء ..؟
ابتسم جـون عندما وجد هذا التفاعل من ادوارد والذي نادرا ما يحدث – لا يوجد شيء اقوله .. فأنت لم تمـت ..
عندمـا قال جـون هذا استدار ادوارد لينظـر لكلوديا التي كانت منشغله بالنظر لأنفعالاته تجاه الجميـع ..
جيد انه لم يكن هنـاك احد منتبه لهـم فقد وقفت امي بقرب السيده كاميليا ولامار ذهبت لتقف قرب امون الذي لم يتحدث معها
بأي شكل ..
نظر ادوارد لي وكأنه انتبه لوجـودي للتـو .. ضل يحـدق بي طويلا بينما حاولت ان الهي نفسـي بشيء اخر كي لا انظر له
وافضح قلقي عليـه .. – اعطنـي ماء ..
قال وهو ينظر لكلوديـا فكـان يجب عليهـا ان تقوم بأحضار الماء له .. لم ينتبه احد على توترها ولكنهـا كرهت تصرفات
ادوارد ومحاولته الدائمه في احراجهـا .. ملئت له كوب من الماء وتقدمت من السرير كي تعطيه له ..
امسكـه وهو ينظر لعينيهـا .. كانت تريد ان تنظر له بأنزعـاج ولكنه لم يساعدهـا .. فقد كانت نظرتـه طبيعيه لم تكن تحمل اي
شيء شخصـي .. سواء خير او شـر ..
اعطته الكأس وعادت لتقف بعيده عنه وهي تشعر بالانزعـاج .. كان الجميع يتحدث معه ويحاول ان لا يخوض في
سبب جرحه او كيف حدث الموضـوع .. لم تفهم كلوديا لما يتجنبـون ذلك .. لقد ضنت ان اول سؤال سيكـون كيف حدث الامر ..
اقتربـت لامار من أمون وقالت له وهي تهمس في اذنـه – هل لنـا ان نتحـدث قليلا ..؟
_ دعينـي قليلا .. عندمـا نذهب للفندق سنتحدث بقدر ما تشائين ولكن الان لا ..
هل هـو غاضب .. انه ليس غاضب بل هـو يكاد ينفجـر ..
حسنا ربما الافضل هو ان تنتظر حتى يكونا وحدهمـا .. مرت على هذا الحال ما يقارب النصـف ساعه
حتى اعتـذر لهـم آمون .. – اعتقـد اني سأنسحب الان لأرتـاح قليلا .. ان احتجت شيء اخبرنـي ..
وجه الكلام الاخير لأدوارد الذي نظر له وقال – شكرا لك .. سأقوم بذلك ..
شكرته السيده كاميليا وكذلك فعل مايكل .. اقتربت لامار من كلوديا التي قالت لها – ما بـه ..؟
_ سنـرى ذلك .. سأذهب معه اذن .. اراكِ فيما بعد عزيزتـي ..
ابتمست لها كلوديا وشعـرت ان لامار خائفه من شيء ما .. بعد هذا ذهب امون ولامار ..
دخل الطبيب .. قام ببعض الفحوصات والسؤالات السريعه لأدوارد فسأله ادوارد – متى استطيع الخروج ..؟
_ ربمـا غدا .. يجب ان تبقـى اليوم على الاقل سيد ادوارد .. سنقـوم بأشعه كامله لساقك لنرى كيف اصبحت الاصابـه ..
_ دكتـور .. غدا يجب ان اخـرج .. لا يمكن ان ابقى اكثر ..
انه مستعجل بالطبـع .. فأدوارد لن يتحمل الجلوس هكذا بدون القيام بأعماله الكثيره ..
ابتسم الطبيب بهـدوء وهز رأسه .. خرج بعد هذا فلحقه بـه السيد مايكل ولحق بهم جـون ..
فالسيد مايكل يريد ان يتأكد من ان ليس هنـاك ضرر عليه ..
لقد اكتفت كلوديا الان .. اطمئنت عليه وتريد الخـروج من هنـا .. انه يلتفت لهـا بين الحين والاخر بدون مبالاة
وكأنه يرى فقط ما تفعـل .. نظرت كلوديا لوالدتها التي كانت تقف بقرب كاميليا وكانتا تتحدثـان بشيء لم تستطع سماعه ..
استدارت بعد هذا روزا لكلـوديا وقالت – اذن هل نذهـب نحـن ..؟
لم تفهم كلوديا هل هـو سؤال ام انها تخبرهـا فحسب ولكنها قالت – نعـم ..
كانت تشعر بعينيه الفضيتين عليهـا ولكنها لم تنظر لـه .. استدارت ووقفت امام الباب – سأنتظرك في الخارج ..
قالت هذا وفتحت الباب وخرجـت .. وقفت تنتظر في الممر .. جيد انه لم يحـدث شيء .. لم تقم باي خطوه حمقاء ..
كانت صامده واستطاعت ان تضهر عدم مبالاتهـا بشكل رائـع .. ابتسمت لنفسهـا بألم ..
~ هل هـو انتصـاري الأول على نفسـي ..؟
هذا ما فكرت به قبل ان تنتبه لوالدتهـا التي خرجت من الغرفـه وهي تلقي عليهـم التحيه ..
سارت بقرب ابنتهـا ولم تتحدثا كثيراً .. استقلتا القطـار وتوجهتا للمنـزل ..
قالت روزا فور وصولهـم – يجـب ان اذهـب الان للعمـل ..
نظرت لها كلوديا مستغربـه – للعـمل ..؟ لقد وصلتي للتـو امي .. ارتاحي ..
_ لستُ متعبه عزيزتي .. ربمـا ساتأخر قليلا ..
_ تتأخريـن ايضـا ..
ابتسمت روزا لأبنتهـا وقبلتهـا – ما زلت شابه .. لم اهـرم بعـد ..
ابتسمت كلوديا بدورها وقبلت والدتهـا – ولكنك لا تحصلين على ما يكفـي تغطية تعبـك ..
_لا تفكـري في هذا ..
دخلت روزا بعد هذا للغرفـه وغيرت ملابسهـا وخرجت مسرعه ..
كلوديا كانت منزعجـه .. بدأت تشعر ان هذا العمل لا يقوم بشيء سوى اهلاك والدتهـا ..
الراتب ليس بشيء يذكـر وهـم يطلبون والدتهـا دائما .. احيانا تتأخر حتى الليل ..
ورغـم خوف كلوديا الكبير في بقائها وحيده في البيت الا انهـا تحاول اشغال نفسهـا باي شيء حتى عودت والدتها ..
وعندمـا تعود تذهب للسرير فورا كي لا تشعر والدتها انهـا كانت مستيقضه طوال الليل ..
كانت الان تشعر بالتعب جراء الطريق الطويل الذي قطعوه والوقوف في المشفى كل ذلك الوقت ..
توجهت نحو غرفتهـا ورمت نفسها على السرير ونامت بعمـق شديد ..
كانت تستيقض بين ساعات متقطعـه .. ولكنها كانت تعود للنـوم مجددا .. التعـب كان يغالبهـا في كل لحضـه
ويمنعهـا من النهوض من على السـرير ..
بدأ رنين هاتفها بالعلـو ورغم محاولتهـا لعـدم سماعه الا انهـا لم تستطع ان تتحمله اكثـر ..
وقفت بتكاسل وسارت نحـو معطفهـا واخرجت الهاتف منه بعصبيه بعد ان استعصى عليها قليلا ..
ردت بـدون ان تنظر للمتصـل حتـى ..
كـان صوتها ثقيلا تعبا – نعـم ..؟
هل هي غاضبـه .. هذا ما فكر به ايفـان قبل ان يقـول – مرحبا ..
جلست على الاريكه وحاولت ان تفهم من يتحدث .. قالت بهدوء – ايفان ..؟
_ نعـم .. هل انتي نائمه ... ام غاضبه ..؟
_ ليس لدي مـزاج للضحـك ..
قال لها – ولكنك رغـم هذا تبتسمـين ..
وجدت انهـا كانت حقا تبتسـم .. – حسنا ايها الساحر .. ماذا هنـاك ..؟
_ لا شيء غريب .. اردت فقط ان اقول .. كل عام وانتي بخير ..
_ هم ؟ بشأن ..؟
_ حقا ..؟
_ ماذا حقا ..؟ اسمع ايفان لم استيقض كليا بعد .. ماذا هناك ..
_ اليس اليوم عيد ميلادك التاسـع عشـر ..؟ ام هل انا مخطئ ..؟
جعلها هذا تفتح عينيها وتجلس بثبـات .. بدأت تتذكر .. بالطبـع .. اليوم هو اليوم الاول في السنه ..
هذا هو يوم عيد ميلادهـا .. لقد نسيته كليا .. عاد ليقـول – اذن انا مخطئ ...؟
ابتسمت – لا .. لست مخطئ .. انه كذلك ..
_ يبدو اذن انك نسيته كليا ..
_ هذا صحيح .. لقد غاب عن بالي تماما ..
وقفت بعد هذا لتنظر من النافذه .. لقد قاربت الساعه الخامسه ولكن مع ان الوقت ما زال مبكر الى
ان الشمس بدأت بالمغيـب ..
_ شكرا لك ..
قالت هذا فرد عليها - الن تحتفلـي اذن ..؟
_ لا ..
وكأنها مبرمجه .. ضحك عليها فقالت – ما بك ..
_ لم اكن قد انهيت السؤال بعد..
_ حسنا .. اوفر عليك قول كلمات لا حاجه لها
_ الن اراكِ اذن ..؟
لم تعـرف ماذا تقول .. – لقد تأخر الوقت ..
_ هل انتي واثقه ..؟
قالت بسرعه – امي لم تعد بعد ولا استطيع الخروج ..
_ لكن هناك ما اريد الحديث بشانه معـكِ ..
_ الا يتأجل ..؟
_ لقد اجلته كثيرا ..
_ تحـدث اذن ..
قالت هذا وهي تشعر بان هناك شيء سيء سيحدث ..
_ لا يمكن على الهاتف .. يجب ان اراكِ ..
_ ماذا هناك .. بدأت تخيفني ..
_ لماذا تخافين .. اريد ان اقول لكِ شيء فقط ..
بدأت تشعر بصداع حاد .. لم تأكل شيء منذ الصباح وكل ما قامت به هو النـوم ..
انـ اليوم هو الأسوء ..
امسكت رأسها ولم تعرف ماذا تقول له .. قالت – هل يناسبك غدا ..؟
قال بهـدوء – لا .. الاسبـوع هذا كله لا استطيع .. سأسافر ولن اعود حتى بداية الاسبـوع القادم ..
_ حقا ..؟ الى اين ..؟
_ يجب ان اعـود لفرنسـا .. لدي بعض الاعمـال هناك ..
_ ااه .. هذا رائع ..
_ ما هـو الرائع ..؟
احست انه منزعج من شيء فقالت – الذهاب لفرنسـا .. اليس رائعا ..
_ هل تاتين معـي ..؟
_ لقد تحدثنا سابقا بالامر .. وقلت لك ان هذا مستحيـل ..
_ اللعنه عليك من فتاة .. مالذي تريدينه اذن .. لا تقبلين بالارتباط .. والخروج معي ممنوع
.. الى ماذا تحاولين ان توصليني ..
لم تفهم لماذا هو غاضب هكذا .. لقد انقلب فجأ .. رغم انه بدى منزعج منذ البدايه ولكن ما سبب صراخه عليها الان ..
صرخت بوجهه بحده – اولا لا تقل لي اللعنه عليك .. ثـم لماذا تصرخ ولماذا انت غاضب بالاسـاس ..؟
_ كلوديا فكري قليلا ..؟
لم تقل شيء .. او بالاحرى هي لم تفهم شيء مما قاله ..
وهو بدا انه ندم على ما قاله .. اذ انه قال بسـرعه – سنتحدث عندما اعود .. وداعا الان ..
واغلق الهاتف قبل ان تجيب حتى .. رمـت الهاتف على الاريكه بقربها وصرخت – وكأني استحمل جنونك انت الاخر ..
توجهت نحو المطبخ واخذت دواء مسكـن لوجع الرأس .. يجب ان تأكل شيء ..
فكرت قليلا وهي تنظر لمحتويات الثلاجه ولكن شي منها لم يعجبها ..
اغلقت الباب وخرجت من المطبـخ .. جلست في الصاله واخذت هاتفها لتتصل بوالدتها وتطلب منها
ان تحضر لها شيء لتاكله من الخارج ..
عندما فتحت الهاتف كانت هناك رسائل كثيره .. تهاني من اصدقائها بعيد ميلادهـا .. لم تسمعها عندما
وصلت .. ابتسمت وهي تقرأها جميعا .. كل شخص كتب لها شيء جميل .. احدهم كتب لها ذكرى عن اول لقاء
حدث بينهم وكم هو سعيد بتعرفه عليهـا .. وكتبت لها ساره رساله طويله تصف لها مشاعرها تجاهها ..
كانت تبتسم بين الحين والاخر حتى انهت قرائت الرسائل جميعا ..
احست بان هناك شيء ناقـص .. هناك شخص مهـم لم يرسل لهـا .. كانت هذه كارثه ولكن ربمـا هو لا يعرف
عيد ميلادهـا .. لن يكون خطا اذن .. كان هذا هو والدهـا الذي حاولت ان تتصل به اكثر من مره ولكن هاتفه كان
دائما خارج الخدمه .. تذكرت بعد هذا السيده ماريا .. جدة كلارا ..
هل مازالت هنا ام انها سافرت مع حفيدتها ..؟ فكرت انها بكلا الحالتين لن تعود لتعمـل لديها ..
ولكن كيف ستقـول ذلك .. هل هذا عذر لتتصل بأدوارد وتطلب منه ان يعتذر من حفيدت خطيبته عن اكمالها العمل عنده ..
اطلقت ضحكه مزعجه على نفسها – انتي مثيره للشفقه ايتها الحمقاء ..
فكرت انها لن تتصل في ذلك الرجل ابدا .. لا مزيد من الانكسارات .. هذا ما قررته بعد خروجها من ذلك المنزل القابع
في اعالي الجبال وسط الشجره الكبيره تلـك .. كان هناك شخص اخر يمكن ان تطلب منه نفس الطلب ..
اتصـلت على آمون .. رن الهاتف كثيرا حتى كادت تغلقه عندمـا اجاب – مرحبا كلوديا ..
_ مرحبا امون .. كيف حالك ..
صمت قليلا وقال – بخير .. وانتـي ..؟
_ انا ايضا بخير .. كيف هي لامار ..؟
_ بخيـر ..

قالها بأقتضاب شديد .. ولكنها لم تهتم كثيرا لطريقته .. اكملت ما ارادت قوله – اريد ان اطلب منك خدمه ..
_ ماذا هناك ..؟
_ السيده ماريا .. لم اعد استطيع اكمال العمل لديهـا .. هل يمكنك ان تخبرهـا بالامر ..؟
_ لما لا تفعليـن انتي ذلك ..؟
_ لا اريد ..
اصر عليها – سيكـون الامر لائق اكثر لو قمتي انتي به ..
_ لقد قلت لا اريد .. الا يمكنك ..؟
اخذ نفسا عميقا – بلا استطيع .. كما تشائين ..
سالت عندما انتهت المساله – هل لديك مشكله ..؟
بدى انه يتحدث بسخريه – ساصبـح ابا ..
انصدمت كلوديا وقالت بدون وعـي – هل اخبرتـك ..؟
_ ماذا ..؟ اخبرتني بماذا ..؟
لم تعرف ماذا تفعل الان .. هل حطمت كل شيء..؟ اذا لم تكن قد اخبرته بمسالت الحمل فماذا يقصد
بأنه سيصبح ابـ ..؟ لم تجرء على قول المزيد فقال لها – كيف عرفتي انتـي ..؟
_ اذن فقد اخبرتك .. لقد ارعبتني ..
_ كلوديا من اين تعرفيـن ..؟
_ لامار قالت لي ..
_ متـى ..؟
_ حسنا لم اتعرف عليها سوى في الرحله .. بالبطع هناك .. هل تريد الوقت بالتحديد ..
_ هل تحاولين ان تكوني ضريفه ..
للحضات دام صمت بينهم حتى فجرته كلوديا بضحكه عاليه .. – اسفـه ..
قالت بعدها .. فقال لها – لا عليك .. اشعر بالسعاده عندما تضحكـين ..
_ اين لامار اذن ..؟
_ انها في الفندق ..
_ وانـت ..؟
_ انا في الخـارج ..
_ هل تشاجرتمـا ..
_ لا ..
_ اذن
_ ماذا ..؟
_ ماذا حدث ..؟
_ لم يحدث شيء ..
_ اذن فقد تركت الغرفه وخرجت ..
_ هل هذا ذكاء ..
ابتسمت – انت على خطئ ..
_ كلوديا .. كفاكِ ثرثره ..
_ تريد اسكاتي لانك تعرف بانك مخطئ ..
_ انكِ لا تفهمين شيء ..
_ لقد قالت لامار لي بعض الاشياء ..
قالت بعد صمت طويل احس معه امون انها اغلقت الهاتف – عن صحة الطفل ..
_ ساتركك الان .. لدي بعض الاعمــال ..
_ آمون .. انتظر ..
ولكنه لم ينتظر .. بل اغلق الهاتف فورا .. يبـدو انهما لم يتحدثا ولم يتوصلا لشيء بعـد ..
ربمـا ستكـون المساله صعبه عليه في بادء الامر ولكنها متأكده ان آمون ليس بذلك الشخص الذي يطلب من زوجته
اجهاض طفلهـا او انه سيتركها من اجل ما قامت به .. هو منزعـج بعض الشيء لانها قامت بكل شيء دون اعلامه ..
هذا ما تمنته كلوديا على الاقـل ..
اتصلت بوالدتها في ذلك اليوم وطلبت منها ان تحضر لها شيء لتأكله ..
وهكذا اكملت يومها بالجلوس امام التلفاز ..

..

كـان هناك كومة اوراق امـامه وبدى يتصفحهـا بهدوء وهو يقرء بأهتمـام .. فُتح عليه الباب فدخل عليه آمون ..
نظر ادوارد له بهدوء بطرف عينه وعاد ليتابع عملـه بعد هذا ..
جلس آمون على الاريكه المقابله لسرير ادوارد .. قال بعد هدوء دام دقائق طويله ..
_ الا تمل من العمـل ..؟
رفع ادوارد وجهه ونظر قليلا لأمون وقال بعدها – هل كنت تشـرب ..؟
امسك امون رأسه – اشعر بصداع حاد .. لماذا تسأل ..؟
_ ليس لسبب معين .. لم تتسكع منذ زمـن ..
ضحك عليه وقال – لقد ضننت انني كبرت ..
_ هل حدث شيء ..؟
_ هل انت مهتـم ..؟
_ تريد ان تبتعد عن الموضوع اذن ..؟
عقد امون حاجبيه وهو ينظر لأدوارد الذي وضع الاوراق على الطاوله ورمى القلم فوقهم ..
_ ربمـا ستحصل على طفل سليم .. اليست المخاطره شيء مطلوب في الحياة .. هذا ما كنت دوما تقوم به ..
_ لا تقل لي انت ان لامار اخبرتك ايضا ..
_ لا .. لم تفعل .. سمعت حديثا لها مع كلوديا ..
لم يقل شيء وكان يبدو غاضب فقال له ادوارد ساخرا – هل مشكلتك هي انها لم تخبرك في المقام الأول ..
_ هل تفهم ماذا يعني ان يكـون الطفل ..
لم يكمل .. فهم ادوارد ما يقصده فقال له – وماذا ان لم يكن ..؟
_ هل ترى انها مسأله قابله للمخاطره ..؟
_ لستُ في الصوره .. انه من الصعب ان افهم الوضع ولكن لامار لها كل الحق في ان تصبح اما ..
رفع وجهه لأدوارد وقال وكأنه منزعج من ادوارد اكثر من اي شيء – منذ متى تتفهم هذه المشاعر ..
_ حسنا .. ربما ان سألت رأي فسأقول ان انجاب الاطفال وتكوين عائله هو الشيء الذي لا يعنيني بشيء .. ولكن
لامار مختلفه .. عنا جميعا .. تعرف شغفها بالاطفال ..
_ لستُ معارض لفكرة الاطفال .. ولكن هناك اشياء لا يمكن ان نتخطاها ..
بدى انه انفعل كثيرا اذ انه وقف وبدا يسير فقال ادوارد – ان كنت تريد مواسات فلن تجدها لدي .. وان كنت تريد رأي يساعدك
فهو ايضا غير موجود لدي .. مسألتك خارج اختصاصي ..
نظر له امون وقال – انك حقا فاقد للأحساس .. لقد جئت للشخص الخطأ ..
_ كان يجب ان تعرف هذا قبل ان تاتي لأزعاجي ..
_ اللعنه عليك من صديق ..
ضحك ادوارد بينمـا رمقه امون بأنزعـاج .. قال بعدها .. – طلبت مني كلوديا ان اتصل بالسيده ماريا فهل تستطيع ان تفعل هذا ...؟
نظر له باهتمـام – وماذا تريد منهـا ..؟
_ تريد ان تعتذر عن اكمـال العمل ..
ابتسم ادوارد ساخرا – تلك المسكيــنه ..
_ هي مسكينه حقا منذ ان قابلتك .. هل ستفعل ..
_ لما لا تفعل هي ..؟ هل تخاف ..؟
_ ربمـا .. لا اعرف لقد طلبت مني ولكني لستُ في مزاج يسمح ..
_ حسنا .. سافعـل ..
_ ساذهـب الان ..
هز ادوارد رأسه عندما خـرج آمون واغلق الباب خلفـه .. اسند راسه على الوساده واغمض عينيه ..
لقد كان منزعـج .. غاضـب .. ثائـر .. لماذا هذا كلـه .. هل هذه الغرفه المضلمه البارده الخاليه من احـد هي السبـب ..؟
لم تسبب هذه الاجـواء من قبل له اي فـرق .. ان هذا مزعـج ..
اعاد الوساده لوضعها وحاول ان ينـام ..

..

في الصبـاح استفاقت كلوديا على صـوت والدتهـا التي كانت تقـف امامهـا تنتظر منهـا ان تفتح عينيهـا ..
عندما فتحت عينيها نظرت لوالدتهـا التي كانت تبتسم لهـا ..
_ لقد نسيت ان الامس كان ذكرى لأجمل يوم في حياتي .. انا اسفه صغيرتـي ..
ابتسمت لوالدتها بعد هذا وجلست وهي تفرك عينيهـا .. – حتى انا نسيته ..
قالت مبتسمه وهي تتثائب .. فأخرجت من خلف ضهـرهـا علبـه صغيره حمـراء اللون ..
جعلت كلوديا تقفـز فرحه من السريـر وهي تضحـك .. – ماهــذا ..؟
سألت بينما ابتعدت روزا خطوتين للخـلف – ما رأيك انتـي ..؟
_ هيا امي اعطني .. اليست هديه لي
ضحكت روزا – ما زلتـي طفله .. لن تحصلي عليها ..
_ امي .. لقد اصبـحت الان في التاسعـه عشـر .. هيا اعطني ..
_ اولا توجهي للحمام .. بعد ان تقومي بتنضيف اسنانك ووجهك وترتيب نفسك تعالي للمطبخ وهناك ستحصلين عليها ..
جلست وهي تتصنع الزعـل .. – حسنا ..
خرجت روزا وتوجهت كلوديا للحمام وهي فرحه جدا ..
عندما دخلت المطبخ كانت امها قد جهزت الافطـال .. قبلت رأسه والدها وبعدها قبلتها على خدهـا ..
_ شكـرا امـي ..
جلست امامهـا فقدمت روزا لها الهديـه .. اخذتها كلوديا وعلى شفتيهـا ابتسامه مشرقـه ..
فتحتهـا بفوضويه ورمت الورق الذي كانت قد غُلفت الهديه به فكان هناك عُلبه صغيره سوداء جميله جدا ..
فتحتهـا وروزا تتابع ملامح صغيرتها التي بدت طفوليه وهي تترقـب ما يوجد بداخل العلبه ..
فتحت العلبـه فضهـر لهـا قرطـان خطفـا انفاسهـا من شدة روعتهمـا ..
ضلت تنظر لهم قليلا وهي تتمعـن بشده .. قرطان يشكلان قلوب صغيره جوهريه باللون الاحمر القانـي ..
كانت منثوره بشكل جميل ..
_ رائـعه ..
قالت كلوديا وهي ما زالت تنظر وعلى وجهها ابتسأمــه .. وقفت بعد هذا وحضنت والدتها بقوه ..
_ شكرا امي .. انكي الاروع .. انا اعشقك امي ارجوكِ سامحيني ان كنت قد المتك ..
حضنتها روزا وهي تضحك على فتاتها – كم انتي حمقاء .. تعرفين انني لا استطيع ان اغضب منك .. فأنتي تعرفين ان
مامن شيء مهم لي غيرك ..
بدت دموع كلوديا تتساقط فأبعدتهـا روزا قليلا – ماذا الان .. لما الـدموع ..؟
_ لاني سعيده جدا ..
كان ذلك شيء احتاجته كلوديا منذ زمـن .. احساسهـا بأنها مهمه في حياة احـد ..
_ حسنا هيا .. يجب ان تأكلي بسرعـه ..
_ لماذا ..؟
_ لاني سأذهب للعمـل ..
_ اليوم ايضـا ..؟
_ ليس اليوم فقط .. كلوديا العمل هو شيء نقوم به كل يوم ..
ابتسمت كلوديا – ولكن ..
_ كفى .. اسمعـي .. اليوم لن تبقي وحدك في المنزل .. لقد قالت كاميليا ان كنتي تستطيعين ان تذهبي لهـم ..
فجـون يقول انه عوضا عن بقائك وحيد لما لا تذهبين لهـم حتى اعـود من العمـل ..؟
قالت بسـرعه – لكني لا اخـاف امي ..
ضحكت عليها امهـا .. – لم يقل احد انك تخافين .. ولكن اليس هذا افضل من بقائك وحيدا .. خصوصا ان الان
انتي في اجازه ..
لم تعـرف ماذا تقتول فسالت روزا مستغربه .. – هل هناك شيء ..؟
_ اااه .. لا لا ابدا .. ربما هذا جيد .. فأنا لم اره ميا منذ زمـن .. حسنا سأذهب ..
_ حسنا اذن .. كوني حذره عندمـا تذهبين ..
_ حــااااااضر ماما ..
ابتسمت لها روزا واكملتا الافطـار .. |||

دخل آمون للفنـدق وهو يشعـر بالارهـاق الشديد .. عندمـا اصبـح امام غرفتـه فتحها بعنـف ودخل وهو يمسك برأسه
من شدة الصداع الذي يقاسيه .. صفق الباب خلفه ودخل وهو ينوي ان يرمي بنفسه على السرير وينـام طويلا ..
كان هذا ما نواه ولكن لامار كانت تجلس امام السرير وهي تحتضن احدى الوسائد المتبقيه بعد ان رميت جميع محتويات الغرفه
وتبعثرت ارضا .. عندمـا رئاها ضل يدير بعينه في ارجاء الغرفه التي بدا انهـا حطمتهـا كليا بالأمـس .. لقد خربت ترتيب السرير بالكامل ..
بينمـا الكراسي الموجوده كانت مرميه ارضا ومحتويات الطاوله ايضـا .. ابتسم رغما عنه لتصرفاتهـا الطفوليه ..
اقترب ليجلس على ركبتيه امامهـا ورفع اصابعه ليمسح اثار الدموع التي باتت سوداء جراء مساحيق التجميل
التي لم تمسحهـا .. – تريديـن طفلا .. الا يجب ان تكبـري قليلا اذن ..
قال هذا ساخرا وهو يشعـر بتناقضات تحدث فيه تجعله مشوش .. فتحت عينيهـا جراء لمسته وحين رأته امامها شهقـت ..
_ عدت اخيرا ..
عندما قالتها بتلك الطريقه الياسه المحطمه لم يستطع سوى ان يبتعد عنهـا كي لا يضعـف ..
اخذ احـدى الوسائد المرميه ارضا ورماها على السرير حيث اراح جسده .. اغمض عينيه ورفع يده ليضعها خلف رأسه ..
وقفت هي بدورها بسرعه وجلست بقربـه – لا يمكنك ان تنـام ..
لم يتحرك بل قال لهـا فقط – لم انـم منذ الأمـس ..
_ ومن قال لك هذا .. انا لم اعد اتحمل ان تجعلني اعيش على اعصابي هكذا ..
لم يجبهـا فصرخت – توقف عن هذا .. يجب ان تقول شيء .. لا يمكنـك ان تبقـى هكذا فقط ..
يدها كانت موضوعه على صدره فرماها بسرعه ورفع رأسه من على الوساده وامسك بها من كتفيها بقوه وهو غاضب ..
_ اقول شيء ..؟ مثل ..؟
بدت تبكـي – امون انك تؤلمنـي ..
_ حقا .. وانتي .. ماذا تفعليـن ..؟
اخافهـا جدا .. بدت تنكمش وهي تحاول ان تجعله يتركها فقد آلمهـا جدا ولكنه لم يتحرك فقال ما ندمت عليه قبل ان تنهيه ..
_ ان كان الامر مرفوض الى هذه الدرجه لك .. فلننفصل ..
هناك شيء يشبه الصدمه على ملامحه .. ربمـا جمـود هو الكلمه الاقرب هو لم يحرك شيء من ملامحه ولا جسده ..
حتى افلت يديه وتركهـا .. صرخت بسـرعه وهي تحاول ان ترتب كلماتهـأ – ليس .. لا .. هذا ليس هو ما قصدته ..
_ انتي لا تعـرفين ماذا تريديـن .. انكِ مشتته لامار ..
قالت من بين دموعها .. - انت من فعل هذا بـي ..
_ ربمـا ..
قال بألم واكمل – ولكن هذا اصبح صعب جدا .. العيـش معك صعب للغايه ..
_ الم تعد تتحملنـي ..
امسك وجهها وقال – يجب ان تفكـري .. ماذا تريدين انتـي ..
ردت بدون تردد قبل ان يكمل حتى – انت .. اريـدك .. انت ..
_ والطفـل ..؟
بصـوت هامـس – هو ايضـا ..
_ هل تضحيـن بـه من اجلـي .. ؟
بدأت تهز رأسها بقوه – لا .. لا لا استطيـع ان اقتلـه ..
احـس بنفسـه مجـرم بعد ما قالتـه .. لم يستطع ان يقول شيء اخر ..
_ دعينـي انـام .. ربمـا سأقوم بقتله ان لم احصل على بعض الراحه ..
لم تفهـم هل كان يمزح او انه غاضب .. نظرت له مستغربه ووقفت بسرعـه ..
عرف ان ما قاله لم يعجبهـا بتاتا .. ولكنه الان يحتاج للنـوم اكثر من اي شيء اخر ..
سيجـد حل لما يحـدث عندمـا يستيقـض .. وهكذا نـام واراح جسـده المنهـك جراء تسكعه طوال الليل ..
تحركت بتكاسـل واخذت منشفه وبعض الملابـس من حقيبتهـا ودخلت الحمام ..
كـانت تريد ان تنسـاه .. نظراته .. كلامه ..
تريد ان تنسى تصرفاته المجنـونه منذ ان عرف انهـا حامل .. لقد انقلب حاله كليا ..
اصبـح شديد القسـاوه .. مابـه ..؟
هذا ما كانت تفكر به لامار وهي تحت الماء .. ~




رن جـرس البـاب فجـرت كلوديا لتفتحه وهي تحاول ارتداء قميصهـا ..
وقفت امام الباب واحكمت ازراره وفتـحت الباب بعدهـا .. كانت السيده كاميليا الواقفه امام الباب ..
نظرت لها مستغربه حضورهـا في بادء الامر ثم ابتسمت – اهلا ..
_ اهلا بك عزيزتي .. هل انتهيتـي ..؟
_ انتهيــت ...؟
دخلت خطوتين واغلقت الباب خلفهـا .. – اقصد ملابسك .. الن تأتي معـي ..؟
_ ااه .. لم تقل لي امي انك من ستأتي لأخذي .. ضننت اني سأذهب وحدي ..
_ نعم هذا صحيح .. ولكني كنت في الخارج لذا قررت ان آتي لأخذك ..
_ شكرا لك سديتي .. سأجهز بغضون دقائق ..
_ حسنا عزيزتي .. سأنتضرك ..
حاولت ان تجد ملابسها بسـرعه .. لم تعرف لماذا ولكنها كانت محرجه لان السيده كاميليا بنفسهـا اتت لتحضرهـا ..
تمنـت ان ادوارد لم يعـد بعـد للمنـزل وكانت تريد اكثر ان يبقى في المشفـى الى الغـد حتى لا تراه ..
خرجت بعد ان غيرت ملابسهـا وخرجت بعد هذا مع السيده كاميليا نحو السياره التي كانت تنتظرهم في اخر الشارع ..
بعـد ان تحركت السياره قليلا قالت السيده كاميليا – سنذهب اولا لأحضار ادوارد من المشفـى .. هل يناسبك ..؟
ان ما قالته صدمه حقيقيه .. هل يمكن ان يكون حضها في الارض لهذه الدرجـه .. ولكن ماذا تقصد بهل يناسبـك ..؟
ان كان لا يناسبها الن يذهبـو ..؟ لم تفهم ولكنها حاولت ان تبتسم – بالطبـع لا ..
هذا ما استطاعت ان تقوله .. تحدثتا في بعض الامـور الخارجه عن مناطق تفكيرهما كليا .. كانتا تريدان
ان تلهيا نفسيهمـا قبل ان يصلـا باي شي ..
عندمـا اصبحـو امام المشفـى ضلت كاميليا قليلا وكانت كلوديا قد قررت انها لن تنزل بل ستنتظر في السياره حتى
وصولهم .. عندما قالت السيده – هل يمكنـك ان تذهبي لتحضريـه ..؟
_ انـا ...؟؟
كانت علامات الاستفهام واضحه على ملامحهـا .. لماذا هي .. ولماذا اصلا يجب على احد ان يحضره ..
اليس ادوارد كبير بما يكفي ليحضر لوحده .. ام هل يجب ان يساعده احد في حمل الامتعـه ..؟
_ اسفه عزيزتـي ولكن .. اشعـر انه ينزعـج حين اكـون معه .. هل يمكنك ان تقومي بهذا من اجلي ..
كانت مجـروحه .. والدته كانت مجروحه حقا .. ولكنها تحاول بكل قوتهـا ان لا يشعر احد بهذا ..
فهي لا تستطيع ان تلوم ادوارد ابدا .. ولكن هذا قاسي جدا ..
كم شعرت كلوديا بالشفقه عليهـا . كم هو قاسيٍ ادوارد .. انه حقا متحجـر القلب ..
كيف يستطيع ان يفعل هذا بهذه الانسـانه التي تعشقـه .. انها تتحمل كل شيء من اجله ..
فقط لكي لا ينزعـج هـو .. كيف يمكن هذا .. كيف يستطيع احد ان يكـون فاقد الاحسـاس هكذا ..؟
ابتسمـت لكاميليا وقالت لها – بالطبـع استطيـع ..
كانت تشعر بالاحراج لانها تشعر بالشفقه نحو هذه السيده .. ولكن لو كان الامر يعود لها
لكانت قالت فليأتي لوحده .. او ليبقـى هنا الى الابـد لوحده ان كان هذا ما يريده ..
كم هـو لعيـن .. هذا ما فكرت به وهي تنزل من السياره متوجه لجناحه ..
عندمـا اصبحـت امام غرفتـه اخذت نفسا عميقا وقبل ان تحرك يدها لتفتـح الباب فُتح الباب ففُزعت قليلا
حتى رأت كلارا تخـرج من غرفتـه وهي تقـول – سنتحـدث في الأمر لاحقا ..
ولكن ادوارد لم يقـل شيء .. وقفت كلوديا كالتمثـال لا تستطيع الحركـه .. نظرت لها كلارا وكأنها لا تعرف هذه الشخصيه ..
رغم هذا كانت في نظرتهـا علامات الاحتقـار التي لم تستطع كلوديا تحملها ..
كل شيء يحـدث وكأنه لتحطيمهـا فقـط .. كم تبقـى من قوة احتمالهـا ..
لم تقل كلارا شيء .. بعد تلك النظرات تحركت حتى اختفت عن عيني كلوديا التي مازالت
تحت تأثير الصدمـه بقـوه ..
_ ما الذي اتى بـك ..؟
عندما كلمها فقط استطاعت ان تعـود للواقـع .. استدارت لتنظر له وعقدت حاجبيها قليلا ..
ربمـا كانت تنتظر منه تفسيـر لما شاهدت للتـو .. ولكنه استمر بالصمت والنظر لها حتى حركت رأسها ..
دخلت بعد هذا وحاولت ان تتذكر لما هـي هُنـا ..
_ ااه .. نعـم ... ولدتـك .. اقصد لقد جائت لتأخذك للمنـزل ..
_ وانتـي ..؟
عندما شعرت بانه عاد لطبيعته الاستفزازيه التي يحاول معها احراجها قالت وهي منزعجه ..
_ بمـا ان ابنها شقي للغايه فهي طلبت منـي مساعدتها ..
ابتسم بسخريه ووقف وهو يتحرك بصعوبه .. ساقه كما عرفت مازالت تؤلمه ومازال لا يستطيع السير
عليها كما في السابـق .. لم تتحـرك حتى اصبـح امامهـا ..
_ الم تجـد غيرك اذن للمسـاعده ..؟
نظرت له بتحـد .. – تستطيـع سؤالهـا عندما تراها ..
قال لها وكأنه سئم - كفاكِ .. لا احب ان تصبحي بارده هكذا ..
تراجعت خطوتيـن للخلف عندما تقدم منهأ وقالت – انهـا تنتظر ..
لقد وترهـا مجددا .. لو انها لم ترى كلارا هنـا لفكـرت انه حقا بدى ينظر لهـا بطريقه مختلفه ..
ولكن لا .. هـو كما قال آمون .. يبعـد عنه الملل فقط .. يستعملهـا للتسليه ..
قال لها فأستدارت لتنظر حيث اشار ..
_ قومي بترتيبها حتى اغير ملابسي ..
هزت راسها وابتعدت عنه .. توجه للحمام بينما ذهبت هي لترتب اغراضه المتناثره حول حقيبته الصغيره ..
رتبت المناشف .. استغربت وجودهم رغم ان في المشفى الكثير منهـا ..
هي لا تفهم هذه العائله ..
بعد ان انتهت من ترتيب الاخراض اغلقت الحقيبه و وضعتها قرب الباب .. لقد تأخر ..
يبـدو ان ساقه تؤلمه لهذا فتغير ملابسه صعب بعض الشيء ..
وقفت امام النافذه وهي تنظر .. هل عادا اذن .. بهذه السرعـه ..؟ لم يكن الامر يستحق ان يغضبا
من بعض اصلا ان كانا سيعودان هكذا بسرعـه ..
شعرت انهـا ستنفجر من القهـر .. من الغبطه .. رفعت اصابعها وبدت بالطرق بتوتر على الزجاج .. سمعت الباب
يُفتح وخرج منـه .. بدت تتنفس بهدوء وهي تحاول ترتيب كلامهـا ..
استدارت له وقالت وهي تحاول ان تكون جاده – اسمع .. عندما ترا امك توقف عن التصرف معها بطفوليه ..
كان مازال يغلق ازرار قميصه .. نظر لها مستغرب طريقتها فأكملت هي – الا تخجل من نفسـك ..؟ بحق الله مالذي فعلته امك
لتستحق منك كل هذه المعامله الجافه .. هل تعاقبهـا على عدم اهتمامهـا بك عندما كُنت طفلا .. هل تضن انك بهذه الطريقه
تثأر لنفسك ..
تنفست بعد هذه الانفعالات التي باغتت بها نفسهـا قبل ان تباغته .. صمتت وهي تنظر له بعصبيه
بينما ضل يحدق هو بهـا .. رفع يديه بعد هذا وصفـق لهـا ..
_ كان خطابا جميلا ..
بعد ان سخـر منهـا لم تستطع السيطره .. لقد كانت تتكلم بأحساس عالي .. كانت تريد منه تجاوبا مختلف ..
هي تريد مساعده كاميليا ولكن لا .. لا يمكـن ان يكون بهذا الجمـود ..
ابتلعت ريقها بصعوبه وتحركت بسرعه نحو الباب وهي تحاول السيطره على جسدها الذي بدى يرتعش من شدة
بروده .. ولكنه امسك بيدها وسحبهـا بقوه ليضمها .. كان يمسك بها بيد وبيده الاخرى يمسك بالحائط ..
حاولت دفعه ولكنه احتضنها بقوه .. – لا تغضبي .. هيا ... لن اقوم بالسخريه من حديثك مجددا ..
لم تعرف كيف تتجاوب مع الوضـع .. كانت مشوشه للغايه فماكان منها الى ان ضلت ساكنه بين يده حتى احس
ان هذا طال .. افلتهـا فأبتعدت عنه بدون ان تقول شيء .. توقفت قليلا حتى تسمح له بالخروج قبلهـا
وهي لا تستطيع النظر له .. كان يريد ان يحمل الحقيبه عندما قالت بهمس – سأحملها عنك ..
توقف قليلا للتفكيـر وقرر بعدهـا ان هذا سيسهل عليه عملية السير ..
خرج وتركها تحمل الحقيبه وتلحـق بـه .. التقو بالطبيـب عند الباب ..
_ لقد قالو لي انـك ستخرج .. فحاولت ان اُسـرع لاودعـك قبل هذا ..
_ شكـرا لك ..
هذا ما قاله ادوارد .. فقال الطبيب – هل انت متأكد انك لست بحاجه لعكاز ..؟
_ بالطبـع .. انه مؤلم ولكن ليس لدرجه احتاج معها لعكاز ..
_ هذا صحيح .. ولكن سيكون من السهل عليك ان لا ترهقها بالعكاز ..
_ لا تقلق سأكون بخير ..
_ اتمنى هذا .. يجب ان تنتبه .. لا يجب ان تسير عليها كثيرا في البدايه ..
اسبوع على الاقل ..
هز ادوارد رأسه موافقا كلام الطبيب وبعدها القيا التحيه وتحرك ادوارد فتبعته كلوديا بصمت ..
وقف امام المصعد ينتظر وصوله .. عندما وصل دخلت هي قبله فدخل بعدهـا ..
قال لهـا عندما وقفت في الزاويه المقابله له – ما بكِ ..؟
نظرت له مستغربه .. يسألها وكأنه لم يقم بشيء .. هل كان ما فعله شيء طبيعي ..؟
بالنسبه لها اعاد ذاك التقارب بينهـم كل شي حاولت نسيانه ..
اعاد ادوارد ليحتل مكانه الذي حاولت ازاحته عنه في قلبهـا .. لقد فجـر مشاعرهـا
مجددا بدون ان يشعـر بدوره بشيء .. انه يحطمها من جهه ويقـوم بأعادة علاقته مع كلارا من جهه
اخـرى .. لماذا ..؟
_ لا شيء ..
قالت هذا وادارت وجهها عنه ..
رد عليها – هل انتي غاضبـه لان كلارا كانت هنـا ..؟
هل همـا حبيبـان ..؟ لماذا يسأل هذا ..؟ ما شأنها هي بكلارا ولماذا ستكون غاضبه ..؟
بالطبع هي منزعجه ولكن لماذا يسألها ..
_ لماذا عساي اغضـب ..؟
ضل يحدق بها مبتسما بسخريه بدون ان يقـول شيء ..
قالت بدون ان تفكر بما تقوله .. لقد ارادت ان تثبت له فقط انهـا لم تعد تهتم به – ربمـا سأنزعج لو كان ايفان مكانك ..
فتح عينيه وبدت عدستاه الفضيتان تلمعان وهو ينظـر لها ..
ولكن كان الوقت هذا هو افضل وقت لكي يُفتح باب المصعـد .. هربت من عينيه قبل ان تسمع اجابته
وتحركت بسـرعه لتقف قرب السيـاره تنتظر وصوله ..


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

التعديل الأخير تم بواسطة ام بطن ; 01-30-2014 الساعة 10:33 AM
  #98  
قديم 12-13-2011, 07:52 PM
luu
 
روعة‎ ‎
  #99  
قديم 12-14-2011, 06:16 AM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/29_01_14139096734029572.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



الجزء العشرين


_ لا شيء ..
قالت هذا وادارت وجهها عنه ..
رد عليها – هل انتي غاضبـه لان كلارا كانت هنـا ..؟
هل همـا حبيبـان ..؟ لماذا يسأل هذا ..؟ ما شأنها هي بكلارا ولماذا ستكون غاضبه ..؟
بالطبع هي منزعجه ولكن لماذا يسألها ..
_ لماذا عساي اغضـب ..؟
ضل يحدق بها مبتسما بسخريه بدون ان يقـول شيء ..
قالت بدون ان تفكر بما تقوله .. لقد ارادت ان تثبت له فقط انهـا لم تعد تهتم به – ربمـا سأنزعج لو كان ايفان مكانك ..
فتح عينيه وبدت عدستاه الفضيتان تلمعان وهو ينظـر لها ..
ولكن كان الوقت هذا هو افضل وقت لكي يُفتح باب المصعـد .. هربت من عينيه قبل ان تسمع اجابته
وتحركت بسـرعه لتقف قرب السيـاره تنتظر وصوله .. فتحت لهأ كاميليا باب السياره فتصنعت انهـا اسرعت لانها
احضرت الحقيبه معهـا .. خرج السائق واخذ الحقيبه منها ووضعها في الخلـف .. جلست هي بقرب كاميليا عندما وصل
ادوارد .. لم ينظر لها ولا لوالدته بل جلس في المقعد الامامي بقرب السائق ..
قالت كاميليا – كيف حالك الان عزيـزي ..؟
اجاب بهدوء كما هي عادته مع امه – جيد ..
ابتسمت عندما نظرت لها كلوديا .. وكأنها تخبرهـا ان اهم شيء هو ان يكون ادوارد بخيـر ..
كلوديا كان الغضب يشتعل في داخلها .. لم يحرك ساكنا .. كم هو متحجر ..
ادارت وجهها لتنظر من خلال النافذه .. بدت تحدث نفسها – ماذا كنت اتوقع اذن .. ان يغـار ..؟ هل يمكن ان اكون بهذه الحماقه ..؟
وصلو اخيرا بعد معاناة الطريق الصامت .. كم هو تعذيب هذا الطريق .. احست كلوديا انها ستنفجر من التوتر والانزعاج ..
كان الجميع في انتظار السيد ادوارد في البيت ..
جـون . السيد مايكل . مدبرة المنزل تلك العجوز . السيد رالف و ميا ..
قام الجميع بالأقاء التحيه عليه بينما تقدم رالف ليحتضنه بقوه .. شعرت معها كلوديا انهم حقا اب وولده ..
بعدها اقترب جون من كلوديا ليرحب بها .. شعرت انه سعيد بحضورها فجعلهـا هذا تبتسم بفرح ..
كانت ميا تنظر لها بسعاده فتقدمت كلوديا منها ..
_ كيف حالك ميا ..؟
_ ايتها اللئيمه .. لقد اشتقت لك لما لم تأتي لزيارتي ..
¬_ تعرفين رقم هاتفي ولم تتصلي ولا مره ..؟
_ لقد كُنت غاضبه منك ..
احتضنتها كلوديا – توقفي عن هذا هيا ..
بعد ان تحدثتا قليلا كان الجميع في طريقه لغرفة الجلوس ولكن ادوارد
توجه نحو السلالم ليصعد لغرفتـه فور دخولهم .. توقف ليستدير لكلوديا ويقول وكأنه يحاول احراجها ..
_ هل يمكنك ان تساعدينـي ..؟
كانت نظرتهـا مستغربه جدا .. الجميع ينظر لهـا فحاولت ان تكون طبيعيه – هم ..؟
توجه الجميع بعد هذا ليتركوهـا وحدها .. اذن فمساعدته اجباريه .. لن تبدء بالألقاء الحماقات
امام اهله بالطبـع .. ابتسم لها جون بخبث قبل ان يتوجه لغرفة الجلوس ..
كم هو لئيم ذاك الطفل .. ستريه بعد ان تهتم بمساعدة ادوارد الذي لا يحتاج لمساعدتها بالاصل ..
تحركت بهدوء و توازن .. ستكون كما لو كان اي شخص من الشارع وهي تقوم بمساعدته فحسب ..
انتظر هو حتى اصبحت تقف بقربـه .. رفع ذراعه واراحهـا حول كتفهـا ..
ارتجافه خانتهـا ولم تستطع منعهـا من الخـروج .. ولكن لا يهـم .. عزائها بأنه على علم بمقدار شوقها له ..
كم هـو كاذب .. يحاول ان يرفع ساقه بهدوء .. ويتحرك بسلاسه .. هـو يستطيع ان يتحمل الألم الذي يأتيه
جراء سحقه عليهـا .. ولم يحتجهـا في شيء ... لم تشعر بأنها ساعدته .. كانت تسير بقربه فقط
بينمـا يمسكهـا هـو بخفه وكأنها فراشه يخاف ان يؤذيهـا ان رمى بثقله عليها ..
هي مهتمه في تماسك جسدها وعدم ارتعاشه .. اما قلبها ليذهب للجحيم .. نبضه لا يسمع للخارج ..
حتى لو اراد ان ينفجر فكما يشاء .. المهم ان لا يشعر بالذي يسببه لها بأقترابه منهـا هكذا ..
هذا ما كان يدور في رأس كلوديا الصغيره عندما وجدت نفسهـا معه امام باب غرفتـه ..
فتح الباب بينما ضلت هي واقفه .. لم يتركهـا فحاولت ان تبعد يده – سأذهب الان ..
قالت محاوله ان تبدو مهذبه وهي تضع ابتسامه على شفتيها .. فأنزل يده عن كتفها وامسك بأصابعها ..
سحبها خلفه فأبت ان تدخل ..
_ هناك ما سأسئلك عنه ..
قال بأنزعاج فدخلت معه ..
توجه نحو السريـر وجلس عليه بينما رفع ساقه ليمددها قليلا .. بدا انه تألم كثيرا ..
ضلت هي واقفه امام الباب تنتظر ان يقـول شيء .. نظر لها وقال بينما بدى وكأنه يحاول كتم
غضبه منهـا – لقد كان هناك اوراق بيدي ..
نظرت له مستغربه – ماذا ؟
لم تفهم ماذا يقصد فقال وكأنه تضايق منها جدا – في الغابه .. عندما اصبت ..
_ اااه ...
بدت تتذكر قليلا وقالت بعدها – لا .. لم ارى شيء ...
احست انه لم يصدقها لوهله .. قال بعدها – اين ذهبت اذن ..؟
_ ربما اسقطتها بينما كنت تشرب .. لم تكن بوعيك لذا لم تكن لتشعر بالامر حتى ..
قالتها متعمده ان تبدو منزعجه .. فقال – ربما ..
هز رأسه بعد هذا وكأنه اقتنع بجوابهـا .. اراح رأسه على الوساده وامسك ساقه بقوه ..
اقتربت قليلا وهي تشعر بالقلق عليه – هل تريد مسكـن ..؟
قالت فحدق بها وكأنها قالت شيء تافه للتـو – مسكـن ؟
ابتسم بسخريه وقال – بماذا يفيد ..؟
سألها وكأنها طفله .. اجابت – هل اخرج الان ..؟
_ هل تريدين ..؟
_ انا .. نعم اريد .. ان لم يكن لديك شيء ..
_ انا لا اريد شيء .. ولكن تستطيعين ان تبقي .. لن يسبب لي اي ازعـاج ..
قالت وهي غاضبه – ولكنه يسبب لي ازعـاج ..
ابتسم ساخرا وقال – اوه .. كم هذا محبط ..
صرخت بوجهه – انــت غير محتمل ...!!
استدارت بعدها ولكنه كان يريد ان يقول شيء عندمـا جاء له اتصال ..
اخرج الهاتف وقال بعد ان سمع الطرف الاخر ..
_ نعم كلارا ..
قال بعفـويه .. بدون ان ينتبه لهـا .. ارتعش جسدها كليا عندما خرج اسمها من شفتيه ..
لقد احست ان المتصل كان كلارا .. لما لم تتحرك وتخرج بسرعه ..
خرجت ولم تعي لنفسها الا عندما سمعت صفق الباب بقوه ..
لقد ضربته بقوه كبيره وهي غاضبه ..
نزلت للطابق السفلي وهي تحاول نسيان ما حدث للتـو ..
لقد اشتاقت لهذا المنزل .. كم هو جميل . هناك بعض القطع قد تغير مكانها وهناك اشياء اخرى قد ذهبت كليا ..
انهـا تتذكر كل شيء كان هنا .. لقد كانت تتأمل الاثريات الموجوده بشكل دائم ..
ولكن كما توقعت .. السفينه الفضيه مازالت في غرفة الجلوس .. انهـا الاروع في هذا المنزل ..
ابتسمت عندما دخلت .. كان جـون يجلس هناك لوحده يتابع احدى البرامج ..
_ جيد انك اتيتي اخيرا ..
ابتسمت – كيف حالك ..؟
_ بخير ..
_ هذا جيد ..
_ وانتي ..؟ كيف حالك ..؟
¬_ انا .. بخير تماما .. لولا ان العطله ستنتهي بعد يومين ..
ضحك – بالطبع .. ايتها الكسوله ..
_ هذا صحيح .. ولكن ربما من الجيد ان تبدء الدراسه .
_ نعم .. فبعد ان عدنا من الرحله لم يعد هناك شيء .. البيت ممل جدا
_ نعم .. معك حق ..
اكملا حديثهم حيث تناولت حواراتهم كل شيء يدور حولهم ..
كانت تسأل احيان عن طفولته .. وعن اصدقائه .. حاولت بقدر الامكـان ان تبتعد عن
ادوارد والحديث عنه ..



~~

لامار كانت منكمشه على نفسها وهي جالسه على الاريكه .. لم يستيقض حتى الان ..
او ربمـا هو لا يريد ان يتحدث معهـا بعد الان ..
دموعهـا لا تكاد تتوقف حتى تبدء بالانهمـار مجددا .. دموع بدون صوت بكـاء ..
لا تريد ان تزعجـه اكثر ..
بدت تفكر بعقلانيه اكثر .. هل يعقل ان يكون هذا النائم على السرير امون الذي تعرف ..؟
تحول فجأ لوحش .. لمجرد كونهـا حامل .. هل فكرة امكان ان يكون طفله ليس كباقي الاطفال تستحق هذا كله ..
هي لا تفكـر هكذا .. انه طفلهـا .. شيء خُلق ليكون لها معه .. كيف يمكن لأمون ان يفكر هكذا ..
كيف يستطيع ان يكون قاسيا هكذا ..
حتى ان كان طفلهـا معـاق .. انه صغيرهـا .. هي ستربيه .. ستجعل منه الافضـل ..
بدت تبكي .. ان فكرة كونه معاق او لديه تشوهه محزنه .. محطمـه .. بل انها فكره تجعلها تنهـار داخليا ..
ولكن .. ليس كآمون .. ليس بأن تتخلى عن الطفل .. ليس بأن تبقي امنية حياتها امنيه فحسب حتى موتهـا ..
ليس بأن تعيش معه وهي تشعـر بهذا النقص الكبيــر في حياتهـا ..
انهـا الان امرأة كبيره . كبيره بما يكفـي لتعرف كيف تعيش .. بما يكفـي لتتعامل مع الامور بعقلانيه ..
يجب ان يفهم آمون انهـا لم تعد طفلته التي تستمع لكل كلامه بدون مناقشه ..
توافق على كل شيء يقوله حتى لو كان فيه المها .. فقط كي لا ينزعج هو ..
فقط كي لا يغضب هو .. فقط كي لا يتركهـا هو ..
كل شيء حتـى الان كان من اجل آمون .. كل شيء عاشته في حياتهـا كان لآمون ..
لسعادت آمون .. لنجاح آمون .. لحياة افضل لآمون .. حتى والدة آمون ..
تتعامل معهـا وكأنها اداة لأسعاد آمون ..
لم تتخلى عنها لأن امون كان سيغضب .. لم تتركها تذهب لان آمون كان سيحزن ..
تركتهم يتزوجون لان هذا يسعد امون .. والان ..
يجب ان تقتُل طفلهـا لان هذا سيوئثر على آمون .. بالطبع لا ..
صرخ صوت في داخلهـا .. صوت جعلها تنتفض كليا ..
ان الطفل بدى يكبر .. لم يعد هناك مجال للتخـلي عنه .. وحتى لو لم يكن كذلك فهي لن تتخلى ..
لقد تعبت من آمون ..
يقول ان العيش معهـا متعب .. ولكنه لا يعرف ما قاسته هي كي تبقى معه ..
لا يعرف ما يحدث لها عندمـا يتأخر ليلا في حفلاته .. لا يعرف كيف تعيش بينما يسافر هو بالايام والاشهر
لتصـوير عمل سخيف .. لا يفهم انهيارهـا عندما تخرج اشاعات بعلاقاته مع زميلاته الممثلات ..
يتهمها بعـدم الثقه .. بأنها لا تستطيع العيش بـدون ان تشك به ..
يتهمها بهذا كله ولكنه نسي .. نسي ان يجعلها تثق به .. نسي ان يبرر لها الاشاعات ..
نسي ان يقول لها كم هي مهمه في حياته .. نسي ان يعبر لها انها الانثـى الوحيده التي يريد ..
انه ينسـى كل هذا .. ويطلـب منهـا ان تتذكر كل شيء ..
رأسهـا يكاد ينفجـر .. هل يعقل ان يكون الشرخ بين علاقتهـم كبير هكذا ..
هل كـانت عمياء .. هل عشقهـا له جعلها تمرر كل هذا .. جعلها تتغاضى عن كل هذا ..
ورغـم هذا كله .. انه لا يعترف بشيء لها .. كل النقاط له ..
انهـا خاسره .. في كل الحالات خاسره ..
فكل شيء تقـوم به هي خاطئ .. كل شيء لا يتناسب معه فهو خاطء ..
كيف كان يريها هذا .. وكيف كانت ترا انه صحيح .. كيف كانت تريد ان تغير من نفسهـا ..
لأرضائــه ..؟
رفعت عينيها الدامعتـين له ..
قالت بهمس مما جعل صوتها لا يصل لها حتى – لكني لا استطيع .. هذا كله في حياتنا .. هذه الاخطاء المتراكمه ..
ولكن .. انـا اُحبُــك ... رغم هذا كله ما زلت اتمتع بهذا القدر من الغباء وما زلت اعشقك ..
عضت على اصابعهـا عندمـا كادت تخرج منها شهقه مكتومه ..
وقفت بعد هذا بسرعـه وقامت بتغيير ملابسها .. لم تعرف ماذا سيحدث ..
ولم تعرف ماذا ستفعل .. كل ما تعرفه انها ستفكر عندما تصبح خارج الغرفه هذه ..
غرفه فيهـا نفس آمون لا تسمح لها بالتفكير بشكل سوي ..
فقلبهـا لا يسمح لها بشيء يؤذيه .. ولا يقبل بالابتعـاد .. يريد حل ..
ولكنه ليس موجود لديهـا .. لقد اعطت الخيوط جميعهــا له .. بينما ابى هو ان يحرك شيء ..
حملت حقيبتهـا واخرجت منها ورقه صغيره .. كتبت عليها بضع كلمات له وتوجهت نحـو باب الغرفه ..
ضلت ساكنه قليلا كي تفتح الباب بهـدوء .. ولكنها لم تفتحه حتى سمعت صوته وهو يبعد الغطاء عن وجهه
ويستدير لها – الى ايــن ..؟
وقعت الحقيبه منهـا .. لقد افزعهـا .. كان الصمت يخيم على الغرفه وهي في اوج افكارها عندما اقتحم هو سلسلة
افكارهـا .. استدارت بعد هذا له .. لم تنظر في عينيه .. هذا افضل .. كانت تتفاداه وهي تقول – سأخرج قليلا ..
_ تعالي ..
نظرت له .. عينيها تعلقت به وهو يمد يده لها .. لم يكن ينظر لها وكان وكأنه منزعج من ما يقوم به
ولكنه لم يبعد يده .. بدت تتنفس بعمق وتتحرك بهدوء ..
كانت الافكار السابقه كلها تدخل رأسها .. ولكنها لم تعرف اي فكره تختار .. لم تعرف ان كانت ستعود للوراء ..
ان كانت سترتكب الاخطاء مجددا . . ولكن هذه المره ستترك هذا له .. ليفكر هو ..
حتى وصلت له .. امسك بيدها وانزلها لتجلس على السرير قربـه .. لم يقربها اكثر ولكنها كانت تحتاج ان يحتضنها ..
مازال هناك دموع تريد ان تخرج .. لم ترد البكاء .. لم يكن يجب ان تضعف .. ولكنها دست وجهها في صدره وبدت تشهق ..
حاولت امساك نفسها كي لا تبكي .. بينما الاوان قد فات ..
بدأ هو يمسح علىى رأسها .. واحيان اخـرى يقبل خصلات شعرهـا حتى هدئت .. رفع وجهها له وقال وهو خائف ان يحطمها
مره اخـرى – اسمعـي لامار ..
خافت .. احس بها تنكمش .. لقد شعرت .. هو لم يهدئ بعد .. لم يتنازل عن فكرته ..
ضلت تحدق به خائفه مما سيأتي ..
قال بعد هذا – يجب ان تفكـري بعقل اكبر ..
انه يحاول اذن اقناعهـا .. لقد فهم ان صراخه عليها لم يعد يفيد .. اذن فالاقناع هو الحل ..
وكم هو بارع في هذا الحل ..
حاولت الانسحاب من بين يديه ولكنه لم يتركها تتحرك – لا تكوني طفله ..
_ لن اقتلـه ..
_ انه ليس شخص .. الا تفهمين ..
_ لقد دخلت في الشهر الرابـع ..
نظر لبطنهـا تلقائيا .. لم يبد عليها ابدا .. كيف يمكن ان تكون بهذا النحـول ..؟
لم تعي ما تقوم به الا بعد ان احست بيدها تلتف حول بطنهـا .. وكأنها تحميها ..
رفع عينيه لها متفاجأ .. قال بعدها بألم – هل انتي خائفه مني ..
ادارت عينيها عنه وقالت بثبات – لن اتخلى عنه ..
صرخ – لامار ..
وقفت بسرعه – انا احبك .. لا بل اعشقك .. بل اتنفسك امون .. اتنفسك .. هل تعرف هذا .. ولكن ليس هذا ..
ليس طفلـي آمون .. ارجوك .. ليس ما اعيش من اجله ..
تتحدث وهي منهاره تماما .. لقد عرف ان ما تتحدث عنه شيء تقدسـه .. احس بنفسه ضعيف امامها ..
لم يعد يتحمل كلامهـا .. بدا يعبث بشعره بعصبيه حتى رما بالوساده خلفه – اللعنه .. اللعنه .. اللعنه ..
جلست هي ارضا .. ولكنها استطاعت ان تتوقف عن البكاء .. تتنفس بهدوء .. لا تعرف ماذا تفعل ..
قال بهدوء وهو يعيد رأسه لينظر للسقف – سأترك العمـل ..
رفعت وجهها له .. عن ماذا يتحدث .. سيترك العمل .. وهل هذا مهم الان .. هل هذه هي اولوياته ..
لن يصور الفلم المعروض عليه هو اهم من طفله ..
ولكنه لم يقصد هذا .. ادار وجهه لينظر لها وقال مجددا – سأعتزل ..
حدقت به .. اعتزل .. اعادت الكلمه في رأسها .. – التمثيل ..؟
قالت بهمس ..
وقف بعد هذا وكأنه لم يعد يريد اكمال الحديث .. اخذ منشفه ودخل ليستحم ..

كلوديا كانت مع ميا بعد ذلك .. عرفت منها انها ستتزوج وكانت سعيده جدا لهذا الخبر الرائع ..
اخبرتهـا ميا انها يجب ان تحضر حفل الزواج رغم انه لن يكون بمستوى الحفلات التي تعودت عليهم كلوديا
فضحكت الاخرى عليها – وكأني اعيش حياتي كلها في قصر كهذا .. ايتها الحمقاء بالطبع سأحضر ..
_ هذا رائع ..
_ من هـو اذن ..؟
ابتسمت بخجل – انه يعمل في احدى شركات السيد مايكل ..
نظرت لها كلوديا مستغربه فقالت ميا – نعم .. انا ايضا استغربت ان يطلب مني طلب كهذا ..
فهـو على قدر معقول من الوسامه .. ولديه وضيفه ودخل ممتاز .. لماذا سينظر لخادمه ..
_ توقفي عن قول الحماقات .. تعرفين انك جميله جدا ..
_ هناك اجمل مني ..
ضحكت كلوديا – هل تريدين ان تتركيه اذن ..
ابتسمت ميا – لا .. اقصد ان اقول فقط ان استغرابك ليس غريبا ..
_ انا لم استغرب لهذا الامر فتوقفي عن التقليل من نفسك ..
فقط كيف تعرفتي عليه ..؟
_ انه يحضر احيانا بعض الاوراق للسيد مايكل ليوقعها .. وهكذا رأني ..
_ واعجب بك .. ثم عشقك .. اليس كذلك
ضربتها بخفه – توقفي عن هذا ..
_ هل ستكملين العمل اذن ..؟
_ لا ..
_ ااه ..
ردت كلوديا .. شعرت بالسعاده من اجل ميا .. كم هو رائع ان ترتاح اخيرا ..
كانت تتمنى دوما ان تحضى ميا على فرصه لتشاهد العالم .. لتعيش كما تعيش اي فتاة بعمرها .
فهذا اقل حقوقها ..
_ اشعر بالحزن لتركي العمل .. ولكنه لم يقبل
_ كم هو رائع .. وانتي حمقاء .. حتى ان كُنتي تحبين هذه العائله ولكن كم سيكون جميل ان تعيشي اخيرا
كما يعيش الأخرين ..
_ ماذا تقصـدين ..؟
نظرت كلوديا محرجه وتلعثمت – اه .. ااه .. حقا لا شيء ..
علت ضحكت ميا – كم انتي حمقاء .. دائما تفعلين ما تندمين عليه ..
_ نعم .. هذا صحيح ..
_ ماهذه الجديه فجأ ..؟
ابتسمت كلوديا بهدوء – لا شيء ..
_ توقفي .. هناك شيء .. هيا قولي ماذا ..
_ حقا لا شيء .. مشاكل صغيره فقط
_ انا اخبرك بكل شيء بينما انتي .. انك حقا لئيمه
_ لستُ كذلك .. حقا انه ..
وقفت ميا لتحضر لكلوديا كأس عصير – نعـــم ..؟
_ لقد تعرفت على ايفـان ..
_ لقد تعرفتي عليه هنا .. اعرف هذا ..
لم تكمل كلوديا فحدقت ميا بها مطولا قبل ان تقول متلعثمه – لقــد .. لقد اُعجب بـكِ ..؟
كانت الصدمه باديه على ميا فضحكت كلوديا عليها – لماذا هذا كله ..؟
_ حسنا .. اليس من الرائع ان يقع شخص كأيفان بك
_ لم اقل بعد شيئ ..
_ ولكنك لم تنفي
_ هل تضنين حقا انه رائع ..؟
_ الا ترينه كذلك ..؟
_ لا .. ليس هو .. بل ان .. ان يكون بيننا علاقه ..؟
جلست ميا وقالت وهي تشرد بتفكيرها – لا افهم سؤالك تماما .. ولكن العيش مع ممثل .. ربما يكون ..
_ توقفي ايتها الحمقاء .. ليس هذا ..
غضبت ميا – اذن ماذا .. تحدثي وانهي الامر ..
_ هناك شخص اخر .. اقصد
لم تعرف كيف تكمل فقالت ميا بسرعه وكأنها تنتظر هذه الفرصه منذ زمن – ادوارد ..
اتسعت عينا كلوديا وبدت الصدمه تملء وجهها .. لم تعرف ماذا تقول فعرفت ميا انها اصابت عين الحقيقه ..
احست كلوديا بعد هذا بالاحراج .. استدارت وبدت تطرق بأصابعها على الطاوله بهدوء ..
_ هل يعرف ..؟
لم تجب كلوديا فقالت – السيد ادوارد اقصد ..؟
هزت كلوديا رأسها .. احست ميا بالالم عليها .. بالطبع تعامل معها كما يفعل مع الجميع .. ومن تصرفاته يبدو
انه يقسو عليها اكثر .. – دعيه ..
رفعت كلوديا وجهها .. بعد برهه من الصمت قالت ساخره – وكأن هناك شيء بيننا كي اتركه ..
_ حسنا .. انسيه .. دعيه .. سمها كما تشائين .. ولكن السيد ادوارد لم يخلق للحب ..
_ هل هناك اناس مخلوقين للحب ..
_ لا اعرف ان كان هناك غيره .. ولكن السيد ادوارد لا يعرف ماهي العاطفه .. انه فقط هكذا ..
_ اعرف ..
_ اذن كيف ..؟
نظرت لها كلوديا فرفعت ميا يدها لتعبث بخصلات شعرها – كيف وقعتي بحبه ..؟
بعد صمت قصير اطلقت كلوديا ضحكه .. لقد كان سؤال ميا يبدو محيرا حقا ..
لم تجبها فقالت – ماذا اذن ..؟
قلت كلوديا – ماذا ..؟
_ ماذا قررتي ..؟
_ بشأن ..؟
_ السيد ايفان ..؟
_ لم اقرر شيء ..
_ هل تضنين انه يطلب علاقه جاده ..؟
_ ماذا تقصدين ..؟
_ السيد ايفان .. ممثل شاب .. تعرفين .. اقصد
_ لقد طلبني للزواج ..
_ ااااه ..
انها صدمه اخرى ..
_ اعتقد ان من الافضل ان تعطي نفسك فرصه للتعرف عليه ..
نظرت لها كلوديا بدون ان تقول شيء .. اكملت ميا – ربما سيكون هو الذي تحتاجينه لتنسين ادوارد ..
_ ربما لا ..
_ لا تضعي احتمالات كهذه .. فكري فقط انه سيكون من الجيد ان تكوني مع ايفان ..
_ ولكني لا اشعر بشيء حياله .. اشعر باني اقوم بخداعه ..
_ لا تقومين بهذا .. الامر بسيط .. احببتي شخص ولم تكن تلك العلاقه ذات نهايه جيده .. مالخطأ في التعرف على
شخص جديد ..
ابتسمت كلوديا واخذت نفس عميق – لقد ارتحت لتحدثي معك .. دعينا الان من هذا ..
_ يبدو ان حالتك صعبه ..
..||


اخذها جون لغرفته وبدأت تسأله عن كل شيء تراه من محتواها .. لقد كانت غرفه جميله ..
فيها يوجد الشيء الكثير .. بدى لها ان جون مهتم جدا بالتكنلوجيا والاعاب الاركترونيه ..
اذن ان غرفته مليئه بهـا .. لعبت معه كثيرا بألعاب الفيديو .. كما قام بتعليمها اكثر على استعمال الحاسوب
وشاهدو البرامج التلفزيونيه .. لقد احست بالمرح معه ..
واحست انه ايضا سعيد بما حدث .. بدى انه يتعرف على اشياء جديده في حياته ..
العلاقات .. كم بدى غريبا عليه في السابق .. احست ان ما وصل اليه جـون لها بعض الفضل فيه .
جاه لجـون اتصال بعد ذلك من احد اصدقائه والذي فاجئ كلوديا .. لم تعرف من قبل ان لجون علاقات خارج هذه
البيئه . ولكنه كان يتحدث مع صديقه بطريقه جميله .. لقد بدى انه صديق قريب جدا ..
تركته لوحده وخرجت .. كانت الشمس الان قد غابت .. لقد حل الضلام ..
بدى الجو رائعه في الخارج ولكنها لم تخرج بل جلست في الشرفه لتتمتع بمنظر السماء الصافيه ..
اخرجت هاتفها بعد هذا وبدأت تلعب بالارقام وتعبث بالرسائل .. كانت تنزعج كلما رأت اسم ايفان .. لقد
كانت اخر مكالمه بينهم سيئه .. قررت انها كانت على خطأ في ذلك الوقت .. انفعلت بدون وعي منها وقامت بقول
حماقات ما كان يجب عليها ان تقولها .. بدت تفكر بوعي اكبر .. هل من الجيد ان تتصل به ..؟
قررت بعد هذا ان تتصل وتسأل فقط عن احواله .. بعد ان رن كثيرا واحست انه لن يجيب .. او ربما
ترك هاتفه في حين انه سافر لانه قد لا يعمل بنفس الرقم هناك اجاب عليها صوت انثوي ..
_ نعـم ؟
هل هي منزعجه .. احست كلوديا ان من اجابت عليها كانت غاضبه جدا – مرحبا ..
قالت متلعثمه فردت عليها الاخرى – ماذا تريدين ..؟
_ عفوا .. هل هذا هاتف ايفان ..؟
_ نعم انه هاتفه .. ماذا تريدين منه ..؟
سمعت صوت ايفان يقترب – من هناك ..؟
سأل الفتاة فأجابت – لا احد ..
استغربت كلوديا الحوار الدائر بينهم .. ولماذا لا تريد هذه ان تعطي الهاتف لأيفان ..
جائها صوته الان – كلوديـا ..؟
هل يتسائل – الم يضهر اسمي على الشاشه ..؟
_ بلى .. ولكني لم اتوقع ان تتصلي ..
ماهذا الترحيب .. فكرت في بادء الامر انه منزعج منهـا .. فقالت – اسفه ان كنت اتصلت في وقت غير مناسب ..
_ لا .. لاداعي .. ليس هناك فرق ..
لم تعرف ماذا تقول الان .. فقال لها – مابك ..؟
ردت عليه بأنزعاج – لا شيء ..
_ اذهبي ..
قال ايفان فأستغربت كلوديا .. ولكنه اوضح بعد هذا – ليس لك ..
وابعد الهاتف الان ليتحدث قليلا مع تلك التي ترافقه في مكانٍ ما ثم عاد لكلوديا – اسف .. ماذا قلتِ ..؟
_ يبدو انك مشغول .. سأتركك الان ..
_ انتظري ..
قال بسرعـه .. توقفت قليلا ولم تغلق .. قال – جيد انكِ اتصلتي ..
_ لا اعتقد .. يبدو اني تسببت في مشكله ..
احست بالنزعاج .. هي لا تشعر بالغيره ولكن لماذا يتحدث معها بشيء والان هو مع اخـرى ..
وكما بدى لها فالعلاقه بينهم ليست بريئه ..
_ توقفي عن قول الحماقات .. لماذا اتصلتي ..؟
_ لا لشيء .. فقط اتصلت .. والان سأغلق ..
غضبت مجددا .. وقامت بأغلاق الهاتف في وجهه .. لم تعد تتحمل ..
ما بها الناس .. كانت تنظر للهاتف وهي تقف في الشرفه .. عصرته بقوه وحاولت رميه حين امسك بيدها
احد من الخلف .. فزعت واستدارت بسرعه لترى ادوارد يقف امامهـا .. كان يمسك بيدها حتى انزلتها فافلتهـا ..
قال بعد هذا وهو يُقرب وجهه منهـا – تبدوان مناسبيـن جدا ..
بدأ قلبها يدق نواقيس الخطر .. امسكت بالشرفه بيديها وهي تحاول اللا تقع .. لم تفهم ما قاله ..
لقد كان جل اهتمامها نحو عينيه اللاتي لم تفارقنهـا ..
_ فأنتما كليكما احمق ..
اكمل جملته ولكنه لم يتحرك .. حاولت ان تبتسم بسخريه ..
_ عكسك انت وكلارا تماما .. فأنتما لا تتناسبان ابدا ..
ابتسم وكأنه اهتم بما تقوله وسأل – كيف هذا ..؟
حاولت ان تبتعد ولكنه لم يسمح لها .. بدى قلبها يجعل من تفكيرها صعب ..
وبدت تشعر بمغص شديد جراء اقترابه منها .. قالت وهي تنظر بالاتجاه المعاكس له – انها فتاة مسكينه حالمه ..
اعتقد ان من تناسبك هي سيدرا .. فقد كانت تشبهك تماما ..
بدت منزعجه الان .. امسك وجهها بأصابعه و اداره له .. اجبرها ان تنظر لعينيه وقال – وانتـي ..؟
كاد قلبها يتفجر الان .. ماذا يريد .. الى اين يريـد ان يصل بتعذيبها ..
_ انا ايضا ضمن اللائحه التي لا تناسبك ..
ترك وجهها الان وامسك بكلتا يديه بسياج الشرفه ليحبسها بينهم ..
_ اريد ان اذهب ..
_ بتي تخافين مني موئخرا ..؟
_ ربما اشمئز هي الكلمه المناسبه ..
لم تعرف كيف ومن اين جائتها هذه القوه لتقول تلك الكلمات .. لكن ملامحه لم تتغير .. لم يبد عليه الانزعاج ..
ولا شيء اخر .. ولكن لا يهم مادامت تستطيع ان تريه كم تمقته .. مادامت تستطيع تبين مشاعرها ..
ولكن بالعكــس تماما عما هي عليه حقيقتا ..
قرب وجهه اكثر منهـا .. حاولت ان تتنفس ولكن هذا كان مستحيل ..
اصبحت شفتيه قريبتين جدا منها .. خافت جدا .. هل يحاول تقبيلها ..؟
ماذا ستفعل الان .. شعرت بقلبها يكاد يخرج من بين اضلعهـا .. لم تستطع الحراك ..
خرجت بعد هذا ضحكه مدويه جعلتها ترتجف .. كان هو من يضحك ..
انها سخريته المعتاده .. ابتعد عنها وقال بسخريه جرحتها – لم يبد عليك الاشمئزاز كثيرا ..
بدأت تتنفس بقوه من شدة الغضب .. كيف استطاع ان يفعل هذا .. ولكن لا .. ليس هذا هو السؤال .
بل لماذا يفعل هذا .. ماذا يريد منها .. هل تسليه حقا .. هل ينتشي بجرحهـا ..؟
ضلتت تحدق به عندمـا اخرج سيجاره من جيبه واشعلها .. بدأ ينفخ دخانها ..
انه غير مهتم .. تحركت بسرعه لتدخل للقصـر ..
اللعنه على هذه الحال .. لما جئت الى هنا ..
في وقت متأخر حضرت والدتهـا ولكنهـا دخلت مباشرتا لمكتب السيد مايكل ..
فكما قالت ان هناك شيء مهم ستتحدث به معه ريثما تتجهز كلوديا كي يعودو للمنزل ..
كان السيد مايكل يجلس خلف مكتبه يقرء احدى الملفات عندما اقتحمت عليه زوجته وروزا المكتب ..
خلع نظارتيه وقال – ماذا هنـاك ..؟
_ لما لم تخبرنـي ان جورج خرج ..؟
نظر مايكل لروزا بهدوؤ وقال بعدها – لم اشعر انكِ مهتمه ..
انزعجت روزا منه .. لم تفهم لما فعل هذا – هل هو من طلب منك ..؟
_ لا .. لم يطلب شيء .. لم تثبت التهمه عليه كما كان متوقع لذا اخلو سبيله ..
_ كان يجب ان تخبرها مايكل ..
علقت كاميليا فقال – لم ارها مهتمه به ..
_ هل انت منزعج لهذا ..
_ روزا .. دعينا اذن نتحدث قليلا بعقلانيه .. لقد غاب جورج .. مده طويله .. لن اتحدث عن مدة مكوثه في
السجن فهي شيء اخر .. ولكن اربع سنوات كانت مده طويله .. لقد اراد تأمين حياة كريمه لكم ..
الن تلتمسي له العذر في هذا .. الن يغفر له هذا شيء ..؟
_ وكأنك لا تعرفه ..
_ ما زلتي لا تثقين به ..
_ وسأضل الى الابد ..
قالت روزا هذا واكملت .. – جورج ليس اهلا للثقه .. انت تعرف هذا ..
_ انه مختلف .. لقد تغير .. انكِ لا ترينه عندما يتحدث عن كلوديا .. عندما بدت تعامله كأب ..
عندما يقول شيء اخبرته اياه هي .. او ان اتصلت به .. هو يتغير تماما .. يصبح كالطفل ..
لقد اصبح ابا .. انتي بحاجه له .. وطفلتك ايضا .. لما لا تعترفين بهذه الحقيقه ..
_ هل يجب ان اضحك .. اعود له من اجل المال ..؟ هل هذا ما تقصده ..؟
_ تعرفين تماما انه ليس كذلك .. احتياجكم لبعض هو احتياج عاطفي .. انا اعرف مقدار حبك له
فلما لا تكتفي بهذا فحسب ..
_ واترك كل شيء يحدث في حياته جانبا ..
نظر لها بدون ان يقول شيء فأكملت – هل لك ان تخبرني لما ما زال مستمر بعلاقته مع هذه العصابه الى الان ..
لم يقل السيد مايكل شيء .. فقالت – اذن فالامر كذلك .. انه جورج .. وليس شخص اخر ..
اعتقد ان هذه الحقيقه كافيه لأفكر مئه مره قبل ان اضع طفلتي تحت رحمته ..
سألها بعد هذا – لماذا تسألين اذن عنه ..؟
نظرت له وقالت – لأطمئن ..
ضل يحدق بها وهكذا فعلت كاميليا .. تحركت بعد هذا ..
_ سأذهب الان .. لا تخبره بما جرى .. ارجوك ..
هز رأسه معلنا الموافقه وخرجتا المرأتين من المكتب ..
لم تسمح الفرصه لكاميليا بالتعليق .. لقد كانت كلوديا تقف وهي تنتظر والدتها مع جون ..
لم يتأخرا كثيرا بعد هذا .. فسرعان ما عادتا للمنزل .. اوصلهمـا السائق الى حيث تصل السياره
واكملتا الطريق سيرا على الاقـدام .. احست كلوديا ان والدتها في عالم اخر .. ولم تحب ازعاجهـا ..
فهي ايضا لديها الكثير لتفكر به قبل العوده للدراسه ولحياتها الطبيعيه ..
كان هناك من يقف اما باب المنزل عندما وصلتا .. نظرت كلوديا قليلا بتمعن بينما اشتعل قلب روزا
متلهفا لذاك الرجـل الواقف .. لم يكن سوى جـورج ..
بعد ان تأكدت كلوديا بدت تجري نحوه حتى احتضنها بقـوه ورفعها لفـوق ..
_ كم اشتقت لك صغيرتي ..
_ انا ايضا ابي .. متى عدت ..؟
سألت بسرعه عندما انزلها للأرض فقال .. – منذ فتره .. ولكني اسف صغيرتي .. كنت منشغل تماما ..
اقتربت روزا الان ووصلت لهم .. ترك عينيه لتحدقـان بها بدون خجـل .. لقد كان هو الاخر متلهف لرؤيتهـا ..
كم احس بالألم عندما رئا وجهها الشاحب .. بدت وكأن الحياة لا تسير معهـا بالشكل الصحيح ..
قال وهو يحرك شعر كلوديا بيديه – كيف حالك روزا ..
نظرت له .. اذن فهو يحاول ان يلعب لعبة التهذيب .. لما لا ..
ابتسمت بهدوء شديد زاد ورفعت وجهها له مما جعل زرقة عينيها تزداد – بخير .. كيف حالك انت ..؟ وكيف كانت سفرتك ..
_ مزعجـه .. مزعجه جدا .. ولكني الان بخير ..
هزت رأسها له وتحركت لتدخل .. ولكنها توقفت فور سماعها لكلام كلوديا ..
_ هل تدخل ابي ..؟
سألته واحست بعدها انها قامت بأحداث كارثه .. ولكنها مشتاقه له وتريد ان تجلس معه قليلا ...
بينما ابتسم هو عندما رئا روزا وقد توقفت .. عرف انها تنتظر جوابه وكما يبدو الجواب لم يعجبهـا ..
_ بالطبع عزيزتـي .. هل ستقدميـن لي القهـوة ..؟
ابتسمت بمرح شديد جعل قلب جورج يتحطم على تركه لها كل هذه المده – نعم .. وسأقدم لك ايضا الكعك ..
ضحك ودخل بينما سبقتهم روزا حيث تركت الباب مفتوح لهـم ..
بدأ يدير بعينيه في ارجـاء المنزل .. انه جميل .. احس بالدفء فيه ..
الدفء الذي فقده منذ رمى بروزا وحطم حياته بعمل العصابات والتهريـب ..
لقد دخلت روزا لغرفتهـم بينما توجها جورج وابنته لغرفة الجلـوس ..
جلس هو وقالت له كلوديا وهي تكاد تطير فرحا بوجود والدهـا في منزلهم بانها ستذهب لتضع القهوة ..
دخلت روزا للغرفة مناديا كلوديا .. وقفت امام جورج عندما جائها صوت كلوديا من المطبخ – انا هنا امي ..
ضلت تحدث به بينما هو كان ينظر لها مبتسما .. لم تعرف لما لم تتحرك .. لقد ارادت ان تنظر له قليلا ..
وقف هو وتقدم منهـا فخطت خطوتين للخلف وقالت مرتبكه – لا ..
بدت تحرك يديها بتوتر – لنكن طبيعيين امامهـا ..
_ هل انهيتي الامـر اذن ..؟
فهمت انه كان ينتظر منها قرار اخر .. ولكنها لا تستطيع .. مازال جورج في مستنقع الوحل ذاته منذ
تركته .. لو كانت وحدها لرمت بنفسها في حياته بدون تفكير .. ولكنها ليست كذلك .. انها مسؤله عن طفله ..
مسؤله عن فتاى تعرف انها ان عادت لجورج ستقوم بتدميرهـا .. كل شيء يمكن ان تراهن به ..
حتى حياتهـا .. الا كلوديا .. انهـا خط احمـر .. عندما يأتي دورها لتدخل المسأله فالحسابات
كلها تختلـف ..
لم تجبه فقـال محاول ردعها عن قرارهـا – فكـري مليـاً .. لا تكوني ضدي مع الجميع ..
_ لقـد جلبت كل شيء لنفسـك بنفسـك ..
ابتسم بألم – اعرف .. وانا اطلب عفـوكِ الان ..
فليتوقف عن التحدث بهذا اليأس .. ضلت كلوديا واقفه عند الباب وهي تنظر لهـم .. شعرت بجو الغرفه المتوتر ..
حاولت الابتسام ولم تعرف هل يجب ان تتراجع .. كان يجب ان تتأنى بالدخول ..
تحركت روزا وذهبت للمطبخ بعد هذا ..
صاحت كلوديا خلفها – لقد حضرت لك ايضا امي ..
لم تجبهـا .. بدت كلوديا تلوم نفسها على دخولها الاحمق .. كان يجب ان تعطيهم فرصه ..
تقدمت بعد هذا واعطت والدهـا فنجانـه وجلست بقربـه .. لم يتحدث فأقتربت منه وقالت – هل تشاجرتما مجددا ..؟
نظر لها وابتسم بعد هذا – انكي فتاة مشاغبه .. لا يجب ان تتدخلي بمسائل الكبار ..
ضحكت معه وقالت – هل تحبها حقا ..؟
نظر لها مستغرب سؤالها المفاجأ .. هل هي خائفه على روزا منه ..
ولكنه لم يجبها بل ضربها بخفه على راسها وقال – الى اين ستذهبين بعد التخرج ..؟
اعتدلت في جلستها وقالت وهي تفكر – امممم .. حقا لم افكر بعد ..
_ ماهي المهنه التي تعجبك ..؟
_ لا اعرف .. افكر دائما ولكن ليس هناك ما يجذبني .. لم اقرر بعد ..
_ يجب ان تفكري جيدا .. ويجب ان تدرسي بجد كي تنجحي عزيزتي .. اريد ان افخر بك
_ بالطبع ابي .. ستفخر بي ولاكن .
نظر لها فقالت – ولكن ربما لا انجح بدرجات عاليه ..
ضحك وقال – المهم ان تنجحي ..
_ انت اب رائع ..
_ ايتها اللئيمه .. لانني اقبل بنجاحك بدرجات متدنيه ..
_ انها مصلحه .. هههههههه

روزا كانت تستمع لهم وهي تشعر بقلبها ينبض بقوه .. لم هي سعيده بوجوده ..
انهـا تشعر بالامـان .. هي لا تريده ان يذهب مجددا .. ولكن كيف هذا ..
كيف سيكون الامر .. كاد رأسها ينفجر من شدة التفكير .. فهي تريده ولكنها لا تستطيع ان تتنازل
عن اشياء كثيره .. ان حياته مليئه بالعثرات .. ان تغاضت عن شيء فلا تستطيع ترك كل شيء فقط والعوده له ..
بدت مشتت عندما رن هاتف جورج .. اجاب فبدت تستمع له وهو يتحدث بهدوء ..
ولكنها احست ان هناك شيء .. وقف وقال لكلوديا انه سيتحدث في الخارج ويعود بعدهـا ..
ضلت كلوديا جالسه تنتظره في مكانها بينما تحركت روزا بدون وعي منهـا لتقف بقرب باب الخروج الذي تركه مفتوح ووقف
خلفه ليتحدث ..
كان غاضب جدا – العنه عليك .. هل تضن اني سأتركك بجرح سخيف كهذا لو كنت من حاول قتلك ..
رد عليه الجانب الاخر بشيء استفزه وزاد غضبه فقال – اذن انت تعرف انني بريئ .. ايها الوضيع السافل ..
سأريك ما استطيع فعله ..
بدت انها مشاحنات .. يبدو ان هذا الرجل هو الذي ادعى على جورج بانه حاول اغتياله .
هذا ما فهمته .. ولكن جورج قال – ربما لا استطيع التبليغ عن ما تقوم به من مخالفات للقانون ولكني استطيع
هدم امبراطوريتك بأكملها .. فلا تكن واثقا ياصديقي ..
واغلق بعدها الهاتف .. عاد ليدخل فوجدها جامده تقف بدون حراك وهي تنظر له ..
_ اذن كُنتي تتجسسين علي .. هل ضننتي انها صديقتي ..؟
بدى وكأنه يحاول تلطيف الجو .. ولكن هذا مستحيل .. ماذا يحدث .. مازال وكأنه في ذلك الوقت ..
وكأنه ذاك الصبي المتهـور .. فكرت بكلام مايكل .. لقد تغير .. لقد كبر .. انه يريد تغير حياته ..
كلها تفاهـات لا تمت لجورج بصله ..
_ قولي شيء ..
قال وتحرك للخلف ليترك لها مجال كي تخرج .. اغلقت الباب بهدوء خلفها وقالت ..
_ لا شيء لدي لأقوله .. اي شيء يخصك لا يعنيني وليس لي الحق بشأنه ..
قاطعهـا – انا اعطيك الحق ..
ردت منفعله – لا اريد .. لا اريد هذا القلق .. اريد فقط لأبنتـي الهدوء ..
_ انهـا طفلتي ايضا ..
_ جورج .. كلوديا يجب ان تبقى خارج حياتك .. هل تفهمنـي
_ هل تخافين مني عليهـا ..
احست به جُرح .. ولكن يجب ان تقول ما لديهـا – ليس منك .. من عالمك .. من ما انت فيه
_ الامر ليس كما تضنين ..
_ لا اريد ان افهم شيء .. حياتك اجرام ومصائب وتهريب وعصابات وقضايا قذره .. مهما حاولت تنضيفها
فأما انك تعود لهم او هم لا يتركونك .. في النهايه هي هكذا ..
_ لن اسمـح لأحد ان يقترب منهـا ..
_ انا لا استطيع ان امنعك منهـا .. وهي ايضا لن تقبل بهذا .. ولكني لا اريد ان تهتز صورة والدها الذي تطير فرحا
بعودته لها ..
_ اذن فأنتي لا تخبرينهـا بشيء ..
_ بالطبع لا ..
قالت بأنفعال فأبتسم – اعـدك انني لن اكرر الخطأ معهـا ..
_ خطأ .. كيف ترى الامور
قالت بعد ان احست بكميه الغضب التي بدت تتسلل لقلبهـا فرد عليها ..
_ لقد جربت اسلحتـي جميعها معك .. انك تريديني ولكنك ما زلتي خائفه ..
ابتعدت بسرعه وتحركت للخلف – سأضل خائفه حتى النهايه .. لست قادر على اعطائي الأمان فلم تغامر ..
_ لان الحياة تريد هذا ..
_ هل تغامر بي وبأبنتـك لأجل تجربـه ربما تنجح ..؟
_ تحاولين دائما جعلي وحـش ..
_ الست كذلك ..؟ انك وحش ولاكن المصيبه هي انك تملك قلبا بشريا
اقترب منها وهو يبتسم – كم هي جميله كلامتك رغم انها جارحه للغايه ..
عندما احست بدفاعاتهـا تنهار قالت – لندخـل ..
_ هل يناسبك ان ابيت الليله هنـا ..؟
نظرت له مستغربه – هل هي من طلب منك ..؟
_ نعم ..
_ كما تشاء ..
_ هل يزعجـك الامر ..؟
_ ليس كثيرا .. لا تقترب مني وحسب
_ كم اصبح عمرك ..؟
قال وكأنه يحاول ان يريها كم تبدو صغيره فقالت – كثير جدا .. اكثر مما تتوقع
_ ولكنك ما زلتي الانثـى الاجمل ..
بدت ترتجف .. قالت بهدوء وهي تضع ابتسامة وقار على شفتيها – شكرا لك ..
ضل يحـق بعينيها الزرقاوان للحضات فلم تستطع التحرك .. او ربمـا هي لم ترد ذلك ..
امسك اصابعهـا بعد هذا ورفعها لشفتيه .. قبل راحت يدها وقال لها – شكرا لك روزا .. لكل شيء ..
ودخل تاركا اياها تغرق في بحـر حبـه ..
كم اشتاقـت وتاقت لأحتضانه .. شعرت ان همـوم الكون كلها مصوبه عليه ..
احست ان ما تقوم به يقوم بتحطيمه كليا .. هي تريد مواساته .. ولكن هو لا يسمح بهذا ..
انه لا يكاد يقربهـا قليلا حتى تكتشف ان جـورج لم يتغيـر ..
دخلت بعد هذا وهي تحاول ازالة كل ذلك من قلبهـا .. ربما هكذا افضل ..
فوجوده يكفـي .. يكفـي لتعيـش بهـدوء فقط وهي تعـرف انه قريب ..





بعد ان استحم آمون غيرت ملابسـه وخرج بدون ان يلتفت للامار ..
هي كانت تشعر بالجـوع الشديد ولاكنه تأخر .. لم تكن تريد ان تخرج وحدها ..
كانت تستطيع ان تتصل على خدمة الفندق وتطلب طعام ولكنها لم تفعل ..
ضلت جالسه على الكرسـي امام النافذه وهي تراقب الليل ..
بعـد هذا احسـت به يدخل .. وقف قليلا وكان ينظر لهـا .. اقترب بعد هذا وانحنـى
ليقبل رأسهـا .. اغمضت عينيها واحست بقلبهـا يرتعـش بين اضلعهـا ..
لم تتحرك .. قال لهـا بعد هذا – هل نخرج للعشـاء ..؟
لا يريد مزيد من المشاحنـات اذن .. لقد عرف انه ان قال شيء فهي ستنهـار كليا ..
وقفت وحاولت ان تبتسـم .. ولكنه تحاشا النظر لعينيهـا ..
اذن هو يتصـرف بتهذيب فقط .. غيرت ملابسهـا وخرجت معه ..
ان تبقـى معه وهو هكذا افضل من بقائها لوحدهـا لتعد المشاكل التي مرت عليهـم ..




في الصباح تعمدت كلوديا ان لا تستيقض مبكـرا .. فهي تريد من ابيها وامها ان يبقيا وحدهما بأي طريقه ..
عندما استيقضت روزا غيرت ملابسها وتجهزت للذهاب للعمـل .. وحاولت ان تدخل المطبخ بدون ان تحدث ضجة في غرفة الجلوس حيث كان ينام جورج ..
ولكنها لم تستطع ان تمر بدون ان تلقي نظره عليه وهو نائم .. كم كان هادئ في تلك اللحضات ..
ابتسمت بهدوء وذهبت لتأكل شيء وتشرب القهوة قبل ان تخـرج ..
جورج كان متعب جدا لذا فهـو لم يستيقض وهكذا احست كلوديا بأن خطتها فشلت فشلا ذريعا ..

في ذلك اليوم زارها آمون ولامار بنائه على طلب لامار .. فقد كانت مشتاقه لكلوديا جدا ..
والدها خرج عصرا لان كان لديه بعض الاعمـال ..
حاول ايفان الاتصال بها مرات عديده ولكنها لم تجب .. لقد كانت غاضبه منه وهي كانت خائفه من التحدث معه ..
لقد عرفت انهـا ستقوم بكارثه لو فعلت ..
تحدثا امون ولامار معها بكل شيء .. ولكن لم يحضرا موضوع الطفل بتاتا ..
شعرت انهما يحاولان فقط الابتعـاد عن الحديث بشأنه .. هل يعقل ان لامار قررت التنازل عنه ..؟
لم تجرء على السؤال ولم تقل شيء ..
قال آمون عندما قدمت له القهوة – سنسافر غدا ..
نظرت لهم مستائه – حقا ..؟ لماذا ..؟
_ هل نسيتي اننا في اجازه .. يجب ان اعود فأعمالي متراكمه ..
_ ولكن الن اراكم مجددا ..؟
_ كم انتي حمقاء .. كيف هذا .. اننا فقط في منطقه اخرى .. صحيح انها بعيده ولكن سأتي لزيارتك دوما
ابتسمت وهي تنظر للامار – سيكون هذا رائع ..
قالت لامار – بالطبع .. سأشتاق لك كثيرا ..
نظرت كلوديا لأمون منزعجه وقالت – هل انتي منزعجه من شيء لامار ..
ابتسم لها امون وقالت لامار – لا .. لم تسألين ..
_ لأطمئن فقط ..
_ لقد سال ايفان عنك ..
نظرت لأمون فأكمل – الا تجيبين على اتصالاته ..؟ انه قلق
_ ااه .. يبدو اني لم اسمع ..
_ كلوديا .. ماهي المسأله ..؟
_ اي مسأله ..؟
_ اريد ان اطمئن عليك انا ايضا ..
_ لا تشعرنـي وكأنك ابي .. ما زلت صغير على هذا
قالت محاوله ان تغير الموضوع فقال لها – اعتقد ان ترك ايفان كل هذه المده بدون الرد على طلبه هو شيء سيء ..
نظرت له قليلا قبل ان تقول منزعجه – هل يقول لك كل شيء ..؟
_ ليس تماما .. ولكننا اصدقاء
_ اذن ..؟
_ لا تتصرفي بلؤم ..
_ لقد وافقت ..
قالت وهي تقف لتحمل الاكواب الفارغه للمطبـخ .. نظر امون ولامار لبعضهـم مستغربين ..
ووقف امون بعد هذا ولحقت به لامار للمطبـخ ..
_ ماذا قلتي ..؟ هل جُننتـي ..؟
_ لماذا ..؟
سالت وهي مازالت تعطيهم ضهرها .. شعرت ان هذا ليس ما تريده .. ادوارد ما زال يسيطر عليها
تماما .. ولكن هي لا تستطيع نسيانه ان لم تفكر بأنها تخوف ايفان بحبه .. ربما ايفان فقط من يستطيع ان يجعلها
تنسى ادوارد .. هي لا تستعمله .. ولكن ليس خطأ ان يحب الشخص ثم يرتبط بشخص اخر ..
هذا هو حـال الدنيـا ..
_ كلوديا ..
اقتربت منهـا لامار فأستدارت لهم وهي تبتسم – ماذا ..؟ ايفان جيد جدا .. هو يحبنـي جدا .. وهو طيب للغايه ..
ما المشكله اذن ..؟
قال آمون وكأنه يتحدث مع طفله – لا مشكله اذن ..؟
_ ماذا تقترح اذن .. ان ارفضه .. ان كان هذا جيد فليس هناك مشكله ..
_ اذن فموافقتك من اجل ماذا ..؟ ان كان الرفض لا يسبب لك شيء ..
_ ماذا تحاول ان تقول .. تحاول ان تقول اني احاول نسيان ادوارد به .. ما الخطأ ..؟
ليس هناك شيء بيني وبين ادوارد ..اذن فأنا لا اقوم بشيء بشع كما تحاول ان تصور الموضوع ..
احس بها مكتئبه جدا .. وقف واحس بالندم على ما قاله بينما اقتربت لامار منها – اهدئي حبيبتي .. انتي
لا تفعلين شيء خاطئ .. بالعكس فما تقومين به هو الصواب ..
نظرت بعد هذا لامار بنظره مؤنبه فرفع يده لشعره واقترب من كلوديا ..
_ انا خائف عليك كلوديا .. هذا هو فقط ..
ابتسمت له – شكرا .. انا اعرف امون .. ولكن
_ لا تكملي .. انه جيد .. ان كان هذا ما تشعرين به فهو هكذا ..
كانت تريد ان تخبره انها لا تشعر بان قرارها جيد .. ولكنها لم ترد اقلاقهـم اكثر ..
هكذا مر اليومان القادمـان .. الشيء الوحيد الذي اراحهـا هو وجود والدها واتصالات ميا وجـون
التي باتت تصبح كثيره .. ايفان لم يعد يتصل بها منذ ذلك اليوم وهي ايضا كانت تحاول الانشغال باي
شي كي لا تتصل به او لا تفكر بأدوارد الذي لا تعرف ما الوضع لديه الان ..
ولكنها احست ان كلارا قد عادت لتعيد ادوارد .. وربما نجحت بهذا ..
كانت تبكي عندما تكون والدتها خارج المنزل .. تبكي كلما تذكرت ادوارد .. كلما احست انه
مع كلارا .. ولكن هكذا افضل .. كما قالت لنفسها .. هي تكمل مع ايفان وهو ليكون مع كلارا ..
الامور هكذا بالتأكيد افضل ..

في ذلك اليوم عندما خرجت والدتها قالت لها ان تنام باكرا اذ انها ستذهب للمدرسه في اليوم التالي
ولهذا السبب يجب ان تكف عن السهر .. اجابت بأنها ستقوم بذلك ووعدهـا والدها انه سيحضر صباحا قبل ذهابه للعمل
كي يوصلها للمدرسـه .. كانت سعيده جدا .. وايضا هي تريد من صديقاتها ان تلتقيا بوالدها كي تعرفان
كم هو رائع .. في وقت متأخر من ذلك اليوم وفي حين كانت تتابع احدى البرامج سمعت احدهم يطرق الباب ..
احست ببعض الخوف في بادء الامر .. والدتها تملك مفتاحا .. وقفت وهي تسير بهدوء وقلبها يدق بسرعه ..
لم تكمل .. قررت ان لا تفتح الباب .. هكذا افضل ..
ولكنها بعد هذا قالت انه ربما يكون والدهـا .. تحركت ونظرت من العين الصغيره في الباب ..
كان ايفـان .. استغربت مجيئه في وقت متأخر كهذا .. رتبت نفسها قليلا وفتحت الباب بهدوء ..
ضل واقفا وهو ينظر لها بدون ان يقول شيء .. انه منزعـج .. هذا ما احست به ولكنها لم تطلب منه
ان يدخل .. قال بعد ان عرف انها لا تريد منه ان يدخل – تعالي معي قليلا ..
_ الى اين .. ؟
_ كلوديا .. هنا فقط ..
اشار لها ان يقفا امام المنزل .. ارتدت حذائها وخرجت بدون معطف .. لقد كان الجو بارد قليلا
ولكنها تحملت ..
لم تقل شيء فبدأ هو – هل تتزوجينــي ..؟
_ الم تكن مسافر ..
_ لم اذهب .. اجيبي ..
_ مع من كنت اذن ..؟
_ توقفي عن هذا .. اجيبي ..
قالت منزعجه منه – لقد كنت مع احدى نسائك بالامس .. والان تأتي لتطلب يدي للزواج ..؟ كيف تفكر بحق السماء ..؟
_ كالمجنـون .. لم اسافر بسببك .. وكنت مع امراى بسببك ..
_ هل ستقوم بخيانتي كلما غضبت مني ..؟
لم تعرف لما كانت تحاول استفزازه ولكنه اجاب – لم اخنك ..
_ اذن ..؟
_ لقد كنت مع امراة ولكني لم اخنك ..
لم تفهم .. ولكنها احست انه صادق .. لم تقل شيئ وكذلك هو ..
ضل مستند على حائط منزلهم وهو ينظر لها .. ارتعشت فخلع سترته ولفها حولها ..
_ يجب ان ادخل ..
_ وماذا بعد ..؟
ابعدت يده واخذت الستره منه لتلف بها جسدها .. – هناك ما يجب ان تعرفه ..
_ انا هنا لأسمعك ..
_ انا كُنت ..
لم تستطع الاكمال .. لم تعرف هل تقول له هذا كي يتركها هو ..
هي لا تستطيع ان تخطو خطوه صحيحه فعله هو يقوم بها .. نظر لها مشجعا ان تكمل فقالت
_ انا كُنت اُحب شخص ..
كانت قد انزلت رأسها وهي تتحدث هامسه .. امسك وجهها بيده ورفعه له .. قال وهو يبتسم
_ ما زلتـي ..؟
اجابت وهي تشعر بانها لن تستطيع تحطيمه – لا ..
_ اذن لا داعي لأن تذكري شيء كهذا .. يكفيني انك الان هنا ..
هزت رأسها له وهي تشعر بكمية الكذب الذي قامت به اليوم ..
ولكن هذا كله سيزول مع مرور الوقت ..
_ هل اعتبر هذا موافقه ..؟
هزت رأسها له .. لقد انهت كل شيء يخص ادوارد اليوم ..
احست بقلبها يقع من بين اضلعهـا .. لقد كان صعب عليها ان تشعر انها لشخص اخر غير ادوارد ..
ولكن هكذا افضل .. فما يسقط من اضلعها هو اخف لها بكثير ..
_ اذن هل تخرجين غدا ..؟
_ لا .. غدا لدي دوام ..
_ ااه .. اذن ستبدئين من جديد .. هذا جيد .. حضا موفقا اذن عزيزتي ..
ابتسمت له واعطته الستره .. – يجب ان ادخل الان ..
_ حسنا ..
اقترب منها وبدى انه اراد تقبيلها ولكنها ابعدته – لا ..
نظر لها مستغرب فقالت – لا ..
ودخلت .. عرف انها مختلفه تماما عن ما عرفه من بني جنسها سابقا ..
وتأكد ان اختياره كان مناسب جدا ..
بينما دخلت هي واغلقت الباب خلفها بسـرعه ..
لقد احست بكئابه تجتاحها لم تمر عليها سابقا .. لقد قطعت اخر خيط كان يجمعها
بأدوارد .. اذن فالان هي مجبوره ان تنسـاة ..
رمت نفسها على السرير واحتضنت الوسـاده .. هل لها ان تفكر اليوم فقط بأدوارد ..؟
هل تعجل هذا اليوم هو يوم وداعـه كليا من حياتهــا ..؟


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

التعديل الأخير تم بواسطة ام بطن ; 01-30-2014 الساعة 10:37 AM
  #100  
قديم 12-14-2011, 06:46 AM
 
اكملت هذا في يومين ارجوان يعجبكم ساكمل
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لا تعشقي Ayman Fahad أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 10 11-17-2010 02:04 PM
جعلت فداك فانتي عنون التقى ..... من تصميمي .^.*. البرنسيه دروس الفوتوشوب - Adobe Photoshop 5 10-20-2010 04:12 PM
خليك مع غيري احمد اطيوبه شعر و قصائد 8 07-20-2010 11:09 PM
مجوهرات بستايل غجري زهرة اليقين حواء ~ 15 06-20-2008 05:27 PM
من غيري hi all أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 4 03-14-2007 10:24 PM


الساعة الآن 08:15 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011