29-3 جماعة أنصار السنة/ بيانٌ وتنبيه إلى أهل السنة والجماعة في العراق - عيون العرب

algdz · #1 03-30-2007, 12:43 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله ..
(يا أيها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون)
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)
(يا أيها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) .
أما بعد..

فان أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
وأصلي واسلم عل حبيبنا وقائدنا وقرة أعيننا نبينا وسيدنا محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم إمام المجاهدين وقائد الغر المحجلين الضحوك القتال نبي المرحمة ونبي الملحمة وعلى آله وأزواجه وذريته الطاهرين وعلى صحابته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
نسال الله العلي العظيم أن يجعلنا منهم ومعهم وتحت رايتهم في الدنيا والآخرة انه سميع مجيب.
ثم أما بعد..

يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم: (وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُو كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) البقرة 218،217.
يقول شيخ الإسلام أبن تيمية (والرسول أنزل الله عليه الكتاب والحكمة كما ذكر ذلك في غير موضع وقد علم أمته الكتاب والحكمة كما قال (ويعلمهم الكتاب والحكمة ) وكان يذكر في بيته الكتاب والحكمة وأمر أزواج نبيه بذكر ذلك فقال (واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة ) فآيات الله هي القرآن إذ كان نفس القرآن يدل على انه منزل من الله فهو علامة ودلالة على منزله و(الحكمة) قال غير واحد من السلف هي السنة وقال أيضا طائفة كمالك وغيره هي معرفة الدين والعمل به وقيل غير ذلك وكل ذلك حق فهي تتضمن التمييز بين المأمور والمحظور والحق والباطل وتعليم الحق دون الباطل وهذه السنة التي فرق بها بين الحق والباطل وبين الأعمال الحسنة من القبيحة والخير من الشر وقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم انه قال (تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك) كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية في الفقه ج 19 ص 175.
أيها الإخوة المسلمون يا شباب أهل السنة..

لقد عمل أعداء الله من الصليبيين والصفويين المجوس ومنذ اللحظة الأولى على ضرب المسلمين اعتقالا وتعذيبا وتقتيلا وفي البلاد إفسادا وتخريبا، ومع ذلك فقد فشلوا في القضاء على هذا الجهاد المبارك في العراق بفضل الله وحده سبحانه.
لكننا اليوم بعد مرور أربع سنوات ووصول أعدائنا إلى نقطة حرجة وطريق مسدود فكان البحث عن وسيلة ليتخلصوا من الجهاد والمجاهدين ,والمسلمين الذين هم سندهم بعد الله سبحانه فهاهو العدو يدور مكابرا هنا وهناك كالإخطبوط يغير من تكتيكاته وينوع من أساليبه في حربه معنا.
فوجدوا أن لا طريق أمامهم إلا إتباع وسائل الخداع والتضليل والتلاعب بالألفاظ عبر وسائل الإعلام وعلى ألسنة الجواسيس والعملاء وكان أخرها المؤتمر الذي عقد في بغداد وهو تكتيكهم الجديد باسم وحدة الصف الوطني وحماية أمن العراق وغيرها من المسميات
والهدف المقصود منه إرباك المسلمين والتشويش عليهم.
فان هذا يستدعي منا الانتباه تجاههم جميعا أيها المسلمون واحذروا تلك الأطروحات العامة التي لم يقدمها الأعداء إلا من أجل تحقيق مآربهم والتخفيف عن أنفسهم والخروج من مآزقهم؟
إن العدو يعي هذه الحقيقة جيدا لذا فهو يتبع طريقة تقزيم الأهداف:

* فبدلا من أن يكون هدف المسلمين في عملهم منصباً على العمل من أجل التمكين لهذا الدين والسعي للفوز بالآخرة يصبح منتهى غايتهم الأمن والسلامة في الدنيا...قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلا قَلِيلٌ) التوبة الآية 38
* وبدلا من أن يكون هدفهم فتح العراق يتراجعون نحو الركون والإذعان والجري وراء المحتل للاحتماء به ... عساه أن يقيهم بطش الروافض الحاقدين والله تعالى يقول (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمْ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ) التوبة الآية 14
فأضحي الناس يتلقون دسائس الأعداء على غير استعداد أو رؤية واضحة تمكنهم من تقييم الأمور والتحرك للتعامل معها كما ينبغي، فزعين قلقين تتناوشهم العواطف لا يدرون أي المواقف يلزم اتخاذها في هذه اللعبة التي فرضت عليهم حائرين .... بين:

أولاً: الانضمام إلى الخيار السياسي للركوع مع من ركعوا تحت مظلة الاحتلال الكافر.
فلا بد للمسلمين الذين تأتيهم هذه الخاطرة أن يعرفوا مواقع أقدامهم في هذه الفتنة فيحذروا كل الحذر من موالاة أعداء الله الكفار على المسلمين، بل عليهم الوقوف مع إخوانهم المجاهدين في سبيل الله وتأييدهم بما يقدرون عليه من نفس أو مال أو سلاح أو رأي أومشورة أو غير ذلك، فقد قال الله سبحانه (إنما المؤمنون إخوة) الحجرات 10.
وقال تعالى (إن هذه أمتكم امة واحدة وأنا ربكم فاتقون) المؤمنون52.
وثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره)، بل يجب إخوتنا أن نعلنها براءة إلى الله تعالى من كل سياسة تخالف أمره وتوالي أعداءه وتحارب أولياءه.

ثانيا: الامتناع والعزلة أو الانتظار والخوف من الأعداء أن يدخلوه في خانة الإرهاب إذا عارضهم.
نقول لهؤلاء المسلمين، قال الله تعالى (إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين )آل عمران 175.
وجاء في الحديث الذي يرويه الإمام احمد (إن الله يقول للعبد يوم القيامة الذي رأى المنكر ولم ينكره قال الله: ما منعك أن تنكر؟ قال العبد : خشية الناس، قال الله : إياي أحق أن تخشاه).
وليعلم المسلم انه في هذه الحياة إما يتقدم إلى الخير والإيمان أو يتأخر نحو المعصية والنقصان فليس هناك (وقوف واستراحة) فليراقب كل مسلم نفسه ويحاسبها وليكن يقظا من أن ينحدر إلى دركات النقص وهو لا يشعر.
فالله الله يا أهل السنة الموحدين لا يغلبنكم أهل الباطل ومروجو الفساد فإنكم إن تخاذلتم وتكاسلتم غلبوكم حتى على أهليكم وأولادكم، قال تعالى (إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون).

ثالثا: أومن تأتيه خاطرة الخروج والهروب من البلد.
فانظر أيها المسلم ما رصيدك من الخير وما نصيبك من الاحتساب وما سهمك في تلك القافلة التي يقودها الأنبياء والمرسلون عليهم السلام وقد حطوا رحالهم في الجنة، كيف ترضى أن تتأخر عنهم وتبتعد عن طريقهم ... والهروب والخروج من ارض الخير والجهاد وترك إخوانك المسلمين للمجرمين أن ينهشوا في لحومهم وهتك أعراضهم وتعذيبهم ؟؟
أخي المسلم كيف تهرب فوا لله ما يشك احد من المسلمين بان مثل هذا العمل الجهادي المبارك (وهو ذروة سنام الإسلام) من أعظم القربات واجل الطاعات في مثل هذا العدو(الصليبي الصفوي) الكافر وهو ما قام به رسولنا صلى الله عليه وسلم.
فها هم قد بدءوا بضرباتهم على المسلمين الذين لا ناصر لهم إلا الله تعالى وجهادهم من أعظم أنواع الجهاد وأوجبها كما أشار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، حيث قال (وأما قتال الدفع فهو اشد أنواع دفع الصائل عن حرمة الدين فواجب إجماعا، فالعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا لا شيء اوجب بعد الإيمان من دفعه،فلا يشترط له شرط بل يدفع بحسب الإمكان وقد نص على ذلك العلماء)... لا الهروب من هذا الواجب ومن هذا الخير الوفير.
فما أسهل الخروج والعزلة، يروى لنا التابعي الكوفي الفقيه (عامر الشعبي) أن رجالا خرجوا من الكوفة ونزلوا قريبا يتعبدون فبلغ ذلك عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فأتاهم ففرحوا بمجيئه إليهم، فقال لهم: ما حملكم ما صنعتم؟ قالوا: أحببنا أن نخرج من غمار الناس نتعبد، فقال عبد الله: لو أن الناس فعلوا مثل ما فعلتم فمن كان يقاتل العدو؟ وما ببارح حتى ترجعوا) صيد الخاطر لابن الجوزى 224.
يا معشر أهل السنة والجماعة.

وبعدما ذكرنا يجب أن يكون لنا وقفة ... يوجبها علينا دين الله وشرعه قبل كل شيء ... ثم يوجبها علينا العقل والرجولة والمروءة والنخوة ... ثم يوجبها علينا التفكير فيما نحن فيه وأهلنا وبلدنا من العذاب والنكال والمؤامرات المحيطة بها والعناء الذي يصبحنا ويمسينا وينغض علينا دنيانا ويفسد علينا ديننا من الصليبيين والصفويين والطوائف المارقة الأخرى الذين يتصارعون على القصعة قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه الأمام أحمد في مسنده (يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الآكلة على قصعتها)

أيها الإخوة المسلمون.
إن من أهم أسباب النجاة من هذه المحنة أن ترجعوا إلى الله قولا وعملا، قلبا وقالبا وإن ملامح خلاصنا من الوهن والذل والخوف والانكسار لا يكون إلا بالمزيد من الالتزام بالمنهج الرباني وبالسنة النبوية على منهج السلف الصالح ولا نخلط في عملنا بين عوامل البناء وعوامل الهدم وينسخ بعضها بعضا،والحذر من الذين لا يمتلكون من الحلول سوى الشعارات البراقة لمشاكل المسلمين، والتعايش مع المحتلين ونشروا في صفوف المسلمين العوام الشبهات وزعموا أنهم يتكلمون بلسان الشرع، وكذبوا في ذلك قاتلهم الله أنى يؤفكون.

إخوتي وفقكم الله ...
إن العمل في سبيل الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأداء فريضة الجهاد واجب على الجميع كل بحسبه .
وإن على المسلم بوجه عام والداعية وطالب العلم على وجه الخصوص المساهمة الفعلية في خدمة الإسلام والذب عن حياضه، قال تعالى(وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين )
وقال تعالى في وصف المؤمنين (أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون)

فالله الله عباد الله في إخوانكم المجاهدين..
إياكم وخذلانهم فهم في أمس الحاجة إليكم، واعلموا أن قوى الكفر ولو طال بغيها وانتشر خبثها واستطال سلطانها فان لها نهاية قريبة والعاقبة للمتقين، فان الله سبحانه قد وعد ومن اصدق من الله حديثا بأنه ناصر دينه ومعز أوليائه ومذل أعدائه ولكن لكل اجل كتاب وكل شيء عنده بمقدار.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن ينصر دينه وأن يجعلنا من أنصاره وأن يعلي كلمته وأن يبرم لهذه الأمة أمرا رشيدا يعز فيه أهل طاعته ويذل فيه أهل معصيته ويؤمر فيه المعروف وينهي فيه عن المنكر.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أخوكم ... أبو عبد الله
أمير جماعة أنصار السنة
10/ربيع الأول/1428
29/3/2007

بشير السنة (جماعة أنصار السنة)

المصدر: (مركز الفجر للإعلام)