تصبب وجهه عرقا و كأنه النهر يأخذ مجراه،يبدو عليه التوتر و القلق و بصوته المختنق:لقد عاد لينتقم مني جاكي،ذلك النكرة عاد للانتقام


اتسعت عيناه البرتقالتين استغرابا يكلم نفسه ما الذي يتحدث عنه يا ترى؟؟اقترب منه يضع يده على كتف سيده يهدئ

من روعه:سيدي أرجوك لا تتوتر سيرتفع ضغطك،و من ذا الذي تتحدث عنه؟؟و لما قد ينتقم منك؟؟

نزع يوهورو ربطة عنقه محاولا أن يهدئ أخذ نفسا عميقا و أردف يقول:كايتو عاد للانتقام من أجل والده...فقد قتله

عمدا بالسيارة الفخمة و قالو أنه مات بسبب حادث مرور،و قد أتى إلي كي أساعده لكنني تجاهلته تماما و هو الآن يوقع

بإييمي ثم يتركها لتتعذب.

في وسط قلقه ما كان على الخبيث إلى أن ابتسم و الشر يملئ عينيه:علينا أن نبعدها عنه بأي وسيلة سيدي.

أرخى نفسه و قال بعد أن أغمض عينيه:لن أستطيع ذلك فهي بالتأكيد ستأخذ عني نظرة سيئة و أنا لا أتحمل أن تكرهني

ابنتي الوحيدة.علينا أن نجد دليلا ضده عليك أن تتدبر الأمر جاكي أعتمد عليك في ذلك.

نفسه الشيطانية تلك قد نهضت و بقوة أكبر و بكل فخر:كما تريد سيدي لن أخيب أملك في أبدا.

بعيدا عن أجواء القلق و التوتر نعود بكم إلى الحفلة:

في الحفلة:

كان الرباعي فرحا تتعالى أصوات فرحه،قرب إيمورا حبيبته و قال:إذن نخب اليوم الجميل

قاطع أجواء فرحهم رجل يبدو في 57 من عمره قارب شعره على المشيب ليس بالطويل و بدن بعض الشيء

يرتدي بزة رسمية بيضاء و يضع نظارات رؤية،من ملامح وجهه يبدو عليه الثقافة و الهدوء

ليكلمهم بلباقة و عيناه صوب كايتو:عفوا على المقاطعة ،آه سيد كايتو مرحبا.

استغرب كايتو و بدهشة:مستحييل،إنه أنت حقا

أجل إيمورا النظر في الرجل عله يعرفه لكن لم يعرف من يكون:كايتو من يكون؟

ابتسم كايتو يجيبه:هذا إنه أشهر روائي في البلاد إنه الكاتب يوجي أكيمورا.

انحنى له كايتو احتراما و مد يده ليصافحه.

بادله الرجل الابتسامة ليقول له:قرأت قصصك و رواياتك،و قد أعجبت بأسلوبك كثيرا لذا اغتنمت فرصة الحفل و أتيت لمقابلتك

بلباقة قال كايتو:شكرا سيدي هذا لطف منك و يسعدني و يشرفني إطراؤك.

بنظرات الاعجاب تلك قال بجدية:بدون أي مقدمات أنا أدعوك للذهاب معي إلى باريس من أجل تحسين قدراتك و لتصبح

مشهورا فكفاءتك رائعة و أراك موهوبا.

صدم الجميع من كلامه و خاصة إييمي التي انقلب وجهها.

ابتسم كايتو ليرد على اقتراحه:أنا أشكرك على دعوتك سيدي أنا من أشد المعجبين بكتاباتك و رواياتك لكني لا أستطيع

المجيء معك.

عدل يوجي نظاراته فلم يخب أمله حتى أنه لم يحزن ما كان عليه أن قال:أحترم قراك بني لكن..أنا واثق بأنك ستغير قرارك.

استودع الجميع و راح.

انتهت الحفلة بعد ذلك ليعود كل إلى منزله

إلا كايتو و إيمورا اللذان بقيا في مقهى الحي و قد كان الصمت سيد الموقف

عينا كايتو تائهتين يفكر في العرض الذهبي الذي رفضه

انتبه له إيمورا ليكسر الصمت السائد بينهما فكونه ثرثارا لا يحب ذلك:كيف ترفض عرضا رائعا كهذا فو نادر كما تعلم

لم يجبه بل اكتفى بالصمت،ليضيف عليه:بدأت تشعر بالندم حيال ذلك،آ أخبرني رفضته من أجلها صحيح رفضته من أجل
إييمي.

غضب كايتو و صرخ في وجهه هذا يكفي إيمورا لا أريد أن أتحدث حيال الموضوع عن إذنك سأذهب الآن.

ليغادر المكان،ها هو الآن يرمي نفسه فوق السرير و الظلام كان أنيسه الوحيد في الغرفة،أغمض عينيه ليدخل في دوامة

تفكير يتذكر :أدعوك لذهاب معي إلى باريس...

كانت الصراع الداخلي حلبة في نفس كايتو الذي كاد يفقد أعصابه من التفكير حيال الدعوة يتكلم:اعترف يا كايتو رفضت

الدعوة من أجلها،كانت العائق الوحيد،أحسست بها حين حزنت و تغير مزاجها...و صوته الآخر يقول:كفا غباء كايتو

أنت حتى لا تستطيع العيش من دونها،و لا تستطيع ترك البلد الذي عشت فيه..ليخلد في نوم عميق.
ها هي الشمس الذهبية تبزغ،تعلن يوما جديدا حافلا بالأحداث،يوم جد و كد و عمل الرجال و النساء قصدا عملهم و الطلاب مدارسهم...

مر اليوم بسرعة

في تلك الهضبة الخضراء التي تغري عيون و قلوب الناس و في ذلك الجناح الذي أوى عاشقينا

اللذان كانا يتبادلان أطراف الحديث ،لتتوقف ذات العيون الزرقاء السماوية عن الكلام ،بصوتها اليائس:كايتو لا تخفي عني الحقيقة؟

رفع حاجبيه استغرابا: أي حقيقة؟

تذكرت كلام السيد الروائي لتجيبه:لم ترد الذهاب مع السيد يوجي بسببي صحيح أنا التي كنت العائق الوحيد أجبني
بصراحة؟

أجل النظر في ملامح وجهها اليائس الذي يملؤه تأنيب الضمير

ضحك منها و ضربها بخفة على جبينها:يا لك من غبية إييمي،لا يمكنني أن أتخيل حياتي من دونك عزيزتي،و لا أستطيع

ان أعيش في مكان أنت لست فيه(بحب)

شعرت بالراحة من كلامه،فقد كانت تعتقد نفسها عائقا في طريق نجاحه،تلاقت أعينهما لتغوص في بحرهما :كايتو...هل
تعلم،لو لم تأتي لأصر جاكي على رغبته في الزواج مني،و كنت زوجته الآن.
اشتعلت نيران الغيرة و الكراهية في قلبه ليقول بغيره:ماااااذاااا؟؟زوااااج؟؟

ضحكت من رده فعله لتردف:ذلك التافه طلب يدي قبل الآن،و كان أبي يقول له اني لا زلت صغيرة على الزواج و كلب منه ان يصبر،و انا أرفضه لأنه طماع و لا يريد غير الثروة.
قبل جبينها و قال لها:فليحاول فقط الاقتراب منك.
فرحت و هي بين أحضانه فهي تحبه كثيرا و متعلقة به لدرجة أنها تخاطر من أجله.
نذهب بكم إلى ركن آخر في حديقة عامة حيث الكل يقصدها الأطفال يلعبون و الأولياء يراقبونهم،الرياضيون يجرون و المراهقون يستمتعون بوقتهم مع الأصدقاء في ذلك الكرسي البني الخشبي الذي يجلس عليه إيمورا و ميني،
كان شاردا بعض الشيء أخذ نفسا عميقا ليخاطب خطيبته:إن خوفي يزداد على كايتو وإييمي.
تذمرت الموضوع لتحدثه بجدية :صحيح لقد وعدتني ما قصة كايتو بالمناسبة؟؟
قطب حاجبيه ليبدو أكثر جدية ...
أغمض عينيه ليقول لها:أولا عديني بأن الأمر سيكون بيننا و لن تخبري إييمي نفسها.
أومأت إيجابا مردفة:أعدك
أرخى عينيه ليبدأ في السرد:كان كايتو في السادسة من عمره لما توفي والده،كان ذلك إثر حادث سيارة كان المتسبب فيه السيد يوهورو هيروكو والد صديقتك...
تأثرت من كلامه :ما..ماذا؟؟
ليكمل:أجل كان السيد يوهورو يراقب والد كايتو،حتى أتى ذلك اليوم الذي دهسه فيه عمدا،استنجده كايتو لكنه تجاهله و واصل طريقه بدون رحمة أو شفقة،لما بحث كايتو عن السائق عرف أنه يوهورو ليعلم من بعدها أنه كان يعامله بقسوة و يهينه أمام الجميع و حسب علمي أن السيد ميزاشي قد كان مؤهلا لإدارة الشركة فهو ذكي و متفوق في كل أعماله..
توسعت عيناها دهشة:م...هل هذا معقول؟؟و ماذا بعد..
أخذ نفسا و طلب منها أن تسترخي و أن لا تتفاجئ:كايتو أراد الإنتقام من يوهورو عن طريق ابنته.

زادها دهشة:ينتقم؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ارتسمت على وجهه ابتسامة جانبية بعينين راضيتين:لا تقلقي فقلب كايتو لم يستطع الصمود أمام براءة إييمي،فقد أحبها

و هو مستعد للبقاء معها.

وجهها يدل على الاستغراب الدهشة كأنها ال تصدق ما سمعته توا:إن الأمر غريب حقا لم أتوقع أبدا أن يكون عمي

يوهورو بهذه القسوة،لا بد ان جاكي و عمي لن يقفا مكتوفي الأيدي الآن.

زفر ليقول بممل:لنأمل خيرا.

.................................................................................................... .................................................................................................... ......

إنه اليل يرخي سدائله،وقت الاستراحة و النوم ليوم متعب من العمل و الدراسة،

في غرفة مظلمه تفوح رائحة حقد و خبث تحتضن في جوفها..وحا شريرة،عين تلمع :كايتو،أشكرك عل قدومك إلينا،

سأسعى جاهدا كي أكشف حقيقتك لأبعدك عن إييمي و أقترب أكثر منها و من السيد كي أسبهما لصالحي...لكن أين

الدليل فكر جيدا جاكي ماذا عليك أن تفعل؟

لنختم ذلك اليوم.

إنها الأيام الجميلة قبل التعيسة،ضحك،سعادة،فرح و بهجة يعيشها العاشقون فهل ستكتمل الفرحة أم سيكون هناك رائق

كلس يعكر صفوة سعادتهم.

هاهو الشتاء يطرق الأبواب بعد أن ظب الخريف أغراضه يهم بالمغادرة...إنه يوم غائم ،في مطعم راق كبير لا يدخله

سوى رجال الأعمال و الأغنياء، خصوصا في ذلك الركن،يحتسي الأشقر الجالس على الطاولة القهوى،ملامح وجهه تدل

غلى أنه متوتر يفكر في خطة ما،يكلم نفسه الخبيثة:ماذاا؟ماذا علي أن أفعله،لقد فلت كل شيء و راقبته لكني لم أحالف.

أرخى نفسه ليغمض عينيه لبرهة ثم..ثم فتحهما بشراسة الذئب في هجومه،بتلك الضحكة الجانبية الخبيثة،بفوز و و ثقة

نفس:كم أنت غبي جاكي،كيف غاب عن حسك ،ألست بارعا في ذلك.
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::

ها هي ذي شابة بريئة ترتدي معطفا أسود يصل إلى خصرها و بنطال جينز أزرق غامق،أسدلت شعرها البني إلى الوراء

تصعد درج مرطز الصحافة بقلب يخفق شوقا و حبا لرؤية الحبيب،لما وصلت الباب سمعت حديث شابين:

......:إذن؟؟
رفع كايتو حاجبيه :إذن ماذا؟؟

بتململ:هل قررت؟؟

كايتو باستغراب أكثر:قررت ماذا؟؟
استسلم إيمورا فلا جدوى من الألغاز ليصرخ عليه:أنت و أمرتك أيها الأحمق أ لن تكلب يدها؟؟

خفق قلبها بسرعة كأنها الطبول تقرع و كاد يخرج من مكانه،متشوقة لمعرفة الجواب الذي تخال أنها تعرفه..

وضع كايتو ما كان بيديه،لينر لصديقه ببرود..........