عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #6  
قديم 06-08-2013, 10:47 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://www8.0zz0.com/2015/02/27/17/521660796.jpg');border:3px solid gray;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
(5)
قال عماد وهو يلتقط العلبة ثم يمسك بذراعها :
- ليس هناك خلاف بيننا.
- لكن، يجب عليك قبول الدعوة شئت أم أبيت !
اقترب حاجبا عماد وهو يتمتم لنفسه بضيق، وعندها تكلمت قائلة بصوت خفيض :
- أنت يجب أن تقبل! هل تريد التسبب في مشاكل أخرى أيها البغيض ..؟

تنهد وقال :
- إذا أركبي .
ساعدها على الركوب ثم جلس بجانبها. عندما بدأت العربات بالتحرك كانت تنظر بعينين لامعتين وهتفت :
- هل تصدق هذا؟ إننا نركب في عربات الموكب الملكي.. انظر إلى الناس من حولنا والحرآس والجنود و ...
قاطعها عماد وهو يرمي بالعلبة على حجرها :
- ارتدي هذا.

" تلك العلبة .. التي قال بانها هدية .." نظرت إلى العلبة وقامت بفتحها بحرص وهي تقول ساخرة :
- ماهذا؟ الهدية التي لا تستطيع العنزات ارتدائها ..؟
أدار وجهه إلى الجهة الاخرى وقال بنبرة معاتبة :
- لماذا ..؟ تركتِ الفندق؟! لقد أصبحت غاضباً وافتعلت مشكلة مع تلك التافهة!!
أخرجت المعطف الأبيض من العلبة ،، كان جميلاً جداً .. تطلعت إليه وتمتمت بابتسامة :
- شكراً، يبدو جميلاً .
نظر إلى وجهها . كان سعيداً لأنه أعجبها، أمسكت به ونظرت نحوه فشاهدته ينظر إليها وعلى وجهه ابتسامة ممتنة، عادت تنظر إلى المعطف بسرعة وهي تشعر بالخجل، ثم تسائلت بحدة:
- لماذا كنت تناديني بالعنزة! يالك من مزعج .
تكلم على الفور :
- هذا لأنك لم تخبريني باسمـ ..
- لينا .
نظر إليها مجدداً، لم يستطع قول أي شيء .. لقد كان يريد التحدث ولكنها قالت اسمها فجأة مما جعله كالأخرس.
وأخيراً وصلا إلى القصر، بدأ عماد يتشاجر مع لينا حتى ترتدي المعطف، واستطاع أن يجبرها في النهاية وهي تصيح "يالك من مزعج" .. وبعد ذلك، صحبهما بعض الخدم إلى غرفة استقبال الأمير ..

عندما دخل الاثنان كان الأمير يجلس على أريكة خضراء داكنة ومنقوشة بالنقوشات الذهبية . كانت الغرفة الملكية واسعة وجميلة للغاية،الستائر مفتوحة والثريّات الذهبية تتدلى من السقف الأبيض ..
كان الأمير يجلس مبتسماً وعينيه متركزة على وجه لينا، مما جعل عماد يشعر بالغضب من أول ثانية ! ولكنه سرعان ما شاهد دعاء تجلس على أريكة في الجانب الأيسر وهي تحدق في وجهه بغيظ ، فرفع حاجبيه بطريقة مستفزة ووضع يديه في جيبيه .

الأمير سامي، شاب فائق الوسامة، لديه شعر أسود وبشرة بيضاء، عينيه صافيتين يشع منهما الذكاء، وابتسامته ساحرة ، إنه فارس احلام كل فتاة في البلد باكملها ... كان يرتدي حلّة حمراء داكنة،تبدو من الأنواع العسكرية، فعلى كتفيه تتركز قطعتان ذهبيتان، وأزارر الحلة ذهبية،وحزامٌ أسود أنيق في المنتصف، ويرتدي بنطالاً أسود ضيق بعض الشيء وحذاء عال الرقبـة .
قالت لينا داخل قلبهاوهي تتأمله بسعادة " انه أمير وسيم ، مثل القصص الخيالية، ياللروعة" .. تكلم الأمير عندما توقف الاثنان أمامه :
- تفضلا بالجلوس .
جلس الاثنان على يمين الأمير، الذي تكلم بلطف :
- هل يمكنني ان أتعرف على الشقيقان؟ من أنتما ومن أين جئتم ..؟
" لماذا يظن ذلك الوقح بأننا شقيقان ! " " هل يظن باننا أشقاء ..؟!" هكذا تسائل عماد ولينا داخل قلبيهما ، وقبل أن تتكلم لينا قال عماد بفظاظة:
- ولكننا لسنا شقيقان، إنها زوجتي.
شهقت لينا مفزوعة، وبدت الصدمة على وجه الأمير فقالت :
- هذا غير صحيح! إنه شاب أخرق تعرفت عليه في القطار السنوي ، ولكنه يمزح ..
ضحكت ضحكة قصيرة وهي تضرب بكوعها في خصر عماد ليتوقف عن سرد الاكاذيب،، فتساءل الأمير مع ابتسامة :
- إنها طرفة جميلـة، ولكنني لم أصدقها بالتأكيد، فانتما متشابهين جداً، بدوتما مثل الأشقاء.
ابتسمت لينا بينما حدق عماد ببرود ، وعندها عاد الأمير يقول :
- ولكن ملابسكما لا تدل على أنكما من هنا،صحيح؟
أجاب عماد :
- نعم، نحن لسنا من هنا، لقد جئنا مع القطار السنوي .
"أعرف هذا! ولكن كيف .... " تساءل الأمير باستغراب :
- لكن كيف وصلتما إلى هنا، بينما لا يتوقف القطار السنوي في أي من محطاتنا .. ؟
تبادل عماد ولينا نظرة ، فأجابت لينا :
- لأننا طلبنا من القطار التوقف في منتصف المسافة .
كان الأمير مستغرباً، واصبح يشك بأمرهما .. " إنهما شقيقين،ويخفيان الأمر .. أيضاً من المستحيل أن يتوقف القطار السنوي سوى في المحطات .. هل يعقل بأنهما لصوص ..؟ لقد افتعل ذلك الشاب المشكلة مع دعاء لكي أدعوه للاعتذار ثم ... "
قاطعت لينا أفكاره وهي تقول :
- ولكننا ممتنون جداً لدعوتنا.
وتابع عماد قائلاً بسرعة :
- لذا علينا الذهاب للبحث عن الجدة!
فكر الأمير وهو يحدق في وجوههما "هل هي خدعة ..؟أيجب ان أسمح لهما بالانصراف؟ أم أقوم بسجنهما؟ " نظر عماد إلى وجهه وهو يفكر " هل يشك بأمرنا؟ بالتأكيد أصبح يفكر الآن في رمينا بالسجن، أو إعدامنا ، مثل ماقاله لنا الفارس الملثم عن حرق الخونة، لهذا يجب علي أن أخرج لينا من الأمر بسرعة " ..
تكلم عماد قائلاً :
- سوف تذهب للبحث عن جدتها في بلاد الجبال، أليس كذلك؟
ابتسمت لينا بتوتر، وهمهمت بالموافقة، وعندها فكر عماد " لماذا هي متوترة، يجب أن تكون مبتسمة وواثقة! " نظرت إليه فرأته ينظر إليها بتلك النظرة المخيفة .. " انها المرة الثالثة! لماذا ينظر لي بتلك النظرة الغريبة ؟"
تكلمت دعاء فجأة بغرور:
- إذا كانت تلك الفتاة ستذهب ، فأنت لن ترحل من هنا قبل أن تعتذر و تقبّل قدمي، وإذا لم أسامحك سوف آمر بسجنك لعدة أعوام .
نظر عماد بقرف وهمس :
- انتِ تجعلينني مضطراً لأن اناديك عنزة في حضرة الأمير!
كبت الأمير سامي ضحكة مباغتة، وقال بهدوء مصطنع :
- أنا لن اترك تلك الفتاة تذهب قبل أن تعتذر للأميرة دعاء .
- أميرة؟ " أم عنزة؟ حقاً ياللسخرية "
قالها عماد بسخرية، فتكلمت ليناوهي تسحب اذنه وتهمس في داخل السماعة :
- يجب أن تعتذر وتدعنا نرحل. هل تريد ان تصبح مسجوناً..؟
- إذا كان عليّ الاعتذار فأنا افضل السجن .
[/b]
[center]وقفت الاميرة دعاء وقالت :
- يالك من وقح! تريد ان تسجن وتعذب بدلاً من الاعتذار لي!؟
انصرفت دعاء بعد ان قامت بتحية الامير، وعندها قال الأمير سامي :
- كما ذكرت، سوف تسجن حتى تقرر الاعتذار للأميرة دعاء. فهي سوف تكون الملكة في يومٍ ما.
تساءل عماد بدون تهذيب:
- هل يمكن أنك ستتزوج بتلك الفتاة القبيحـة ..؟

"ياألهي انه فتى بذيء! كيف سأجيب عليه الآن، من الأفضل أن أزج به في السجن حتى أستطيع أن أتحدث مع تلك الفتاة الجميلة بمفردنا ." ابتسم سامي وقال :
- سوف أسمح لك بالهرب إذاً، وسأجهز عربة جنود تقلك إلى خارج البلاد .
تساءل عماد بحدة :
- وماذا عن لينا؟
تساءل الأمير متجاهلاً سؤال عماد :
- هل أسمك هو لينا؟ ياله من أسم لطيف .
" ياله من شاب مهذب ولطيف" ابتسمت لينا بخجل وقالت :
- شكراً لك .

وقف الأمير سامي وقال :
- سوف تبقين في القصر لعدة أيام، إذا أحببتِ فما رأيك ..؟
قال عماد معترضاً :
- لا، هي لن تبقى هنا، سوف تأتين معي، أليس كذلك؟
نظرت إليه لينا بدون قول أي شيء. وابتسم الأمير ابتسامة منتصرة

[center]ثم قال :
- إذاً؟ هل ستبقين؟
عاد عماد يقول :
- ألا تريدين البحث عن جدتك؟ سوف أساعدك في هذا ..!
قال الأمير بسرعة :
- يمكنني مساعدتك أفضل. فانا أعرف أمراء الدول الآخرين .

زفر عماد بضيق ونظر إليها، كانت تفكر بحيرة .. ثم تجاهلت عماد وابتسمت قائلة :
- أنا سوف أكون سعيدة باستضافتك لي .
عاد الأمير يبتسم بسعادة، وأشار أمامه ثم قال :
- تفضلي معي من هنا .
سارت لينا متقدمة،ولكنها توقف للحظة ثم ابتسمت لعماد و قالت :
- شكراً لك على كل شيء. وداعاً .
انصرف الاثنان ببطء،أما عماد فقد كان يبدو هادئاً، ولكن من داخله كان هناك بركان على وشك الانفجار، وتدفقت الحمم الساخنة داخل صدره فتمتم لنفسه :
" وإن يكن، لا بأس .. أنا سأرحل في طريقي الخاص" .. ولكن قوله بتلك الطريقة .. لم يخفف من وطأة حزنه، فقد كان غاضباً ولكنه لم يعرف حتى لماذا هو متضايق بتلك الطريقة ..!
شعر بالألم يجتاح صدره . حاول كتم الألم ولكنه لم يستطع .. جلس على الأريكة وهو يضرب صدره ببطْ بقبضة يده ويدعو بأن يتوقف الألم بسرعة .. لكن هذا شيء مستحيل .. فقلبه مريض ويحتاج إلى الدواء الذي تركه في حقيبته بالفندق .

دخل أحد الجنود ورمقه بنظرة قاسية وهو يقول :
- أنت، تعال معنا الآن .
نظر عماد إليه ولم يقل شيئاً،كان العرق يتصبب من جبينه، ووقف بصعوبة فأمسك به الجندي واقتاده إلى الخارج.
------------------
" ماهذا المكان السخيف؟ الم يقل بأنه سيجعلني اهرب من هنا ..؟ يبدو بأنه انشغل بـ لينا ونسي أمري " .. كان يتأمل تلك الغرفة الصغيرة المدعوة بـالسجن.
مد رجله فاصطدمت بالحائط ولهذا تأفف وهو يهمس بتذمر :
- هل يعقل ان تلك العلبة تكون سجناً ..؟

في تلك الأثناء توجه الأمير مع لينا نحو المتحف الذي يقبع بداخل القصر،، كان مليئاً بالرسومات الأثريّة والتحف القديمة النادرة .. ومع أن لينا لم تكن تعجبها تلك الأشياء إلا أنها كانت تبتسم بمودة وتظهر اندهاشها ..
وعندها تكلم سامي بالنهاية :
- أنا يمكن أن اهديكِ إحدى تلك القطع، لذا اختاري ما يعجبك .
كان يبتسم بوّد، وأصبحت لينا متوترة فهي لا تريد حقاً اختيار أي منها ، وعندها بدأ عقلها يفكر .. " هل يجب علي ان اقبل شيئاً كهذا ..؟" ابتسمت وهي تقول :
- شكراً على لطفك ، ولكن ..
نظر لها متسائلاً ، فقالت بسرعة بوجه جامد :
- انا ليس لدي اهتمام في الآثار القديمة .

كان سامي ينظر لها مأخوذاً .. " يالها من فتاة صادقة .. حتى إنها لا تستطيع مجاملتي في شيء لا ترغب به، اجابة بسيطة.. لكم أردت أن أصرخ بأنني لا أحب تلك الخردة التي أحتفظ بها في قصري !! "
تعلقت لينا بنظرة عينيها ولكنها أخفضتهما بسرعة وهي تتساءل " هل من الممكن بان يكون مصدوماً من ردة فعلي؟ هل يجب علي الاعتذار أم ..." قاطع صوته أفكارها وهو يقول :
- لا بأس. إذا كانت لا تعجبك فانا لن أرغمك على قبولها .
ابتسم بصدق وأشار لها لكي تبدأ بالمسير معه ،، فتمتمت بخجل :
- شكراً لتفهمك ..
وقبل أن يخرجا من الباب، كانت الأميرة دعاء تدلف بسرعة وهي تحمل مقدمة فستانها الضخم أمامها كي لا تتعثر، ورمقت سامي بنظرة مستفسرة، ثم قالت :
- ألن تذهب تلك الفتاة مع شقيقها ..؟ إذاً عليكِ أن تستعدي لأن شقيقك سوف يعذب وسوف يحتاج من يجره من رجليه!
قال سامي بنبرة توبيخ :
- دعاء! لا يحق لكِ قول هذا فهو تحت رعايتي .
- لكنه لم يعتذر لي!
أمسك سامي بذراع لينا وتجاهل وجودها وهو يقول :
- بأي حال ليس عليك مضايقة ضيفتي . فهي ليست شقيقته .

[center]قالت بنبرة عالية :
- تلك الشحاذة ضيفتك؟
احتقنت لينا بالغضب ولكن سامي توجه نحو دعاء وقام بتوجيه صفعة ... اصبحت لينا مندهشة، وعندها تمتم سامي بانفعال :
- إياك ان تتكلمي بتلك الوقاحة في حضرة ضيوفي !
ركضت دعاء بعيداً وهي تبكي، وبدأت تشعر بالغيرة والحقد " تلك الفتاة!! يجب ان ابعدها بأي طريقة!"
شاهد عماد البوابة تفتح وامامها حارسٌ يقول :
- انت، تعال معي .
مشى عماد خلفه في ممر طويل مؤدي الى خارج القصر .. وعندما اصبحا في الخارج، قال الحارس وهو يسلمه ورقة صغيرة :
- هذا قرار الافراج عنك من الامير سامي. يمكنك ان تذهب الآن.
انصرف الحارس وراقبه عماد ببطء وهو يفكر " علي العودة إلى الفندق من أجل العلاج ولكن .. هل سأتركها هنا وأذهب بسهولة؟"
أصبح قلقاً ومتوتراً بشكلٍ لا يطاق، وجر رجلية بتثاقل وهو يبتعد عن القصر، فما عساه أن يفعل ..؟ بعد أن سار مسافة كافية توقف مستنداً على جذع شجرة وضرب رأسه وهو يقول بصوت عالٍ محدثاً نفسه :
- أحمق! توقف عن التفكير .. ألم تخبرني بأنك ستمضي في طريقك الخاص! لماذا تراجعت ..
وصل إلى الفندق مثقلاً بالتعب .. ولهذا ابتلع قرص الدواء وغط بالنوم .

[center]كاد رأسها أن ينفجر عندما سمعت من الحارس بأنه رحل .
" كيف يعقل أن يفرج سامي عنه قبل أن يعتذر لي!! هو ليس شقيقها فعلاً..؟" .. دارت حول غرفتها وهي تفكر " يجب أن اجد حلاً لأبعادها .. "
كان سامي قد توجه إلى اصطبل الخيول،، فرحت لينا فرحة غامرة لرؤية تلك الخيول الجميـلة،، واقترب من حصانٍ أسود وتكلم قائلاً :
- هذا حصاني الخاص، يدعى جناح .
ابتسمت لينا بفرح، فسحب سامي حصانه من اللجام وقربه منها وهو يقول :
- يمكنك ان تلمسيه ..
تود لينا فعل ذلك، ولكن وجنتيها صبغت باللون الأحمر وصارعت نفسها " لا تخافي، فقد اقتربي وتحسسي وجهه بلطف" .. اقتربت وتحسست وجهه الأدهم ثم ابعدت يدها بسرعة وهي تقول بصوتٍ مرتجف :
- إنه حصانٌ جميل .
- هل ترغبين بامتطائه ..؟
لوحت لينا بيدها نفياً وقالت :
- لا استطيع فأنا لم اركب ظهر حصانٍِ من قبل .
ابتسم الأمير سامي وهو يعرض الأمر بشكلٍ لبق :
- لا بأس سوف اساعدك ...
" انا بالفعل خائفة! ايا كان لا استطيع ركوبه لوحدي ،، لذا يجب ان ارفض بلباقة واغير الموضوع " كانت تفكر لينا بتلك الطريقة وبحثت عن الكلمات اللائقة بينما كان سامي يفكر " اشعر بانها سترفض،ايضاً لا استطيع ان ادعوها للركوب معي فربما تظن بأنني شخص منحرف .." .. نطق الاثنان في نفس الوقت فقالت لينا :
- آسفة ..
- لا بأس، ماذا كنت ستقولين؟
التقت عيونهما للحظة وشعرت لينا بالحرج فابتسمت قليلاً وقالت وهي تبعد عينيها :
- شكراً على عرضك، لكن اتعلم ..؟
جذبته طريقة حديثها، فنظر لها وتساءل باهتمام :
- ماذا؟
- لقد رأيت فارساً يمتطي حصاناً أسود له لجامٌ فضي،، يشبه هذا الحصان تماماً.
" لا يمكن أن تكون قد تعرفت إليّ!" كانت الأفكار تعصف برأسه وعاد يتساءل :
- أين شاهدته؟
- على مشارف بلدتكم .. و ..
- ماذا؟
- أخبرني أنا وعماد كلاماً مخيفاً، عن قرية حرق أهلها بالكامل ..
ابتسم سامي ابتسامة رقيقة ثم قال وهو يتحسس شعر حصانه الحالك السواد :
- هذا غير صحيح، لقد كان يحاول إخافتكم فقط!
لمعت عيني لينا وتساءلت بسرعة :
- هل تعرف هذا الفارس ..؟
- لماذا تسألين ..؟
شبكت لينا يديها وقالت بخجل :
- لقد كان شكله مهيباً، ورائعاً .. حتى إنني ظننت بأنه حلم .. او ماشابه .
تراقص قلب سامي بين ضلوعه وهمس :
- هل تريدين مقابلته ..؟
ابتهجت لينا ثم همست بنفس الشيء :
- لا، ولكنني كنت أخبرك رأيي فقط .
كان سامي يشعر بسعادة لامحدودة، أراد أن يخبرها ولكنه تراجع لأنه لم يكن الوقت المناسب .. وبدلاً من هذا قال وهو يترك لجام حصانه الذهبي :
- ما رأيك ان تتناولي الغداء معي ..؟
---------------------

كانت دعاء تراقب ذلك .. سامي .. ذلك الشاب الذي تحبه وتعشقه من كل قلبها وهو يتحدث إلى تلك الفتاة الغريبة بودية ويعرفها على حصانه ثم ...
شهقت بفزع وهي تشاهدهما يتوجهان معاً إلى قاعة الطعام المخصصة للضيوف ..!

[center]ضربت جذع الشجرة بيديها في حنق وغيظ، ثم لمعت فكرة في رأسها، وركضت بسرعة إلى السجن وهي تسأل رئيس الحرّاس :
- أين هو الشاب المحجوز ..؟ في أي زنزانة؟
تكلم رئيس الحراس على الفور وهو يخرج ورقة من بين الأوراق على مكتبة :
- سيدتي! لقد حصل على اذن بالخروج من سيدي الأمير .
صرخت دعاء بقسوة وهي تضرب الورقة بيدها لتطير في الهواء وتسقط على الأرض :
- لماذا جعلته يخرج! لقد أمرتك بسجنه!!
- لكن أنا آسف سيدتي، علينا الاستماع لرأي ولي العهد أولاً!
- أنا سأصبح الملكة يوماً ما! كيف تتجرأ على قول هذا!
صمت الحارس ولم يستطع أن يقول شيئاً واندفعت دعاء تركض خارجاً وهي تغلي من الغيظ والقهر، عادت إلى جناحها في القصر وارتمت على الأريكة وهي تفكر وتخطط .. " ذلك الشاب ، سوف يرجع ليأخذ شقيقته وعندها سوف اسجنهما معاً بدون علم سامي، وسوف أجعلهم يتعذبون حتى الموت! " تنهدت ثم نادت احدى الخادمات بصوتٍ عالٍ ..
عندما حضرت الخادمة تكلمت معها دعاء بازدراء كعادتها :
- انتِ، استدعي لي حارسي الخاص بسرعة .
- حاضر سيدتي .
انصرفت الخادمة تركض وهي خائفة، وعندما حضر الحارس الخاص بها تكلمت وهي تضع رجلاً فوق الأخرى :
- إذا رأيت ذلك الشاب الذي عبث معي في الموكب، اسمح له بدخول القصر واحضره إلى هنا، هل سمعت ..؟
- عُلم .
انصرف الحارس وابتسمت دعاء برضى .
في الفندق، استيقظ عماد بعد مرور ساعة وهو يتضور جوعاً، ولهذا ارتدى سترته وجمع اغراضه بداخل حقيبته وانصرف وهو يسير في الشارع ببطء ..
" هل ستتركها؟ ماذا إن حاول أحدٌ ما استغلالها، بأي حال تبدو فتاة طيبة .. هل ستتركها أم ماذا؟
لكن ..
هي طلبت ذلك، ربما إذا راتني مجدداً سوف تغضب أو أي شيء من هذا القبيل!
لا يهم .. عليك ان تذهب وتحاول ايصالها إلى جدتها، على الأقل سوف تطمئن بأنها بإمان!
لماذا انت مهتمٌ بأمرها؟ فالتتركها.. انها مجرد فتاة صادفتها في القطار السنوي وحسب، لو لم تقابلها لسارت وحيدة في طريقها.. انت لا تعرف شيئاً سوى اسمها، كيف تكون بهذه الودية مع فتاة غريبة؟
ولكن ... انها فتاة طيبة،ومهذبة .. تبدو أيضاً بأنها رحلتها الأولى ! فهي تخاف من كل الاشياء حولها ..
لكنها لا تثق بي ابداً، ايضاً تكرهني، فقد انصرفت بدون علمي من الفندق.
حسناً، في النهاية، بعد كل هذا الجدال قلبي يؤلمني. أشعر بأنني اريد العودة إليها .. لا أريدها ان تكون خائفة أبداً
ولماذا؟
لا اعرف .. سأعود وحسب .."

زفر بتعب بعد ذلك الصراع مع نفسه .. ثم ركل حجراً على الأرض فطار لعدة امتار قبل ان يسقط .. ،، وبهذا قرر أن يستدير ويعود إلى القصر، مع انه يعلم ان هذا من الممكن أن يتسبب في سجنه .
مشى بسرعة وثبات حتى انه نسي أمر الطعام، ولم يشعر بنفسه إلا عندما شاهد القصر يقبع امامه !
تسلل من بين الأشجار، حاول أن يصل إلى السور الخارجي،، كان هذا شيئاً صعب التحقيق لأن الحراس والجنود يحيطون بالقصر بشكلٍ مرعب!
"وكأنهم يتوقعون عودتي! أم ان القصور عادة تكون محاطة بالحرس هكذا ..؟ " تنهد بحرارة وهو يشعر بالجوع، فهو يدور حول المكان منذ ساعة بدون العثور على أية ثغرة!
اقتربت الشمس من المغيب، وبدأ الحرس بتغيير نوباتهم، الفرقةالصباحية تذهب ، المسائية تأتي، وبين ذلك التغيير السريع كان هناك ثلاثة دقائق استطاع أن يقفز فيها من فوق السور بسرعة وقلبه يضطرب بدقاتٍ متتالية من السعادة والشعور بالانتصار !


/
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________



اللي يحب أنمي pandora hearts يكلمني في الخاص
وشكراً

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 02-27-2015 الساعة 06:19 PM
  #7  
قديم 06-09-2013, 02:02 AM
 
هااااى حبيبتى

واو رواية الباين روعة عن جد
أتمنى انك تكمليها وخبرني لما تنزلين البارت
وأرسلى الرابط
سلامو:looove:
__________________
  #8  
قديم 06-09-2013, 12:55 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://www8.0zz0.com/2015/02/27/17/521660796.jpg');border:3px solid gray;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
(6)
توجهت لينا برفقة الأمير سامي إلى الجناح الخاص بالضيوف، لقد أعد المكان خصيصاً لها ، وعندما شاهد ابتسامتها الممتنة تكلم قائلاً :
- شرفيني بمبيتك هنا الليلـة . لقد أعددت هذا الجناح خصيصاً لكِ.

تأملت لينا الستائر الرمادية والخضراء الداكنة ، ومن أعلى السقف كانت تنزل الثريّات المطلية بالذهب،، والأرضية الخشبية اللامعة المفروشة بالسجّاد المنقوش ..

كانت متوترة جداً، ولهذا سرعان ماتسائلت :
- لماذا تفعل كل هذا معي ..؟ لقد استقبلتني اليوم كأميرة .

" ياله من سؤالٍ محرج ...! " ابتسم سامي بهدوء وقال :
- لأن ابتسامتك منحتني شيئاً من الثقة .

" لم أفهم شيئاً .. " تركت أفكارها التي ظهرت بتساؤلات على وجهها الجميل، وعندها تابع كلامه :
- كما أنكِ تبدين مثلَ أميرة حقيقية!

شعرت بالخجل، ثم هزت رأسها بالنفي وقالت :
- ليس هكذا، فقد نشأت في بلد مليئة بالحروب ..
- لكن شخصيتكَ بارزة فعلاً.

كاد الخجل أن يفتك بها، ولهذا نظرت بعيداً وهي تحاول تغيير الموضوع :
- سوف أرحلُ بالغد .
حافظ سامي على ابتسامته لكي يمنع مشاعره المتأججة وقال :
- كيفما تريدين ، لكنك لن تذهبي قبل أن تركبي جناح .
ابتسمت ابتسامة واسعة وقالت :
- حسناً .
- بالمناسبة، معطفك جميلٌ جداً.

تحسست المعطف وسرحت وهي تفكر" أين انت الآن ياعماد ..؟ هل يمكن أنك تركت المدينة ورحلت ؟ هل غضبت مني ..؟ كيف اخبرك إذاً بأنني لا أملك أي شخصٍ في هذه الدنيا وأن جدتي لم تكن سوى مجرّد كذبة! "
- آنسة لينا !؟


أفاقت من شرودها وحاولت أن تبتسم وهي تقول :
- أ .. اسفة ..
"لماذا شردت فجأة؟ هل تذكرت ذلك الشاب مجدداً؟ لاحظت بأن هذا المعطف هو سبب المشكلة اليوم ..."تكلم ببرود ليحاول اخفاء انزعاجه :
- لا بأس يبدو بأنك في حاجة للراحة، سوف أنصرفُ الآن ،، سوف تخبرك المرافقة بكل شيء!
" أليس الأمير لطيفاً ..؟" ودعته بابتسامة باهتة وهي تحاول نسيان أمر عماد، اقتربت المرافقة وهي تقول بلهجة رسميّة :
- العشاء سوف يصل إلى غرفتك في الساعة السابعة مساءاً سيدتي.

أومأت لينا بالايجاب وهي تقول:
- فهمت .
- من فضلك، اتبعيني .
--------------------------


غربت الشمس وهاهي الساعة تشير إلى الساعة السادسـة مساءاً ،، أصبح الجو بارداً ولهذا سار عماد في الحديقة ببطء حتى وصل إلى إحدى بوابات القصر المظلمـة ..

[/b]

كان الهواء دافئاً بالداخل، رغم ان ذلك القطاع من القصر يبدو غير مستخدمٍ حالياً. فالأضواء مطفأة ولا يوجد أي شخصٍ وعندها تمتم لنفسه وهو يضبط حقيبته على ظهره :
- أليس هناك شخصٌ على قيد الحياة هنا ..؟

مشى بين الأبواب والسلالم وعثر في النهاية على غرفةٍ مضاءة .. عندما اقترب أكثر ،، لم يكن سوى بهوٍ صغير يربط بين أجزاء القصر، ركض في البهو بسرعة ثم اختبأ خلف احدى البوابات الكبيرة ومن ثم سمع صوت احدى الخادمات وهي تتكلم مع الأخرى :
- تلك الفتاة!! لقد حظيت باهتمام الأمير!
- أحسِدُها!
- أيضاً طلب منها أن تبقى في الجناح الخاص بالأميرات!
- توقفي عن الكلام حولها فذلك يشعرني بالقرف!

" هذا جيّد، وأين إذاً جناح الأميرات ذاك ..؟ " مشى خلفهنّ بحرص على أطراف حذائه الأسود،، وخرجت الخادمتان ثم تشعبتا في أرجاء القصر وأصبح من الصعب السير خلفهن بدون أن ينكشف .. لكنه علم بأنه يقترب من المعامل ..!

خرجت احدى الطاهيات من المطبخ الملكي الكبير ووضعت الكثير من الأطباق المغطاة فوق الطاولة ثم طلبت من احدى الخادمات وهي تقول بتهكّم واضح :
- انه الطعام الخاص بالأميرة المزيّفة!

زفرت الخادمة وهي تسير بالعربة وتسلل عماد خلفها مرة أخرى،، ثم شاهدها وهي تطرق على باب الجناح وتدلف إلى الداخل ..

"إنها هنا إذاً " انتظر خروج الخادمة ثم اندفع إلى الداخل، كان باب غرفتها مغلقاً،فوضع اذنه ليتجسس ولكنه لم يستطع سماع شيء ،، لا يستطيع حقاً سماع الأصوات الخافتة!!

ابتسم ابتسامة ماكرة وهو يتمتم " غيرُ مهم ،، سوف أدخل ببطء حتى إذا قامت بتوبيخي " فتح باب الغرفة الضخم المليء بالنقوش والرسومات، ادخل رأسه ببطء فشاهد طاولة الطعام، لم تكن لينا حولها ..

لم يستطع رؤيتها فدخل وأغلق خلفه الباب ببطء،، نظر في ارجاء الغرفة فلم يجد أي اثرٍ لها، ربما هي في دورة المياه، فكر في عمل مفاجأة مخيفة واختبأ بالجانب الغير ظاهر من السرير ووضع حقيبته بحرص، مرّت دقائق حتى سمع صوت باب الحمام يفتح فأخرج رأسه بخفوت ونظر ، وتعالت الصدمة على وجهه عندما شاهدها!


" العنزة! لا أصدق .... "
كتم انفاسه وعاد إلى مكانه وهو لايصدق بأنه دخل إلى الجناح الخاطئ، كل هذه الشتائم هل كانت موجهة حقاً إلى دعاء؟ بالتأكيد .. فأمر لينا لم ينتشر بعد في ارجاء القصر.

"ماذا سأفعل الآن، علي ان اخرج من هنا اشعر بالاختناق" اخرج علبة الدواء من جيبه وتناول حبة واحدة وهو يسمعها تمتم بتأفف واضح :
- ماهذا العشاء! لم يسألوني حتى عن الطعام الذي أرغب بتناوله!


اخرج عماد رأسه قليلاً وشاهدها وهي ترفع الاغطية وتتأمل الطعام بشيء من الانزعاج، فعاد بسرعة وهو يقول في نفسه من الغيظ "لو كان معي سيف لقتلتها في اللحظة، على الأقل أنا الآن أتضور جوعاً" اسرعت تنادي احدى الوصيفات، ومن ثم بدأت توبخها وطلبت منها ان تصنع طعاماً خاصاً مرت ساعتان، حتى بدأ عماد يشعر بالضجر والتعب .. وعندها دخلت خادمتان اخذت احداهما العشاء، أما الأخرى فقد بدأت بمسح الأسطح الخشبية والطاولات بمنشفة صغيرة ،، وصلت الى حيث يختبأ وعندما شاهدته بدا الجزع على وجهها فوضع اصبعه على فمه وهو يقول بخفوت :
- شششش

صرخت الخادمة وهي تشير نحوه وركضت دعاء وهي تنظر مفزوعة اليه بينما حدق اليهن ببرود . " لا أصدق! لقد عاد فعلاً" تكلمت دعاء بسرعة :
- انت اخرجي ولا تفتحي فمك!


خرجت الخادمة ممتثلة للاوامر، وعندها تفرست دعاء في وجه عماد وعقدت يديها أمام صدرها وهي تتكلم بنبرة الانتصار :
- لقد عدت إذاً؟ هذا جيد .. انت لن تترك شقيقتك بأي حال.

ابتسم عماد ببرود ووقف أمامها وهو يقول :
- أيتها العنزة ، نحن لسنا شقيقان .

قالت على الفور :
- أياً يكن، يجب أن تأخذها وتخرج من هنا، قبل أن أسجنكما وأعذبكما هل فهمت ..؟
- لقد كنت قادماً لأخذها بالفعل ولكنني .. ضللت طريق الغرفة على مايبدو .

انتبهت دعاء فجأة وتساءلت :
- منذ متى وانت هنا؟
اقترب عماد منها وهو يضيق عينيه بشيء من الاستفسار وقال :
- انتِ شخصية سيئة صحيح؟ هل أخبر ولي العهد بما فعلتِ؟ فقد سمعت كل شيء!

شهقت دعاء وتراجعت للخلف وهي تتساءل :
- ماذا تقصد؟ أ .. أنا لم أفعل شيئاً .

"الغبية، يبدو أنها فعلت شيئاً ما بالفعل " كتم ضحكته واستمر بالتقدم نحوها وهو يقول بنبرة مخيفة :
- بدأتِ بالانكار؟ أنا سوف أخبره فعلاً،هل تظنين بأنني أمزح؟

توقفت وصاحت مدافعة :
- منذ متى وانت هنا؟!
- لن أخبرك بأي شيء!

تركها وتوجه نحو الباب فأسرعت وهي تتشبث بذراعه، وقالت :
- ماذا تريد؟ سأفعل أي شيء ولكن لاتخبره!
" لقد فعلت شيئاً ، يالي من ذكي .. عرفت بأن ورائها مصيبة ، لكن مانوع الفعل الذي قامت به؟ تحريض؟ او اي شيء من هذا القبيل؟ " .. استدار نحوها ونظر جيداً إلى نظراتها التي تغلي من الغيظ، وعندها تكلمت :
- هل تريد المال؟ سوف اهديك مالاً فتأخذ اختك وترحل.

سمح لضحكته بالخروج ،، نظر لها بصعوبه وقال بسخرية :
- المال؟ هل تظنين أنني هنا بسبب المال؟ أنا فقط هنا من أجل أن أخرّب سمعتك!
جحظت عيناها بذعر وصرخت :
- من! من أرسلك أخبرني؟!
- أرسلت نفسي!


دفعته بقوة فرجع للخلف بضعه خطوات واشارت بأصبعها السبابة إليه وهي تتوعد :
- هل تظن أنه بإمكانك تهديدي؟ سوف أزج بك في السجن وأجعلهم يعذبوك حتى الموت .
حك رأسه وتطلع إليها بهدوء وهو يفكر ، ثم قال :
- حسناً،لكن أختي ستبقى وسوف يقع ولي العهد في حبها .. فهي فتاة رائعة ..

كزت على اسنانها بغيظ وصرخت :
- إذاً، ماذا تريد؟

توجه نحو السرير واخذ حقيبته ثم اتجه ناحية الباب وفتحه ثم قال قبل أن يخرج :
- أريدك أن تتحولي إلى عنزة ..

خرج وهو يضحك ضحكة قصيرة، ولكنها فتحت الباب ولحقت به وهي تقول :
- أنت! إلى أين ستذهب؟
- سأبحث عن أختي.
- وكيف أعرف أنك لن تخبر سامي بشيء؟ هل تريد أن تدمر خطوبتنا؟ أنا سأوقف كل شيء! صدقني ..

التفت نحوها وقال :
- سوف آخذها ونرحل، نحن لم نكن نهدف للبقاء في تلك البلاد.
" إلام يخطط ذلك الشرير ،إنه يريد الحصول على ثروة مني ومن سامي بتلك الطريقة " كانت تفكر بغضب والصراعات تظهر على وجهها وعندما نظرت حولها، لم يكن عماد في محيط ناظريها، فقد اختفى .
------------------


ابتسمت لنفسها في المرآة بعد أن انتهت من تمشيط شعرها، ثم توجهت إلى السرير الضخم وارتمت فوقه وهي تحرك رجليها إلى الأعلى والأسفل بمرح، وعندها وقعت عينيها على مكتبةٍ صغيرة مليئة بالكتب .

" لا أصدق! هناك كتب؟ .. أخيراً سوف أتوقف عن الشعور بالخوف هنا، سأبحث عن قصة أو ... رواية ربما " بحثت في الكتب، وجدت رواية طويلة، فسحبت الكتاب من بين الكتب الأخرى وابتسامة عريضة تظهر على وجهها ..

عادت إلى السرير بسرعة وقفزت فوقه ثم فتحت الكتاب بسرعة وشرعت في القرآءة، تأخر الوقت وازدادت احداث الرواية تشويقاً! فلم يعد باستطاعتها النوم دون أن تكمل ماتبقى ..

تثاءبت وفتحت عينيها بصعوبة ، إنهاحقاً لا تريد النوم .. يجب أن تعرف ماذا حصل للفتى بعد أن سُرقت منه النقود و ..،بالأحرى هي خائفة جداً من أن تنام في هذا المكان الغريب .. لماذا وافقت منذ البداية ..؟

انتهى المطاف بها نائمة فوق الكتاب .

وصل عماد إلى باب غرفتها، إنه متأكدٌ الآن، فكل الغرف مغلقة وفارغة .. لايوجد في جناح الأميرات سوى دعاء ولينا .. فتح الباب ببطء ونظر إلى الداخل .. كل شيء مرتب وهادئ، وهناك فتاة تتمدد على السرير بإهمال وهي ترتدي حذائها!
"آه لاأصدق! أخيراً عثرتُ عليها!" أغلق الباب خلفه بحرص حتى لايصدر صوتاً، اقترب ونظر إليها، كانت نائمة وهي تمسك الكتاب بقوة، مرتدية ثيابها الكاملة والمعطف الأبيض وحتى حذائها وكأنها سوف تخرج بعد برهة! ضحك بخفوت وهو يتمتم لنفسه:
- لماذا تنام بتلك الطريقة؟ هل هي خائفة جداً؟

اخذ الكتاب من بين يديها ببطء وهدوء شديدين، ثم سحب الغطاء فوقها .
كان يضحك على وجهها الذي بدا مثل الأطفال الصغار، أغلق الأضواء واطفأ الشموع، ثم جلس على الأريكة وهو ينظر إلى الكتاب ويتفقده " رائع! هل هي رواية؟ لم أكن أعلم أنها تحب القرآءة "
فتح الصفحة الأولى وبدأ يقرأ هو الآخر حتى غلبه النعاس .

في الصباح سمع عماد طرقاً على باب الغرفة وصوت الخادمة :
- آنستي؟ هل يمكنني الدخول؟

سمع صوت لينا تقول بصوت يغلبه النعاس :
- أجل. بالطبع .
انتبه على وجوده فوق الاريكة بتلك الطريقة فارتمى على الأرض وتدحرج تحت الأريكة بسرعة وسحب حقيبته والكتاب .

دخلت الخادمة وهي تقول :
- يجب أن تتجهزي من أجل الأفطار مع ولي العهد.
تكلمت لينا :
- حسناً.

شعر عماد بالحنق وقام بعض جلدة الكتاب وهو يتمتم بغيظ " وافقت أن ترآه بأسرع مايمكن! سوف أقتلها" نظرت لينا حولها وهي تفكر " أين الكتاب؟ لم يتبق سوى القليل من الصفحات، يجب أن أعرف ماذا حدث بالنهاية" عادت تنظر حول السرير وعلى الأرض. لكن لم تعثر له على أثر فسألت الخادمة :
- هل أخذتِ الكتاب بينما كنتُ نائمة ؟
- لا أعرف شيئاً عن الأمر ،آنستي.

أومأت لينا موافقة وابتسمت قائلة :
- سوف أتجهز حالاً، يمكنك الذهاب .
- ألا تحتاجين أية مساعدة آنستي؟
- لاشكراً.

خرجت الخادمة ومر بعض الوقت حتى سمع طرقاً على الباب مرة أخرى!
فتحت لينا الباب وعندها شاهدت دعاء تقف وهي متجهزة بالكامل وترتدي فستاناً من الستان الأزرق وترفع شعرها إلى الأعلى . نظرت لينا ثم قالت بابتسامة :
- مرحباً، تفضلي .


دخلت دعاء وأغلقت الباب خلفها بشكلٍ عنيف، ثم قالت بطريقة غير مهذبة :
- أين هو ذلك الوغد؟
نظر عماد من تحت الأريكة عندما سمع صوتها، ولكنه لم ير سوى رجلي لينا وحذائها وأطراف فستان دعاء، شعرت لينا بالاستغراب وتساءلت :
- من تقصدين بالوغد ..؟
- شقيقك!

فكرت لينا لوهلة، ثم قالت :
- انتِ تقصدين عماد؟ صحيح؟
- هل هو ذلك الفتى الذي افتعل معي شجاراً ونعتني بأقبح الالفاظ! ياله من عديم التربية! أين هو ..؟أين..؟

تجولت دعاء في الغرفة بحرية وهي تبحث بعينيها، وعندها قالت لينا بغضب :
- إنه ليس شقيقي، والأمر الآخر لقد رحل بالأمس في طريقه الخاص، وأيضاً أنا لن أسمح له بالبقاء في غرفتي!

التفتت دعاء ونظرت لها بنظراتٍ ساخرة :
- أتعلمين؟ أنتما تلعبان لعبة مكشوفة حقاً! أنا أعلم أنكما هنا من أجل ان تحصلا على المال! فما رأيك أن أعطيكما ماتريدان لترحلا فوراً ..؟


كانت لينا تنظر لها بذهول " من تكون؟ أي مكشوفة واي مال؟" ،قامت بفتح الباب بسرعة وهي تقول :
- اخرجي! أنا لن أجيب على شخصٍ مثلك.

زمت دعاء شفتيها بغيظ وقالت بصوتٍ عال :
- كيف تجرؤين على طردي؟!

"اتمنى أن تصفعك وتركلك خارجاً و ......."ظل عماد يتمنى، وعندما مرت دعاء من جانب الاريكة رمى الكتاب في طريقها فتعثرت لتسقط أرضاً!

امسكت دعاء بالكتاب وقذفت به إلى الجدار بحنق، ثم خرجت بسرعة وهي تشعر بالاحراج .
" مابها تلك الفتاة الغريبة! أنها شخصية بذيئة ومستفزة" اغلقت لينا الباب،وهي تزفر من الغيظ والتقطت الكتاب وهي تتصفح آخر ورقتين لتعرف ماذا جرى، ثم اعادت الكتاب في مكانه وعماد يراقب حركة رجليها ،

بعد أن تجهزت خرجت من الغرفة فتدحرج من اسفل الاريكة وخرج يمشي خلفها ببطء .
لم تلتفت لينا خلف ظهرها حتى وصلت مع الخادمة إلى قاعة الطعام الخاصة بالأمير سامي. زفر عماد بضيق لانه لم يستطع النظر للداخل وعندها سألته احدى الخادمات :

- من أنت سيدي ..؟
تكلم عماد وهو ينظر نحو الغرفة :

- ألا تعلمين من سيحضر الافطار مع ولي العهد..؟
- الاميرة دعاء والآنسة لينا .

ابتسم بسعادة وهو يقول لنفسه " جيد، لن يكونا بمفردهما.." نظر أمامه، فرأى الخادمة ماتزال تحدق بوجهه، لهذا ابتعد بعيداً وهو يضع يده في جيبيه ولكن الخادمة لحقت به وهي تقول :
- سيدي، أنت شقيق الآنسة لينا صحيح..؟لماذا لا تحضر الإفطار معهم ..؟
قال عماد وهو يتابع سيره للخارج :
- أنا حقاً لم آكل شيئاً منذ الأمس ولكن شقيقتي لا ترغب بحضوري .
- لماذا ..؟

التفت عماد ولكنه فوجئ بعدد كبير من الخادمات يقفن خلفه. وعندها تكلم بقلق :
- مـ .. ما الأمر ..؟

ابتسمت احدى الخادمات وقالت :
- لقد قمت بإهانة تلك الأميرة المزيفة أمام الناس! لهذا نحن نود شكرك .
قال عماد وهو يتابع طريقه :
- أنا لم أقصد أهانتها لكنها كانت تشبه العنزة فعلاً .

ضحكت الخادمات وتابعن سيرهن خلفه،واحداهن تقول :
- سيدي تناول الفطور معنا
- لا أريد .
- أرجوك،ارجوك! ...


تسائل في نفسه " هل أنا بحاجة للهرب مرة أخرى ..؟ " التفت إليهن مرة أخرى وقال :
- حسناً ولكن أخبروني ، كيف يمكنني مراقبة غرفة الطعام وسماع أصواتهم بدون أن ينتبه لي أي شخص ..؟
[/center]



[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[/SIZE]
__________________



اللي يحب أنمي pandora hearts يكلمني في الخاص
وشكراً

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 02-27-2015 الساعة 10:47 PM
  #9  
قديم 06-09-2013, 01:29 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://www8.0zz0.com/2015/02/27/17/521660796.jpg');border:3px solid gray;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
(7)


دخلت لينا إلى قاعة الطعام وتفاجأت عندما شاهدت دعاء تجلس في مقعد بجانب الامير سامي يتحدثان بحدة، شعرت بالغيظ منها بسبب كلامها في الصباح بتلك الطريقة .. !

وقف الأمير سامي مرحباً وأزاح الكرسي الموجود على جانبه الأيمن وهو يقول :
- تفضلي آنسة لينا ، اجلسي هنا .

قالت لينا وهي تبتسم بصعوبة :
- يمكن أن تناديني لينا بدون ألقاب، فأنا أكره الرسميات .

أومأ سامي بالإيجاب وابتسم وهو يفكر " يبدو بأنني سأكون مجنوناً بها قريباً" جلست لينا في مكانها ونظر لها سامي بودية نظراتٍ محبة وعندها تكلمت دعاء بدلال لكي تجذب أنظاره نحوها :
- أنت لم تخبر الآنسة لينا بأننا سوف نكون مخطوبان قريباً ؟

دخلت الخادمات ومعهن أطباق الفطور ووقفت ثلاثة منهن خلف الأمير سامي لكي يقمن بالخدمة .. وعندها تكلم سامي بهدوء وبدون أن ينظر إلى دعاء :
- لا يمكننا الحديث عن شيء لم يقرر بعد ياآنسة دعاء .

زفرت دعاء بغيظ وامسكت ملعقة فضية لتقبض عليها بحنق ، بينما تكلم الأمير قائلاً :
- هل أعجبتك الإقامة هنا يا لينا؟

" ماذا سأقول .. ماذا ..؟ " كانت لينا تشعر بالحيرة، وظهر ذلك ملياً على وجهها قبل أن تقول :
- بالتأكيد، إن الحياة في القصر مشوّقة .. أيضاً قرأت رواية جميلة كانت في مكتبة الغرفة .

" يبدو أن الإقامة في القصر غيرُ مريحة بالنسبة لها " كان سامي يفكر وهو يسمع نبرة صوتها المتوترة ، وحاول تخفيف التوتر وهو يتساءل بلطف :
- ماهو اسم الرواية ..؟
- الفتيل المشتعل ... ربما.

ابتسم سامي ورفع حاجبيه وهو يقول :
- أعرفها، كانت تتحدث عن الفتى الذي يبيع الأخشاب لأعالة أسرته .

تساءلت لينا والفرح يشع من عينيها :
- هل تحب قرآءة الروايات ..؟
- أجل،كثيراً.
- أنا أيضاً ...


ظلت لينا تتبادل الاحاديث مع الأمير سامي عن الرواية الافضل بينما يتناولون الطعام، أما دعاء التي أصبحت مهمشة في الحديث ، بقيت تأكل بغل وهي تحدق في وجوههم " ماهذا الحديث السخيف عن الروايات الأسخف! إنه اجتماع لا يرقى لذائقتي أبداً ... بعد انتهاء الفطور سوف أعود إلى قصري ، نعم .. وسأجعل والدي يخاطب الملك بلهجة حادة لكي يشعر سامي بالندم على فعلته واهتمامه بتلك الخرقاء، لنأمرر أمر صفعتي بسهولة، سيندم نعم! سأجعله يذوق العذاب .."


ألقت نظرة بعيداً ولكنها فوجئت بعماد الذي كان يرتدي زي الخدم الأسود ويقف بجانب أحدهم وهو يحدق إلى سامي بغيظ،وقف الطعام في حلقها وسعلت بقوة، أمسك سامي بكوب من الماء وقدمه إليها فشربت منه على الفور وبعد أن هدأت قليلاً تساءل سامي بقلق :
- هل انتِ بخير؟

نظرت إليه وهي تشعر ببعض السعادة لاهتمامه بها وعندها تكلمت قائلة :
- أ .. أجل.

لكن تلك المرة رفعت عينيها إلى عماد الذي كان ينظر إليها بنظرات تملأها الشماته، وهو يكتم ضحكته مع ابتسامة غريبة ظهرت على وجهه ..

بعد ما انتهى الإفطار خرج سامي بصحبة لينا أما دعاء فقد توقفت أمام عماد وأمسكت ربطة عنقه وهي تقول :
- أنت! تعال معي !!

أمسكت ذراعه وسارت وهي تجره خلفها ، ولكنه توقف رغماً عنها وقال :
- سألحق بهما، ليس عندي وقتٌ لكِ!
- أنا اعرف إلى أين سيذهبان، فقط تكلم معي لدقائق!

تنهد عماد ونظر إليها بهدوء وعندها تكلمت بقلق :
- سأفعل أي شيء يمنعك من التفرقة بيني وبين سامي،هل سمعت؟

تثاءب وهو يضع يده على فمه بكسل وقال وهو يحرك كتفيه :
- أتعلمين؟ أنا لااهتم حقاً، ولكن ان استمريت في ملاحقتي فيبدو بأنني ساضع حداً لك!

" هل هو دائماً بهذا البرود؟ أود أن اقتله! أجل انه يثير حنقي!أكرهه" ظلت تنظر إليه بنظراتٍ ملؤها الكراهية، ثم التفتت وذهبت بعيداً وهي تحاول التفكير بخطة ما .

" سوف تبدأ الآن في التخطيط للتخلص مني " ابتسم لنفسه ثم قال بصوتٍ مرتفع :
- هيه! انتِ ايتها العنزة!
مشى خلفها بخطواتٍ واسعة وقال :
- لا تفكري بأي خطة للتخلص مني، فأنا لست بالشخص السهل.

توقفت دعاء عن السير وهي تحملق في وجهه بفزع ، ثم قالت :
- أنا سوف ابتعد عن طريقك فقط . هل هذا جيد؟
- أجل، ولكنني لم أتبعك الآن من أجل هذا! أخبريني .. أين هما الآن؟
[/b]
[center]وصل الاثنان إلى اسطبل الخيول،حيث شاهدا لينا وسامي يقفان بجانب حصانٍ اسود ذو لجامٍ ذهبي .. تكلم عماد بنبرة غاضبة :
- أرى انهما يستمتعان بوقتهما!
جعلت دعاء يديها في خصرها وقالت كأنما تكلم نفسها :
- سأجعله يندم!
- وكيف هذا؟

تساءل عماد وهو يحدق إليهم من بين الاشجار، وعندها تكلمت دعاء وهي تنظر إليه متسائلة :
- ألن تكف عن سحب المعلومات مني؟ بأي حال أنا لم أقصد شيئاً، فقط كنت أحاول التخلص منها ..
" لقد بدأت تعترف بالاشياء التي لا أعلمها؟! "تكلم بهدوء وهو يجلس إلى جانبها :
- لماذا تحاولين التخلص منها؟
- لأن سامي معجب بها! الا يبدو هذا واضحاً لك .

" إذا كانت تريد التخلص من لينا؟ "لم تظهر التعابير على وجهه وبدلا من هذا عاد يتسائل :
- وماذا تنوين ان تفعلي؟

حدقت دعاء في وجهه بغيظ واضح وصاحت :
- أنت! هل تعلم انك مستفز جداً؟! حتى انني لا اعلم ماذا تريد بالضبط!

عاد يقول بنفس الهدوء :
- أخبرتك بالامس عن ما أريده ..
- لم تخبرني!

ابتسم بشكل ساخرٍ وهو يقول :
- اريدك ان تتحولي إلى عنزة!
توقف عن الابتسام بشكلٍ مفاجئ، ووقف يراقب المكان ولكنه لم يلمح أي اثر للينا أو سامي، بينما كانت دعاء تصارع نفسها وهي تشعر بالغيظ " هكذا إذاً؟ كيف اتركه يسخر مني بتلك الطريقة!! يجب ان اقتله، لا !! سوف اجعله يشعر بالاذلال حتى يركع على ركبتيه ويعتذر لي ، وسأجعله يتوسل كـ ... " ... قاطعها صوته المذعور :
- الى أين ذهبا ..؟ لقد اختفيا مع الحصان الأدهم .

وقفت بسرعة وقالت وهي تنظر في كل الأنحاء :
- ربما ذهبا إلى ساحة الخيل؟

ثم صرخت بقهر وهي تتمتم :
- هل يخطط لعمل استعراض أمامها!

في تلك الاثناء توجه الأمير مع لينا وبعض الخدم إلى ساحة الخيل بصحبة "جناح" ، وحصان أبيض جميل يدعى "رمح" ،وعندها قال الأمر بابتسامة فور وصولهما :
- الآن، يجب أن تمتطي حصانك .
- حصاني؟

تساءلت لينا باستغراب فأومأ سامي موافقاً وهو يشير إلى "رمح" وأجاب :
- أجل، حصانـك .. فهذا الخيل هو هديتي لك.

قالت لينا وهي مشوشة بعض الشيء :
- لكن، لقد اخبرتك، أنا سأرحل اليوم .
حاول اخفاء ملامح الإحباط وهو يقول بابتسامة :
- إذاً اعتبريها هديـة الوداع .

تحسست لينا جبهة الحصان الابيض بخوف وتردد، ثم قالت وهي تبتعد :
- لا! لا استطيع امتطاءه! أنا لم أركب على ظهر حصانٍ من قبل .

لاحظ خوفها الشديد " يجب أن اعرض عليها الأمر ، فقط كن شجاعاً وافعلها .." ابتسم وقال :
- كي تعتادي على الأمر، هل يمكنك الركوب خلفي لبعض الوقت؟

" ماذا؟ هل هو مجنون؟ أركب فوق حصان! وخلفه! ماذا أفعل؟ ماذا؟ هل أرفض ، ماذا أقول .. " ظلت ملامحها المصدومة تبحث عن اجابة وتقابلت عيناهما للحظة ، فانتبهت لينا وتنحنحت وهي تقول :
- أنا ..


صمتت وهي لا تعرف ماذا تقول، لم ينتظر الامير اجابتها، صعد على ظهر جواده ومد يده نحوها مبتسماً وهو يقول :
- لا تخافي، لن يحدث شيء!

هبت نسمات الهواء العليل وأصبح الجو ملائماً أكثر، رفعت لينا كفها بخجل فأمسك بها سامي وساعدها على الجلوس خلفه .. عندما بدأ الحصان بالتحرك تشبثت لينا بقميصه في حالة من الذعر، ابتسم الأمير وهو يشعر بالسعـادة،، فقط كان يجعل جناح يسير ببطء محاذياً للسياج ...
في تلك الأثناء وصلت دعاء يتبعها عماد، وتوقف الاثنان ينظران بصدمة، نظرت دعاء إلى وجه عماد، كان ينظر أمامه بهدوء ولكن كان هناك نوع من النظرة المخيفة في عينيه ...!

تكلمت دعاء وهي تمسك بذراعه بقوة :
- ماذا!؟ هل تترك شقيقتك تفعل كل هذا ولاتوقفها!

ابعد يدها بسرعة وهو يتحسس مكانها وعلى وجهه تكشيرة، وتكلم ببرود :
- الأولى أن تمنعي خطيبك الأحمق المتهور عديم الذوق!!
- انه بالتأكيد عديم الذوق! لكي يختار فتاة مثلها لتجلس خلفه!
- ماذا؟ وما المشكلة بشقيقتي؟ هل انت حمقاء؟ أنها أجمل فتاة في البلدة!
- اصمت!! لا أحتملك أنت أيضاً ..
- هل تعلمين؟ أنا أيضاً لا اطيق النظر إليك!

بدأ الأمير سامي يسرّع قليلاً وركض الحصان ركضات ثابته ولكن فزع لينا ازداد حتى ان عقلها توقف عن العمل ولفت ذراعيها حول ظهره وهي تصرخ :
- لآآ . ارجووك! توقف ..!

[center]ابتسم سامي وقال بصوته المطمأن :
- لينا، لا تخافي ... فقط افتحي عينيك واستمتعي بالمنظر ..
" كيف علم بأنني اغلقتُ عيناي؟ " فتحت عينيها ببطء ونظرت أمامها فشاهدت شعر الأمير الذي يتحرك مع الهواء الطلق ،، إنها بشكل ما لم تستطع ابعاد عينيها، لأنها إن حاولت أن تنظر في مكان أن تصاب بالذعر مرة أخرى ..

ابعدت يديها عن الأمير واكتفت بالتشبث في قميصه ،، وعندها تسائل :
- هل تستمتعين بوقتك ..؟
خرج صوتها ضعيفاً :
- أ .. أجل .

كان عماد يراقب ودعاء تضرب جذع الشجرة بحذائها وهي تتكلم بكلمات خافته ، سريعة وغير مفهومة!
" الآن .. يجب علي الرحيل ، إنها .. لقد وجدت المكان المناسب .. لكن.." نظر نحو دعاءالتي كانت لاتزال تضرب جذع الشجرة برجلها " تلك العنزة! كيف سأزيحها من الطريق؟ هل أكمل تهديدي .. لكن، لقد حاولت التخلص منها ومن ثم تراجعت حتى لا ينكشف أمرها .. إنها حقاً خطيرة " ..

توجه عماد إل ىدعاء ووقف أمامها وهو ينظر لها بنظراتٍ ذاتِ مغزى .. ، لكن توقفه أمامها بتلك الطريقة كان مثيراً للدهشة، فهو دائماً ما يتجاهلها ..
توقفت عن الركل والسب ونظرت إليه باهتمام فتكلم :
- انتِ! هل تحبينه حقاً ..؟

رفعت حاجيبها مندهشة وتلعثمت ولكنها توقفت باعتداد وعادت تتكلم بثقة :
- أتقصد ولي العهد ..؟ بالتأكيد أنا أحبه ..!

- أليس هذا مجرد زواج مصلحة ..؟ لأنك تريدين أن تصبحي الملكة ..!
كانت تنظر له " ما الذي يرمي إليه ذلك الوغد!! " تابع كلامه وهو يبتعد :
- لا أظن أنكما ملائمان ، فلا تضيعي عمرك من أجل لاشيء!

اندفعت تركض خلفه وقالت :
- إلى أين ستذهب ...؟
- سأرحل .
صاحت بانفعال :
- وهل ستترك شقيقتك هنا؟!

ألقى عماد نظرة أخيرة وشاهد الأمير وهو يساعد لينا على النزول من فوق ظهر الحصان ثم قال :
- لقد أخبرتك ألف مرة، نحن لسنا شقيقين. لكنك عنزة لا تفهمين !

اندفعت تقف أمامه لتمنعه من التقدم وقالت بغضب :
- انت كاذب!! ما الذي يثبت لي بأنك لست لصاً تريد الحصول على ثروة من ولي العهد؟

ابتسم عماد وقال :
- إنها الحقيقة، ليس لدي اثبات، لكنني سأخرج من هنا ولن أرجع مرة أخرى!

سار عماد وهو يدفعها جانباًُ ولكنها أمسكت بطرف قميصه من الخلف وقالت :
- لا! لن أدعك ترحل ببساطة أيها المستفز المغرور !!

ظل عماد يسير ويجر دعاء خلفه التي تشبثت بقميصه بلا فكاك ...
-----------------------------

[b]عادت لينا إلى غرفتها واخذت معطفها الأبيض ولكنها فوجئت بحقيبة موضوعة بعناية فوق احدى الطاولات .. اقتربت منها .. وكلما قلت المسافة بينهما شعرت بانها رأت تلك الحقيبة في مكانٍ ما!!
عندما وصلت إليها، عرفت بانها حقيبة عماد!!

" ما الذي جاء بتلك الحقيبة هنا!! هذا غريب .. جداً .. " تحققت من جيوبها، كان هناك بعض الأدوية، ولهذا أمسكت الحقيبة وخرجت وهي تسأل الخادمة :
- اين وجدتِ تلك الحقيبة..؟
- تحت الأريكة آنستي .

" ماذا؟! تحت الأريكــة..؟ لا تمزحي! " تذكرت موقف دعاء وماحدث خلال الصباح، " هل يمكن أن عماد كان موجوداً في الغرفة ..؟طوال الوقت! لكن كيف ..؟ "


- اتعلمين؟!
توجه بنظرات الغضب نحو دعاء وقال بعصبية :
- لقد ارتكبت خطأ فادحاً!

نظرت دعاء نحوه وتسائلت :
- مـ .. ماذا؟
- لقد نسيت حقيبتي الثمينة في غرفة لينا!

تمحصت جيداً ثم اصطنعت ضحكة مستفزة وهي تقول :
- لقد كنت هناك إذاً!
- انتِ!

جذبها خلفه وهو يقول بعصبية :
- اذهبي إلى تلك الغرفة وأحضري الحقيبة!
- ماذا! هل تظن بأنني خادمة؟!
- إذاً علي التوجه الآن إلى ولي العهد وأخبرة بما كنت ستفعلينه بـ لينا؟!
زفرت بغيظ وسارت للأمام حتى اختفت بين الأشجار وهي تؤكد :
- إياك أن تتحرك من هنا!!

سارت لينا في الممر وهي تحمل الحقيبة في يدها، ثم وضعتها على الأرض لدقيقة كي ترتدي معطفها، ولكن شخصاً ما يرتدي بزة سوداء وقناعاً أسود اقترب منها بسرعة وهو يمسكها ويكمم فمها بقسوة..

ظهرت دعاء وتكلمت مع أحد الرجال الذين يرتدون بزات سوداء وهي تقول :
- شقيقها، إنه في الأسفل جنوب اسطبل الخيل .. اعثروا عليه وخذوه بسرعة من هنا .

كان عماد يراقبها في تلك اللحظة " كنت أعرف بانك عنزة غبية ..! سوف أذهب إلى لينا قبل أن يصيبها مكروه" انتظر انصراف دعاء أما الرجال فقد تفرقوا ، سار اثنان خلفها والباقون اتجهوا إلى الدرج المؤدي إلى أسفل ، تحرك عماد ببطء حتى وصل إلى غرفة لينا، ولكنه فوجيء بشيء غريب ...!

حقيبته ومعطفها، كانت ملقاة على الأرض باهمال في الممر الخارجي !!

حمل حقيبته على ظهره بسرعة وحمل معطفها ثم ألقى نظرة على الغرفة التي تأكد بانها فارغة " لقد فعلتها!! تلك العنزة! لقد أخذت لينا إلى مكانٍ ما .. الآن ليس أمامي حلٌ آخر " .. فتح نافذة غرفة لينا وتسلق من الخارج نزولاً إلى أسفل ، عاد إلى الجناح المهجور وسار في الممر الذي يصل بين الأقسام حتى وصل إلى المطبخ ،وعندها قال لإحدى الخادمات اللواتي ساعدنه في الصباح :

- احتاج أن أصل إلى ولي العهد . أيضاً، من يستطيع أن يحتفظ بتلك الأغراض في مكانٍ أمين ..؟





[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________



اللي يحب أنمي pandora hearts يكلمني في الخاص
وشكراً

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 02-27-2015 الساعة 10:55 PM
  #10  
قديم 06-09-2013, 03:21 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://www8.0zz0.com/2015/02/27/17/521660796.jpg');border:3px solid gray;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

[(8)

- إلى أين ستذهب ..؟
كان يسير متجاهلاً اسألتها التي تهبط على رأسه مثل المطر، ولكنه عندما شعر بالانزعاج التفت إليها فتوقفت عن السير خلفه عندما قال :
- إنها في مكانٍ ما في القصر ، أليس كذلك؟
- عن ماذا تتكلم ..؟


نظر بداخل عينيها نظراتٍ جادة وكأنه يدخل إلى أعماقها ليكتشف الأمر، وعندها أغرورقت عينيها بالدموع وهي تصرخ متصنعة :
- صدقني!! لا أعرف أين هي! لو كنت أعرف لأخبرتك !! لماذا لا تصدقني ..!!


" يالها من كاذبة، كيف يمكنها أن تتصنع هكذا " ، التفت الى طريقة وتابع السير بعد أن قال بصرامة :
- إذن لا تتبعيني، فأنا لا أطيق وجودك خلفي .


في بداية الممر، كان عماد يسير مع احدى رجال الأمن الملكي الذي كان يقوده إلى مكان الأمير سامي، وعندها تقابل الاثنان بغير موعد ..


" ماهذا!! لماذا عاد ذلك الشاب في هذا الوقت بالتحديد ..؟" ، نظر سامي نحو عماد بخليط من نظرات الدهشة والانفعال ولكنه عاد إلى هدوئة بسرعة وتسائل :
- ما الذي تفعله هنا؟ ألم أصدر لك قرار العفو بالأمس ..؟


كانت عينا عماد تنظر خلفه، وبالتحديد نحو دعاء .. بنظرة يملأها التحدي، اما هي فقد شعرت بالذعر " لم يتخلصوا منه! كيف استطاع الافلات .. وكيف .. وصل الى هنا بسرعة .." كان بؤبؤي عينيها يتحركان بسرعة وتوتر وسرعان ما بدأت في الهجوم عليه وهي تصيح :
- إنه هو! لقد جاء ليستعيد شقيقته .. هو من اخذها عنوة!


بقي عماد هادئاً ولكنه تأكد الآن بأنها وراء اختفاء لينا، اما سامي فقد نظر نحو عماد وتساءل :
- اين لينا، هل اخذتها عنوة؟


وبدلاً من أن يجيب عماد، رفع اصبعه السبابة نحو دعاء وتكلم بهدوء :
- تلك العنزة قامت بايذائها ..


صرخت دعاء بذعر :
- يالك من كاذب! أنا لم المسها .. لقد .. انت فقط تحاول اخفاء فعلتك!


- ولماذا أحاول اخفائها، كان يمكن أن أخذها وأهرب فقط ولن ترونني اقف هنا أمامكم ..

نظر سامي إلى دعاء نظرات مليئة بالضيق ، وتسائل على الفور :
- أين هي! لو أصابها مكروه .. لن تنجي بفعلتك!


وقفت دعاء باعتداد وقالت بغرور :
- أنا لا اعرف مكانها! عليك فقط معاقبة هذا المخادع .!


رمقها عماد بنظرة ثم قال موجهاً الكلام نحو سامي :
- من الأفضل ان نستجوب حراسها الشخصيين .




كانت دعاء تغلي من الحقد، " لن يصلو إلى شيء! وذلك الشاب يجب أن يختفي من الوجود!! " ظلت تكز على اسنانها وهي تنظر إلى عماد نظرات الكراهية ..


وقبل أن يذهب سامي أمر حارسه قائلاً :
- تحفظ على الآنسة دعاء في غرفة منفردة ولاتجعلها تخرج أو يدخل إليها أي شخص .


علامات الصدمة بانت على وجهها وهي تراقب انصراف الأمير سامي الذي تكلم مع عماد قائلاً :
- أرجو أن تأتِ بصحبتي الآن ..
نظر عماد وقال :
- اسمح لي بالبحث في الخارج ..


- لا بأس سآمر الحرس بالانتشار .
- لكن لا استطيع الوقوف مكتوف اليدين والانتظار فقط ..!


تابعا النقاش اثناء سيرهم مبتعدين،، بينما وقفت دعاء وهي تشتعل غضباً، وعندها تكلم الحارس الخاص بسامي قائلاً وهو يشير إلى الممر المؤدي إلى غرفتها :
- آنستي من هنا .


ضربت يده وهي تقول :
- ابتعد!!


حاولت السير خلفهما ولكن الحارس وقف أمامها يمنعها بتهذيب وهو يقول :
- لقد أمر سيدي بوضعك تحت التحفظ الـ ...


قامت دعاء بصفع الحارس الشخصي على وجهه وصاحت بتكبر :
- لا أنت ولا أميرك يمكن أن تضعاني تحت التحفظ! هل فهمت؟ ابتعد أيها الأحمق قبل أن أجعل حراسي يقومون بشنقك على البوابة .


نظر لها الحارس وعينيه العسليتان تتوقد بالشرار وقال بصرامة :
- سوف تبقين هنا، وإلا كبلتك وحبستك عنوة!


ثم أطبق على ذراعها بيده القوية وجرها خلفه غير مبالٍ بصراخها واعتراضها ....
------------------------------

انتشر الجنود في كل الأرجاء يبحثون عن "لينا" ، بينما جلس سامي في الشرفة وأجبر عماد على الانتظار ريثما ينتهي البحث وهو يطمئنه بقوله :
- سيجدونها ، لا تقلق .

[/b]


نظر له عماد والضجر يعلو ملامحه وقال بقلق :
- لكن أنا لا أريد أن أقف هكذا! سأذهب للبحث عنها بنفسي ...!


رمقه سامي بنظرة متذمرة ووقف وهو يمسك بسياج الشرفة ويتطلع للمنظر أمامه قائلاَ :
- لن تعثر عليها بمفردك، وأيضاً .. ليس مسموحاً لك التجول بحرية في القصر ..


ثم نظر له مجددا وقال بنبرة ساخرة :
- لا تنس أنك مجرد رجل من العامّة . وليس لك أي صفة هنا .


شعر عماد بالغضب من نظرات الاحتقار التي يوجهها سامي إليه ، ثم نظر حوله وقال :
- يبدو بأن حراسك منشغلين .. لذا فأنت لن تستطيع ايقافي بمفردك !



خرج عماد من الشرفة ، وتبعه سامي ببرود، ولكن عندما وصل عماد إلى البوابة الخارجية كان هناك اثنان من الحرس المسلحين يعترضان طريقه ..!


وقف عماد ينظر إليهما وهو يفكر في الخطوة التالية ولكنه سمع صوت سامي قادماً من الخلف :
- الحقا بنا ..


تبادل عماد وسامي نظرة عدائية في خلال ثوانٍ معدودة، وعندها خرج سامي متخطياً عماد الذي كبت غيظه بصعوبة ولحق به على الفور، بينما تبعهم الحارسين إلى الخارج ..


أمر الأمير حراسه بأن يجلبو حصانه جناح ، وحصاناً إضافياً، وبعد أن وصلا نظر عماد إلى جناح بعين متفحصة " هذا الحصان .. لقد رأيته من قبل، نفس العلامات وشكل الأرجل ، إنه هو بكل تأكيد " ثم قال موجهاً الحديث إلى سامي :
- إذاً الفارس الملثم!


ظهر الارتباك على وجه سامي، ولكن سرعان ما اختفى وهو يفكر " لقد عرف إذاً ..؟ هل يستطيع أن يميز الخيول عن بعضها بتلك البساطة ؟ " تساءل الأمير وهو يمسك بلجام الحصان البني الآخر :
- هل تستطيع امتطاء الخيل ..؟


تحسس عماد جبهة الحصان وربت على ظهره ثم ظهرت ابتسامة خافتة على وجهه وهو يقول :
- خمن! لكن .. إنه جميل .. يبدو بأنك تعتني به جيداً ... ماهو اسمه ..؟


صعد الأمير على ظهر جناح وتكلم قائلاً :
- ليس لديه اسم، لديه رقم فقط ، فهو واحد من المئات في مزرعة الخيل الخاصة بي .


سار بحصانه عدة خطوات للأمام، وتبعه عماد بعد أن صعد على ظهر حصانه،، ولحق بهما الحارسان على ظهر الخيول أيضاً، وعندها قال عماد وهو ينظر في الأنحاء :
- الا يجب أن نفترق الآن؟


نظر سامي إليه نظرة غير مطمئنة وقال :
- إذا ، سيذهب معك واحد من الحراس، وسيبقى معي واحد .


- لا احتاج للحراس فلا أحد يرغب في قتلي .
" انه شخص بذيء " .. هكذا فكر سامي ، اما عماد فقد كان يرمقه بغضب وهو يقول في نفسه " يريد مراقبتي وجعلي تحت ناظريه .. لن اسمح له بذلك " ..


استطرد عماد على الفور :
- الأفضل ان تقلق على سلامة لينا بعد أن قامت بإيذائها تلك العنزة! لا أن تخاف مني! أنا لن اخطفها وأهرب .. بالنهاية إنها في هذا الوضع بسببي .

تساءل سامي مشككاً :
- إذاً، لماذا عدت ..؟
ذلك السؤال تحديداً، جعل عماد يسقط في دوامة لا مخرج منها ، لم يستغرق أكثر من ثانية ليجيب على الفور :
- لأنني لم آكن آمنها معك !




- انتما لستما شقيقان بالفعل ، لقد اخبرتني انكما تقابلتما في القطار السنوي منذ أيام فقط ..
شعر عماد بالضيق، ولم يجد بداً من الكذب :
- لأنني وعدتها أن آخذها إلى جدتها ، كان يجب عليها أن تحللني من هذا الوعد ..


تراجع بحصانه خطوتين للخلف، ثم ربت على ظهره وأكمل وهو يشير إلى فرع آخر من الطريق :
- إذا سأذهب من هذا الاتجاه ..


لم يعط سامي فرصة اخرى للنقاش، واندفع للأمام، كان سامي يفكر " هل هو غريب الأطوار؟ أنا لم أفهم شيئاً من كلامه ، كيف يعطي شخصاً قابله للتو وعداً بهذه الأهمية؟! " .. تقدم بخيله وتبعه الحارسان بصمت .

--------------------
" أين أنا ..؟ ماهذا الظلام .. أنا خائفة .. شيء ما يهتز! "



كانت يديها مكبلتين للخلف، لم تستطع أن تتحرك في الكيس القشي الذي وضعت بداخله، سبب لها الظلام والاختناق رعباً جعلها تتوقف عن الحركة، وانهمرت دموعها على خديها وهي لا تفكر بالمقاومة ..


هناك شخصٌ ما وضع عصابة على عينيها أيضاً، وكبل قدميها .. فكرت :
" إلى أين سيأخذونني؟ هل سأقتل؟ أم ماذا .. ما الذي سيحصل لي ..؟ "


إنها الآن خارج القصر ، في عربة خشبية مع إثنان من حرّاس دعاء . ولأن "لينا" يجب أن تختفي، كان إلقاؤها في قعر الوادي العميق هو الحل الأمثل .. فهذا النهر يتفرع طويلاً في البلاد،، ويتوجه بداخل الشقوق ومع الشلالات الجبلية .. أي شيء يسقط بداخله ، لا يمكن أن يخرج للأرض مرة أخرى، إلا إذا فيما ندُر ..


توقفت العربة الخشبية التي تجر بواسطة الخيول أخيراً، ولينا ترتجف في ترقب، ما الذي سيحصل لها؟ شعرت بهم يحملونها ، تحركت بقوة فانزلقت من بين ايديهم وسقطت على الأرض وآلمها كتفها ..
" سأقاوم! نعم يجب أن أقاوم .. يارب ساعدني.." .. ولكن ذلك الكيس القشي الكبير كان سميكا كفاية لأن لا يجعلها تهرب، امسكو بها مجددا وتساءل أحدهم يكلم الآخر :
- - هل نرميها بدون الكيس؟


- - لا .. لايمكن أن نخرجها، ألا ترى كيف تتحرك؟!


" يرمونني؟! إلى آين ..؟ هل سيحرقونني؟ أم سأغرق .. " الفكرة جعلتها تشهق بالبكاء وتحركت بعنف وهي تشعر أن جسدها أصبح مثل قطعه الجليد من الخوف .. صرخت :
- لا! لا أرجوكم
ولكن صوتها لم يخرج سوى كالأنين المكتوم .. وشعرت بأنهم يستعدون لإلقائها بالفعل ... انها تهتز وتتحرك في الهواء .. ثم تندفع بعيداً ..


اصطدمت بالمياه، شعرت بها تتخلل الكيس القشي وتلمس وجهها وشعرها .. المياه الباردة تندفع بشكل أكبر وتبلل ملابسها، التصق الكيس الخشن بوجهها ودخل الماء البارد في فمها وانفها ، شعرت بالاختناق، الموت على الأبواب ..


باتت تتذكر كل شيء .. منذ طفولتها وحتى تلك اللحظة ...
ركب الرجلان في العربة بعد أن تأكدا من غرق الكيس الذي يحوي لينا بالكامل ،، ومن بعيد شاهدهم سامي يندفعون هاربين .. وصرخ :
- هناك!! إنهم مشبوهين ..


قال أحد حراس سامي :
- إنها عربة خاصة بحرس الاميرة ، سيدي .


اندفع سامي بكل سرعة ممكنة، كان ينظر تارة إلى الهاربين والقى نظرة على الوادي عندما شاهد شيئاً بني اللون يطفو على وجه الماء ويغرق مجدداً، فسحب لجام حصانه جناح بقووة ، ارتفعت قائمتي الحصان للأمام وهو يصهل صهيلاً عالياً معترضاً على تلك الوقفه المفاجئة !


نزل الأمير وهو ينظر إلى الوادي بحيرة .. وبعد خمسة أمتار .. ظهر الشيء البني مرة أخرى!


" إنه يبتعد .. هل من الممكن أن لينا بداخله ..؟ يجب أن اسرع " نبض قلبه بخوف أن يصيبها أي مكروه وقفز إلى الماء على الفور، خلع أحد الحارسين سلاحه وقفز خلف الأمير أما الآخر فقد وقف مترقباً ..


في الجهة المقابلة كان عماد على ظهر جواده وهو ينظر في الوادي، عندما شاهد عربة تجرها الخيول يركبها حارسين من حراس دعاء، اعترض طريقهم بسرعة وهو يقول :


- توقفوا! انزلو من تلك العربة حالاً .. " ربما لينا معهم الآن !! "


لم يقبل الاثنان بالتوقف واندفعا نحو الحصان غير مبالين بأي شيء .. " إنهما يهربان! لقد تأكدت شكوكي " تجاوزا عماد الذي تراجع بحصانه خشيه أن يسقط من جراء الاصطدام بهم، واندفعا للأمام بكل سرعتهم ، ولكنه لحق بهم وهو يصرخ :
- توقفوا!



تمسك بجزء من العربة والهواء يندفع في وجهه .. وأفلت حصانه أخيراً وتعلق بالعربة، صرخ :
- توقفوا وإلا أوقفتكم عنوة!


شاهد الحصان الذي ابتعد قليلاً ،، استمر متشبثاً بالعربة ونظر في الداخل ولكنه لم يجد شيئاً، كاد يفقد عقله وتقدم للأمام وأمسك بكتف أحدهم ثم سحبه بقوة مما جعله يسقط من فوق العربة .. نظر للخلف فوجد حصانه قد دهس الحارس تحت قوائمه .. ومن ثم توقف حصانه وأصبح بعيداً جداً ...


اختل توازن العربة لأن الحارس الوحيد الآخر لم يستطع السيطرة عليها فعاد للصراخ :
- توقف الآن!


قفز عماد بجانبه ولكمه في وجهه فأصبحت الخيول تجر العربة على غير هدى! الحارس لم يستسلم وحاول دفع عماد من فوق العربة، وضرب رأسه في عارضة خشبية مما سبب جرحا بسيطاً في جانب جبهته الأيمن .. تجاهل الألم وأمسك به وهو يصيح :


- أين هي؟ أين ؟



لم يجب الحارس ومد يديه إلى عنق عماد وقام بخنقه بكل قوته، ولكن عماد ركله في بطنه وأسقطه من فوق العربة،، ثم قفز هو الآخر، وشعر بألم في ساقه جراء القفز من العربة وهي تسير بتلك السرعة ..


كان الحارس يتأوه وهو يلفظ أنفاسه بتعب، وزحف عماد نحوه وانقض عليه وهو يقول بصوتٍ متقطع :
- أين هي؟ أخـ .. ـبرني وإلا ألقيت بك في ذلك .. الوادي !!


- في الوادي .


لم يفهم عماد شيئاً وعاد للصراخ ولكن صوت الحارس المتعب بالكاد يتكلم :
- ألقينا بها في الوادي .


اتسعت عيناه على أوجها، وصرخ :
- ماذا؟ في الوادي ..


تركه ووقف على رجليه بصعوبة ،، لكنه لم يشعر بأي شيء ، سوى أنه يعود راكضاً بسرعة في الاتجاه المعاكس وعيناه لا تبرح مياه الوادي المنحدرة الجارفة !


عاد إلى الحصان البني الذي كان يقف في مكانه بعد أن سقط فوق الحارس، امتطاه واندفع للأمام بدون تفكير .. إنه مشوش! مجروح .. مفزوع .. لا يعرف ما الذي بإمكانه فعله .. وقد مر وقت طويل نسيباً على إلقائها ..


" هل يمكن أن تكون غرقت بينما أتناقش مع سامي! لا يمكن لهذه التفاهة أن تحدث .. لن اسامح نفسي إذا مس بها أي مكروه .. يا الهي ، انجدني .." شعر بوخزة في قلبه ..


حاول أن يصمد، ومن بعيد .. شاهد خيل سامي والحارسين يقفون بعيداً، دب الأمل في قلبه من جديد .. توقف بسرعة وركض نحوهم بدون أن يتنفس، وعندها شاهدها ، مغمضة العينين على الأرض بشعر مبلل مختلط بالتراب .. وملابس تسيل منها المياه ، وكيسٌ بني ملقى على الأرض بجانبها ،، أما سامي فقد كان ينظر إليها بملامح جامدة ..


شعر عماد بان رجليه لا تقويان على حمله، أراد أن يفتح فمه .. أن يقول شيئاً .. لقد كان خائفاً جداً من ذلك المنظر .. منظر وجهها البارد الذي تحول إلى اللون الأزرق بعد أن كانت تدب فيه الحياة ..
خائفاً أن يتكلم سامي ويقول شيئاً غير سار!


وفجأة أصبح يرتجف بشكل لم يستطع حتى إيقافه . ..


نظر سامي إليه وظهر شبح ابتسامة وهو يقول بصوتٍ متعب :
- من الجيد إنها على قيد الحياة، يجب أن نأخذها الآن للقصر، كي يراها الطبيب بأسرع وقت ، فربما تعرضت للصدمة ..


كادت دموع عماد ان تنزل ولكنه تماسك وهو يهمس :
- الحمد لله .
حتى بعد أن وصلا القصر، وأصبحت لينا تنام في حماية بعض الوصيفات في فراشٍ دافيء، ظلت يدا عماد ترتجفان لا شعورياً، وتكلم سامي قائلاً :
- من الجيد أننا خرجنا للبحث عنها ، أنا كرجلٍ نبيل، أقدم اعتذاري إليك .


نظر عماد إليه نظراتٍ شاردة، ولم يتكلم .. ، واضطر سامي إلى أن يتركه وتوجه إلى دعاء التي سمع صوتها تتذمر وتصرخ في وجه الحارس الشخصي الخاص به ..


عندما طرق باب الغرفة فتح الحارس على الفور ونظر إليه بنظرات مستنجدة! دلف سامي على الفور ونظر إلى دعاء التي توقفت عن الصياح والتذمر ووجهت نظراتها بعيداً ..


تكلم سامي قائلاً وهو يحاول أن يبدو هادئاً :
- ما الذي فعلته، لقد قتلتها ، وهذا الذنب لن أغفره لك !!


" ماذا؟ ماتت؟ لن يمكنه أن يلصق بي تلك الجريمة " صرخت بانفعال :
- اخبرتك! ليست أنا !! قلت لك ليـ



قاطعها وهو يزمجر بصوتٍ عال :
- وماذا عن حراسك الذين أمسكت بهم على جرف الوادي؟ واعترفوا بأنك الآمرة؟!
اهتز صوتها وهي تصرخ ، إنها الآن في مأزق يمنعها من التفكير، صرخت :


- أريد أن أعود إلى قصري .. أريد أبي الآن!
قبض على معصمها بقوة وهمس بتوعد شديد :
- هل تظنين أن أحداً على وجه الأرض يمكنه انقاذك الآن؟ سوف أجرك بيدي إلى حبل المشنقة !


انهمرت دموعها وسحبت يدها بضعف ولكن سامي لم يفلتها، شعرت بأن أعصابها قد تلفت .. ولم تعد قادرة على الوقوف وتكلمت بصعوبة :
- لقد فعلت هذا من أجلك! لأنني أحبك .. لا أريدك أن تهتم بفتاة أخرى، لقد أعمتني الغيرة !

ترك يدها وتركها تسقط على ركبتيها ونظر لها بنظرات قاسية وحاجبيه متعانقان :
- لقد أعمتكِ الأنانية، لا يمكن لامرأة مثلك أن تكون الملكة، انت فتاة شريرة لا تهتمين سوى بنفسك .. تريدين أن تزيحي أي شيء من طريقك بالقوة! أنا وانت من طريقين مختلفين هل سمعتِ؟


مسحت دموعها وجلست على الأرض وهي تبكي :
- أجل! اعلم .. فأنا سوف اجر إلى طريق المشنقة ..!


تنحنح سامي وهمس بهدوء :
- من الجيّد أنها لم تمت، لقد كنت محظوظة .. الآن ستغربين عن وجهي للأبد، لا أريد لعينانا أن تلتقي مجدداً هل هذا مفهوم ؟!
تركها حائرة باكية في مكانها وقبل أن يخرج تكلم مع حارسه الشخصي طويل القامة قائلاً :
- هاني، أعدها إلى قصرها الآن .



" لا ياسيدي! لم أعد اتحمل ترهات تلك الفتاة ، إنني مرهق!!!! " نظر له بنظرات ذابلة وقال بصوتٍ تعب :
- مفهوم سيدي .


هاني، احد الحراس الشخصيين للأمير، شاب قوي، يتميز بجسده الرياضي وكتفيه العريضان، اسمر البشرة يملك شعراً قصيراً ناعما يخفيه تحت القبعة العسكرية، وعينان واسعتان عسليتان ورموش طويلة ...


نظر إلى دعاء واتجه نحوها وهو يصب جام غضبه على رأسها المطأطأ :
- هيا قفي!!



- لا استطيع ..
خرج صوتها ضعيفاً ممزوجاً بالدموع، زفر هاني وجلس القرفصاء بجانبها، ولكنه سرعان ما تكلم قائلاً بخفوت :
- هل تعلمين بأنك مُـتعبة جداً؟ أكاد أنهار بسبب صوتك الذي يرن بداخل طبلة اذني وضرباتك التي قصمت كتفاي وظهري!


رفعت رأسها ونظرت إليه بغضب وصفعته على وجهه ثم قالت :
- يبدو بأنك نسيت بأنني أميرة!! وأصبحت تتكلم معي بدون احترام!


تقابلت عينيها مع عينيه الجميلتين، همس قائلاً :
- لم تتغير وقاحتك!


اطبق على ذراعها بيده القوية وجرها خلفه غير مبالٍ بصراخها وتوعداتها ..، في النهاية استسلمت دعاء وتابعت سيرها ببطء وخلال مرورهم بالحديقة كان عماد يجلس هناك على أحد المقاعد وهو ينظر أمامه بشرود ويستند بذقنه على كفه الأيسر، توقف دعاء عن السير وقالت :
- أريد أن اتحدث إليه!

زفر هاني وسحبها خلفه بقوة وهو يقول :
- غير مسموح! غير مسموح ..
آلمتها ذراعها وصاحت :
- توقف! اتركني .. سأتحدث إليه دقيقة واحدة!


نظر هاني نحو عماد ، الذي نظر لهم بدوره عندما سمع تلك الضجة، وشاهده يترك مقعده ويتجه نحوهم فتكلم هاني قائلاً :
- يبدو بأنه يريد أن يقول لك شيئاً أيضاً ..


توقف عماد أمام دعاء ونظر لها ببرود ثم قال :
- انت لن تذهبي بدون عقاب! هل سمعتي؟ لقد كادت أن تموت!


صاحت دعاء بحنق :
- يكفي بأنني خسرت خطيبي ولن اعود الملكة! هذا اقصى عقاب حصلت عليه، لقد تحطمت احلامي كلها ..


صمت الاثنان فجأة، وعندها تكلم هاني وهو يجرها :
- هيا لقد حان وقت الذهاب!


تسائل عماد :
- هل ستأخذها إلى السجن؟


صرخت دعاء وقالت :
- توقف! أنا لن اخبرك بأي شيء .. فأنت لا تستحق .


- بالتأكيد!! هيا ارحلي من امام وجهي ..
مشى هاني بحدة منصرفاً وخلفه دعاء تمشي بتكبر .



--------------------


فتحت عينيها ببطء، كانت احدى الوصيفات تنظر إليها بهدوء ، وعندما استفاقت تساءلت :
- أين أنا؟


ابتسمت الوصيفة وتكلمت :
- هل انت بخير؟
- أجل .


ساعدتها على الجلوس، ولم تمر دقائق حتى دخل سامي إلى الغرفة ، " كيف يمكنني ان اواجه تلك العيون التي تلومني" تكلم سامي بابتسامة وهو يقف بمحاذاة السرير :
- أميرتي، هل انت بخير ..؟


لم تجب لينا بل وجهت نظراتها بعيداً فاستطرد سامي :
- أنا آسف . لقد حصل كل هذا بسببي ، ارجوكِ سامحيني .


حاولت لينا ان تطرد ماحدث البارحة من ذهنها ولكن الخوف كان يسيطر عليها، وقالت بتوتر :
- أنا بخير ...
- لقد حبست الفاعل في السجن، ولن يعود لأذيتك ..


مرت لحظة صمت بدت طويلة بعض الشيء، ثم همست بتساؤل :
- أين عماد؟ إنه هنا .. أليس كذلك؟


" لا تقل لي بأنها تريد العودة معه .. يا إلهي ماذا يمكنني أن أفعل حتى أمنع ذلك الصعلوك ..؟ " ظهرت ابتسامة صفراء على وجه سامي الذي تكلم باقتضاب :
- أجل ..


- إذا هل يمكنك أن تخبره بأنني ..
" لا .. لا أرجوك لا تبدأي " قاطعها سامي بسرعة :
- لينا! أرجـوك .. سوف أجد جدتك بأقرب فرصة، وارسلك بنفسي .. لا تخاطري مع هذا الشخص!


نظرت إليه لينا وتكلمت مع ابتسامة جاهدت حتى تصنعها :
- لقد كنت أنوي الذهاب بالأمس، هل نسيت؟ سوف يكون من الأفضل ان تابعنا الطريق فأنا أخشى من كوني بمفردي ..


تكلم سامي معترضاً وهو يحارب لآخر نفس :
- لكن ، أنا لا أثق به!
شعرت لينا بالحيرة، جعلتها كلمات سامي الأخيرة تتوقف وتعاود التفكير .

----------------------------------





[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________



اللي يحب أنمي pandora hearts يكلمني في الخاص
وشكراً

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 02-27-2015 الساعة 11:00 PM
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قطار منتصف الليل...//للمبدع ايرومي kαtniS أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 292 07-09-2013 08:19 PM
هل نرى بعد منتصف الليل شهبا أكثر مما نراها قبل انتصاف الليل ؟ Heavens ❤ علوم و طبيعة 6 02-08-2011 10:12 PM
تكملت رواية للكاتب اهار الليل فيصل وميهاف عاشقة الانمي ساسكي أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 9 07-19-2010 06:35 PM
في منتصف الليل نور العين200 شعر و قصائد 2 12-23-2008 07:33 PM
منتصف الليل,,, دقة قلب أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 07-14-2008 11:00 PM


الساعة الآن 06:48 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011