عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي

روايات و قصص الانمي روايات انمي, قصص انمي, رواية انمي, أنمي, انيمي, روايات انمي عيون العرب

Like Tree486Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #121  
قديم 05-23-2015, 09:14 PM
 
Talking

الصراحة الرواية خطييره خطنطنيييييييييره متخنطرة بالقوو
رواية جملية بكل معنى الكلمة من تعابير لقصة لشخصيات لأحداث كل شي بيرفيكت
أتمنى تكملينها أنا من كثر ما حبيت قصتج خلصتها وقريتها كامل فيوم واحد كيف تبيني اتريا ايام ولا اسابيع بس عشان بارت بمووووت بمرض بتعب
المهم تكملينها ولا توقفين
ثانكس عالرواية الحلوة
رد مع اقتباس
  #122  
قديم 06-15-2015, 04:33 AM
 



KITANA . Lєgєη∂αяу PRι∂є

شكراً لكما ولمتابعتكم أسعدتُ بتواجدكم



برنسيس ملكة الرومانسيه .

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته ,
كيفك حالك برنسيس
كم أنا سعيدة بتواجدك
حقاً أشعر بالبهجة عندما أقرأ حروفك الجميلة
شكراً لقلبك الجميل .


طيف الفراشة .

وعليكم السلام والرحمه عزيزتي طيف
ولكم أنا أشدّ فرحة عندما أعلمُ عن شخص
ينتظرُ ما أخطّه
شكراً لك طيف .. :ht:
سرني حقاً إبدائك برأيك في الشخصيات ,
وأتمنى أن ينال إعجابك القادم ,

زيزي Zizi

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
الحمد لله وأنتِ كيفَ حالك عزيزتي !
يسرني ذلك , وكم أبهرت حقاً بتوقعاتك :ht:
ميلان سيكونُ ظهوره قريباً ..
حفظك الله .. أسعدت

حِكَـآآيَةُةْ أَخٍـ وَأُخْت

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
لوهلة وقفتُ جامدة ما إن رأيت روايتي
في أعلى الصفحة حقاً دهشت وتسللت السعادة إلى قلبي
لم أصدق ذلك في البداية فلستُ شديد الثقة فيما أكتبه
كنتُ أريد الدخول في تلك اللحظة
لكن كانت الإختبارات حاجزاً لي .
أسعدك الله .. وشكراً لتشجيعكم


kida_chan

أهلاً بكِ بين صفحات روايتي
وشكراً لحديثك المرح وتشجيعك الذي أسعد قلبي
عافاك الله وبثّ في قلبك السعادة الدائمة :ht:
سعيدة بمتابعة جميلة مثلك
رد مع اقتباس
  #123  
قديم 06-15-2015, 05:36 AM
 





على وجهه ظهرت ابتسامة محبة وها هي يده فوقَ كتفِ زوجته التي تجلسُ بقربه وفي حجرهما طفلهما الصغير الذي لم يتعدى السنتين .
جميعهم يوجهون أبصارهم ليلتقطوا صورة عائلية لك تخلدُ في ذكراهم إلا ذلك الطفل الذي كان سعيداً وهو يشعرُ بدفء والديه موجهاً بصره إليهما .


مرت الأيام والشهور ..
وبدأ
ظهور صدع في زجاج تلك الصورة ، كانت بدايةُ ذلك التصدع هي من ناحية الأب والذي امتدّ مع الوقت إلى الأم ليصل أخيراً إلى ابتسامة الطفل الصغير فشقتها وبهذا تكسرت صورة العائلة إلى أجزاء متعددة
وكأنما زجاجها المتناثر الذي كانَ يحميها قد أعلن نهاية قصة سعيدة لعائلة كانت في حبِ وأمانِ ودفء ! .


ـــــــ

وقفَ ينظرُ للمشهد الذي أمامه والذي يحاكي صورة طبقَ الأصل لذلك الوقت .
اختفت الأصواتُ من أمامه , فهوَ لم يعد يسمع صوتَ تلك المرأة الكبيرة في السن حيثُ الطفل الصغير الذي يختبأ خلفها ! .
هوَ لم يرد لتلكَ الذكريات أن تتدفقَ إليه من جديد , لا يريدُ لذلك البابِ أن يفتحَ ,
لذا أخذَ يصارعُ باطنه بألا يعادَ شريط الماضي وتلك اللحظة بالتحديد ! فيكفيه أنّ بعضاً منها تتسلل إليه فتمرضهُ وينالُ من جسده الألم والوهن.


رويداً , رويداً .. بدأت صوتها يظهرُ تدريجياً .. وكأنه يحاربُ أعماقه ليخرج , بدأت الرؤية أمامه تتزعزع , فأخذَ يرى نفسه بدلَ ذلك الطفل الصغير .. !

وعندما بدأ المشهد يكتمل ليعادَ من جديد حتى استفاقَ من صراعه هذا كله عندما شعرَ بيدِ أمسكت كتفه فعادَ إلى طبيعته وعادت الأصوات تدريجياً إلى سمعه.

التفت إلى الخلف فوجدَ أن صاحب تلك اليد هو زميله الذي يعمل معه .. والذي كان بصره معلقاً بجايد الذي أخذً يتشاجر مع تلك العجوز دونَ أي احترام لكبر سنها
ـ إنها هنا مرةً أخرى ! .
استغربَ رولند من جملته تلك , وأخذَ ينظرُ من جديد نحوهم بينما تابع زميله قوله .
ـ إنها حقاً لم ترهق من ذلك ! للمرة الثالثة هذا الأسبوع تأتي إلى هنا ! .
ـ وما لذي تريده !؟ .
هكذا قالَ رولند متسائلاً وكله يقين بأنّ ما يفكرُ به هو الصحيح , وهذا ما كان فعلاً فقد أجابه وهو يهمُ بالدخول.
ـ لدى والدِ ذلك الطفل دينِ كبير , وهو الآن في المشفى .. وموعدُ تسليم المبلغ هو أقلُ من نصفِ شهر !.
وبهذا أصبحَ الأمرُ مشابهاً تماماً وعلمَ أنّ ما حدثَ له لم يكن ليصيبه هوَ فقط,
وكأنما تخبرنا الحياة بأنّنا لسنا الوحيدين الذيَن قد تناهلُ علينا حوادثُ البؤسِ والشقاء.
أخذَ ينظرُ إليهما بصمت وهو يفكرُ ملياً فعقله لم يستوعب بعد,
لم يوقظه هذه المرة إلا صراخ جايد الذي انقلبَ مزاجه , فقبل لحظاتِ فقط كان فرحاً وهو يستقبل الزبائن من الفتيات ولكن الآن أخذَ يصرخُ بصوته الخشن من داخل محله بعدَ أن تجاهلَ المرأة المسنة .
ـ كفاكَ وقوفاً هناك ! .. لتعد للعمل أيها الخادم !! .
هكذا قالها بغضب وفي نفسِ الوقت كانت ممزوجة بالإهانة .

ما إن حركَ قدميه ليدخل حتى استوقفته يد تلك العجوز , لم يعلم حتى متى جاءت إليه , ولكن ربما كانَ هذا السبب في صراخ جايد عليه فقد راها متجهةً نحوه .
أمسكت بيده وأخذت تنظرُ إليها بعينِ مشفقة حزينة استشعرَ رولند قلةِ حيلتها من التجاعيد التي ملئت يدها تلك , وبصوتها الضعيف ناشدته وفي عينيها طرفُ دمعة .
ـ أرجوك أيها الشاب , إني أرى فيكَ معالم الخير .
وجَّه رولند نظره إليها وشعرَ بشيء يلامسُ قلبه فهي تشكو إليه بصوتِ أرهقه الزمن وفي طياته عمقٌ آخر حيثُ رفقاً بي فلم يتبقى من حياتي شيء ..
ـ أخبرَ ذلك الرجل بأن يمهلني إلى نهاية الشهر فقط ! , أقسمُ لك لم يتبقِ إلا القليل فقط .
قربت حفيدها الصغير الذي لا زالَ الخوف باديا عليه بذراعيها الأخرى لتجعله تحتَ مرأى من رولند وتابعت حديثها .
ـ إنّ والده طريح الفراش في المشفى ! هو لن يستطيع العمل ليكمل ما تبقى , وكما ترى إني كبيرة في السنّ وأستغرقُ وقتاً طويلاً لأنجز حياكة قطعة من الصوف حتى أبيعها .
أمسكت بيده الاخرى وجمعتها مع يمينه وبكل ضعف قالت له وهي تغمضُ عينيها .
ـ أرجوك , أقنعه... إلى نهاية الشهر فقط ! .

ـــــــ

وفي المكان الآخر .. وبنفسِ الوقت , انتهى موعد دوامهما مبكراً وكما هي العادة ها هما مستغرقتين في أحاديث الفتيات ولكن هنالك شيء لا حظته أليسا على ميدوري فقد كانت بشوشة وكأنمّا قلبها منغمسٌ في كمية من الزهور العطرة فابتسامتها لم تفارق شفتيها أبداً وبات صوتها يحملُ نبرة فرحة مما جعلها تقطعُ الحديثُ الذي كانا يتحدثانِ فيه لتتساءل عن سر ذلك فقد أصابها الفضول الشديد وكلها شغف لتعرف ما هو السر في ذلك .
ـ أرى بأنّ هنالك شيئاً سعيداً حصلَ لك .
توقفت ميدوري وتوردت وجنتيها سريعاً , التفت نحوها وسألها بتعجب وهي لم تدرك قط بأنّه قد يلاحظُ أحدٌ ما سعادتها .
ـ أذلك واضحٌ علي ؟! .
ضحكت اليسا وعرفت أنّ في الأمرِ شيئاً لذا خمنت سريعاً .
ـ إنّه الحب أليسَ كذلك ؟! .
بتلك الكلمة فقط صبغُ وجهه ميدوري بالخجل الشديد وحولته لحمرةِ ملفتة , وهذا ما فاجأ اليسا التي أشارت بإصبعها نحوها صارخةً بدهشة وتعجب فهي لم تتوقع أن يكونَ ما قالته صحيحاً .
ـ حقاً !!! .
أومأت ميدوري برأسها خجلاً فكيفَ لا تكونُ سعيدة وفرحة وحبيبُ قلبها سيكونُ أمامَ ناظريها هذه الأيام ستقضي معه أغلب الأوقات , وسيطمئنُ قلبها وهو يأكل معها الطعام وستقرُّ عينها برؤيته ينامُ .

ولكن ما أخجلها وجعلَ وجنتيها كحمرةِ ورد الجوري ليسَ باكتشافِ أنها واقعة في الحب بل لآنها لم تتحدث مع أحد قط عن هذا .


صوتُ بوقِ سيارة أخرجهما من اللحظة التي كانا فيها , رفعت أليسا بصرها فوجدت أن السائق ينتظرها لم يكن لديها الوقت لتستخرجَ منها بعض التفاصيل فيجبُ عليها الذهاب, أمسكت بيدِ ميدوري وقالت لها بحماسة شديدة وقد التمعت عيناها بالفضول .
ـ ستخبرينني بكلِ شيء فيما بعد .
وبحركة سريعة ختمت على إبهام ميدوري قائلاً لها بسعادة وهي متشوقة لمعرفة المزيد .
ـ هذا وعد .

لوحت بيدها مودعه وركضت سريعاً نحو السائق الذي ينتظرها ودعتها ميدوري بخجل وتمنت لها السلامة ..
وما إن اختفت عن ناظريها حتى أخذت تنظرُ لإبهامها فقد ختمت لتوِّ معها وعداً ,لم يخطر في بالها بأن تتحدثَ لأحد عن الحبُ الجميل الذي يسكنُ في حنايا قلبها ,


شعرت بحزنِ طفيف بدأ يغلفُ قلبها وقد بدأت تتذكر لحظة مثلَ هذه ختمت فيها وعداً مع أمرِ يخالفُ ما بداخلها , لتهمسَ لنفسها وقد رسمت على شفتيها ابتسامة حزينة .

ـ الحبُ الصامت الذي أخذَ ينمو بقلبي منذُ سنواتِ عدةِ .

ـــــــ

دنت الشمسُ لتنام وصبغت السماء بلونِ النعاس وبدأ المكان في شقة ميدوري صاخبا على غيرِ العادة .
لين تسردُ على رولند بكلِ حماس يومها الجميل في رياضِ الأطفال والذي كان يستمعُ لها بكلِ إنصات واهتمام , أما لير فهو بقربِ إيفان يعلمه إحدى لعبِ الخفة البسيطة وهو مركزٌ معه فقد أبهره ما يفعله وتمنى لو يعرفُ القليل منها وهذا ما حققه له إيفان بكلِ سرور .

أما ميدوري فهي تجلسُ وبيدها كتابُ للطبخ , تفكرُ ملياً في اختيار طبخة للعشاء مناسبة للجميع , تقرأ مكوناتِ هذا وتقلبُ الصفحات بحثاً عن شيء بسيط وفي الوقتِ نفسه لذيذ الطعم وذو شكلِ شهيّ .

بعدَ مضيّ الوقت ...
صرخت فرحة فأخيراً قد ثبتت على رأي واحد , التفت الجميع لها فنهضت بابتسامة لتقول بابتسامة سعيدة .
ـ كما العادة , الرجال يذهبونَ للشراء , والفتيات يقمن بإعداد الطعام .
قالت جملتها الأخير وهي تغمزُ للين التي فهمت إشارتها ونهضت سريعاً فهذه ثاني مرة ستشاركُ في إعداد الطعام .
لم يكن الأمر هكذا للكل , ففي تلك اللحظة التي نطقت فيها ميدوري التفت إيفان سريعاُ ينظرُ لرولند بارتباك , فقد أعادَ له ذلك اليوم الذي ذهبَ فيه لطلبِ العمل في قصرِ ماليان , فهو لم ينسى أنه أحضر معه شطيرة أعدها التوأمين له .
هو حقاً أرادَ أن ينسى ذلك لم يردِ لعينه أن يعيدَ صورة رولند وملامح وجهه عندما رآه في تلك اللحظة لذا فكرّ في حلِ ينقذه من أن يدخلَ جواً صامتاً مع صديقه , نهضَ سريعاً وهو يمسكُ بيدِ لير قائلاً باستعجال .
ـ سوفَ نذهبُ نحن الاثنين .
مشى سريعاً بخطواته ليصلِ إلى الباب لكن , لم يجري الأمر كما خطط له فها هو رولند يقفُ معارضاً لما يقوله مستوقفاً إياه .
ـ سوفَ أذهبُ معكما .

ـــــــ

كان الصمت هو ما يحيطُ بهم بالفعل .. وهذا ما استغربه لير كثيراً فقد كان في المنتصفِ بينهما وشعرَ بأنّ كلاً من إيفان ورولند يتجنبانِ النظرِ لبعضهما مما جعلَ قلبه يشعرُ بالحزن فقد أطفأ ذلك حماسته في الذهاب معهما .

أخذا بالتبضع هنا وهناك حيثُ الورقة التي كتبتها لهم ميدوري , كان إيفان ينظرُ لها بتململ فقد كانت القائمة طويلة لينطقَ بتذمر وهوَ ينظرُ لمكونات الحلوى التي تريدُ صنعها مع العشاء .
ـ تلك الفتاة هل ستعدُ حفلاً الليلة !؟ .
جاء رولند وهو يحملُ بعضَ الكريمة في كلتا يديه ليقولَ مخاطباً إيفان.
ـ نأخذُ هذه أم هذه ؟! .
نظرَ إيفان للورقة مجدداً ليشيرَ بعدها إلى يمينِ رولند فوضعها في السلة التي امتلأت نصفها , بينما جاء لير من بعيد راكضاً وبيده علبة بسكويت ,.
وبهذا انتهوا من شراء ما طلبته ميدوري ,
جلسوا جميعاً منهكين على إحدى الكراسي الخشبية في إحدى الطرقات .. ليأخذوا استراحة قصيرة ..
فقد كان المكان الذي خرجوا منه فسيحاً وكبيرا , لذا رأوا بأنه لا بأس بأن يجلسوا قليلاً حيثُ وسطُ المدينة ..


المكان صاخبٌ قليلاً .. والناس في ذهابِ وإياب .. بينما تلتمعُ الألوان من كل زاوية .. كل ذلك جعلهم يتأملون ما يحيطُ بهم بصمت ..

سريعاً ما نطقَ إيفان وهو يقلبُ بطاقة المال التي قامت ميدوري بإعطائه إياه .
ـ من أينَ لأختي بهذه! بل كيفَ حصلت عليها؟! .

في تلك اللحظة ارتبك قلبُ رولند عندما سمعَ استفساره هو لا يريد أن يعرفَ صديقه شيئاً عن هذا !
هوَ فقط من يعلمُ بسرها , لذا أرادَ إيجاد طريقة ليبعد فضوله عنها قبل أن يكتشفَ الحقيقة .

سريعاً وجدَ لير يحدقُ بشيء ما ويجذبُ انتباه , فلم يكن سوى صاحبِ عربة في الشارع يبيعُ بعضَ الحلوى القطنية وبعضُ الأطفال مجتمعين حوله للشراء ... وجدها فرصة مناسبة ليتحدث فيها مع إيفان فقالَ لـ للير .
ـ اذهب لشراء واحدة إن كنتَ ترغبُ بذلك .
تلألأت عينا لير ما إن سمعَ ما قاله .. ولكنه سريعاً قال بتردد .
ـ وأختي لين ! .
سمعَ إيفان حديثهما فأعاد البطاقة إلى جيبه وقالَ محذراً بابتسامة .
ـ إن أحضرت بعضاً منها لأختك , فسوفَ تصبُ ميدوري غضبها علينا .
طأطأ لير رأسه بحزن فقد تفهمَ الأمر , فمن الطبيعي أن تغضب ميدوري لأنها ستعدُ العشاء وتريدُ من الجميع أن يأكله .
لكن صوتاً دافئاً وصل إلى مسامعه أعاد إحياء شعور البسمة .
ـ خذ واحدة لك وسنشارككَ ذلك , وفي المرة القادمة سأصحب لين بنفسي إلى هنا .
التفت إلى رولند ونظرَ إليه بنظرات ملئها الحبُ والسعادة , وما هي إلا ثواني حتى انطلق نحو العربة وبيده بعضُ المال لينضمَ إلى مجموعة الأطفال تلك .


وبهذا أصبحا وحيدين وتحقق لرولند ما أراد .... وكالعادة لم يختفِ شعورَ التوتر من إيفان.., وهذا ما تفهمه رولند الذي أحسَ بذلك ما إن لاحظ نظراته .
أدخلَ إلى رئتيه بعضَ الهواء ثمّ أخرجه ببطء شديد وبينما هو يراقبُ لير الذي ينتظرُ دوره حتى نطقَ بصوتِ هادئ .

ـ إيفان ... أشكرك حقاً .

اتسعت عيناه ما إن سمعَ جملته والتفت سريعاً نحوه ... هو لم يعرف المناسبة التي قالَ فيها جملته ! بل ولماذا !
فأتته الأجابة سريعاُ من رولند الذي لم يريد أن يكون هنالك أحد بقربه يشعرُ بعدم الراحة لذا نطق بصوتِ رخيم أخذَ يتدفقُ إلى مسامع إيفان .
ـ في تلك الليلة , شكراًعلى مشاعرك , صحيح أنّني لم أرضى بذلك .. لكن في النهاية يظلّ أنكَ اتخذت قرارك بسببي , لم ترد أن أكونَ وحيداً .

هذه المرة وجهه نظره إليه ليتابع بكلِ صدق حديثه .
ـ تعلمُ يقينا بأنني أكره أن أعمل خادماً.. ولم تردِ أن أعاني الآن بما أنّه تحتم عليّ فعلُ ذلك ...لذلك قررت المجيء لتطلبَ العمل .
طأطأ رأسه وأغمض عينيه ليقولَ بابتسامة .
ـ في الحقيقة عندما التقيت بك أول يوم , لمست ذلك في كلماتك .. لقد كان صراخك وقتها دافئاً عليّ .

ترقرت الدموع في عينيه وتلك الكلمات تتسلل إلى قلبه قبل أذنيه لم يعرف أن ينطق بشيء !
لقد تفهم كل ما قامَ به ..
لقد وصل إليه كل ما أرادً فعله من خلالِ اتخاذه ذلك القرار الذي فشل .
إنّه حقاً سيء ! , فلا زالَ القلبُ الذي يحتضنُ صديقه هو نفسه لم يتغير ,
نظرَ رولند إليه فرأى الدموع بدأت تسيل على وجنتي إيفان بكل هدوء , لم يوقفه ذلك عن قول المزيد ... لذا قال بابتسامة تخفي ورائها الكثير .
ـ لذا لا تجهد نفسك كثيراً عندما تكون معي ..
وأخيراً بدأت الكلمات تخرجُ من فمِ إيفان الذي شعرَ بغصة كبيرة بدأ يحاول القول وهو يحاربُ نفسه بألا ينفجر باكياً .
ـ أنا ... أنا حقاً لم أرد ذلك ! .. لماذا أنت الوحيد الذي عدت لما كانَ عليه !! لماذا !!؟ .

وأخيراً أخرجَ إيفان ما في قلبه .. حيثُ السؤال الذي يؤرقه والذي سبقَ وأن سأل به ميدوري ,
في تلك اللحظة أحاطَ رولند رأسَ صديقه بذراعه ليخفي به شكلَه الباكي .

شعرَ بألمِ إيفان في كلماته ورغبته الشديدة في معرفة السبب .
ـ إنه ليسَ عدلاً .. لماذا عدت أنت !! أخبرني ؟.
في تلك اللحظة شعرَ رولند هو الآخر بغصة البكاء .. وطغى على وجهه معالم الحزن الشديدة.. حقاً لقد شعرَ بالألم !
إنّ قلبه الآن يتألم حقاً وكأنما جرحُ صغير قد بدأ يتسعُ الآن ..
لذا قال وهو يغمضُ عينيه بشدة محاولاً جعلِ ذلك الألم يختفي تدريجاً من قلبه بأن همسَ لنفسه .
ـ إنّه عقابٌ لي إيفان ... إنني أستحقٌ ذلك .

هدأ إيفان ما إن أخذً صديقه يربتُ عليه ليخففَ مما يشعرُ به بابتسامة سعيدة مكلفة أبقاها على شفتيه,
لقد التزم رولند الآن بالصمت على سؤاله ,
ولم يعلم أنه في يومِ ما سيكشفُ بنفسه الجواب وسيتسعُ ذلك الجرح لتترقرق عينيه أيضاً بالدموع ! .


انتهى لير من الشراء وجاء راكضاً نحوهما , وما إن سمعَ همسَ رولند بأنه قد جاء حتى رفعَ رأسه وأخذَ يمسحُ بقايا دموعه بذراعه ... فقد خفف ذلك كثيراُ مما كانَ يشعرُ به وشعر بشيء يغمرُ قلبه بالراحة .. وما هي إلا ثواني حتى عادت الإبتسامة إليه وهاهو يقومُ بأخذِ قضمة مما أحضره لير معه .


عادا سويةً ولكن هذه المرة بجوِ مخلتفِ فهاهما رولند وإيفان يتحدثانِ سوية مما أعادَ الإبتسامة إلى لير الذي أخذَ ينظرُ لهما بدهشة قائلاً ببراءة .
ـ أنا حقاً سعيد ظننتُ أنكما تشاجرتما .
نظرَ رولند وإيفان لبعضهما مطولاً فهما لم يلحظا أنه قد بانَ عليهما ذلك.. مما جعلَ إيفان يقولُ ضاحكاً وهو يعبثُ بشعرِ لير الأشقر .
ـ أيها الصغير أنتَ حقاً جيد الملاحظة ! .



وصلَ الجميع وعاتبت ميدوري مطولاً إيفان على التأخير بينما هو أخذً يشيرُ إلى رولند الذي سبقه بالدخول وهاهوُ يجلسُ بقربِ لير .
ـ وماذا عنهما ! لماذا أنا فقط من يتلقى التوبيخ !؟ .
ضربته بالمقلاة التي تحملها في يديها على رأسه لتقولَ بغضب .
ـ سوفَ تغسل الصحونِ لهذه الليلة .
قالت جملتها و استدرات نحو المطبخ فقد كان ترتدي مريلة للطبخ .. أمّا عن إيفان فقد وضعَ يده على رأسه بألم قائلاً .
ـ لستُ الوحيد الذي ذهب ! .
ما إن سمعته ميدوري حتى التفت برعبِ نحوه بينما هو وضعَ يده على رأسه ليحميه من الضرب قائلا بصوتِ خائف متظاهراً.
ـ حسناً سأفعلُ ذلك .. .
ما إن دخلت إلى المطبخ حتى أخرجَ إيفان لسانه ...
صوتَ ضحكاتِ بدأت تصلُ إلى مسامعه , التفت نحو المصدر , فوجد رولند ولير وكذلك لين التي بالقربِ من المطبخ يكتمانِ ضحكهم .
شرعَ لير ولين بالضحك على إيفان..

بينما هو لم يرضى بذلك فظهرت عليه ملامح مضحكة وهو يطالبهم بالتوقف عن الضحك عليه , مما جعلَ رولند يبدأ بالضحك هو الآخر فهو لم يتحمل رؤية ملامح صديقه تلك وهو يلاعب التوأمين معاتباً إياهم .

ابتسمت ميدوري بسعادة بالغة وهي تستمتع لضحكاتِ رولند مع التوأمين , فهذا كلُّ ما تريده له .. لا تريدُ أن ترى عليه ملامح الألم ولا حتى الحزن !
جُلّ ما تريده وتتمناه هو سماع ضحكاته ورؤية ابتسامته.. ولكن
أمنيتها تلك لم يدمُ مفعولها طويلاً .




استمتعوا بوجبة عشاءِ لذيذة تناولوا فيها العديد من أصناف الطعام وختموا ببعضِ الحلوى التي أعدتها لهم ميدوري .. وكالعادة فهاهم يتشاركون الأحاديث وتارة يضحكون سوية , ولم ينسى رولند أن يشكر التوأمين على الشطيرة التي أعدوها له .. مما زادَ الفرحة في قلبيهما
ولكن مالم يعرفوه فرغمَ أنّه في تلك اللحظة قد تناثرت على الأرض بسبِ ضربةِ ميلان إلا أنّ رولند لم يمنع نفسه من إلتقاطها وتناولها كلها ..


ما إن انتهوا حتى تعاونَ الجميع على التنظيف والترتيب وعندما لم يتبقى إلا القليل طلبت ميدوري من التوأمين أن يذهبا للنوم باكراً وهي ستكملُ ما بقي ..


هاهوَ رولند يجلسُ مع التوأمين استعداداً لنومهما , بينما لا زالَ إيفان يقومُ بغسل الصحون , وميدوري تقومُ بتنظيف المكان ..

سرعان ما انتهى ايفان واستأذن بالذهاب بعد أن ودع الجميع وطبعاً لم ينسى أن يوبخَ أخته على جعله يغسل الصحون وأخبرها بأنها في الأصل مهمة الفتيات مما جعلَ ميدوري تودعه بابتسامة مرحة فقد كان جيداً في غسلها .

استقلى التوأمين على فراشهما للنوم , كانا يأملانِ بأن ينامَ معهما رولند لكنّه أخبرهما بأنه سيفعلُ ذلك فيما بعد

غطا في النومِ سريعاً , واستلقت ميدوري على سريرها... بينما استقلى رولند في الصالة على الكنبة وأغمضَ عينيه استعدادً للنومِ هوَ أيضا ..

وبهذا عمّ الهدوء والسكينة على المكان ...



مرت ساعة .. ساعتين , ولم يغص رولند بعد في النوم .. يتقلبُ يميناً وشمالاً آملاً في النوم
لكن ! , لا زالَ هنالك أمرٌ يؤرقُ تفكيره وفي نفس الوقت لا يريدُ تذكره , وعندما رأى أنّ هذا لم يجدي نهضَ جالساً واضعاً يديه على رأسه فأخذت تلك المحادثه تدفقُ إلى سمعه بصورة غيرُ مرتبة وكأنما وجدت الفرصة المناسبة .


ـ لدى والدِ ذلك الطفل دينِ كبير .
ـ أرجوك أيها الشاب.
ـ أقسمُ لك لم يتبقِ إلا القليل فقط.
ـ إنّ والده طريح الفراش في المشفى !.
ـ أخبرَ ذلك الرجل بأن يمهلني إلى نهاية الشهر فقط !


شعرَ بصداعِ شديد يجتاحُ رأسه .. وتلك المحادثه لا زالت تعادُ داخلَ عقله بصورة غيرِ مرتبة ..

لا زالَ يذكر ما حصل في الصباح .. ذلك الطفل ! وتلك المرأة الكبيرة , لم يستطع تجاهل ذلك الأمر , ظنّ أنه قد يستطيع نسيان ذلك بأن يحصل على بعضِ الراحة مع أصدقائه يتحدثُ معهم , يضحك معهم , يأكل معهم ... علّ كل ذلك ينسيه .. إلا أنه لم يتحقق له ذلك .. كيفَ لا ! وهو يذكره بذلك اليومِ .. !
لم يعد باطنه أن يحتملَ أكثر فهاهوَ صوتها بدأ يتردد بداخله .. وكأنما هو المفتاح الذي بدأ يعيد تلك الذكرى المريرة ! .




ـ أرجوك أمهلني لبعضِ الوقت .. ! كما تعلم لقد توفي زوجي .

صوتُ امرأة شابة بشعرِ أشقر طويل مظفر تضعه على جانبي كتفها , وخلفها طفلها الصغير الذي لم تتضح صورته فقد كانِ في نظرِ رولند مغطاً بلونِ رمادي لا يصفُ ملامحه بما أنه هو نفسه من أراد ذلك ...
كان خائفاً مما يجري وقد ابتلت عيناه بالدموع وهو يرى ذلك الرجل المخيف الذي تتحدثُ إليه أمه ...

تناشده بكلِ رجاء وهي تحاولُ بقدرِ الإمكان أن تمسك أعصابها التي اشتدت وتكادُ تنفجر لم تكن هذه المرة الأولى ولا العاشرة ...التي تكرر فيها كلامها .
ـ أعلمُ أنّ ذلك المعتوه قد أخذَ منك مبلغاً كبيراً .. لذا أرجوك أنتظر لثلاثة أشهر حتى أستطيع سداده .
بصوته الخشن وملامحه التي بثت الرعب في الصغير الذي يختبأ خلفَ أمه نطقَ صارخاً .
ـ ألا تفهمينَ يا امرأه !؟ .. لن أقومُ بتغييره أبداً ..
اهتزت يداها واحمرّ وجهها ..بينما أخذت شفتيها تهتزان.. لتنفجر أخيراً قائلة بصراخ .
ـ تباً ... تباً ... تباً ...
نظرَ جميع من في المكان إليها وإلى صوتها الغاضب حتى أن ذلك الصغير أخذَ ينظرُ بتعجبِ لأمه التي أخذت بالصراخ .
أمسكت بيدِ صغيرها عنوه وأخذت تمشي بسرعة عائدة للبيت ... كاد أن يتعثر في مشيته فقالَ بصوته الضعيف وهو يشعرُ بالأحجار الصغيرة تنالُ من قدمه .
ـ أمي ... انتظري .
لم تهتم لما يقوله بل أخذت تجره غيرَ آبهِ به ولا بقدميه التي أخذت أصابعه تُجرحُ بفعل الحصى الصغيرة .
وصلت إلى البيت وفتحت بابه بقوة .... ثمّ رمت بطفلها الصغير بكلِ قسوة على الأرض الخشبية ... شعرَ جسده بألمِ ما إن لامس الأرضية الصلبة ...
بينما أخذت أمه تصرخُ في غضب حتى سقطت منهارة على ركبتيها وقد امتلأت عيناها بالدموع .
ـ تباً .. تباً لوالدك .
أخذت تضربُ يدها بالأرضية بقوة وهي تشعرُ بحرقة وطعناتِ تملأ قلبها ...
وأخيراً انسكبت الدموع على وجنتيها وبصوتها المرتجف أخذت تقول .

ـ لماذا !!! لماذا فعلت ذلك !! انظر ماذا فعلت بنا بعد أن قتلت نفسك.
بدأت تشرعُ بالبكاء بصوتِ عالِ .. فقد تدمرت حياتها تماماً بعد أن كانت عائلتها تعيشُ في سعادة .. فبعد أن انجرف زوجها في ذلك الطريق بدوِن علم منها حتى دمرته .
تاركة إياها وطفلها الصغير في ذمةِ دين كبير .. لم تستطع تسديده حتى بعرضها بيعِ محل الدواء الذي كانت تعزّه وتفتخرُ فيها نظراً لكونها صيدلانيه خبيرة في الأدوية .. لكن لم يتقدم أحدٌ لشرائه بعد ! .

لم تشعر إلا بطفلها الصغير الذي أخذَ يقتربُ منها بخوفِ ... فقد خافَ من تصرفاتها .. لكن قلبه تألم لرؤيتها تبكي وتسكبُ كل الدموع
فزاده ذلك ليتغلبَ على خوفه ويصلَ إلى يدها.


ما إن رأته وشعرت بلمسة أصابعه حتى أخذت تتأمله بحزن شديد ...جذبته إلى صدرها واحتضنته بكل قوة .
ـ لا تقلق .... لن أدعك تؤول لما وصل إليه والدك .
وقفت على قديمها ولازالت تحتضنه , بينما هو أخذَ يطالبها بالتحرر فقد تألم من ذلك وبدأت أضلاعُ صدره تؤلمه ..
طرأت لها فكرة سكبت سريعاً في عقلها .. لذا قررت تنفيذها تركته أخيراً و خرجت سريعاً دونَ أن تلتفت لصغيرها التي تركته وحيداً .

وصلت إلى محلِ الأدوية خاصتها وقامت بفتح الباب .
أخذت تختار مجموعة من الأدوية وعينها تبحثُ هنا وهناك عن المزيد وكأنما قد جنت , جمعتها كلها في كيس بلاستيكي , ثمّ خرجت بعد أقفلت الباب بإهمال ... وعادت مسرعة إلى البيت .

جلست على الأرضية الخشبية وأخذت تخرجُ زجاجات الأدوية .... كانت تنظرُ إلى تصنيفها فقد كانت مجموعات مختلفة من علاجات الإدمان وشربِ الكحول والمخدرات وكيفية التخلص من أثرها أو شربها وغيرها الكثير .

أخذت تخلطها جميعها بشكلِ جنوني وهي تردد .
ـ .... أقسم لك .. لن أدع طفلي يسلك ما سلكته .
انتهت من إعداد خلطها بشكلِ عشوائي , ونادت طفلها الصغير الذي أصبح بالفعل خائفاً منها , فهي لم تعد تلك الأم الحنون التي كانت قبل أن يموت والده وتكتشف أمر إدمانه ...
بدلَ أن يقتربِ منها اقتربت هي منه .. زاحفةً على ركتبيها .

ناولته زجاجة دواء من تلك اللتي قامت بإعدادها .
ـ اشربه كله .
تردد في ذلك ... وأخذ ينظرُ لأمه بنظراتِ ضعيفة فطبيعة الأطفال لا يحبونُ الأدوية ولاحتى تذوقها .
ولكن نظراتِ أمه الشاخصة .. ووجها الجاد جعلته يمدّ ذراعيه بارتجاف ليمسك بتلك الزجاجة طاعة لأمه .
قربها من شفتيه وارتشفَ القليل منه ... لكنه سريعا ما أبعدها عندما تذوقَ طعمها المرَ والفظيع .
نهرته من ذلك وعاودت دفعِها إليه قائلة بشكلِ مخيف له .
ـ اشربها كلها .
وضعَ كلتا يديه على فمه رافضاً فقد كان أسوء داوء قد تذوقه .
صرخت فيه بغضب وقد جنت بالفعل .
ـ استمع لكلام والدتك لا أريد أن تبقى قطرة منه .
أخذت تحاولُ إبعاد يده لترغمه ليشرب بينما هو بدأت بالبكاء ليسَ لأنه لا يريده بل بطريقة أمه تلك التي بدأت تفقدُ عقلها تدريجاً ..


وفي النهاية هاهو أخذُ يتجرع دفعات من ذلك السائل المكون من أدوية قامت أمه بخلطها جميعاً , وخديه قد ابتلتا بالدموع ...
سائل ذو طعمِ سيء ومرير بدأ يتدفقُ إلى معدته رغماً عنه ... وخوفٌ كبير من أمه التي هي الآن تساعده في شربِ ذلك الدواء بعد أن أجبرته .
ما إن انهى الزجاجة حتى أخذت أمه تمسحُ على شفتيه بيدها لتجففها من أثر الدواء الذي سالِ من فمه .. غير آبةِ بتلك الدموع التي تبلل وجنتي صغيرها .
أخذته إلى حجرها ضامتةً إياها إلى صدرها لتهمس له هذه المرة بهدوء وحنان .
ـ في كل شهر ستقومُ بشربِ مثل هذه .. ! ... لن تستطيع أن تقربَ أياً منها بفضلِ أمك .

أخذ صغيرها ينظرُ برعب لكميات الدواء التي صنعتها خلفها غيرَ مصدقِ بأنها ستذهبُ جميعاً لمعدته .

مرت ساعة كاملة بدأ يشعرُ بعدها بالألم يعتصرُ معدته وبدأ يتكورُ على نفسه .. كان يبكي بكاءاً مريراً من شدة ما يلم به ... بينما أمه مستلقيةٌ بقربه تبتسم بجنون وهي تربتُ على شعره غير آبه بحالة طفلها الذي تشتدُ حالته سوءاً كل ما مر الوقت، و ظلت تردد على مسامعه قائلة له .
ـ تحمل الألم فبفضله لن تدمن في المستقبل .
ـ تحمل الألم فبفضله لن تدمن في المستقبل .





استيقظ من تلك الذكرى وجبينه قد ابتل بقطرات العرق الكثيفة .. وضعَ يده على فمه سريعاً فقد شعرُ بغثيان شديد ينتابه , وألم تلك الليلة بدأ يتسلل إليه , أرادَ النهوض والوقف على قدميه لكن بدت ساقيه ثقيلتين ولم تستطع حمله لبعضِ الوقت .


في تلك الأثناء سمعت ميدوري التي لم تنم بعد ذلك الضجيج الخفيف .. نهضت من سريرها فهي قلقة فمن بالخارج ليسَ سوى رولند .
ما إن فتحت الباب حتى أخذت تسمعُ صوتُ تنفسٌ قوي .. ركضت سريعاً لتجد رولند يجلسُ على ركبتيه وهو بحالةِ سيئة
ما إن شعرَ بوجودها حتى رفعَ عينيه المتعبتين إليها .. وقد بدأ شعورُ التأنيب يضاف لما يشعر به الآن .

جلست سريعاً بقربه وأخذت تربتُ على ظهره , لقد عرفت سريعاً بحالته تلك .. لذا لم يظهر على وجهها الخوف بل نطقت بصوتِ منخفض .
ـ لماذا تشعرُ بذلك الآن ؟ّ ! .
لم يستطع رولند الحديث .. فيكفيه ما يشعرُ به الآن... لكنه جاهد نفسه ليقولَ بخفوت.
ـ أنا آسف ميدوري .... .
وضعت اصبعها على فمه لتسكته فهي لا ترغبُ في أن يقول المزيد ويعتذر بحجه أنّه أزعجها استجاب لرغبتها تلك ومال باتجاهها ليضعَ رأسه على كتفها وقد بلغَ التعبُ منه ما يكفيه .. أخذت تربت على شعره الكثيف ... لتهدأ مما يشعرُ به قائلة له بكل هدوء وحنيّة . .

ـ لا تقلق .. لا تقلق .. لقد انتهى ذلك .

أغمضَ عينيه على جملتها الأخيرة فوجودها بجانبه أعادَ له الشعور بالأمان .
بقيت ميدوري تربت عليه وهي تكررُ جملتها بابتسامة .. فكم من السنوات التي عاشتها برفقته .. شعرت به قد غط في النوم من التعب ..
لكنها لم تفارقه بل بقيت بقربه
فحتى وإن بقيت مستيقظة طوال الليل لتسهر على راحته فهو لن يكفي بمقدارِ ما قدم لها رولند من تضحية ودفء وكثير من الاهتمام ,

أمّا عن الحب ! فهي لم تعلم بعد عن ذلك . .



نهاية الفصل الرابع عشر ,



رد مع اقتباس
  #124  
قديم 06-15-2015, 08:01 PM
Xi#
 
Smile #2

بسم الله الرحمن الرحيم ...*
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...*

مساءكِ\صباحكِ سعيد ..(:

#
^

أشكرك على مجهودك الجبار " أولا ً ".!!

أما " ثانياً ".. فاسمحى لي بأن أبدي اعجابي برواتك ..ختمت بالتميز و قد استحقته بجداره .. $^$

و اكثر ما أثار نفسي هو تجسيدك المميز لشغ الطفوله .. [ لير و لين ] ويا له من شغف ..*

تنوع القصص و الشخصيات , و الوصف المتكلف .. كذلك الحبكة و تسلسل الأحداث ..*

كلها جسدت التناغم ..

سيكون إنشاء الله الرد القادم أوفى لحقكِ .. فاعذوريني لازلت مبتدئه...~

دمت بودْ..
في حفظ الرحمان..^^

^
^
^
رد مع اقتباس
  #125  
قديم 06-15-2015, 09:38 PM
Xi#
 
Smile

اعتبريني من المتابعين ..
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
روايـــة..حــــلم فـــوق السحـــــآآب ŔowlЄy أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 169 03-02-2015 03:55 AM
رواية خادمي كان صديقي ƬăẂăǤ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 7 08-19-2014 11:57 AM
بقيتَ ولا كانَ الزمانُ ولا بقى ǻ ץ Ł ı ļ ● قصائد منقوله من هنا وهناك 3 08-04-2013 04:01 PM
صديقي مهما فعلت .. تبقى صديقي ...:: اريج العمر مواضيع عامة 5 03-01-2009 05:01 PM
صديقي مهما فعلت .. تبقى صديقي ...:: اريج العمر مواضيع عامة 5 10-25-2008 08:55 PM


الساعة الآن 08:40 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011