عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-08-2013, 01:42 AM
 
ادواء الاخلاق الفاسدة ومداواتها الجزءالخامس

الحمد لله الذي أكرم خواص عباده بالألفة في الدين، ووفقهم لإكرام عباده المخلصين، وزينهم بالأخلاق الكريمة والشيم الرضية، تأدباً بأفضل البشرية،صلى الله عليه وعلى اله وصحبه في كل صباح وعشية وبعد نواصل ايها الكرام ما جادت به قريحة الامام ابن حزم عن ادواء الاخلاق الفاسدة ومداواتها قال
إياك والامتداح فإن كل من يسمعك لا يصدقك وإن كنت صادقاً، بل يجعل ما سمع منك من ذلك في أول معايبك. وإياك ومدح أحد في وجهه، فإنه فعل أهل الملق وضعة النفوس، وإياك وذم أحد لا بحضرته ولا في مغيبه، فلك في إصلاح نفسك شغل. وإياك والتفاقر فإنك لا تحصل من ذلك إلا على تكذيبك، أو احتقار من يسمعك، ولا منفعة لك في ذلك أصلاً إلا كفر نعمة ربك تعالى، أو شكواه إلى من لا يرحمك، وإياك ووصف نفسك باليسار، فإنك لا تزيد على إطماع السامع فيما عندك، ولا تزد على شكر الله تعالى، وذكر فقرك إليه، وغناك عمن دونه، فإن هذا يكسبك الجلالة، والراحة من الطمع فيما عندك.
العاقل هو من لا يفارق ما أوجبه تمييزه.
من سبب للناس الطمع فيما عنده لم يحصل إلا على أن يبذله لهم، ولا غاية لهذا، أو يمنعهم فيلؤم ويعادونه، فإذا أردت أن تعطي أحداً شيئاً، فليكن ذلك منك قبل أن يسألك، فهو أكرم وأنزه وأوجب للحمد.
من بديع ما يقع في الحسد قول الحاسد إذا سمع إنساناً يغرب في علم ما: هذا شيء بارد، لم يتقدم إليه ولا قاله قبله أحد. فإن سمع من يبين ما قد قاله غيره قال: هذا بارد، وقد قيل قبله. وهذه طائفة سوء قد نصبت أنفسها للقعود على طريق العلم، يصدون الناس عنها ليكثر نظراؤهم من الجهال.
الحكيم لا تنفعه حكمته عند الخبيث الطبع، بل يظنه خبيثاً مثله، وقد شاهدت أقواماً ذوي طبائع رديئة وقد تصور في أنفسهم الخبيثة أن الناس كلهم على مثل طبائعهم، لا يصدقون أصلاً بأن أحداً هو سالم من رذائلهم بوجه من الوجوه، وهذا أسوء ما يكون من فساد الطبع، والبعد عن الفضل والخير. ومن كانت هذه صفته، لا ترجى لها معاناة أبداً، وبالله تعالى التوفيق.
العدل حصن يلجأ إليه كل خائف، وذلك أنك ترى الظالم وغير الظالم إذا رأى من يريد ظلمه، دعا إلى العدل وأنكر الظلم حينئذ وذمه، ولا ترى أحداً يذم العدل. فمن كان العدل في طبعه فهو ساكن في ذلك الحصن الحصين.
الاستهانة نوع من أنواع الخيانة، إذ قد يخونك من لا يستهين بك، ومن استهان بك، فقد خانك الانصاف، فكل مستهين خائن، وليس كل خائن مستهيناً. الاستهانة بالمتاع دليل على الاستهانة برب المتاع.
حالان يحسن فيهما ما يقبح في غيرهما: وهما المعاتبة والاعتذار، فإنه يحسن فيهما تعديد الأيادي، وذكر الإحسان، وذلك غاية القبح في ما عدا هاتين الحالتين.
لا عيب على من مال بطبعه إلى بعض القبائح، ولو أنه أشد العيوب وأعظم الرذائل، ما لم يظهره بقول أو فعل، بل يكاد يكون أحمد ممن أعانه طبعه على الفضائل، ولا تكون مغالبة الطبع الفاسد، إلا عن قوة عقل فاضل.
الخيانة في الحرم أشد من الخيانة في الدماء.
العرض أعز على الكريم من المال. ينبغي للكريم أن يصون جسمه بماله، ويصون نفسه بجسمه، ويصون عرضه بنفسه، ويصون دينه بعرضه، ولا يصون بدينه شيئاً أصلاً. الخيانة في الأعراض أخف من الخيانة في الأموال، وبرهان ذلك أنه لا يكاد يوجد من لا يخون في العرض وإن قل ذلك منه وكان من أهل الفضل، وأما الخيانة في الأموال وإن قلت أو كثرت فلا تكون إلا من رذل بعيد عن الفضل.
القياس في أحوال الناس قد يكذب في أكثر الأمور، ويبطل في الأغلب، واستعمال ما هذه صفته في الدين لا يجوز.
المقلد راض أن يغبن عقله، ولعله مع ذلك يستعظم أن يغبن في ماله فيخطيء في الوجهين معاً.
لا يكره الغبن في ماله ويستعظمه إلا لئيم الطبع، دقيق الهمة، مهين النفس.
من جهل معرفة الفضائل، فليعتمد على ما أمره الله والرسول صلى الله عليه وسلم فإنه يحتوي على جميع الفضائل.
رب مخوف كان التحرز منه سبب وقوعه. ورب سر كانت المبالغة في طيه سبب انتشاره. ورب إعراض أبلغ في الاسترابة من إدامة النظر. وأصل ذلك كله الإفراط الخارج عن حد الاعتدال.
الفضيلة وسيطة بين الإفراط والتفريط، فكلا الطرفين مذموم، والفضيلة بينهما محمودة، حاشا العقل، فإنه لا إفراط فيه.
الخطأ في الحزم، خير من الخطأ في التضييع.
من العجائب أن الفضائل مستحسنة ومستثقلة، والرذائل مستقبحة ومستخفة.
من أراد الإنصاف فليتوهم نفسه مكان خصمه، فإنه يلوح له وجه تعسفه.
حد الحزم معرفة الصديق من العدو، وغاية الخرق والضعف جهل العدو من الصديق.
لا تسلم عدوك لظلم ولا تظلمه، وساو في ذلك بينه وبين الصديق، وتحفظ منه، نكتفي بهذا القدر والى غد ان شاء الله
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حقيبة الاستوكات و سيمزات الورد بريس الفيكتورات و الكروت بيزنس الجزءالخامس elblgiky أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 4 02-26-2014 03:59 PM
ادواء الاخلاق الفاسدة ومداواتها الجزء الرابع mohamed_atri نور الإسلام - 0 11-07-2013 01:36 AM
ادواء الاخلاق الفاسدة ومداواتها الجزء الثاني mohamed_atri نور الإسلام - 2 11-06-2013 01:27 AM
ادواء الاخلاق الفاسدة ومداواتها الجزء الثالث mohamed_atri نور الإسلام - 0 11-04-2013 01:06 AM
أدواء الأخلاق الفاسدة ومداواتها mohamed_atri نور الإسلام - 3 11-02-2013 01:47 AM


الساعة الآن 12:11 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011