عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree1249Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 8 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
  #91  
قديم 04-02-2014, 12:15 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://im82.gulfup.com/qrbycS.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

أمسك الكرة بكلتا يديه و قفز عالياً لكي يرمي الكرة من على مسافة بعيدة، ثم تدخل في السلة بنجاح، كانت قفزته غريبة نوعاً ما، لم يقفز بسلاسة مثل أي لاعب آخر، أكاد أحس به و هو يمسك بالكرة بعنف شديد، خفض وركيه بصعوبة ملحوظة لكي يقفز و يسدد الكرة، فما إن هبط على الارض.. حتى تهاوى جسمه و سقط على الارض! كأنه فراشة قد تحررت من شباك عنكبوت إلا بعد أن جاء أجلها..
ما إن سقط حتى أطلق الحكم صفارته لكي يعلق وقت المباراة، تجمع فريق كيفين عليه، لكن سرعان ما جاء رجلان بملابس توحي بأنهم من الفريق الطبي و هما يمسكان بسرير بنهاية طرفيه مقبضان لكي يستلقي عليه كيفين و يحملانه..
أكاد أرى كيفين من بين الحشد الذي قد تجمع عليه، كان يرفض بأن يترك أرض الملعب، و كانت مقاومته اشبه بأنه مقيد بأشطان تربطه بهذا المكان، شئ غريب و مبهم قد راودني في تلك اللحظة، إهتز جسمي كلما رأيته يرفض الاضطجاع، شعور بالحماس المفاجئ، و في نفس الوقت الاسف و الحزن، إبتلعت ريقي و نظرت للوي، فرأيته ينظر له بنوع من الاهتمام، لكن سرعان ما تبدد هذا الاهتمام خلف وجه خال من التعابير قد غشته عاصفة من الضباب الخفيف و هو يقول: أحمق..
نظرت له بنوع من الغضب و الحزن في نفس الوقت، فقال لي بهدوء: لا تفكري بأشياء خاطئة، أنا فقط أشعر بالشفقة نحو كيفين..
فقلت له بإستغراب: شفقة؟
أجابني و قد أغلق عينيه بهدوء و أسند ظهره على المقعد و جعل رأسه يتدلى :للأنه لا يزال لا يستطيع التحرر.
فقلت له بإستغراب أكثر: ماذا تقصد؟
عندها إعتدل لوي في جلسته، و ضرب جبهتي بطرف إصبعه السبابة و قال: من الافضل لك أن لا تعرفي ما أقصد.
ثم إنتصب على رجله، و قال و قد وضع يديه في جيبه: دعينا نذهب.
أخذت أنظر له بإستغراب، فهو لم يقل "نرجع" بل "نذهب"، فسألته:إلى أين؟
فقال و هو يتنهد: أليس هذا واضحاً؟ حيث كيفين بالطبع.
و نحن نمشي للغرفة الطبية المنشودة تلك، كنت أمشي خلف لوي لكني كنت بمحاذاته تقريباً، أخذت أختلس النظر لمعالم وجه، أكاد ارى إبتسامة من طرف فمه بسيطة و غير ملحوظة، و كأنها أشبه بإبتسامة ثقة أو نصر، بينما عينيه كانت تنشر حولها هالة من الهدوء القاتل كالعادة، في تلك اللحظة أدركت بأنه ليس قلق بشأن كيفين أو شئ من هذا القبيل! أو بالاحرى فأنا لم أعتقد هذا من أصل، فلوي كما هو واضح عليه، لا يحاول الاختلاط بأخويه كيفين و لويس، منعزل عنهم بشكل تام! صحيح بأنني لا أعرف من عائلته سوى كيفين و لويس، لم أقابل أمه أو أباه يوماً قط، و إذا تكلمت عنهما أمامه، كان يغير الموضو على الفور..
لكن.. لماذا غضب أول مرة عندما رجع بعد غيابه؟ و لماذا جعل كيفين يجلس في نفس طاولتنا و سأله عن مباراته قبل اليوم الماضي؟ و لماذا هو هنا اصلاً إن كان أخوه الاكبر لا يشكل أي شئ في حياته؟ و لماذا هو ذاهب لرؤيته بعد سقوطه في أرض الملعب؟ ..بعد كل شئ، لوي بعيد المنال عن تفكيري، حتى لو حاولت أن أعلم شئ عنه أو عن ما يفكر فيه، يقول بأنني من الافضل أن لا أعلم مثلما قال لي قبل قليل.. هل في وجه نظره أن من الوجه الحسن أن لا أعلم شئ؟ أم بالفعل سوف يكون أفضل لو لم أعلم شيئاً؟ هل سوف اتمنى لو انني لم أعلم عندما يأتي اليوم الذي سوف أعرف فيه كل شئ؟
أسئلة مبهمة قد قادتني للجنون كالعادة، أو بالاحرى لوي هو من سيقودني للجنون! أخذت نفساً عميقاً و أبعدت هذه الاسئلة الغامضة عن تفكيري للأني لم أجد إجابة مقنعة بعد، لذا واصلت المشي بدون التفكير في شئ، و أنا أمشي، كان أغلب الناس مغادرون مع مغادرتنا أنا و لوي، و في لحظة خروج كيفين طريح الفراش من الملعب، و كأن ضوء الملعب قد خفت إلى أن اختفى..
حتى انني سمعت همسات بعض المارة بمحاذاتنا تقول، "ياله من مسكين!".. "أشعر بالملل!".. "خاب أملنا فيه".. "مثير للشفقة".. "سوف أشجعه لكي يتعافى!" .." و يسمي نفسه لاعب كرة سلة، حتى انه لم يظهر في أول شوطين!"
الكثير من المحادثات الايجابية و السلبية تحلق في الفراغ الذي يحيط بي، ينطق بها هؤلاء الناس دون العلم بأغوار هذا الشخص، شددت على قبضتي حينها و حاولت كظم غضبي و حزني في نفس الوقت!
إلى أن وصلنا اخيراً، فدخلت أنا اولاً مباشرة و بعشوائية، فكنت أنا أول من رأه كيفين، ما إن رأني حتى بدت على وجه ملامح دهشة مختلطة بحزن عميق و هواجس ثقيلة، و ما إن ظهر لوي خلفي حتى أختلج وجه أكثر و أكثر و أضفت تلك العواطف أثراُ أكبر على قسمات وجه، تقدمت له و جلست على الكرسي القريب من سريره، بينما لوي كان واقفاً خلفي و يده في جيبه.. ليكون الصمت سيد الموقف كالعادة..
يبدو على كيفين بأنه كان تائهاً في أفكاره، لذا صفقت بيدي لكي يستعيد وعيي، ما إن فتح عينيه بشكل واسع، حتى أنكس رأسه لتتدلى خصلات شعره الذهبية على وجه، و قال بحزن و ندم: أنا أحمق، أليس كذلك؟
فجأة شد على ملابسه بقبضه يده، و كأن سرطان تأنيب الضمير كان ينهش فيه، هذا ما رأيته من مشهد في تلك اللحظة، ثم قال: كل ما أريده هو بأن أثبت نفسي، لكن من كان يتوقع بأنني سوف أنتهي بإصابة نفسي.
إنعقد لساني و لم أعرف كيف أزيل هالة الهم من حوله، فهذه أول مرة أراه هو بالذات بهذه الحالة النفسية الوهنة و السلبية، فجأة قال لوي و قد أسند ظهره على أقرب جدار: أرأيت ما قلته لك ذاك اليوم كان صحيحاً؟
فجأة إجتاح شبح غضب مجهول على كيفين و أستحوذه لينطلق لسانه في غير محله على ما يبدو، فقال و قد إنتفخت أوداجه: إخرس! فأنت مجرد-
لم يكمل كيفين جملته، بل قاطعه لوي و قد ظهر الحزم و الصرامة في نبرته هذه المرة قائلاً لي: كاثرين، إنتظريني بالخارج.
فقلت له مغمغمة: ل-لكن..
قالها عندها بحدة و عينه العسلية تلمع: لا أريد أن أكرر كلامي.
كنت أستطيع إقناعه بان ابقى هنا، لكن بعدما رأيت ملامح وجه تخلو من التعابير الانسانية، أدركت بأن الشخص الذي رأيته بعد أن عاد بعد سنة سوف يعود مرة اخرى و يتلبسه، لذا قررت أن أخرج، و أنا أخرج احسست بأن رجلي ثقيلة، لكنني كنت مجبرة! فأنا لا أريد أن ارى ذلك الشخص مرة اخرى!! بل تمنيت لو انني لم أراه! صورته المرعبة تلك لا تزال منقوشة في ذاكرتي ،إبتسامة قد أدمت كياني، و أعين ذهبية تبرق بين عرصات الظلام تنظر لي و كأنني سجينة عذراء سوف يستولي عليها، هذا كان الكابوس الذي واجهته و صراعته في تلك الليلة!
خرجت و أغلقت الباب ورائي، ثم أسندت ظهري على الجدار القريب و أنا آخذ نفساً عميقاً، فجأة سمعت احدهم ينادي بإستغراب: كاثرين؟
توجه نظري لمصدر الصوت، فكان الشخص الذي رأيته هو لويس، نغزني قلبي في تلك اللحظة و تسارعت ضرباته خوفاً و قلقاً، صحيح بأنني كنت ارى لويس كثيراً عندما كنت في أيام الثانوية، حيث هو أخ لوي مثلما تعلمون، لكن مع هذا هناك شئ غريب حول هذا الرجل، غريب، لا.. لا أرتاح لوجوده بجواري على أي حال! لكن مع هذا أستطيع البقاء معه لمدة معينة من الزمن، فلسانه الصابغ و مظهره الحسن و لباسه الفخم تجعلني اتغاضى عن وجهة نظري!
ألقيت التحية عليه، ثم سألته: ماذا تفعل هنا؟
فأجابني بنوع من الاستغراب المصطنع: ماذا أفعل؟ جئت للأرى مباراة كيفين بالطبع.
فقلت في نفسي: أعلم هذا، لكن من الغريب أن يكون رجل ثري مثلك هنا.
فقال بإبتسامة كبيرة: " أعلم هذا، لكن من الغريب أن يكون رجل ثري مثلك هنا."، هذا ما فكرتي فيه ،أليس كذلك؟
فقلت له على مضض: لا تكن متعجرفاً.
أطلق ضحكة خفيفة، ثم قال لي: إذن، مع من أنت؟
فقلت له دون أن أسيطر على لساني: مع لوي بالطبع.
عندما إنتبهت بأني قلت "لوي"، فهذا الاسم يكون مثل ملك الموت بالنسبة لكيفين، و سحابة سلبية بالنسبة للويس، مثل نقمة تضيق على صفو الجو أينما تذهب، اسمه كان بمثابة هذا الشئ بالنسبة لكيفين و لويس، لماذا؟ لا أعرف!
عندها نظرت لوجه لويس، للأراه قد إختلج مؤخراً، و قال على مضض: فهمت، إذن لوي قد عاد.
ثم سألني بهدوء: أين هو الآن؟
فأشرت بإصبعي على الباب و قلت بتردد: هنا، حيث كيفين.
ظل ينظر للباب بهدوء، احسست بان قد راودته أفكار بالدخول، لكنه تراجع عنها ثم ودعني و إنصرف، فأخذت نفساً عميقاً لدي أعبر عن راحتي و فك أسر قلقي، فلو دخل من كان يعلم ماذا سوف يحدث؟
أخذت نفساً عميقاً مرة اخرى، ثم رفعت رأسي لكي أحدق في من أمامي، فإذا بلوي يخرج من الغرفة، لم يتكلم و لو كلمة واحدة، بل شق طريقه خارجاً من المكان، عندما لحقت به، توقف مكانه و هو يعطيني ظهره و قال: لا تقتربي!
توقفت مكاني، فسألته بخوف: ل-لماذا؟
ثم قال لي: إذهبي إلى أي مكان تريدينه، لورين أو كايلي أو أي أحد، لكن لا تعودي حتى الليل.
ثم قال و بعد أن تنهد و هو يدخل الاوكسجين لجوفه: أريد بعض الوقت لكي أهدأ..
ثم تركني و انصرف و أنا أتخبط في دهاليز لم أعرف مخرجها بعد، هل كان كيفين سوف يقول شئ لا يريدني لوي أن أعرفه؟ لكن..
بعد أن إنصرف لوي عني ، وقفت للحظات وحدي، لكنني عدت للغرفة حيث يرقد كيفين، و أنا مجمعة قواي و أقوالي و أسئلتي في لساني لكي أمطرها على كيفين، لكن عندما دخلت عليه، تبدد كل شئ، نسيت نفسي و أسئلتي، عندما رأيت خيط من الدماء الحمراء قد لطخت الفراش الابيض، و قد ظل يسيل من منطقة أسفل عين كيفين، و كأنه كان يبكي دماً في تلك اللحظة!
ركضت له بسرعة، و قد أخرجت منديلاً من حقيبتي، و أخذت أمسح فيه الدم المتفجر من الجرح الذي قد شوه وجهه، و أنا أمسح بالمنديل على وجه، كان كيفين جامداً مكانه، و كأن جاثوماً قد أطبق على حركته و أنفاسه و روحه و كل شئ فيه! بعد أن توقف النزيف قليلاً، أمسكت كتفيه و أخذت أهزه و أنا أنادي إسمه!
عندها فتح عينيه، و كأنني قد أنقذته من كابوس قد هيمن على تفكيره للتو! ما إن أفاق.. حتى فاضت عينيه بالدموع فجأة! لكنه وضع ذراعه على عينيه ليمسح دموعه بطريقة طفولية، و قال: أنا أحمق..
أخذت نفساً طويلاً، ثم تناولت قارورة مياه معدنية كانت على المنضدة القريبة من سريره، فتحتها و سكبتها على كيفين، عندها أبعد ذراعيه عن عينيه اللتان قد إغرورقتا بالعبرات الطفولية، وقلت له بحزم: هل عدت لرشدك، كيفين؟
نظر لي بالبداية بدهشة، لكنه سرعان ما هدأ من روعه و هيجان عواطفه و أصدر صوتاً يدل على الموافقة و قطرات الماء تنقط من شعره الذهبي، عندها جلست على الكرسي القريب منه، و قلت له: جئت هنا لكي أسألك عن نفسك، لذا قل لي، ماذا حدث؟
امال برأسه قليلاً و قال: كما ترين، يبدو بأنني قد نسيت نفسي و أفرطت باللعب، لذا إنتهى بي الامر بإصابة نفسي لا غير..
ساد الصمت للحظات معدودة، ثم قال و قد أخذ يتلمس الجرح الذي أسفل عينيه برقة: لكن لم أكن أتوقع بأن لساني قد إنطلق في غير محله، و أخذت لوي في جولة قصيرة جداً للماضي..
إبتلعت ريقي، و قلت له: م-ماذا تعني؟
فقال لي و يده لا تزال تلامس الجرح: هل سمعتي يوماً بمقولة تتحدث عن الماضي و الحاضر؟ و هو بأن تنسى الماضي و تبدأ مستقبل جديد.
هززت رأسي موافقة، ثم قال كيفين و هو يبتسم بنوع من الحزن و الالم: أنا كنت أعتقد بأن هذه المقولة صحيحة في البداية، لكن لوي أبسط نموذج يدل بأن هذه المقولة هي خطأ فادح.
لكنه قال فجأة: لكنك من الافضل أن لا تعلمي عن ماضي لوي، للأنني نفسي لا أعرف بعض التفاصيل.
6 أغسطس، الساعة 7:00 ليلاً
كنت أمشي راجعة حيث عرين لوي، بعد أن تأكدت بأن كيفين على ما يرام و قد رجع لمنزله هو الآخر، بين الحين و الآخر أتنهد و أنا أمشي، أشعر بالتعب و هو يهيمن على عضلاتي و الوهن قد قبع في روحي، كل ما أفعله هو الجلوس في مكان لوي، لكن الاحداث تتدفق أمام عيني بدون أن أعلم..
كايلي، ليليان، السيدة إيزابيلا، لورين، و جثة المدعو سيباستيان، إصابة كيفين، أشياء كثيرة لا تحصى..!
واصلت المشي، إلى أن وصلت لشقة لوي اخيراً، طرقت الباب فلم أحصل على رد، أطلقت زفرة طويلة، ثم أخرجت مفتاحاً إحتياطي قد أعطاني إياه لوي ،فتحت الباب و دخلت ثم أغلقته..
مشيت عبر البهو و قد ألقيت نظرة على الغرفة التي يقبع بها التلفاز، فرأيت لوي و هو جالس على أحد الكراسي، حيث كان يعطيني ظهره فالكرسي كان يقابل التلفاز، فتوجهت له، خطوات رجلي مسموعة، إلا أنه لم يتحرك و لو حتى قليلاً و هذا شئ متوقع منه..
عندما وصلت له و نظرت لوجه، لم يتحرك، فنظرت لظهر يده الذي أصبح مثل سور مهشم من جراء حرب أو ماشابه، كانت متهشمة و لون الدم الاحمر على سطحها و قد أخذ يسقط على الارض ، و كأنها لوحه غروب قد أضاف عليها الرسام اللون الاحمر في النهاية، فتمردت تلك الالوان لكي تخرب اللوحة..
جلست بقربه، و أمسكت يده مباشرة و بسرعة و أنا أقول :ماذا حدث؟!
فأجابني بهدوء: لا شئ..
أخذت أرمقه بنظرات غضب و حزن في نفس الوقت، إلى أن إنتصبت على رجلي و قلت له: إنتظرني هنا، سوف آتي بعدة الاسعافات الاولية.
إنصرفت من الغرفة ، و شققت طريقي خلال البهو إلى غرفة النوم، تناولت صندوق الاسعافات و عاودت السير في طريقي التي شققته للوصول لهنا، و أنا متوجهة حيث لوي مرة اخرى، مررت بباب الحمام الذي كان مفتوحاً قليلاً، فتوقفت لكي أغلقه، لكنني جمدت في مكاني و كأنني جملود ضخم لا يستطيع الحراك عندما رأيت المرآة، كانت محطمة! أطلال تكسير الزجاج متفرعة على المرآة بأكملها.. و في الوسط قد تلاشت جميع فتات المرآة و سقط في المغسلة..
عندها أدركت بأن لوي قد لكم المرآة فحطمها بهذا الشكل، و آذى نفسه ،لكن لماذا؟ ما نوع الصراعات التي تحدث داخله؟
دخلت لداخل الحمام لكي اتأكد بأن ما رأيته حقيقة، فنظرت لوجهي في المرآة المحطمة، للأراه مثل وحش قبيح بسبب التكسرات التي إنتشرت في أرجاء المرآة، لم أطق النظر لنفسي بسبب قبح منظري في المرآة المتكسرة، فخرجت من الحمام، ما إن خرجت! حتى إستقبلني لوي في حضنه مما جعل علبة الاسعافات تسقط من يدي..
ظللت هادئة، أحاول الاحساس بنبضات قلبه، فأحسست بها و هي تتسارع رويداً رويداً، جسمه يترعش ،بجانب أن الدم الذي في يده لا يزال يسيل منها، حاولت الابتعاد عنه لكنه تشبذ بي أكثر فأكثر، فقلت له بإلحاح: لوي، يجب أن أضمد جرحك-
قاطعني و قال لي:كاثرين ..
إستشعرت في صوته نبرة ضعيفة لم أعتدها منه هو بالذات، فقلت له بتردد:م-ماذا؟
صمت للحظات، ثم قال لي بعدها: لا شئ.
5 سبتمبر، الساعة 7:00 ليلاً
طرق الخريف أبوابه على الطبيعة، فبدأت حرارة الجو تعتدل تدريجياً يوماً بعد يوم، لتتحول موجات الصيف الحارقة إلى نسائم خريفية دافئة محملة بغبار خانق، فإصفرت أوراق الاشجار الخصراء و أخذت تتصحر تدريجياً، تذبل و تتهمش، ثم تتساقط على الارض، لتداس من قبل البشر و يصدر صوت تقصفها يرن في الاذن..
لم يحدث شئ مهم في ما بقى من شهر أغسطس، غير أنني لم أرى كايلي أو السيدة إيزابيلا و ليليان منذ ذلك الحين، أستيقظت الصباح جالسة بين جدران الشقة الصماء، حتى لو خرجت من الشقة مثلاً، سرعان ما أعود لها، سرعان ما يتسلل هذا الشعور الغير مريح إلى قلبي، لذا لا جدوى من هذه الراحة المؤقتة!.. كانت لورين تزورني عندما يكون لوي خارج الشقة احياناً، لكنها سرعان ما تنصرف بسبب عملها في الصيدلية، كيف أقول هذا ..؟ أحسدها ..
بجانب، قضية تهريب المساجين من السجن لا تزال تحتل الصدارة لدى القضايا الجنائية، دون التوصل و لو لطرف خيط يدل على ماذا يحدث! و هذا شئ طبيعي على ما أعتقد، أقصد.. يتم تهريب المساجين ثم قتلهم.. مال المغزى من هذا؟!
في تلك الليلة، كان لوي خارج الشقة إلى عمله كالعادة، بينما أنا أقلب في قنوات التلفاز، فجأة سمعت صوت الجرس، للأقفز من مكاني أركض من خلال البهو إلى الباب، و كأنني كنت أنتظر أحدهم لكي يخرجني من حالتي التي لم أعد أطيقها بتاتاً! فتحت الباب فرأيت كايلي و السيدة إيزابيلا..
ظللت فترة صامتة لكي أستوعب الموضوع، أقصد، فأنا لم اراهم منذ مدة طويلة، فقلت بعد أن إسترجعت حواسي: مساء الخير.
و هما عند الباب، إقتربت كايلي مني و إبتسم ثم ردت التحية، لكن السيدة إيزابيلا كانت لا تزال واقفة مكانها و إبتسامة عريضة على محياها، فقلت لها و أنا أحاول الابتسام مثلها لكن عبثاً قائلة: ه-هل هناك شئ في وجهي؟
إعتدلت الابتسامة و تحولت لثقة فجأة، ثم مالت في وقفتها قليلاً بإغراء، ثم قالت لي و هي تشعل سيجارة في فمها: كاثرين، هل تعلمين أين يعمل لوي؟
ترددت قليلاً بالاجابة، أو بالاحرى خجلت من الاجابة نفسها! هل أقول لها بكل مافي جوفي من هواجس "لا" مع انني بدأت أعيش مع لوي منذ أكثر من شهر تقريباً، و في النهاية لا أعلم عنه شئ، لا.. فأنا لم أعلم عنه شئ منذ البداية.. منذ أن إلتقيته للأول مرة في المدرسة الثانوية.. و أنا لا أعلم عنه سوى اسمه..!
عندما نظرت لكايلي و السيدة إيزابيلا، رأيتهما ينتظران الاجابة، فالسيدة إيزابيلا كانت لا تزال مائلة في وقفتها بشكل يغري أي رجل ضال، و هي تنفذ الدخان من جوفها، أما كايلي فقد كانت متخصرة و هي توجه نظرها للأسفل و هي تعتمر تلك القبعة التي تخفي هويتها، لكن مع هذا كانت ترمقني بين الحين و الآخر بنظرة قد أسكتتني!
لم تكن هنالك أي حيلة في جعبتي، فإعتدلت السيدة إيزابيلا في وقفتها، و قالت و هي تنفض السيجارة بطرف إصبعها لكي يسقط الرماد على الارض: في الحقيقة، رأيت لوي في أحد الأيام الفائتة و هو يدخل إلى أحد الشقق التي في نفس العمارة التي أسكن بها.
ظللت أنظر لها بنظرة تقول "أنت ساذجة"، فقالت كايلي بإشمئزاز: ما خطب هذه النظرة فجأة؟
فقلت لها بصراحة:لا، أنا أعترف بأنني لست ذكية بمقدار ذكاء لوي و السيدة إيزابيلا، و حتى أنت يا كايلي، لكنني متأكدة بأن لوي لم يغفل على حقيقة أنك تعيشين في ذلك المبنى السكني..
ثم قلت لها: إن كنت تحاولين مداهمته أو ماشابه، فإنسي هذه الفكرة، للأنني أعتقد بأن لوي قد تعمد أن يريك نفسه.
فقالت كايلي بنوع من الدهشة: حقاً؟ قالت لي إيزابيلا شئ آخر عن الذي أنت تقولينه!
بينما السيدة إيزابيلا إبتسمت بثقة، و قالت بنوع من الدعابة لكايلي: كنت أختبر ذكائك يا فتاة! لكن للأسف فأنت غبية.
أمسكت كايلي أعصابها و إنتفخت أوداجها و إحمرت وجنتاها، بينما السيدة إيزابيلا تقدمت لي و قالت بتشوق :على كل، ما رأيك بأن نذهب لتلك الشقة التي دخلها لوي؟
إختلجت ملامح وجهي و قلت لها :و لماذا أنت متشوقة هكذا؟
إبتسمت إبتسامة كبيرة، من الواضح بأن عنوانها مزيف، فأنا أجيد أن أقرأ لغة العيون و الابتسامات، ماعدا لوي بالطبع، فقالت لي: فضول! فأنا لا أملك أي عمل لكي أنجزه الآن!
تظاهرت بأنني أصدقها، و لكي أكون صريحة فأنا لم أصدقها، "فضول".. هل هذا سبب مقنع لكي تأتي كل هذه المسافة لكي تقول لي هذا الكلام ؟
على كل، حاولت مجارتها في الكلام، لينتهي بي المطاف للأذهب حيث المكان الذي تزعم بأن لوي فيه، و قد إقترحت نظرية اخرى و هي بأنه يؤدي عمله المجهول ذاك هناك، على كل! عندما وصلنا للطابق المنشود.. إختلسنا نظرة من بعيد على تلك الغرفة التي من المفترض بأن لوي داخلها.. فرأينا رجل بملابس سوادء يمر على تلك الغرفة ذهاباً و إياباً.. و كأنه موجة مد و جزر..
فقلت متمتمة: يبدو أنه يحرس المكان ..
أصدرت السيدة إيزابيلا صوت يدل على الانزعاج و هي تنظر لذلك الرجل على مضض، فجأة سمعنا صوت كايلي و هي تشهق بخوف و دهشة في نفس الوقت، فإلتفتنا كلانا لها لنراها تقابل شاب قصير القامة، أو بالاحرى قصير بالنسبة لمعالم وجه، أعين عسلية مذهبة، و شعر مموج مصبوغ باللون البرتقالي، ملابسه غريبة نوعاً ما، و قد كان يعتمر بقبعة كلاسيكية على رأسه.. و هو ينظر لكايلي بنوع من الدهشة و عدم التصديق و هو يحمل كوب شاي مصنوع من الكارتون و يحتسيه، ما إن رأى كايلي، حتى بزق ما في ثغره من شراب على الارض و أسقط الكوب على الارض بدون أن ينتبه من إثر الصدمة، ثم قال و هو يضع ذراعه على ثغره لكي يمسح أثر الشراب على فمه :مالذي تفعلينه هنا بالضبط؟! ظننت أنك قد مُتِ!
تراجعت كايلي للوراء، بينما إعتدلت السيدة إيزابيلا في وقفتها بعد أن كانت مائلة قليلاً لكي تختلس النظر ،بينما أنا بقيت مثلما أنا..
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
.
.
،*
Laugh until tomorrow ♡
رد مع اقتباس
  #92  
قديم 04-02-2014, 01:25 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://im56.gulfup.com/GDoyAb.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
شخباركم؟
بما إني كملت مراجعة الاجتماعيات اليوم مبكر" class="inlineimg" />.. باقي علي بس الخرايط:haa:
نزلت لكم البارت 8.. كنت راح انزل معاه 9 بس غيرت رأيي
المرة الجاية بارتين بإذن الله! 9 و 10حب5
.
.
جزء أعجبكم؟
.
.
توقعات، إنتقادات، إقتراحات؟
.
.
سؤالين اليوم بسس! قوميين بس مخي مقفل من الامتحانات
حسبي الله و نعم الوكيل عليها!!
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
.
.
،*
Laugh until tomorrow ♡
رد مع اقتباس
  #93  
قديم 04-02-2014, 02:33 PM
 
مررررررحبا صديقتي اين كنت كل هذا الوقت
البارت رااااااائع جدا ولا توجد اي انتقادات مطلقا ولا تساليني مرة اخرى عن اجمل جزء فالقصة كلها جميلة
وشيء اخر لا تتاخري بالبارت فانا لست صبورة
يا الهي انا متشوقة جدا كيف ستتصرف الفتيات وقد قابلوا القاتل لا استطيع تخيل ذلك
في رعاية الله
__________________
قلبكَ دافئٌ كما الحنين🌻
سابقاً C I E L
رد مع اقتباس
  #94  
قديم 04-02-2014, 09:52 PM
 
Wink

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:black;border:4px groove royalblue;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اهلاRima
كيف انت
اتمنى ان تكوني باتم الصحة والعافية





لست أدرى من أين أبدا ؟! وهل تطاوعنى الكلمات ؟؟
فان الكلمات تتصاغر والعبارات تتضاءل ولكن
كل مااستطيع قوله الان
ابدعتي



ابدعتي فعلا عزيزتي
البارت وكالعادة مذهل بشكل خارق للعادة





مع مرور الاحداث
تزداد الامور غموضا وتعقيدا
وهذا مايضفي على روايتك رونق التميز



كيفين هل هو احمق فعلا لانه اذى نفسه
بالتدريب
ام ماذا ؟
لوي هل هو مهتم بكيفين
ام انه جاء كي يراه يسقط منهارا على ارض الملعب
ولماذا كل هذا ؟
هل لوي من سبب الجرح لكيفين
وماذا قصد كيفين بقوله انه فتح ابواب الماضي للوي
وان مابه شاذ لكل القواعد ؟
ماهي الدهاليز التي تؤرق داخل لوي
وهل ماضيه بهذا السوء ؟
ماعلاقة لوي بحادثة تهريب المساجين
وماذا سيحدث بعد ذلك ؟

اتطلع حقا لمعرفة هذا





البارت كله كان رووووووعة
واكيد مافي اي انتقادات



انتظر البارت القادم على احر من الجمر
فلا تطولي علينا الغياب

لك خالص ودي
غاليتي
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
رد مع اقتباس
  #95  
قديم 04-03-2014, 06:20 PM
 
Talking

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;border:9px double skyblue;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد الله بخير بدامك بخير حب3
الله يوفقك باختبارك
وليه النتي دايما تحمسينا كن نزلتها ذليوم
بس يله على مزاجك ههه



~~~~~~~~~~~~~~~~~~~



أولا أولا
الفصول الي ورى قرتها وكلها كانت روعة وبتجنن طبعا الأحداث الأهم شيء
متناسقة وبها التشويق وبتعجب الي بتقراها طبعا لأن الي كاتبة انتي فالكل بتعجبه
احم احم طولت !! يلا خليني ابدأ أعلق الحين

بداية أقولك أفضل جزء عندي ؟


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~




دخلت لداخل الحمام لكي اتأكد بأن ما رأيته حقيقة، فنظرت لوجهي في المرآة المحطمة، للأراه مثل وحش قبيح بسبب التكسرات التي إنتشرت في أرجاء المرآة، لم أطق النظر لنفسي بسبب قبح منظري في المرآة المتكسرة، فخرجت من الحمام، ما إن خرجت! حتى إستقبلني لوي في حضنه مما جعل علبة الاسعافات تسقط من يدي..
ظللت هادئة، أحاول الاحساس بنبضات قلبه، فأحسست بها و هي تتسارع رويداً رويداً، جسمه يترعش ،بجانب أن الدم الذي في يده لا يزال يسيل منها، حاولت الابتعاد عنه لكنه تشبذ بي أكثر فأكثر، فقلت له بإلحاح: لوي، يجب أن أضمد جرحك-
قاطعني و قال لي:كاثرين ..
إستشعرت في صوته نبرة ضعيفة لم أعتدها منه هو بالذات، فقلت له بتردد:م-ماذا؟
صمت للحظات، ثم قال لي بعدها: لا شئ.




~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~





توقعات انتقادات اقتراحات؟
لا يوجد لا يوجد لا يوجد
حسبي الله ونعم والوكيل على هذي الامتحانات
دايم عقد تججن الراس ^4444^^4444^^4444^^4444^
الله يخلصك منها بدري وتمر عليك بسرعة

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ئ

وفي أمان الله وحفظه
حب7حب7حب7حب7حب7
أختك : EKOحب3
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
KEMOCHI likes this.
__________________
إعتزال
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أحبگ بقلمي خـبـلات لـلابـد❤ نثر و خواطر .. عذب الكلام ... 7 07-23-2012 09:32 PM
فَمَا طَمَعِي في صَالِحٍ قَدْ عَمِلْتُه/ الامام علي بن أبي طالب فــهــد أحمـد الــحقيـل قصائد منقوله من هنا وهناك 2 04-09-2010 02:41 PM
لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا حمزه عمر نور الإسلام - 1 12-07-2009 11:31 AM


الساعة الآن 03:27 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011