عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree1249Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 8 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
  #121  
قديم 04-20-2014, 08:00 AM
 
البارت بجننننننننننننننننننننن بصراحة انت رائعه .... وانا بانتظار القادم


احلى مقطع بالنسبة الي


فتحت عيني عندما تسللت أشعة الشمس للغرفة، فتحتها ليكون أول ما رأيته هو وجه لوي النائم، حيث كنت سجينة أحضانه فجأة، و وعاءاً ليصب فيه انفاسه الساخنة الهادئة، مباشرة أحسست بموجة حارة غريبة تصب جام غضبها على جسمي، كنت على وشك أن أقفز من مكاني! لكنني توقفت عندما رأيت وجه لوي و هو مستغرق في النوم، لطالما كان ينام معظم الوقت على الاريكة أو في العمل في الليل، لهذا يبدو بأن مرتاح في نومه هذه المرة، لكن، كيف جاء هنا؟
فجأة تحرك قليلاً، فعاودت موجة الحر لتضرب جسدي بصوتها، فأخذته و جعلته يسقط من على السرير! وقع على الارض حتى أن صوت إرتطام رأسه بالارض كان مسموعاً بوضوح!
نظرت له و هو على الارض لا يزال ممداً جسمه، فرأيته ينظر لي بعينيه الذهبيتان ،ثم قال لي بهدوء: لماذا فعلتي هذا؟
إحمر وجهي و شعرت بالخجل! و قلت له بنوع من الغضب: إنها غلطتك للأنك أتيت هنا!
أغمض عينيه و قال و هو يتنهد: لعلمك بأن هذا سريري.
إنعقد لساني و لم أستطع أن أرد عليه في تلك اللحظة، و ماذا عساي أقول؟! فجأة، أطلق لوي ضحكةً خفيفة، ثم عدل جلسته و قال لي: جهزي نفسك، سوف نخرج.
فسألته: إلى أين؟
فأجابني بثقة: لزيارة كارولينا، في السجن.
R i m a#! likes this.
رد مع اقتباس
  #122  
قديم 04-24-2014, 12:49 PM
 
تثبت لفترة فقد استحقت ونالت على اعجاب الجميع
تهانية الحارة


ولي شرف في المتابعة بالقريب العاجل ان شاء الله
__________________
رد مع اقتباس
  #123  
قديم 04-24-2014, 03:40 PM
 
مبروك التثبيت ..
تستحقيه بالفعل
R i m a#!, Baka- and KEMOCHI like this.
__________________
/
رد مع اقتباس
  #124  
قديم 04-24-2014, 05:00 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://im67.gulfup.com/3MoSM1.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

نظرت له بدهشة و تعجب، عندما سألته عن سبب سؤاله المفاجئ هذا، قال لي: أنا لا أعلم الكثير عن لوي سوى اسمه فقط، لكن من مظهره و شخصيته أدرك بأن حياته ليست طبيعية، لذا كنت أعتقد بأن حبيبته ربما تكون مثله.
لذت بالصمت، بينما ليليان قد إخلتجت ملامحها و قالت لهانتر بغضب: مالذي تقصده بكلامك؟!
فقلت لها محاولة تهدئتها: لا تقلقي..
ثم اردفت و أنا أخاطب كليهما: لطالما كنت أريد أن يسألني أحدهم هذا السؤال لكي أفضفض ما في داخلي.
عودة للماضي
لا أتذكر الكثير للأنني لم احظى به اصلاً، و قد يكون هذا أفضل بالنسبة لي، الشئ الوحيد المحفور في ذاكرتي الدامية هي صرخات أمي الرنانة في بهو ذلك المنزل، أو بالاحرى كان سرداباً أقرب منه لمنزل، و احياناً بقع دم ليست بكثيرة قد تبعثرت على الارض مثل اللؤلؤ الاحمر في نظري الطفولي، و حضن أخي نيكولاس الدافئ و هو يضمني في حجره الآمن، أكاد أتذكر ملامح وجه الخائفة و هو يردد "لا تقلقي" و "سوف أحميك" بصعوبة شديدة، و نظرات أخي هنري و هي تنظر من خلال فتحة قفل الباب بين الحين و الآخر في تلك الغرفة المظلمة و كأنها قبر قد ضمنا ثلاثتنا بين أحضانه.
صحيح، إسمي كاثرين أليكسندر، أعيش مع أخوي اللذان هم أكبر مني، نيكولاس و هنري، هنري كان أكبرنا، أما أنا فكنت أصغر ثمرة في ذلك المنزل المشؤوم، بجانب أمي اوليفيا، إمرأة ذات شعر أسود مخملي، و أعين كحلية باهتة، من حظى بوراثة معالمها كانا اخوي نيكولاس و هنري، أما أنا و لسوء حظي، حظيت بمعالم أبي، شعر أشقر و أعين زرقاء، لست سيئة الحظ للأن هذه المعالم لا تعجبني، بل بالعكس، لكن كلما أنظر لنفسي في المرآة أرى أبي أمامي و ليس أنا، لهذا كرهت شكلي و ليس نفسي، للأنني كنت ارى "أبي" في نفسي.
كنت لا أزال طفلة لذا لا أتذكر التفاصيل، حيث كان عمري أربع سنوات، أما أخي نيكولاس كان بعمر عشرة سنوات، و أخي الاكبر هنري كان بعمر الخامسة عشر سنة، أمي كانت إمرأة طيبة القلب، قلبها أبيض بل ناصع البياض، و قد كان نادراً أن تنال حورية نقية و صادقة مثلها في ذلك الوقت، لكن لسوء حظها، كان أبي عكسها تماماً، متقلب المزاج و عصبي، رجل لطالما كان يرجع لنا في منتصف الليل و هو ثمل، فيصب جام غضبه على أمي و احياناً على أخوي، الشئ الوحيد الذي أتذكره بوضوح هو انه حاول أن يصب جام غضبه علي يوماً، و قد كان في ذروة فقدانه لعقله، كان حيوانا، فالعقل هو الشئ الوحيد الذي يفرقنا عن الحيوانات، لكن أمي كانت في ذروة حبها لزهورها في تلك اللحظة، فعندما حاولت منعه من ضربي، كانت هي الوعاء الذي يفرغ فيه غضبه في تلك اللحظة.
كان كلما يرجع لنا في منتصف الليل، تدخلنا أمي ثلاثتنا إلى غرفة النوم و تغلق الباب علينا و تقفله، و ها هنا صرخات أخي هنري و هو يطالبها بفتحه لكي يقف بجانبها، بجانبها وقت محنتها، لكنها كانت تأبى أن تفتح الباب، كان همها الوحيد هو نحن، درعيها و زهرتها..
ليقول هنري و هو يضرب على الباب بقبضته القوية: إفتحي الباب أرجوك!
لم تقوى على الرد، فإستدار و إنكب على الارض و هو يضربها بقبضته إلى أن تهشمت يده من شدة قوته، بينما كان نيكولاس جالساً بأحد الزوايا و هو يحبس دموعه ، و أنا كنت واقفة في وسط الغرفة لا أعرف ماذا أفعل؟ كنت صغيرة ! فتاة عمرها أربع سنوات.. فتوجهت للأخي هنري و هو منكب على الارض بخطوات ساذجة طفولية، أمسكت يده التي قد نبتت براعم دماء على سطحها، ووضعت يدي الصغيرة على الجروح ثم رفعت يدي و أنا أقول: ايها الالم! إذهب!
ماكان عليه إلا أن ضمني لصدره، لا أزال أتذكر صوت بكائه ،و ملابسي التي قد تبللت بواسطة دموعه الساخنة، فإستدعى نيكولاس الذي كان واقفاً في الزاوية، و ثم جلس على الارض و قد أمسك دموعه و حكمها، و أجلسنا في حجره، ثم قال لنيكولاس: إسمعني يا نيكولاس، أنت و أنا دروع هذا المنزل، أما كاثرين فهي الزهرة..
ثم قرب فمه من أذن نيكولاس و تمتم في اذنه بضع كلمات لم أستطع سماعها، حتى لو سمعتها لم أكن للأتذكرها..
في صباح تلك الليلة، و كالمعتاد، كان أبي بعد أن يستعيد عقله ينصرف لعمله من الصباح الباكر جداً، بينما أمي تفتح لنا الباب و تستقبلنا بإبتسامة حيث كان النوم قد غلبنا، أو في اقصى الحالات أكون أنا الوحيدة التي تخلد للنوم، من حسن حظنا بأن أول ما نراه في الصباح هو وجه أمي المبتسم، مع هذا لا أزال أتذكر الكدمات التي قد خيمت على ذراعيها ، تعد لنا الافطار و نذهب للمدرسة..
في يوم من الايام، و قد كان عمري ستة سنوات، كانت أمي في كل صباح كالعادة تمشط شعري الاشقر الحريري الذي ورثته من عند أبي، في تلك الايام كان عقلي يتفتح رويداً رويداً، فسألت أمي عندها: لماذا أنا الوحيدة التي اشبه أبي؟
نظرت لي أمي بنوع من الدهشة و الاستغراب، فسألتها بشكل موضح أكثر: نيكولاس و هنري يشبهانك، لماذا أنا لا؟
واصلت تمشيط شعري حيث كان المشط ينسل فيه بسهولة و سلاسة و هي تقول بإبتسامة: لماذا تريدين أن تشبهيني؟
ثم أردفت: أنت أجمل مني بكثير، بينما عيني مملوئة بألوان قاتمة و حزينة كالاسود، عينك مليئة بلون الحياة و هو الازرق، بينما شعري أسود كالليل، شعرك أشقر حريري.
فقلت لها مغمغمة بسذاجة: لكنني لا أريد أن أشبه أبي.
توسعت عينها، ثم جعلتني أقابلها فجأة و قالت لي و هي تضع يديها على كتفي: لا تقولي هذا الكلام! فهو يظل والدك!
فقلت لها :لكنه يضربك، أليس كذلك؟ إذن أنا اكره!
ضمتني لصدرها بحرارة، و قالت لي :لا تقولي هذا الكلام مرة اخرى! الكراهية لا تولد سوى المشاكل، لم تجعلك حرة إطلاقاُ! لذا عديني بأنك لم تقولي هذا الكلام مرة اخرى؟
لذت بالصمت و لم اعطيها إجابة مؤكدة بأنني قد وعدتها، للأنني لم أحس يوماً بجناح الابوة و هو يظللني، كنت أشعر فقط بظل الامومة و الاخوة، كان أبي مجرد رجل عابر بالنسبة لي مثل أي سحابة في السماء، لذا لم أكن أعتبره يوماً كأب، حتى عندما أكون بالمدرسة، بعض زملائي الصف كانوا يتكلمون عن أبائهم، كيف انهم اشتروا لهم هذا و ذاك، و عاملوهم معاملة معينة، فقد كنت اسأل نفسي، "ياترى، كيف تشعر عندما يكون لديك أب؟" هذا السؤال الذي كان يقتلني كل ليلة .
عندما كان عمري ستة سنوات، كان عمر نيكولاس إثنا عشرة سنة، أما هنري بعمر سبعة عشر سنة، في تلك الاوقات كان أبي لا يرجع للمنزل في معظم الليالي، مما جعل الراحة تخيم على منزلنا بعد عهد طويل من الزمن، كنت أنام بجانب أخي نيكولاس في سرير، بينما هنري كان ينام على سرير بمفرده، في تلك الليلة كنت أتقلب أحاول جلب شبح النوم لعيني، ففتح نيكولاس عينيه بإنزعاج و قال لي: ألا تستطيعين النوم؟
تكورت في مكاني، و سألته: كيف تشعر عندما تملك اباً؟
أصدر صوت يدل على عدم فهمه لما أقول، أخذ يحدق في السقف و قال لي: كيف أقول هذا، لا أعرف كيف أصيغ لك الجملة..
تكورت أكثر، فقال لي نيكولاس عندها فجأة: على سبيل المثال، أبي أنا هو هنري، حيث كان يعتني بي.
عندها قلت له بشكل قاطع: لم أفهم.
إبتسم ووضع يده على رأسي و قال بعد تفكير لم يدم طويلاً: كيف تشعرين عندما تكونين معنا أنا و هنري؟
فأجبته بشغف: السعادة!
فقال لي: هذا كيف تشعرين عندما تملكين اباً.
تلك هي المحادثة الصغيرة التي كانت تحمل معانٍ عميقة قد زرعت في قلبي و عقلي و أثمرت منذ تلك الليلة، ألم تلاحظوا؟ نيكولاس لم يجبني "أنت تملكين اباً، فلماذا تسألين؟!".. بل أجابني بأنه هو و هنري مثل الابوان و في نفس الوقت أخوان بالنسبة لي، فلماذا كنت أشعر بالنقص يا ترى في قلبي؟ لماذا كنت اظن بأن زملائي في الصف يملكون شيئاً لا املكه أنا؟
و ها أنا الآن في عمر الحادي عشرة سنة، أما نيكولاس كان بعمر سبعة عشر سنة، و هنري كان بعمر إثنان و عشرون سنة، كانت قد وصلت المواصيل بأبي لجلب نساء غريبات للمنزل مما جعل أمي تذوق ذرعاً بالعيش تحت سقف هذا المنزل المشؤوم! لم تتحمل.. و أي مرأة غيرها كانت سوف تترك المنزل فوراً و ربما لم تكترث للأبنائها، لكن أمي لم تكن من هؤلاء النساء، صحيح بأنها قد عانت في تلك الفترة، إلا انها كانت هي و هنري قد إستأجرى شقة في أحد المباني السكنية..
إلى أن جاء الوقت لنخرج من عرين أبي و نتحرر اخيراً ،كان الليل قد ارخى سدوله علينا، كان أبي نائماً، فتسللنا مثل اللصوص لنخرج من المنزل، و نحن نجر حقائب السفر خلفنا، لكن توقفت قلوبنا عن النبض للحظات معدودة عندما إستوقفنا صوت صراخ أبي و هو يقول: إلى أين أنتم ذاهبون بهذه الحقائب؟
عندما إلتفتنا للخلف رأيناه ،كانت ملامح وجه قد تجهمت و تلبس به شيطان الغضب، إلتزمنا الصمت، ما عدا أخي نيكولاس حيث كان في مرحلة شباب و قال للأبي بكل جرأة هادئة:أليس هذا واضحاً، سوف نخرج من هذا المكان .
و هذا جعل أبي يغضب أكثر و أكثر حتى إنتفخت أوداجه و إحمرت عيناه، لكنه فجأة و بدون أي مقدمات هدأ بشكل مريب، و أمسك يدي و سحبني لجهته و قال: يمكنك الذهاب للجحيم الآن.
بعد أن أكمل جملته، ما رأيته هو وجه هنري الغاضب و هو يدفع بقبضته في وجه أبي ليطرحه ارضاً، ثم أمسك يدي و أعادني لجانبه و قال للأبي: لا تفكر أن تجعلها مثلك.
لم أفهم كلامه في ذلك الوقت، لكن الاهم بأن إنتهى بنا المطاف و قد خرجنا من ذلك المنزل الملعون الذي كنا نقيم فيه طقوس حزننا الابدية ، ما شعرنا به في تلك الليلة هو شئ لا أستطيع وصفه، يجب أن أكون أعظم شاعرات العالم لكي أستطيع أن اصفه و لو بكلمة، كنت أشبه بعبد قد إستعاد حريته، و أنا متأكدة بأن أمي و اخوي قد شعروا بأضعاف ما شعرت به، للأنهم كانوا أكثر إدراكاً في ذلك الوقت مما يجعل هذا يرتبط بتذكر تفاصيل ما كان يحدث من ظلم..
عشنا بعد هذا أنا و أمي، و اخوي في تلك الشقة الواسعة، كنت سعيدة حيث نعمت براحة تحتاجها أي فتاة في عمري، أما نيكولاس فسح له المجال لكي يفتح براعم حماس شبابه حيث كانت ترفض أن تخرج كل هذا الوقت، هنري قد حظى بوظيفة محترمة تليق بمستواه العلمي و ساعد أمي في الدخل، أما أمي احسستها و كأنها تستمتع بآخر لحظات عمرها معنا، لم اراها سعيدة من قبل هكذا..
واصلنا حياتنا بعد أن تحررنا من ذلك القفص، مضى شهر..
كانت الساعة 7:00 ليلاً، حيث تجمعنا على مائدة العشاء..
سألت أمي نيكولاس و هي تضع الصحون على المائدة :كيف حال دراستك؟
فأجابها نيكولاس بنوع من الانزعاج: لما تريدين أن تعرفي كل شئ؟
فأجابه هنري بسخرية: من عادة الاهل أن يقلقوا على الصغار.
فضرب نيكولاس الطاولة و قال له بغضب: ماذا؟! من تدعوه بالصغير؟! عمري سبعة عشر سنة كما تعلم!
ثم نظر لي و قال :كاثرين هي الصغيرة الوحيدة هنا.
فقال له هنري و الابتسامة الساخرة لا تزال على محياه: الفتيات يبلغن أسرع من الفتيان كما تعلم، بجانب أنك لا تعتبر رجلاً إلا إذا وصلت لسن ثمانية عشر سنة.
إلتزم نيكولاس الصمت عندما امرته أمي بأن يجلس بهدوء، فجلس قربي بينما أنا كنت أمسك ضحتكي الطفولية تلك، لكن هذه الضحكة لم تستمر طويلاً عندما قطعها صوت جرس الباب، نحن نعلم بأن لا أحد سوف يأتي لزيارتنا على سبيل المثال، فأوجس الجميع خيفه من ذلك الصوت سالب الابتسامة، إنتصبت أمي على رجلها و قال بإبتسامة مزيفة: ربما هو المالك، جاء لكي يأخذ الاجار.
لم أدرك في ذلك الوقت ،فأخبرتها بسذاجة: ألم تعطيه الاجار يوم أمس؟
إنتصب كل من نيكولاس و هنري على رجليهما في ذلك الوقت، فوقفت على رجلي عندما رأيت الجميع قد إبتعد، ما إن وقفت، حتى أخذني نيكولاس و قادني لغرفتي، أدخلني داخل الغرفة و قد كانت إبتسامة تبعث الراحة في روحي مرسومة على وجه، أدخلني ثم أقفل الباب من الخارج، فتوجهت نحو الباب و أنا أضرب عليه بقبضتي الضعيفة و أقول: ماذا يحدث؟ لماذا؟
إلى أن سمعت ذلك الصوت الذي لم اسمعه منذ شهر و هو يقول صارخاً بغضب: هل إعتقدتم بأن بمقدوركم الهروب مني؟! أين كاثرين؟!
بعد أن سمعت صوت أبي، إزدادت صرخاتي و أنا أطالبهم بفتح الباب، لكن ليس هناك من مجيب! فإنهرت على ركبتي و أنا لا أزال ممسكة بمقبض الباب في محاولات يائسة لفتحه، لم ألحظ إلا دموع قد خرجت من عيني الزرقاء قد بللت الارض تحتي، في هذه الليلة، كانت أكثر ليلة بكيت فيها منذ نعومة أناملي، و كأنني قد ولدت للدنيا للأول مرة، صراخي كان يمتد في ذلك الفراغ الشاسع بدون أي مجيب، كنت أريد مساعدتهم، الوقوف بجانبهم، حمايتهم! لكن ليس هناك طائل من مواصلتي للضرب على سطح الباب الاصم، فأمسكت إحدى دماي المحشوة بالقطن، و إحتضنتها بحرارة ،و أنا أضع يدي على أذني لكي امنع صوت الصراخ المزعج من التسلل إلى اذني!
بعد مرور عشر دقائق تقريباً، هدأ الضجيج فجأة و بشكل يبعث الريبة، إنتصبت على رجلي و توجهت نحو الباب ظناً مني بأن كل شئ قد إنتهى، و الراحة سوف تعود و تخيم علينا مرة اخرى، فوقفت بجانب الباب منتظرة بأن يفتحوه لي، لكن إنتظاري طال مدة طويلة، ربما كنت أنتظر بجانب الباب عشرون دقيقة كاملة يائسة و محبطة، في نفس الوقت كنت متشوقة لرؤية وجه أمي مع انني لم أفارقها سوى عشر دقائق، تأكدت بأن أبي لم يدنو لجانبنا مرة اخرى، لكن الصمت الصادر من الخارج مريب، و إنتظاري قد طال، لم أسمع أي صوت، لا صراخ أبي، و لا حتى صوت نيكولاس و هنري و أمي، فضربت على الباب بأكبر قوة عندي ! بعد ثوان فتح هنري لي الباب..
إستقبلني في احضانه التي لطالما شعرت بدفئها، لكن هذه المرة كان مختلفاً، كنت مختفية فيه، و كأنه كان يمنعني من رؤية ما في الجانب الآخر، و كأنه كان يحميني تحت جناحه، هذا ما إستشعرته من نقاء و دفء حضنه، لكن الواقع يبقى واقعاً، مهما كانت مشاعره نقية، لم تغير شيئاَ، فكلما حاولت الافلات منه شد أكثر و سجنني في حجره، عاودتني الرغبة بالبكاء، فقلت له بصوت على وشك أن يبكي بدموع معنوية :هنري.. اتركني ..
فأطلق شهقة قوية قد رنت في طبلة اذني، ظلت يده الممسكة بي ترتشف بشكل مرعب، صوت أنين يقطع القلب قد إنبعث منه، تركني للأرى وجه و قد كانت عليها آثار لكمات، زرقاء و أرجوانية، فوجهت نظري حيث نيكولاس للأرى وجه و قد سال خيط من الدماء على وجه ،كان يحدق للأسفل بأعين تدل على وهن و حزن عميقان حتى انا لم أستطع الوصول لقاع عيونه على الرغم من المدة التي أخذتها و أنا أحدق في عينيه
وجهت مستوى نظري في نفس مستواه، للأرى جسد أمي و هو مضطجع على الارض، بدأ جسدها يزرق رويداُ رويداً و ببطئ قاتل، في تلك اللحظة كان حاصد الارواح يجول في المكان و هو يزرع بذور العزاء في الزوايا، لعلها تثمر بخير، بينما أبي قد إختفى و هذا شئ طبيعي.
"أمي قد ماتت"، هذه الجملة التي رفضت أن أصدقها، فقد وقفت مكاني أفكر و أفكر، في ماذا؟ لا شئ، لم أستطع التعبير بأي عاطفة في ذلك الوقت، لا بالبكاء أو الدهشة أو حتى الاستغراب، إنعقد لساني و لم أستطع النطق بكلمة واحدة، حتى أن قلبي قد لاذ بجناح الصمت، تم قطع كلماتي الداخلية و الخارجية، و كأنني قد ولدت مرة اخرى من عدم بدون أي أحد حولي!
كانت دموع هنري تسري على خديه و قد إنكب على الارض مثل أيام ريعان شبابه، أما نيكولاس كانت دموع تسابق خط الدماء الذي قد أصبح مثل الهامش على وجه، هاذان المنظران قد أدميا ذاكرتي إلى الابد، مهما فعلت لم أستطع محوها من دماغي
إقتربت من أمي في تلك اللحظة و إنهرت على ركبتي، أمسكت يدها الباردة كالثلج الاصم ، و وجهت كلمات لفمها الاخرس عساه أن يتكلم و لو للحظات معدودة قبل الوداع الابدي، و قلت لها و كأنني أكلم إنسان ينبض بالروح و ليس إنسان قد أنتزعت منه الروح للتو: أمي.. إنهضي هيا! يجب أن ..يجب أن..
لم أعرف كيف أكمل جملتي، حاولت أن أجد برهاناً على انها حقاً قد ذهبت للجانب الآخر، فتركت يدها لتسقط من تلقاء نفسها، في تلك اللحظة فاضت عيني بالعبرات التي تحمل في طياتها حزن عميق لا يعرف أغواره إلا من ذاق ألم اليتم في عمر البرعم الصغير، لم يعرف ما شعرت به إلا اليتيم وحده، و ليس يتيم الاب! بل يتيم الام..
تم دفن أمي تحت الارض، بعد أن تم تسجيل سبب الوفاة و هو سكتة قلبية مفاجئة، و قد كانت بسبب انها مريضة بضغط الدم، و بالاضافة إلى منظر هنري و نيكولاس امامها و هم يضربون و يذلون تحت أرجل ابيهم، و صوت بكائي المسموع من الغرفة المقفلة تلك.. أي إمرأة بقلب أم لم تتحمل هذه الاشياء ابداً! سواءاً كانت هذه المرأة أماً حقيقة أم لا! فالمرأة وعاء لتجمع العواطف، تعاني ،تحزن، تبكي، تتحمل أكثر من مئة رجل قوي.. لذا لا بد من إستراحة.. إستراحة لم تشقى بعدها ابداً.. إنه لشئ مضحك بأن الموضوع يشبه شربة الماء التي لم تظمأ بعدها ابداً!
أتذكر بأنها قالت قبل عدة أيام من وفاتها، وضعت يديها على كتفي و قالت لي: كاثرين، لقد أصبحت إمرأة في عمر ليس من الواجب عليك أن تصبحي فيه ،لذا..
ثم أردفت بإبتسامة :إعتني بأخويك.
و كأنها كانت تعلم بدنو أجلها، و بقرب ملك الموت منها قرب الظل من صاحبه، و سكرات الموت و هي تأتي بجانبها مثل القرين ، إلى أن رجعت حيث سوف نرجع كلنا في يوم ما، الملاذ الاخير لهذا الجنس من الناس، تحت الارض.
تم وضعها و الاطباق عليها بكومة التراب الحقيرة، بينما أنا و أخوي نكتسي بالسواد الاصم ،كنا نحن الثلاثة الواقفون على قبرها فقط، حيث كنا همها الوحيد، لذا نحن فقط من له الحق أن يقف على قبرها و ينتحب من اجلها، يضع الزهور عليه..
بعد تلك الحادثة، أصبحت الهم الوحيد لهنري و نيكولاس، لماذا يجب علي أن اكون الهم الذي يحمل على عاتق الناس فقط؟ لماذا ؟ لماذا أستشعر في عين أخوي الشفقة علي بعدما غابت رائحة أمي عن هذه الشقة؟
تلك كانت الافكار التي تجوب في عقلي بعد وفاة والدتي، لذا إتخذت قراري بأنني سوف أعتمد على نفسي من اليوم فصاعداً!
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
.
.
،*
Laugh until tomorrow ♡
رد مع اقتباس
  #125  
قديم 04-24-2014, 05:04 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://im67.gulfup.com/3MoSM1.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

تلك كانت الافكار التي تجوب في عقلي بعد وفاة والدتي، لذا إتخذت قراري بأنني سوف أعتمد على نفسي من اليوم فصاعداً!
و بالفعل، بعد أن خلفت أمي لا شئ سوى رائحتها و طيفها الوهمي الذي يمسح على رؤوسنا كل يوم، يبقى بجانبنا طول الوقت لكننا لا نشعر به، لكنها تشعر بنا و تعلم بأننا بأمان، أخذت أعمل أكثر و أكثر على دراستي! كنت أريد أن لا أكون عائقاً على اخوي، أنا ممتنة لهما للأنهما عاملاني بلطف منذ نعومة أناملي، لكنني لا أحب أن أكون عبئاً على احدهم! أو بالاحرى أفضل بأن يكون الناس عبئاً علي.. هذا أفضل بالنسبة لي..
إلى أن مرت أربع سنوات منذ وفاة أمي، في هذه السنوات لم نلمح ظل أبي، أو بالاحرى لم نتعب نفسنا لنبحث عنه حتى، حالياً لا أعرف ماذا يفعل ذلك الرجل و لا أهتم ماذا يحدث له حتى، المهم بأنني الآن بعمر الخامسة عشر سنة، نجحت بنسبة عالية للأكون بالمرتبة الاولى على مدرستي المتوسطة..
نيكولاس بعمر واحد و عشرون سنة، أكمل دراسته الثانوية و هو الآن خلال دراسته الجامعية، متقلب المزاج كعادته و لا يرضيه شئ، متهور، لكنه بعد كل شئ ، كنت ارى طفلاً في جوفه..
هنري بعمر ستة عشرون سنة، كان أخي نيكولاس يقنعه بأن يتزوج، لكنه كا يرفض، كان يقول "أنا الاكبر هنا، لذا لا يمكنني ترككما إلا أن تصلان لبر الأمان انتما ايضاً"، و كأننا كنا بمثابة جرحين في كيانه لا يستطيع أن يشفيهما، لكنه في نفس الوقت كان يهتم بهما جيداً، جاد لكنه مع هذا يحب أن يستفز نيكولاس..
و بما انني الآن بعمر الخامسة عشر، مما يعني بأنني في أول سنواتي أمام أبواب الثانوية، كان من المفترض أن أدخل مدرسة في المدينة التي أعيش فيها أنا و أخوتي، لكن لا تجري الرياح بما تشتهي السفن دائماً، لذا حدث شئ غير متوقع لي في ذلك اليوم و قد كان بمثابة نقطة تحول غير متوقعة في حياتي!
في ذلك اليوم، كنت أرتدي لباس فضفاض ذو لون أسود طويل، يتوسطه خط عريض مذهب، الاكمام واسعة و لديها هامش مذهب ايضاً، و قبعة سوداء جالسة فوق رأسي بإحكام تتدلى منها شريطة ذهبية، هل عرفتم هذا اللباس؟ انه لباس التخرج، لباس تخرجي من المدرسة المتوسطة و أنا أحمل لقب "الاولى" ..كانت لحظة سعيدة، لكنها في نفس الوقت قد أرجعتني إلى الحنين و عرصات لم أكن أريد أن أعود لها ابداً..
تذكرت أمي، أمي التي لطالما كانت تريد أن تراني بهذا اللباس، لكن الزمن أبى أن يحقق أمنيتها البسيطة..
في ذلك اليوم، كان كل خريج في نفس دفعتي محاط بعائلته، كانت القاعة زاخرة بالامهات و الاباء، و هذان الشيئان اللذان لطالما تمنيتهما لكنني لم أحصل عليهما ابداً، عائلتي كانت نيكولاس و هنري فحسب و لا شئ غيرهما، مع هذا، كنت راضية بهذا الشئ!
قطع حبل أفكاري نيكولاس في تلك اللحظة و قد وضع ذراعه على كتفي وقال بإبتسامة كبيرة: مبارك!
قابلته بإبتسامة أنا الاخرى، فجأة إختلجت ملامحه و قال متمتماً :أنا لم أصل لمستواك هذا، مذهل!
فقال له هنري بإبتسامة: هل تعترف بأنك تفتقر للذكاء؟
فقال له بغضب: إخرس! أنا كذلك نجحت في المرحلة المتوسطة..
ثم أردف مغمغماً: لكنني لم أكن من أول عشرة على المدرسة.
قابله هنري بإبتسامة ساخرة، بينما قال نيكولاس بغضب طفولي: المهم هو أنني نجحت!
فأطلق هنري قهقهة خفيفة، ثم نظر لي و قال بإبتسامة: مبارك.
كادت الدموع تسقط من عيني في تلك اللحظة، لكن صوت مدير المدرسة قد منعها و هو ينادي اسمي ، ثم قال لي بأن آتي لغرفته.
دخلت لغرفته وحدي، بينما نيكولاس و هنري كانا خارج الغرفة ينتظران..
كنت جالسة أنتظر أن ينتهي المدير من مكالمته الهاتفية تلك ،كان يقول و قد وضع السماعة على اذنه و إبتسامة قد غزت وجه:نعم.. نعم.. سوف أسألها الآن.. لا! لا! لا أعتقد بأنها سوف تعارض.. حسناً.. إلى اللقاء.
ثم أغلق الخط وشبك أصابعه و ظل يحدق فيني بإبتسامة طيبة، بينما أنا كنت جالسة على أحد الكراسي القريبة من مكتبه منتظرة كلامه، قال لي: مبارك عليك النجاح!
فأجبته بحياء: ش-شكراً لك.
ثم سألته: المعذرة، لكن لماذا.. لماذا أنا هنا؟
إبتسم أكثر و قال لي و هو يعبث بأحد أقلامه: في الحقيقة ،جائني خبر من صديقي، و هو مدير مدرسة ايضاً هنا في لوس انجلوس، لكن ليس في نفس المدينة، بل هي بعيدة قليلاً..
ثم اردف: هو مدير مدرسة ثانوية داخلية لا يدخلها سوى الاغنياء و الاوائل على مدارسهم مثلك، لذا جائني خبر منه بأن كان لدي طالب أو طالبة يسمح له بأن يلتحق بتلك المدرسة، لذا..
ثم قال مباشرة: هل تريدين الذهاب؟
حسناً، سوف أكذب عليكم لو قلت لكم بأنني كنت أعرف سبب العاصفة التي هاجت في جوفي تلك اللحظة، شعور لم أستطع أن أحدده بالضبط، غريب بشكل لا أستطيع وصفه.. فرح أم حزن لا أعلم!
عندما رأني المدير صامتة لهذا الحد، قال لي: ناهيك بأن فرصتك في الحصول على منحة دراسية أكبر إذا وافقتي، بجانب أن مستواك في الدراسة عال جداً و يمكنك عبورها.
فقلت له بإبتسامة حزينة: أنا سعيدة للأنك إخترتني، حضرة المدير، لكن ليس هذه المشكلة..
إختفت إبتسامته و قال لي بهدوء: هل أنت قلقة من ناحية الاصدقاء؟
فقلت له بحزن: لا، ليس لدي أصدقاء هنا في المقام الاول لذا ليس هذا الشئ الذي يقلقني..
ثم اردفت: أنا خائفة من فراق أخوي، هذا كل شئ.
صمت للحظة، ثم قال لي بنبرة حنونة: إسمعيني يا كاثرين، أنت بمثابة إبنتي و كل طلاب هذه المدرسة هم نفس الحالة، لذا أنا أريد أن تخرجي من ظل حماية اخويك و تعتمد على نفسك، هذه هي وظيفة المدرسة! لم تخرجي من شرنقتك إن ظللتي تحلقين في سماء ضيقة هكذا، ألا ترغبين في التحليق في سماء أوسع؟
لذت بالصمت، بينما اردف قائلاً: أعتقد بأن أخويك يريدان نفس الشئ، و هما الآن يستمعان إلى محادثتنا هذه و هما في الخارج ينتظران خروجك من الشرنقة.
عندها تذكرت الوعد الذي قطعته على نفسي و نسيته، و هو بأنني سوف أعتمد على نفسي، أمامي فرصة لا تعوض لتحقيق هذا الوعد و إهدائه الكمال، لماذا أتردد بهذا الشكل الاحمق و غير الحكيم ،أنا متأكدة بأن أمي كذلك تريد نفس الشئ.
في تلك اللحظة فتحت فاهي للأنطق كلمتان قد غيرتا مجرى حياتي قائلة: أنا موافقة.
إبتسم المدير برضى، ثم قال لي و هو يقلب مجموعة من الاوراق على مكتبه: إذن، ما نحتاجه الآن هو موافقة ولي الامر فقط.
ثم سألني: أين أمك و أباك؟ لماذا أخويك هما الموجودان هنا فقط؟
إختبأت تحت جناح الصمت كالعادة ، أرفض إعطاء جواب لذلك السؤال ،فقال المدير: هل هما في العمل؟ لذا لم يستطيعا المجئ هنا، إذن سوف أخذ موافقتهما لاحقا-
قاطعته و قلت له و أنا أنظر للأسف: لا!
رفعت رأسي و قلت للمدير: أمي متوفاة منذ أربع سنوات.
فقال لي بأسف: المعذرة، إذن والدك؟
فقلت له و قد تجهم وجهي: ذلك الرجل لا يعلم عن ما أفعله الآن و لا يهتم بي اصلاً، أمن الضروري أخذ موافقته؟
مرت العطلة الصيفية بسرعة خيالية لم أتوقعها، فتحت المدرسة أبوابها، بينما أنا كنت أقف أمام باب القطار الذي سوف يقلني لتلك المدرسة المنشودة، كنت أجر حقيبتي ورائي بخطوات متثاقلة، و كأنني كنت أرفض الرحيل مع انني أريده..
عندما إقتربت من القطار، توقفت و قابلت نيكولاس و هنري، فقال لي نيكولاس بإبتسامة كبيرة: إبتهجي!
ثم قال مغمغماً: لو كنت مكانك، لذهبت إلى هناك ركضاً على الاقدام من الفرح.
سحب هنري اذنه و قال لي: لا تهتمي لكلامه.
ثم إبتسم و قال: إعتني بنفسك جيداً، يمكنك الاتصال إلينا في أي وقت يحلو لك.
ثم تقدم هنري لي و جعلني أقابل بوابة القطار، ثم دفعني بشكل قوي لكي أدخل للداخل، ما إن دخلت حتى إنغلقت البوابة من تلقاء نفسها، ظللت أنظر لهنري و نيكولاس من خلال الزجاج، كان هنري يلوح بيده لي بأعين مطمأنة، لطالما كان هنري يملك حدساً جيداً مما بعث الراحة في قلبي و روحي، و كأنه يقول لي بتلك الاعين "سوف تجدين بصيص أمل هناك"
أما نيكولاس، كان ينظر للجانب الآخر بحيث لا أرى قسمات وجه، فجأة أخذه هنري و جعل رأسه يقابلني، فرأيت ملامح طفل تائه باكي قد رسمت على لوحة وجه!
لم أستطع وصف مشهد الوداع لكم، للأن يتوجب علي أن أكون أفضل شاعرة في العالمة لكي أصفه لكم لدرجة أن تصلكم الهواجس التي وصلتي أنا ايضاً.. و الاكثر أهمية الآن..
الاكثر أهمية هو أنني أقف الآن أمام فصل كامل يحدقون نحوي، و هناك! في ذلك الفصل! جمعنا القدر أنا و لوي للأقابله أول مرة في حياتي ! ليس لوي فقط.. لورين و جاك كذلك..!
.. عودة للحاضر ..
بعد أن أنهيت قصتي، قالت ليليان بدهشة: هل قلت بأنك قابلت لوي و أنت في الثانوية؟!
هززت رأسي بخفة، فقال لي مغمغة بصدمة: كنت أعتقد بأنكما تعرفان بعضكما منذ الطفولة.
فقال لي هانتر بنوع من غير الرضى: لماذا توقفتي عن القصة؟! أكمليها!
إلتزمت الصمت، بعد هذا إضطجع مرة اخرى و قال: لا تقولي لي بأنك لا تعرفين شئ عن ماضي لوي.
تحليت بالصمت أكثر، بينما ليليان قالت له: و لماذا تريد أن تعلم عن ماضي ذاك الرجل؟
فقال و هو ينظر للسقف: لا شئ مهم، لكنه شدني إليه بمجرد أن رأيت عينه تلك للأول، هو شخص مثير للاهتمام بالنسبة لي .
تنهدت ليليان ،ثم قالت لي بإبتسامة: لكنك بالفعل قوية، كاثرين.
نظرت لها بدهشة ،فأكملت كلامها بإبتسامة حزينة: أنت اقوى مني، عشت طفولتك تحت سقف خلت منه الابوة مع انني كنت امتلكها، فقدت أمك في عمر صغير و بالتالي لم تحظي بكثير من الذكريات معها، و الآن منفصلة عن أخويك اللذان هما عائلتك.
إبتسمت و قلت لها: لكنني الآن وجدت سعادتي.
أصدر كل من هانتر و ليليان صوت عندها، فأكملت كلامي قائلة: أنا كما تعلمين شخصيتي غير حاسمة، أهتم للناس أكثر من نفسي حتى، لهذا، عندما أكون "سعادة" بالنسبة للإنسان الذي بجانبي، هذه هي سعادتي.
فجأة ضربتني ليليان بطرف إصبعها على جبهتي و قالت لي بغير رضى: ما تفعليه خطأ..
ثم أردفت: يجب أن تبحثي عن سعادك الخاصة، لا سعادة غيرك.
شعرت بخجل و حياء في تلك اللحظة، إبتسمت ليليان بطيبة و قالت مغيرة الموضوع: لكن حقاً، ما هو الشئ الذي جعل لوي يخرج مسرعاً هكذا؟
عندها ظل هانتر ينظر لي بنظرات غبية، فقلت له بحزم: لا تنظر إلي هكذا، فأنا لا أعلم ماذا دهاه فجأة.
أسند رأسه على يديه و قال بإنزعاج: أشعر بالملل!
فجأة قفز من مكانه و قال بشغف: دعونا نذهب ورائه! وراء لوي!
فقالت له ليليان و هي ترفع أحد حواجبها بإستغراب: لكن من المحتمل انه الآن قد إبتعد عن هذا المكان.
إضطجع مرة اخرى و قد ألقى ثقله بأكمله هذه المرة على الاريكة و أصدر صوتاً يدل على الضجر و نفاذ الصبر، فإبتسمت و قلت له مغمغمة: ما رأيك أن تخلد للنوم إلى حين موعد الغداء؟
ظل صامتاً، فقالت لي ليليان بإنزعاج: اتركيه و شأنه.
للتفكير بالموضوع، أشعر بالملل حقاً، فإنتصبت على رجلي و مددت ذراعي للأعلى و قلت لليليان: دعينا نذهب للسوق.
نظرت لي بدهشة قد سلت الاستغراب فيني، و قالت: ا-السوق؟
عندها قلت لها:نعم، إن كنت ترتدين نظارة شمسية و قبعة تخفي هويتك فكل شئ بخير.
فقالت لي بإبتسامة مصطنعة: لقد صبغت شعري بعد أن هربت من السجن، لذا ليست هذه القضية..
ثم أردفت و هي تحك وجهها بخجل: هذه أول مرة تقول لي فتاة بأن أخرج معها للسوق.
فقلت متمتمة: و كأنك لست فتاة.
بعدها إبتسمت و أخذت أفكر، كايلي و السيدة إيزابيلا و ليليان، حتى هانتر و السيدة كارولينا، من الصعب التصديق بأنهم مجرمين، أو بالاحرى من الممكن أن يكونوا مظلومين، مثل كايلي، غامضين مثل السيدة إيزابيلا، لم تعرف كيف تختار طريقها مثل ليليان و السيدة كارولينا و هانتر.. لكن مع هذا! أشعر برابطة تشدني لهم جميعهم.
إنتصبت ليليان على رجلها و قد إلتزمت الصمت، فخرجنا أنا و هي بعد أن أقفلنا الباب على هانتر النائم، إنه لشئ عجيب هذا الشاب، أليس كذلك؟ يعيش على غرائزه فقط!!
على كل، ظللنا نمشي أنا و ليليان إلى السوق حيث سوف أشتري بعض المكونات لوجبة الغداء بما أن هانتر و ليليان معي، و نحن نمشي، مررنا بمحاذاة تلك الشركة التي خرج منها لويس في ذلك اليوم، فإستوقفت ليليان، و أخرجت لها ورقة قد كتبتها سابقاً بها الاشياء التي أريد أن اشتريها و قلت لها بعجلة: هل يمكنك أن تشتري هذه الاشياء و ترجعي للشقة، سوف آتي أنا هناك فور إنتهائي!
فقالت لي بدهشة: لحظة إهدأي !ماذا لديك من أعمال؟!
فقلت لها بعجلة أكثر من ذي قبل:لا يمكنني الشرح الآن!
ثم جعلت ظهرها يقابلني و دفعتها قليلاً و أنا أقول لها بإبتسامة: أعتمد عليك!
إنتظرتها إلى أن ذهبت، فدخلت الشركة ليستقلني الحراس بترحيب غير سار، أخبراني عن اسمي و لماذا أنا هنا! فقلت لهما بعجلة: اتركاني! يجب أن أتحدث مع لويس!
فقاطعنا ذلك الصوت و هو يقول بدهشة: أنت..! ماذا تفعلين هنا؟!
بعد أن هدأت عن الترنح في ايدي الحراس، قلت متمتمة: أنت.. خادم لويس.. ماذا كان إسمه يا ترى؟
فقال لي بنوع من الغضب: ويليام!
ثم خاطب الحراس بجدية و قال لهم: اتركاها!
فتركاني بالفعل، ثم تقدم لي و قال: إذن، ماذا تريدين؟
فقلت له و أنا أعدل ملابسي: أريد أن أتحدث مع لويس.
نظر لي للبرهة الاولى بإستغراب، ثم تنهد و قال لي: بما أنت تحصلين على معاملة خاصة من السيد، لذا ليس لدي خيار.
ظل يمشي حينها و أنا ورائه، إلى أن وصلنا لغرفة في الطابق الاعلى من تلك العمارة ووقفنا أمام الباب، طرق ويليام الباب، فأذن له صوت لويس من الداخل بالدخول، فتح الباب ثم دخل فدخلت ورائه مباشرة، لا أعلم من أين جائتني تلك الفكرة بأن اسأل لويس خاصاً؟! كنت أستطيع أن اسأل كيفين حيث أنني أشعر بالراحة حوله أكثر من لويس.. لكن الآن ليس هناك مجال للتراجع.. حيث قد خطر الامر على بالي و طبقته مباشرة! لذا لا أستطيع أن أهرب الآن..
عندما دخلت، كان لويس ممسكاً بأوراق بين يديه تخص العمل، ما إن رأني حتى ألقاهم على مكتبه الضخم و الفخم و قد بانت على وجه ملامح دهشة و إستغراب، حسناً هذا شئ بديهي! لكنه سرعان ما اخفى ملامحه تلك التي لا تليق برجل أعمال ثري و إبتسم ثم قال لخادمه ويليام: يمكنك الخروج.
انحنى ويليام قليلاً ثم إنصرف و أغلق الباب ورائه، فقال لي لويس و هو يشير على الكراسي التي كانت قرب مكتبه: تفضلي بالجلوس.
فتوجهت نحو أحد الكراسي و جلست، بينما لويس قد شبك أصابعه و قال لي بإبتسامة كبيرة: ماذا تريدين أن تشربين؟
فقلت له مغمغمة: لا أريد شيئاً، شكراً.
فسألني عندها مغيراً الموضوع: إذن، هل تريدين شيئاً؟ لم أتوقع منك أنت أن تأتي إلى هنا.
إزدرأت ريقي قبل أن أقول ما في جوفي من أسئلة قد جعلتني أدور في دهاليز اليأس لا غير، أنا أعلم بأن ما افعله سيكون اشبه بوضع يدي في النار، لكن وصلت لدرجة بأنني قد إكتفيت من كوني جاهلة!
فقلت له و أنا أنظر للأسفل: إن الامر عن لوي ..
سمعت في ذلك الوقت صوت ولاعة، فرفعت رأسي للأرى لويس و قد أخرج سيجارة ووضعها في فمه، ثم قال لي و قد وضع يده ليغطي شعلة الولاعة لكي يشعل سيجارته بها :مع انني أكره بأن أعترف بهذا لكنني لا أعرف التفاصيل الكثيرة عنه، حتى لو كان أخي فهو شخص غامض كما تعلمين.
ثم اردف و قد نفذ الدخان من فمه بإستنكار: ماذا تريدين أن تسألي عنه في المقام الاول؟ كنت اظنك بأنك أقرب إنسان له.
لذت بجناح الصمت، فتنهد لويس و قال لي: إن كان لا يريد أن يفتح لك ذاكرته ،و أنا لا أعتقد بأنه قد فتحها للإنسان قط، لماذا أنت متعلقة به هكذا؟
تجاهلت سؤاله الاخير، و رفعت رأسي ثم قلت له :على الاقل، أريد أن أعرف أشياء صغيرة، مثل والديه على سبيل المثال.
أطلق لويس آنذاك قهقهة خفيفة، ثم قال لي: الحديث عن والديه ليس بشئ بسيط، لكن إن كنت تريدين أن تعلمي، سوف أخبرك..
فجأة إرتسمت ملامح الجدية على وجه، و قال لي: صحيح بأنني أنا و كيفين و لوي أخوة، لكن ليس من نفس الام..
ثم أردف: أمي مختلفة، حتى كيفين و لوي، كل منا امه مختلفة، لكن لوي كان حالة شاذة قليلاً مما صقل شخصيته لتكون حزينة و بائسة ووحيدة، أنا لم ألتقيه منذ زمن لذا لا أعلم إن تغير.
إنتصب عمودي الفقري، و قلت له: إنه ليس بائساً..
فسألني بإبتسامة حسستني بأنه يكلم طفل أو ماشابه: إذن كيف شخصيته الآن؟
فقلت له: قليل الكلام مع الناس إلا أنا، كلامه اغلبه مقتبس من حكم و أقوال لمشاهير سابقين، و في بعض الاحيان..
ثم لذت بالصمت، كنت أريد أن أقول بأنني لا أعرفه احياناً، و قد عشت هذه اللحظة مرتان، المرة الاولى بعد أن رجع بعد غيابه الذي دام سنة تقريباً، و المرة الثانية عندما كنا مع كيفين حيث امرني بالخروج، و كأنه في تلك اللحظات كان ممسوساً من قرين الشر الخاص به، و قد كنت أريد إضافة الاجابة التي جاوبتها للسيدة كارولينا، لكنني تراجعت بما انني لا أرتاح للويس.
قطع حبل أفكاري لويس و قد أسند ظهره على الكرسي بالكامل، ثم قال لي: لكن يجب أن تكوني حذرة من لوي دائماً..
سألته عن السبب، فتنهد و قال لي: للأنه –
فجأة! سمعت صوت إصطدام الباب بالجدار بقوة، و كأن زوبعة قد قصفته و رمبته جانباً، فتوجه نظري أنا و لويس نحو مصدر الصوت حيث الباب، فرأيت ..رأيت.. رأيت لوي، كان لا يزال ممسكاً بمقبض الباب و خصلات شعره تغطي عينيه الذهبيتان ..
إمتقعت شفتاي حينها، و أحسست بجوفي و هو يتصدع بسبب ما شعرت به في تلك اللحظة، شعور عظيم لا أستطيع وصفه، من خوف و دهشة ! حاولت الانتصاب على رجلي لكنني لم أستطع، ربما أنا سعيدة للأنني جالسة، للأنني لو كنت واقفة لكنت قد سقطت على الارض..!
قطع هالة الدهشة ويليام و قد جاء للوي من الخلف و قال له بحزم: أنت! لا يمكنك الدخول هكذا فجأة-
قطع كلامه عندما قال له :من أنت لكي تملي علي ما أفعله؟
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
.
.
،*
Laugh until tomorrow ♡
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أحبگ بقلمي خـبـلات لـلابـد❤ نثر و خواطر .. عذب الكلام ... 7 07-23-2012 09:32 PM
فَمَا طَمَعِي في صَالِحٍ قَدْ عَمِلْتُه/ الامام علي بن أبي طالب فــهــد أحمـد الــحقيـل قصائد منقوله من هنا وهناك 2 04-09-2010 02:41 PM
لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا حمزه عمر نور الإسلام - 1 12-07-2009 11:31 AM


الساعة الآن 02:23 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011