عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree1249Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 8 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
  #146  
قديم 05-08-2014, 10:32 AM
 
بارت جميل
شخصيتك المفضلة؟
هانتر ولوي وكاثرين وليليان مممممم جميعهم
.
.
جزء أعجبك؟
قطع حاجز الصمت صوت رجل، لا بل مجموعة من الرجال ،يقولون بجموح: وجدناك!
إلتفت أنا و جاك لمصدر الصوت، فرأيت مجموعة من الرجال ربما عددهم عشرة تقريباً، كل واحد منهم يحمل مضرب لعب، أو سكين، و حتى قضيب من الحديد قد غزاه الصدى، كانوا ينظرون لجاك بأعين علاها الجموح، من مظهرهم يبدون بأنهم يريدون إفتعال شجار مع جاك!
فوقف جاك أمامي لكي اختفي ورائه بشكل تام حيث انه كان طويل القامة، و قال لي متمتماً: اهربي.
قضمت شفتاي و إمتقع وجهي، شددت على قبضتي، حتى انني ترددت في بادئ الامر، لكنني و بدون أي مقدمات، أمسكت يد جاك و أخذت أركض و أنا ممسكة يديه، فما كان أمام تلك العصابة إلا و أن أخذت تلحق بنا، إلى أن وصلت للأحد الازقة، فدخلت و أدخلت معي جاك ووقفت على أحد الجوانب بحيث لا يستطيع أي أحد قادم في نفس إتجاه جريي من رؤيتي، بجانب أن الشارع كان مزدحم مما جعل إقتفاء أثر شخص صعب.
أخذت نفساً عميقاً، ثم سألت جاك: من كان هؤلاء؟
لم يرد علي، بل ظل ينظر للجانب الآخر متفادياً النظر لوجهي، لذا قلت له مغيرة الموضوع: إذن، هل سوف تذهب للمنزل الآن؟
أطلق شهقة قوية و مسموعة عندها، على ما كنت أذكر، بأن جاك من عائلة غنية و يعيش في قصر، لكن بالنظر لملابسه و هيئته الآن يبدو كأي إنسان بدخل عادي، فقال لي و قد شد على اسنانه :ليس لدي منزل لكي أعود إليه، كنت أعيش في شقة و قد طردت منها للأنني لم أستطع دفع الايجار.
لم أكن أريد التوغل لعمقه الغامض أكثر، فأمسكت يده بلطف و قلت له: إذن، ما رأيك أن تأتي معي؟
بانتظار البارت القادم لا تتأخري
__________________
وكأن السماء تعلم بحزني وبكائي فبكت معي كي لا تشعرني بأني وحيده
رد مع اقتباس
  #147  
قديم 05-09-2014, 07:58 AM
 
[align=center][tabletext="width:80%;background-color:black;border:4px double gray;"][cell="filter:;"][align=center]صباح الخير عليكي عزيزتي
كيف حالك ؟
أرجو أنتكوني بأفضل حال

الفصل كان رائعاُ جداُ
أنا لا أجد كلمات لكي أعبر عنها أبداُ

شخصيتي المفضلة هي :
جاك
لأنه غامض وأنا أعشق الشخصيات الغمضة

[cc=جزء اعجبني]خرجت من الغرفة و توجهت للمطبخ حيث ليليان، أول ما لفت إنتباهي هي يدها التي غزتها الضمادات في هذا الوقت القصير، أعتقد بأنه بسبب السكين، كانت تدور ملعقة طويلة في قدر على النار بيد، و بيد اخرى تمسك كتاباً صغيراً..
تقدمت لها و قلت بإبتسامة مصطنعة: ه-هل تريديني أن أساعدك، ليليان؟
فقالت لي و هي تقرأ الكتاب:لا! سوف أفعل كل شئ وحدي!
للحظة شعرت برغبة في البكاء من شدة الفرح، كيف للإنسان أن يتغير في أيام؟ لا.. هي كانت إنسانة صافية منذ البداية لذا هي الآن تعود لعهدها القديم لا أكثر، مامن داع للعجب، الشئ السئ الوحيد هو بأنها قد إختارت الطريق الخاطئ و هو المشي عكس القانون، أنا أوافقها في الرأي و هو بأن القانون لا يستطيع حماية الناس و هذه حقيقة لا أستطيع إنكارها في عالم كهذا.. لكن هذا لا يبرر المشي عكسه!
ظللت مكاني لفترة طويلة نوعاً ما من الزمن و أنا أبتسم، فنظرت لي ليليان و قال مغمغمة: لماذا تنظرين لي هكذا؟
إبتسمت أكثر و قلت لها: للأنني سعيدة لذا لم أستطع منع نفسي!
إحمر وجهها و أعادت النظر للكتاب مرة اخرى و قالت لي مغيرة الموضوع: على كل، إذهبي من هنا! سوف أعد لكم الغداء!
إبتسمت و إنصرفت، ثم توجهت حيث لوي للأراه جالساً على الاريكة، بينما هانتر كان لا يزال نائماً على الاريكة الاخرى، تنهدت و جلست على الاريكة بجانب لوي، ما إن جلست حتى سألني: هل أنت متأكدة من تركها وحدها؟
فقلت له: أتقصد ليليان..
إبتسمت و أكملت كلامي: لا بأس..!
ظل ينظر لي بهدوء ،فجأة! سمعت صوت الجرس، لذا إنتصبت على رجلي و توجهت للباب، فتحته للأرى لورين، كانت تقف بملابسها التي كانت آخر صيحات الموضة آنذاك بثقة، ألقت التحية، ثم دخلت و قالت لي بإبتسامة كبيرة: فكرت بأن أتناول الغداء معك و لوي، و من ثم نخرج قليلاً، ما رأيك؟
في البداية تحمست معها، لكنني تذكرت بأن هانتر و ليليان هنا، عندما حاولت الكلام، تكلمت لورين قبلي و قالت لي بحزم: الصمت علامة الرضى، كاثرين!
ثم توجهت نحو الغرفة حيث لوي و هانتر، و هي تمشي مرت بالمطبخ حيث ليليان، فتوقفت مكانها و ظلت تحدق بها، بينما ليليان كانت تعطي لورين ظهرها، فقالت لي لورين: من هذه الفتاة؟ خادمة؟
فدفعت ظهر لورين قليلاً و قلت لها بإبتسامة مصطنعة: أنت مخطأة، سوف أعرفك عليها لاحقاً، لذا الآن إذهبي و إنتظري في الغرفة.
ظللت ادفعها من ظهرها إلى أن وصلنا للغرفة، فألقت التحية على لوي، فردها عليها، ثم نظرت لهانتر النائم و قالت و هي تقترب منه: و من هذا؟
ظل لوي صامتاً، فأجبتها أنا مغمغمة: إنه صديق لوي، هانتر!
فقال لها لوي بهدوء: مع هذا من الافضل أن لا تعتبريه كصديق أو ماشابه، بجانب انه ليس صديقي.
قطع الحديث صراخ ليليان الذي يدل على الفرح و قالت: إنتهيت!

بعد أن إنتهينا من صف أطباق الطعام على الطاولة، و كؤوس الماء ايضاً، ذهب لوي للإيقاظ هانتر فسحب اذنه إلى أن إستيقظ، بينما نحن جلسنا على الكراسي أمام الطاولة، فبدأت ليليان الحديث: صحيح، لم أعرفك بنفسي، أنا ليليان.
إبتسمت لورين و قالت: اسمي لورين، سررت بمقابلتك!
أخذت نفساً طويلاً لكي أستريح قليلاً، من ثم جاء هانتر بخطا متثاقلة و رمى بنفسه على الكرسي و هو يتثائب، فلحقه لوي و جلس هو الآخر، فقال هانتر و هو ينظر للورين: من هذه؟
سحب لوي اذنه مرة اخرى و قال له: هي من يجب عليها قول هذا لك.
أثناء الحديث، قالت ليليان لنا جميعاً: على كل! تذوقوا ما أعددته فهذه أول مرة أجرب أن أطبخ فيها!
ضربت لورين بيديها على الطاولة بسبب الصدمة و قالت لها بدهشة: هل أنت جادة؟!
بينما هانتر ظل ينظر للطعام بإشمئزاز حتى قبل أن يتذوقه و قال متمتماً: هل أصلي على روحي من الآن؟
فغرفت الحساء في ملعقتي و قلت لهم محاولة تغطية ما قالوه للتو:لم تستطيعوا الحكم عليه إن لم تجربوه!
وضعت الملعقة في فمي، لكنني سرعان ما أخذت كأس الماء و فرغته في جوفي، ثم وضعت الكأس على الطاولة بقوة و قلت متمتمة: إنها مالحة..!

دمتي في حفظ الرحمن
الودااااااااااع[/cc]

[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
__________________






رد مع اقتباس
  #148  
قديم 05-09-2014, 08:33 PM
 
hi reema
Long time no see
I miss you so much and your wonderfal writing
Waiting to see your new part
Send it to me pleas
Farwell my friend
3 >
__________________
رد مع اقتباس
  #149  
قديم 05-20-2014, 03:43 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://im88.gulfup.com/3A1OmG.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

لم أكن أريد التوغل لعمقه الغامض أكثر، فأمسكت يده بلطف و قلت له: إذن، ما رأيك أن تأتي معي؟
في البداية بدى مندهشاً، لكنه سرعان ما عاد لوجه الخالي من أي تعابير و قال لي بهدوء قاتل: هل تعيشين وحدك؟
فقلت له مغمغمة بإبتسامة مصطنعة: في الحقيقة أنا أعيش مع لوي..
ثم قلت له محاولة تغيير الهالة المخيفة التي حوله و قلت له: هل تتذكر لوي؟ إنه صديقنا في المدرسة الثانوية-
قطعت جملتي عندما رأيته و قد إكفهر أمامي و تجهم، أطلق صوت يدل على عدم إرتياح و وضع يده في جيبه ثم قال و قد إستعد للإنصراف: لم أذهب معك.
ثم أعطاني ظهره بنوع من الوقاحة لينصرف، فأمسكت يده و قلت له بحزم: لا، سوف تأتي معي.
إلتفت لي للحظة بغضب، لكن في اللحظات التي بعدها عادت ملامحه الطبيعية التي كنت أراها في أيام الثانوية، عندما رأيت عهده القديم و قد تجسد أمامي، إبتسم بإرتياح، فقال لي جاك مغمغماً: لماذا تبتسمين؟
تركت يده بإرتباك، ثم قلت له بتوتر محاولة تجميع كلماتي المبعثرة في ذهني: لا! كما ترى.. هذا..!
فجأة إبتسم إبتسامة كانت بالكاد ترى على محياه، فأمسكت يده مرة اخرى و بشكل مباشر ثم بدأت أمشي عائدة إلى شقة لوي، و أنا أمشي و أزال ممسكة يده، قال لي بإنزعاج: لم أقل بأنني سوف أذهب معك.
فقلت له: أنت لن تذهب معي، بل أنا من سوف يأخذك.
ظل صامتاً للحظات بينما أنا مواصلة المشي، فجأة ترك يدي و عدل ملابسه، ثم قال لي مغمغماً: أستطيع المشي وحدي.
بعد أن وصلنا، وقفت أمام شقة لوي و طرقت الباب، بينما جاك كان يتأمل المكان حوله ،فتح لوي الباب، ما إن رآني حتى إبتسم، ثم نظر لجاك، بينما جاك قد ظل ينظر للأسفل بملامح إنزعاج و كأن كبريائه قد تحطم للتو، ففتح لوي الباب بأكمله و قال لنا: تفضل، جاك.
على كل، بعد أن دخلنا قدت جاك حيث غرفة التلفاز، و هناك كان هانتر مضطجعاً على الاريكة و هو يقفز من قناة إلى قناة في التلفاز، ما إن رأى جاك حتى سأل بشغف تاركاً التلفاز لوحده: من أنت؟!
فقال جاك بهدوء بارد: أنا من عليه قول هذا.
قطعت حديثهما و عرفتهما بأسماء بعضهما ،ثم تركت الشبان الثلاثة في الغرفة لوحدهم و توجهت للمطبخ للإعداد الشاي، و أنا أعمل، فجأة سمعت صوت هانتر خلفي و هو يقول: مرحبا.
إستدرت له، فقال لي و هو يشير بإصبعه الابهام من الخلف لغرفة التلفاز، و قال لي: مابال الهالة المملة هناك؟!
فقلت له :ماذا تقصد؟
أجابني: لقد قلتي بأن جاك هذا صديقكما أنت و لوي منذ أيام الثانوية،صحيح؟ لكنهما لا يبدوان كالاصدقاء أو حتى الزملاء، مصطلح "العداوة" مناسبة لهما.
نظرت له بتساؤل، فتنهد و قال مكملاً كلامه: لوي هادئ على عادته، لكن جاك هذا ينظر للوي تارة بنوع من الغضب، أما إذا نظر له لوي ينظر للأسفل مباشرة، إنهما هادئان بشكل قاتل يا فتاة!
الساعة 10:00 ليلاً
مضى اليوم بهدوء تام و قاتل، لكن هاقد جاء وقت الراحة و الخوف بالنسبة لي، كنت أريد أن أنام و أرتاح، لكن بجانب خوفي من الليل كانت هنالك أفكار كثيرة تجوب في دماغي كالعادة، أولها الموضوع الذي تفوه به هانتر اليوم، و أمر ليليان الذي لم أنساه، يجب أن أذهب و أعتذر منها..
فجأة إنتصبت على رجلي بحركة سريعة عندما ذقت ذرعاً بالتقلب على السرير عبثاً، توجهت نحو المطبخ لكي أتجرع قدحاً من الماء، لكنني توقفت عندما سمعت صوت شخير صادر من الغرفة التي ينام فيها الشبان الثلاثة، توجهت للغرفة للأرى لوي نائماً بمظهر هادئ كعادته، مصدر الصوت هانتر حيث كان فاغراً فاهه الكبير ذاك و يشخر بقوة، عندما نظرت لجاك رأيته يتقلب في مكانه عبثاً، توجهت له حيث كان لا يزال مضطجعاً و قلت له متمتمة في أذنه: ألا تستطيع النوم؟
ظل صامتاً لفترة، لكنه سرعان ما تنهد و جلس على الكرسي، ثم وضع يده على رأسه: لو كنت أعلم بأنني لن أستطع نوم الليل لما أتيت معك..
ثم قال مغمغماً: على كل، ليس لدي مكان للأذهب إليه.
ثم قال بإنزعاج: لا عجب بأن لوي قد خلد للنوم قبلنا، لابد بأنه كان يعلم بأن هذا الفتى سوف يصدر ضجيجاً.
إلتزمت الصمت بينما هو كان يتلكم مع نفسه، لكنه سرعان ما قال لي: مالذي تريدين قوله؟ أنا أعرفك منذ أيام الثانوية و قبل لوي حتى، تلتزمين الصمت إن كنت تريدين قول شئ لكنك مترددة.
فقلت له مباشرة: إن كنت قد فهمت فهذا يجعل الموضوع أسهل.
فسألني: أي موضوع؟
فقلت له بتجهم: لا تمثل دور "الاحمق"، أنت تعرف عن ماذا أتحدث.
ثم قلت له: لماذا تصرفت بانك لا تعرفني عندما إلتقينا أول مرة؟ لماذا قالت ليليان بأنك كنت ترتاد السجن بفترات متقطعة؟ من مجموعة الرجال الذين كانوا يلاحقونك؟ و لماذا تغيرت كثيراً هكذا؟
نظر للجانب الآخر و قال لي: لا أستطيع الاجابة على كل هذه الاسئلة-
قاطعته و قلت له بنوع من الغضب: لا تستطيع! سوف أساعدك!
فقال لي :تساعديني في ماذا-
قاطعته مرة اخرى و قلت له بهدوء: لقد سمعت قصص أناس كثيرين، كايلي،ليليان،كارولينا لكن قصصهم كانت في الماضي، لكنني أعرفك أنت منذ المرحلة الثانوية، و أنت هنا أمامي، لا أعرف مالذي حصل معك لكنني لا أعتقد بأن الاوان قد فات بالنسبة لك.
ثم وضعت يدي على جانبي وجه بقوة و قلت له: حتى لو فات الاوان مثلما تزعم، أنت هنا أمامي و قلبك لا يزال ينبض، أليس هذا كافياً؟!
نظر لي بدهشة عندها، لكنها سرعان ما تبددت وراء هدوئه المعتاد و رزانته الجلية عليه دائماً، ثم رفع يده ووضعها على يدي التي كانت لا تزال عالقة على جانبي رأسه، و قال متمتماً: أنت بالفعل.. ثاني شخص يتصرف بحنان إتجاهي.
فجأة أبعد رأسه بإرادته و تطاول يدي التي كانت معلقة في الهواء، أخذها و قبلها بأعين مغلقة لا تأبه بالعالم بعد الآن، في نفس الوقت أحسست بأن خلايا دمي قد تحملت بحمى فظيعة مما جعلني أشعر بموجة ساخنة حارة، إحمر وجهي و أبعدت يدي بسرعة، ثم إنتصبت على رجلي و أعطيته ظهري و أنا أمسك قلبي بيدي!
عندها سمعته و هو يقول لي: آسف..
ثم إنتصب على رجله هو الآخر و قال :دعينا نخرج قليلاً..
فإلتفت له و قلت بدهشة: في هذا الوقت..؟!
أجابني و قد وضع يده خلف رأسه: أشعر بأن أحدهم يخنقني إذا أتواجد في مكان كهذا.
فسألته بقلق: ماذا تقصد؟
أجابني و قد وضع يده على رقبته بحرقة: مكان راقي و كأنه قصر، هل فهمتي؟
أملت رأسي لجهة اليمين بحيرة ،بينما جاك تقدم لي و أمسك يدي و قال: هيا، دعينا نخرج!
لم أستطع أن أمانعه، لذا سحبني معه و خرجنا من الشقة معاً بعد أن غيرت ملابسي، ثم ظللنا نسير بين الشوارع، كانت في ذلك الوقت شبه خاوية، حسناً هذا لشئ طبيعي، السيارات نادرة و البشر الماشين فيها أندر، ثلاثة أرباع المحلات مقفلة أبوابها، إلى أن توقفنا أمام حديقة عامة قد سكن فيها الظلام بعينه!
دخل جاك إليها بدون أي كلمة، ترددت قليلاُ لكنني سرعان ما لحقت به، ظللت ممسكة بطرف قميصه بدون أن يحس، خائفة من الظلام، أعلم بأنكم ترونني كطفلة و ليست فتاة في سن العشرين، أليس كذلك؟ لا يهم، لكنني لطالما كنت أخشى الظلام!
على كل، جلسنا على أحد الكراسي هناك، بينما عمود النور الذي بجانبنا أخذ يرمش و حشرات طائرة تحوم عليه، عندها أخذت أجوب بنظري المكان بخوف، أعمدة النور أغلبها قد إنتصرت عليها الظلمة، و إن كان هنالك عمود يعمل فهو يرمش، الرمال قد تحولت للون الرمادي جراء إنعدام الضوء، أما الارجوحات كانت تتحرك بنفسها جراء رياح الخريف القاسية مما جعل المنظر مرعباً نوعاً ما، الشئ الوحيد الذي كان ينير المكان بحق و يبعث في النفس الطمأنينة و الراحة كان القمر، حيث إنعكست صورته على تلك النافورة المملوئه بالمياه القذرة، أما باقي ضوئه فقد إنتشر لكي يشغل الفراغ الذي قد هيمن على المكان.
قطع حبل أفكاري صوت جاك و هو يقول بحزم: قولي شئ ما يا هذه!
فقلت له بغضب: أنت من أحضرتني إلى هنا! فأنا من يجب عليه قول هذا.
أطلق ضحكة خفيفة، ثم قال لي: لا داعي للغضب، لقد كنت أمزح.
ثم قال بجدية: سوف أجاوب عن أسئلتك تلك، لكن بشرط..
ثم أردف: لا تخبري لوي.
أملت رأسي لليمين، و قلت له بحيرة: لماذا؟
فأجابني: هذا ليس من شأنك، لا تخبريه فقط.
ظللت أنظر له عندها بغير رضى مما يدل على رفضي للموضوع، فأطلق زفرة تدل على الاستسلام و قال لي: حسناً حسنا! سوف تعلمين ما أقصده من خلال ما أقوله على أي حال! لكن لعلمك فالقصة التي أنت تريدين سماعها أقل من عادية و كثيرة الحدوث في هذا العصر، لذا لا تتوقعي شيئاً فريد من نوعه أو مميز.
عدلت جلستي، فتكلم جاك قائلاً: أنت تعلمين بأن لوي كان دائماً هو الأول من حيث العلامات في المدرسة، أليس كذلك؟
هززت رأسي بخفة، فواصل جاك كلامه قائلاً: كيف أقولها، أبي ،و حتى أمي، كانا من النوع الصارم جداً، لا أقول لك بأنهما كانا قاسيان بل العكس، و أنا كما تعلمين من عائلة ثرية، لذا كانت كل ثانية من وقتي ثمرة يجب أن أستثمرها بالنسبة لوالدي.
ثم أردف: سوف أكذب عليك أن قلت لك بأنني كنت معارضاً عن وجهة نظرهما، فأنا كذلك، كنت و لا أزال أحب أن أكون في المقدمة دائماً و في كل شئ، حتى انني كنت أنظر إلى الاطفال الذين في مثل سني بإستصغار.
فقلت له بتردد: وما علاقة لوي بهذا؟
تجاهلني وواصل القصة قائلاً: تخرجت من المرحلة الابتدائية بلقب الأول كالعادة، ناهيك عن المسابقات و الميداليات التي أحرزتها، لكن كل شئ تغير في المدرسة المتوسطة، هناك حيث إلتقيت لوي و للأول مرة، للوهلة الاولى كان بنظري مجرد طالب منعزل عن الصف، لكن عقله كان أبعد بكثير مما توقته أنا و المدرسة بأسرها.
قوس ظهره و شبك أصابعه حينها بنوع من المرارة وواصل قائلاً: تصرفاته في ذلك الحين لم تتغير، بل كانت نفسها عندما أتيت لهذه المنطقة في المرحلة الثانوية، أنت تعلمين ما أقصد صحيح؟ لذا لم أكن أعيره أي إهتمام، لكن المفاجأت كانت تظهر عند تسليم أي علامات كانت، إختبارات أم أمتحانات أو حتى شهادات، حتى مشاركته في المدرسة كانت تقتصر على الفصل فقط عكسي أنا الذي كان يشترك في مسابقات و ماشابه، لكن الجميع كان يعلم بأن عبقريته لا مثيل له، لكن هدوئه كان يغطي على هذا الشئ.
أخذ نفساً طويلاً ثم واصل: و هكذا، إستمر لوي في إحرازه للدرجات النهائية، مالذي كان يثير دهشتي أكثر بأنه كان يتفوق على المعلمين و خصوصاً في مواد الأدب، و كأن عقله حقل للألغام، ما إن تخطو على أحدهم حتى يتفجر بركان من كلمات لانهائي، و المثير للغضب بأنه لم يكن يعير أي إهتمام للمعلمين أو أي أحد حوله، و كأنه يقول لنا "أنتم في بعد مختلف" ! حياته كانت تقتصر على حضور الدروس فحسب، بعد المدرسة تأتي سيارة فخمة لكي تأخذه لمنزله-
قاطعته عندها و قلت له: أنت مخطئ!
نظر لي بإستغراب، فقلت له: صحيح بأنني لم أعرف لوي إلا في المرحلة الثانوية، إلا أن ليس من صفاته التكبر على الناس!
نظر لي للحظات معدودة بهدوء قاتل من خلال عيونه الفارغة تلك، لكنه سرعان ما تنهد و أسند ظهره على الكرسي و قال: لكل شخص وجهة نظره في رؤية شخص ما، على كل حال..
ثم واصل عائداً لقصته: كبرت مع لوي منذ المرحلة المتوسطة إلى نهاية المرحلة الثانوية، كل هذا الوقت و أنا أعتبره كمنافس، أو للأكون صريحاً فهذه المنافسة كانت من طرف واحد فقط، فأنا لم أعرفه معرفة عميقة إلى أن قمتي أنت يا كاثرين بضمه لنا..
لا أعرف لماذا، لكن بعد أن انهى جملته تلك أحسست بأنني لا أشعر بشئ، كنت أشعر بلاشئ، و كأنه قلبي و كياني مثل العدم! فقلت له بهدوء عندها: إذن، هل تقول بأن كان من الصعب عليك أن تكون منافسه و صديقه في نفس الوقت؟
نظر لي في البداية بدهشة لم اعهدها منه، لكنه تكلم عائداً للموضوع الاساسي متجاهلاً سؤالي: بعد أن إنتهيت من الثانوية، يأست من محاولاتي البائسة لكوني الأول و أن أتفوق على لوي، مهما كانت المحاولات التي تفعلها، و حتى لو تجاوزت حدودك، لم تستطيع تجاوز نفسك أكثر لكي تصل لشخص أنت تعلم بأنه في بعد مختلف عنك، على كل! بعد الثانوية جلست في ذلك المنزل بدون أي عمل، محاولات أبوي في إعادة عزيمتي للخروج للعمل كانت عبثاً، إلى أن ذقت ذرعاً بإلحاحهما ذاك، لذا خرجت من المنزل..!
فسألته: هل هذا هو سبب هروبك من المنزل حقاً؟ أليس مبالغاً فيه قليلاً.
إلتزم الصمت لفترة طويلة من الزمن، لكنه سرعان ما تنفس الصعداء و قال لي بعجز: حتى أنت إستشعرتي في كلامي الكذب..؟
فقال لي: في الحقيقة، كان هذا بعد تخرجي من الثانوية بفترة، في ذلك الوقت تعرضت أمي لحادث مما جعل الاطباء يستأصلون رحمها حفاظاً لصحتها، و هذا الشئ جعل أبي يتبنى طفلاً ،لسبب ما شعرت بأنني غير قادر على ملئ عين أبي، لذا لم أستطع تحمل شعور المرارة و عدم الرغبة في وجودي ،لذا هربت من المنزل.
ثم واصل كلامه بإنزعاج: دعينا ندع هذا الموضوع جانباً، على كل! بعد هروبي من المنزل عشت في شقة مستأجرة، كان بحوزتي مبلغ معقول من المال لكنه لم يكفي، لذا إضطررت للإستعارة المال، مجموعة الرجال الذين كانوا يلاحقونني كانوا من إستعرت منهم المال و لم أستطع سد ديوني لحد الآن.
بعد أن انتهى من كلامه، ظللت فترة من الزمن أستجمع كلماتي ، و بالفعل جمعتها و قلت له: أنا لم اشعر قط بدفء أو حتى معنى كلمة "أبوة" لذا لا حق لي في أن أمرك بأن تعود لمنزل أبيك، لكنني أعرف معنى كلمة "أمومة"، لهذا يجب أن تذهب لكي ترى أمك.
حاول الكلام عندها لكنني قاطعته وقلت له: بجانب ،من تبنى هذا الطفل على حد كلامك كان والدك و ليس والدتك، لذا يجب أن تذهب لها بأسرع وقت، للأنني متأكدة بأنها لم تكن تريد بديلاً عنك.
إلتزم الصمت عندها و إكتسا به، فتنهدت و سألته: إذن، لماذا كانت ليليان تقول بأنت كنت ترتاد السجن بفترات متقطعة؟
فقال لي و هو ينظر للجانب الآخر: كان بسبب السرقة.
فقلت له بدهشة: سرقة؟ هل تعني بأنك قد سرقت؟!
عندها وضع يده على فمي للإسكاتي و قال بغضب: لا ترفعي صوتك هكذا!
عندها أبعد يده عني، فتنهد و قال لي: عندما رأيتك ذلك اليوم في السجن، إستنتجت تلقائياً بأن لوي سوف يكون معك، لذا مثلت بأنني لا أعرفك، و بالفعل كان تخميني في محله، حيث أن لوي كان في الخارج.
تنهدت وقلت له مغيرة الموضوع بحزم: الأهم من هذا! سوف تذهب لرؤية والدتك عندما يحل الصباح!
وقت الظهيرة الساعة 12:00
في ذلك الوقت كان كل مني، جاك و هانتر قد إستيقظنا من النوم للتو، جلسنا جميعاً بالاضافة للوي على مائدة الافطار بعد أن حضر لوي كل شئ بنفسه، في نفس الوقت قلت لهم عما رواه لي جاك في الليلة الماضية مع محاولاته اليائسة للإسكاتي، بعد أن إنتهيت من كلامي قلت لكل من لوي و هانتر بأن جاك سوف يذهب لزيارة أمه اليوم سواء أراد هذا أم لم يرد.
فقال هانتر بدهشة: مذهل! متى إستمعتي لكل هذه القصة؟
أخذت ألوح في الهواء بعلامة "لا" بيدي، و قلت له: دعنا نترك هذا الموضوع جانباً.
عندها همس جاك في أذني بنوع من الغضب: أنت! ألم أقل لك بأن لا تخبري لوي بالامر؟!
فقلت له بمكر: لا أتذكر بأنني قد وافقت على شرطك.
فكتف لوي يديه وقال: لكن اولاً، يجب أن نفعل شئ حيال هؤلاء الذين تدين لهم بمال.
شد جاك على قبضته و صك أسنانه بقوة، و قال بمرارة: صحيح، أعتقد بأنني سوف أطلب من أبي مالاً.
فقال له لوي بحزم: مرفوض.
رفعنا رأسنا جميعاً للنظر للوي بإستغراب، فسأله هانتر بسذاجة: ماذا تقصد؟
فأجابه بهدوء: حل جاك مرفوض، لا يجب عليك أن تهدر أموالاً من أجل نفاية مثلهم.
ثم قال له: عندما كنت تقوم بأعمال السرقة، هل كنت تفعل هذا بمفردك؟ لا أعتقد، لقد كنت مع هؤلاء الرجال، صحيح؟ من المحال على صبي مدلل عاش في الثراء بأن يتقن أشياء مثل هذه حتى لو إستغرق الشئ منه أشهر عديدة.
إلتزم جاك الصمت معلناً إستسلامه، بينما هانتر قد وضع يده على خده و قال: لدى لوي وجهة نظر في رأي.
فسألت لوي عندها بحزم: على كل، مالذي تحاول قوله؟
فأجابني بهدوء: ما أقوله هو بأن من كنت معهم من رجال لا يستحقون رد الدين لهم.
فقال جاك عندها: لكن إن لم أسدد ديوني فسوف يظلون يلاحقوني إلى آخر العالم.
عندها إلتزم لوي الصمت للحظات، ثم سأله: هل المبلغ الذي إستعرته من كل واحد فيهم كان كبيراً؟
فأجابه: لا، في الحقيقة كانت مبالغ عادية و بسيطة، لم تكن صغيرة أو كبيرة، للأنني كنت آخذ منها الايجار لشقتي المتهالكة تلك، و طعامي اليومي فقط.
عندها ظل لوي يلوح بيده في الهواء بدون مبالاة و قال له: لا تقلق، لم يستطيعوا فعل شئ بهذا الدين و هم مجموعة من حثالة المجتمع.
فضربت بيدي على الطاولة و قلت لهم مغيرة الموضوع: على كل حال! سوف نذهب اليوم لمنزل جاك، هل فهمتم؟!
الساعة 8:00 ليلاً
بعد أن أخذنا سيارة أجرة، رأينا أنفسنا أمام ذلك القصر الشاسع في مساحته، و كأنه كان ينطح الاشجار التي على جوانبه، حديقته واسعة مغمورة بمختلف أنواع النباتات التي اعرفها و لا أعرفها، أما المنزل ترى فيه الكثير من النوافذ الزجاجي من مظهره الخارجي، كان هذا المنزل و حديقته معه محاطان بسور من قضبان حديدية سوداء، ما دخلنا من تلك البوابة بدون إذن، حتى أخذنا نتمعن في تلك الروضة الواسعة!
و نحن نشق طريقنا للقصر، و في وسط الحديقة الواسعة تلك، تحت أحد الاشجار واسعة الظل و التي يمتد جذعها المتين المتهالك ليكون اعلى الاشجار المتواجدة هناك، كان هنالك رجل كبير في السن يبدو عليه بأنه البستاني هنا أو ماشابه، ما إن رآنا من بعيد، حتى إنتصب على رجليه مع أن كبر سنه حتم عليه بأن لا يفعل هذا، لكنه فعل و توجه لنا بخطا ثقيلة صعبة، ما إن وصل لنا، حتى نفذت طاقته تقريباً، بجانب أن بصره يبدو منعدماً تقريباً، لكنه يستطيع أن يميز الاشخاص الذين يعرفهم، بالاضافة بأن الرؤية في الظلام صعبه، لذا سقط على جسم جاك القوي و الضخم، إهتز جاك قليلاً لكنه سرعان ما ثبت في مكانه و أمسك الرجل العجوز من ذراعيه لكي يساعده على الوقوف، و قال بدهشة: جوزيف! ألا تزال هنا؟
فقال هانتر و قد رفع أحد حاجبيه: بالاحرى، كيف لا يزال على قيد الحياة؟
فسحبت أذن هانتر و قلت له بغضب: إنتبه لكلماتك!
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
.
.
،*
Laugh until tomorrow ♡
رد مع اقتباس
  #150  
قديم 05-20-2014, 03:46 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://im88.gulfup.com/3A1OmG.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

فسحبت أذن هانتر و قلت له بغضب: إنتبه لكلماتك!
بينما ذلك الرجل العجوز قد قال لجاك بصوت ضعيف: و كيف لي بأن أخرج من هذه الحديقة؟ لا أستطيع أن أخرج منها ابداً، على الاقل إلى حين عودتك ايها السيد الصغير.
فجأة، سمعنا أصوات أناس آخرين، عندما وجهنا نظرنا لمصدر الصوت رأينا مجموعة من الناس، على ما يبدو بأنهم المزارعين هنا كذلك، ما إن لمحت أبصارهم وجه جاك، حتى بدأ كل فرد منهم بالغناء و التهليل فرحاً مع أن الضوء الوحيد الموجود كان من أعمدة النور و القمر فقط! ثم أخذوا يتجمعون عليه واحد تلو الآخر حتى كنا نحن الثلاثة خارج الصورة تماما!
فقال هانتر بنوع من الدهشة: مذهل! يبدو بأن الخدم يعشقون صديقكم.
أطلقت قهقهة مزيفة عندها، ثم نظرت للوي للأراه يحدق في جاك بنظرات غريبة، لم تكن غضباً أو فرحاً أو حتى حزناً، كانت نظرات رغبة و غبطة، و كأنه يريد ان يكون مكانه أو ماشابه !
عندها أمسكت ذراعه و ظللت أهزه يميناً و شمالاً، إلى أن أفاق و قال لي مباشرة: ماذا؟
فقلت له بغير رضى: لا تقل لي "ماذا"، إلى أين شرد ذهنك للتو؟
فنظر للأسفل و قال: لا.. لا تهتمي.
بعد هذا، خرج جاك من حشد المزارعين ذاك، كم عدد المزارعين هنا على أي حال؟ أليس كثيرا؟ لا يهم! على كل حال، خرج جاك من الحشد و أعطانا وجه بحيث يقابل باب الخروج، فأخذته و جعلته يعطيني ظهره مرة أخرى و أخذت أدفعه لكي يتقدم و يدخل القصر و أنا أسأله: لماذا تراجعت الآن؟
فقال لي بغضب: لم أكن موافقاً من الاساس عن هذا، بجانب أن أحد الخدم قال بأن أبي يريد رؤيتي، لهذا..
عندها دفعته أكثر و أكثر، بينما لوي و هانتر ظلا يتبعاني، إلى أن وصلنا لبوابة القصر الامامية، فأبعدت يدي على ظهره ووضعتهما على خصري، و قلت لجاك: تقدم أنت اولاً.
إبتلع ريقه عندما رأى إصراري، لكنه سرعان ما تنهد و تقدم للباب، أمسك مقبض الباب و ظل هكذا لفترة طويلة من الزمن، فأخذ نفساً عميقاً ثم فتح الباب، ما إن فتحه و دخلنا معه إلى داخل القصر، حتى جمد جميع الخدم الذين كانوا يعملون هناك في مكانهم مصدومين، دخلنا بعده و أغلقنا الباب، و بدون أي كلمة من أي أحد منا أو من الخدم، فجأة! تعالت صرخاتهم البريئة في أرجاء القصر حتى اننا سمعنا صداها و هم يهتفون بإسم "جاك"، أما كبار السن من الخدم قد فاضت أعينهم من عبرات حارة تحمل في طياتها شوقاً عميق !
بعد أن هدأ الوضع، تقدم جاك للأحد الخدم و سأله: أين أمي؟
أنكس رأسه و أجابه: السيدة هيلين أصيبت بحادث..
عندها فتح جاك فمه لكي يتكلم، لكن الخادم لم يسمح له و قال له بنبرة قاطعة: لكنها بخير لذا لا تقلق!
فتنفس جاك الصعداء بإرتياح، فجاوبه الخادم و هو لا يزال ينظر للأسفل: إنها في غرفتها الآن.
فصعد جاك الدرج الذي قد فرش بتلك السجادة الحمراء ذات الاطار المذهب، فتبعناه نحن، إلى أن وصلنا للطابق الثاني، ظللنا نتبع جاك الذي كان يشق طريقه إلى غرفة والدته، بينما هانتر كان يجوب بنظره في المكان الفخم بدهشة، و نحن نمشي توقف هانتر أمام لوحة ذات إطار مذهب باهت، فتوقفت أنا و لوي لكي ننظر للوحة، رأينا إمرأة جميلة، ذات شعر كستنائي طويل منسدل على كتفيها، جسم رشيق و ممشوق، كانت جالسة على كرسي مطلي باللون البني و مزخرف عند الظهر، و ترتدي ذلك الفستان الاحمر الطويل المرصع بالاحجار الكريمة و الكريستال، لكن مالفت إنتباهي و شد مخيلتي أكثر هو أعينها الواسعة ذات اللون البني، و ما جعلها تصبح أكثر جمالاً و رقياً هي تلك الاهداب الطويلة.
وقفت أمام الصورة و أنا أتذكر، إنها السيدة هيلين والدة جاك! لقد رأيتها في مرات قليلة عندما كنا نأتي لمنزل جاك في أيام الثانوية، لكن يبدو بأن هذه الصورة قد رسمت عندما كانت السيدة يافعة لذا لم أعرفها.
قطع حبل أفكارنا لوي و هو يقول لي أنا و هانتر: لقد ذهب جاك.
عندها رجعت للمشي مرة اخرى بعدما أطلقت ضحكة خفيفة للأن عقلي قد شرد و أنا أحدق في الصورة، بدأت أمشي بمحاذاة لوي ،أمام هانتر و خلف جاك الذي كان يسرع أكثر فأكثر.
إلى أن توقف جاك أمام أحد الابواب اخيراً، أمسك مقبض الباب و ظل هكذا لفترة طويلة من الزمن، فقال له هانتر بضجر: ماذا تفعل؟ إفتح الباب بسرعة.
عندها نظرت لوجه جاك، كان ينظر للأسفل و يده ترتجف بشكل غير ملحوظ، فقلت له مواسية: لا تقلق، لقد قال الخادم بأن والدتك بخير، أليس كذلك؟ لذا وجودك حولها الآن سوف يسعدها أكثر!
فجأة تكلم لوي قائلاً: لا تعقد آمالاً كثيرة، جاك.
فإلتفتنا له جميعاً، ثم أكمل كلامه قائلاً: ملامح ذلك الخادم لا توحي لي بأن كل شئ بخير، لذا لا تصدم إذا تغيرت والدتك قليلاً.
لم يتكلم جاك ولو بكلمة واحدة، كان جسده المرتعش هو الذي يتحدث، و كأنه كان يذوي بصمت، لكنه سرعان ما تنفس بعمق و فتح الباب، فدخلنا ورائه مباشرة و اغلقنا الباب، كانت غرفة واسعة مثلما توقعت، مغطاة بورق جدران مزخرف ذا لون كستنائي قاتم، الاثاث على طراز العصر الفكتوري في بريطانيا، و يوجد نافذة بحجم أكبر من باب الغرفة تؤدي إلى شرفة تجعلك ترا الحديقة بأكملها.
لم أسمع أي صوت منذ أن دخلت، ما سمعته هو صوت تلك المرأة و هي تقول: من هنا؟
وجهت نظري لمصدر الصوت، كان هناك جسد إمرأة جالس على ذلك السرير، يملك نفس الشعر الكستنائي الذي رأيناه منذ قليل في تلك الرسمة المتقنة، لكن ما أردت رؤيته حقاً كان مخفي خلف تلك الضمادة البيضاء، نعم، كانت عيناها مخفيتان خلف ضمادة بيضاء طبية، هل تعلمون ما معنى هذا؟
بينما أنا أحدق في تلك المرأة التي هي والدة جاك، تقدم هو الآخر لها ووقف أمام السرير، فأخذت المرأة تقترب منه أكثر و أكثر، و قد كانت تصدر أصوات تدل على انها تستعمل انفها لتفحص رائحته أو ماشابه، فجأة قالت بصوت يبدو بأنه قد تم إنعاشه من جديد: هذه الرائحة، جاك ..
لم يسعني أن أكمل النظر لهما، تتالت الاحداث بسرعة في تلك اللحظة، فقد وضع هانتر يده على كتفي بدون أي كلمة، عندما نظرت له رأيته يشير بإصبعه السبابة على مكان ما بدون أي كلمة، فوجهت نظري إلى ذلك المكان، فرأيت صبي يافع، مقعد على كرسي متحرك، شعره محاك بخيوط الشمس الذهبية ذاتها، عيناه واسعتان بشكل جميل، ممتلئتان بحبر أخضر براق يسحر أي ناظر لهما، بشرته بيضاء مثل طفل حديث الولادة، لحظة!
حدقت به و بتمعن هذه المرة جيداً، فجأة مرت على بالي صورة تلك المرأة مرة اخرى، الشخص الذي يشبهها تماماً على حد قولها، لا، بل أجمل منها! فقلت متمتمة و بصدمة: ك-كارولينا ..؟
جئت لكي أتقدم له، على ما أذكر بأن كارولينا قالت بأن أخوها الاصغر قد تم إختطافه عندما كان عمرها خمسة عشر سنة، و هي لم تراه منذ ذلك الحين، بجانب أن هذا الصبي الذي أمامي متبنى على حد كلام جاك، إن كانت توقعاتي صحيحة فهو أخ كارولينا الاصغر..
فجأة أمسكني لوي من يدي لكي يمنعني من التقدم للفتى، ثم جعلني ألاصق جسمه تماماً مما جعلني أشعر بالخجل، و قال لي هامساً في أذني: إنتظري، لا تتسرعي..
فسألته بنوع من الغضب: لماذا؟
فأجابني بهدوء: أعلم ما تفكرين به، لكن ليس هناك دليل قاطع بأن هذا الصبي شقيق كارولينا، بجانب انه متبنى و هو يحمل اسم هذه العائلة الآن، هل تعرفين معنى هذا؟ بالاضافة بأن كارولينا الآن في السجن.
فقلت له :لكن يجب أن نعلم إن كان هو أخ كارولينا أم لا، صحيح بأننا لم نستطيع فعل شئ مادام يحمل إسمها، لكن على الاقل يجب أن أخبر كارولينا بأن أخاها بخير!
إنضم هانتر للمحادثة وقال هامساً هو الآخر: لكن كيف نتأكد بأنه هو؟
فأجابه لوي: كارولينا قالت بأن اسم أخيها هو ماثيو، لذا سوف أسأل هذا الفتى عن اسمه، لا أعتقد بأنهم قد غيروه ايضاً.
قطع حديثنا جاك و هو يقول بنبرة غريبة: لماذا تتهامسون ؟!
فقلت له بإبتسامة مصطنعة: لاشئ !
عندما تكلمت، تحركت السيدة هيلين قليلاً من مكانها، و قالت: هذا الصوت.. كاثرين..
شعرت بالفرحة نوعاً ما، مع انني لم آتي لمنزل جاك كثيراً عندما كنت في الثانوية، إلا انها تتذكر صوتي..
إبتسمت و الضمادة تغطي عينها مما جعل المنظر غريباً قليلاً، و قالت :فهمت، أصدقائك لا يزالون بجانبك، جاك.
ثم سألته: أين لورين؟
فأجابها :إنها ليست هنا.
إختفت الابتسامة من وجهها، أو للأكون أدق فعضلات فمها قد رجعت إلى حالتها الطبيعية، لم تبتسم أو تعبس، مثل الوعاء الفارغ، حتى لم كانت حزينة بالفعل لم نكن لنعرف، لم أعرف إن كانت سعيدة أم حزينة، من المستحيل تحديد ما يفكر به الشخص إن كان يفتقر للعين، فجأة تكلم لوي و قال :أنا متأكد بأن لورين سوف تسعد للأنك تذكرتيها، لذا لا داعي للإحباط.
إلتزمت السيدة هيلين الصمت، فإبتسم لوي هو الآخر و قال: كما توقعت، يبدو بأنني ضيف غير مرغوب فيه هنا.
فجأة أعطانا ظهره و سار حيث الباب لكي يخرج، لكن فجأة و في نفس الوقت دخل رجل بالغ، عريض المنكبين و طويل القامة، شعره أسود مائل للرمادي و أعينه فارغة مثل بقعة حبر صماء، مثل جاك تماماً، السيد ستيفين، والد جاك!
وقف هناك حيث مدخل الغرفة، كان ينظر للوي الذي كان على وشك أن يخرج بنظرات إستعلاء و إستحقار، أم كانت نظرات حقد و كراهية، لا أعلم، بينما لوي كان يحتفظ بهدوئه و رزانته كالعادة حتى لو كان أمام ملك دولة ما! أو للأكون أكثر صدقاً في وصف الموضوع، ربما كان لوي هو من ينظر لوالد جاك بإستصغار، لكن ما أثار دهشتي أكثر هو بأن السيد ستيفين لم يكلف نفسه للنظر لجاك حتى !
فجأة تكلم السيد ستيفين و قال لنا: لا داعي للعجلة، بما أنكم هنا لماذا لا تجلسوا معنا.
ثم نادا أحد الخدم و قال له: خذهم إلى الحديقة الخلفية.
إبتسم لوي بثقة بدون أن يتكلم و لو كلمة واحدة للسيد ستيفين، ثم مشا مع الخادم الذي كان يقوده لتلك الحديقة المنشودة، عندها قال لي هانتر: ألا يجب أن نذهب معه؟
أخذت نفساً عميقاً و قلت له: معك حق.
كنت سوف أكلم جاك، لكنني رأيته يتبادل النظرات مع ذلك الفتى المقعد بهدوء شرس، فكسرت حاجز الصمت و تقدمت لذلك الفتى و قلت له: مارأيك بأن تأتي معنا، ايها الفتى؟
ظل ينظر لي بدهشة، لكنه سرعان ما قال بهدوء: اسمي إيان.
إبتسمت و قلت :إيان، ياله من اسم جميل، من سماك ؟
فأجابني بهدوء أكثر: السيدة هيلين.
فقال هانتر بدهشة: السيدة هيلين ؟ لحظة إذن-
قاطعته و قلت لإيان: سوف تأتي معنا على كل حال، إيان.
ثم توجهت حيث المقابض التي تدفع الكرسي المتحرك، و أخذت أدفعه لاحقة بلوي ووالد جاك، عندها تبعني جاك و هانتر، على كل، و نحن نمشي، قال هانتر لجاك و قد وضع يديه خلف رأسه: ليس من اللائق أن تجعل فتاة تدفع كرسياً متحركاً و أنت هنا، جاك.
فقال له جاك: أليس الامر ينطبق عليك ايضاً، ايها القصير؟
فإبتسم هانتر بثقة وقال لجاك بمكر: حسناً، الامر مختلف بالنسبة لي قليلاً.
فجأة تلقى هانتر ضربة على رأسه من جاك، فقطعت حديثهما ذاك و قلت لجاك: أين تلك الحديقة على كل حال؟
فأجابني: حسناً، إنها ليست حديقة كما تعلمين ..
قادنا جاك حيث مصعد يؤدي إلى ذاك المكان المنشود، عندما وصلنا اخيراً، كان المكان اشبه ببركة مياه واسعة جداً و عميقاً نوعاً ما، كراسي للجلوس و طاولة بالقرب من البركة ،و قد كانت مساحة البركة مفتوحة على الحديقة الخلفية، و هناك كان هناك ايضاً كراسي و طاولات للجلوس في الهواء العليل و بين تلك الاشجار التي تبعث الراحة في النفس، لكن ما سحرني، هو إنعاكس ضوء من الماء على وجه كل من يقترب من تلك البركة، و الاضواء الصفراء التي كانت في الخارج قد أنارت الحديقة بشكل جميل بين عرصات الظلمة.
هناك بعد أن خرجنا من المصعد، رأينا لوي ووالد جاك، كانا هادئان بشكل غريب و مريب ينظران لبركة المياه، عندما حاولت الاقتراب منهما، أوقفني هانتر و قال: توقفي، يبدو بأن الامر مثير لاهتمام.
إبتعلت ريقي و ظللت أنظر لهما عن كثب، للأن المصعد لم يكن مفتوحاً على ذاك المكان تماماً، بل يجب أن تعبر بهو يقودك للمكان، لذا وقفنا هناك ننظر لهما بهدوء.
فجأة بدأ السيد ستيفين الحديث و قال للوي بإبتسامة قد كساها الزيف: لماذا أنت صامت هكذا ؟قل شيئاً.
فتنهد لوي بضجر، ثم قال له: سوف أسألك سؤالاً، سيد ستيفين، هل تتحدث للحشرات؟
جمدنا مكاننا، بينما السيد ستيفين قد إعترته الدهشة! فأكمل لوي كلامه قائلاً: للأكون واضحاً أكثر، البشر لا يتكلمون للحشرات.
إحمرت عينا السيد ستيفين آنذاك غضباً، و قال بجموح: من تعتقد نفسك لكي تكلمي بهذه الطريقة؟! أنت السبب! لو لم تكن موجوداً، لما إختفى جاك من أمام ناظري، لما كانت هيلين لتفقد بصرها.
إبتسم لوي قليلاً، و قال له: أتقول بأنني السبب في فقدان السيدة هيلين لبصرها؟
فأجابه بجموح أكثر من ذي قبل: نعم، قبل شهر تقريباً، عندما يأسنا من رجوع جاك، خرجت هيلين بمفردها للبحث عن جاك، لكن إنتهى بها الامر بحادث مروري أودى ببصرها.
عندها أطلق لوي ضحكة قد إرتد صداها في المكان إلى مسامعنا، و مما جعل أبداننا ترتعش بشكل غريب، بعدها قال: لم أتوقع أن تكون عقليتك صغيرة لهذه الدرجة، سيد ستيفين.
ثم أردف برزانة: اولاً إنها غلطة جاك للأنه كان يتطلع أن يكون في القمة دائماً، حتى الملوك القدماء و العظماء و قادة الجيوش المشاهير قد تم إسقاطهم، لذا لا يجب أن تتوقع بأنك سوف تظل في منصبك هذا إلى الابد، أما بشأن السيدة هيلين، حسناً، هي بإرادتها من فعلت بنفسها هكذا، لابد بأنها كانت تعلم بأن الخروج هكذا في مدينة، بجانب انها لم تعتد على الخروج لمدينة العامة بدون سيارة أو حرس، لذا هي كانت مستعدة للأي شئ على الارجح في سبيل إيجاد ابنها، على عكسك أنت الذي لم تكلف نفسك حتى بالنظر له.
بعدها كتف يديه و قال لوالد جاك بحدة: بجانب، لا تدخلني في مشاكل قد حدثت بينك و بين والدي.
فجأة صرخ والد جاك صرخة قوية هو الاخر و قال: اخرس!
فجأة، حرك السيد ستيفين ذراعيه لكي يدفع لوي ليقع في بركة المياه، و بالفعل وقع فيها لنسمع جميعاً صوت سقوطه العنيف في الماء، ظللنا للحظات طويلة ننتظر، لكن الجواب كان هدوئاً قاتلاً، ولوي لم يخرج لحد الآن من الماء!
إبتلع جاك ريقه و قال بنوع من الخوف: إنه لم يخرج من الماء ..
فركضت نحو البركة بسرعة و غطست فيها أنا الاخرى، و بالفعل كانت عميقة نوعاُ ما مثلما توقعت، هناك كان لوي يترنح في الماء محاولاً السباحة لكنه لم يستطع، حسناً لا أقول لكم بأنني محترفة في السباحة و الغوص لكنني مقبولة في هذا المجال نوعاً ما، على كل! توجهت نحو لوي الذي كان قد فقد وعيه مؤخراً، أمسكت ذراعه و حاولت الارتفاع به للسطح بدون فائدة، فهو أثقل و أطول مني..
للحظات إعتقدت بأنها نهايتي، رؤيتي أصبحت شبه منعدمة بسبب الماء و أنفاسي بدأت تنفذ رويداً رويداً، مع هذا كنت لا أزال ممسكة بلوي و بصعوبة شديدة، عندما نفذت آخر أنفاسي، تركت ذراع لوي بحيث أمسك صدره، و بالفعل نجحت، طوقت ذراعي حول صدره و شددت عليه و أنا أحتضنه!
إلى أن رأيت هانتر و جاك ،ثم لم أعي ما كان يحدث حولي..
فتحت عيني للأرى نفسي في نفس المكان الذي كنت فيه منذ قليل، حيث الحديقة الخلفية، كان أول وجه قد رأيته هو وجه جاك، في تلك اللحظة، لم أعرف إذا كان ما تساقط علي من وجه هو ما علق فيه من ماء البركة، أم دموع، إختلط علي الامر و لم أستطع حتى أن أدرك المكان الذي أتواجد فيه و حتى الزمان! إلى أن أفقت اخيراً!!
عدلت جلستي بعد أن كنت مضطجعة، نظرت حولي فرأيت هانتر و ذلك الصبي المقعد المدعو إيان بالاضافة لجاك طبعاً، نظرت حولي أكثر فلم أرى ما كنت أبحث عنه، فسألتهم بعجلة: أين لوي؟!
فقال هانتر و قد رفع أحد حواجبه: لماذا الصراخ؟
إحمر وجهي عندها خجلاً، فأطلق هانتر قهقهة قد دوى صداها في المكان و اجابني: لقد تم نقله للأحد غرف هذا القصر ..
ثم اردف: نحن يجب أن نبيت هنا الليلة، فقد تأخر الوقت، بجانب أنك أنت و لوي مبللان بالماء لذا لا تستطيعان الخروج.
الساعة 10:00 ليلاً
تمت قيادتي للغرفة التي سوف أنام فيها هذه الليلة، بالنسبة للوي فغرفته بجانبي، أما هانتر بجانب لوي، على كل! ما إن دخلت الغرفة حتى ذهلت عيناي مما رأيت، غرفة واسعة المساحة، مغطاة بورق جدران مزخرف بزخرفة نباتية فاتنة، أثاث مرتب و متقن الصنع، و قد كان هناك مصباح متدلي من السقف يبعث في المكان ضياء مائل للذهبي.
كنت أضع على رأسي منشفة بيضاء، ما إن دخلت حتى رميتها على الارض و أنا أحدق بالمكان، فقطعت تلك الخادمة التي قد وصل بها الزمن مواصيله حبل أفكاري و هي تقول: يمكنك إستخدام الحمام هنا، و أنا سوف أحضر لك الملابس.
كانت خادمة كبيرة في السن، وجهها قد غزته تجاعيد و علامات تقدم السن بها، لكن عينها كانت تزال زرقاء لامعة، أما شعرها فقد كان أبيضاً ممزوجاً بشعر أشقر قد بدأ يختفي رويداً رويداً وراء ذلك اللون الابيض.
شكرتها ثم إنصرفت لجلب الملابس المزعومة، فخلعت ملابسي و دخلت الحمام، كان مثل المتوقع راقي يليق بالغرفة نفسها، على كل! ملأت حوض الاستحمام بماء ساخن، ثم دخلت داخله و مددت أطرافي بأكملها للأنه كان واسعاً، ثم أدخلت رأسي و جسمي بأكمله داخل الماء لكي أبحر قليلاً لعالم العدم، أريد أخذ فترة نقاه و لو كانت قصيرة بسبب اجترار هذه الاحداث الغامضة..
حديث لوي ووالد جاك، السيد ستيفين، هذا ما كان يشغل بالي و أنا غارقة في حوض الاستحمام هذا، حسناً، لا أعتقد بأنني قد فهمت شيئاً، لكن لوي و على عكس عادته قد قلل من قدر الذي أمامه هذه المرة، و أنا أعني ما أقوله، هو عادة ما يحب إحراج الناس و إسكاتهم و إفحامهم في المناقشات الجادة لكنه لا يقلل من قدرهم، لكن هذه المرة مختلفة، لقد سأله "هل الانسان يكلم الحشرات".. أليس هذا يعني بأنه يعتبره مجرد حشرة؟ لكن لماذا؟ هل بسبب الشجار الذي كان يتكلم عنه بين والد جاك ووالده..؟
أشعر بأن رأسي يدور بمجرد التفكير في هذه الامور المعقدة!
بدأت الاسترخاء بدون شغل ذهني بأي شئ ،بعد أن مضى الوقت و شعرت بأن جلدي قد بدأ يتجعد من الماء، إنتصبت على رجلي و لففت منشفة طويلة بيضاء حول جسمي، ثم خرجت، للأرى ملابس موضوعة على السرير، توجهت نحوها و أخذت أنظر لها، كان عبارة عن رداء أحمر بدون كم يصل للركبة، محدد بخطوط مذهبة عند أسفل الصدر ..
أمسكته لكي ألبسه، لكنني توقفت قليلاً و أخذت أتحسس القماش جيداً، إنه مصنوع من الحرير، الحرير الطبيعي!
وقفت مكاني أفكر و أنا مندهشة، حتى لو كنت ضيفة ألا يوجد أي رداء من حرير صناعي أو قطن؟ أم هذا شئ طبيعي بالنسبة للناس الاغنياء يا ترى؟ أليس الحرير الطبيعي غالي الثمن لكي يعطونه لضيف لكي يترديه؟ أم أنا بدأت أفقد حاسة اللمس يا ترى؟!
عندما أدركت بأن لا طائل من التفكير، إرتديته بصمت، ثم ذهبت للمرآة أنظر لنفسي، فجأة! فتح الباب لتظهر تلك الخادمة العجوز مرة اخرى، فقالت لي بإبتسامة: هل أعجبك الرداء؟
شعرت بالخجل و قلت لها بتلعثم: ن-نعم، شكراً.
فجأة تلاشت الابتسامة و لم ينطق وجهها بأي ملامح، ثم تقدمت لي و قالت لي بأن أجلس لكي تمشط شعري بنفسها، حاولت الرفض لكنها أصرت، عندما جلست، أخذت شعري الاشقر بين يديها ثم أخذت تمسح عليه و هي تبتسم، بينما أنا صامتة، قالت لي: تملكين شعراً جميلاً، إنه يلائم مع الرداء الاحمر.
تصنعت الابتسامة و قلت لها: ح-حقاً؟ شكراً.
ثم سألتها محاولة فتح موضوع ما: هل تقدمون للضيوف هذه النوع من الملابس دائماً؟
فأجابتني بعد أن تغيرت نبرة صوتها: لا، في الحقيقة السيد جاك هو من أمرني بأن أعطيك هذه الملابس.
إلتزمت الصمت لفترة، ثم قلت لها بإبتسامة مصطنعة: إذن، هل هذه الملابس كانت ملك أحدهم؟
أنكست رأسها للأسفل و قالت لي: كان من المفترض أن تكون هدية خطيبته.
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
.
.
،*
Laugh until tomorrow ♡
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أحبگ بقلمي خـبـلات لـلابـد❤ نثر و خواطر .. عذب الكلام ... 7 07-23-2012 09:32 PM
فَمَا طَمَعِي في صَالِحٍ قَدْ عَمِلْتُه/ الامام علي بن أبي طالب فــهــد أحمـد الــحقيـل قصائد منقوله من هنا وهناك 2 04-09-2010 02:41 PM
لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا حمزه عمر نور الإسلام - 1 12-07-2009 11:31 AM


الساعة الآن 09:01 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011