عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree1249Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 8 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
  #306  
قديم 10-01-2014, 10:14 PM
 
اهلا ..!
كيفك حبيبتي ان شاء الله بخير ..!
انا متابعة جديدة لــ رواية ..!
الرواية بحق رائعة ..!
انا صراحة من محبين روايتك ..!
قرأت جميع روايتك ...!
كلها كان يلفها الغموض ..!
ما عدا الرواية الأولى ..!
روايتك الثانية كانت رائعة ..!
و لكن ارجوكي اجعلي النهاية نهاية جميلة ..!
لا تجعليها حزينة ..!
ارجوكي ..!
رجا حار ...! << بعرف تمادت ..!
اتمنى التنزلي البارت في أسرع وقت ..!
و طبعا ما تنسي دراسنك هي الأهم ..!
اتمنى ترسليلي البارت القادم ..!

في أأأمــــــــــــــــ الله ــــــــــــان ..!
R i m a#! and IЯêЙØ like this.
رد مع اقتباس
  #307  
قديم 10-04-2014, 10:41 AM
 
إستسلمت في النهاية للنوم، لكن عندما كنت بين عالم الواقع و الاحلام، قال لي لوي كلمة قد قبعت في ذاكرتي و لم تتزحزح منها مع كوني نصف واعية، نعم، لقد قال ..وداعاً.
فتحت عيني بتثاقل شديد و عدلت جلستي على سرير ما، نظري مشوش و رأسي يؤلمني، ففركت عيني إلى أن إتضحت الصورة أمامي بشكل تام، كنت في غرفة نوم مختلفة عن التي نمت فيها، بدلت نظري للنافذة للأرى الضوء متسلسل للغرفة مما يدل على أن الوقت نهار، إنتصبت على رجلي بهدوء، هذا المكان مألوف جداً بالنسبة لي، و أنا متأكدة.
إنتفضت مكاني بخوف فجأة، إبتلعت ريقي و توجهت نحو الباب المغلق و فتحته، كنت في شقة، الغرفة التي أنا فيها كانت في بهو معزول عن باقي الشقة و بجانبها غرفة اخرى، فخرجت من الغرفة و أخذت أشق طريقي خلال البهو، عندما تجاوزته عادت ذاكرتي لي فجأة، أنا في الشقة، الشقة التي عشت مع أمي و نيكولاس و هنري فيها.
عندما تدخل الشقة في البداية يقودك بهو معين للحمام الذي كان بقرب غرف النوم تقريباً، أما المطبخ و غرفة الطعام كانتا مفتوحتان على المكان بأكمله، و هناك كان نيكولاس و هنري جالسان، ما إن رأني هنري حتى إنتصب على رجله و توجه نحوي بصمت، فأمسكت قميصه بحيرة لا أعلم ماذا أفعل و قلت: هنري، أين لوي؟ و كيف أنا هنا؟
لاذ الاخير بجناح الصمت، فتسارعت ضربات قلبي و كأن أحداً قد طعنه بسكين سامة، شعرت بضيق فظيع و صعوبة في التنفس، أشعر بأن المكان هنا مختلف، الهواء و الناس، أشعر بأنني قد فقدت قطعة ما من جسمي، لا، بل قطع و ليس قطعة، لم أستطع منع نفسي ففاضت عيناي بالدموع ليضمني هنري لصدره، أنا أتذكر آخر مرة ضمني فيها هكذا، عندما ماتت أمي ..
إبتعدت عنه و مسحت دموعي، حاولت أن أسجنها خلف قضبان الصمود و نجحت بالكاد، عندها جلست مع هنري على طاولة الطعام، بينما نيكولاس قد أحضر لي كأساً من الماء لكي أشربه و أرشحه على وجهي، بعد هذا بدأ هنري الكلام قائلاً: لقد قال لنا لوي قبل ثلاثة أيام بأن نستعجل موعد رجوعنا هنا، و قد قال ايضاً بأنه سوف يجلبك لنا-
قاطعته و قلت بإندفاع: لماذا ؟!
إلتزم هنري الصمت، فتنهد نيكولاس و قال بحزم: إهدأي في البداية..!
أخذت نفساً عميقاً، عندها أكمل نيكولاس الكلام قائلاً بجدية: عندما سألناه عن السبب لم يجبنا بإجابة مقنعة أو حتى مفهومة، و عندما جلبك هنا ليلة أمس كنت نائمة و ذلك المدعو كارل يحملك فوق ظهره و ليس لوي.
توسعت عيني و لم أعد أفهم أين أرضي من سمائي، مالذي حدث للتو؟ قال لوي لنيكولاس و هنري بأن يعودا مبكراً ثم خدرني و جعلني أنام، و من بعد هذا جئت هنا على ظهر كارل، والسبب مجهول، قصة لا يصدقها عقل، حسناً، أعتقد بأن حياتي كلها لا يصدقها عقل .
قطع حبل أفكاري نيكولاس و قد أخرج دفتراً أسود اللون من جيبه و قال و قد قدمه لي: لقد قال كارل بأن نعطيك هذا، إنه من لوي.
تناولت الدفتر ثم إنتصبت على رجلي و توجهت عائدة إلى غرفتي، و أنا أمشي خاطبني نيكولاس قائلاً: ماذا تريدين على الغداء؟
فأجبته و أنا أعطيه ظهري: لا أريد شيئاً، و أرجوكما أتركاني وحدي لفترة .
عدت لغرفتي و أغلقت الباب ورائي، كانت الغرفة مظلمة و الضوء الوحيد هو الشمس لا غير، فإنهرت على ركبتي و قد سقط الدفتر مسبقاً، وضعت يداي على وجهي و أخذت أنتحب، إنه هذا الالم، إن هذا الالم مألوف و ليس غريباً، إنها المرة الثالثة التي أشعر به، المرة الاولى عندما فقدت أمي، و الثانية عندما فقدت أبي، أما الثالثة هي الآن، الألم الذي يلتهم جسمك مثل السرطان عندما تفارق شخصاً غالياً عليك قد إعتدت أن تراه كل يوم، يضحك، يغضب، يبتسم، يبكي، كل شئ قد ذهب الآن !
ألم لن يفهمه إلا من تجرع مرارة الفراق و صعوبته، سواء كان الغائب حياً أم ميتاً.
مر الوقت بشكل بطئ، و في كل دقيقة كان نفسي يضيق أكثر و أكثر، "لماذا الاشخاص الذين أحبهم يختفون بالتوالي من أمام عيني؟" هذا السؤال الذي كنت أسأل نفسي إياه، على الاقل يجب أن يخبرني السبب .
فكرت، حتى لو قال لي كان يعلم بأنني سوف أرفض لذا سهل الموضوع على نفسه، أنا قلقة، قلقة بشأنه! هكذا و بدون مقدمات يختفي من أمامي و يعيدني إلى حيث كنت، و كأنه يعيدني إلى نقطة البداية بعدما خضت كل هذه المغامرات و قابلت كل هؤلاء الاشخاص! أمر لن يتقبله أي إنسان مهما كان قلبه واسع.
إمتلأت وسادتي بالدموع الحارة و شعرت بالحرارة تسري في جسمي مع أن الشتاء قد طرق أبواب السماء، أنفي يسيل و عيناي بدأتا بالانتفاخ، بقيت مضطجعة على السرير مثل الجثة الحية إلى أن خيم الليل في المكان مما جعل الغرفة التي كانت أنوارها لا تزال مغلقة مثل الديجور البهيم.
ترجلت من على السرير اخيراً و فتحت الانوار، نظرت للساعة للأراها العاشرة ليلاً، ليقع نظري بعدها على الدفتر الاسود، أخذت نفساً طويلاً و جلست على السرير ثم فتحته، أول صفحة كان مكتوب فيها إسم لوي و إسم عائلته.
إنتقلت للصفحة الثانية التي كان مكتوباً فيها ..
كانت ليلة ممطرة ببرقها و رعدها، هناك أسفل قبو منشود مظلم كان ينير تارة و يظلم تارة بسبب البرق، صرخات "لوكا" التي تكون والدي قد دوت في المكان و كأن روحها قد خرجت من جسدها ،تصلبت شراينها و شدت على قبضة يدها حتى إخرقت أظافرها راحة يدها و هي كانت تخرجني لهذا العالم، نعم، كانت عيناها الجميلتان قد فاضتا بالدموع و هي تقول "ماهذا القدر ؟" هذا ما كانت تقوله، منذ ولادتي و أنا ملعون، حملني رحم الاحزان و خلقتني ألوان العذاب، هذا أنا، أما الوصمة أو الدليل على هذا هي تلك الاعين العسلية و الزرقاء.
إسمي لوي، هذه صفحات حياتي التي أكتبها بالتدريج كل ليلة مرعبة أعيشها، كل ألم كنت أصارعه، و كل حزن كنت أتحمله، و بما أنك تقرأ هذه المذكرات يجب أن تضع في علمك بأنك لن تراني مرة اخرى، لماذا؟ للأنني لا أريد أن أثقل عليك بهواجسي للأنني أحبك، لا أريد أن أرى عين الشفقة منك فأفقدك ايها العزيز أو العزيزة مثلما فقدت أربعة أشخاص قبلك، نعم، فحبي لشخص ما يكون مثل اللعنة التي تلاحقه إلى أن تقتص منه حياته أو وجوده حولي، في هذه السطور أدون قصة قد غطاها الزمان بجبروته و طغيانه، قصة سردتها بالتدريج، كل يوم بيومه، و كل شخص قد إلتقيت به في تلك الايام، منهم من مات و منهم من فارقني ، أنا ثمرة غير شرعية قد جناها والدي للأسباب حتى أنا أجهلها، ما سبب قدومي لهذه الدنيا؟ أنا أجهله.
"أمي"، كلمة كنت أتسائل عن معناها، وجه لم أراه و صوت لم أسمعه، مشاعر لم تصلني و دفء لم أشعر به، المرأة التي كانت مرضعتي و الام بالنسبة لي كانت سيدة في بداية الاربعينات قد خسرت رضيعها فور إنجابها له، فإنفصلت عن زوجها الذي قد تزوج من اخرى لتأتي و تعمل في هذا القصر المشؤوم، كانت تدعى "مارشا" ..
وجهها قد غزته التجاعيد و خصلات شعرها الشقراء قد تخللته شعيرات بيضاء من الجذور، أعينها زرقاء ذابلة و باهتة، كانت مملوءة الجسم و صوتها أشبه بأصوات "الجدات"، يدل على الكبر الذي قد إنتحلها و هي في سن أصغر منه، و دفء و حنان بين أنغامه .. هذه كانت مارشا، أمي و مرضعتي ..
كانت أول إمرأة قد ضمتني لحضنها منذ نعومة أناملي، أرضعتني و ربتني، ربتني لمدة خمس سنوات صارمة قد إنقضت في لمح البصر، عشت معها مثلما عشت مع أمك، لكن المختلف في قصتي هي أشياء كثيرة، أولاً بأنها ليست أمي ولا يجمعني بها صلة دم، أشياء اخرى هو بأن غرفتي كانت القبو، و هذه الغرفة كنت ممنوعاً من الخروج منها ابداً! كانت اشبه لسجن منها لغرفة، سرداب مظلم قد تجمعت فيه الشياطين، الشيئان الوحيدان اللذان كانا يربطاني بالعالم الخارجي ،لا، بل كانت ثلاث أشياء، اولهم نافذة صغيرة كانت مرتفعة تصل لسقف السرداب تقريباً، كنت ارى منها ضوء الشمس، بريق القمر و لمعان النجوم، الماء الذي يروي الارض و الكرات البيضاء مع الكريستالات الفاتنة، كل شئ من تلك النافذة، أفكر أحياناً في الخروج منها لكن قيوداً غير مرئية كانت تقيدني.
الشئ الثاني كانت الكتب التي بدأت أقرأها منذ سن الخامسة، أغلبها كانت قصص قصيرة عن حيوانات خيالية، و بعضها كانت فقط تحوي صوراً لمناظر ساحرة في العالم، للأشجار الكرز التي في اليابان، شلالات الساحل الجنوبي في ايسلاند، كهف اوردا في روسيا، لوكا-توسكاني في ايطاليا، نهر يناشي في واشنطن، حديقة ديسكانسو ها هنا في كاليفورنيا، كنت أريد أن أذهب إلى كل هذه الاماكن و أكثر، أرسم في كل مكان رسمة، أدون في كل مكان قصة قصيرة أو حتى رواية، أكتب قصيدة ما قد يتذكرها العالم .
الشئ الثالث و الاخير يعود لي و لرغبتي الشخصية في الخروج، كنت أتسائل كيف أن أن هذا العالم واسع، واسع لحدود لا يتصورها أي بشر، بينما أنا أعيش حياتي في هذا السرداب، صحيح بأن الطعام و الشراب يصلاني لحد مكاني، إلا انني أرفض هذا.
على كل، كانت مارشا هي من تأتي لي و لست أنا من أذهب لها، أستيقظ في الصباح لتحضر لي مارشا الفطور الذي كان غالباً سندويشات بالمربى و بيضة مسلوقة واحدة مع حليب أبيض ساخن ، أتناوله و هي تبقى معي، ألعب معها و أتحدث معها في ذلك السجن عن الكتب التي قرأتها، بشأن العالم في الخارج، و كيف يبدو، لكنني لم أطلب منها أن تخرجني يوماً! للأنني أشعر بأنني لو طلبت منها هذا كانت سوف تلبيه، لكنني سوف أخسرها، بجانب انها هي من علمتني القراءة و الكتابة منذ أن بدأت أفهم العالم .
يمر اليوم و أنا أقضيه معها مثل الظل، عندما تغرب الشمس تعود هي لمنزلها و على محياها إبتسامة حزينة، تبدأ وحدتي كل ليلة بعد أن تفارقني، يتسلل الظلام للقبو و أنا مضطجع على السرير بدون حراك و متكور في نفسي، الشئ الوحيد الذي كنت أفعله للتخلص من مشاعر الوحدة القاتلة هذه هي إحتضان الوسادة المحشوة بالريش اللينة إلى صدري و النوم وسط الظلام وحيداً منعزلاً عن العالم .
عالمي الوحيد كان مارشا في أول خمس سنوات من حياتي، مع انني كنت أعلم بأنها ليست أمي الحقيقة و هي الاخرى لم تصرح لي بذلك، ربما للأنها كانت ترفض الاعتراف بهذه الحقيقة لا أكثر، كنت أعلم بأننا مختلفان، أبسط دليل كان الشكل، شعري أسود ليلي و شعرها أشقر، و الشئ الذي كان يخيفني أكثر و أكثر هو لون عيني، ماهذه الاعين بحق؟! كلما أنظر لنفسي في المرآة تنتابني نبرة من القشعريرة في عمودي الفقري، إعتقدت بأنه عيب خلقي أو تشوه في وجهي، لكن عندما سألت مارشا عن عيني، قالت لي بأنهما "جميلتان" ، و قد كان هذا الجواب عكس نظرتي تماماً !لم أكن أحبهما و لن أحبهما قط! لسبب ما.. لا أعلمه ..
البشر الآخرون الذين كانوا في القصر لم أعلم عنهم إسماً و لم أعرف لهم وجها، مثل الممثلين الذين خلف الستار، الوحيد الذي كنت أعرفه غير مارشا كان أبي، الذي كنت أراه مرة واحدة في الاسبوع، كان يأتي مرة كل أسبوع يلقي نظرة علي ثم ينصرف، و كأنني عينة تجارب يتفقدها كل أسبوع .
إلى أن جاء اليوم الذي لم أستيقظ فيه على صوتها، فتحت عيني عندما تسلسل ضوء الشمس للقبو من النافذة العلوية التي كانت اعلى السقف، فترجلت من على السرير و فتحت الانوار، إنتظر و إنتظر، طال الانتظار و لم يأتي أي أحد، شعرت بالوحدة مع أن الوقت كان صباحاً، تحولت الوحدة لخوف و قلق عندما واصلت الانتظار، شعرت برغبة في البكاء لكنني حاولت منع نفسي، فإحمرت عيناي و تجمعت العبرات في مقلتي، إحمر وجهي و إنتفخ و أنا أحبس تلك الرغبة الطاغية، أتذكر بأنني قد إنتظرت ما يقارب الساعة و لم يأتي أحد ..
لم أطق الجلوس مكاني هكذا آنذاك، فأخذت الطاولة الصغيرة التي كانت قرب سريري و سحبتها قرب النافذة التي كانت عالية قليلاً، ثم تناولت الكرسي ووضعته فوق تلك الطاولة و ركبت فوقه، فتحت النافذة لكي أخرج، ما إن فتحتها حتى شعرت بنسيم بارد قد لاعب خصلات شعري قد شعرت به للمرة الاولى في حياتي، شعرت بأنني مثل الفراشة التي خرجت من شرنقتها للتو، نسيت أمر مارشا و الوحدة و الرغبة في البكاء، شعرت بأنني حي للمرة الاولى في حياتي، و ياله من شعور جميل.
خرجت من النافذة و بما أن حجمي كان صغيراً فإستطعت العبور بسهولة، إنتصبت على رجلي عندما لامست رجلي الحافيتان العشب الرطب أسفلهما حيث كنت في حديقة القصر، في تلك اللحظة كنت أسأل نفسي، كان هذا النسيم البارد و العشب الرطب و هذه الحديقة الغناء بجانبي طول هذه الخمس سنين، كيف كنت خائفاً و مقيداً نفسي بأغلال تمنعني من الخروج طول هذا الوقت! و ها أنا الآن خرجت، بدل الخوف أشعر بسعادة و حيوية تغمراني على غير عادتي. شكرا، مارشا.
مددت ذراعي للأعلى، ثم أخذت أتأمل الخضرة التي كانت حولي، شعرت برغبة في إمساك قلم و ورقة، إما أن أكتب أو أرسم، هذا ما كنت أريده، لكنني قاومت هذه الرغبة و أخذت أتجول في المكان، شعرت للأول مرة في حياتي بأنني حر، بأنني حي، مثل العصفور الذي قد أخرجوه من القفص للتو .
بينما كنت أمشي، وصلت لمكان معزولاً بشبك حديدي، أرضه عارية مطلية بلون بني، أما في جانبها كان هنالك عمود تتدلى منه شباك لكرة سلة، وولد يبدو بأنه أطول و أكبر مني، ذو شعر ذهبي قد سقطت عليه أشعة الشمس بشكل جميل، و أعين زرقاء براقة و نقية، كانت جبينه تصب عرقاً قد سال على وجه و فاحت منه رائحة غير محببة ،كان يمسك كرة سلة في يده، كلما يحاول أن يسجل لم يفلح فيحاول مرة اخرى.
إقتربت منه و دخلت نطاق الملعب، عندما سمع خطوات قدمي توقف عن اللعب و إلتفت لي، أخذ يرمش بعينه بحركة سريعة ربما لخمس مرات سقط على الارض و هو يصرخ بصوت عال: من أنت؟!
نظرت له بهدوء، فكرت في ماذا عساي أن أجيبه؟ "من أنت؟" هل أصرح باسمي مثلاً؟ إبتلعت ريقي وقلت له بهدوء: لوي .
تحول نظرات الدهشة إلى نظرات هادئة، كان لا يزال جالساً على الارض، فتربع و هو لا يزال على الارض! و قال لي بإبتسامة كبيرة: لوي، كيف دخلت لهنا؟
إنعقد لساني آنذاك و لم أعلم كيف اجيبه، ليسألني مرة اخرى: إنسى الامر، لماذا لون عينيك مخيف هكذا؟
تراجعت للوراء قليلاً، وضعت يداي على خدي و قلت متمتماً: كما توقعت، إنهما مخيفتان .
فجأة إنتصب على رجله بإبتسامة كبيرة و قال: كنت أمزح، أمزح!
ثم سألني مرة اخرى: كم عمرك؟
فأجبته بخمس سنوات، ليقول لي بأنه ذو عشر سنوات، عندها سألني: أين والديك؟
في تلك اللحظة تذكرت مارشا، مارشا و ليس أمي التي لم أراها أو أبي الذي يراني كعينة تجارب، صحيح، كان من المفترض أن أبحث عن مارشا لكنني نسيت! قطع حبل أفكاري ذلك الولد عندما قال مغيراً الموضوع: أنا كيفين.
قطع حديثنا صوت إمرأة و هي تنادي بإسم "كيفين"، عندما إلتفت للخلف رأيت إمرأة تشق طريقها لنا ،كانت طويلة القامة، كيفين نسخة منها، أعين زرقاء جميلة و شعر ذهبي، ملامحها تبعث الراحة عندما تراها للأول مرة، إبتسامة كانت لا تفارق محياها تجعلك تبتسم رغماً عنك، هذه كانت ماغي، والدة كيفين. و لطالما حسدته على إمتلاكه أم هكذا.
كانت تقول و هي تتقدم: مع من تتكلم-
قطعت كلامها عندما رأتني، فإمتقع وجهها بشكل واضح، توقفت مكانها للحظات معدودة، إلا انها عاودت السير مرة اخرى نحوي ثم إنخفضت لمستوى طولي و قالت: ماذا تفعل هنا؟
نظرت لها لفترة، ثم قلت لها: هل تعرفينني؟
عندها تدخل كيفين في الحديث و قال للأمه بدهشة: ماذا يحدث؟ هل تعرفين لوي يا أمي؟!
إبتسمت ماغي في وجه إبنها و قالت له مغيرة الموضوع: أنت يجب أن تذهب إلى غرفتك الآن و تستحم، سوف يأتي المعلم الخاص قريباً.
ليطلق كيفين صرخة تدل على انه تناسى الامر ثم قال لي و هو يجري في مكانه: لا تذهب خارج القصر، فهمت؟ بعد دروسي المملة سوف ألعب معك، لوي!
ثم إنصرف و هو يجري، فنظرت له و أنا أشعر بشئ من الغضب، أقصد بأنني كنت طول هذا الوقت داخل ذلك السرداب لا يعلم العالم عن وجودي، قطعت حبل أفكاري ماغي عندما أمسكت ذراعي و قالت لي بإندفاع: كيف خرجت ؟لو علم والدك بأنك قد خرجت ل-
قاطعتها بإزاحة ذراعيها عني بهدوء و قلت لها: ليس لدي كلام معكم، أنا أريد مارشا.
إمتقعت شفتاها و توسعت عيناها، و كأنني قلت لها خبراً قد صوب سهم المنية لجوفها، فإحتضتني فجأة في حضنها بحرارة، لوثت فستانها ذا اللون الفاتح و هي تجثو على الارض لكي تضمني لصدرها، شعرت بدفء و شعور مريح، نفس الشعور الذي ينتابني عندما أكون مع مارشا .
بقيت مكاني بدون حراك، لم أرفضها، لكنني في نفس الوقت لم أبادلها العناق، لم يطل الامر حتى إبتعدت عني، ثم إنتصبت على رجلها و أمسكت يدي و هي تقول: تعال معي قليلاً.
لم أقاوم، بل خرجت من الملعب الخاص بكرة السلة، ما إن خرجنا حتى رأيت والدي، نعم والدي، الذي لم يبدو بأنه مندهش كثيراً للأنه رأني خارج، وقفت ماغي أمامي، بينما أنا إختبأت خلفها و أخذت نظرة خاطفة على والدي المتقدم لي، فتكلمت ماغي قائلة له: إنتظر يا عزيزي، سوف أشرح-
قاطعها و قال بهدوء: لا داعي للتبرير، كنت أعلم بأنه سوف يخرج يوماً من الايام.
نظرت له بدهشة و قالت: إذن ..هل تعني ..
هز رأسه بخفة ثم قال: نعم، لا مزيد من البقاء في القبو بعد الآن، سوف أجعله يعيش معنا كأي شخص في القصر، بجانب انه في السن الذي يجب أن يذهب فيه للمدرسة.
قطبت ماغي بحاجبيها و أمسكت ذراع والدي و هي تقول: يجب أن نتحدث قليلاً.
إلتفت لي و قالت: إنتظر أنت هنا.
إنتظرت، بينما هي قد ذهبت بوالدي و تفردت به في مكان ما بعيداً عني، لم أحاول أن أذهب و أتنصت على ما يقولانه، بل ظللت مكاني واقفاً أفكر في محادثتهما، راودني شعور غريب جداً لا أعرف كيف أوصفه، و كأن هناك شخص آخر مني يقف أمامي، أقصد أنا آخر! يقول لي: ألا تريد أن تسمع محادثتهما؟
ظللت أنظر له، نعم كنت أراه، شخص يشبهني تماماً ،الامر كان اشبه بأنني أنظر لمرآة، إلا أنه ليس هنالك مرآة هنا، بل هذا الشخص كان داخلي نائماً، و الآن و كأن هناك شئ قد أشعله من عدم مثل نار الجحيم، ليقول لي بعدها: لقد سألتك، ألا تريد أن تعرف عن ماذا يتحدثان؟ إنه أمر يخصك.
إلتزمت الصمت و أنا أحدق في عينيه الزرقاء و العسلية تلمعان بين خصلات شعره الفحمية، إنه أنا! أنا يكلمني، لابد بأنك تعتبرني الآن إنساناً مجنوناً، فأنت شخص طبيعي بشكل زائد لكي تفهم ما أقصده ،سوف أوضح أكثر، كان الامر أشبه بقريني الذي أستطيع رؤيته، بينما أنت لا تستطيع رؤية قرينك.
جاوبته: لا أريد.
إبتسم بخبث و قال لي:لماذا؟ هل أنت تعلم بأن الكلام سوف يجرحك أم ماذا؟
ثم أردف مغيراً الموضوع فجأة: صحيح، هل نسيت مارشا بهذه السرعة؟ ألهذه الدرجة أصبحت لا تبصر و لا تشعر منذ أن تعرفت على أشخاص هذا القصر؟ أم للأنك خرجت للعالم الخارجي اخيراً و لن تحتاج لها؟
للأقول له بإندفاع: لا! الامر ليس كما تظن! فقط بأنني أشعر بعدم إستقرار بسبب تسارع الاحداث. .
إختفت الابتسامة و إكفهر في وجهي قائلاً: أحقاً ما تقوله؟
لذت بجناح الصمت ليبتسم مرة اخرى قائلاً: حسناً، في نهاية المطاف من الغريب أن تتأخر مارشا لهذا الوقت، أعتقد بأنك يجب أن تنساها.
أصابتني قشعريرة فظيعة، فسألته بلهفة قائلاً: ماذا تقصد؟!
عندها إختفى فجأة من أمام ناظري، تراجعت للوراء قليلاً، لتعود ماغي بعدها، فركضت نحوها و أمسكت فستانها بقوة و سألت بإندفاع: أين مارشا؟
فأطلقت زفرة ساخنة ثم إمتقع وجهها، نزلت لمستوى طولي و قال: سوف أقول لك كل شئ، لكن بشرط أن تعدني، و هو بأن تبقى قوياً دائماً و ابداً.
مضت سنة و بعض الاشهر تقريباً لا أعلم بالتحديد منذ أن تحررت من ذلك السرداب، أصبحت أعيش لآن في غرفة مع جميع من في القصر، تسألون عن مارشا؟ قالت لي ماغي في ذلك اليوم الذي خرجت فيه للأول مرة للعالم، بأن مارشا قد لقت مصرعها عندما خرجت من القصر بسبب سيارة مسرعة بشكل جنوني قد صدمتها، مارشا و السائق قد ماتا في ذلك الحادث المروع، لا أعلم كيف كانت هواجسي في تلك اللحظة إلا انني سوف أعبر عنها بجملة واحدة، كنت مثل الطفل الرضيع الذي عمره يوم واحد حيث خرجت للعالم للأول مرة، في الجهة الاخرى تركتني أمي في نفس الوقت.
سوف أتكلم الآن عن من في القصر من بشر، أولهم والدي، ذلك الرجل الذي كانت نظراته لي و كأنه ينظر لشئ ما، و ليس للإبنه الذي يسري دمه في عروقه، مع أننا نشترك في نفس الدم، إلا أنني أعتبر ابناً متبنى له، لماذا؟ أعتقد بأنك تعرف السبب يا من تقرأ مذكراتي الآن، لا أريد أن أذكره، للأن كل ما أذكره تنتابني مرارة فظيعة في حلقي.
ماغي التي تكون أم كيفين، إمرأة نقية مثل ماء نهر في أرض خيالية، كنت أعتبرها مثل أمي الثانية، الجميع يحبها، الخدم، أنا، ابنها و والدي، الجميع! و كل هذا بسبب معاملتها الحسنة و أخلاقها الرفيعة، مع انها تعرف بأنني إبن عاهرة من زوجها، إلا انها لم تكره زوجها يوماً و لم تكرهني.
كيفين، نسخة عن أمه في الطيبة، إلى أن طيبته هو قد تصل لحد السذاجة احياناً، شخص ترتاح عندما تكون حوله، أي أنت تعرف بأن ما في قلبه هو على لسانه و ليس العكس.
اخيراً، لويس، هذا الشخص لا أعلم كيف أوصفه، أنا لا أحبه، لكنني في نفس الوقت لا أكره، بينما هو يكرهني و أنا أعلم ذلك، أراه يسعى خلف لفت نظر والدي و رضاه عنه، بينما الاخير لم يكن يعطيه أي إهتمام أو حتى جزء من وقته، أبي كان يضعني في الاولويات من بين أخواي من ناحية تفقد الدرجات و إستثمار المواهب في المسابقات و أشياء سخيفة اخرى ،لذا أعتقد بأن لويس كان و لا يزال يشعر بالغيرة لا أكثر.
عمري الآن سبع سنوات، في الصف الاول إبتدائي، حياتي كانت عبارة عن الاستيقاظ في الصباح لتناول الفطور و الذهاب للمدرسة ثم الرجوع للمنزل مرة اخرى، أنجز واجباتي المزعجة و هذا الشئ لا يأخذ مني كثيراً من الوقت بدون مساعدة أي أحد، بعدها أخرج للحديقة، أحياناً أجالس ماغي التي كانت تستمتع بالقراءة هناك، و احياناً اخرى ألعب مع كيفين المهووس بكرة السلة و غالباً ما أهزمه، والدي دائماً في الشركة، و لويس لا يقرب مني أنا أو حتى كيفين.
عندما تغرب الشمس أقضي وقتي بالرسم بالالوان المائية أو قلم الرصاص، كتابة القصص و القصائد، أو التأمل في السقف الذي فوقي، احياناً يأتي قريني يسامرني إن تعرضت لمضايقات في المدرسة، و هذا الجزء الذي لم أكن أحبه.
نعم، جميع من في المدرسة يسخرون مني للأسباب عدة، بعضهم لديهم خلل في عقولهم و هؤلاء يسخرون من لون عيني الشاذ، و البعض من أمثال لويس يشعرون بالغيرة، و آخرون يظنون بأنني مغرور و متعال عن الآخرين، و فئة اخرى كانت تسخر للأنني إبن بالتبني، و ياليتهم يعرفون الحقيقة.
في بعض الاحيان أدخل الصف للأرى مكتوباً على السبورة بعض الشتائم و عبارات السخرية الموجه لي، و احياناً تنتقل هذه العبارات على طاولتي أو حتى بأوراق يلصقونها وراء ظهري، بينما أنا الآخر لم أكن أعبرهم مما جعل بعضهم يشعر بالغضب و التمادي في أفعاله، و آخرون تجاهلوني و أخذوا يبحثون لهم عن محط آخر لسخريتهم.
إلى أن وصلت لصف الثالث حيث أصبح عمري تسع سنوات، في أحد الليالي الهادئة التي كان فيها البدر كاملاً، كنت أحدق فيها للسقف، فتح الباب في ذلك الوقت المتأخر على غير عادته، إنتصبت من إضطجاعي، دخلت علي إمرأة قصيرة القامة ذات شعر ذهبي اللون طويل منسدل على كتفيها و جبهتها، عرفتها من لون عينيها الذي كان يبرق بين عرصات الظلمة، نعم، كانت أمي ،عرفتها من تلك الوصمة التي قد دنستني أنا و هي.
قبل أن أترجل من على السرير ركضت هي الاخرى نحوي و عانقتني بحرارة، بادلتها العناق أنا الآخر، و ياله من شعور فريد من نوعه، إنه مختلف عن معانقتي لمارشا و ماغي، فريد و مميز بحق.
إبتعدت عني و مسحت بيدها على خدي، كم كنت أتوق لرؤية وجهها، في تلك الليلة إعتقدت.. إعتقدت بأنني أسعد إنسان في العالم، و هذا كان مجرد إعتقاد ..
أبي كان يشدد في المعاملة معي، و ما اقصده بكلامي هو بأنه عندما يراني ألعب مع كيفين مثلاً كان يمنعني، و كأنه لايريدني أن أنجرح ولو بجرح صغير، مثل عينة التجارب التي تجعله يسيطر على العالم أو ربما أكثر، لذا كان يكلف خادمة معينة لكي تتفقدني بين الحين و الآخر على مدار اليوم، و أمي كانت ترشو تلك الخادمة بمقابل أن تدعها تراني مرة في الاسبوع كل ليلة معينة بالسر .
كنت ألتقي أمي ليلة واحدة في الاسبوع الواحد، تأتي لتراني كيف كبرت و كيف أحوالي، تتحدث معي قليلاً ثم تنصرف، وضعها كان أشبه بمارشا تقريباً، شعرت بفرح شديد حتى انني في يوم الايام رسمت رسمة لنا، أنا و هي في حديقة ديسكانسو، رسمت نفسي و أنا أضع على رأسها إكليل من الورود .
رسمت الرسمة و إنتظرت إلى أن يحين الليل بفارغ الصبر حتى تأتي و تراها، إنتظر و إنتظر بدون أن يأتي أحد، تذكرت مارشا و كيف كنت أنتظرها في السابق، منذ أن فكرت في هذا الامر حتى فتح الباب، فأنتصبت بلهفة و فرح، للأنصدم بأبي يدخل و يغلق الباب ورائه.
وقف مكانه بينما أنا وقفت أمام الرسمة، نظر للرسمة بأعين هادئة باردة و قال: دعني أعترف مع انني اكره الاعتراف، هذه أفضل رسمة أخرجتها من أناملك الموهوبة، لكن ..
ثم أردف: يجب أن تنسى هذا الوعد الوهمي بأن تذهب مع أمك لهذه الحديقة.
لقد كان يعرف ما أفكر فيه، تفكيري مثل تفكير هذا الرجل، أكره، لهذا كنت أكره نفسي بشدة، راودتني الكراهية ببطئ مرعب مثل السرطان في جسدي، كرهت كل شئ!!
خرج أبي من الغرفة عندها، عرفت بأنه قد إكتشف أمر أمي للأنه قد طرد تلك الخادمة من القصر في اليوم التالي، بينما أنا في تلك الليلة لم أبرح مكاني مثل الجلمود الاصم، ليأتيني قريني عندما أكون في اقصى حالات الضعف مرة اخرى، همس في أذني قائلاً بسخرية: هل أنت بخير؟
وضعت يدي على أذني بشدة و إنهرت على ركبتي أعانق الثرى، بينما هو أخذ يواصل الكلام و يقول: قل لي، ما رأيك فيما حدث الآن؟ هل أنت سعيد؟ هل أنت راضي؟
لم أرد عليه، بل واصلت لوم نفسي و سلفي و يوم مولدي في سريرتي، لكنه كان يعلم و يسمع كل شئ، جلس بجانبي و قال و هو ينظر للسقف بأعينه البراقة: أنت هكذا تواصل و تواصل لوم نفسك، هذا لم يغير أي شئ.
لذت بجناح الصمت أصغي لما يقوله بهدوء و الدموع في مقلتي، فأردف: أنت لم تحاول أن تتغير، لهذا أنت في هذا الوضع.
إنتصب على رجله مرة اخرى و أخذ يداعب خصلات شعري التي وراء أذني و قال: في رأيك لماذا حياتك على هذا النحو؟ صدفة؟ حادث؟ حظ؟
ثم أكمل و هو يضحك: لا يوجد شئ كالحظ، إنه ببساطة القدر، لكنك تستطيع تغييره لو فكرت فقط في أن تتغير.
لم أرد عليه، فأطلق زفرة طويلة و قال: إن كانت والدتك تحبك كما تعتقد أنت، لماذا لم تأتي من قبل لكي تراك؟ لماذا إنتظرت كل هذه السنين؟
فأجبته بهدوء: لابد أنها كانت تعاني من ظروف ما.
فإبتسم بخبث و قال: إذن جاوبني الآن، بعد أن إنحلت هذه الظروف و أتت لرؤيتك اخيرا، لماذا لم تأخذك و تهرب حتى و هي تعلم بأنك تعيش في جحيم؟ ألا يجب على الام أن تخاطر بكل شئ للأجل إبنها في رأيك؟
توسعت عيني، سددت أذني أكثر و أكثر و أنا أصرخ في جوفي، اكره الاعتراف لكن ما يقوله صحيح، ألهذه الدرجة يرفضني العالم بما فيهم أمي؟ من كان يتقبلني قد مات و هي مارشا، منبوذ من كل الناس ما عدا شخصان من البشر! ماغي و كيفين، هؤلاء الاثنان كانا أغلى من روحي في تلك الليلة و قد أدركت هذا الشئ عندما غاب طيف أمي عني مع انني لم أعش معه إلا عدة أيام..
__________________
.
.
،*
Laugh until tomorrow ♡
رد مع اقتباس
  #308  
قديم 10-04-2014, 11:05 AM
 
بسم الله الرحمن الرحيم ،،
اللهم صلي على محمد و آل محمد ،،
كونيششيوآ " class="inlineimg" />
شخبآركم؟:looove:
أدري تأخرت بشكل مو طبيعي بس المدرسة ماخذة كل وقتي !! خصوصاً آخر اسبوع قبل إجازة العيد كله إختبارات و لا واحد ضامنة فيه العلامة الكاملة فالنفسية تعبانة ح4
كتعويض البارت 29 بنزله في أقرب وقت ممكن يمكن الثلاثاء الجاي إن شاء الله ..إذا تطور البوكيمون بنزل 30 في نفس الاسبوع
للأن بعدها ابغا أعوض عن إختباراتي الفاشلة:cooler:
+
عيدكم مبآرك" class="inlineimg" />
احلى جزء ؟
.
.
موقف أحزنك؟ موقف أفرحك؟
.
.
__________________
.
.
،*
Laugh until tomorrow ♡
رد مع اقتباس
  #309  
قديم 10-04-2014, 12:48 PM
 
أهلاً ريما
أخباركِ
إن شاء الله تكوني بأفضل حال
المهم أخيراً ماصدقت أنه البارت نزل هههههههههه
وآسف جداً على التأخير فقد كان الحجز طويلاً
هل تريدين الصراحة كنت أقرأ البارت وأنا على فراشي بجوالي لكن للأسف نمت وأنا أقرأهـ هههههههههه أكيد تريدين قتلي صحيح
نسيت أن أقول لكـ

کْلَ عٌآمً وٌأنِتٌـمً بًخِـيِر


أخيراً نزلتي البارت أنا لا أصدق اقرصيني لأتأكد أنه ليس حلما <<<ههههههه أعتقد أنك تريدين إبادتي صحيح xD

كيف هو العيد معكم أرجو أن تكونوا سعداء مثلنا عيد سعيد
حسنا نعود إلى البارت


كان البارت رائعاً ومدهشاً لقد أبدعتي فيه أنا حزين كثيرا لأن لوي رحل لم أكن أريد أن يحصل هذا لماذا تحبين لهما الحزن والمآسي والكآبة هههههه
آسف جداً أطلت عليك نأتي لـ الأسئلة


احلى جزء ؟
.
.
.


إلتفت لي و قالت: إنتظر أنت هنا.

إنتظرت، بينما هي قد ذهبت بوالدي و تفردت به في مكان ما بعيداً عني، لم أحاول أن أذهب و أتنصت على ما يقولانه، بل ظللت مكاني واقفاً أفكر في محادثتهما، راودني شعور غريب جداً لا أعرف كيف أوصفه، و كأن هناك شخص آخر مني يقف أمامي، أقصد أنا آخر! يقول لي: ألا تريد أن تسمع محادثتهما؟

ظللت أنظر له، نعم كنت أراه، شخص يشبهني تماماً ،الامر كان اشبه بأنني أنظر لمرآة، إلا أنه ليس هنالك مرآة هنا، بل هذا الشخص كان داخلي نائماً، و الآن و كأن هناك شئ قد أشعله من عدم مثل نار الجحيم، ليقول لي بعدها: لقد سألتك، ألا تريد أن تعرف عن ماذا يتحدثان؟ إنه أمر يخصك.

إلتزمت الصمت و أنا أحدق في عينيه الزرقاء و العسلية تلمعان بين خصلات شعره الفحمية، إنه أنا! أنا يكلمني، لابد بأنك تعتبرني الآن إنساناً مجنوناً، فأنت شخص طبيعي بشكل زائد لكي تفهم ما أقصده ،سوف أوضح أكثر، كان الامر أشبه بقريني الذي أستطيع رؤيته، بينما أنت لا تستطيع رؤية قرينك.

جاوبته: لا أريد.

إبتسم بخبث و قال لي:لماذا؟ هل أنت تعلم بأن الكلام سوف يجرحك أم ماذا؟

ثم أردف مغيراً الموضوع فجأة: صحيح، هل نسيت مارشا بهذه السرعة؟ ألهذه الدرجة أصبحت لا تبصر و لا تشعر منذ أن تعرفت على أشخاص هذا القصر؟ أم للأنك خرجت للعالم الخارجي اخيراً و لن تحتاج لها؟

للأقول له بإندفاع: لا! الامر ليس كما تظن! فقط بأنني أشعر بعدم إستقرار بسبب تسارع الاحداث. .

إختفت الابتسامة و إكفهر في وجهي قائلاً: أحقاً ما تقوله؟

لذت بجناح الصمت ليبتسم مرة اخرى قائلاً: حسناً، في نهاية المطاف من الغريب أن تتأخر مارشا لهذا الوقت، أعتقد بأنك يجب أن تنساها.

أصابتني قشعريرة فظيعة، فسألته بلهفة قائلاً: ماذا تقصد؟!

عندها إختفى فجأة من أمام ناظري، تراجعت للوراء قليلاً، لتعود ماغي بعدها، فركضت نحوها و أمسكت فستانها بقوة و سألت بإندفاع: أين مارشا؟

فأطلقت زفرة ساخنة ثم إمتقع وجهها، نزلت لمستوى طولي و قال: سوف أقول لك كل شئ، لكن بشرط أن تعدني، و هو بأن تبقى قوياً دائماً و ابداً.





موقف أحزنك؟
.
.
.


مضت سنة و بعض الاشهر تقريباً لا أعلم بالتحديد منذ أن تحررت من ذلك السرداب، أصبحت أعيش لآن في غرفة مع جميع من في القصر، تسألون عن مارشا؟ قالت لي ماغي في ذلك اليوم الذي خرجت فيه للأول مرة للعالم، بأن مارشا قد لقت مصرعها عندما خرجت من القصر بسبب سيارة مسرعة بشكل جنوني قد صدمتها، مارشا و السائق قد ماتا في ذلك الحادث المروع، لا أعلم كيف كانت هواجسي في تلك اللحظة إلا انني سوف أعبر عنها بجملة واحدة، كنت مثل الطفل الرضيع الذي عمره يوم واحد حيث خرجت للعالم للأول مرة، في الجهة الاخرى تركتني أمي في نفس الوقت.


أحزنني هذا المقطع لدرجة البكاء ههههه أمزح ولكن كان جداً موقف حزين لأنه كلما يقابل أحداً أو أي أحد يحبه يختفي أعتقد أنه يكرهـ حياته لهذا السبب كلما عرف أحد سواء كان صديق أو حبيب فسوف يختفي لا محالة سواءً كان بالموت أو غيرهـ ومارشا أعتقد والد لويس علم بموضوع مارشا أنه تذهب سراً للوي لهذا أعتقد أنه من دبر خطة لقتلها ماضِ لوي جداً محزن


موقف أفرحك؟
.
.
.


كل المواقف حزينة لكن أفرحني جداً عودة كاثرين إلى أخويها وليت لوي كان معهم
أكثر شيء أفرحني أنه لوي قابل أناس كان سعيداً معهم ولم يكون وحيداً مع أنهم اختفوا أيضاً لكن على الأقل لم يكن وحيداً وأحزنني أنه لم يخبر كاثرين عن ماضيه بلسانه صحيح بأنه كتبه بمشاعر لكن بلسانه أفضل وأرجو أن لا تدوم مأساته كثيراً



خاتمة:
أخيراً شكراً لكِ على هذا البارت الرائع وشكراً لهذهـ العيدية الجميلة فهي تكفي
وسننتظركِ بفارغ الصبر حتى تنزلي البارت الجديد ورائع 3 بارتات في أسبوع واحد سوقووووي
ولكن مايحزنني أنه قريباً ستنتهي الرواية وأتمنى لكِ النجاح من كل قلبي وسندعو لكِ أيضاً حسناً أعتقد أني أطلت الحديث عليك آسف لكن أحب الثرثرة كثيراً هههههههه وكما العادة أقول دائماً

سـ .. ا.. يـ .. ـو.. نـ.. ا.. ر.. ا
R i m a#! likes this.
__________________
♪*


‏السعادة لا تحتاج إلى معجزات عظيمة..
كلّ ما تحتاجه قلب متسامح،
وجه مبتسم، قناعة بالنصيب وثقة تامّة بالله سبحانه *♪!



التعديل الأخير تم بواسطة IЯêЙØ ; 10-05-2014 الساعة 05:33 AM
رد مع اقتباس
  #310  
قديم 10-04-2014, 01:22 PM
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
مساء الخير .. وكيف الحال ؟؟ ..
اولاً أقدر لك ظروفك عزيزتي فالاختبارات فعلا شيء لا أستطيع وصفه ..
ثانيا شكرا لك لأنك وضعت البارت اليوم .. اعتبره عيدية منك خخخ ..
مع اني حسيت اني طلعت من السجن اليوم عشانك حطيتيه < أمزح أمزح : ..
ثالثا والأهم أن البارت جميل ..
بالنسبة لأحلي جزء امممم كله اعجبني ..
أما عن الموقف الذي احزني بجد ان لوي ارجع كاثرين وما جه معها ح4 ..
اما غير ذلك فهو رائع ..
أنتظر البارت القادم بشوق ..
وأسأل الله أن يوفقك ويسعدك والجميع يارب ..
سلمت يمناك ..
وكل عام وأنت بخير والجميع بخير ..
في حفظ الرحمن جميعا ..
لك/م خالص احترامي ..
R i m a#! likes this.
__________________
لنكن ارواحا ــ راقية ..
نحترم ذاتنا ، ونحترم الغير ..!
عندما نتحدث ، نتحدث بعمق
نطلب بأدب ، نشكر بذوق
ونعتذر بصدق !

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أحبگ بقلمي خـبـلات لـلابـد❤ نثر و خواطر .. عذب الكلام ... 7 07-23-2012 09:32 PM
فَمَا طَمَعِي في صَالِحٍ قَدْ عَمِلْتُه/ الامام علي بن أبي طالب فــهــد أحمـد الــحقيـل قصائد منقوله من هنا وهناك 2 04-09-2010 02:41 PM
لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا حمزه عمر نور الإسلام - 1 12-07-2009 11:31 AM


الساعة الآن 11:47 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011