عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات و قصص الانمي > روايات الأنيمي المكتملة

Like Tree1249Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 8 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
  #376  
قديم 01-22-2015, 08:52 PM
 
إنتهى الفصل السابق 32 ..
بموت والدة لوي ..و عودة صديق هانتر، مايكل !
المهم أن ربعنا شردو لبيت كيفين
سوري ما قدرت أواصل بالفصحى و الجدية س1! كملت إمتحانات و الحين اخليكم مع الفصل 33 !
.
.
33 ,~
ثم أردف: هذا ما كان يريده والدي، كان يريد أن ينجب طفلاً عبقرياً، أمي كانت عبقرية و أبي كذلك، لذا كان يتوقع هذه النتيجة. في تلك الفترة كنت أشعر بإرهاق شديد، لم يكن هناك أحد بجانبي، فكاثرين كانت تدرس في الجامعة و كنت نادراً ما اراها، كلام الناس مع انه كان لا يهمني إلا انه كان يزيد من إرهاقي، نظرات والدي لي كدمية، لذا قررت أن آخذ فترة نقاهة في قضائها في منطقة ريفية، هنا إلتقيت بماري، حيث كانت هي إبنة العجوز التي كنت أقيم في منزلها.
.. عودة للماضي ..
"تعبت، ما يحتويني الآن هو إرهاق جسدي أكثر من نفسي"، هذه العبارة قد قادتني إلى أحد المناطق الريفية للأخذ فترة نقاهة، تركت كاثرين و كل شئ ورائي، لم أقل لها أين ذهبت مع انه ليس بالشئ الخطير، لماذا؟ أريد أن أراها، هل سوف تنتظرني ما يقارب العام الكامل؟ أم سوف تعود للأخويها؟
ذهبت إلى منطقة بعيدة أن المدينة و ضوضائها، كنت أريد أن أستنشق هوائاً نقياً و أنعم بهدوء و رغد، ذهبت في تلك الرحلة، كانت المنطقة التي ذهبت فيها خضراء، العشب أخضر رطب، يوجد بعض الفواكه و الخضار المزورعة، الاشجار تحيط بالمكان من كل جانب و ضوء الشمس ساطع يصل للأرض، يوجد الكثير من التلال الخضراء البارزة، في بعض البقع هناك أزهار بشتى الالوان مغروسة و كأنها باقة قد عانقت الارض .
المنزل الذي سكنت فيه كان بسيطاً، يتكون من طابقين، عندها ذهبت هناك للمرة الاولى، وجدت إمرأة عجوز قد رحبت بي، أرشدتني على غرفتي التي كانت في الطابق الثاني بمفردي و أخبرتني بأن أتصرف و كانني في منزلي، كانت طيبة و تفوح منها رائحة الجدات، عندما دخلت غرفتي رأيت فيها سريراً و مكتباً، خزانة للملابس و نافذة تطل على الخضرة في الخارج، فوضعت حقيبتي و فرغت ما فيها من ملابس ووضعتهم في الخزانة، ثم وضعت أوراقي على المكتب، كنت أريد أن أرسم و أكتب، هذه كانت طريقتي الخاصة للشعور بالحرية ،ما إن كدت أن أبدأ برسم خط، فإذا بشخص يفتح الباب بطريقة جنونية.
نظرت للخلف بدهشة، فرأيت صبياً في الثامنة من عمره، شعره أسود و عينيه زرقاوتان واسعان، ملابسه متسخة و ممزقة عند الركبة و هناك ضمادة طبية على أنفه، جسمه صغير جداً و ملامح التمرد واضحة على وجه، "إنه طفل مشاكس" هذا ما ستقوله لو رأيته للأول مرة، تقدم لي و قال: إذن أنت الشخص الذي سوف يسكن هنا.
ثم قال بإندفاع: هل يعرف طفل مدينة مثلك كيف يعيش في الريف؟
فقلت له على مضض: لديك ألف سنة أمامك لكي تكلمي بهذه الطريقة.
ثم سألته: ما إسمك؟
فإذا به يخرج لسانه و يقول لي بسخرية: لم أقول لك! ايها الاحمق!
ثم هرب يجري بسرعة، تجاهلته، و كنت على وشك أن أعود لقلمي وورقتي، لعالمي الخاص، فإذا بشئ ما قد قذف على رأسي من الخلف، وضع يدي خلف رأسي بهدوء ثم نظرت إليها، كانت بيضة، فصفار البيض عالق في يدي، إلتفت للخلف فرأيت ذلك الصبي يقف و هو لسانة للخارج .
تجاهلته مرة اخرى، فإذا به يرمي ببيضة اخرى مرة اخرى، عندها إنتصبت على رجلي بهدوء، خاف ورمى ببيضة اخرى، عندما تفاديتها إرتطمت بالنافذة التي كانت خلفي و تحطمت فيها، و بجانب هذا تكونت شقوق على النافذة، فبدت ملامح الخوف عليه، أخرج لسانه مرة اخرى ثم هرب هذه المرة بالفعل، تنهدت بضجر و نزلت للأسفل لكي أغسل شعري .
بعد أن غسلته، رأيت السيدة العجوز وهي تمد لي منشفة، فأخذتها و جففته شعري، فقالت لي :أنا آسفة، انه ابن جارنا، لكنه معتاد بأن يأتي هنا و يلعب مع ابنتي.
فقلت لها: لاداعي للإعتذار، فهو صبي بعد كل شئ.
إبتسمت في وجهي، فإذا بها تنصرف فجأة ثم تعود و هي تحمل سلة ملابس، ناولتني إياها و قالت بإبتسامة: هل يمكنك أن تجفف هذه الملابس على الحبال في الخارج يا بني؟ فظهري يؤلمني و إبنتي دائماً ما تكون في الخارج.
فكرت في رفض طلبها لكنني في النهاية إنصعت له، خرجت من المنزل و توجهت نحو الحبال المزعومة، أخذت قطعة قطعة من الملابس و وضعتها على الحبال، بعد أن إنتهيت قررت أن أعود للمنزل لورقتي و قلمي، فإذا بذلك الصبي يظهر مرة اخرى، كان ينظر لي هذه المرة بأعينه الزرقاء بهدوء، عندما سألته ما خطبه، سألني بهدوء: لقد لفت الموضوع إنتباهي، أنت ايها الطفل المدلل! لماذا لون عينيك مختلفة؟
عندها تذكرت بأنني لم أضع العدسات، فأجبت الصبي بهدوء: يمكنك أن تقول بأنني ورثت لون عيناي من أمي، هذا كل شئ.
ثم قال بإندفاع: هناك قطة في الحي لديها نفس لون عيناك! هل تريد أن تراها؟
فقلت له على مضض: لقد رأيت ملايين القطط و الكلاب يملكون نفس لون عيني، لا داعي للزيادة.
ثم سألني بإندفاع مرة اخرى: إذن، لماذا تبقى داخل غرفتك المظلمة تلك؟!
فقلت له بإنزعاج: أنت تسأل كثيراً ايها الشقي.
فأشار بإصبعه علي و قال بإندفاع: أنت أحمق، الناس هنا يأتون للبقاء خارج المنزل في الطبيعة، و أنت تبقى في المنزل! هل هناك خلل في دماغك؟
فقلت له بهدوء: لا، أنا بكامل قواي العقلية، إلا أن القضية هي فرق تفكير و منطق.
عندها قال لي بنبرته المندفعة الواثقة تلك مرة اخرى: إذن! سوف تذهب معي اليوم فقط! إن أعجبتك الجولة سوف تأتي معي كل يوم!
نظرت له و قلت على مضض: أنت، لا تقرر بنفسك.
عندما وجدته مصراً لهذه الدرجة، رافته في جولته تلك، أخذني إلى البلدة القريبة، أخذ يتجول و ينتقل من متجر إلى متجر و أنا أتبعه بصمت، لماذا يريدني أن أتبعه هكذا؟ ألا يشعر بالارتياح مع شخص من نفس عمره أكثر مني؟ ليس و كأنني أشاركه الحماس كذلك ..
و هو يتجول، صادفنا مجموعة من الصبية، كانوا في نفس عمره، فقال لي ذلك الفتى: يمكنك العودة للمنزل إن أردت.
حسناً، لو قال لي فأنا أريد أن أعود للأنني أضيع وقتي هنا معه، بما انه قد وجد صحبة له لذا سوف أعود، إنصرف فدرت لكي أعود، لكنني توقفت فجأة، راودني شعور غريب، فهو لم يقلها بحماس أو شغف طفل قد رأى أصدقائه للتو.
لحقت به، كانوا قد توقفوا في حديقة صغيرة، ظللت أختلس النظر لهم، كانت مجموعة الصبية تقف في جانب و ذلك الصبي في جانب آخر، من الواضح بأنهم ليسوا أصدقائه.
واصلت النظر بهدوء، فقال أحد الصبية له: سمعت بأنك سرقت مرة اخرى من متجر والدي!
إلتزم الصمت، تحول الهدوء إلى بعض الاهتمام، سمعتهم يتفوهون بالشتائم و التهم و يلقونها على ذلك الصبي، وصلوا لدرجة الضرب و ذلك الصبي لا يبدي أي ردة فعل، عندها تنهدت و ذهبت لهم، ما إن أبصروني قادماً حتى توقفوا عن الضرب، نظر لي أحد الصبية و قد كان أطولهم و أضخمهم و قال: من أنت يا هذا؟ لم أرك هنا من قبل.
نظرت له من الاسفل بهدوء، ثم قلت: ليس لي شأن بهذه التهم الباطلة التي تلقونها على الصبي و لا بشأنكم ايها الاطفال، لكن، ألا تعتقدون بأن جماعة على شخص واحد أمر ظالم؟
نظر لي بإنزعاج و غضب، عندها نزلت لمستوى طوله و قربت يدي من رقبته و قلت: لا تكن مغروراً ايها الصبي، كل ما فعلته أنك ضربت صبياً أصغر منك سناً و حجماً، في ماذا تتفاخر؟
في تلك اللحظة احسست بأن شخص آخر قد إستحوذ علي، نعم، إنه ذلك الشخص، نفسي في المرآة التي تشبهني، يظهر فقط في أوقات محددة يختارها هو، لساني يصبح لسانه و أطرافي أطرافه، و كأنه روح و كيان آخر يقبعان داخلي لا أستطيع أن أمنعه من الخروج !
فجأة! سمعت صوت فتاة تنادي بصوتها :بيتر! هل أنت بخير؟
كدت أن ألتفت للخلف، إلا انها تقدمت تجري حيث ذلك الصبي، رأيتها، كانت مثل سحابة محملة بالخيرات قد مرت مرور الكرام بالقرب مني، عينيها الزرقاء الواسعة و شعرها الاشقر الطويل، جسمها الرشيق و بشرتها البيضاء، ذلك الوجة المألوف الذي كان رابع نور يسطع في حياتي ،إنها كاثرين.
عندها هربت مجموعة الصبية بسرعة، إستعدت صوابي و تقدمت للفتاة التي كانت تلمس جروح الصبي المدعو بيتر بأناملها، تأملتها و تأملتني بإستغراب بأعينها الزرقاء الواسعة المألوفة، نبرة صوتها كانت مختلفة، لديها شامة تحت شفتاها و شعرها أطول قليلاً، مع هذا كانت مثل مرآة قد غمرتني بنورها لتخمد ظلام نفسي .
مددت يدي لكي ألمسها، فإبتعدت عني، عندها أخذت نفساً عميقاً و قلت بهدوء: آسف، لكنك تشبهين فتاة أعرفها.
حضنت الفتى و قالت بريبة: من أنت؟ لم أرك هنا من قبل.
فأجابها الصبي المدعو بيتر قائلاً: إنه من المدينة، جاء ليسكن عندكم في منزلكم لفترة، ماري.
عندها لمعت عينيها للحظة و قالت: صحيح، قالت لي أمي بأن أحدهم سوف يأتي، إذن هو أنت !
. . .
في طريق عودتنا للمنزل أنا و تلك المدعوة ماري، نام بيتر فأضطررت لحمله إلى أن وصلنا للمنزل، كذلك عرفت من الفتاة قصة هذا الصبي، أمه توفيت فتزوج والده إمرأة اخرى مما نتج عنه معاملة سيئة من الطرفين في منزله و في الخارج، لذا يأتي في بعض الايام ليقضي وقته مع ماري أو ينام لديها هي و امها، أما بشأن السرقة، فهو يسرق عندما لا يقدمون له الطعام في المنزل، لذا يسرق بعض الفواكه أو الوجبات الخفيفة ليسد بها جوعه عندما يمنعه والده أو زوجة والده من الذهاب لماري.
و أنا من كان يظن بأن المناطق الريفية مسالمة، لكن ظني كان مخطأً، ربما بدوت مثل الاحمق للأنني صدقت هذه الكذبة، للأي درجة يمكن أن يكون هذا العالم فاسداً؟
عندما وصلنا للمنزل اخيراً، إستقبلتنا والدة ماري و قالت بقلق :ماذا حدث؟ لماذا تأخرتم؟
فأجابتها إبنتها بإبتسامة هادئة: الشمس غربت للتو.
على كل، قادتني ماري إلى غرفتي التي بالاعلى لكي أضع بيتر النائم هناك، عندما وضعته في السرير قلت لها بهدوء: أين يفترض بي أن أنام؟
نظرت للسقف و قالت بسخرية: حسناً، عادة نحن نترك بيتر ينام هنا، لكن إن أصبحت هذه غرفتك الآن أعتقد بأنك يجب أن تنام على الارض، أم تريد أن تنام معي ؟
نظرت لها بهدوء، فأطلقت ضحكة خفيفة و قالت: أمزح أمزح! يمكنك النوم مع بيتر على السرير، فهو صغير و لا يأخذ مساحة كما تعلم !
عندها وضعت يدي على كتفي اليمين و قلت لها مغمغماً: كما تعلمين فكتفي يؤلمني من حمله طول الطريق، أريد أن أرتاح.
رفعت إحدى حواجبها و قالت بتذمر: أنت رجل أليس كذلك؟ لاتقل هذه الجملة المثيرة للشفقة.
تنهدت و ذهبت لكي أنظم الاوراق المبعثرة على المكتبة و أنا أقول لها: ليس لدي قوة جسدية كثيراً لذا عذراً.
ثم أمسكتها من كتفيها و أخرجتها خارج الغرفة و أنا أقول: على كل، سوف أنام الآن، و لا أريد عشاءاً، لذا لا تدخلي هذه الغرفة مرة اخرى.
اخرجتها و أغلقت الباب، عندها ذهبت و إستلقيت بجانب بيتر، إستلقيت على جانبي لكي أنظر إليه، لاحظت بعض الكدمات القديمة و الندوب، و كدمات جديدة من اليوم، مع هذا هو ينام الآن بإرتياح، لماذا يا ترى؟ هل للأنه يشعر بالامان هنا، مع ان ليس هنالك أحد ينام بقربه إلا انه يجد هذا المكان مريح أكثر من منزل والده.
صحيح، مهما بلغت حياة الانسان من مصاعب و أحزان و مآسي، مهما ذرف من عبرات و أطلق من صيحات و لطم رأسه لطمات حسرة و قهر، سوف يجد نوراً يخمد نيران الظلمات التي غمرته، حتى و لو إنطفأ هذا النور، سوف يجد نوراً آخراً، هذا ما علمتني إياه الحياة! فكل ضوء أمامي ذهب، في ذلك الوقت كنت عاجزاً و لم أستطع حمايتهم أو التعبير عن إمتناني لهم، إلا أنني الآن شخص قادر، لذا سوف أحمي نوري الوحيد ! لذا إنتظريني و لا تذهبي.
. . .
إستيقظت في الصباح على صوت صراخ رجل، و أنا من كان يعتقد بأنني سوف استيقظ على صوت ديك يصيح أو أي حيوان ،عدلت جلستي أحدق في الفراغ، أشعر بصوت وقع أقدام ثقيل يسقط على الارض، نظرت لبيتر فوجدته لا يزال نائماً، فإنتصبت على رجلي و غطيته بغطاء السرير لكي يختفي بشكل تام، ثم أخذت الاوراق التي كنت أرسم فيها أو أكتب و بعثرتها على المكتبة و السرير بشكل عشوائي هي مع الاقلام .
فتح الباب بشكل جنوني، عندها شعرت بتحرك بيتر تحت الفراش، لم يكن نائماً، كان ببساطة يتظاهر بالنوم للأنه خائف، لابد و انه كان يعلم بأن الصوت كان صراخ والده، ووقع الاقدام كانت أقدام والده، و بالفعل، كان رجلاً ضخم الجثة، لم يكن يشبه إبنه لذلك الحد إلا أن من يراهما يعرف بأنهما أب و ابنه.
كانت ملامح الغضب تسيطر على وجه، فسألته بهدوء: الدخول هكذا لغرفة ضيف، ظننت بأن أهل الريف لديهم بعض الاخلاق.
نظر لي بغضب و قال: من أنت يا هذا؟ أين بيتر؟!
إبتسمت و قلت له بثقة: لديك مبدأ غبي لكي تسأل هذا السؤال، كوني من أكون هذا شئ ليس من شأنك، لذا آسف، أما بشأن إبنك المدعو بيتر ..
ثم أردفت: دعني أسألك سؤالاً صريحاً، لماذا تريده ؟
إحمرت أوداجه و ظهرت عروقه رقبته و قال: و ما شأنك أنت يا هذا!
ثم نظر للفراش حيث رأى شيئاً اسفله، كان هذا بيتر، تقدم لكي يزيح الفراش فوقفت أمامه و أخرجت مسدساً من جيبي ووجهته عليه، ما إن رأى المسدس حتى سقط على الارض يزحف للخلف، عندها جائت ماري في نفس الوقت، نظرت للوضع فتوسعت عينيها بدهشة و صدمة، و قالت لي: أنت! ماذا تفعل؟
شعرت بأنني فقدت نفسي، لا أعلم لماذا، ربما للأنني مشابه لهذا الفتى في الحالة لذا كانت فرصة لكي ألقي ما على عاتقي من أفعال كنت أريد فعلها و لم أستطع، من أقوال لساني كان يحفظها و لم يستطع إخراجها، فقدت نفسي و تحليت بشخصية جديدة، شعرت برغبة في الضحك، لا، لم أكن أنا، كان ذلك الشخص الذي يقبع في داخلي! دائماً يأتي لي بإبتسامة صفراء على محياه، لكنه هذه المرة قد حول إبتسامة لضحكة رنانة قد دوت في المكان، جمدت ماري و الرجل، و جعلت بيتر يخاف.
عندما توقف عن الضحك بعد أن أخذ مني جسدي، رمى المسدس على الارض و قال :لم أتوقع أن تصدق بأنني أحمل مسدساً حقيقياً بهذه السهولة! ما خفت منه كان مجرد لعبة أطفال!
نظر بصدمة ممزوجة مع خوف، بينما ماري قد خانتها ساقيها و جلست على الارض تنظر لما يحدث، بينما أنا، أنا كنت أحاول أن أوقف ذلك القرين من التحكم بالوضع، أو بالاحرى محاولة إيقافه كانت مجرد كذبة، فقد شعرت ببعض الراحة بسبب ما فعله، واصل كلامه مخاطباً الرجل: البشر حقاً مثيرون للإهتمام، كنت للتو تتظاهر بالجموح و تتصرف بشكل متعال، لكنك خفت من مسدس مزيفاً، و أنت الآن لا تزال خائفاً، جالساً أمامي و كأنك تتوسل لي بطريقة مثيرة للشفقة.
ثم أردف: أغرب عن هنا و لا تعود مرة اخرى، شخص يركع بسهولة أمام الآخرين ليس جديراً بأن يأتي ليطالب بإعادة ابنه.
إنصرف، ما إن إنصرف حتى ترجل بيتر من السرير و جرى نحو ماري و إحتضنها، بينما ماري وقفت على رجليها و نظرت لي بقلق و معالم الدهشة لا تزال مرسومة على وجهها، فقلت لها بعد أن إستعدت صوابي: أتركيني وحدي.
إستلقيت على أرضية الغرفة أحدق في السقف، هذا ما يحدث لي عندما أبتعد عن النور و أذهب للظلمات، مع انني أتظاهر بالقوة و الثقة، إلا انني في الحقيقة شخص جبان، لا أستطيع العيش بمفردي مع أن الناس يعتقدوني كذلك، مع أن هنالك مرآة تعكس ذلك النور هنا إلا انها ليس كافية ..نعم، بدأت أفتقدها منذ أول يوم و أنا من فارقها، أتسائل إن كان سوف تنتظرني إلى أن أعود، فأنا سوف ابقى هنا، اتسائل إن كانت سوف تنتظرني؟ هل سوف تعود لمسقط رأسها؟ هل تتذكرني كل يوم؟
تسألون لماذا فارقتها و أنا أشتاق لها، لم أكن أنا من دبر هذا الامر، إنما ذلك القرين الذي يقبع بداخلي، إنه يريد مصلحتي و لطالما ارادها، إلا انه يسلك الطريق الخاطئ و أنا اتبعه لا غير، لا أعرف إن كان وجوده داخلي شيئاً طبيعياً أم مرض نفسي، إلا انه يكون معي طول الوقت .
عندها سمعت صوت فتح الباب، عدلت جلستي فرأيت ماري أمامي، أغلقت الباب و جلست أمامي على الارض، و قالت: لقد قلت أن أتركك وحدك إلا انني قلقت بشأنك، هل أنت بخير؟ هل فعلت ذلك من أجل بيتر؟
نظرت للأسفل و قلت لها: لا، كل ما في الامر هو بأنني فرغت ما في جوفي من هواجس لا أكثر، ليس من أجل بيتر.
فجأة وضعت يدها على خدي و رفعت رأسي لكي أنظر لها، كل ما أنظر لوجهها أشعر بشعور غريب، لا أعلم ما هو إلا انه يتعلق بكاثرين، فقالت لي: لقد قلت بأنني اشبه فتاة تعرفها صحيح، أي نوع من الفتيات؟
إبتسمت و أنا أبكي من الداخل، ثم مسحت بيدي على شعرها من الخلف، عاملتها معاملة كاثرين نفسها أمامي، و قلت لها: إنها ضوء حياتي الاخير، شخص قد إقتلع بذور الظلام من جوفي و التي كانت تنمو مراراً و تكراراً.
لمعت عينيها بضوء مخيب للآمال و قالت :هل تعني بأنك تحبها ؟
فأخذتها و ضممتها لصدري، كنت أعتبرها كاثرين الاخرى، و لم يكن لمشاعر اخرى اتجاهها، و قلت: إن كنت أشعر بالراحة معها، أو بالاحرى أشعر بأنني حر معها، لا أعلم ماذا يسمون هذا الشعور، لكن إن كان "حباً" فليكن كذلك.
. . .
توقف بعدها لوي عن الكلام وهو ينظر للفراغ أمامه، عم الصمت لفترة غير مريحة من الزمن، إلى ان حطمه كيفين و قال لنانسي: ه-هل تريدين الخروج للخارج ؟
عندها قفزت نانسي من مكانها و قالت بشغف: نعم! أريد!
عندها ذهب كل شخص لتغيير ملابسه، خرجنا من الشقة فأقفل كيفين الباب و هو يقول لنانسي محاولاً تغيير الهالة القاتمة التي تحيط بنا: يوجد هنالك سوق قريبة من هنا، هل تريدين شيئاً منها ؟
أخذت نانسي تتكلم مع كيفين و كأنه طفل في نفس عمرها، وهو كذلك كان مستمتعاً بالحديث، أما لويس كان ينظر للأخته محاولاً فتح موضوع معها إلا أن لسانه قد إنعقد على ما يبدو و لم يعرف في ماذا يتكلم، أما أنا كنت أحدق في لوي الذي كان يمشي بهدوء شديد !
. . .
عندما قادنا كيفين، دخلت نانسي للداخل و جرت إلى حيث الحلويات فلحق بها كيفين، فأطلق لويس صوتاً يدل على الانزعاج و لحق بهما، عندها أمسكت يد لوي، فنظر لي بأعينه الحزينة، إبتسمت في وجه و قلت له: دعنا نحن نذهب ايضاً.
لحقنا بهم، هناك حيث كانت نانسي تنظر للحلويات و الشوكولاته بشغف، و كيفين بجانبها، بينما لويس يقف خلفهم بصمت، عندما رأيت الحال هكذا، ذهبت لكيفين، عندما إلتفت لي همست في اذنه قائلة: لويس يريد أن يكون مع نانسي، لماذا لا تبتعد قليلاً؟
في البداية نظر لي بدهشة، ثم نظر للويس الذي كان ينظر إلى اخته بطرف عينه، عندها أطلق كيفين ضحكة سخرية و قال لي بإبتسامة كبيرة:حسناً .
إبتعد كيفين عنها بينما هي كانت مشغولة بالنظر للحلوى، ذهب للويس و دفعه إلى حيث نانسي ثم أخذني و إبتعدنا لكي ننظر لهما عن بعد، عندما قررت نانسي ما سوف تختاره إلتفت للشخص الذي بجانبها ظناً منها بأنه كيفين، لكن ما إن رأت لويس حتى توسعت عينيها و تملكتها الدهشة و الخوف في نفس الوقت .
أما لويس كان يحاول جاهداً رسم الابتسامة على وجه، فنزل لمستوى طول اخته و قال لها :ه-هل تريدين هذا؟
فقالت مغمغمة: أين أخي كيفين؟
حاول كظم غضبه و قال لها: لقد ذهب ليشتري شيئاً يخصه.
عندها سألت مرة اخرى بنفس النبرة: أين كاثرين إذن؟
فأجابها :إنها مع لوي في مكان ما هنا .
و نحن ننظر عن بعد، قال لي كيفين مغمغماً: إن كنت تريدين أن ينسجم مع اخته، لماذا لم تعطيه تعليمات اولية؟
إبتسمت له بإصطناع و قلت: لا، لم أتوقع انه و نانسي ايضاً سوف يتوتران لهذا الحد.
عندها قال لي كيفين: بالطبع سوف يتوتران، فنانسي لا تتكلم معه كثيراً و هو كذلك لا يتكلم معها !
كان كيفين على وشك العودة، لكن لوي وضع ذراعه أمام كيفين ليخبره بأنه لا داعي لهذا، عندها قال لوي: الابحار في مياه مجهولة تتطلب الكثير من الشجاعة، دعوه.
فقال له كيفين مغمغماً:لا، شجاعة؟ إنها مجرد محادثة لا غير.
عندها تنهد لوي و قال له بهدوء: هل أنت غبي أم تتظاهر بالغباء؟
ثم أردف: ما يفعله لويس الآن يعتبر شئ جديد كلياً في حياته، فقد كان طول هذا الوقت يحاول أن يتجاوزني أو كان يخدم والدي و يسعده، الآن للتو بدأ يتحرر من السلاسل التي تقيده ،لذا دعهما وحدهما .
ثم واصل كلامه بهدوء: الامر نفسه ينطبق على نانسي، فهي اخته من امه، مع هذا علاقاتها محدودة معه و لا تتكلم إلا معك و مع كاثرين، و أنا قليلاً، والديها لا يعلمان عنها شيئاً، لذا لويس يكون أقرب شخص لها في دائرة النسب.
إبتسمت و قلت لكيفين: إنه على حق، دعنا نتركهما وحدهما الآن.
نظر لهما لمدة من الزمن، ثم إبتسم و إبتعد معنا.
. . .
بعد أن قضينا ما يقارب الساعة، خرجنا و عدنا لشقة كيفين، ليأتي الليل بسرعة، أمضينا وقتنا في محادثات جانبية، بجانب انني اتصلت لليندا و جاك لكي لا يقلقا علي للأنني لم أعد لهم، بجانب انهما قد زارانا و أحضرا معهما حقيبتي التي بها أشيائي و ملابسي ثم غادرا.
ذهبت أنا و نانسي لغرفة النوم، عندما إستلقيت معها على السرير سألتها بإبتسامة: هل إنسجمتي مع لويس؟
تكورت مكانها و قالت: لا أعلم، على كل لا أستطيع أن أتكلم معه بأريحية مثل كيفين.
فوضعت يدي على رأسها و أغلقت عينيها و قلت :لا تقلقي كثيراً و تصرفي كما أنت، فهو يحاول جاهداً أن ينسجم معك، لذا أنت أفعل مثله.
فتحت عينيها و نظرت لي بدهشة، فقلت لها بإبتسامة: الاخ الاكبر بمثابة الدرع، هذا ما أعتقده أنا، كانت طفولتي معقدة قليلاً لكن وجود أخوين بجانبي جعلني أواصل الحياة، صحيح بأن لويس لم يكن يهتم لك في السابق، لكنه الآن يحاول رويداً رويداً أن يندمج معك.
إبتسمت ببرائة و قالت بنعاس: شكراً لك، أختي ..
ثم نامت، بينما أنا أخذت أنظر لها بتعجب لكنني سرعان ما أغلقت عيني و نمت.
. . .
إستيقظت على صوت لوي الذي يوقظني، فتحت عيني للأراه يجلس على السرير و نانسي لا تزال بجانبي نائمة، الوقت كان لا يزال في منتصف الليل،حيث تسلل ضوء القمر إلى الغرفة عبر النافذة الزجاجية، فنظرت للوي و قلت له :ماذا هناك؟
كان يجلس بجانبي، كأن شعره الفحمي كان جزء من ظلام الذي كان يغمر الغرفة، أما عيناه قد برقتا في وسط عرصات الظلام مث النجوم في الفضاء.
جمدت أمامه حيث كتم أنفاسي، هو و المقلتان البراقتان، فقطع حبل أفكاري و هو يقول: أريد أن أتحدث معك.
__________________
.
.
،*
Laugh until tomorrow ♡
رد مع اقتباس
  #377  
قديم 01-22-2015, 09:00 PM
 

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-image:url('http://store1.up-00.com/2014-12/1419463015895.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[cc=...]
حجززز
[/cc]

السلاااام عليكم
ريموووو , كيفك ؟ شخبارك ؟
الحمد لله خلصصت امتحاناتك وتمنالك اجازة اسعد مما تتوقعيين
نجي للسيد بارت :ha3:

جميل ورائع وبراق ، متوقع من كاتبة مثلك يا امورتي
اخيرااااااااااا لوي رجع للكاثرين
يا حياتي رحمتهم مرررررره

هههههههههه لويس يحول ينسجم مع نانسي وهي بعد

سلمت يدك على الباااااارت الخوقاقي أي2
ما شاء الله ابدعتي س1

اتسائل ليش لوي صحى كاثرييين ؟؟

المهم تسلمين على البارت الأكثر من رائع اعجبنييييي كثييييييييييييييييييييير

اتمنى تتقبلي مروري ودمتي بحفظ الله ورعايته


[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
R i m a#! and Stars princess like this.
__________________
لا اله الا الله

التعديل الأخير تم بواسطة KEMOCHI ; 01-22-2015 الساعة 10:21 PM
رد مع اقتباس
  #378  
قديم 01-22-2015, 09:14 PM
 
Cool تهديد بالقتل لريما احذروا مني

حجز
بارت اليوم مميز لدرجة انني لما قرأت وصف لوي لكاثرين و هو يحدث ماريا عنها احسست انني رغبت في قتله لأنه يعامل ماريا ككاثرين اضافة لتركه كاثرين و ذهبابه دون سبب مقنع لماذا ؟ لماذا ؟ هل هذا لوي الحقيقي ؟ ماذا فعلت به ؟
قولي الحقيقة و لن اقتلك حسنا انا قد لا اقتلك الان كما قلت ليس الان لكنني سافعل ان لم تكملي سريعا خير4 اترين هذه النظرات انها تؤكد ما اقوله
اما الاحداث فقد عجزت عن وصف روعتها من الغريب ان تنقلب احوال لوي بهذا الشكل و يصبح انسان متمرد مرعب متحفز لكل جديد فجأة بعد ان كان شخص رقيق هادئ عبقري انعزال عن العالم الخارجي حوله بشكل غير طبيعي
لويس و نانسي جعلاني احس انهما في موعد غرامي فكلاهما يعجز عن مواجهة الاخر اعجبني سير الاحداث انه ممتع و روعة اكاد اتمنى عيش احداث هذه الرواية على ارض الواقع بدلا عن الخيال لقد اعاد لي رغبتي في عيش حياتي بعد ان كنت امر بفترة من الاحباط اما احداث الفصل السابق فلا تعليق لقد سببت لي الصدمة لا اصدق ان لوكا كرهت لوي بسبب ذاك المعتوه والده بعدها قتلها بكل بساطة بيد مايكل ذاك الوحش و الوغد والد لوي اظن يكفي هذا القدر من الكلام الحمد لله لعودتك بعد الانتحارات سالمة معافاة داخلة ساحة حرب البنت :baaad: ان شاء الله تكملين سريعا و حصلت 2 مقعد مع الاسف من الvip بالمرة الجاية انا اول الموجودين ان شاء الله سلامي عزيزتي ريما
R i m a#! likes this.

التعديل الأخير تم بواسطة Stars princess ; 01-23-2015 الساعة 04:00 PM
رد مع اقتباس
  #379  
قديم 01-23-2015, 01:00 AM
 
مرحباا
اهلا بعودتك
ارجو ان تكون امتحاناتك جيدة
الباارت روووعه
اعجبني عندما ذهب لوي الى الريف وساعد الفتى
ولويس كان مضحكا وهو يحاول الاندماج مع اخته
كيفين كان لطيفا وايضا احمق قليلا
بانتظار القادم
سلااام
R i m a#! likes this.
رد مع اقتباس
  #380  
قديم 01-23-2015, 01:25 AM
 
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Stars princess
اسفة روحت مقاعد vipان شاء الله احجز المقعد الحالي لحين انتهائي من الصدمة الي راح اقرأها و راح احاول اخذ المقاعد الاولى مرة ثانية لذا حجز الان
هذا الحجز القديم حل و انتهى امره اسفة تركته من زمن سامحيني لأني نسيته لكن انا الان ضمن الvip لذا ما عليك منه
R i m a#! likes this.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أحبگ بقلمي خـبـلات لـلابـد❤ نثر و خواطر .. عذب الكلام ... 7 07-23-2012 09:32 PM
فَمَا طَمَعِي في صَالِحٍ قَدْ عَمِلْتُه/ الامام علي بن أبي طالب فــهــد أحمـد الــحقيـل قصائد منقوله من هنا وهناك 2 04-09-2010 02:41 PM
لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا حمزه عمر نور الإسلام - 1 12-07-2009 11:31 AM


الساعة الآن 05:24 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011