|
| |||||||
| قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة. |
 |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
03-15-2014, 04:57 PM
| ||
| | ||
| عندما يقول الكلب هب...هب أتعرفون يا أصدقائي لماذا يقول الكلب: هب!.. هب! حين ينبح ؟ .. إن لذلك حكاية قديمة تعود بنا إلى هاتيك العصور البعيدة التي عاشت فيها كليلة ودمنة والتي كانت الكلاب تتكلم فيها العربية الفصحى . فهل تريد أن تعرف ماذا جرى لكلب "لولو" حتى بكم المسكين وأصبح عاجزا الاّ على الهبهبة والنباح العقيم ؟ هاك القصة إذن . بدأت مأساة لولو يوم تعرف على رجل اسمه " عنسان" . كان عنسان عائدا من الصيد فارغ الجراب ، مملوء الصدر هموما وأكدارا . يتطايح على الطريق من ثقل همّه وغمّه . فأشفق لولو على حال هذا المخلوق التائه وأوقفه ليسأل عن خطبه . فأنس عنسان بطلعة الكلب وتوسّم فيه نبل العواطف ورفعة الأخلاق وسموّ الأصل ومالت نفسه الحزينة إلى الإفراج عن كربتها بالحديث . فمسح دمعة هاربة من عينه اليسرى وتنهّد وقال: " أرأيت جرابي الفارغ؟ " .. إنني لم أصطد أرنبا واحدا منذ أيام عديدة ، أخرج إلى الغاب من مطلع الفجر إلى غروب الشمس وأعود كل مرة فارغ اليدين ، وأنا مع ذلك صياد ماهر لكنني عاجز عن اقتفاء أثر الحيوانات في متاهات الغاب الشاسع . وسكت عنسان برهة ليستنشق قبضة سعوط ( دقيق التبغ الذي يدخل في الأنف ) من الحقة التي أخرجها في الأثناء من طي حزامه ثم استطرد يقول : زد على هذا أن القطط واللصوص تعوّدوا اغتنام فرصة رقادي لاختلاس قديدي (لحم مملح و مجفف في الشمس ) و مخزوناتي القليلة من الطعام المصبّر. فاءن نمت ليلتي جعت كامل نهاري ، وان حرصت على قوت غدي بتّ ساهرا إلى شروق الشمس ... أمّا شياهي فلعنت الله عليها : نصفها يضيع في المرعى لطيشها الأحمق ، والنصف المتبقي تلتهمه الذئاب الجائعة . انّي والله أكاد يا أخي أجنّ من عيشتي الكلبة ! . ضحك لولو الطيب من النعت الأخير الذي وصف به عنسان عيشته ولم يغضب رغم وقاحته التي تنمّ عن سوء تربية وقلة حياء . ضحك وقال : أمّا عجزك يا عنسان عن اقتفاء أثر طريدتك في الغاب فهو راجع إلى إدمانك على " السعوط" التي طمس حاسّة شمّك . لكن لا عليك ، أنا أريحك من مشاكلك كلّها أطارد فريستك وأحرس بيتك وأرعى غنمك ، فهل تضمن لي قوتي مقابل ذلك ؟ . طار عنسان فرحا ورفع الكلب يضمه إلى صدره ويقبله ويلف له أنه سيعطيه نصف قنصه إن هو أراحه منة مشاكله . بل عرض عليه في غيبوبة سعادته المفرطة أن يبرم معه معاهدة تعاون أبدية . وجاء في التوّ بعظم حيواني لمحه على حافة الطريق وقسمه إلى شطرين وكتب على الشطر الأول أنه فوّت في نصف قنصه إلى الكلب وأمضى النص وسلمه إلى لولو وأمضى لولو من جانبه نصّا مماثلا نقشه بأنيابه على الشطر الثاني من العظم ، التزم بموجبه بخدمة عنسان وآل عنسان من بعده إلى أبد الآبدين وأعطى الوثيقة إلى عنسان . بعبارة أخرى أبرمت المعاهدة التاريخية في جو ودي ساده التفاؤل بمستقبل التعاون بين البشر والكلاب . في اليوم نفسه نقل لولو أدباشه إلى كهف عنسان ودّع أقاربه و أصدقائه بالغاب وأعلمهم بما اعتزم فلامه ابن عمه الذئب على قراره وحذّره من مغبّة خلطة بني آدم ولكنّه سخر من كلامه وطمأنه على مصيره ومرت الأيام ،وسارت الأمور على أحسن ما يرام ، تضاعف قنص عنسان وامتلأت جراره بالقديد ، إذ سرعان ما ولّى اللصوص عن سطو عنسان بعد أن أذاقهم لولو حد أنيابه ، وأما القطط فاءنها عندما يئست من مخادعة الكلب الفطين دارت إلى الفئران المعششة بالمكان تفتش فيها غلها بنهم لا يترك للصلح مجالا، الأمر الذي طهّر بيت عنسان وفراشه من عبث هذه الحيوانات القذرة ثم إن عنسان بفضل سهر لولو على شياهه ، تفرّغ في النهاية لهوايته المفضلة فأصبح عازفا بارعا على الناي ويقال إن ذلك هو تاريخ بداية الموسيقى والحاصل صار عنسان أسعد مخلوقات الله في الدنيا من يوم أن دخل الكلب في حياته . فهل تحسب أنّه حمد الله على ما آتاه من خيرات وسعادة؟ حمده في البداية هذا صحيح ، إنما عندما شبع وتجشّأ كبر بطنه وطمع في المزيد . احولّت عيناه تجاه نصيب لولو المسكين . عزّ عليه وهو إنسان وما أدراك ما إنسان أن يتقاسم الرزق مع كلب حقير ، فبات يخطط ويسطر للحفاظ بالقنص كلّه لنفسه دون أن يخسر خدمة لولو الثمينة مع ذلك . وذات يوم تظاهر عنسان بالمرض العضال ولازم الفراش ، لازمه يوما فيومين فأياما عديدة وجعل يئن ويتوجع طوال الوقت حتى كاد يذوب قلب لولو حزنا وإشفاقا وكان لولو يزور المريض كل مساء ، بعد أن يعود بالشياه من المرعى ، وكان في كل مرة يحمل معه قديدتين أو ثلاثا من مدّخراته الخاصة لمواساة المريض ، حتى نفذ القديد من حجرة لولو . فبدأ يجوع ، صام ثلاثة أيام متتالية فهل فكر عند ذاك في نقض الاتفاقية والعودة إلى الغاب للنجاة بنفسه ؟ .. معاذ الله ! لولو الأمين ، لولو الوفي يفكر في الخديعة !! وهل خطر بباله حتى أن يستعير من عنسان بعض القديد إلى أن يرحم الله؟.. مجرّد فكرة لم تطرأ بخلده ولو طرأت لما تجرّأ على إزعاج مريض مثل هذا الطلب . لما تواصل مرض عنسان وبلغ الجوع بلولو حدا لا يطاق فكّر المسكين في حلّ واحد ، أخرج عقد الاتفاقية من الحفرة التي خبأه فيها قرب جذع شجرة الخروب وأكله بكل بساطة ، أكل لولو الوثيقة الفريدة التي تضمن حقوقه على عنسان وآل عنسان من بعده وبقي مقيدا بنص الاتفاقية الثانية التي تلزمه بخدمة ابن آدم وحراسته إلى قيام الساعة ، وكان عنسان متيقنا من أن لولو سيسقط في الفخ وكانت تلك غاية تمارضه الطويل . طبعا لم يمر يوما واحدا حتى فهم لولو كل شيء ، شفي عنسان فجأة من علته وخرج معه إلى الصيد وعاد بجراب مليء بالأرانب والحجل والبط الوحشي لكن ما راع لولو وهو ينتظر قسطه من الغنيمة الاّ أن عنسان يحتفظ باللحم كله لنفسه ويلقي إليه بالعظام ،وكان أن فقد لولو لسانه من عنف وقع الصدمة على نفسه الحساسة ، فلما أراد أن يذكر صاحبه بحقه في الهبرة ( قطعة اللحم التي لا عظم فيها) جعل ينبح ويردد : " هب!.. هب!..هب!..هب!.." وهو ما يزال ينبح إلى يوم الناس هذا وربما إلى يوم يبعثون !!! . محمد قلبي – مجلة قوس قزح العدد: 2-1984  |
|
#5
03-28-2014, 07:01 PM
| ||
| | ||
| السلام عليكم كيف الحال ؟ اتمنى ان تكون بخير حقا قصه راائعه و غريبه و عجيبه ايضا و طريقة سردها شدتني بطريقه عجيبه اشكرك على الطرح تقبل مروري 
__________________ |
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| مقاطع أعترافات وفضائح الأبتزاز ( مقطع أحدهم بصوته يقول لفتاة يبتزها أنبحي زي الكلب ) | صدا المحبه | حوارات و نقاشات جاده | 3 | 06-08-2010 12:01 AM |
| ما هو شعور الفتاه عندما يراها الخاطب ثم يقول .... | حنين الغروب | حوارات و نقاشات جاده | 34 | 10-26-2008 10:39 PM |
| الكلب المفقود, يرجى المساعدة فى البحث عن الكلب...mk | mk1990 | نكت و ضحك و خنبقة | 41 | 10-02-2007 02:26 PM |
| ماذا يقول لك ملك الموت عندما يأتيك موضوع جدا شيق | karar_vip | نور الإسلام - | 2 | 03-29-2007 09:48 AM |
| ماذا يقول لك ملك الموت عندما يأتيك | توتا | نور الإسلام - | 6 | 03-29-2007 09:43 AM |
4Likes
العرض العادي
